حلقة 350: طاسة السم - حكم تربية الطيور الأليفة وحبسها - هل من حق الزوجة أن تقبل يد ورأس زوجها صباح ومساء - نصيحة لشراء بعض الكتب وتوزيعها - ما حكم الطلاق المعلق بالفعل - حكم أخذ شيء من أموال الأمانات - اعمل الخير على قدر الاستطاعة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

48 / 48 محاضرة

حلقة 350: طاسة السم - حكم تربية الطيور الأليفة وحبسها - هل من حق الزوجة أن تقبل يد ورأس زوجها صباح ومساء - نصيحة لشراء بعض الكتب وتوزيعها - ما حكم الطلاق المعلق بالفعل - حكم أخذ شيء من أموال الأمانات - اعمل الخير على قدر الاستطاعة

1-   يوجد عند بعض الناس في واد قديد إناء مصنوع من النحاس ويسمونه طاسة السم وعندما يمرض إنسان فإنه يذهب إلى من توجد عنده هذه الطاسة ويملؤها بالماء ويشرب ذلك الماء معتقداً أنه يوجد شفاء، أو يوجد شفاء في هذا الماء، ولاسيما إذا كان المرض في المعدة، وقد لاحظت وجود صور محفورة على الإناء وهي للعقرب والحصان والقرد والغزال والحمير أجلكم الله، والحية والثعلب والفيل والأسد وللرجال، وبعض صور أخرى لا أعرفها وهي جميعها منقوشة نقشاً على هذا الإناء كما توجد أسماء وكتابات مثل الشهيد وهكذا، ويستمر في سرد الوصف لتلك الطاسة ويرجو من سماحة الشيخ توجيه الناس حول هذا الأمر،

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. هذه الطاسة التي أشار إليها السائل هذه طاسة منكرة وفيها من دلائل المنكرات هذه الصور التي ذكرها السائل، ولا نعلم أي طاسة من حديد أو نحاس أو ذهب أو فضة يحصل بها شفاء أمراض المعدة وإنما هي دعوى يدعيها صاحب الطاسة، وإنما الظاهر والله أعلم أنه يستخدم الجن أو يعمل شعوذة يزعم بها أنه يعالج حتى يأخذ أموال الناس بالباطل وحتى يغرهم بأنه يعالجهم بهذه الطاسة، فالواجب أن تصادر هذه الطاسة وأن يعالج الأمر بتعزير صاحبها ومعرفة الحقيقة التي يتعاطها حتى يقام عليه ما يستحق من التعزير وهذا واجب على المسئولين في القديد الأمير والقاضي والهيئة يجب أن يرفع الأمر إلى المحكمة والهيئة والإمارة حتى يقوموا بما يجب في هذا الموضوع، ولا يجوز السكوت عن صاحب هذه الطاسة لأن عمله منكر لا وجه له من الشرع وعليك أيها السائل أن تقوم بهذا الأمر أنت وإخوانك العارفون بهذا الأمر حتى تخلصوا بلدكم من هذا المنكر وحتى يقضى على هذه المفسدة وهذا الشر بأسبابكم إن شاء الله.   
 
2- لقد انتشرت تربية الطيور الأليفة وحبسها، وتسأل عن الحكم؟
لا نعلم بأساً في ذلك سواءٌ كان حماماً أو ببغاء أو غير ذلك من الطيور التي ينتفع بها أو يستأنس بها أو ما أشبه ذلك مما قد ينتفع به أهل البيت إذا أحسنوا إليها بالماء والطعام ولم يظلموها فلا بأس بذلك، وإن كره هذا بعض أهل العلم لكن لا نعلم في هذا بأساً إذا أدي الحق من جهة الشراب والطعام ولم تؤذ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر امرأة عذبت في النار في هرة حسبتها لا هي أطعمتها وسقتها يعني حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فهذا يدل على أنه من حبس الحيوان وأطعمه وسقاه وقام بحاجته لا حرج عليه ناقة أو بقرة أو شيئاً من الغنم أو غيرها من الضبا أو غير ذلك هكذا الطيور التي أشار إليها السائل.  
 
3- هل من واجب الزوجة أن تقبل يد ورأس زوجها في صباح ومساء كل يوم؟
لا نعلم لهذا أصلاً ولو فعلت فلا حرج لكن لا نعلم له أصلاً ليس بواجب ولا مشروع وإنما تسلم عليه السلام المعتاد سلام الرجل على أهله والمرأة على زوجها وهذا شيء معروف بين الزوجين تفعل مع زوجها ما يفعله الناس من تقبيل ومؤانسة ومداعبة، أما يجب عليها أن تقبل رأسه أو يده أو رجله فهذا لا أصل له وإنما تفعل معه ما جرت به العادة وما يحبه منها مما ليس فيه محذور شرعاً وإذا رأى أنها تقبل يده أو تقبل ركبته أو تقبل رأسه وفعلت ذلك فلا بأس. إذا قدم من سفرٍ أو كان ذلك في الأعياد؟ كل هذا لا بأس به لكن لا يجب إنما تستعمل ما ترى فيه شيئاً يحبه منها أو يطيب نفسها أو يسبب تمام الأسرة بينهما والعشرة بينهما لا حرج في ذلك.  
 
4- إنها قادرة على شراء الكتب وتوزيعها في سبيل الله، فهل هناك قائمة تنصحونها بشرائها، لتقوم بتوزيعها؟
نعم ، الكتب من أهم القربات توزيعها من أهل القربات الكتب النافعة المفيدة وهي داخلة في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) وهو حديث صحيح فإذا اشترى الإنسان الكتب الطيبة ووزعها أو جعلها في المكتبات العامة للمسلمين فهذا عمل صالح وصدقة جارية ومن أحسنها فيما نعلم كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب ثلاثة الأصول، كشف الشبهات، آداب المشي إلى الصلاة، زاد المعاد لابن القيم في هدي خير العباد فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن، تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله وكلاهما حفيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، الصحيحان البخاري ومسلم ، سنن أبي داود سنن الترمذي سنن النسائي سنن ابن ماجه سنن الدارمي موطأ مالك مسند أحمد كل هذه كتب عظيمة شراؤها وتسفيرها للمسلمين في المكتبات العامة أو توزيعها على طلبة العلم كل ذلك نافع كله طيب مثل فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية، الدرر السنية فتاوى أئمة الدعوة الإسلامية في نجد، كل هذه كتب عظيمة نافعة، اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام بن تيمية، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية ، الرسالة الحموية لشيخ الإسلام بن تيمية ، الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام بن تيمية كلها كتب عظيمة مفيدة نافعة فهذه الكتب وأشباهها شراؤها وتوزيعها طيب وهكذا شرح الطحاوية للإمام العز كتاب مفيد نافع. من كتب التفسير لو تكرمتم؟ من كتب التفسير تفسير ابن كثير ، تفسير ابن جرير ، تفسير البغوي ، تفسير الشوكاني ، تفسير القرطبي كل هذه الكتب مفيدة نافعة وشراءها وتوقيفها وتسفيرها أمر مهم ونافع للمسلمين. من المؤلفات في العصر الحديث مثلاً؟ فيه مؤلفات في العصر الحديث كذلك ودفاتر نافعة منها مؤلفات أخينا العلامة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وأخينا الشيخ ......وبعض المؤلفات التي لنا ويعرفها الناس، في كتب أخرى قد لا تحضرني الآن من إخواننا المعروفين مثل بعض مؤلفات الشيخ صالح الفوزان، وكذلك المفيدة النافعة، والذي يريد أن يشتري ويوزع ينبغي له أن يستشير بعض العلماء حتى يكون على بصيرة بما يشتريه وبما يوزعه يكتب عليه وقف للمكتبات، يعني ينبغي عليه أن يستشير حتى يكون على بينة لأن بعضها الآن قد غاب عني.   
 
5- في لحظة غضب وانفعال قلت لزوجتي التي كانت السبب في هذا الغضب: علي الطلاق ما أنتي ذاهبة إلى المدرسة بكرة، وكررت ذلك ثلاث مرات، وأنا لا أدري ما أقول، ولا أقصد الطلاق أبداً، لأني أبغضه ولا أعرف أحكامه، بل أريد منعها عن المدرسة، فهي تعمل مدرسة وكان ذلك ليلة أول يوم في العام الدراسي، في الصباح ألحت علي زوجتي بأنه من الضروري الذهاب إلى المدرسة، وخاصة في أول يوم من العام الدراسي، فاضطررت إلى توصيلها إلى المدرسة وكلي خوف من الله، لأني لا أعرف بالضبط حكم ما قلت، هل هو يمين طلاق أم لا؟ بسؤالي بعض الإخوة المتفقهين في الدين عن حكم ذلك، فأفاد البعض أن هذا حلف بغير الله سبحانه وتعالى ويستوجب الكفارة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام متتابعة، وقد كفرت عن هذا اليمين بإطعام عشرة مساكين. أفيدوني جزاكم الله خيراً! هل ما فعلت وهو إطعام عشرة مساكين صحيح ويكفي، وأن هذا اليمين حلف بغير الله أم أنه يعتبر يمين طلاق، استغفر الله، إنني أعيش في خوف وفزع وصراع نفسي رهيب أخشى أن أكون أعيش مع زوجتي في الحرام وأن ما حدث يعتبر يمين طلاق، علماً بأنني ندمت على ذلك ندماً كبيراً، وتبت إلى الله، وعزمت على عدم العودة إلى ذلك أبداً،
هذا الطلاق حكمه حكم اليمين مادمت تقصد منعها ولم ترد إيقاع الطلاق وإنما قصد منعها من الذهاب إلى المدرسة، فهذا حكمه حكم اليمين وقد فعلت الكفارة والحمد لله ولا حرج عليك في أصح قولي العلماء، ولا يعتبر في حكم الحالف بغير الله بأنه يكون شرك،لا، ليس في حكم الحالف بغير الله ولكنه له حكم اليمين من جهة الكفارة فقط وينبغي لك أن لا تعود إليه لأن الكثيرين من أهل العلم يرون أنه يقع به الطلاق، فينبغي لك أن لا تعود إلى ذلك وأما الصواب فهو الذي فعلته وهو الكفارة هذا هو الصواب أنه تكفي فيه الكفارة لأنك لم ترد إيقاع الطلاق وإنما أردت منع زوجتك من الذهاب إلى المدرسة فيكفي في هذا كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم وقد فعلت ذلك لكن من عجز عن الإطعام والكسوة والعتق فإنه يصوم ثلاثة أيام لأن الكفارة فيها تخيير وفيها تقييد فالتقييد هو عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أي واحدة فعل من هذه الثلاث أي واحدة فعلها كفى فإن عجز عن الثلاث كلها صام ثلاثة أيام ولكن مثل ما تقدم ليس هذا حكمه حكم الحالف بغير الله من جهة أنه شرك كما لو قال والنبي والأمانة أو بالنبي أو بالأمانة هذا شرك لا يجوز أما قول علي الطلاق أو علي الحرام ليس حكمه حكم الحالف بغير الله ولكنه ما ينبغي فعله ولاسيما الحرام لا يجوز للإنسان أن يحرم ما أحل الله له وعليه في هذا كفارة اليمين إذا كان قصد منع من حلف عليه منع زوجته أو منع غيره كأن يقول علي الحرام ما أكلم فلان علي الطلاق ما أكلم فلان علي الطلاق ما تروحي يا فلانة إلى كذا وكذا هذا كله حكمه حكم اليمين إذا قصد المنع. بارك الله فيكم ، لو افترضنا أنه حصل شيء من المعاشرة الزوجية قبل تكفير اليمين؟ لا حرج الكفارة إن شاء قدمها وإن شاء أخرها.   
 
6- يحكي قصته عندما كان أميناً للصندوق، ويقول: إنه كان يبقى لديه بعض الأموال بلغت ما هو كذا وكذا، ويحدد المبلغ سماحة الشيخ، والآن في نفسه شيء من تلك الأموال، ويرجو التوجيه؟
هذه الأموال إن أمكن ردها إلى بيت المال ردها إلى بيت المال بواسطة الجهات التي يرى أنها توصله إلى بيت المال ولا يكون عليه في ذلك خطر، فإن كان إيصالها إلى بيت المال غير متيسر أو في ذلك خطر عليه فإنه يتصدق بها ويصرفها في وجوه البر مثل عمارة المدارس ودورات المياه مثل مساعدة من يريد الزواج من الفقراء مثل قضاء دين الغرماء المساكين المحتاجين وأشباه ذلك من وجوه البر ويكفي مع التوبة والندم التوبة إلى الله صادقاً نادماً عازماً أن لا يعود في مثل ذلك ومع ذلك يصرفها في وجوه البر توبة إلى الله ورجوعاً إلى الحق وندماً على ما مضى منه ويكفي ذلك؟   
 
7- أخونا يشكو من حاله في سنٍ معينة سماحة الشيخ، يرجو التوجيه؟
إذا كان المقصود أنه في حال كبره من السن وضعف من الجسم فعليه أن يعمل ما يستطيع من الخير وله البشرى من الخير (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) يعمل ما يستطيع من طاعة الله ومن ذكر الله وقراءة القرآن وغير هذا من وجوه الخير ولا يضره عجزه عما سوى ذلك والله سبحانه لا يكلف نفساً إلى وسعها يقول الله عز وجل: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم) فإذا منعه العجز وكبر السن والضعف عن بعض الأعمال الطيبة كتب الله له أجر ذلك إذا كان يعملها في حال القوة والنشاط كتب الله له أجر ذلك وقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قال في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم) وفي لفظ آخر: (إلا شركوكم في الأجر قالوا: يا رسول الله وهم في المدينة؟ قال: وهم في المدينة حبسهم العذر) وفي اللفظ الآخر: (حبسهم المرض) فدل ذلك على أن الإنسان إذا كان له أعمال طيبة مثل صيام الاثنين والخميس مثل الصدقات مثل عيادة المرضى صلاة الجماعة ثم انحبس بمرض أو كبر في السن فلم يستطع أعماله تلك بسبب كبر سنه أو مرضه فإن الله يكتب له تلك الأعمال ويجري له أجرها وإن كان لا يعملها بسبب العذر الشرعي. هذا وجه من جوه القصد ، إذا كان هناك وجه آخر سماحة الشيخ ، إذا كانت مرت به حياة معينة قد يكون ارتكب شيئاً من المعاصي؟ أما إن كان المقصود أنه مضى منه هفوات وزلات في شبابه أو في حال عمله في الوظيفة أو في غير ذلك من الأحيان فدواء ذلك التوبة الإنسان محل الخطايا ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كل بني آدم خطَّاء وخير الخطاءين التوابون) فالواجب حينئذ هو التوبة إلى الله والندم والإقلاع من الذنوب تعظيماً لله ورغبة فيما عنده سبحانه وتعالى وحذراً من عقابه والعزم الصادق أن لا يعود فيها، ومتى وقع هذا محاها الله عنه سبحانه وتعالى لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في عائشة: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (التوبة تجبُّ ما قبلها) والإسلام يجب ما قبله والإنسان هو محل هفوات محل زلات لكن من رحمة الله أن جعل باب التوبة مفتوحاً قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل أن يغرغر قبل أن تبلغ الروح الحلقوم فهو في سعة عليه أن يبادر بالتوبة المشتملة على أمور ثلاثة: الإقلاع من السيئة والندم على ما مضى منها والعزم الصادق أن لا يعود فيها فإذا تمت هذه الشروط صدق فيها محا الله عنه الذنوب الماضية وكفرها له وإذا كان مع توبته عمل صالح فأتبع التوبة عملاً صالحاً أبدله الله حسنات سبحانه وتعالى كما تقدم في بعض الأسئلة الماضية ولا ينبغي للعاقل أن ييئس من رحمة الله ولا يقنط بل الواجب أن يحسن ظنه بالله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يموتن أحدٌ منكم إلا وهو يحسن ظنه بالله) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) فالله عند ظنك به فعليك حسن الظن بالله مع التوبة الصادقة والعمل الصالح أما إن كانت هناك حقوق للآدميين فأدها إليهم ولا تتم التوبة إلا بأدائها إليهم كالسرقة والخيانة والقتل بغير حق أو الضرب بغير حق وما أشبه ذلك تؤدي حقهم حسب الطاقة إذا أمكن أن تؤدي الحقوق أدها فإن كنت لا تستطيع فإنك تؤدي ما تستطيع وتخبرهم بالحق إن كان مالاً حتى يعذروك أو يمهلوك أو تدفع المال إليهم بطرق أخرى، إذا كنت لا ترى إعلامهم ترسل إليهم حقوقهم من طرق لا يعرفون أنها منك ولكنك تتيقن وصولها إليهم وأنها حق على الباذل لهم بذلها إليهم بواسطة توصل إليهم وإن كان قصاصاً وجب تمكين نفسك حتى يبقى ما عليك قصاص إن كنت قتلت أحداً بغير حق حتى يقتصوا منك أو يسمحوا بالدية أو يعفو عن الجميع وإن كان ضرباً بغير حق استحللت من ضربته أو أرضيته بشيء حتى يرضى، حقوق الآدميين عظيمة وخطيرة لا بد من إعطائهم حقوقهم أو استحلالهم منها قبل أن تموت والله المستعان. لنفترض أن تلك الزلات كانت مالية وقد استفاد منها كثيراً لكنه الآن أصبح يشعر بالندم؟ مثل ما تقدم عليه أن يرد المال الذي أخذه وأما كونه استفاد منها فلا يضره ذلك مع التوبة لكن يرد المال الذي أخذ من صندوق أو من خيانة أو من سرقة يرد عين المال وإن رد معه نصف الربح إن كان يعرف الزوائد فهذا قول بعض أهل العلم أنه إذا عمل بالأموال التي أخذها بغير حق واستفاد منها فإنه يرد النصف على من هي له ويروى ذلك عن عمر - رضي الله عنه - أنه أمر به بعض أولاده لما استعملوا شيئاً من بيت المال وربحوا أمرهم أن يعطوا النصف وكان يشاطر عن ماله إذا اتهمهم بشيء من المال فالحاصل أنه إذا رد الشطر هذا حسن إذا رد الشطر الذي يعلم أنه جاءه ربح كأن تكون السرقة أو الخيانة مائة ألف ريال فاستفاد منه مائة ألف أخرى يرد خمسين ألفاً من باب البراءة للذمة كأنه مضاربة كأنه عمل فيها مضاربة وقال آخرون من أهل العلم تكفي التوبة ولا يرد شيئاً وقال آخرون يرد الربح كله ولا يستفيد منه شيئاً بل يرده كله وهذا قول معروف بعض أهل العلم وإذا رد النصف نصف الربح فهذا قول وسط والأصل أنه ما يلزمه إلا ما أخذ لقول الله عز وجل: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ) فهذا يدل على أن ما سلف له والذي هو له تعبه وما حصل منه وما معه من مال يرده إلى أهله كما لو اقترضه وتصرف فيه. الذي يميل إليه سماحتكم؟ النصف أحسن يقدم النصف أولى وأحوط كما فعله عمر نصف في الربح. عندما تنزع النفس الأمارة بالسوء إلى هذا كيف يتوجه الإنسان أو كيف توجهون لو تكرمتم سماحة الشيخ عبد العزيز؟ لا بد من تذكر الوقوف بين يدي الله وأنه مسئول عما اقترفت يده وعما أغله من حقوق الناس ثم يجتهد في التخلص يتذكر مقامه بين يدي الله، الله يقول: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) ويقول سبحانه: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) فإذا زينت له نفسه شيئاً من الباطل والإصرار عليه؛ فإنه يعالجها بالتذكر لهذا المقام والتخلص مما تأتي به نفسه من الباطل بأي طريق يعلمه من طرق الشرع التي تخلصه من هذا البلاء الذي وقع عليه إن كان ذنباً تاب إلى الله منه وإن كان مالاً رده إلى أهله وإن كان قصاصاً مكن أهله من حقهم وهكذا.  
 
8- لدي مبلغ من المال أودعته بالبنك الإسلامي، وهو يدر علي ربحاً جيداً في نهاية كل سنة، هل أزكي عن رأس المال العامل كله، أو على ما يدره هذا المبلغ من ربح فقط،
يزكى الجميع، الأصل والربح لأن الأصل معد للبيع فيزكي هذا وهذا يزكي أصل ماله ويزكي الربح والربح تابع للأصل ولو ما حال عليه الحول.  
 
9- يقول يوجد في بلدتنا رجل متوفى صالح، ويبنى له مقام على قبره، وله عادة عندنا في كل عام، نذهب مع الناس إليه رجالاً ونساء ، ويقيمون عنده ثلاثة أيام بالمدح والتهاليل والأذكار ، ويستمر في الأوصاف المعروفة سماحة الشيخ ، ويرجو التوجيه والإرشاد
هذا العمل لا يجوز بل هو من البدع التي أحدثها الناس فلا يجوز أن يقام على قبره بناء سواءً سوي مقاماً أو سمي قبة أو سمي غير ذلك، كان القبور في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الصحابة مكشوفة ليس عليها بناء والنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبنى على القبر وأن يجصص وقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق على صحته ، وقال جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) فالبناء على القبور منكر وهكذا تجصيصها ووضع الزينات عليها أو الستور كله منكر ووسيلة إلى الشرك فلا يجوز وضع القباب أو الستور أو المساجد عليها وهكذا زيارتها على الوجه الذي ذكره السائل من الجلوس عندها والتهاليل وأكل الطعام والتمسح بالقبر أو الدعاء عند القبر أو الصلاة عند القبر كل هذا منكر، كله بدعة لا يجوز، إنما المشروع زيارة القبور، أن يزورها ويدعوا لهم ثم ينصرف، يمر على القبور ويقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) وما أشبه هذا من الدعوات فقط، هذا هو المشروع الذي علمه النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية) حديث عائشة: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) حديث ابن عباس: (السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر) هذا المشروع. وأما الإقامة عند القبر للأكل والشرب أو للتهاليل أو للصلاة أو قراءة القرآن كل هذا منكر. يسلم ويذهب، ويدعوا للميت ويترحم عليه، أما اتخاذه محل دعاء أو محل قراءة أو محل طواف، أو محل تهاليل يجلس عنده أو أكل يوم أو يومين هذا ما له أصل، هذا بدعة من وسائل الشرك، فيجب الحذر من ذلك ويجب ترك ذلك. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام... 

472 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply