حلقة 566: تفسير قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ - أفضل أنواع الذكر وكيفية الشكر - كيفية الشكر لله
16 / 50 محاضرة
1- تسأل عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى- في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله -سبحانه- لكمال عدله، وكمال حكمته، لا يغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة ثم غيروا غيِّر عليهم بالعقوبات والنكبات، والشدائد والجدب والقحط والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات، جَزَاء وِفَاقًا[النبأ: 26]، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ[فصلت: 46]، وقد يملي لهم سبحانه ويمهلهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون، ثم يؤخذون على غرة، كما قال -تعالى-: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ[الأنعام: 44] يعني آيسون من كل خير نعوذ بالله من ذلك، وقال سبحانه: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ[إبراهيم: 42]، فقد يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، نسأل الله السلامة، ويكون ذلك أعظم للعقوبة وأشد للنقمة، وقد يكون فيه شر وبلاء ومعاصي، ثم يتوبون ويرجعون إلى الله ويندمون، ويستقيمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس، ومن فرقة ومن شدة، ومن فقر إلى رخاء، ونعمة واجتماع كلمة، وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطيبة، وتوبتهم إلى الله -سبحانه وتعالى-. وفي الآية الأخرى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ[الأنفال: 53] هذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد يمهلون كما تقدم، والعكس كذلك، إذا كانوا في سوء ومعاصي أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا، واستقاموا على طاعة الله غير الله حالهم السيئة إلى حالٍ حسنة، فغير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، غيرهم من الجدب والقحط الذي هم فيه وقلة المياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث، ونبات الأرض وغير ذلك من وجوه الخير، هكذا معنى الآية الكريمة. جزاكم الله خيراً.
2- أختنا تسأل عن أفضل أنواع الذكر، وكيف يكون الشكر لله -عز وجل-؟
أفضل أنواع الذكر قراءة القرآن، هو أفضل الذكر، فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من قراءة القرآن مع التدبر والتعقل، ولو كان لا يحفظه كثيراً، يقرأ ما تيسر منه، أو من المصحف إذا كان يقرأ من المصحف، يكثر من ذلك، وإذا كان لا يقرأ من المصحف يقرأ ما حفظ، الذي يحفظ الفاتحة ويكررها كثراً في أوقات كثيرة؛ لأنها أعظم سورة، وأفضل سورة في القرآن العظيم، كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وإذا كان يحفظ معها بعض السور القصيرة كررها وأكثر منها في الليل والنهار، يرجوا ثواب الله -سبحانه وتعالى-، وإذا كان يقرأ من المصحف قرأ من المصحف، من أوله إلى أخره كلما كمله عاد وقرأ من أوله من الفاتحة، ثم أفضل الذكر بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا أفضل الذكر بعد القرآن "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، كل هذه أنواع من الذكر جاءت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وستون شعبة – أو قال: بضع وسبعون شعبة- فأفضلها قول: لا إله إلا الله)، وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)، متفق على صحته، وقال أيضاً: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يومٍ كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر من عمله)، هذا حديث عظيم رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا الذكر، وأن يقول ذلك مائة مرة كل يوم، كل صباح يوم، أو في أثناء اليوم، أو في آخر اليوم، لكن إذا كان في الصباح يكون أفضل، حتى يعم اليوم كله "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وإن قال: يحيي يميت بيده الخير فكذلك مائة مرة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، يعني عدل عشر رقاب يعتقها في سبيل الله، عشر رقبات من العبيد، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، فهذا خيرٌ عظيم، وكان في حرزٍ من الشيطان وهذا أيضاً فضل عظيم، وكان في حرزٍ من الشطيان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا وملازمته يومياً. وهكذا الإكثار من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كلما حصل فرصة قالها عشر مرات، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) خرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، فهذه أنواع من الخير وأنواع من الذكر، ويقول -صلى الله عليه وسلم -: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لئن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم في الصحيح، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). فأنا أوصي جميع إخواني في كل مكان بالإكثار من هذا الذكر ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً في كل وقت، أوصي جميع المؤمنين والمؤمنات، أوصي جميع إخواني في الله في كل مكان أن يكثروا من هذا، مع الإكثار من قراءة القرآن في كل وقت، كما أوصي الجميع بعد كل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أن يقولوا بعد السلام: "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" بعد كل صلاة إذا سلم من الفريضة "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، ثم يقول بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت لا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" هذا يقوله بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول هذا اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول هذا -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان إمام بعد الاستغفار يقول: اللهم أنت السلام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، إذا سلم يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام"، ثم ينصرف إذا كان إمام إلى الناس ويعطيهم وجهه، والمأموم يقول هذا، والمنفرد يقول هذا: "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" ثم يقول الإمام والمنفرد والمأموم كلهم يقولون: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وبلفظ آخر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، ويزيد بعد هذا في المغرب والفجر خاصة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، زيادة على ما تقدم في المغرب والفجر: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في صلاة الفجر بعد الذكر والمغرب أيضاً: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، جاء في ذلك حديث فيه بعض الين، ولكن هذا الدعاء حسن بعد المغرب والفجر، "اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني، من النار سبع مرات" بعد هذا الذكر، روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقوله بعد الفجر وبعد المغرب: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، فإذا قاله حسن، وليس الحديث فيه بقوي في الثبوت، لكن دعاء حسن من باب الفضائل والترغيب في خير الأعمال، وما ينفع العبد في دنياه وأخراه، فإذا قاله بعض الأحيان، أو دائماً فهو حسن؛ لأنه ليس ضعفه شديداً وإنما هو فيه لين؛ لأن التابعي الذي رواه عن الصحابي ليس مشهوراً ومعروفاً بالعدالة، ولكنه من التابعين، والتابعين يغلب عليهم الخير والفضل ولاسيما أولاد الصحابة -رضي الله عنهم-. ثم بعد هذا كله يستحب لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يقول: "سبحانه الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعين، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، فينبغي الإكثار منها، ينبغي المحافظة على هذا، وعلى هذا الذكر بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعون، ثم يقول تمام المائة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا فيه فضل عظيم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قاله غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) فهذا، وعد عظيم وخيرٌ كثير، لكن أهل العلم بينوا أن هذه المغفرة مقيدة باجتناب الكبائر، للنصوص الأخرى، يعني باجتناب الكبائر مثل: الزنا، والسرقة، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، ونحو ذلك؛ لأن الله يقول -سبحانه-: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)، وفي اللفظ الآخر: (إذا اجتنب الكبائر)، فينبغي للمؤمن أن يحذر الكبائر، يحذر السيئات، وأن لا يصر عليها، بل يبتعد عنها ويحذرها خوفاً من الله، وتعظيماً له، وحذر عقابه -عز وجل-. والكبائر هي الذنوب العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو بغضب الله، أو جاءت بها الحدود الشرعية: كالزنا، والسرقة، وأكل الربا، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، أو أحدهما، قطيعة الرحم، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، ظلم الناس، هذه الكبائر يجب الحذر منها، غاية الحذر، ومن أسباب عدم المغفرة نسأل الله السلامة والعافية. ويستحب أيضاً مع ما تقدم من الذكر بعد كل صلاة أن يقرأ آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255] هذه آية عظيمة هي أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن، ويقال لها: آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ السنة: النعاس، لا تأخذه سنة ولا نوم لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذا أخرها هذه آية الكرسي العظيمة، يستحب المجيء بها بعد الذكر بعد كل صلاة، ويستحب أيضاً أن يأتي بعد كل صلاة بـ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الصمد: 1-4]، ويقرأ أيضاً بعدها: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ[الفلق: 1-5]، وأيضاً يقرأ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ[الناس: 1-6]، مع التسمية في أول كل سورة، يسمي في أول كل سورة ثم يقرأها، ويستحب تكرار هذه الثلاث بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، يكرر (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، وهكذا (قل أعوذ برب الفلق)، وهكذا (قل أعوذ برب الناس) بعد الفجر والمغرب وعند النوم، كل هذا مستحب، فإذا حافظ عليهما المؤمن والمؤمنة فيه خيرٌ عظيم، وفضل كبير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم
3- هل يدخل ضمن ما تفضلتم به من إجابة عن أفضل أنواع الذكر؟
هذا من الشكر، ذكر الله، وإقام الصلاة، وأداء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وسائر ما شرع الله، كله من الشكر، يقول الله -سبحانه-: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا[سبأ: 13] فالشكر بالعمل أعظم الشكر، وهكذا يكون بالثناء على الله مثل الذكر الذي ذكرنا، الذكر هذا من الثناء، وهو من الشكر أيضاً، فإن الشكر يكون باللسان كالتسبيح والذكر الذي ذكرنا. ويكون بالعمل: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقات على الفقراء والمساكين، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويكون أيضاً بأعمال القلوب: يكون بحب الله، وتعظيمه بالقلب، والإخلاص له بالقلب، وخوفه ورجاءه، والشوق إليه ومحبته، هذا من الشكر بالقلب، فالشكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالعمل جميعاً كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء من ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا فيدي إشارة إلى العمل، ولساني إشارة إلى القول، والضمير المحجب يعني القلب، فهذا يدل على أن العرب تعرف هذا، فالشكر يكون بالقلب: بمحبة الله تعظيمه، وخوفه ورجاءه، والإيمان بأنه الواحد الأحد والمستحق للعبادة سبحانه وتعالى، وأنه الشكور، وأنه المنعم على عباده، وأنه جواد كريم، وإلى غير هذا من الصفات العظيمة، ويكون بالعمل بأداء ما أوجبه الله، وترك ما حرم الله، ويكون باللسان، بالثناء على الله، وتحميده وتمجيده والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الخير القولية.
576 مشاهدة
-
26 حلقة 576: ما أسفل من الكعبين في النار - الرياء - الكذب بالمزاح - من يصلي أحيانا وينقطع أحيانا - مصافحة المرأة - أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض - المسبوق يجد الإمام راكعا أو ساجدا ماذا يفعل - سورة الملك عند النوم
-
27 حلقة 577: الزواج بمسيحية - بيع العملة بعملة - حد مدة القصر في السفر - إذا تراضى الورثة على عدم القسمة هل لهم ذلك - هل من البشر من يستطيع معرفة السارق والجاني - حكم وضع السم للقرود المؤذية
-
28 حلقة 578: لا يحضر الصلاة في الجماعة لأنهم يجمعون بين الفرضين ويتركون سنة الضم - هل يعد عقوقا إن ترك مخطوبته التي خطبها له أبوه - هل في الوتر سور متعينة - بعض الكهان يدعون معرفة السارق - هل للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة دون علم الأخرى
-
29 حلقة 579: بعض أعمال المشعوذين - الإنكار على الوالد إذا أراد أن يتزوج شغارا هل يعد عقوقا له - توجيه في العقيدة الصحيحة - يدعو إلى الله ولكن لا يشعر بامتثال نفسه بكل ما يقول - النكاح بدون ولي - متى ثبت الهلال وجب الصوم
-
30 حلقة 580: كيفية الأذان - مسح اليدين إلى المرفقين في التيمم - هل تجوز الصلاة في مسجد بني محرابه فوق قبرين قديمين - سترة المصلي - هل قوة الإيمان تستغني عن الأخذ بالأسباب - جمع القرآن في عهد عثمان - تدوين القرآن والقراءات
-
31 حلقة 581: طلب العلم وخشية الرياء - نكاح الشغار - رؤيا الأقارب في المنام - بر الوالدين بعد الموت - هل يشترط الحجاب المرأة لون معين - الشياطين والجن وأعمالهم - تعزية من فاتته صلاة العصر -
-
32 حلقة 582: ضرب النفس وقطع بعض الأعضاء وإسالة الدم عند الشيعة - عصيدة بنت النبي - علي بن أبي طالب لم يحارب الجن - الصلاة خلف المشعوذ - تحية المسجد أربع ركعات - قضاء الوتر - المصالح المرسلة - هل للعيد خطبة أم خطبتان
-
33 حلقة 583: استعمال حبوب لتنظيم الحمل - هل يجوز خيانة من خان - الصلاة في رمضان فقط - لحم الحمام - زيارة المرأة للمقابر - تسلط الإنس على الحيوانات - دعوى رجل أنه قابل الخضر
-
34 حلقة 584: كفارة اليمين ليست على التخيير - اصطحاب الأولاد إلى المساجد - من أدرك الجمعة في التشهد ماذا عليه - الصلاة على الطائرة أو القطار - هل قلة الماء تستدعي التيمم - قول المتأخرين للإمام أثناء الركوع إن الله مع الصابرين
-
35 حلقة 585: هل يرخص للمرأة في الجمع بين الظهر والعصر - كتابة القرآن الكريم على جدار المساجد - أفطر رمضان ولم يستطع القضاء بسبب المرض - الدعاء بين السجدتين - بعض ألفاظ التشهد - حكم من شك في عدد سجداته
-
36 حلقة 586: كانا لا يصليان حين العقد - حكم الصدقة في كفارة الخطأ لمن عجز عن الصيام - من رضع من امرأة فأولادها كلهم إخوته - أبناء الأم من الرضاعة إخوة للرضيع ولو بعده أو قبله - كيفية الإقلاع عن المعاصي
-
37 حلقة 587: هل يشترط موافقة الأقارب على وقفية معينة - حكم من وجد مالا في طريق خال فالتقطه وهو محتاج - استفسار حول الأحاديث التي في تفسير الجلالين - حكم لبس نجمة من ذهب على البدلة العسكرية - مس المصحف للمحدث
-
38 حلقة 588: المغالاة في المهور - كيفية بر الوالدين - لم تكشف المرأة وجهها ومن تصافح - إذا اغتسل الإنسان هل يلزمه الوضوء - هل يأثم من لم يبر يمين والده - إتصال المخطوبة بخطيبها - العمل في شركة لحوم خنازير
-
39 حلقة 589: هل تجب تسمية المولود إذا ولد ميتا - من ارتد وقد حج من قبل هل تجب عليه حجة أخرى - صوم الأشهر الثلاثة رجب، وشعبان، ورمضان - لبس الذهب فوق الحجاب - من أدرك الجمعة في التشهد هل عليه إكمالها ظهرا
-
40 حلقة 590: حكم السفر قبل أذان الجمعة - عند جمع المغرب والعشاء متى تصلى الرواتب - هل للخطيب أن يصلي ركعتين ثم يصعد المنبر - حكم صلاة أربع ركعات قبل صلاة الفجر - قول استغفر الله وأتوب إليه لمن زفر في الصلاة
-
41 حلقة 591: سجود التلاوة هل يُشترط له استقبال القبلة - ماذا يقال في سجود التلاوة ؟ - السفر بحد ذاته رخصة للجمع والقصر والفطر - حكم الجمع بين الصلاتين عند المطر - حكم صلاة المنفرد خلف الصف - حكم الصلاة في مسجد به قبر
-
42 حلقة 592: هل للمرأة الناشز نفقة؟ - حكم طلاق المرأة الناشزة - النفقة للمرأة الحامل في حال عدتها - التبرع بثمن التذكرة ليس من النفقة - إرسال الخطاب الذي في الطلاق هل يعد طلاقا؟ - شروط طلاق الحامل - تمتيع المطلقة بالمعروف
-
43 حلقة 593: علاج الوسواس - علامات الوقف واصطلاحات الضبط - الصفات الواجب توفرها في الداعية المسلم - حكم علاج الجن للإنس بواسطة إنسي - شرح معاني كلمات التحيات(التشهد)
-
44 حلقة 594: الكلام عن أم الصبيان كله لا أصل له - المريض يصلي بحسب استطاعته - حكم بيع المداينة (بيع الأجل) - ما صحة الأثر القائل يوم صومكم يوم نحركم - حكم طواف الوداع في العمرة - الزكاة في إجرة العقار
-
45 حلقة 595: التداوي من أجل الولد - أسباب إجابة الدعاء - ما يقال عند الذبح، وشروط الأضحية - حكم الاختلاط بغير المحارم - حكم نبز الملتزمين بالتشدد - وجوب تغطية المرأة وجهها - زيارة قبر النبي للنساء - الرفق في التعامل مع الوالدين
-
46 حلقة 596: حكم من يعتقد أن هناك طيرا ينبش القبور وأخذ الميت - وجوب الحج على المستطيع - الطهارة بمياة الآبار - حكم الحج قبل الزواج - قراءة القرآن على الميت - حكم تنفيذ الوصية التي تخالف شرع الله - هل يوجد قبل آدم رجل بدائي؟
-
47 حلقة 597: هل للجمعة سنةٌ راتبة قبلها؟ - كفر تارك الصلاة - النهي عن نعي الميت وقراءة القرآن له - حكم استرجاع المرأة التي كانت تكره الوالدين والوالدان غير راضين عنها - حكم من أكل لحم خنزير جاهلا - صوم عاشوراء
-
48 حلقة 598: التوبة عما مضى من الذنوب - حكم صلاة من سلم الإمام عن نقص فلم يسلم معه - الحرص على بر الوالدين ولو قصرا في حق الولد - حكم الغربة عن الأهل أكثر من سنة - قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية - حكم قيام التلاميذ عند دخول المعلم
-
49 حلقة 599: السنة في وقوف الإمام والمأموم في صلاة الجماعة - قضاء ما فات من صلاة الكسوف - حكم الذبح والنذر لمن يسمون بالأولياء - للفجر آذانان - الوقت الفارق بين الأذان الأول والأذان الثاني في الفجر - بدع بعض المؤذنين
-
50 حلقة 600: قبول التوبة بدون إقامة الحد - حكم الوشم - حكم استبدال الحذاء المفقود في مكان عام بحذاء غيره - المسافر من جدة إلى أبها هل يقصر؟ - حكم الخروج إلى خارج الحرم بعد الطواف والسعي للعمرة للحلق عند الحلاقين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد