حلقة 346: مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف - ما هي السبع الموبقات - رفع اليدين بالدعاء بعد الصلوات المكتوبة أو النوافل جائز - صيحة لمن لم يهتم بطلب العلوم الشرعية - ما حكم تأخر العارية عن الوقت المحدد لها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

44 / 48 محاضرة

حلقة 346: مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف - ما هي السبع الموبقات - رفع اليدين بالدعاء بعد الصلوات المكتوبة أو النوافل جائز - صيحة لمن لم يهتم بطلب العلوم الشرعية - ما حكم تأخر العارية عن الوقت المحدد لها

1- ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف الإيمان بذلك والاستقامة على ذلك، فإن المؤمن يعبد الله وحده ويخلص له العبادة وهو مع ذلك يرجوه ويخافه، يرجو رحمته فيسارع إلى مراضيه، ويخاف عقابه فيبتعد عن مساخطه ومناهيه سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه في عباده الصالحين من الرسل وأتباعهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) فرغباً هذا رجاءً، ورهباً يعني خوفاً، هذه سنة أهل الإيمان من الرسل وغيرهم؛ أنهم يعبدون الله ويدعونه عن إخلاص له وعن محبة وتعظيم وعن رغبة ورهبة يرجون رحمته ويخافون عذابه، فالواجب على كل مؤمن أن يكون هذا، أن يكون مخلصاً لله مؤمناً، بالله موحداً له سبحانه يرجو رحمته ويخشى عقابه جل وعلا، وقال في الآية الأخرى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) فهذه صفة المؤمنين التقرب إلى الله بطاعته من الإخلاص وأداء الفرائض وترك المناهي مع الخوف منه جل وعلا ورجاء رحمته وإحسانه سبحانه وتعالى، أما المرجئة فغلبوا جانب الرجاء وتساهلوا بجانب الخوف، والمعتزلة والجهمية وأشباههم غلبوا جانب الخوف وفرطوا في جانب الرجاء، وأهل السنة والجماعة ضد ذلك يؤمنون بهذا وهذا، يرجون رحمته ويوحدونه ويسارعون إلى مراضيه، مع الخوف منه سبحانه والحذر منه، ويقولون: من مات على معصية وهو موحد مخلص لله مؤمن لكنه مات على معصية من المعاصي لا يستحلها؛ مات على الزنا وهو زاني ما تاب، مات وهو يشرب الخمر، مات وهو عاق لوالديه مات، وهو يأكل الربا أو نحو هذا من المعاصي لكن لا يستحل ذلك، يعلم أنه عاصي فهذا تحت مشيئة الله عند أهل السنة، تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وأدخله الجنة برحمته وإحسانه، وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار إلى الجنة برحمته وإحسانه جل وعلا ولا يخلد في النار إلا الكفرة، لا يخلد في النار إلا الكفار الذين بطلت أعمالهم بكفرهم وضلالهم هؤلاء هم المخلدون في النار كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) ما دون الشرك من المعاصي تحت المشيئة يغفره لمن يشاء من عباده لأعماله الصالحة وتقوى الله، أو بشفاعة الشفعاء كالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين والملائكة والأفراط، أو بمجرد رحمته وعفوه وفضله سبحانه وتعالى من غير شفاعة أحد، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان، الإيمان بالله والإخلاص له والاستقامة على دينه مع المحبة العظيمة مع الرجاء والخوف خلافاً للمرجئة وخلافاً للوعيدية المعتزلة وغيرهم. والواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يسير على منهج السلف الصالح، وأن يعبد الله وحده عن إيمان وعن صدق وعن إخلاص وعن رجاء وخوف، يؤدي فرائض الله ويحذر محارم الله ولا يأمن من مكره بل يخافه ويرجوه قال تعالى: (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له عليه الصلاة والسلام)، فهو مع كونه مغفوراً له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع كونه سيد ولد آدم ومع كونه أفضل الناس وأكمل الناس إيماناً مع هذا يخاف الله ويرجوه بل يقول إنه أخشى الناس لله:(والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له) عليه الصلاة والسلام، ولهذا يقول السلف من كان بالله أعرف كان منه أخوف، كلما زاد علم العبد بالله وبأسمائه وصفاته زاد خوفه من الله وزاد تعظيمه له وزاد رجاءه له، وزاد ثباته على الحق واستقامته عليه وحذره من خلافه.   
 
2- ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟
السبع الموبقات بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء، إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في إضلال الناس، والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة، يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال ونفث في العقد كما قال تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين وأمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله، متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أمرائه في الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم، أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة عظيمة يقول الله فيها: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قتل النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك، من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك، ليس بكافر إلا أن يستحل ذلك ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) خالداً فيها إن استحل ذلك، وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له نهاية أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) القتل بالحق زاني محصن يرجم، إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ له يقتل، وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع: أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع: ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم بالدرهمين، صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل، صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا فضل لا يجوز، ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني ما يقبض إلا بعد المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا النسيئة، يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض، فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار إلى أجل هذا ربا نسيئة......أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر. والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في هذا وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك. السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار الذي ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد:(إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال، يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف أو من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو. السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من أطلق بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات، يستحق جلد ثمانين جلدة كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) قذف المحصنات كبيرة من الكبائر، وهكذا المحصن من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء، وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء، وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.   
 
3- هل رفع اليدين بالدعاء بعد الصلوات المكتوبة أو النوافل جائز أم لا، ومتى يجوز ذلك؟
رفع الأيدي في الدعاء مستحب من أسباب الإجابة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن ربكم حيٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً) يعني: خاليتين فيستحب رفع اليدين في الدعاء، إذا دعا ربه في بيته في السفر في أي مكان يرفع يديه ويدعو يجتهد في الدعاء ويلح في الدعاء هذا من أسباب الإجابة، ومن هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إَ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) يعني بعيد أن يستجاب له ولو مد يديه ولو ألح بالدعاء مع تعاطيه الحرام وتلبسه بالحرام في مأكله ومشربه ونحو ذلك، يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رفع اليدين من أسباب الإجابة وهكذا الإلحاح في الدعاء من أسباب الإجابة لكن قد يوجد مانع وهو الأكل الحرام، فالذي يتعاطى أكل الحرام هذا من أسباب حرمان الإجابة، وهكذا الغفلة عن الله والإعراض عن الله وكثرة المعاصي من أسباب حرمان الإجابة. ولكن لا يرفع في المواضع التي ما رفع فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - المواضع التي لم يرفع فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نرفع فيها لأنه - صلى الله عليه وسلم - يتأسى به في الفعل والترك، هو الأسوة كما قال الله جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فكما أنَّا نتأسى به في الفعل نتأسى به في الترك، رفع يديه لما استسقى في المنبر يوم الجمعة لما سأل الله الغيث رفع يديه في خطبة الجمعة على المنبر، نرفع أيدينا إذا استغثنا نطلب الغيث نطلب المطر، يرفع يديه الإمام والمأمومين يرفعون أيديهم يدعون الله ويؤَمِّنون على دعاء الإمام، وهكذا إذا دعا بينه وبين نفسه في بيته في آخر الليل في الضحى في أو وقت يدعو ويرفع يديه، أو بعد صلاة النافلة إذا صلى بعض الأحيان دعا ربه بعد صلاة النافلة، الضحى أو في الليل أو في أي وقت لكن في صلاة الفريضة لا يرفع يديه إذا سلم؛ لأن النبي ما كان يرفع يديه في الفريضة، لم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه رفع يديه بعد الفرائض فنحن لا نرفع نتأسى به عليه الصلاة والسلام وهكذا في خطبة الجمعة إذا دعا لا يرفع لأن الرسول ما كان يرفع في دعاء الجمعة إلا إذا استسقى خاصة، فإذا دعا في خطبة الجمعة أو خطبة العيد لا يرفع؛ لأن النبي لم يرفع عليه الصلاة والسلام وإذا سلم من الفريضة الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب والعشاء لا يرفع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يرفع وهكذا بين السجدتين دعاء بين السجدتين لا يرفع يديه، وهكذا في آخر الصلاة قبل أن يسلم لا يرفع يديه؛ لأن الرسول لم يرفع في هذه المواضع فلما ترك نترك تأسياً به عليه الصلاة والسلام؛ لكن لو جلس إنسان في بيته الضحى ثم دعا ورفع يديه في الليل ورفع يديه في أي وقت تذكر حاجة ورفع يديه بعدها فلا بأس لكن المواضع التي فعلها النبي ولم يرفع فيها لا نرفع فيها مثل ما سمعت مثل بين السجدتين في الدعاء في آخر الصلاة، قبل السلام، مثل الدعاء في خطبة الجمعة، في خطبة العيد لا نرفع لكن في دعاء الاستسقاء يرفع يديه. بعد صلاة الفريضة إذا سلم من الفريضة ودعا لا يرفع يديه يدعو بينه وبين نفسه، بعد الذكر إذا دعا بعد الذكر بينه وبين نفسه لا بأس، لكن لا يرفع يديه لأن الرسول لم يرفع عليه الصلاة والسلام، والواجب على أهل الإيمان التأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أعماله وأقواله وفي فعله وتركه عليه الصلاة والسلام.   
 
4- كيف نكون بارين بوالدينا ونحن نعيش في بلد وهم في بلد آخر, وإذا كان الوالد أو الوالدة يصلون ولكنهم لا يحافظون عليها في وقتها, أو يصلونها بسرعة جداً, فماذا علينا ونحن بعيدين عنهم؟
على الولد النصيحة للوالدين وبرهما حسب الطاقة لقول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) إن كان حاضراً بالكلام الطيب والفعل الطيب وإن كان غائباً بالمكاتبة بالهاتف التلفون (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ينصح، يسلم عليه، يدعو له، بالكتابة، بالتلفون، وإذا حضر يدعو له ويشكره على أعماله الطيبة، وإن رأى منه تقصيراً في الصلاة أو غيرها نصحه بالعبارة الطيبة وبالرفق كما قال الله جل وعلا: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا) ثم قال بعده: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) وهما كافران قال: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) فأمر الولد أن يصحب أبويه بالمعروف وإن كانا كافرين، فكيف إذا كانا مسلمين؟! فالواجب على الولد ذكراً كان أو أنثى أن يتقي الله، وأن يبر والديه بالفعل والقول إن كانا فقيرين وهو قادر أنفق عليهما، وإذا أمراه أطاعهما بالمعروف وإذا دخل عليهما سلما عليهما واحترمهما ودعا لهما، وإذا كانا غائبين راسلهما بالمكاتبة أو من طريق الهاتف يدعو لهما ويسلم عليهما، هكذا يجتهد في أنواع الخير وإذا كان محتاجين أنفق عليهما وهو قادر لأن الله يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال رجل يا رسول الله: (من أبر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب) وفي رواية قال يا رسول الله: (من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك) فالمؤمن يجتهد في بر والديه ويخص الأم بمزيد عناية ثم الأقرب فالأقرب من أولاده وإخوته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته ثم الأقرب فالأقرب.  
 
5- زوجي لا يهتم بتعلم العلوم الشرعية, وليس عنده وقت للقراءة, فماذا أفعل معه، مع أنه يحافظ على الصلوات في أوقاتها ويقوم بما نحتاجه، ونحن نشكره على ذلك، ولكن نريد له الخير، ومن أراد الله به خيراً فقهه في الدين, فبماذا تنصحونه؟
ننصحه أن يجتهد في قراءة القرآن والتدبر لآيات الله حتى يستفيد كما قال الله جل وعلا: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ويقول سبحانه: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ويقول سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) ويقول سبحانه: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) ويقول سبحانه: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فأنا أنصحه وأنصحكِ أيضاً أن تكثري عليه النصيحة بالرفق أن يعتني بالقرآن، وأن يكثر من تلاوته بالتدبر في الأوقات المناسبة وأن يحضر مجالس العلم وحلقات العلم عند أهل العلم، عند العلماء المعروفين بالخير وأن يقرأ الكتب المفيدة حتى يستفيد منها مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، ومثل عمدة الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي، مثل رياض الصالحين للحافظ النووي يستفيد من هذه الكتب مثل الترغيب والترهيب للمنذري يستفيد من هذه الكتب كتب الحديث، وهكذا يقرأ كتب العقيدة مثل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، فتح المجيد شرحه للشيخ عبد الرحمن مثل العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية يقرأ هذه الكتب حتى يستفيد يجتهد في تخصيص وقت في الليل أو في النهار لهذه الكتب وللقرآن الكريم وأنتِ أوصيك بالتعاون معه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن تنصحينه وتشيرين عليه بالخير وتحضرين الكتب التي يريدها إذا كان مشغول وهكذا تعينينه على كل خير وإذا كان هناك أبٌ له جيد أو أخ أكبر منه أو عم تقولين له لعله ينصحه ويشير عليه بما ينفعه وأنتِ كذلك لكن بالأسلوب الحسن...  
 
6- إذا استعار الشخص أشياء ولم يردها في الوقت المحدد وتساهل فيها, وأهلها يحتاجون هذه العارية, فهل عليه إثم في ذلك؟
إذا كانت مؤقتة يجب عليه أن يردها بعد انتهاء الوقت، ويأثم إذا ترك، إذا أعطوه مثلاً سيارة يوم أو يومين عارية يردها بعد المدة، أو أعطوه مثلاً حاجات أخرى يستفيد منها يردها بعد الوقت الذي حددوه، ولا يجوز له التساهل في هذا الشيء؛ لأن هذا ظلم إذا تساهل ظلم، ومن أسباب سوء الحال بين الجيران وبين الأصحاب، وإذا تعدى على العارية ضمنها، المقصود أن عليه أن يعتني بالعارية وأن يصونها وأن يردها في الوقت المحدد، وإذا كان ما حدد الوقت إذا قضى حاجته بادر بردها. شكر الله لكم... 

439 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply