حلقة 418: حكم أخذ راتب على تعليم كتاب الله - حكم من طافت وفيها الكدرة ثم عقد عليها - حكم من اشترطت في عقدها ان لها الحرية في التصرف في راتبها - أفضل كفن للميت - الدعاء الذي يقال في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

18 / 50 محاضرة

حلقة 418: حكم أخذ راتب على تعليم كتاب الله - حكم من طافت وفيها الكدرة ثم عقد عليها - حكم من اشترطت في عقدها ان لها الحرية في التصرف في راتبها - أفضل كفن للميت - الدعاء الذي يقال في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة

1- معلمة للقرآن الكريم تتحرج كثيراً من أخذ الراتب الشهري على ذلك, علماً بأن الطالبات يدفعن مبلغاً من المال كل شهر؛ وذلك لتغطية رواتب المعلمات ومستلزمات المدرسة, فما الحكم في ذلك؟ مأجورين.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهـداه أما بعـد: فليس هناك حرج في أخذ المعلم أو المعلمة أجراً على التعليم، لقوله - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)، خرجه البخاري في الصحيح، ولأن جماعةً من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم مروا على جماعة من البادية قد لدغ سيدهم فلم يقروه فطلبوا منهم أن يرقوا سيدهم، فقال لهم الصحابة ضيفونا ولا نقرأ عليه إلا بجعل، فاتقفوا معهم على جعل من الغنم، قطيع من الغنم فقرؤا عليه فشفاه الله، فأعطوهم القطيع من الغنم، فقالوا لا نفعل شيئاً حتى نستأذن الرسول - صلى الله عليه وسلم- فلما قدموا المدينة أخبروا الرسول - صلى الله عليه وسلم- فقال:(قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً) فدل على أنه لا حرج في أخذ الأجرة على التعليم وعلى القراءة على المريض، كل هذا لا بأس به، والحمد لله
 
2- فتاة مقدمة على الزواج وهي معلمة، في أحد شروطها في العقد أنها حرة التصرف في راتبها, وهي تخشى من الخلاف فيما بعد على أمر الراتب, وتود أن تعطي أهلها شيئاً منه وتبقي شيئاً آخر لزوجها، فهل عدلت في ذلك، وهل تكتفي بإعطاء الزوج ألف ريال فقط, ويكون هذا من العدل؟
هذا يتعلق بما بينها وبين أهلها وزوجها، والمسلمون على شروطهم، هي حرة في راتبها فإذا كان بينها وبين الزوج شروط أنها لا تشتغل، أو أنها تعطي نصف الراتب فهم على شروطهم عند العقد، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (المسلمون على شروطهم) فإذا اتفقت مع الزوج على شرط أنها تدرس أو تعمل كذا ويكون لها نصف الراتب، ربع الراتب، فهم على شروطهم أو سمح لها ولم يأخذ من راتبها شيئاً فلا بأس، وهكذا مع أبيها أو أمها الأمور بينهم لا يتجاوزه إن اتفقوا على شيءٍ فلا حرج.  
 
3- هل يجوز أن نلبس الميت قميص وسروال وعمامة, ثم نقوم بلفه بثلاثة أثواب بيضاء؟ أفيدونا بذلك.
الأفضل ثلاثة لفائف هذا هو الأفضل وإن كفن في قميص وإزار ولفافة فلا بأس، وإن كفن في لفافة واحدة فلا بأس، ولكن الأفضل ثلاث لفائف، هذا هو الأفضل كما فعل بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، اللهم صلي وسلم عليه.  
 
4- ما هو الدعاء الذي يقال في الصلاة عند صلاتنا على الميت؟
أولاً: عند الدعاء بعد التكبيرة الثالثة: (اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام)، ومن توفته منا فتوفه على الإيمان هذا عام في كل جنازة، ثم بعد هذا يقول : اللهم اغفر له إن كان رجل، أو اللهم اغفر لها إن كانت امرأة ، أو اللهم اغفر لهم إن كانوا جماعة، تقول: اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدلهم دورا ًخيراً من دورهم، وأهلاً خيراً من أهليهم، اللهم أدخلهم الجنة، وأعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار وافسح لهم في قبورهم ونور لهم فيه إذا كانوا جماعة، وإن كان واحد، اللهم اغفر له .. الخ. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله، اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت، كله دعاء طيب.  
 
5- دائماً بالي مشغول بأفكار الدين، فأنا في دوامة من الأفكار والوساوس التي أحاول أن أقاومها وتسبب لي الأوجاع في الرأس؛ لأنني أحاول أن أبعدها وتعود مرة ثانية، وأحس بقسوة في قلبي إذا أردت أن أقنع نفسي, أنا أريد - يا سماحة الشيخ- أن أحس بالإيمان في قلبي, وأريد أن يلين قلبي ويخشع، ولكن لا أحس بذلك بشيء قليل، ثم أرجع إلى القساوة فهل ذلك من كثرة الذنوب والمعاصي أم من ذنب اقترفته؟
   ماذا أفعل -يا سماحة الشيخ- وجهوني مأجورين؟
أرجو أن يكون هذا من حرصك على الخير، ومن رغبتك في الخير، ولكن الشيطان عدو الله يلبس عليك ويؤذيك فنوصيك بالاستعاذة بالله من الشيطان وأبشري بالخير، هذا يدل على رغبتك في الدين، ومحبتك في الدين، وأبشري بالخير، وتعوذي بالله من الشيطان عند الوسوسة، قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم أصلح قلبي، اللهم أذهب قسوته، اللهم أصلح قلبي، اللهم أذهب قسوته، اللهم اغمره بخشيتك ومحبتك والتوكل عليك والشوق إلى لقاءك، اللهم أعذني من الشيطان وأبشري بالخير، أبشري بالخير وتزول الوساوس، تعوذي بالله من الشيطان وأحسني الظن بالله واسألي الله أن الله يعينك على عدوك الشيطان، وأن الله يصلح قلبك، وأن يمنحه خشيته والرغبة فيما عنده، وأن يلينه ويزيل قسوته وأبشري بالخير، عليك بسؤال الله والضراعة إليه سبحانه وسؤاله أن يعينك على ذكره وشكره وأن يزيل قسوة قلبك وأن يعمره بالتقوى والخشية لله والتعظيم لله وأن يعيذك من الشيطان الرجيم ونزغاته وأبشري بالخير، كل هذا إن شاء الله يدل على خير، ولكن تعوذي بالله من الشيطان وأبشري بالخير.  
 
6- أريد أن أعرف حكم الشرع في نظركم فيمن وقع على زوجته في رمضان دون إرادتها, وهي كارهة في ذلك, تقول السائلة: فقد كنت شبه نائمة عندما سمعت صوت المسجد يؤدون الصلاة, والذي حدث بعد سماعي لصوت المسجد بقليل بأن زوجي أيضاً لا أدري هل كان يعلم بالأذان أم لا، وأعتقد أنه كان نائماً، فماذا أفعل؟ وهل علي كفارة وأنا كارهة لما وقع، وكنت من قبل أخشى الوقوع في هذا، وأستبعده إذا قرأت حكم ذلك في الكتب؟ هل على زوجي كفارة؟ أنا عندي أطفال وأقوم بواجباتهم وشئونهم وشئون زوجي، فقد يكون الصيام -يا سماحة الشيخ- شهرين يكلف علي مع أعمال المنزل ومشاكل الأطفال، وهل يكون صيام الشهرين متتابعاً أم لا مأجورين؟
عليكما جميعاً التوبة إلى الله أولاً، والندم والإقلاع من هذا الذنب وعدم العودة إليه، لأن هذا منكر عظيم، الجماع في رمضان منكر عظيم، من كبائر الذنوب فالواجب الحذر من ذلك، والتوبة إلى الله مما وقع، عليكِ وعلى زوجك جميعاً التوبة إلى الله، وعليكما جميعاً الكفارة وهي عتق رقبة لكن الرقاب غير متيسرة الآن، فإن لم يستطع العتق فصيام شهرين متتابعين ستين يوماً، لا بد من ذلك، فإذا عجزتما عن الصيام، فإطعام ستين مسكيناً، الذي لا يستطيع الصيام يطعم ستين مسكيناً، أنت أو زوجك، كل مسكين له كيلو ونصف، تسعين كيلو، كل واحد له كيلو ونصف من قوت البلد، من تمر أو أرز أو حنطة هذا هو الواجب على من أتى زوجته، على الزوج وعلى الزوجة، وكونك تكرهين ما يسقط عنك الكفارة، الواجب منعه بالقوة، وعدم السماح له، فإذا قهرك بالقوة والضرب كنت معذورة أما مجرد الكراهة فقط ما يكفي، عليكما الكفارة جميعاً والتوبة إلى الله جميعاً، وقضاء اليوم. نسأل الله للجميع الهداية. اختيار الشهرين يا سماحة الشيخ أو الصيام هل هي مخيرة بذلك؟ بالترتيب، من عجز عن الصيام ينتقل إلى الإطعام، ومن قدر على الصيام يصوم شهرين متتابعين، ستين يوم، فإن عجز، عجزت لكونها ترضع، أو لمشاغلها الكثيرة، أو لمرض ينتقل إلى الإطعام وهكذا الرجل، إذا شق عليه لعمل يعمله أو لمرض أو نحو ذلك انتقل إلى الإطعـام. 
 
7- والدي ووالدتي ماتوا من زمن بعيد, وأنا كل يوم أقرأ من القرآن الكريم ما يتيسر, وفي النهاية أقرأ الفاتحة وأقول: اللهم ابعث ثواب ما قرأت إلى روح والدي ووالدتي, فهل يجوز لي ذلك؟
هذا غير مشروع ولم يرد في السنة، التثويب بالقراءة غير مشروع، لكن تصدق عنهم، أدع لهم، حج عنهم، عنهما، أو اعتمر عنهما، أما تثويب قراءة أو تثويب صيام أو تثويب صلاة هذا ليس له أصل في الشرع، الواجب ترك ذلك، ولكن يشرع لك يا أخي أن تجتهد في الدعاء لهما، وتترحم عليهما والاستغفار لهما، والصدقة عنهما، والحج عنهما، أو العمرة كل هذا طيب ، نسأل الله لك التوفيق. ثواب الأعمال تصل إلى الميت يا سماحة الشيخ؟ أعمال الحي التي جاء بها النص، كالصدقة عنه، ينفع الميت، الدعاء والاستغفار له ينفع، كذلك الحج عنه والعمرة كذلك ينفعه.  
 
8- أنا في كل جمعة وبعد صلاة فريضة أقول: نويت أن أصلي ركعتين طاعة لله عز وجل ولرسوله, وتبعث اللهم أجر هذه الصلاة إلى أرواح والدي ووالدتي؟
هذا غير مشروع، والتلفظ بالنية بدعة، ما يجوز التلفظ بالنية، النية محلها القلب، تنوي بقلبك للصلاة، صلاة النافلة أو فريضة أو صوم بالنية، لا تتلفظ بها، ولا تثوب بالقراءة والصلاة لوالديك ولا لغيرهم، ولكن تدعو لوالديك، تستغفر لهم، تترحم عليهم، تتصدق عنهم ، كل هذا طيب، تحج أو تعتمر، كل هذا طيب، إذا كانا ميتين، أو كانا عاجزين، كبيرين في السن عاجزين عن الحج والعمرة، لا بأس بالحج عنهما والعمرة لعجزهما أو لموتهما.  
 
9- هل يجوز أن أعطي زكاة مال لامرأة لا تصلي؟
لا، لا تعطيها الزكاة، تعطي امرأة من الفقراء الطيبين، الذي ما يصلي كافر، نعوذ بالله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفـر)، ولا يعطى الكفرة إلا المؤلفة قلوبهم يعطون من الزكاة، المؤلفة قلوبهم من رؤساء العشائر وكبار الناس الذين إذا هداهم الله هدى الله بهداهم غيرهم، وحصل بهداهم نفع كبير للناس، أما أفراد الناس الكفرة لا.  
 
10- هل يجوز أن أعطي زكاة المال لشخص متزوج وله بنت صغيرة, عنده سيارة أجرة يكتسب منها في الشهر حوالي سبعمائة جنيه, ويمر شهر آخر تكون تقول معطلة السيارة, علماً بأنه موظف حكومي مرتبه: مائة وخمسين جنيه؟
إذا كنت تعلمين أنه فقير، وأنه عرض له حاجة وفقر فلا بأس وإلا فالذي عندهم أسباب تقوم بحاله لا يعطى زكاة، ولكن إذا عرض عارض وعرفت أنه فقير فلا بأس أن تعطيه من الزكاة، وإلا فالأصل أن من كان له أسباب تقوم بحاله لا يعطى من الزكاة.  
 
11- هل يجوز أن أعطي زكاة المال لشخص متزوج، وله بنت صغيرة عنده سيارة أجرة، يكتسب منها في الشهر حوالي سبعمائة جنيه، ويمر شهر آخر تكون معطلة السيارة، علماً بأنه موظف حكومي مرتبه مائة وخمسين جنيه؟
إذا كنت تعلمين أنه فقير، وأنه عرض له حاجة وفقر فلا بأس، وإلا فالذي عنده أسباب تقوم بحاله لا يعطى الزكاة، ولكن إذا عرض عارض، وعرفت أنه فقير فلا بأس أن تعطيه من الزكاة، وإلا فالأصل أن من كان له أسباب تقوم بحاله لا يعطى من الزكاة.
لعلكم سماحة الشيخ -حفظكم الله- تبينون منهم أهل الزكاة الذين تجوز إعطاؤهم؟
مثل ما قال الله جل وعلا: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ (60) سورة التوبة. هؤلاء هم أهل الزكاة، الفقراء المعروفون والمساكين، هم الذين لا يجدون ما يكفيهم في السنة، أسبابهم ضعيفة، أو ليس لهم أسباب، هؤلاء هم الفقراء والمساكين، والعاملين عليها هم العمال الذي يبعثهم ولي الأمر يخرصون النخيل والثمار والغنم والإبل ويأخذون زكاة الغنم والإبل هؤلاء يقال لهم عمال، يبعثهم ولي الأمر يعطيهم من الزكاة أو من بيت المال، والمؤلفة قلوبهم هم الرؤساء والسادة من الناس الذين إذا أسلموا هداهم الله ولو كانوا كفرة يعطون أو كانوا مسلمين يعطون، يرجى بعطيتهم إسلام نظرائهم أو قوة إيمانهم، هؤلاء هم المؤلفة قلوبهم، السادة الكبار والمطاعون في عشائرهم الذي يرجى بعطائهم قوة إيمانهم أو إسلام نظرائهم، وفي الرقاب، عتق الرقاب يشترى من الزكاة رقاب تعتق، وهكذا المكاتبون الذين شروا أنفسهم من السادة بدين في الذمة يعطي للمكاتب ما يسد به الدين الذي عليه، لأنه اشترى به نفسه من سيده، والغارمين أهل الدين الذين عليهم ديون وهم عاجزون، سواء كانت الديون لإصلاح ذات البين، أو لحاجاتهم، فإذا كانوا عاجزين عن قضاء الديون هؤلاء هم الغارمون يعطون من الزكاة للدين، لقضاء الدين، وفي سبيل الله، الجهاد، يعطون زاد ما يعينهم على الغزو، وابن السبيل الذي يمر ببلد وينقطع ما عنده شيء، يعطى ولو كان غنياً في بلاده، إذا مر بالبلد وأنت تعلم أنه منقطع، أو قال بأنه منقطع وأنت لا تعرف حاله، يقال له منقطع تعطيه من الزكاة.  
 
12- يذكر بأنه شاب متزوج وعنده أطفال ويحمد الله على ذلك, يقول: خرجت من بيت والدي منذ صغري، ولا أذكر ذلك اليوم, وفتحت عيني وأنا في بيت خالي الذي رباني وتعب عليّ وصرف علي ووجهني كثيراً, عندما أجلس مع والدي لا أحس به أنه والدي, ولكن عندما أجلس مع خالي أحس بأنه هو والدي الحقيقي الذي يهتم بأمري، فهل لوالدي حقوق جزاكم الله خيراً؟!
نعم، لوالدك عليك حقوق، حق الأبوة الواجب بره والإحسان إليه وعدم إنكار أبوته، عليك أن تحسن إليه وأن تبدأه بالسلام وأن تجتهد في كل ما يرضيه من الأمور الطيبة بالمعروف، وخالك لك حق أيضاً، حق التربية والإحسان جزاه الله خيراً، فعليك أن تقوم بهذا وهذا، عليك أن تعرف قدر خالك الذي أحسن إليك، وتعرف بره وإحسانه، وتعرف أيضاً حق والدك، الله جل وعلا يقول : وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، فالوالد له حق عظيم، فالواجب عليك أن تفعل هذا وهذا، تبر والدك وتعرف قدره وتحسن إليه وتجتهد في عدم ما يغضبه أو يؤذيه، وعليك أيضاً مع هذا أن تحسن إلى خالك وتعرف قدره وإحسانه، وتقدر له ما فعله معك من الخير، هذا هو شان الكرماء والأخيار.  
 
13- الآباء دائماً يحرصون على أبنائهم, ويحرصون على تنشأتهم التنشئة الإسلامية, ولكن بعض الآباء -سماحة الشيخ- قد يقسو على أولاده, أو يخطئ في التربية, هل من توجيه للآباء؟
الواجب على الآباء تقوى الله، وأن يحسنوا إلى أولادهم وأن يربوهم التربية الإسلامية وأن يرفقوا بهم ويحسنوا إليهم، هذا هو الواجب على الآباء وعلى الأمهات أن يتقوا الله وأن يحسنوا في أولادهم وأن يعلموهم ويوجهوهم إلى الخير، وأن يكونوا قدوة ًصالحة لأولادهم، لا من جهة التربية ولا من جهة الأخلاق التي يسمعها ويراها أولادهم، مثل العفو والصفح وطيب الخلق وإكرام الجوار، وحسن الكلام وغير هذا من الأفعال الطيبة والمحافظة على الصلاة وغير هذا من وجوه الخير، حتى يتأسى به الأولاد، فعلى الأم أن تجتهد حتى تتأسى بها بناتها وأولادها بالخير، وعلى الوالد كذلك، وعلى الولد أن يجتهد في بر والديه وفي الإحسان إليهما، وإذا رأى منهما ما يخالف الشرع نصحهما بالرفق والكلام الطيب حتى يحصل التعاون على البر والتقوى.  
 
14- لدي أخوات وعمات وخالات متفرقات, واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب, وأخرى في الغرب, وفيهم كبار السن والصغار, والبعض منهم يملك هاتف والبعض الآخر لا يملك هاتف, ولا أستطيع أن أقوم بزيارتهم؛ لأن الزيارة مكلفة، والواحد إذا أراد أن يزور هذا القريب يجب أن يعطيه مبلغاً من المال، وفوق هذا تكاليف السفر باهظة جداً، السؤال يبقى -يا سماحة الشيخ-: هل المكالمات الهاتفية تكفي عن صلة الرحم، أم يجب الذهاب إليهم في ذلك مأجورين؟
مواصلتهم بالمكاتبة أو بالهاتف طيبة، ويحصل بها صلة الرحم، بالهاتف، بالتلفون، بالمكاتبة، بالسلام الذي يحمله فلان، سلم على فلان، سلم على أخي فلان، على عمي، على خالي، كل هذا من صلة الرحم، وإذا تيسرت الزيارة بلا كلفة فهي من كمال الصلة، الزيارة وبذل المال إذا كانوا محاويج، أو يسرهم بذل المال، هذا من الصلة الهدية الطيبة، مواساة الفقير، هذا من الصلة الواجبة، صلة الرحم، وإذا كانوا أغنياء فالكلام الطيب والمكاتبة الطيبة ، والمكالمة الهاتفية، ولو ما سافر إليهم، يكفي بالمكالمة الهاتفية والمكاتبة تكفي وإذا كانوا فقراء أو يمكن يحتاجوا إلى هدية، يهدي إليهم والفقير يواسى إذا كان يستطيع يواسيه من الزكاة أو من غيرها، كل هذا من صلة الرحم، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.   
 
15- ما حكم الشرع - في نظركم يا سماحة الشيخ - في الابتعاد عن الزوجة أكثر من سنة؛ لظروف الحياة, علماً بأنه يرسل النفقة دائماً؟ وجزاكم الله خيراً.
هذا شيء لا يستطاع تحديده، حسب الطاقة، عليه أن يجتهد في قربه منها، وحملها معه، أو الرجوع بسرعة من سفره، حسب الطاقة، وإذا تأخر من أجل طلب الرزق والعمل فلا حرج عليه إن شاء الله، لكن مهما أمكن أن يجتهد في أن تكون معه، حتى يكون أعف له وأعف لها، أو أمكنه أن يرجع بسرعة بحيث لا يطيل الغيبة، يرجع ثم يعود ثم يرجع حتى تكون هذه الاتصالات كافيةً في العفة له ولها جميعاً، المقصود أن عليه أن يجتهد في حملها معه، أو تقصير المدة بين وقتٍ وآخر، حتى تحصل العفة، وتحصل المعاشرة الطيبة من دون مشقة على الجميع.  
 
16- هل يجوز للمرأة أن تصلي بثوب من حرير؟
الحرير مباح للنساء، الذهب والحرير مباح للنساء ومحرم على الرجال، فلا بأس أن تصلي بثوبٍ من حرير، إذا كان ساتراً لها لا حرج في ذلك، لأنه يجوز لها لبس الحرير، فإذا كان عليها ملابس من الحرير ساترة فلا بأس.  
 
17- ما حكم أخذ الأجرة على السمسرة؟
لا حرج، أخذ الأجرة، كونه يكون دلال يبيع البيوت، يبيع الأراضي، يبيع الإبل، يبيع الغنم، يبيع الرقيق ويأخذ أجرة، لا بأس، أجرته، هذا عمله.  
18- هل يؤجر الإنسان على القراءة دون أن يحرك لسانه، وهل تصح الصلاة إذا قرأ كذلك؟
القراءة تكون بتحريك اللسان، القراءة من دون تحريك اللسان ما هي بقراءة، هذا تأمل بالقلب، وتفكير، القراءة هي التي يكون معها حركة اللسان، بحيث يسمع لقراءته إذا كان يسمع، يسمع قراءته وتسبيحه وتهليله ونحو ذلك، هذه القراءة أما كونه في قلبه فقط ما تسمى قراءة، هذا استحضار للذكر، ويرجى له الخير فيه لكن ما يسمى إذا التسبيح بعد الصلاة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين وأجر قراءة القرآن لا يحصل إلا باللفظ، كونه يتلفظ يتكلم، ولو سراً. 
 
19- في الصلاة البعض من الناس يضعون الأيدي في السجود, والبعض يسبق الركبة قبل اليدين, ما هي الطريقة الصحيحة للسجود؟
إذا كان قادراً فالأفضل أن يقدم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته، هذا السنة، وعند الرفع يرفع رأسه ثم يديه ثم ركبتيه، هذا إذا كان قادراً، أما إذا كان عاجزاً فلا بأس أن يقدم يديه والحمد لله.
 
20- هل ورد شيء من التفضيل في سورة الكهف؟
نعم، ورد في ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم قراءتها في يوم الجمعة، وجاء في ذلك حديث ضعيف، فقراءتها يوم الجمعة قراءة حسنة، لأن فعل الصحابة يدل على أن لذلك أصلاً، كون بعض الصحابة فعل ذلك، يبدو بأنه سمع بهذا الشيء رضي الله عنهم وأرضاهم، فإذا قرأها الإنسان يوم الجمعة فحسن إن شاء الله. 

454 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply