حلقة 723: نصاب زكاة الذهب - زكاة الحلي - زكاة الحلي المستعمل - حكم من أخذ بالقول الذي لا يوجب الزكاة على الحلي المستعمل - الأحوط زكاة الحلي المستعمل - حكم من أفطر في رمضان من شدة العطش - النوم إلى القبلة - قراءة القرآن للحائض
23 / 50 محاضرة
1- أسأل سماحتكم عن نصاب الذهب، لديَّ ما يقرب من مائة جرام لزوجتي، هل الزكاة تجب في هذا المقدار، أم تجب فيما زاد عن النصاب، وأنا أعلم أن النصاب ثلاثة وثمانون جراماً؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فنصاب الذهب كما بين أهل العلم عشرون مثقالاً, ومقدار المثقال بالجنيه السعودي أحد عشر جنيهاً وثلاثة أسباع جنيه؛ لأن الجنيه مثقالان إلا ربع وهي تحصل من أحد عشر جنيهاً وثلاثة أسباع يكون الجميع عشرين مثقالاً, والمعنى إحدى عشر جنيه ونصف لأن الكسر اليسير يغتفر في هذا, إحدى عشر جنيه ونصف هذا النصاب من الذهب بالجنيه, أما بالغرام فقد اختلف المقدرون لذلك على حسب ضبطهم للغرام, والذي نفتي به أن النصاب اثنان وتسعون غراماً -بعدما سألنا كثيراً من أهل الخبرة عن زنة الغرام- فالجميع اثنان وتسعون هذا هو النصاب للغرام, فإذا بلغت الحلي من الذهب هذا المقدار وجب فيها الزكاة سواءٌ كانت أسورة أو قلائد أو غير ذلك المرأة تجمعها وإذا بلغ الجميع إحدى عشر جنيه ونصف اثنين وتسعين غرام وجب عليها الزكاة في جميع ما لديها سواءٌ كانت تلبسها أو لا تلبسها أو تلبس بعضها وتدخر بعضها فالجميع فيه الزكاة على الصحيح من أقوال أهل العلم. وذهب بعض أهل العلم إلى أنها إذا كانت تلبسها لا زكاة فيها, والصواب أن فيها الزكاة مطلقاً لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها -وفي لفظ- حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار) الحديث؛ ولأنه -صلى الله عليه وسلم- دخلت عليه امرأة في يدها مسكتان من ذهب -يعني سوارين من ذهب- فقال: (أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا، قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سواري من نار؟ فألقتهما وقالت: هما لله ولرسوله) خرجه النسائي -رحمه الله- وأبو داود بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن العاص -رضي الله عنهما- وأخرجه الترمذي بإسناد آخر ضعيف، ولكن العمدة على رواية النسائي وأبي داود، ولحديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله -وكانت تلبس أوضاحاً من ذهب- أكنزٌ هذا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنز) ولم يقل لها ليس فيه زكاة لأنه حلي بل قال: (ما بلغ أن يزكى) يعني ما بلغ النصاب (فزكي فليس بكنز) يعني وأما ما لم يزكى فإنه يسمى كنز يعني يعذب به صاحبه ولو كان حلياً, والنبي -عليه السلام- يشير بهذا إلى قوله تعالى في سورة التوبة: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) سورة التوبة. فالكنز ما لم يزكى وإن كان على وجه الأرض وإن كان في الصناديق وإن في البنوك يسمى كنز, وما زكي فليس بكنز ولو كان في بطن الأرض ما يسمى بكنز يعني إذا أدي حقه، أما حديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليس في الحلي زكاة) فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يصح الاعتماد عليه. والزكاة ربع العشر في المائة اثنان ونصف, وفي الألف خمسة وعشرون وهكذا ربع العشر كل سنة، فإذا كان أقل من النصاب فلا شيء عليه, وإذا كان الموجود نصاباً فأكثر فعليه ربع العشر سهمان ونصف من المائة, خمسة وعشرون من الألف وهكذا. جزاكم الله خيراً.
2- إذا مضى علي أكثر من سنة ولم تزكي امرأتي حليها فماذا أفعل؟
الزكاة عليها ليست عليك الزكاة على المرأة المالكة للحلي فإن وجدت مالاً وإلا تبيع من الحلي وتزكي وإذا نقص وزن الحلي عن النصاب سقطت الزكاة بعد ذلك, أما إن زكيت عنها بإذنها وموافقتها فجزاك الله خيراً لا بأس أو زكى عنها أبوها أو أخوها عنها برضاها فلا بأس
3- يشوش على بعض الناس في هذا الموضوع -سماحة الشيخ- كون بعض الباحثين يقول: إنه لا زكاة في الحلي المستعمل؟
قد أوضحنا هذا، هذا فيه مسألة خلاف بين العلماء لكن الله يقول -جل وعلا: في كتابه العظيم: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) سورة النساء. رددناه إلى الكتاب العظيم: فالله يقول -جل وعلا-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ (43) سورة البقرة. هذا عام في الأموال من الذهب والفضة, ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) سورة التوبة. والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل ما لا يؤدى زكاته فهو كنز) هذا مال يسمى مال، فإذا لم تؤدى زكاته فهو كنز وعرضناها على السنة -أيضاً- في حديث عبد الله بن عمرو فوجدنا فيه أن الحلي فيه زكاة، وفي الأحاديث العامة في الذهب والفضة فعمتها، عمت الحلي, والله يقول: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ (10) سورة الشورى. هذا حكم الله فيما ظهر لمن قال بهذا القول من أهل العلم وهذا هو الراجح أن فيها الزكاة, بهذه الادلة. جزاكم الله خيراً.
4- من اعتمد على قول أولئك هل يأثم لكونه لم يزكِّ؟
على حسب اجتهاده إذا كان عامياً عليه أن يأخذ بالحق الذي سمعه ويطمئن إليه من أهل العلم يتأمل فإذا اطمأن إلى من أفتاه من أهل العلم أخذ بقوله؛ لأن العامي يقتدي بمن أفتاه ويأخذ بمن أفتاه من أهل العلم وإذا سمع القولين فعليه أن يحتاط لدينه وأن يخرج الزكاة حتى يسلم من العهدة، والقولان في الأخذ بأخذ الزكاة الأخذ بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما الذين قالوا بعدم الزكاة فليس عندهم إلا القياس على العوامل التي تعمل من الإبل أو البقر ولا ترعى تكون تستعمل.......... هذه ليست فيها زكاة لأنها عوامل ليست......... فلا يقاس عليها. فالحاصل أنه ليس في أيديهم فيما نعلم إلا أقيسة وليس في أيديهم حجة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو من الكتاب العظيم على أنه لا زكاة فيها، نعم معهم بعض أقوال الصحابة وأقوال الصحابة ليس فيها حجة إذا خالفت النص، النص مقدمٌ على أقوال الصحابة وعلى غيرهم. جزاكم الله خيراً.
5- إذاً الأحوط لدين الإنسان أن يزكي الحلي؟
نعم. جزاكم الله خيراً. - ماذا في حكم الحلي سماحة الشيخ؟ ج/ الحلي جائزة للنساء من الذهب والفضة بل هي من زينتهن.. - أقصد ما هي الأشياء التي تدخل في الحكم مثل الحلي بالنسبة للرجال؟ ج/ الرجال مثل لو كان عنده خواتيم له يبيعها أو يستعمل ما شاء منها تبلغ النصاب يزكيها من الفضة يعني إذا بلغ نصاب الفضة, أو كان عنده سلاح من ذهب يزكي الذهب الذي يبلغ النصاب إذا كان عنده سلاح فيه ذهب أو أدوات أخرى فيها ذهب كأواني أو غيرها يلزمه أن يزكي الذهب وليس له استعمال الأواني بل عليه أن يكسرها حتى يستفيد من ذهبها وفضتها؛ لأن الرسول حرم استعمال الأواني من الذهب والفضة -عليه الصلاة والسلام-. جزاكم الله خيراً.
6- شاب مراهق أفطر ثلاثة أيام من رمضان؛ لأنه بذل مجهوداً عضلياً كبيراً ولم يستطع أن يكمل صيامه لرغبته الشديدة في الماء، فما هو الحل: هل يصوم عن كل يوم ستين يوماً متتالية، أم ماذا يفعل؟ مع العلم بأنه محافظ الآن على صيام رمضان وصيام الاثنين والخميس؟ جزاكم الله
إذا كان أفطر لأنه لم يستطع إكمال الصوم بسبب شدة الظمأ بسبب شدة الإرهاق الذي أصابه وخاف على نفسه الموت أو مرضٍ شديد فهذا له عذر وليس عليه إلا أن يقضي يوماً بدل يوم يعني ثلاثة أيام بدل ثلاثة أيام لا زيادة إذا كان فطره بالماء، أما إذا كان فطره بالجماع فهذا شيء آخر لكن إذا كان فطره بالماء فعليه قضاء اليوم فقط والحمد لله. أما إذا كان تساهل وإلا ما هناك ضرورة فعليه التوبة مع القضاء قضاء يوم فقط عن كل يوم يوم, ثلاثة ثلاثة مع التوبة إلى الله، وأما إن كان الأمر خطيراً يعني أصابته شدة عظيمة وخاف من مرضٍ شديد أو من موت فهذا عذر: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ (119) سورة الأنعام. الله يقول -جل وعلا-: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ (119) سورة الأنعام. جزاكم الله خيراً. - سماحة الشيخ قد يفطر بعض الناس لأمرٍ ما كهذا الأمر الذي حل بأخينا فإذا ما أفطر لا يستمر في صيامه بعد ذلك بل يستمر مفطراً فيأكل ويشرب ويستبيح المأكولات؟ ج/ هذا ما يجوز له، يفطر بقدر الحاجة يشرب ثم يمسك إذا كان من أجل الظمأ يأكل ما يسد رمقه إذا كان الخطر من أجل الجوع ثم يمسك حتى غروب الشمس ما يستمر في الفطر إنما أكل وشرب للضرورة ثم يستمر وهكذا لو أن إنساناً أراد إنقاذ إنسان من غرق أو من عدو ولم يستطع إلا بالفطر أفطر وأنقذ أخاه ثم أمسك إلى غروب الشمس وقضى اليوم فقط, يقضي اليوم فقط؛ لأنه أفطر للضرورة لأن إنقاذ المسلم واجب إنقاذ أخيه المعصوم واجب.
7- أخيراً يسأل عن اتجاه السرير إلى جهة القبلة -سرير النوم-، هل هو واجبٌ أم أنه من السنة؟
ليس بواجب، إن شاء نام إلى القبلة وإن شاء إلى غيرها الحمد لله الأمر واسع. جزاكم الله خيراً.
8- هل يجوز للحائض قراءة القرآن، خاصةً إذا كان لها حزبٌ يوميٌ معين، ومداومة على ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
سبق أن أفتينا من طريق هذا البرنامج مرات كثيرة أن الحائض لها أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب من دون مس المصحف -هذا هو الصواب- وهذا القول هو أصح قولي العلماء وفي قول آخر لبعض العلماء المنع، وأنها لا تقرأ كالجنب والصواب أنها تقرأ عن ظهر قلب؛ لأن الجنب يستطيع أن يتخلص من الجنابة بسرعة بالغسل فيقرأ وهو ممنوع من القراءة حال الجنب حال كونه جنباً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان جنباً لا يقرأ -عليه الصلاة والسلام- (كان لا يحجبه شيء عن القرآن إلا الجنابة) هكذا ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا كان جنباً يدع القرآن، أما المرأة الحائض والنفساء فمدتهما تطول، وليستا من جنس الجنب, فالصواب أن لهما أن يقرآ من طريق الحفظ من طريق الغيب لا من طريق القراءة في المصحف، لكن إذا احتاجت للمصحف لمراجعة القرآن أو ما تحتاج إليه من تصحيح الأخطاء أوما أشبه ذلك فلا بأس من طريق حائل تكون عليها قفازان أو حائلٌ آخر حتى تفتش القرآن تراجع ما تحتاج إليه أو يراجع لها غيرها أما حديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يصح للاحتجاج, وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة وهي حائض أن تفعل ما يفعل الحجاج إلا الطواف، قال: (غير ألا تطوفي حتى تطهري) فدل ذلك على أنها لها أن تقرأ القرآن؛ لأنه لم ينهها عن القرآن إنما نهاها عن الطواف حتى تطهر, والصلاة معروفة....... لا تصلي الحائض، فالمقصود أنه نهاها عن الطواف حتى تطهر فدل ذلك على أنها لا تنهى عن القرآن؛ لأن المحرم يقرأ القرآن والحاج يقرأ القرآن فلو كانت الحائض لا تقرأ القرآن لنبهها -رضي الله عنها- أن لا تقرأ حتى تطهر كما نبهها على الطواف. جزاكم الله خيراً.
9- تسأل أختنا عن حكم لبس البرقع عند الخروج من البيت؟
ستر الوجه واجب على الصحيح من قولي العلماء مطلقة, ولو كانت غير جميلة ستر الوجه واجب أما إذا كانت جميلة فهذا عند الجميع لا أعلم فيه خلافاً إذا كانت قد تفتن الناس فالواجب ستر الوجه في الطواف والسعي وفي المسجد وفي كل مكان عليها أن تستر وجهها؛ لأن كشفه فتنة وهكذا رأسها وهكذا بقية جسدها فتنة فالواجب عليها الحجاب لقوله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) سورة الأحزاب. وقوله سبحانه في المؤمنات: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ (31) سورة النــور. –الآية- والوجه أعظم الزينة، لكن لو تحجبت بالبرقع الذي ليس يظهر منه إلا العين أو العينان فلا حرج كان العرب يلبسون البراقع ويقال لها النقاب, والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى المحرمة أن تلبس النقاب وهي محرمة فدل على أنها تلبسه إذا كانت غير محرمة, والنقاب هو ما يغطى به الوجه ما يصنع للوجه وفيه نقب للعين أو نقبان للعينين بقدر العينين فقط لا حرج في ذلك على الصحيح الذي لا شك فيه, وإذا تخمرت بغير النقاب مما يستر وجهها كله على وجهٍ لا يمنعها من رؤية الطريق فلا بأس فهو أكمل وأبعد عن الفتنة. جزاكم الله خيراً. - هل تشترطون من صفاتٍ معينة لهذا البرقع سماحة الشيخ. ج/ كونه ساتراً ما عدا العينين. - هناك تفاصيل متعددة لهذا البرقع تفنن الناس فيه؟ ج/ إذا كان فيه فتنة تدع الفتنة وتلبس برقع ما فيه فتنة. جزاكم الله خيراً.
10- قال الله تعالى: يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (1-3) سورة يــس , فسروا لنا هذه الآيات؟ جزاكم الله خيراً.
"يس" هذه من جملة الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها سبحانه جملة من السور مثل (ألم) (ألر) (ألمص) (حم) (عسق) هذه حروف مقطعة الصواب فيها عند أهل العلم أنها لا يعرف معناها بالتعيين ولله الحكمة البالغة -سبحانه وتعالى- وقال بعضهم إن الله جعلها مفتاحاً للسور كما جعل "الحمد لله" مفتاحاً للفاتحة ومفتاحاً لسورة سبأ ولسورة فاطر وجعل سبحانه وتعالى "سبحان" مفتاح لسورة بني إسرائيل وهو سبحانه الحكيم العليم -جل وعلا-. أما قوله: (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) فهذا قسم من الله حلف بالقرآن -كما في سورة: ص* وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ(1-2)سورة ص. يقسم سبحانه أن محمداً من المرسلين -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ), يقسم ويحلف -جل وعلا- أن نبيه محمداً من المرسلين, كما قال -جل وعلا-: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ (144) سورة آل عمران. وقال سبحانه في سورة الفتح: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ (29) سورة الفتح. فهو رسول الله كما أخبر الله في كتابه وأقسم عليه -سبحانه وتعالى-. وهو رسول الله بإجماع المسلمين, بإجماع أهل العلم والإيمان من أهل السنة والجماعة, هو رسول الله حقا,ً من كذب بذلك فهو كافر، ومن قال إنه رسول للعرب دون العجم فهو كافر فهو رسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا (158) سورة الأعراف. وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (28) سورة سبأ. فهو رسول الله من العرب والعجم والذكور والإناث والحكام والمحكومين والملوك والرؤساء والجن والإنس, هو رسول الله إلى الجميع -عليه الصلاة والسلام, من أجاب دعوته واتبع شريعته فاز بالسعادة والجنة والكرامة, ومن حاد عن سبيله واتبع غير هداه باء بالخيبة والندامة, وصار من أهل النار يوم القيامة نسأل الله العافية. جزاكم الله خيرا
11- لي مدة طويلة لم أزر فيها أقاربي؛ لأن أبي يمنعنا أنا وإخوتي من الخروج من البيت إلا لطلب العلم، فهل عليَّ إثم في مقاطعتهم تلك المدة، وكيف السبيل إلى زيارتهم إذا كان أبي يمنعنا من ذلك، وأنا لا أدري ما هو السبب؟ جزاكم الله خيراً
الزيارة ليست واجبة صلة الرحم هي الواجبة قطيعة الرحم محرمة أما الزيارة فليس بلازمة إذا منعك والدك لا بأس تسترضيه بالطرق الطيبة, أو السائلة كذلك المقصود سواءٌ كانت سائلة أو سائل إنما الزيارة غير واجبة إذا حصل صلة الرحم بالمكاتبة بالهاتف والتلفون بالمراسلة بغير الكتابة مع الأصدقاء والأحباب تسأل عن حالهم كيف أنتم عساكم طيبين كفى ولو ما زرتهم والحمد لله, والزيارة قد يمنعها موانع ومشاغل وقد يكون الإنسان مسافر مدة طويلة ووالدك قد يكون له عذرٌ شرعي يخاف عليك من الزيارة من أشياء فالحاصل أن الوالد له مقاصد -إن شاء الله- طيبة فلا تعجلي وإذا دعت الحاجة إلى الزيارة فشاوريه بالأسلوب الحسن أو بواسطة أمك أو إخوانك أو أعمامك حتى يرضى وحتى تكون الزيارة على طريقة مأمونة ليس فيها خطر؛ لأن الزيارات تختلف إذا كانت الزيارة للأخت أو الأخ أو العم لا بأس لكن الزيارة لبني العم أو بني الخال لا، هذا فيه خطير لأنهم ليسوا محارم. فالحاصل أن عليك الاستئذان من والدك وعدم التعجل والدعاء للأقارب بالتوفيق والهداية والسؤال عنهم والوصية لهم بالسلام مع الأصدقاء والأحباب, أو بالتلفون كل ذلك طيب يحصل به المقصود والحمد لله. وإذا كانوا فقراء فمن الصلة صلتهم ومواساتهم والإحسان إليهم وإذا ظلموا فمن الصلة الشفاعة في رد الظلم عنهم ونصر المظلوم, وإذا دعت الحاجة إلى قضاء دينهم فمن الصلة المساعدة في قضاء الدين إذا كان القريب قادراً إلى غير هذا من وجوه الخير. جزاكم الله خيراً.
12- يوجد لدينا إمام مسجد في القرية التي نسكنها، وهذا الإمام يقوم بمعالجة الناس مستخدماً التعامل مع الجن، وأنه طبيب شعبي، ويقول هذا الإمام: إنه تاب من ذلك التعامل، وبدأ ينهج نهجاً صحيحاً، رأيكم هل نستمر في الصلاة خلف هذا الإمام؟
هذا يحتاج إلى سؤال أهل الخبرة به من الصلحاء والأخيار والثقات فإذا علمت توبته فالحمد لله لا مانع من بقائه في المسجد والصلاة خلفه, أما إذا كان متهماً بالبقاء على عمله السيئ واستخدام الجن فلا يصلى خلفه, بل يجب الإنكار عليه ورفع أمره إلى الجهة المسئولة إلى الهيئة أو إلى المحكمة حتى يمنع من هذا العمل السيئ ويؤدب بما يستحق, لكن متى ثبتت توبته ورجوعه إلى الله وتركه هذا العمل السيئ من طريق الثقات الأثبات أو من طريق المحكمة فلا بأس من الصلاة خلفه. جزاكم الله خيراً
13- سمعت أن من غاب عن زوجته ستة أشهر أو أكثر يجب عليه عند وصوله إليها أن يعقد عليها عقداً شرعياً جديداً، وأنا غبت عنها ثلاث سنوات متتالية، فهل ما قاله الناس صحيح؟
هذا ليس بصحيح، لو غاب عنها سنوات فهو على نكاحه إلا إذا فسخه الحاكم الشرعي إذا اشتكت إلى الحاكم الشرعي وفسخه الحاكم الشرعي فهذا يراجع إلى الحاكم إذا أراد العودة إليها بعقد جديد يراجع الحاكم, أما إذا كانت على حالها لم تطلب الطلاق ولم يفسخ فنكاحه باقي وزوجته باقية في حباله وعصمته وليس هناك حاجة إلى العقد سواءٌ كانت مدة قصيرة أو طويلة، لكن ينبغي للمؤمن أن يجتهد في عدم الإطالة لأن المرأة خطر وهو عليه خطر أيضاً كذلك لطول الغيبة, فينبغي أن يكون عليه عناية بزوجته وأن لا يطول الغيبة عنها والله يقول سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19) سورة النساء. وليس من المعروف طول الغيبة بل ينبغي له أن يأتي إليها بين وقت وآخر حتى تنتهي مدته, كل ثلاثة أشهر كل أشهرين كل أربعة أشهر حتى لا تطول الغيبة, وقد روي عن عمر -رضي الله عنه- أنه سئل عن هذا من جهة الغزاة فوقت لهم ستة أشهر فإذا غاب ستة أشهر لحاجة مهمة فلا بأس -إن شاء الله- ولكن كلما أمكن من التقصير وعدم التطويل فهو أولى وأحوط ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وكثرت فيه الشرور وقل فيه الصبر, فينبغي للمؤمن أن يعرف قدر وقته وألا يطيل الغربة عن زوجته بل يزورها بين وقت وآخر...... أو يحملها معه حيث أمكنه حملها معه في السفر وإلا فليأت بين وقت وآخر أقل من ستة أشهر كل شهرين ثلاثة أربعة كل ما تيسر له جاء وزار أيام ثم رجع حتى ينتهي عمله نسأل الله للجميع التوفيق.
414 مشاهدة
-
1 حلقة 701: الصلاة في الثوب الذي فيه صور - كشف المرأة الغير متزوجة لرأسها - الجمع بين الظهر والعصر للمسافر - حلف أن يترك الدخان وعاد إليه - رفع اليدين بعد الصلاة في الدعاء ومسحهما بالوجه - كتاب البداية والنهاية
-
2 حلقة 702: الاضطباع في الحج والعمرة - الحفاظ على السر - قول لا إله إلا الله عند الوضوء - المسبوق يسجد مع إمامه للسهو - الرضعتان لا تحرمان - العدل بين الأولاد في العطايا - من أفطر عمداً بعد الفجر في رمضان
-
3 حلقة 703: التاجر الذي يربح أكثر من الثلث - الحاجة المسموح للمرأة الخروج من أجلها - المسافة التي يجوز للمرأة أن تخرج دون محرم - قيمة العشرين مثقال من الذهب بالغرامات - قص المرأة لشعرها في النسك وغيره - زكاة الحلي كل عام
-
4 حلقة 704: فرح الله بتوبة عبده - قصة الخضر مع موسى - من أراد أن يضحي لا يقص أظافره - العفو عمن ظلم - حد طول اللحية وحكم تقصيرها أو حلقها - إستبدال المصاحف القديمة بمصاحف جديدة من المسجد - الإستعارة من المساجد
-
5 حلقة 705: راتبة الظهر والعصر - الصلاة والحمام إلى القبلة - معنى حديث ما من مسلم يرد عن عرض أخيه - حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين - حكم الخروج إلى الحل ليأتي المعتمر بعمرة أخرى له أو لغيره - الفاصل بين العمرتين
-
6 حلقة 706: الصلاة مع المذياع - الإقتداء بالمصلين في المذياع - قص الشعر بالنسبة للمرأة - حكم إنفاق العمال من المزرعة بغير إذن صاحبها - الصلاة في أوقاتها - ترك حفلة الزفاف خوفاً من إختلاط الرجال بالنساء - إزعاج النائمين بقراءة القرآن
-
7 حلقة 707: الصلاة في المساجد التي فيها قبور - من طرق الصوفية الباطلة ضربهم أنفسهم بالسيف وأكلهم الزجاج - زكاة السيارة والمحل - الأفضل قراءة سورة مع الفاتحة - صلاة الجمعة لمن يبعد عن المسجد خمسة وثلاثين كيلو - القنوت في الفجر
-
8 حلقة 708: صرف الزكاة للأخ الفقير وبقية الأقارب الفقراء - الزكاة على رأس المال والربح - زكاة المال الضائع - حكم دعاء الإستفتاح في الصلاة - الحديث الذي وردت في كتاب إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون في فضل السور
-
9 حلقة 709: جلد الميتة يطهر بالدباغ - المريض يصلي حسب حاله - رؤية النبي في المنام - الترتيب بين الصلوات - من اغتسل بنية النظافة فلا يكفي غسله عن الوضوء - مس المصحف ناسياً وعليه جنابة - صام خمساً من ست شوال ولم يكمل
-
10 حلقة 710: التبليغ وراء الإمام - الإحرام في محل الإقامة - الهدي في حق المتمتع والقارن - شرح مناسك الحج
-
11 حلقة 711: دفع الزكاة للأخ الفقير والأخت الفقيرة - تقدم الإمام خطوتين إذا جاء ثالث - الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة الشرعية - حكم المصافحة بالنسبة للرجال والنساء - ما يقال في الركوع والسجود - ما يفعله بعض الناس من البدع بعد الموت
-
12 حلقة 712: التبليغ وراء الإمام - المصافحة بالنسبة للرجال والنساء - ما يقال في الركوع والسجود - دفع الزكاة على الأخ والأخت الفقيرين - تقدم الإمام خطوتين إذا جاء ثالث - الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة الشرعية - الحائض لا تقضي الصلاة
-
13 حلقة 713: صفة التوبة النصوح - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - مسألة في الربيب إذا رضع من لبن الرجل الجديد - وصول الماء إلى بشرة اللحية الكثيفة - تأخير قضاء رمضان إلى عدة أعوام
-
14 حلقة 714: نكاح الشغار - احتجاب المرأة بعد إنتهاء العدة على الزوج - الذهب المحلق للنساء - الصلاة خلف من يصلي بعض الفرائض ويترك البعض - تطويل الثوب من غير قصد الكبرياء - النياحة على الميت - الصلاة من أركان الإسلام
-
15 حلقة 715: حكم من زوّج أولاده ببنات أخيه دون مهر - أغتسل من الجنابة ناوياً الحدث الأصغر والأكبر - حكم دفع مبلغا من المال لقضاء مصلحة يخشى من تأخرها - قضاء رمضان لمن أفطر عمداً - نصيحة لرجل بلغ ستين عاماً وما زال يكذب ويغتاب الناس
-
16 حلقة 716: زيارة الأولياء ودعاؤهم - إذا زاد الإمام ركعة فلا يقوم المأموم معه - تقسيم تركة من توفي وخلف مبلغا من المال فأضافت إليه زوجته مبلغا آخر من عملها - لا يبطل الحج بالكبائر
-
17 حلقة 717: نقص حصاة واحدة في رمي الجمار يغتفر - حكم تارك الصلاة - حكم اللقطة - المريض الذي يضره الصيام - من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه - قص شعر المرأة - الحناء في شهر صفر - الكحل والحناء ليلة الإثنين
-
18 حلقة 718: الصلاة في مسجد بني من الحرام - من لم يفرق بين الضاد والظاء - حكم من حلف على ترك شيء ففعله - تفسير أأمنتم من في السماء - من يدعو غير الله كافر - صلاة من به سلس البول - عدد ركعات صلاة التراويح
-
19 حلقة 719: كشف الوجه أمام أبناء العم - دخول الحائض المسجد - حكم من التقط شاة مع ولدها - الاستخارة إذا أراد التزوج من امرأة - حكم الحلف بالطلاق - حديث أنا والأنس والجن في نبأ عظيم - من حضر إلى قوم فقال في السنة عيدين وهذا الثالث
-
20 حلقة 720: الاعتماد على ما صححه الألباني - تفسير القرطبي - أحسن من شرح رياض الصالحين - نوى شخص أنه إذا طلق لا يقع الطلاق - من قال لزوجته أعتبري نفسك طالقة - سنة الجمعة - التلفظ بالنية - تحديد إتجاه القبلة - جواز الصلاة بالأحذية
-
21 حلقة 721: حكم إسقاط الجنين لمن تناولت دواء أدى إلى تشوهه - الحج عن تارك الصلاة - حكم من يعمل في محل ملابس النساء ويخاف على نفسه الفتنة - كفارة القتل الخطأ - الحج عن الغير - التغني بالقرآن للنساء - مدة الحداد - حكم من هجر زوجته أكثر من عشر سنين
-
22 حلقة 722: تفسير فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى - حكم نكاح من تزوج امرأة لا تصلي - بيان طريقة التوبة - المسح على الشراب - الحائض والنفساء تقضيان الصوم فقط - حكم من يشرب الخمر بحجة أنها غذاء للدم ولا تسكره
-
23 حلقة 723: نصاب زكاة الذهب - زكاة الحلي - زكاة الحلي المستعمل - حكم من أخذ بالقول الذي لا يوجب الزكاة على الحلي المستعمل - الأحوط زكاة الحلي المستعمل - حكم من أفطر في رمضان من شدة العطش - النوم إلى القبلة - قراءة القرآن للحائض
-
24 حلقة 724: قراءة القرآن بعد العصر - ردد الأذان بقلبه وهو في دورة المياه - الأيام التي كان النبي يتنفل بصيامها - الرواتب والسنن التي تصلى بعد الصلاة وقبلها - الحجاب للمرأة أمر لازم - صلاة الشكر - كلمة لمن يستمعون للأشرطة والندوات
-
25 حلقة 725: التسبيح بالأصابع أفضل - إعفاء اللحية وقص الشارب - حكم الغيبة بالقلب - الخشوع في الصلاة - دخول الحائض المسجد - عضل البنات عن الزواج - كتاب رياض الصالحين - الدعاء المستجاب ودعاء الرسول
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد