حلقة 485: حكم إمامة المرأة - حكم من تأخير الصلاة بعد الأذان بدقائق - حكم الخمار في الإسلام - حكم تأخير الصلاة عن وقتها - حكم الجهر بالقراءة للمرأة - حكم إكرام الضيف الكافر - حكم التنفل بعد الوتر - الخلوة بالمخطوبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

35 / 50 محاضرة

حلقة 485: حكم إمامة المرأة - حكم من تأخير الصلاة بعد الأذان بدقائق - حكم الخمار في الإسلام - حكم تأخير الصلاة عن وقتها - حكم الجهر بالقراءة للمرأة - حكم إكرام الضيف الكافر - حكم التنفل بعد الوتر - الخلوة بالمخطوبة

1- ما حكم إمامة المرأة في الشريعة الإسلامية؟ وما دليل ذلك من القرآن أو السنة، أو من اجتهاد الأئمة الأربعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فإمامة المرأة للنساء لا بأس بها ولا حرج فيها وهي جائزة، بل مستحبة عند الحاجة إلى ذلك للتعليم والتوجيه، ويعمهن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا بالسنة سواءٌ فأقدمهم هجرة..) الحديث، وقد ثبت عن عائشة وأم سلمة أنهما أمتا بعض النساء، فإذا تيسر للمرأة القارئة الفقيهة أن تؤم نساء أهل دارها، أو يجتمع عندها بعض أخواتها وتؤمهن فهذا كله حسن وفيه مصالح، وقد روي عن أم ورقة -رضي الله عنها- أنها كانت تؤم أهل دارها، فالحاصل أن إمامة المرأة للنساء لا بأس بها ولا حرج فيها بل هي مستحبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك وصارت الإمامة عندها علم وفقه حتى تعلم أخواتها وتفقههن، وحتى يتأسين بصلاتها في قراءتها وركوعها وسجودها وجلستها بين السجدتين واعتدالها بين ركوعها وغير ذلك، فهذا كله ينفع النساء كما ينفع الرجال.  
 
2- ما حكم من أخر صلاة فرض ولو دقائق معدودة بعد أن سمع الأذان وذلك بدون عذر قوي؟
السنة أن يتأخر بعد الأذان قليلاً وأن لا يبادر بعد الأذان في الحال؛ لأنه قد يبكر بالأذان، قد يكون أذن قبل الوقت، فالاحتياط أن يكون القيام إلى الصلاة بعد الأذان بدقائق كربع ساعة ثلث ساعة نصف ساعة كل هذا لا بأس به، لكن المغرب الأولى فيها التبكير أكثر من غيرها لأن وقتها أصغر من غيرها، فالأفضل التبكير فيها كما كان النبي يبكر فيها عليه الصلاة والسلام، فإذا صلاها بعد الأذان بعشر دقائق بثمان دقائق فحسن وإن أخر ربع ساعة ثلث ساعة فلا حرج في ذلك، المقصود أنه لا حرج أن يصلي الصلاة في أول وقتها أو في وسط وقتها أو في آخر وقتها، لكن الأفضل أن تكون في أول وقتها هذا هو الأفضل، إلا إذا اشتد الحر في الظهر فالأفضل أن يؤخرها حتى ينكسر الحر، وهكذا في العشاء الأفضل فيها التأخير في الأصل إلى الثلث الأول من الليل إلا إذا اجتمع أهل المسجد، فإن السنة أن يبادر وأن لا يعطلها، وهكذا المريض والمرأة في البيت إذا أخرت بعض الوقت في العشاء فهو أفضل، وإن اقتضت المصلحة التبكير بأن تحتاج إلى النوم مبكرة وهكذا المريض بكر بها، فالخلاصة أن العشاء يستحب فيها التأخير إلى ثلث الليل أو ما يقارب ذلك هذا هو الأفضل إذا لم يكن في هذا مضرة على أحد، وهكذا في صلاة الجماعة في العشاء يستحب للإمام أن يؤخرها إذا لم يجتمعوا فإن اجتمعوا عجل، وهكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطؤوا أخر عليه الصلاة والسلام، والظهر كذلك لشدة الحر إذا اشتد الحر كان -صلى الله عليه وسلم- يبرد بالظهر ويأمر بالإبراد، هذا هو السنة.  
 
3- ما حكم الخمار في الإسلام، أي بمعنى: هل هو فرض كالحجاب مثلاً، أو هو شيء مستحب فقط، وإن كان فرضاً فهل تضعه أمام زوج أختها وأبناء عمها وأبناء خالها، أم تضعه فقط في الشارع والأماكن العامة، وما دليل ذلك من القرآن أو السنة؟
الخمار سمي خماراً لأنه يستر ما وراءه، ومنه تخمير الإناء ستر الإناء، ومنه الخمر لأنها تستر العقل وتضيع العقل، فالخمار هو الستر الذي يوضع على الرأس والوجه حتى يستر ذلك عن الناس، والمرأة مأمورة بالستر والخمار عن غير محارمها؛ لقول الله عز وجل: ..وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ.. (53) سورة الأحزاب، فالحجاب الخمار أو الباب أو الجدار أو ما أشبه ذلك مما يسترها (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) هكذا في سورة الأحزاب بين سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الرجال والنساء، فهو واجب على المرأة أن تحتجب وأن تستتر عن غير محارمها في بدنها كله، وزوج أختها ليس من محارمها، وهكذا بنو عمها وبنو خالها وبنو خالتها وبنو عمتها ليسوا محارم لها، وهكذا أخو زوجها وعم زوجها وخال زوجها ليسوا محارم، وإنما المحرم أبو زوجها وجد زوجها وابن زوجها وابن ابنِ زوجها وابن بنت زوجها يعني أولاده وأولاد أولاده ذكورهم وإناثهم وآباؤه وأجداده هؤلاء محارم، وهكذا أبوها هي وأجدادها وبنوها وبنو أبنائها وبنو بناتها، وهكذا إخوتها وأبناء إخوتها وأبناء أخواتها وهكذا أخوالها وأعمامها هؤلاء محارم، أما ابن العم وابن الخال وابن العمة وابن الخالة فليسوا محارم، بل له أن يتزوجها. والحكمة في ذلك -والله أعلم كما هو معلوم- أن الحجاب أطهر للقلوب وأبعد عن الفاحشة والفتنة، فإن المرأة إذا كشفت وأسفرت ربما افتتن بها من يراها وتعلق قلبه بها فتقع الفتنة والفساد، فمن رحمة الله أن شرع الحجاب حتى لا تقع الفتن وحتى لا يتعلق قلب الرجل بالمرأة التي ليست صالحة له أو مُحرَّمة عليه، والمؤمن والمؤمنة كلاهما مأمور بتقوى الله والحذر مما يسبب غضبه سبحانه، والكشف للأجانب من أسباب غضب الله ومن أسباب وقوع الفواحش، والله ولي التوفيق.   
 
4- إذا كان هناك شخص ما، صلى أو ابتدأ الصلاة في وقت متأخر، فهل يجب عليه القضاء، أم يكفي أن يتوب توبة نصوحاً ولا يترك الصلاة بعدها أبداً، وما دليل ذلك؟
إذا صلَّى ثم بان أنه صلى قبل الوقت عليه أن يعيد في الوقت، أما إن صلاها بعد الوقت فقد أساء وعليه التوبة إلى الله من ذلك وعدم العودة إلى التأخير وصلاته صحيحة وتسمى قضاءً للفريضة، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، وكثير من أهل العلم يقولون: إنه إذا تعمد تأخيرها عن وقتها صار بهذا كافراً فعليه التوبة إلى الله من ذلك ولا قضاء عليه؛ لأن ذنبه عظيم والقضاء إنما يدخل في العمل الذي ليس كبيراً جداً، أما إذا عظم الأمر فليس له إلا التوبة؛ ولهذا القتل العمد ليس فيه كفارة وإنما فيه الدية أو القتل قصاصاً، والكفارة إنما تكون في القتل الخطأ وشبه العمد، وهكذا إذا نسي الإنسان فلم يصلِّ أو نام عن الصلاة قضاها بعد ذلك ولا شيء عليه، لكن إذا تعمد بأن أخر الفجر إلى بعد طلوع الشمس أو أخر العصر إلى بعد المغرب فهذا قد فعل منكراً عظيماً فعليه التوبة إلى الله من ذلك، وهل يقضي أو ما يقضي؟ على خلاف بين أهل العلم: من كفَّره قال: لا يقضي، ومن قال: إنه ليس بكافر أمره بالقضاء، إذا تركه حتى خرج الوقت. الواجب على الرجال والنساء الحذر من تأخير الصلاة عن وقتها والتوبة إلى الله من ذلك، وليس على من تركها قضاء إنما عليه التوبة هذا هو الأصوب وهذا هو الصحيح، إذا كان تركها عمداً وتساهلاً حتى ظهر وقتها الضروري، أما وقتها المختار فلا يمنع من قضائها، فلو أخر العصر حتى اصفرت الشمس فعليه أن يقضي مع التوبة والاستغفار، أما إذا أخرها حتى غابت الشمس فهذا هو محل الكفر لمن أخرها عمداً عدواناً عند بعض أهل العلم، وكثير من أهل العلم يقولون: إنه يقضي وعليه التوبة إلى الله من ذلك، فينبغي للمؤمن في مثل هذه الأمور أن يحذر غاية الحذر من تأخير الصلاة عن وقتها، وأن يكون عنده من العناية التامة في الصلاة في وقتها ما يجعله يحافظ عليها ويؤديها في الجماعة مع إخوانه في المساجد في وقتها، وعلى المرأة كذلك أن تعتني بها في وقتها وأن تؤديها في وقتها في بيتها وأن تحذر التساهل في ذلك، ولا فرق بين الفجر وغيرها، لكن المجموعة إلى غيرها أسهل من التي لا تجمع، الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء أسهل من تأخير الفجر إلى بعد طلوع الشمس وأسهل من تأخير العصر إلى بعد غروب الشمس، وإن كان الواجب على جميع المسلمين أن يصلي كل صلاة في وقتها: الظهر في وقتها والعصر في وقتها والمغرب في وقتها والعشاء في وقتها، إلا من له عذر كالمريض والمسافر فلا بأس بالجمع بين الصلاتين كالظهر والعصر والمغرب والعشاء، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.  
 
5- هل يجوز للمرأة أن تصلي جهراً في صلاة الجهر عندما تتأكد أنه لا يوجد شخص أجنبي عليها قد يسمعها، وما هو دليل ذلك؟
الله شرع لعباده الجهر في الفجر وفي الأولى والثانية من العشاء والمغرب، وهذا عام للرجال والنساء؛ لأن الشرائع عامة إلا ما خصه الدليل بالرجل أو بالمرأة، والله شرع أن نجهر في الفجر وفي الأولى والثانية من المغرب وفي الأولى والثانية من العشاء، فالمرأة كذلك تجهر جهراً يفيدها وينفع من حولها، فإذا كان حولها رجال أجناب فالأفضل عدم الجهر لها؛ لأن الرجل قد يفتن بصوتها، فالأفضل لها عدم الجهر، وهكذا في التلبية في الحج والعمرة إذا كان هناك رجال أجناب فالأفضل عدم الجهر وإن جهرت فلا حرج، لكن الأفضل عدم الجهر.  
 
6- إنني امرأة مسلمة ومن بلد عربي مقيمة بالمملكة في قرية من قراها، وإنني متحجبة وأقضي فرائضي على أكمل وجه ولله الحمد، يوجد لدينا رجل يسكن -جارنا- وفي نفس المصلحة التي يشتغل فيها زوجي، وهو من نفس البلد الذي نحن منه، وجنسيتنا واحدة، ولكنه يدين بالمسيحية، وسؤالي: إن والدته حضرت زيارة للملكة وتريد أن تزور ابنها من المنطقة التي نحن فيها، علماً بأنه يسكن عازب مع مجموعة من الرجال فقط، وقال لزوجي: إنه يريد أن يجيء بها في بيتنا لمدة أسبوع، وزوجي لا يدري ماذا يقول له؛ لأنه لا يوجد سوى نحن من بلده في هذه المنطقة، وأنه محرج أن يقول له: لا. هل نكرمها باعتبارها ضيفة ولأول مرة تحضر لدينا، وهل يجوز لي أن أشاركها في الأكل والشرب وأطبخ لها إذا كان ذلك في نهار رمضان وأنا صائمة، أم ماذا أفعل؟ إنني في حيرة من أمري، أفيدوني جزاكم الله خيرا
المشروع في هذا إكرام الضيف ودعوته إلى الله وتعليمه الإسلام لعل الله يهديه بأسبابكم، فإذا جاءت المرأة فلعل دعوتها ودعوة ابنها من أسباب هدايتها، فإذا وصلت إليكم فأكرموها؛ لأنها ضيف وادعوها للإسلام ورغبوها في الخير ورغبوا ولدها في الخير لعل الله يهديها ويهدي ولدها بأسبابكم، أما في حال رمضان فلا، لا تعينوها على هذا، بل قدموا لها الشيء الذي تحتاجه وهي تخدم نفسها، وعليكِ أن تعتذري لها بأنك لا تستطيعين أن تخدميها بما يخالف شرع الله؛ لأن الواجب على الكافر الدخول في الإسلام وهو مخاطب بفروع الإسلام، والصيام من فروع الإسلام، فليس لكِ أن تقدمي لها الغداء أو القهوة أو الشاي بل هي تخدم نفسها في هذا، وتعتذرين بأن هذا هو الذي عليك، يكون عندها طعامها وعندها المطبخ، فإذا كان زيارتها ومجيئها في رمضان فهي تخدم نفسها بالشيء الذي تريده، أما أنتِ فلا، لا تقدمي لها الشيء الذي معناه الأكل أو الشرب، أما إن كان في غير رمضان فالأمر واسع، ولكن يجب أن تنصحوا من عنده ولدها أن يبعده إلى بلاده وأن لا يستخدمه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بإخراج الكفار من هذه الجزيرة ونص على النصارى أيضاً بإخراج اليهود والنصارى من هذه الجزيرة؛ لأنهم كفار مثل بقية المشركين، وإن كانوا أهل جزية لكنهم كلهم كفار، فالواجب إخراجهم من هذه الجزيرة وعدم استقدامهم لها لا في حال زراعة ولا بناء ولا طب ولا غير ذلك، إلا عند الضرورة القصوى من جهة ولاة الأمور، إذا رأى ولاة الأمور ضرورة لبعض الكفار لمصلحة المسلمين لطب أو نحوه فهذا شيء خاص يتعلق بولاة الأمور مع مراعاة المصلحة العامة ومع مراعاة التقليل من ذلك، والحرص على الاستغناء عنهم بالمسلمين، أما الأفراد والعامة وجميع الناس فالواجب عليهم أن لا يستقدموا الكفرة، وأن يعتاضوا عنهم بالمسلمين تنفيذاً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في إخراجهم من هذه الجزيرة وأن لا يجتمع فيها دينان. - إذاً فليرحبوا بهذه الضيفة وليدعوها إلى الإسلام، كما تفضلتم؟ ج/ نعم، يحسنوا إليها ويدعوها إلى الإسلام وولدها أيضاً.  
 
7- هل تجوز صلاة النوافل ما بين صلاة العشاء والوتر وصلاة الفجر؛ لأنني أسمع من البعض يقولون: لا يجوز صلاة بعد الوتر حتى الفجر! والبعض يقولون: النوم يفصل بينها، وأحد الشيوخ في بلدنا قال: يمكن الصلاة قبل الفجر ما بين الأذانين الأول والثاني للفجر، والبعض يقول: لا يجوز! وإنني غالباً ما استيقظ قبل الفجر وأريد أن أصلي، ولا أدري هل يجوز أم لا؟   
نعم، لا بأس بالصلاة بعد الوتر، إذا أوتر الإنسان في أول الليل أو في وسط الليل ثم يسر الله له القيام في آخر الليل فإنه يشرع له أن يصلي ما قسم الله له: ركعتين أو أكثر من ذلك، ويكفيه الوتر الأول لا حاجة إلى وتر ثانٍ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا وتران في ليلة)، فإذا استيقظ المؤمن أو المؤمنة في آخر الليل وقد أوتر في أول الليل فإنه يشرع له أن يصلي ما كتب الله له ولا يعيد الوتر الأول، إذا صلى ركعتين أو أربع أو أكثر كل هذا طيب ولا بأس به، لكن يكون مَثْنى مثنى؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مَثْنى مثنى) يعني ثِنتين ثنتين، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى ركعتين بعدما أوتر في آخر الليل؛ ليعلم الناس أن الصلاة بعد الوتر جائزة، وإنما الأفضل أن يكون الوتر آخر الشيء، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) فالأفضل أن يكون الوتر هو آخر شيء، لكن إذا صار هناك سعة وصلى بعد الوتر ركعتين أو أكثر فلا حرج عليه في ذلك، والحمد لله.  
 
8- أود فضيلة الشيخ أن أطرح عليكم هذا السؤال وأرجو أن تجيبوني عليه بأسرع وقت ممكن: هل يحق للرجل أن يخلو بالمرأة بعد أن خطبها، وقد كانت هذه الخطبة بوجود أبيه وأبيها ووجود رجلين آخرين، وقد قال له أبوها: قد قبلت أن أزوجك ابنتي، وقد حدث هذا بوجود أبيه ورجلين آخرين وبوجود الشاب أيضاً، فهل يعتبران زوجين حتى لو لم يتم تسجيل هذا العقد في محكمة شرعية؟ أفيدونا أفادكم الله.   
أما مجرد الخطبة فليس له أن يخلو بها لمجرد الخطبة؛ لأنها أجنبية وفي خلوته بها خطر وربما وقعت الفاحشة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محرم) وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجلٌ بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، ولكن إذا عقد له أبوها بحضرة شاهدين بأن قال: زوجتك، وقال الشاب: قبلت، وهي راضية بذلك فإنها زوجته له أن يخلو بها وله أن يجامعها، لكن إذا كان ذلك قد يخالف عرف أهل البلد وربما أفضى إلى سوء الظن بها وأنها ربما تحمل ويظن أنه من غير زوجها فهذا لا ينبغي إبعاداً عن سوء الظن وعن التهم، أما إذا خلى بها بإذن أهلها وبعلم أهلها واتصل بها بعد الزواج بعد العقد فلا بأس بذلك، والأفضل أن يؤجل ذلك حتى يأتي الزفاف حتى يتم الزفاف المعروف بينهما حتى لا تكون هناك تهمة وحتى لا يقع خطرٌ في سوء الظن، والله المستعان.  
 
9- نحن نعلم أن سماع الأغاني حرام، وبحمد الله نحن لا نستمع إليها، ولكن لدينا جيران يرفعون صوت المذياع ويصل إلينا الصوت، فهل علينا إثم في ذلك؟
ليس عليكم إثم، ليس على من سمع الصوت إثم إذا لم يستمع له ولم يقصده، وإنما مرَّ عليه وسمعه من غير قصد، وإنما الإثم على من فعله أو قصد له واستمع له، فينبغي أن تطالبوا الجيران بخفض أصوات هذه المزامير والأغاني وليس لهم حقٌ في أن يؤذوكم بذلك، بل الواجب عليهم أن يخفضوا أصوات ما عندهم حتى لا يؤذوا جيرانهم، أما أنتم فليس عليكم حرج إذا لم تستمعوا، وإنما سمعتم فقط من غير قصد.  
 
10- ما حكم رفع اليدين أثناء الدعاء: هل هو بدعة؟ لأن بعض الناس أفتونا بأنه بدعة، وما حكم التسبيح بالسبحة؟ لأننا سمعنا شيخاً قال: إنه بدعة، هل هذا يا فضيلة الشيخ صحيح؟
رفع اليدين في الدعاء سنة ومن أسباب الإجابة؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن ربكم حيِّي كريم يستحي من العبد إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً) وكان عليه الصلاة والسلام يرفع يديه في أماكن كثيرة عند الدعاء، ورفع يديه في الاستسقاء حين استسقى بالمسلمين وطلب الغيث رفع يديه، وفي وقائع كثيرة دعا لبعض أصحابه ورفع يديه عليه الصلاة والسلام، فالواجب على المؤمن أن يتقيد بالسنة وأن لا ينكر ما شرعه الله، لكن في مواضع أخرى لا يشرع رفع اليدين؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يرفعها في تلك المواضع، فالشيء الذي وجد في عهده -صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيه اليدين لا نرفع فيها؛ لأنا نتأسى به عليه الصلاة والسلام، العبادات التي وجدت في عهده ولم يرفع فيها لا نرفع مثل صلاة الفريضة ما كان يرفع إذا سلم يرفع يديه، وما كان يرفع بين السجدتين يدعو، وما كان يرفع في التحيات قبل السلام يدعو، وما كان يرفع في خطبة الجمعة يدعو إلا في الاستسقاء، إذا استسقى في الجمعة رفع يديه إذا استغاث، وما كان يرفع في العيدين في خطبة العيدين يدعو، فنحن نتأسى به في هذا فلا نرفع في المواضع التي لم يرفع فيها عليه الصلاة السلام لقول الله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، وهكذا لما اغتسل في الجمعة ولم يغتسل في الظهر والعصر والمغرب والعشاء قلنا سنة، أن يغتسل للجمعة لأنه أمر بذلك واغتسل لذلك ولا يشرع الغسل في كل فريضة للصلوات الخمس لأن الرسول ما فعل ذلك ولا أمر به، المسلمون يتبعون ولا يتبدعون فالرفع سنة في الدعاء ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وجدت في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها كما ذكرنا في الصلوات الخمس الفريضة وخطبتي الجمعة وخطبة العيد وبين السجدتين وفي التحيات ما كان يرفع عليه الصلاة والسلام وننحن نتأسى به كذلك عليه الصلاة والسلام.

525 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply