حلقة 724: قراءة القرآن بعد العصر - ردد الأذان بقلبه وهو في دورة المياه - الأيام التي كان النبي يتنفل بصيامها - الرواتب والسنن التي تصلى بعد الصلاة وقبلها - الحجاب للمرأة أمر لازم - صلاة الشكر - كلمة لمن يستمعون للأشرطة والندوات

24 / 50 محاضرة

حلقة 724: قراءة القرآن بعد العصر - ردد الأذان بقلبه وهو في دورة المياه - الأيام التي كان النبي يتنفل بصيامها - الرواتب والسنن التي تصلى بعد الصلاة وقبلها - الحجاب للمرأة أمر لازم - صلاة الشكر - كلمة لمن يستمعون للأشرطة والندوات

1- إنني أقرأ بعد صلاة العصر كل يوم جزأين من القرآن الكريم، توجيهكم في هذا؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فقراءة القرآن الكريم مشروعة دائماً في جميع الأوقات من ليلٍ و نهار, والقرآن هو كلام الله -عز وجل- وهو أفضل الكلام وهو منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود فهو كلامه –سبحانه- كسائر صفاته كالعلم والرحمة والرضا والغضب والسمع والبصر كلها صفات الله -جل وعلا- تليق به -سبحانه وتعالى- فكلامه يليق به لا يشابه كلام غيره -جل وعلا- وهو أفضل كتاب وأفضل كلام جعله الله هداية للعباد وموعظة وذكرى وتبصيراً, قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) سورة الإسراء. وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء (44) سورة فصلت. وقال سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل. فإذا قرأه الإنسان بعد العصر أو بعد الصبح أو في جميع الأوقات فكله خير، وقراءته بعد العصر فيه فائدة؛ لأن الذكر في آخر النهار في المساء أمر مطلوب وهكذا في أول النهار مطلوب, وهو أفضل الذكر وأعظم الذكر لكن يشرع للقارئ أن يعتني بالقراءة وأن تكون عن خشوع وتدبر وتعقل ورغبته في الفائدة, كما قال سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص. وقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد. فالمشروع للقارئ من الرجال والنساء أن يتدبر ويتعقل وأن يعتني بالمعاني حتى يستفيد ثم يعمل سواءٌ كانت القراءة من المصحف أو عن ظهر قلب, والمشروع للإنسان أن يتحرى الأوقات المناسبة التي يكون فيها خشوعه أكثر وتدبره أكثر في العصر أو في الليل أو في آخر الليل أو في أول الصباح, يلتمس الأوقات المناسبة التي يرجو فيها أن تكون قراءته أكمل من جهة الخشوع والتدبر والتعقل والإقبال على معاني القرآن، فقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة, والحسنة بعشر أمثالها لا أقول "ألم" حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) فهذا فضل من الله -جل وعلا- وقال -عليه الصلاة والسلام-: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يدعى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما) وقال -عليه الصلاة والسلام- يوماً لأصحابه: (من يحب منكم أن يذهب إلى بطحان -وادي في المدينة- فيأتي بناقتين عظيمتين بغير إثم ولا قطيعة رحم، قالوا كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لئن يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم آية من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين عظيمتين وثلاث خيرٌ من ثلاث وأربع خيرٌ من أربع ومن أعدادهن من الإبل) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-. فهذا يدل على فضل القراءة والتعلم، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) خيار الناس أهل القرآن تعلماً وتعليماً وعملاً، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (والقرآن حجة لك أو عليك) وفي حديث أبي مالك الأشعري قال -عليه الصلاة والسلام-: (الطهور شرط الإيمان والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله أو قال: تملأ السماء والأرض, والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء, والقرآن حجة لك أو عليك, كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها) خرجه مسلم في صحيحه. فالمقصود أن القرآن حجة لك إذا عملت به واستقمت عليه، وحجة عليك إذا أضعته ولم تستقم عليه, فالواجب على صاحب القرآن أن يعتني بالقرآن علماً وعملاً, وأن يحذر التخلف عن أوامر القرآن أو ارتكاب نواهي القرآن, بل يكون حريصاً على فعل الأوامر وترك النواهي, حريصاً على التدبر والتعقل يرجوا ثواب الله ويخشى عقابه -سبحانه وتعالى-. جزاكم الله خيراً 
 
2- إذا كنت في دورة المياه وسمعت المؤذن هل أقول كما يقول، مع العلم إن ذلك في السر، وإذا كنت أذكر الله في سريّ في دورة المياه هل هذا ممنوع؟ جزاكم الله خيراً.
لا يشرع لك ذلك في دورة المياه, ولكن في قلبك لا بأس من دون تلفظ يذكر الإنسان في قلبه يستحضر هذا الذكر العظيم فلا بأس وإن كان على حاجته يستذكر حاجات دينية معاني القرآن معاني الأحاديث لا حرج إنما المكروه التلفظ. جزاكم الله خيراً
 
3- أرجو من سماحة الشيخ ذكر الأيام التي كان يصومها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامها غير فريضة رمضان وفضلها؟
كان -عليه الصلاة والسلام- يسرد الصوم في بعض الأحيان حتى يقول الصحابة لا يفطر، وكان يسرد الإفطار حتى يقولوا لا يصوم, على حسب فراغه وشغله، فإن حصل له فراغ سرد الصوم وإن حصل له شغل سرد الإفطار -عليه الصلاة والسلام- وكان يصوم الاثنين والخميس، فإذا شغل عنهما صام بعد ذلك وسرد الصوم -عليه الصلاة والسلام- وكان يحث الناس على صيام الاثنين والخميس فيقول: (إنهما يومان تعرض فيه الأعمال على الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) وكان يأمر وكان يحث الناس على صيام ثلاثة أيام من كل شهر -عليه الصلاة والسلام- ويقول: (الحسنة بعشر أمثالها) والثلاثة من كل شهر بثلاثين؛ لأنها جزءٌ من عشرة والحسنة بعشرة أمثالها (فمن صام ثلاثة أيام من كل شهر فكأنما صام الدهر) وهكذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو بن العاص (صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك صيام الدهر). وقد رغب الناس في صيام ستاً من شوال فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام ستاً من شوال كان كصيام الدهر) (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) وهذا فضلٌ من الله -جل وعلا-. وقال لعبد الله بن عمرو لما طلب منه أن يسمح له بصيام الدهر قال: (صم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام الدهر) وقال: (هو أفضل الصيام وهو صيام داود -عليه الصلاة والسلام-). جزاكم الله خيراً.  
 
4- أرجو ذكر الرواتب والسنن التي تصلى قبل كل صلاة وبعدها؟
الرواتب التي حافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصلوات الخمس اثنتا عشرة ركعة -عليه الصلاة والسلام- أربع قبل الظهر تسليمتين وثنتان بعد الظهر تسليمة واحدة, وثنتان بعد المغرب وثنتان بعد العشاء وثنتان قبل صلاة الصبح, هذه اثنا عشر، كان يحافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحضر أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر -عليه الصلاة والسلام- كان يصليها في السفر والحضر، وكان يتهجد في الليل ويوتر في الليل في السفر والحضر -عليه الصلاة والسلام- ويستحب أربع قبل العصر وليست من الرواتب, لكن قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله من صلى أربعاً قبل العصر) ويشرع –أيضاً- لمن دخل المسجد أن يصلي تحية المسجد, وإذا وافقت الراتبة كفت الراتبة, إذا دخل بعد أذان الظهر وصلى أربع ركعات كفته عن الراتبة وعن تحية المسجد, وهكذا إذا دخل الفجر بعد الأذان وصلى سنة الفجر كفت عن تحية المسجد وإذا نواهما جميعاً فلا بأس، ويستحب –أيضاً- بين كل أذانين صلاة بين الأذان والإقامة، فلو كان صلى الراتبة بعد الزوال وتأخر الأذان ثم أذن شرع له أن يصلي ركعتين بين الأذانين............ الراتبة التي صلاها بعد الزوال قبل الأذان, وهكذا لو صلى الراتبة في البيت صلاة الفجر ثم جاء إلى المسجد شرع له أن يصلي ركعتين تحية المسجد -إذا كان وجد الإمام لم يدخل في الصلاة- وهكذا إذا أذن المؤذن وهو في المسجد بعد أذان المغرب شرع له أن يقوم فيصلي ركعتين قبل الصلاة, وهكذا إذا أذن المؤذن صلاة العشاء وهو في المسجد شرع له أن يصلي ركعتين قبل الصلاة، وإذا دخل بعد الأذان وصلى تحية المسجد كفى وإن صلى زيادة فلا بأس. جزاكم الله خيراً.  
 
5- إني فتاةٌ أبلغ من العمر الثالثة والعشرين، لا أقرأ ولا أكتب، وطلبت من كان عنده علم كتابة هذه الرسالة، أفيدكم أننا بدوٌ من بوادي أهل الجنوب، وإننا أهل أغنام كثيرة، ولازم نخرج أمام الرجال، ونحضر لهم الأكل والشرب ونكلمهم، ولكننا والحمد لله رب العالمين متقيدين بالإسلام وقلوبنا طاهرة، ونحن أمرنا بالحجاب ونحن متسترون، وقد ذاعت الندوات بالأمر بالحجاب، ولكننا لم نقدر إلا على الغطوة -المراد: غطاء الوجه- ولم نقدر على باقي الحجاب من الجلباب ونحوه، وقد سمعنا أشرطة فيها أحاديث تقول:
إن المرأة إذا تغطت -يعني: غطت عينيها ولم ترتدي الحجاب كاملاً وتخرج أمام الرجال وتكلمهم فإنه لا يصح لها أبداً التحجب؛ لأنها تخرج أمام الرجال وتكلمهم، فنرجو من الله ثم منكم جزاكم الله خير الجزاء أن تفيدونا، هل نمنع الغطوة أم نخليها؛ لأنها لم توف الحجاب كاملاً بالجلباب؛ لأن هناك أناساً كثيرين تركوا الغطوة؛ لأنها ليست من الحجاب الكامل، جزاكم الله خيراً؟
الحجاب للمرأة عند غير محارمها أمرٌ لازم؛ لأنها فتنة والنظر إليها فتنة فوجب عليها الحجاب ابتعاداً من الفتنة لها ولغيرها, وقد قال الله -عز وجل- في أزوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهن من بعد أولى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) سورة الأحزاب. والحجاب يكون بالجلباب ويكون بغيره من الملابس التي تغطي البدن وتستر البدن ومثله الوجه, والوجه هو أعظم الزينة فستره أهم المهمات وأعظم الزينة تستر رأسها ووجها وسائر بدنها, ولا مانع أو تبدي عيناً أو عينين للنظر -نظر الطريق والحاجات التي تريد أخذها وحملها- فالحاصل أن الحجاب لا بد منه في حق المرأة بالنسبة إلى غير محارمها, وقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ (59) سورة الأحزاب. والجلباب ثوبٌ تلقيه المرأة على رأسها وبدنها زيادة في التحجب والستر, فإذا كانت ملابسها ضافية وغطت وجهها ورأسها كفى ذلك لكن الجلباب يكون لمزيد التستر, وهكذا قوله -جل وعلا- في سورة النور: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ (31) سورة النــور. الآية، فإذا سترت الزينة وهي الوجه وبقية البدن بالجلباب أو غيره حصل المقصود ليس المقصود الجلباب وحده المقصود ما يسترها ويبعد الخطر والفتنة, فإن تيسر الجلباب أو الثوب الضافي تطرحه على بدنها وتستر به وجهها وبدنها فالحمد لله وإن ما تيسر فالحجاب بما يسمى الشيـ... أو غير الشيـ.... مما يوضع على الرأس والوجه ويستر ذلك يكفي ذلك وإذا سترت الرأس وجعلت على وجهها برقع ترى منه حاجاتها تبدي العين الواحدة أو العينين والباقي مستور لا حرج في ذلك وإن تيسر الستر للجميع كان ذلك أكمل بالنسبة إلى البعد عن الخطر؛ لأن الناس يختلفون, بعضهم يتأثرون بالعين –أيضاً- ولكن هديه -صلى الله عليه وسلم- وسنته دل على أن النقاب جائز, ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- في حق المحرمة: (ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين), فدل على أن غير المحرمة تنتقب ولا حرج, غير المحرمة تنتقب, أما المحرمة لا تلبس النقاب، والنقاب ما وضع على الوجه وفيه نقب للعين أو العينين, ويسمى البرقع فإذا جعلت على وجهها ما يستره أو نقبت فيه نقباً أو نقبين للعينين فقط مع ستر الوجه كله -الجبهة والخدين- فلا بأس بذلك, والله -جل وعلا- يقول: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ (185) سورة البقرة ويقول سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78) سورة الحـج. بعض النساء لو جعلت الحجاب ساتراً لعينيها لم تهتدي الطريق, ولم تعرف أين تسير فلا بد من شيء يعينها على قضاء حاجاتها ويعينها على سيرها في الأسواق وفي بيتها أو حول غنمها أو حول مزرعتها إلى غير ذلك وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً. - إذاً ذلك الفهم الذي يقول إن غطاء الوجه إما أن يكون كاملاً للبدن كله أو ليس له أثر فهمٌ خاطئ ؟ ج/ نعم, فهم خاطئ نعم المهم الستر بالجلباب وغيره. جزاكم الله خيراً. - هل يوصي سماحة الشيخ حول هذه الملابس التي تصف تقاطيع الجسم والتي انتشرت حتى في البوادي؟ ج/ الواجب العناية بالستر الضافي الواسع الذي يستر البدن ولا يقطعه, الضيق لا يجوز؛ لأنه يبدي العورة في الحقيقة, الضيق الذي يبدي حجم العورات لا يجوز لكن تكون الملابس متوسطة لا واسعة تبدي العورات ولا ضيقة تبدي العورات ولكنها وسط هذا هو المشروع الوسط في الأمور كلها لا الضيق الذي يبدي حجم الأعضاء ولا الواسع الذي قد يرى منه الذراع أو يرى منه الساق, بل تكون ساترة لقدميها وساقيها ويديها ورأسها ووجها تكون ساترة ستراً بثوب ساتر لا رقيق ولا قصير بل يكون من الثياب الساترة ............. الساترة للبدن كله؛ لأنها عورة، المرأة عورة. جزاكم الله خيراً.  
 
6- سماحة الشيخ لو تكرمتم بنصيحة لأولئك الذين يستمعون إلى الأشرطة والندوات بحيث يكون هناك تركيز حتى لا يكون الفهم مقلوب؟
نعم, على كل من يسمع الأشرطة ويشك في شيء من معناها أن يسأل أهل العلم بالكتابة بالهاتف لا يسكت على شيء يجهله, أو كان صاحب الشريط غير معروف قد يغلط صاحب الشريط قد يكون ليس معروف من أهل العلم قد يكون من الطلبة الذين ما عندهم بصيرة في العلم, فإذا سمع الرجل أو المرأة ما يشكل عليه أو يظن أنه خطأ أو من إنسان غير معروف من أهل العلم يسأل بالمكاتبة أو بالهاتف بالتلفون عما أشكل عليه؛ لأن الله سبحانه يقول: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7) سورة الأنبياء. وروي عنه -صلى الله عليه وسلم - أن قوماً أفتوا بغير علم فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ألا سألوا إن لم يعلموا، إنما شفاء العيي السؤال). فالواجب على الرجل والمرأة وعلى طالب العلم أن يتثبت في الأمور وأن يسأل ما أشكل عليه بالمشافهة بالمكاتبة من طريق التلفون, لا يتأخر عن السؤال ولا يستحي, إن الله لا يستحي من الحق, فالسؤال مطلوب والفائدة مطلوبة والتعلم واجب حتى يعلم الإنسان ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه بالأدلة الشرعية, والعامي يسأل أهل العلم, ويستفصل عما أشكل عليه من أهل العلم, ويتحرى أهل العلم المعروفين بالعلم والفضل والورع, ولا يسأل من هب ودب ممن لا يعرفهم ولا يعلم ورعهم ولا علمهم, ولكن يتحرى سؤال أهل العلم المعروفين إما بالسفر إليهم أو بالمكاتبة أو بالهاتف –التلفون- أو بالإبراق, أو بالفاكس أي طريق يمكنه أن يستعمله في هذا الباب. جزاكم الله خيراً. 
 
7- ما هي كيفية صلاة الشكر؟
ما نعلم صلاة يقال لها صلاة الشكر يقال: سجود الشكر, صلاة الشكر ما نعرف شيء, لكن إذا صلى الإنسان ركعتين في الضحى أو في الليل أو في الظهر وحمد الله وأثنى عليه وشكره على نعمه كله طيب, الصلاة مطلوبة كلها خير في أوقات العبادة الضحى كله صلاة إلى وقوف الشمس, والظهر كله صلاة إلى بعد صلاة العصر, والليل كله صلاة والحمد لله, إذا صلى الإنسان ركعتين أو أكثر يشكر الله ويحمده فيها ويدعوه ويسأل ربه الخير كله طيب, لكن ما نعلم في الشرع صلاة يقال لها صلاة الشكر، نعم سجدة يقال لها سجود الشكر, إذا الإنسان بشر بأن الله وهب له ولد ذكر أو أنثى فسجد لله شكراً على هذه النعمة, أو بشر بأن الله عافى ولده أو عافى أباه من مرضه أو أن الذين انقلبت بهم السيارة سلموا أو تصادوا بشر بأنهم سلموا وسجد لله شكراً كل هذا طيب, أو جاء فتحٌ إسلامي إن الله فتح على المسلمين ونصرهم على عدوهم في حربٍ بين المسلمين وأعدائهم فبشر بأن المسلمين انتصروا سجد لله شكراً كما جاء عن الصديق -رضي الله عنه- لما بشر بأن مسيلمة قتل في حرب اليمامة سجد لله شكراً، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه سجد لله شكراً لما بلغه قتل الأسود العنسي. فالمقصود أن السجد لله شكراً معروف وهو سجود كسجود الصلاة -سجدة واحدة- يسجدها لله ويشكره على ما حصل من النعمة, يقول فيها "سبحان ربي الأعلى, سبحان ربي الأعلى", ويحمد ربه ويشكره ويدعوه على ما حصل من النعمة التي له أو للمسلمين. جزاكم الله خيراً. - هل تشترط لها الطهارة سماحة الشيخ؟ ج/ لا تشترط, الصواب لا تشترط مثل سجود التلاوة ,الصواب لا تشترط الطهارة والجمهور على أنها شرط, لكن الصواب أنها لا تشترط لعدم الدليل؛ لأنها خضوع لله, خضوع لله وذكرٌ له -سبحانه وتعالى- كأشباه التسبيح والتهليل وأشباه القراءة عن ظهر قلب لا تشترط لها الطهارة. جزاكم الله خيراً. سواءٌ من الحديث الأكبر أو الأصغر؟ ج/ نعم مطلقاً، كان ابن عمر يسجد وهو على غير طهارة, وكان الشعبي كذلك فيما صح عنهما، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن في أصحابه في مجالسهم فإذا سجد سجدوا معه ولم يقل لهم من كان على غير طهارة فلا يسجد، ومعلوم أن المجالس تشمل من هو على وضوء ومن هو على غير وضوء, فلو كانت الطهارة شرطاً لقال لهم عند السجود من ليس على طهارة لا يسجد, فلما سجد سجدوا معه في مجالسهم دل على أن الطهارة ليست شرطاً إذ لو كانت شرطاً لنبههم -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الله بعثه مبلغاً ومعلماً والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، واجتماعهم معه في المجالس وسجودهم معه من غير حاجة إلى البيان

332 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply