حلقة 478: عقوبة المسبل - مخالفة أنظمة البلدية - توجيه لمن يحس بالندم على الخطايا التي ارتكبها - حكم ترك بعض الصلوات - حكم صلاة المرأة عند سماعها الأذان - دعاء الخرف على ولده - حكم الصلاة خلف من يبيع القات

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

28 / 50 محاضرة

حلقة 478: عقوبة المسبل - مخالفة أنظمة البلدية - توجيه لمن يحس بالندم على الخطايا التي ارتكبها - حكم ترك بعض الصلوات - حكم صلاة المرأة عند سماعها الأذان - دعاء الخرف على ولده - حكم الصلاة خلف من يبيع القات

1- إن مسبل الإزار لا يشترط أن تكون نيته الكبر، فإن من علق الإسبال على الكبر فقد غلط في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، وقد ثبت أن العقوبات لمسبل الإزار دون قصد الخيلاء كعقوبة من يسبله بقصد الخيلاء؛ لأن عقوبة الحديث السابق عدم نظر الله إليه يوم القيامة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال الصحابة: خابوا وخسروا من هم؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب }، ولم يعلق الإسبال بالكبر، فكيف تكون عقوبة الإسبال بدون كبر كعقوبته بالكبر في الحديث الأول، وما يدل على ذلك أيضاً عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول الله! إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أنك لست ممن يفعله خيلاء } رواه البخاري، وهنا نفى الرسول العقوبة عن أبي بكر؛ لأنه لا يفعله خيلاء، فما تقولون يا سماحة الشيخ؟ بارك الله فيكم ورحمنا وإياكم إنه هو الغفور الرحيم.   

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد صحت الأحاديث التي ذكرت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكلها دالة على تحريم الإسبال، وأنه إذا كان عن خيلاء لم ينظر الله إلى صاحبه يوم القيامة، وجاءت أحاديث أخرى ليس فيها هذا القيد كالحديث الذي ذكرت، وهو حديث أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم: المسبل، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) وهكذا ما رواه البخاري في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، ولم يقيد الخيلاء، وفي الحديث الآخر عن ابن عمر: (من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، ولا منافاة بين الأحاديث، وهكذا قصة أبي بكر حيث قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنك لست ممن يفعله خيلاء)، ووجه الجمع بين هذا أن من جرَّ ثوبه خيلاء فيه الوعيد الصريح الشديد، ومن أسبل ثيابه أطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه الوعيد أيضاً، والسرُّ في ذلك والله أعلم، أن الغالب على المسبلين هو قصد الخيلاء والتكبر والترفع على الناس، وهذه النية محلها القلب لا يعلمها إلا الله -سبحانه وتعالى-، فقد يصرح المسبل فيما يدل على قصده الخيلاء ولتكبر، وإذا لم يصرح فالعلم في ذلك إلى الله -سبحانه وتعالى-، فهو تظاهر بمظهر أصحاب الخيلاء، فالواجب منعه من ذلك، وأمر قلبه إلى الله -سبحانه وتعالى-، فعلى المسلمين أن يمنعوا ما منعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الإسبال، وإذا قال: إنه لم يقصد الخيلاء، فأمره إلى الله، لكنه أظهر مظهر أصحب الخيلاء، وخالف الرسول فيما نهى عنه -عليه الصلاة والسلام-، فوجب منعه، ويعمه الخبر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار) لعدم القيد، وكونه مقيداً في بعض الروايات لا يدل على قيد الروايات الأخرى؛ لأن تقييد بعض أفراد العام لا يقيد جميع أفراده كلها، بل يكون صاحب القيد أشد في العذاب وأشد في النكال إذا كان عن خيلاء، وإذا جره على غير خيلاء فالمنع عام، والعقوبة عامة والوعيد عام، لكن لا يلزم أن يكونوا في العقوبة سواء، فمن كان قصده الخيلاء فإن عقوبته تكون أشد، ومن لم يقصد ذلك وإنما تساهل وجر ثوبه ولم يبالي فإنه تعمه الأحاديث، ولا يلزم أن تكون عقوبته مثل عقوبة ذاك، وقد تكون عقوبته أخف؛ لأنه لم يقصد الخيلاء، لكن المنع عامٌ للجميع والتحريم عامٌ للجميع. أما الصديق -رضي الله عنه- فإنه لا يتعمد جر ثوبه وإنما يتفلت عليه الثوب، ويسترخي بغير قصد، فلم يدخل في هذا الوعيد، بخلاف الذي يتعمد إسبال ثيابه، إسبال سراويله، إسبال بشته، إسبال إزاره، فإن هذا يعمه الوعيد، لتعمده الباطل، أما من ينفلت عليه ثوبه ويسترخي عليه ثوبه في بعض الأحيان من غير قصد بل لخلل في ما حصل من رفض الثوب أو لأسباب أخرى حصل بها الخلل حتى انسحب ثوبه، هذا لا يعمهم الخبر، لكونه لم يقصد ولم يتعمد، وإنما حصل له ذلك من غير قصد، كاسترخاء الثوب الذي قد ...... عليه وربط، ولكن حصل فيه خلل فاسترخى، أو لشق فيه حصل بسببه الارتخاء، أو لغير هذا من الأسباب، وبهذا يتضح أن الإسبال ممنوع، ومحرم لعموم الأحاديث، وأما العقوبة فهي متفاوتة، ولا يلزم أن تكون متساوية، فإنه ليس من قصد الخيلاء كمن لم يقصد، هذا أمر معلوم، ولكن الجميع ممنوعون وليس لهم سحب ثيابهم، ولا بشوتهم، ولا سراويلهم، بل يجب أن يرفعوا ذلك، وأن لا تكون أنزل من الكعب، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) هذا أصل أصيل يجب التمسك به، ولا يجب أن يقال إن مفهوم حديث ابن عمر من رفع ثوبه خيلاء أنه يجيز لنا ما سوى ذلك، هذا لا يجوز، بل يجب سد الباب وحماية المسلمين من هذا الفساد، ومن هذا الإسراف وأخذ العموم من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، لعل المسلم يرتدع عن هذا الجرم، ويبتعد عن هذا السبيل الخطير الذي يورده النار، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.   
 
2- عندما قمت ببناء منزلي وأنهيته وقمت ........ ببناء الحائط على المنزل أو ما نسميه بالحوش في مصطلحنا، كان البيت على شارعين، وبين الشارع الشرقي والشمالي كُتب في حجة الاستحكام شطفة سبعة متر، وأثنا التحويط لم أتقيد بذلك، وجعلت الشطفة بدل سبعة متر ثلاث متر تقريباً نظراً لضيق الحوش، فأصبح الضلع الشمالي خمس عشرة بدلاً من اثني عشرة متراً، والضلع الشرقي سبع عشرة متراً بدلاً خمس عشرة متراً كما هو الواضح في الصك، فهل يلزمني إعادته على طبيعته بهدمه وإعادة بنائه، علماً أن ليس هناك أذى على أحد، أم أتركه ليوسع الحوش، ولكي لا يحتك بالبنيان المنزلي؟ أرجو توجيهي لما فيه الصلاح، فضميري يؤنبني بالرغم من أنني لم أوذ أحداً، ولكن هناك مخالفة للبلدية، واعلموا أن البلدية عندما صرفت لي آخر قسط لم تستنكر هذه الزيادة، وصرفوا لي المبلغ المتبقي، أرجو إفادتي كم الله.   
عليك أن تراجع الجهة المسئولة التي هي البلدية، وتتفاهم معها في الموضوع، فإذا سمحت لك بذلك فالحمد لله، وإلا فعليك أن تلتزم بما وضعته الدولة لمصالح المسلمين، والله المسؤول أن يوفق الجميع.  
 
3- أخونا من الناس الذين ندموا أشد الندم على خطايا ارتكبوها، يفند الواقع سماحة الشيخ بعض الخطايا التي وقع فيها، ويشكو الآن من تأنيب ضميره له، ويرجو من سماحتكم التوجيه.
هذه من نعم الله عليك، كونك تشعر بالألم والندم على ما سبق منك من المعاصي فهذه من نعم الله عليك، فعليك أن تلزم التوبة الصحيحة النصوح، بالندم على ما مضى منك، والعزم الصادق أن لا تعود في ذلك، مع الاستكثار من العمل الصالح، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، كما قال الله -سبحانه-: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[طه: 82] وقال -عز وجل- لما ذكر الشرك والقتل والزنا في سورة الفرقان قال بعد ذلك: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا[الفرقان: 70] فأنت يا أخي إذا أتبعت التوبة العمل الصالح، وصدقت في التوبة ولزمتها، فأنت على خير عظيم، ويرجى لك أن يبدل الله سيئاتك حسنات، كما وعد الله -سبحانه وتعالى-، وهو الصادق في وعده -جل وعلا-. والله أعلم. 
 
4- أولادي اثنان، منهم كبار متزوجون، واثنان منهم في المرحلة المتوسطة، درسوا في المدارس ويعرفون كل شيء من أمور الدين، لكنهم لا يصلون إلا في بعض الأوقات، ودائماً أنصحهم بالصلاة وطاعة الله، لكنهم لا يطيعوني، ودائما أزعل عليهم ولا أكلمهم، ودائماًَ في شجار مع والدهم بسببهم، هو ينصحهم ويتركهم، لكن أنا في خصام معهم، هل علي ذنب منهم، وإلا أتركهم والله يحاسبهم؟ لأنهم يقرؤون ويعرفون أمور الدين، وهذا أدى بي إلى المرض.   
أنتِ مشكورة جزاك الله خيراً على نصيحتك لهم، وحرصك على هدايتهم، وأبشري بالخير والأجر العظيم، والواجب عليك وعلى والدهم الاستمرار في النصيحة، حتى يهديهم الله -عز وجل- ويستقيموا على أداء الصلاة، وعلى أداء ما أوجب الله -عز وجل-، وإذا لم يستقيموا فعليكم هجرهم والإنكار عليهم الشديد، وإبعادهم عن البيت؛ لأنهم حينئذٍ كفارٌ بترك الصلاة، من ترك الصلاة عامداً وهو مكلف كفر، فعليكما جميعاً النصيحة والاستمرار في النصيحة، وعلى والدهم أن يؤدبهم، ويضربهم إن استطاع ذلك، حتى يستقيموا، فإن لم يستقيموا فعليه أن يرفع بأمرهم إلى ولاة الأمور، إلى الهيئة إلى المحكمة، حتى يساعدوا على القيام باللازم، فإن من ترك الصلاة يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً، نعوذ بالله من ذلك، في أصح قولي العلماء، وقال بعض أهل العلم: إنه يقتل عاصياً فاعلاً الجريمة لا كافراً، وبكل حال فالواجب القيام عليهم، والحرص على هدايتهم، فإن لم يستجيبوا يرفع أمرهم إلى ولاة الأمور، إما المحكمة وإما الهيئة، لعلهم يقومون عليهم بما يلزم، فإن لم يتم ذلك فالمحكمة تستتيبهم، فإن تابوا وإلا وجب قتلهم من جهة ولي الأمر، كما قال الله -عز وجل- في حق المشركين: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ[التوبة: 5]، فدل على أن من لم يقم الصلاة لا يخلى سبيله، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (نهيت عن قتل المصلين)، فدل على أن من لم يصل يقتل، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ولا يجوز لكم التساهل معهم ولا مؤانستهم، بل يجب هجرهم والإنكار عليهم، حتى يهتدوا أو يحكم فيهم بحكم الله من جهة المحكمة. هداهم الله وأصلحهم.  
 
5- عندما يؤذن المؤذن هل يصح للمرأة أن تصلي، أم تتأخر وقتاً قليلاً حتى تقام الصلاة وبعد ذلك تصلي لنفسها؟
ليس لها ارتباط بالرجال، بل متى دخل الوقت فإنها تصلي، سواءٌ كان قبل صلاة الرجال أو بعد صلاة الرجال، وليس لها ارتباط بإقامة الصلاة في المساجد، بل متى أذن ومضى بعض الوقت، فإنها تصلي، ولا تبادر من حين الأذان يعني قد يكون الأذان مبكراً، فإذا تركت قليلاً وتمهلت قليلاً ثم تصلي فهو أحسن، احتياطاً من دخول الوقت
 
6- أمي عجوز مخرفة دائماً تطالب وتخانق، إذا طلبت مني شيئاً فوق إرادتي مثل فتح الباب والخروج منه إلى الشارع -وهي لا تدري- وأنا أرفض ذلك خوفاً عليها من الضياع تدعي علي بأكبر الدعاء وتلعن، وتقول: الله لا يسامحك! وأنا خائفة من ربي أن يستجيب لها دعاءها، هل الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء الكبير في ذلكم السن وفي ذلكم الحال، وماذا أفعل مع والدتي؟ أرجو النصح الواضح جزاكم الله خيراً.   
ليس عليك بحمد لله بأس في منعاها مما لا ينبغي، بل أنتِ مشكورة ومأجورة، ولو دعت عليك ولو لعنتك لا يضرك ذلك؛ لأن هذا ليس من شعورها، بل هي كما ذكرت قد تغير عقلها وخرفت، فعليك أن تمنعيها من كل ما ينبغي منعها منه، كمنعها من الخروج للسوق، ومنعها مما يضرها في نفسها أو يضر غيرها، عليك أن تأخذي على يدها؛ لأنها حينئذٍ ليست من العقلاء، وغير العاقل يؤخذ على يديه، يأخذ على يديه ولده وأخوه وقريبه ومن كان يتولاه كالمجنون والصبي الصغير، فأنتِ في هذا الأمر مشكورة ومأجورة، وليس لك التساهل في هذا، بل عليك أن تصبري وأن تمنعيها مما يضرها أو يضر غيرها، وتمنعيها من السوق أيضاً، ولو دعت عليك لا يضرك ولا يستجاب لها فيكِ؛ لأنه لا شعور لها، ولا عقل لها، نسأل الله لنا ولك التوفيق، وعظيم الأجر والصبر على هذا البلاء، حتى يختار الله لها الوفاة.  
 
7- إنه رأى شخصاً كان يعتقد أن له منزلة أكبر من المنزلة التي رآه عليها، وهي بيعه للقات، وذلكم الرجل إمام لمسجد، ويسأل عن الحكم وعن الصلاة خلف ذلكم الرجل؟
ينبغي تنبيهه ونصيحته لأن القات كثيرٌ من علماء اليمن يبيحونه ويتعاطونه، فهذا الإمام قد يكون له شبهة، قد يكون مما يرى إباحته، أو يقلل من يرى إباحته من علماء اليمن، فالذي نرى نصيحته والمشورة عليه بتركه، وأن لا يبيعه ولا يشربه، والصلاة خلفه صحيحة، والحمد لله، لأن الصحيح من أقوال العلماء أن الصلاة خلف الفاسق صحيحة، وإنما تبطل إذا كانت خلف الكافر، أما العاصي فالصلاة خلفه صحيحة، لكن يشرع لك يا أخي نصيحة هذا، أو التماس من ينصحه ممن هو فوقك، حتى يقدره حتى يقبل منه، وأنت في هذا على أجر، وصلاتك صحيحة والحمد لله.  
 
8- عندنا في قريتنا يقرؤون آية الكرسي بعد الصلوات في كل فرض عموماً الإمام والمصلين جهراً، أفيدونا عن حكم ذلك؟
هذا غير مشروع، وهذا بدعة، فمن السنة أن يقرأ الإنسان بينه وبين نفسه بعد الصلاة، أما أن يقرأها الإمام والمأمومين جهرة فهذا لا يجوز، وليس من سنة المسلمين، بل هذا من البدعة، ولكن يستحب في أصح قولي العلماء أن يقرأها المؤمن لا للصلاة بينه وبين نفسه، من دون مشاركة الإمام أو المأمومين في أصوات جماعة أو جهرية، كل هذا لا أصل له.  
 
9- الأموال التي تمنح سنوياً من قبل بعض الجهات، مثل الإعانات السنوية وما يسمى بالشرهة، هل عليها زكاة؟ مع العلم أنه يعلم مقدارها قبل استلامها؟
ليس عليه فيها زكاة إلا بعد قبضها، فإذا قبضها وحال عليها الحول يزكيها، أما مادامت عند الدولة، أو عند الذي يعطيه العادة، فهي ليست بقدرته ولا يملكها، فقد تحصل وقد لا تحصل، وقد تتأخر وقد تتقدم، فالمقصود أنها لا تكون في ملكه إلا بعد قبضه إياها، فإذا قبض هذه العادة وبلغت النصاب وحال عليها الحول زكاها، فإن أكلها قبل الحول فلا شيء عليه.  
 
10- بعض الهوايات التي يمارسها بعض الناس مثل هواية جمع الطوابع، وهواية جمع النقود المعدنية المختلفة، ماذا يقول فيها الشرع، وهل تجب فيها الزكاة؟
نعم، إذا جمع ما يبلغ النصاب وجب فيها الزكاة، وإن كانت قليلة دون النصاب ليس فيها شيء، أو أنفقها قبل الحول ما حال عليها الحول تصدق بها أو أكلها أو صرفها في حاجة أخرى فليس عليه شيء، إلا إذا حال عليه الحول وهي تبلغ النصاب، والنصاب من الفضة ستة وخمسون ريال فضة، ريال السعودي، أو ما يقابل قيمة ذلك من العمل الأخرى.  
 
11- هل لي أن أحج عن ولدي المعوق إعاقة سمعية وكلامية منذ الصغر؟
إذا بلغ الحلم كلف واستطاع الحج يحج بنفسه، ولا يمنع الحج كونه لا يسمع، أو لا يتكلم، فإن هذا لا يمنع الحج، في إمكانه يحج مع الناس ويحضر المشاعر، وإن كان لا يتكلم وإن كان لا يسمع. أما إذا عجز على كبر السن هذا يحج عنه، أو مات. أما كونه قوياً يستطيع الحج ولكنه ليس بسميع أو ليس بمتكلم هذا لا يمنع، كما أنه لا يمنع العمى، فالأعمى والأصم والأبكم كل هؤلاء عليهم الحج إذا استطاعوا، ويحضرون مع الناس، ويحضرون عرافات والمشاعر، ويفعلون ما شرع الله -جل وعلا-، ويسقط عنهم الكلام من التلبية ونحوها؛ لأنهم معذورون.  
 
12- من الملاحظ عند انتهاء الصلاة خروج بعض المصلين دون أن يؤدوا ركعتين بعد الصلاة، ويعتبرونها غير مهمة أو غير جزء من الصلاة، فما الحكم في ذلك ؟
ليس كل صلاة بعدها ركعتان، إنما هذا يشرع بعد الظهر، وبعد المغرب وبعد العشاء، هذه الأوقات الثلاثة، يشرع فيها الصلاة يشرع فيها ركعتان بعد الظهر، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء، وإذا خرج من المسجد وصلاها في البيت كان أفضل، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يصليها في البيت ويقول: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)، فإذا خرج وصلاها في البيت فهذا أفضل. أما إن تركها بالكلية فقد ترك سنة ليست واجبة فلا شيء عليه، لكنه ترك المنافسة في الخير، وترك هذه السنة التي حافظ عليها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالمشروع للمؤمن أن يأتي بهذه السنة إما في المسجد وإما في البيت، وفي البيت أفضل. أما أن يتركها بالكلية فهذا لا ينبغي للمؤمن، ولا يشرع له، بل المشروع له والأفضل له أن يعتني بهذه النوافل المتأكدة، وأن يحافظ عليها كما حافظ عليها المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وإن صلى بعد الظهر أربعاً فهو أفضل، أما المغرب فراتبتها اثنتان والعشاء كذلك، وكلها في البيت أفضل كما تقدم.  
 
13- ارجوا إفادتي عن بعض الكلمات التي ارددها عند رؤية حلم مزعج؟
ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فلينفث عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ولينفث عن يساره ثلاثاً ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحد، هكذا السنة، وفي لفظ آخر يقول صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم فليحمد الله، وليحدث في ذلك من يحب، وإذا رأى ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، هذا يا أخي هو السنة.

419 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply