حلقة 334: ما معنى من سن سنة حسنة - توجيه من وقع في بعض المعاصي ثم تاب - حكم قراءة القرآن على الأموات - هل تؤجر الأم بتربيتها لبناتها - زيارة غير المسلمات - هل يقصر الصلاة من مكث في البحر لمدة ثلاثة أيام - هل يجوز قطع الأشجار المؤذية من المقابر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

32 / 48 محاضرة

حلقة 334: ما معنى من سن سنة حسنة - توجيه من وقع في بعض المعاصي ثم تاب - حكم قراءة القرآن على الأموات - هل تؤجر الأم بتربيتها لبناتها - زيارة غير المسلمات - هل يقصر الصلاة من مكث في البحر لمدة ثلاثة أيام - هل يجوز قطع الأشجار المؤذية من المقابر

1-   من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، هل هذا حديث، وهل إذا كان حديثاً فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم ترك شيئاً لأحد حتى يستن به سنة في الإسلام؟ نرجو أن توضحوا لنا هذا المقام بالتفصيل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا الحديث صحيح, وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها, والتحذير من البدع والشرور؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عملها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً), وهذا مثل حديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً), وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله, فالمعنى سن في الإسلام يعني أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس, فيدعوا إليها ويظهرها ويبرزها فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها, وليس معناه الابتداع ليس معناه أن يبتدع في الإسلام بدعة حسنة لا، كل بدعة ضلالة يقول - صلى الله عليه وسلم -: (كل بدعة ضلالة), لكن المقصود إحياء السنن وإظهارها, مثلاً يكون في بلاد ما عندهم تعليم للقرآن, ما عندهم تعليم للسنة فيحيي هذه السنة يجلس للناس يعلمهم القرآن يعلمهم السنة, أو يأتي لهم بالمعلمين, أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فصار هو يحيي هذه السنة وهذا المشروع يعني يعفي لحيته ويربيها ويوفرها فتابعه الناس في ذلك واقتدوا به عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين), فلما رأوه قد وفر لحيته تابعوه فأحيا بينهم السنة وهي سنة واجبة هي من الواجبات فيكون له مثل أجورهم, أو في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلون الجمعة فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة, أو ينصب بينهم من يصلي بهم الجمعة, أو في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه في الليل صلاة الوتر أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين, فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها, فالذي يحيها بينهم وينشرها ويبينها يقال له سن في الإسلام سنة حسنة يعني أظهر في الإسلام وبين في الإسلام سنة حسنة, وليس المراد أن يبتدع ما لم يأذن به الله؛ لأن البدعة ضلالة يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة), ويقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح أيضاً: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وفي لفظ آخر: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، ويقول في خطبة الجمعة-عليه الصلاة والسلام-: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة), فالبدع التي لم يشرعها الله لا يجوز الدعوة إليها ولا فعلها, بل يكون فعلها إحياءً للبدع يكون الدعوة إليها دعوة للبدع, فلا يجوز وليس المراد في هذا الحديث هذا المعنى (من سن في الإسلام سنة حسنة) يعني أحياها, وأظهرها, وبينها, وأرشد إليها. بارك الله فيكم  
 
2- فيقول: إنه كان جاهلي، ولقد من الله عليه بالإسلام، وكان قبل ذلك قد ارتكب بعض الأخطاء، ويسميها -في الواقع سماحة الشيخ هنا- ولا أستطيع ذكرها هنا، ويقول سمعت حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من أي شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إلى آخر الحديث..)، كيف تنصحونني والحالة هذه لو تكرمتم؟
قد شرع الله لعباده التوبة, قال الله-سبحانه-: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ, وقال-سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا, وقال- جل وعلا-: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له), فمن اقترف شيئاً من المعاصي فعليه بالبدار بالتوبة والندم, والإقلاع والحذر, والعزم على أن لا يعود في ذلك والله يتوب على التائبين- سبحانه وتعالى- متى صدق في التوبة بالندم على ما مضى, والعزم على أن لا يعود, وأقلع منها تعظيماً لله وخوفاً من الله فإنه يتاب عليه ويمحو الله عنه من الذنوب فضلاً منه وإحساناً- سبحانه وتعالى-, لكن إن كانت المعصية ظلماً للعباد هذا يحتاج إلى أداء الحق, وهذه التوبة مما وقع بالندم, والإقلاع, والعزم أن لا يعود, وعليه مع ذلك أداء الحق لمستحقه, أو تحلله من ذلك كونه يقول سامحني يا أخي أو اعف عني أو ما أشبه ذلك أو يعطيه حق للحديث الذي ذكره السائل وغيره من الحديث والآيات والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلله من يومه قبل أن لا يكون دينار ولا درهم), إن كان له عمل صالح إن كان له يعني الظالم عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته, فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه هذا جزاؤه, فينبغي للمؤمن أن يحرص على البراءة والسلامة من حق أخيه, فإما أن يؤديه, أو يتحلله منه, وإذا كان عرضاً فلا بد من تحلله إن استطاع, فإن لم يستطع أو خاف من مغبة ذلك ويترتب على إخباره شر أكثر فإنه يستغفر له ويدعوا له ويذكره بالمحاسن التي يعرفها عنه بدلاً مما ذكره من السوء, يعني يغسل السيئات الأولى بالحسنات الأخيرة, فيذكره بالخير الذي يعلمه عنه لا يكذب يذكر بالخير الذي يعلمه عنه ينشر محاسنه ضد السيئات التي نشرها سابقاً, ويستغفر له ويدعوا له وبهذا ينتهي من المشكلة. جزاكم الله خيراً  
 
3- أرجو من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أن ينبه الناس في الدول الإسلامية إلى حكم قراءة القرآن على الأموات هل هو جائز أم لا؟ وما حكم الأحاديث الواردة في ذلك؟
القراءة على الأموات ليس لها أصل يعتمد عليه ولا تشرع, وإنما المشروع القراءة بين الأحياء ليستفيدوا ويتدبروا كتاب الله ويتعقلوه, أما القراءة على الميت عند قبره أو بعد وفاته قبل أن يقبر, أو قراءة في مكان بعيد حتى تهدى له فهذا لا نعلم له أصلاً, وقد صنف العلماء في ذلك وكتبوا في هذا كتابات كثيرة, منهم من أجاز أن يثوب له القرآن وأن يتلى له ختمات, ومن أهل العلم من قال هذه الأمور توقيفية يعني عبادات, فلا يجوز أن يفعل منها إلا ما أقره الشرع, فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وليس هناك شيء نجزم به في هذا الباب لعدم الدليل, فينبغي أن نبقى على الأصل وهو أنها عبادة توقيفية فلا تفعل للأموات, بخلاف الصدقة عنهم, والحج, والعمرة, وقضاء الدين هذه أمور تنفعهم وقد جاءت بها النصوص, وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له), وقال الله-سبحانه-: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ أي من بعد الصحابة يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ, فدعا هؤلاء المتأخرون لمن سبقهم قد ينفعهم الدعاء, وهكذا الصدقة تنفعهم, وفي الإمكان أن بدل ما يقرأ أو يستأجر يتصدق بالمال الذي يريده أن يستأجر به على الفقراء والمحاويج بالنية عن هذا الميت وينتفع بهذا المال ينتفع بالصدقة, فقد ثبت في الصحيح أن رجلاً قال: (يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي, وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي: نعم), فبين - صلى الله عليه وسلم - أن الصدقة على الميت تنفعه, وهكذا الحج عنه, والعمرة قد جاءت الأحاديث بذلك, هكذا قضاء دينه ينفعه, أما كونه يتلوا له القرآن يثوبه له, أو يهديه له, أو يصلي له أو يصوم له تطوعاً هذا لا أصل, الصواب أنه غير مشروع.  
 
4-   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن، كن له حجاباً من النار)، السؤال: هل يكن حجاباً من النار لوالدهن فقط أم حتى الأم شريكة في ذلك؟ وإن عندي ولله الحمد ثلاث بنات.
هذا عام يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من ولي ابنتين فأحسن إليهن كن له ستراً من النار), وهكذا لو كن أخوات, أو عمات, أو خالات, ونحو ذلك المعنى واحد, فإذا كن ابنتان, أو أختان, أو عمتان, أو نحو ذلك فإن المعنى واحد إذا أحسن إليهما, أو كانوا أكثر من ثنتين كالثلاث, أو الأربع أو نحو ذلك من باب أولى فإنه متى أحسن إليهن فإنه بذلك يستحق الأجر العظيم, وأن يحجب من النار ويحال بينه وبين النار لعمله الطيب, وهذا في المسلمين وهذه من أعمال المسلمين, المسلم الذي يعمل هذه الخيرات يكون قد تسبب في نجاته من النار, والنجاة من النار ودخول الجنة لها أسباب كثيرة فينبغي للمؤمن أن يستكثر منها, فالإسلام نفسه هو السبب الوحيد والأصل هو الأساس في دخول الجنة والنجاة من النار وهناك أعمال إذا عملها المسلم موعود بالجنة والنجاة من النار مثل لو رزق بنات أو أخوات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار, ومثل من مات له أفراط لم يبلغ الحنث كان له حجاب من النار, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من مات له ثلاثة أفراط كان له حجراً من النار ، قالوا: يا رسول الله أو اثنين قال: أو اثنين), ولم يسألوه عن الواحد, وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يقول الله- عز وجل-: (ما لعبدي المؤمن جزاءً إذا أخذت صفيه من الدنيا فاحتسبه إلا الجنة), فبين-سبحانه وتعالى-أنه ليس لعبده المؤمن له جزاء إذا أخذ صفيه أي محبوبه من أهل الدنيا فصبر واحتسب إلا الجنة, فالواحد من ذلك يدخل الواحد من أولاده إذا أخذه الله وقبضه فاحتسب وصبر له الجنة هذا فضل عظيم, وهكذا زوجته, وهكذا أخوه, وهكذا أبوه إلى غير ذلك. بارك الله فيكم ، وجوه هذا الإحسان لو تكرمتم؟ الوجوه كثيرة مثل ما يكون من ذلك الإحسان للبنات بتربيتهن التربية الإسلامية وتعليمهن وإرشادهن, والحرص على عفتهن وبعدهن عما حرم الله من التبرج وغيره, وتربية الأخوات كذلك, أو الأولاد الذكور كذلك إلى غير ذلك من وجوه الإحسان حتى يتربى الجميع على طاعة الله ورسوله, والبعد عن محارم الله, والقيام بحق الله- سبحانه وتعالى-. بارك الله فيكم ، إذاً ليس المقصود هو الأكل والشرب والكسوة فقط؟ لا ، الدين أعظم. بارك الله فيكم ، هل يشترط اجتناب الكبائر كما هو معلوم في مثل هذه القواعد؟ نعم قاعدة ، هذه الوعود العظيمة من الله-جل وعلا-, ومن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند جمهور أهل العلم مقيدة باجتناب الكبائر؛ لأن الله قال- سبحانه-: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا), فبين- سبحانه- أن من شرط دخول الجنة وتكفير السيئات اجتناب الكبائر قال: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا, فدل ذلك على أن من لم يجتنبها لا يحصل له هذا الجواب, إن شرطية (إن تجتنبوا) والجواب نكفر، وهذه قاعدة أن الجواب مرتب على الشرط, فمتى وجد الشرط وجد الجواب والجزاء وإلا فلا, فعلى المؤمن أن يبتعد عن الكبائر ويحذرها وهكذا المؤمنة, والكبائر المعاصي العظام التي جاء فيها الوعيد بلعنة, أو غضب, أو نار أو فجاء فيه حد في الدنيا مثل الزنا, والسرقة, والعقوق للوالدين, وقطيعة الرحم, وأكل الربا, أكل مال اليتيم, الغيبة, والنميمة السب والشتم إلى غير هذا من الكبائر, فالواجب الحذر منها غاية الحذر, ومن هذا ما ورد في الحديث الصحيح يقول-عليه الصلاة والسلام-: (الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغشى الكبائر), وفي الفظ آخر: (إذا اجتنب الكبائر), فدل ذلك على أن هذه العبادات العظيمة إنما تكفر بها السيئات عند اجتناب الكبائر, فهي مطابقة للآية الكريمة هذه الأحاديث مطابقة للآية الكريمة، وكذلك قوله لما توضأ مرة- صلى الله عليه وسلم - الوضوء الشرعي ذكر أن من توضأ فأحسن وضوءه غفر له, وقال في رواية: (ما لم تصب بمقتلة) وهي الكبيرة, فينبغي للمؤمن وكذلك المؤمنة أن يجتهد كل منهما في اكتساب الخيرات, والمنافسة في الأعمال الصالحات مع الحذر من السيئات وتعاطيها ولاسيما الكبائر. بارك الله فيكم  
 
5- إن لدي بعض الجارات من المسلمات وغير المسلمات أيضاً، لكن لي عليهن بعض الملاحظات ما حكم تبادل الزيارات فيما بيننا؟
تبادل الزيارات في مثل هذا إذا كان للنصح والتوجيه والتعاون على البر والتقوى طيب مأمور به, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول الله عز وجل: (وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتباذلين فيَّ) خرجه الإمام مالك- رحمه الله- بإسناد صحيح ، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - ذكر منهم - رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) مثل بالرجل والحكم يعم الرجلين والمرأتين, فإذا كانت الزيارة لهذه الأخت المسلمة, أو للنصرانية أو نحوهما لقصد الدعوة إلى الله, وتعليم الخير, والإرشاد إلى الخير لا لقصد الطمع في الدنيا أو التساهل بأمر الله هذا كله طيب, فإذا زارت أختها في الله, ونصحتها عن التبرج والسفور, وعن التساهل بما حرم الله من سائر المعاصي, أو زارت جارةً لها نصرانية أو غير نصرانية كالبوذية أو نحو ذلك لتنصحها وترشدها وتعلمها هذا شيء طيب, فإن قبلت فالحمد لله وإن لم تقبل تركت الزيارة لما فيها فائدة مادامت تزور للنصيحة والخير فلا بأس, أما الزيارة للتحدث, أو للعب والأحاديث الفارغة أو الأكل هذا ما يكون مع النصرانيات مع الكافرات؛ لأن هذا قد يوصل إلى التساهل وقلة الغيرة؛ لأنهم أعداء لنا وبغضاء لنا فلا ينبغي أن نتخذهم بطانة ولا أصحاباً, لكن إذا كانت الزيارة للدعوة إلى الله والترغيب في الخير والتحذير من الشر هذا أمر مطلوب. بارك الله فيكم  
6- نحن بحارة نقلع بالسفينة من الميناء إلى البحر لمدة ثلاثة أيام أو أربعة، فهل يجوز لنا قصر الصلوات وجمعها، علماً بأن طلوعنا لا يبتعد عن المدينة كثيراً، بل لبعض الأعمال؟
راكب السفينة, أو راكب الأنواع الأخرى من الأنواع البحرية مثل راكب السيارة بالبر, والقطار في البر إن كانت المسافة مسافة السفر قصر وجمع وإلا فلا, وإذا كانت السفينة حول الميناء حول الساحل ما تذهب بعيد عشرة كيلو عشرين كيلو ونحو ذلك هذا لا يقصر وليس له حكم السفر, أما إذا كانت تذهب بعيداً مما يسمى سفراً كسبعين كيلو, ثمانين كيلو, مائة كيلو أكثر هذا سفر لأهلها القصر ولأهلها الجمع, الجمع بين الصلاتين؛ لأنهم مسافرون, كالذي خارج بالبرية لنزهة أو نحوها ثمانين كيلوا, سبعين كيلو, تسعين كيلو, مائة كيلو سبعين كيلو تقريباً يوم وليلة للمطية سابقاً.  
 
7- هل يجوز قطع الأشجار المؤذية من المقابر؟
ينبغي هذا؛ لأنها تؤذي الزوار, فينبغي قطعها إذا وجد شجر على المقابر ولاسيما ذات الشوك ينبغي إزالتها, وهكذا إذا كانت يظن منها أن صاحبها ولي عند بعض العامة, أو صاحبها يدعى من دون الله ينبغي أن تزال حتى لا يظن بصاحب القبر خلاف الحق, فإذا كان وجود الأشجار قد يسبب شراً فإنها تزال ولو كانت نابتاً من جهة المطر, وكذلك إذا كان فيها شوك يؤذي زوار المقابر تزال, وهكذا من غرسها بعض الناس قد يغرس جريد عليها يزال, فإن الصواب لا يغرس عليها جريد ولا غيره, والنبي - صلى الله عليه وسلم – إنما غرس الجريدتين على قبرين عرفهما وأنهما معذبان, ولم يغرس على قبور المدينة, وقبور البقيع, والصحابة. بارك الله فيكم ألاحظ أن بعض الناس إذا رأى شجراً نبت على قبرٍ ما يصف صاحب القبر بأنه كان على صفات مقدارها وكذا وكذا، هل لنبوت الأشجار على القبور شيءٌ من العلاقة؟ لا أصل لهذا، وليس للنبات شيء؛ لأن النبات عند نزول الأمطار قد يكون التراب الذي عقبه التراب الناشئ تراب حرث، فتنبت فيه الأشياء، والعشب، ولا يدل على صلاح ولا فساد، بل هذا من أسباب طبيعة الأرض التي جعل الله فيها ما جعل من غصون النبات وبذور النبات، فإذا كانت الأرض فيها بذور نبتت بإذن الله، وإن كانت خالية لم ينبت عليها شيء، فالحاصل أنه ينبت على قبر الطيب وعلى قبر الخبيث، ليس دليل على أنه طيب، بل هذا من ظنون العامة، أو أهل العقائد والطرق المنحرفة. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام... 

359 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply