حلقة 713: صفة التوبة النصوح - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - مسألة في الربيب إذا رضع من لبن الرجل الجديد - وصول الماء إلى بشرة اللحية الكثيفة - تأخير قضاء رمضان إلى عدة أعوام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

13 / 50 محاضرة

حلقة 713: صفة التوبة النصوح - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - مسألة في الربيب إذا رضع من لبن الرجل الجديد - وصول الماء إلى بشرة اللحية الكثيفة - تأخير قضاء رمضان إلى عدة أعوام

1-  إني فعلت ذنوباً كثيرة، وأريد أن أعود إلى الله وأتوب إليه توبةً نصوحاً, فما هي صفة التوبة؟ بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن التوبة واجبة على جميع المسلمين، بل وعلى جميع الكفار المكلفين، على كل مكلف من كافر ومسلم أن يتوب إلى الله، فالكافر يتوب إلى الله من شركه وكفره ويدخل في الإسلام؛ لأن الله خلقه لذلك، يقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) سورة الذاريات, فعلى جميع الكفار من جن وإنس ونصارى ويهود وشيوعيين وغيرهم من أنواع الكفرة، عليهم أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا بدين الله –الإسلام- وأن يتوبوا مما هم عليه من الكفر والضلال، قبل أن يموتوا، وعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله من سيئاته وذنوبه، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا(8) سورة التحريم ) وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور, وقال سبحانه: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال ) فعلى الجميع أن يتوب إلى الله, والله سبحانه هو الجواد الكريم يقبل التوبة من عباده، كما قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25) سورة الشورى, والمذنب عليه أن يرجع إلى الله ويندم على ذنوبه الماضية ويعزم أن لا يعود فيها وبذلك يغفر الله له، وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الندم على الماضي والحزن على ما مضى من سيئاته، من زنا أو شرب خمر أو عقوق أو ربا أو أكل مال يتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندماً عظيماً ويحزن على ما مضى منه، وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها، وعليه أمرٌ ثالث: وهو العزم الصادق أن لا يعود، هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة، أن يندم على الماضي منها مهما كانت عظيمة حتى الكفر، والأمر الثاني أن يقلع منها ويحذرها، الأمر الثالث أن يعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيها، وهناك شرطٌ رابع عام لجميع الأعمال وهو النية أن تكون لله وحده أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ يقصد وجهه سبحانه رغبةً فيما عنده، وحذراً من عقابه، ويندم على ما مضى ويعزم أن لا يعود ويقلع منها خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله، من صلاة وصومٍ وصدقة وغير ذلك. ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها، أن يلزم الأخيار ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرون إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة ومن أسباب استمرارها وكمالها، أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم، حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم ويعينوك على الخير، ومن أسباب تمامها وكمالها –أيضاً- أن تزيل ما عندك من آثارها، آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا مما يجرك إلى الشر، تزيله عنك، حتى تتم لك التوبة وتبقى وتستمر، ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط حتى ولو كان عندك بقايا خمر أو بقايا دخان، التوبة مقبولة لكن عليك أن تحذر ما بقي، عليك أن تزيله، فبقاءه عندك ولو بقي عندك يوم أو يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة، إذا كنت صادقاً في التوبة، في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقاً في ذلك راغباً ما عند الله، فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب يمحوها الله، يمحوها الله عنك، فلا تقنط ولا تيأس يقول الله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر سبحانه وتعالى، يعني للتائبين، أجمع العلماء على أنها للتائبين، ونهانا عن القنوط لا تقنطوا يعني لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يبادر بالتوبة، ويحسن الظن بربه جل وعلا، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فإذا تبت من الذنب بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله -سبحانه وتعالى- أما إن فعلته من غير إخلاص لله، بل تركت الذنب وندمت عليه، ولكن لم تفعله لله، بل لأنه أضرك، أو مراعاة لخاطر أهلك، أو لأمر زيد أو عمرو لا لله، فإنه يبقى عليك؛ لأنك ما تبت لله، أولاً تكون التوبة لله، تبقى عليك هذه الجريمة حتى تتوب إلى الله من ذلك، لكن في المستقبل الذي ما فعلت فيه الجريمة لا شيء عليك إذا تركته، إنما عليك الجرائم الأخرى التي فعلتها حتى تتوب إلى الله توبة صادقة خالصة لله، تتضمن الندم على الماضي والإقلاع منها والحذر منها والعزيمة أن لا تعود فيها، ترجوا ما عند الله تخشى عقابه -سبحانه وتعالى- ثم إذا فعلت ذنباً بعد التوبة، تؤخذ بالأخير، إذا فعلت ذنباً بعد التوبة أعدت الذنوب عليك إثم الأخير بس، أما الأول فقط مضى, ومحي عنك بالتوبة، إذا كنت صادقاً، أما إذا كانت التوبة باللسان وأنت مقيم بقلبك على المعصية مصر فهذه التوبة ما تنفع, ما تصح، لا بد من عدم الإصرار أن تتوب بقلبك، وأن تدعها بجوارحك وبدنك، تقلع منها وتندم عليها وتعزم أن لا تعود فيها هذه التوبة، فإذا نزغ الشيطان وعدت إليها تؤخذ بالذنب الجديد بس، الذنب الجديد إلا أن تتوب بعدها إذا تبت تاب الله عليك وهكذا، كلما عاد المسلم إلى التوبة تاب الله عليه، فلا يقنط ولا ييأس والله يقول: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ (87) سورة يوسف. ومما ينبغي للتائب أن يتبعها بالعمل الصالح، والاستكثار من الخير حتى تستقيم وتنموا وتكمل، وحتى تبدل سيئاته حسنات –أيضاً- إذا أتبعها بالعمل الصالح بدلها الله له حسنات، قال تعالى لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال بعد ذلك: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (68-70) سورة الفرقان. فالنعمة من الله جل وعلا، فإن العبد إذا تاب توبة صادقة وأتبعها بالعمل الصالح أبدل الله سيئاته حسنات مع محو الذنب، تمحى الذنوب ثم تعطى بدل كل سيئة حسنة؛ بسبب إيمانه الصادق وعمله الصالح بعد ذلك، وهذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى، وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى(82) سورة طـه ). جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.  
 
2-  رجلٌ يحافظ على الصلوات إلا أنه يتأخر عن صلاة الفجر بأوقات متفاوتة، فبم تنصحونه؟ جزاكم الله خيراً.
ننصحه بالحذر من مشابهة أهل النفاق، فإن المنافقين يتأخرون عن صلاة العشاء والفجر ويكسلون عنهما، فالواجب الحذر, والصلاة كلها ثقيلة على المنافقين، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) يعني: لو يعلمون ما فيهما من الأجر العظيم لأتوهما ولو حبواً، فالواجب على المؤمن أن يحذر صفات المنافقين وأن يبتعد عنها، وأن يحافظ على الصلوات الخمس كلها في الجماعة، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولا يجوز له التأخر عن صلاة الفجر أبداً، بل يجب أن يعتني بها، وأن يصليها مع إخوانه كما يفعل مع الصلوات الأخرى، وإذا كان لا يستيقظ يستعن بالله ثم ببعض أهله، يعينونه على اليقظة، أو بوضع الساعة عند رأسه يوقتها على قرب الفجر ثم إذا ضربت قام. الله يسر هذه الساعات نعمةً من الله, يجعلها عند رأسه ويوقتها على الساعة التي يريد قبل الفجر أو عند الفجر، فإذا ضربت سمع صوتها، ومن الأسباب أيضاً أن ينام مبكراً لا يسهر عليه أن ينام مبكراً إذا كان كثير النوم وربما شق عليه النوم عليه أن يبكر، عليه أن لا يسهر حتى يقوم عند الفجر نشيطاً ليس به مانع، ولا يجوز له التساهل في هذا الأمر أبداً، بل يجب العناية بهذا الأمر لأمور منها:التبكير بالنوم لا يسهر، ومنها: وضع ساعة تعينه على ذلك، يوقتها على قرب الفجر، أو تكليف بعض أهله الذين يستيقظون أن يوقظوه، مع سؤال الله الإعانه على هذا الخير والتوبة إليه مما سلف. جزاكم الله خيراً  
 
3-   ما مدى صحة الحديث القائل: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)، وإن كان صحيحاً فهل معناه أن الشخص الذي يجاور مسجداً لا تقبل له صلاة إلا في المسجد، أم ماذا؟ أفتونا بارك الله فيكم.
الحديث ضعيف (لا صلاة لجار المسجد إلى في المسجد) ضعيف، ولكنه مشهور عن علي-رضي الله عنه- وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يغني عنه، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر" يعم الجار وغير الجار، ولما جاءه رجلٌ أعمى قال: ( يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال له -صلى الله عليه وسلم-: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب". فإذا كان أعمى ليس له قائد يؤمر بالإجابة فكيف بغيره، فالواجب على جميع المكلفين الحضور للصلاة في الجماعة، وأداءها في المسجد مع الناس، ولا يجوز له التخلف عنها بوجه من الوجوه، ولكن لو تخلف لكسلٍ أو نومٍ صلاها، صلاها ويفوته فضل الجماعة صلاها تصح، تصح صلاته ولكنه يأثم إذا تعمد التأخر يأثم، أما إذا كان مغلوباً على أمره بنوم أو غيره ليس باختياره فالله جل وعلا يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(16) سورة التغابن. أما إذا كان يتساهل بالنوم، ولا يجعل ساعة ولا من يوقظه فهذا يؤاخذ بذلك؛ لأنه مفرط، فهو آثم بذلك، لكن لو جعل ساعة أو جعل من يوقظه ثم لم يسمع الساعة، ولم يتيسر من يوقظه نام الموقظ فلا حرج عليه، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نزل ذات ليلة في السفر في آخر الليل، وأمر بلالاً أن يطلب لهم الفجر حتى يوقظهم فامتثل بلال، واتكأ على ناقةٍ ينظر الصبح حتى يخبرهم إذا طلع الصبح، فأخذه النوم ونام معهم، ونام مثلما ناموا، فلم يستيقظوا إلا بعدما مسهم حر الشمس، فلما استيقظوا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لبلال: "أين كنت يا بلال؟ قال: لقد أخذ بنفسي الذي أخذ بأنفسكم" فلم يعاتبه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوضأوا وصلوا، تحولوا عن المكانين وقال إنه موضع حضر فيه الشيطان، ثم توضأوا وصلوا كما كانوا يصلون في وقتهم، فالمقصود أن الإنسان إذا فعل الأسباب، واجتهد ثم لم تنفع الأسباب فلا شيء عليه، جعل الساعة ولكن ما سمعها، أمر زوجته لتقوم أو أمه أو أباه ولكن قُدِّر أنهم تلك الليلة ما قاموا فلا حرج عليه لكن بشرط أن لا يكون مصيف، أما إذا كان يتعمد الصيفة فهو مفرط، المصيف يشتد به النوم ولا يستمع، ما يسمع صوت الساعة، فالحاصل أنه لا بد من فعل الأسباب ومنها أن يبكر بالنوم لا يسهر.. - المصيف معناه المتأخر سماحة الشيخ؟ ج/ معناه المتأخر الذي يتأخر عن النوم، فالحاصل أن الواجب على المؤمن أن يفعل الأسباب التي تعينه على أن يصلي مع المسلمين في الوقت -الفجر وغير الفجر- ومن أشدها الفجر، وهي أشدها على المنافقين أيضاً، فلا يليق بالمؤمن أن يتشبه بأعداء الله المنافقين، بل عليه أن يبكر بالنوم لا يسهر حتى يستيقظ, وعليه مع هذا أن يستعمل الساعة التي يركبها على الوقت، وإذا كان عنده أهلٌ جيدين عندهم يقظة في آخر الليل، أم وإلا خالة وإلا زوجة جيدة تستيقظ، يؤكد عليهم يوقظونه، قد لا يسمع الساعة أيضاً فيؤكد عليهم فيوقظونه، فيفعل الأسباب التي يستطيعها، والله يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). جزاكم الله خيراً. 
 
4-   ولدتني أمي وهي في عصمة أبي، ثم طلقها أبي بعد ولادتي، وتزوج من أمي رجل آخر، ولم أبلغ آنذاك الفطام، فرضعت من أمي بعد زواجها الأخير، أكثر من خمس مرات مروية ومشبعة، فهل أكون ذلك ابناً لزوج أمي من الرضاعة، وأخاً لأبنائه؟
لا تكون ابناً له، أنت ابن زوجته (ربيبُه)، لكن لو حملت أمك انقطع لبنها وحملت وأتت بولد أو بنت وجاء لها لبن وأنت في الرضاع ما فطمت، تكون ولداً له إذا أرضعتك بلبنه الجديد، أو حملت وأنت صغير، ثم ولدت ودَرَّ لها لبن على الولد الأخير وأرضعتك وأنت لم تبلغ الفطام، ما فطمت فإنك تكون ولداً له من الرضاع، أما كونك رضعت منها من لبن أبيك بعدما تزوجت لا يجعلك ولداً له؛ لأن اللبن لبن أبيك باقي، لكن لو حملت من الزوج الجديد ودرَّت لبن بعدما وضعت الحمل وأنت ما تزال في الحولين ثم أرضعتك من لبن الزوج الجديد مع أخيك الجديد تكون ولداً له من الرضاع. جزاكم الله خيراً  
 
5-  هل وصول الماء إلى بشرة اللحية واجب ضروري، أم يكفي مرور الماء فوق الشعر؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كانت اللحية كثيفة كفى مرور الماء عليها، وإن خللها فهو أفضل، خللها ؟؟؟؟ فهو أفضل وإلا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر الماء عليها، وربما خللها بعض الأحيان -عليه الصلاة والسلام-، أما إن كانت صغيرة ما تستر البشرة فإنه يعركها حتى يصل الماء إلى البشرة, إذا كانت صغيرة ما تستر البشرة فإنه يغسل البشرة مع الشعر؛ لأن اللحية وجودها كعدمها قليلة، أما الكثيفة التي تتستر البشرة لكثافتها فإنه يكفي مرور الماء عليها جميعها إذا أجرى عليها الماء كفى وإن خللها فهو أفضل. جزاكم الله خيراً.  
 
6-   أصابني مرض في عام مضى، وله أكثر من أربعة أعوام -في شهر رمضان- ولم أصم ذلك الشهر ولم أقضه حتى الآن، فماذا يجب علي أن أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
عليك التوبة إذا كنت أخرت من غير عذر، عليك التوبة إلى الله –سبحانه- والندم على ما مضى منك من التفريط, والعزم الصادق أن لا تعود في مثل هذا، وعليك أن تصوم وتطعم عن كل يوم مسكيناً –أيضاً- إن كنت قادراً؛ لأنك مفرط، وقد أفتى جماعة من الصحابة -أفتوا من فرط أن يطعم مسكيناً مع القضاء- فعليك أن تقضي الأيام وعليك أن تطعم مع كل يوم مسكين نصف صاع من التمر أو الأرز أو الحنطة -كيلو ونصف- لكل واحد عن كل يوم، وعليك مع ذلك التوبة إلى الله عن تقصيرك وتأخيرك؛ لأن الواجب البدار بقضائه قبل رمضان الجديد، وأنت أخرت كثيراً، فعليك التوبة إلى الله من ذلك، وعليك القضاء، قضاء الأيام سواءٌ متتابعة أو مفرقة لا بأس، وعليك مع ذلك إن كنت قادر أن تطعم عن كل يوم مسكيناً تجمع الطعام تعطيه بعض الفقراء، بعدد الأيام كل يوم نصف صاع، يعني(كيلو ونصف عن كل يوم) تجمعها وتعطيها بعض الفقراء ولو فقيراً واحداً، أما إن كنت فقيراً ما تستطيع تجمع الطعام، فإنك تصوم فقط مع التوبة ويكفي؛ لأن الله يقول سبحانه: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (286) سورة البقرة.فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن. جزاكم الله خيراً       
 
7-   رجل تزوج بامرأة، وعلم أنها لا تجوز له من جهة الرضاعة؛ لكونه رضيع أختها الأصغر، ولم يعلم إلا بعد أن طلقها، وقد أنجبت له ولد، هل يجب عليه كفارة أو ما شابه ذلك؟
ليس عليه شيء ما دام ما علم ليس عليه شيء، وولده صحيح، وولده منسوبٌ له والحمد لله؛ لأنه ما تعمد الباطل. جزاكم الله خيراً  
 
8-   سماحة الشيخ كثيرٌ من الناس عندما يتزوج وربما أنجب ولد أو ولدين أو أكثر أو أقل يفاجأ فيأتي امرأة فتقول إن بينك وبين فلانة رضاع، وهي تعتقد أن الرضاع هذا إن كان صحيحاً يوقع الفصال في الأسرة، بم تنصحون النساء في مواضيع الرضاع، والتثبت والورع في هذا الموضوع
هذا واقع، يقع قد وقع لعقبة بن حارثة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج امرأة ثم جاءها جاءته امرأة أمَة قالت: قد أرضعتكما فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستفتاه في ذلك فقال له النبي: كيف وقد قيل؟ دعها عنك، فأمره -عليه الصلاة والسلام- بفراقها. وهذا عند أهل العلم محمولٌ على أنها ثقة-المرأة- وأنها أرضعتها خمس رضعات أرضعتهما جميعاً، فالمقصود أن هذا يقع كما وقع لعقبة بن حارث يقع، لكن الواجب التثبت في الأمور؛ لأن المرأة قد تكون عندها أسباب تحملها على الشهادة الباطلة، إما لأنها بينها وبين الزوج شيء تريد أن تفرق بينه وبين ابنتها، أو لأسباب أخرى تدعوها إلى الشهادة التي تفرق بينه وبين أهله، أو قد تكون في نفسها فلا تعتبر لفسقها أو كفرها، من جهة ترك الصلاة أو التعلق بالأموات أو الاستغاثة بالأموات، أو سب الدين أو لغير هذا من الأسباب التي تدل على عدم دينها أو ضعف دينها فلا تعتبر شهادتها. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله -سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.    
 
9- تزوجت ابنة عمي وأنجبت لي ولدين ولله الحمد، ومن فترة سافرت إلى سوريا واجتمعت العائلة عندي في البيت، وقالت لي عمتي والدة زوجتي: إن زوجتي رضعت من خالتي زوجة أبي أكثر من خمس رضعات، ومنذ ذلك اليوم ابتعدت عن فراش الزوجية، ولم أخبر زوجتي بذلك وأنا في حيرة من أمري، ما هو المطلوب مني، أفيدوني وفقكم الله؟
بهذا الرضاع تكون أختاً لك من أبيك، ويبطل النكاح إذا كانت المخبرة التي هي أمها ثقة معروفة بالصدق والعدالة والاستقامة ولا تتهم بأنها تريد فراقك لابنتها، المقصود أنها لا بد أن تكون ثقة يعرفها الناس بالصلاة والاستقامة والصدق وعدم وجود ما يقدح في شهادتها، لا بد تكون معروفة بالاستقامة والصدق والمحافظة على الصلوات وليس فيه جرح يمنع شهادتها، أما أولادك فأولادك تابعون لك؛ لأنهم ولدوا على شبهة النكاح، فالحاصل أن الواجب التثبت في هذا الأمر، تجتنب المرأة تتثبت تسأل, ولا مانع من إحضارها عند قاضي شرعي يسألها يخوفها من الله ويحذرونها من التساهل، ويعرفون ما لديها سؤال العارفين بها من جهة استقامتها، وأنها ثقة ديِّنة ليست ممن يعبد القبور أو يسأل الأولياء والصالحين، أو تتساهل بالصلاة، أو ليست من المعروفين بالمعاصي الأخرى، فإذا كانت ثقة ليس فيها جرح تجتنب الزوجة حينئذٍ وأعطها صكاً بطلقة حتى تعتمد على ذلك عند رغبتها في الزواج، تعطها صكاً شرعي، هذا بعد التثبت في الأمور تعتزلها، وتبقى تسأل وتنظر في الأمر حتى تعرف ثقة والدتها، وأنها لا تتهم في شيء من ذلك، ويطمئن قلبك إلى فراق زوجتك بعد وجود المبررات التي لا يبقى معها شكٌ في الشهادة، وإذا كان من طريق بعض القضاة الطيبين أو العلماء المعروفين تحضرها عندهم والشهود العارفين بها، حتى يكون الأمر عن بصيرة وعن فتوى أهل العلم. جزاكم الله خيراً  

380 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply