حلقة 717: نقص حصاة واحدة في رمي الجمار يغتفر - حكم تارك الصلاة - حكم اللقطة - المريض الذي يضره الصيام - من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه - قص شعر المرأة - الحناء في شهر صفر - الكحل والحناء ليلة الإثنين

17 / 50 محاضرة

حلقة 717: نقص حصاة واحدة في رمي الجمار يغتفر - حكم تارك الصلاة - حكم اللقطة - المريض الذي يضره الصيام - من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه - قص شعر المرأة - الحناء في شهر صفر - الكحل والحناء ليلة الإثنين

1-   في آخر يوم من أيام التشريق حيث حجيت ذالكم العام عند رمي الجمرات وزعت الحصيات على جيوبي، وجعلت السبع الحصيات في الجيب الأيمن، وسبعاً في الأيسر، وسبعاً في جيب الصدر، ورميت الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى، وعندما ذهبت إلى المنزل لقيت حصاةً واحدة في جيب الصدر  فهل علي أي شيء، جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالصواب في هذه المسألة أنه لا شيء عليك، وأن الحصاة الواحدة تغتفر، والحمد لله، وقد ثبت عن بعض الصحابة أنهم لما رجعوا من حجهم قال بعضهم: رميت بست! وقال الآخر: رميت بسبع! فلم يعب بعضهم على بعض، فالواحدة لا حرج فيها إن شاء الله، ولا ينبغي تعمد ذلك، لكن من نسيها أو غلط فلا حرج عليه، أما التعمد فلا يجوز التعمد يجب أن تربط كل واحدة بسبع كما رماها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعض العلماء إن عليه مد من حنطة، أو نصف صاع من الحنطة أو رز بدل الحجر الحصاة الواحدة، ولكن ليس عليه دليل، فالأمر فيها هذا إن شاء الله واسع، وأنت معفوٌ عنك إن شاء الله.  
 
2-  يسأل عن حكم تارك الصلاة؟!
حكم تارك الصلاة فيه تفصيل عند أهل العلم، إن تركها جاحداً لوجوبها يقول ما هي بواجبة -وهو عاقل- كفر بإجماع المسلمين؛ لأنه مكذبٌ لله ورسوله، الله يقول سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ (43) سورة البقرة، وقال سبحانه: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى (238) سورة البقرة، ويقول جل وعلا: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) سورة النساء، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) متفق عليه، ولما سأله جبرائيل عن الإسلام قال عليه الصلاة والسلام: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً) فالصلاة عمود الإسلام لو جحد وجوبها كفر بإجماع المسلمين، فإن كان بعيداً عن الإسلام في محلات لا تعرف الإسلام بين له، وأقيمت عليه الحجة وذكرت له الآيات، فإن أصر على جحده وجوبها كفر إجماعاً، أما الذي بين المسلمين يسمع القرآن والسنة هذا إذا جحدها كفر. أما إذا تركها وهو لا يجحد لكن تكاسل فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر أيضاً إذا تركها ولو لم يجحد وجوبها؛ لأنها عمود الإسلام، وقد صح فيها أحاديث تدل على كفر من تركها، ونقل ذلك عبد الله بن شقيق العقيلي عن الصحابة -رضي الله عنهم- أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة) ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه، والكفر والشرك إذا عُرِّف فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وهذا هو الأرجح وأصح القولين أنه يكفر كفراً أكبر نعوذ بالله، ولو ما جحد وجوبها، سواءٌ تركها كلها، أو ترك الفجر أو الظهر أو العصر، أو تارة يصلي وتارة لا يصلي يكفر بذلك، وعليه أن يجدد توبةً نصوحاً، وذهب الأكثرون من الأئمة الأربعة من المالكية والحنفية والشافعية إلى عدم كفره، وأنه كفر أصغر، وشركٌ أصغر، وهو قول جماعة من الحنابلة أيضاً، ولكن الصواب الأول أنه كفرٌ أكبر؛ لأن الأدلة تدل على ذلك، الأدلة الشرعية تدل على كفره؛ لأنها عمود الإسلام فيجب الحذر من ذلك، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة، وأن يحافظ عليها في جميع الأوقات، المغرب والعشاء والفجر والظهر والعصر، يجب أن يحافظ عليها جميعاً، ويصليها في الجماعة أيضاً إذا كان رجلاً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر) ولما سأله رجلٌ أعمى قال يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال له -صلى الله عليه وسلم-: (هل تسمع النداء في الصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب) أعمى ليس له قائد يلائمه، ومع هذا يقال: أجب، صلِّ في جماعة، كيف بحال البصير؟! يكون الوجوب عليه أشد وأعظم؛ ولأن ترك الجماعة وسيلة إلى الترك، عدم الصلاة في الجماعة وسيلة إلى تركها بالكلية، والتهاون بها، فالواجب على كل مكلف، وكل مسلم الحذر من ذلك، وأن يصليها في الجماعة ويحافظ عليها، ويحذر التأسي بأهل الباطل، يحذر صحبة الأشرار الذين يتركونها أو يتهاونون بها ليحذرهم غاية الحذر. والتهاون بها من صفات المنافقين، فلا يجوز للمسلم أن يتأسى بهم، يقول الله سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء، فاحذر أن تشابه أعداء الله المنافقين، يقول الله في حقهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) سورة النساء، فالواجب الحذر من مشابهة المنافقين، والواجب على الرجال والنساء جميعاً المحافظة عليها في أوقاتها، والرجل يؤديها في الجماعة، والمرأة تؤديها في بيتها وتحافظ عليها في وقتها، تحذر الكسل والتهاون، فهي عماد الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإسلام، في الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته -يعني يوم القيامة-، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر) وهذا من الأدلة على كفر تاركها، فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله وأن يحافظ على الصلاة في الجماعة، وهكذا كل مسلمة عليها أن تتقي الله، وأن تراقب الله، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها كل وقت، ولا يجوز تأخير الفجر إلى طلوع الشمس إلى أن يذهب إلى عمله، لا، يجب أن يصليها في الوقت مع الجماعة في مساجد الله، فإن صلاها في البيت صحت مع الإثم، لكن ليس له أن يؤخرها إلى طلوع الشمس، ولا يؤخر العصر إلى أن تصفر الشمس، ولا يؤخر المغرب إلى أن يغيب الشفق، يجب أن يصلي في الوقت، ويجب أن يصلي في الجماعة إذا كان رجل في المساجد، فإذا أهملهما وضيعها كفر نسأل الله العافية، بنص الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال –عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) والحكم عام للرجل والمرأة، ولهذا في الحديث الآخر: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالأحكام مشتركة ما ثبت في حق الرجل ثبت في حق المرأة، وما ثبت في حق المرأة ثبت في حق الرجل إلا ما دليل عليه الدليل بالخصوصية. فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة تعظيم الصلاة والعناية بها، والمحافظة عليها وعلى طهارتها، وعلى جميع شئونها وعلى السترة فيها، فالطهارة شرط لا بد منها، والوقت كذلك واستقبال القبلة كذلك لا بد، فالواجب على الجميع العناية بهذه الأمور، وأن يعتني بالطهارة والسترة، ستر العورة، وأن يستقبل القبلة، وأن يصليها في الوقت، والرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله مع إخوانه، كان عمر -رضي الله عنه- يكتب إلى عماله إلى أمرائه ويقول: (إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع) يعني متى ضيع الصلاة ضيع دينه، نسأل الله العافية، ولا تجد الإنسان يتهاون بالصلاة إلا وهو متهاون بدينه، فهي علامة التهاون وعلامة المحافظة، من حافظ عليها حافظ على بقية الدين واستقام أمره، ومن ضيعها وتهاون بها تهاون ببقية الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وثبت في المسند مسند أحمد رحمه الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوماً لأصحابه: (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف)، نسأل الله العافية، وإنما يحشر مع هؤلاء الكفرة: لأنه إن ضيعها من أجل الرياسة؛ لأنه ملك؛ أو لأنه رئيس جمهورية أو شيخ قبيلة، فقد شابه فرعون فيحشر مع فرعون إلى النار يوم القيامة. وإن ضيع الصلاة من أجل الوزارة شابه هامان وزير فرعون فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، نسأل الله العافية. وإن ضيع الصلاة لأسباب الأموال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به الأرض وبأهله، فيكون معه يوم القيامة في النار، نسأل الله العافية. وإن ضيعها بأسباب المعاملات والتجارة شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة، أبي بن خلف كان من تجار أهل مكة قتل يوم أحد، قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام، كافراً، فمن ضيع الصلاة من أجل البيع والشراء والمعاملات شابه عدو الله أبي بن خلف، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة. فيجب الحذر أيها الإخوة في الله، يجب الحذر أيها المسلمون، أيها المسلمون نوصيكم بالصلاة، احرصوا عليها حافظوا عليها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة وعدم النقر وعدم العجلة، فاتقوا الله في صلاتكم حافظوا عليها انفذوا فيها واخشعوا فيها لله، لا تعجلوا، أدوها بالطمأنينة والخشوع، في القراءة وفي الركوع وفي السجود وفي الرفع بعد الركوع، وبين السجدتين، إذا ركع يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، لا يعجل، يطمأن، وإذا رفع يقول: سمع الله لمن حمده إن كان إمام، أو منفرد، وإن كان مأموم يقول: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت شيء بعدُ"، وهو مطمئن يعتدل واقف ثم ينحط ساجداً ويعتدل في السجود على السبعة الأعضاء على جبهته وعلى أنفه وعلى يديه وركبتيه وأطراف قدميه ويطمئن، يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يدعو ربه في سجوده، ويخشع لله في السجود، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم) يعني حري أن يستجاب لكم، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وهكذا بين السجدتين يطمئن ولا يعجل يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني، لا يعجل، ثم يسجد الثانية ويكبر في الثانية ويطمئن يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يدعو بما تيسر، لا يعجل، هكذا المؤمن، فالرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله، ويسارع إليها، إذا سمع الأذان "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، بادر وسارع إلى هذه العبادة العظيمة، والمؤمنة كذلك في بيتها تصليها في بيتها في وقتها، بخشوع وطمأنينة وإقبال، وإحضار قلب. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.  
 
3-  هل اللُّقطة تحل للذي لقطها أم لا تحل؟
اللقطة إن كانت في الحرم مكة والمدينة لا تحل، عليه أن يُعرِّفها دائماً حتى يجد ربها، سواءٌ دراهم أو متاعٍ آخر كالبشت أو غيره من المتاع، أما في غير الحرم يُعرِّفها سنة، فإن عُرفت وإلا فهي له، أما في الحرم لا، في مكة والمدينة يعرفها أبداً، فإن شق عليه يسلمها للَّجْنة التي في مكة والمدينة، يقول في لقطة وجدتها في المحل الفلاني، وهم يقومون بالتعريف ويتولون أمرها، وإلا فيعرفها هو بنفسه أو بوكيله حتى تُعرف، ولو بقيت سنتين أو ثلاث أو أكثر يعرفها حتى يجد ربها أو يسلم للجْنة، أما إذا كان في غير مكة والمدينة، فإنه يعرفها سنة كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مكة: (لا تحل ساقطتها إلا لمعرف) يعني منشدٍ لها يعرفها: من له الدراهم؟ من له الشنطة؟ من له كذا من له كذا؟، في مجامع الناس، أما في غير مكة والمدينة يُعرف في مجامع الناس: من له كذا؟ من له كذا؟ من له اللقطة؟ من له الشاة؟ من له العنز؟ من له البشت؟ من له كذا؟ يُعرِّف يبيِّن، يخلي علامات عنده، علامات خفية يخليها عنده لا يبينها، فإذا جاء من يعرفها يقول: إيش صفاتها؟ عرفني صفاتها؟ فإذا عرف صفاتها أعطاه إياها، وإن شك في الأمر طلب البينة عليه حتى يحضر البينة أن هذه ضائعة له، وأنها ملكه، وإذا عرف الصفات الدقيقة الخفية عرفها فهي له؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بهذا، أمر من وجد اللقطة أن يُعرفها سنة، ويعرف عفاصها إن كان لها عفاص، ووكاءها يعني خرقتها إن كانت مربوطة بخرقة، أو في كيس أو في ظرف، يعرف الظرف، ويعرف فئة الدراهم وش هي يضبطها ويعرف، فإذا جاء من يعرفها أعطاه إياه، سنةً كاملة، ويعرف عددها ألف ألفين ثلاثة يعرف عددها، فإذا مضت سنة وما جاء أحد فهي له، وتكون كالوديعة عنده، متى عرف ربُّها ولو بعد سنتين أو ثلاث أعطاه إياها كالدين عليه، وإذا لم تعرف فهي له بعد السنة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فإن لم تعرف فأنفقها) (تسبلها سبيل مالك)، وقال: ( ولتكن وديعة عندك)، يعني كالوديعة يحفظها ويتصرف فيها، لكن متى جاء ربُّها وعرفها ولو بعد سنتين أو ثلاث يعطيه إياها، كأنها دين، لكن يعرفها كثير، كل شهر مرتين ثلاث أكثر، من له الضائعة؟ من له الدراهم؟، ما يبين عددها من له الدراهم، من له العنز، من له البشت، من له كذا من له كذا؟ يبين الشيء حتى يفطن له صاحبه.   
 
4-  أنا مريضة ولا أستطيع الصيام، وإذا صمت يضرني، هل علي كفارة، أم ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً
هذا فيه تفصيل: إن كان المرض يرجى برؤه والأطباء يقولون إن كان يعالج يرجى برؤه يبقى الدين يبقى الصوم في الذمة حتى يشفى المريض ثم يقضي، أما إذا قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه مرض دائم، فهو مثل كبير السن الذي ما يستطيع يصوم، يطعم عن كل يوم مسكين، المريض الذي لا يرجى برؤه سواء رجل أو مرأة يطعم عن كل يوم مسكين، نصف صاع تمر أو رز، ويجمعها في أول الشهر أو في آخر الشهر يعطيها فقير أو فقيرين أو أكثر، ما هو بلازم كل يوم فقير، يجمع الجميع ويعطيها بعض الفقراء، هذا إذا كان ما يرجى برؤه، مرض ذكر الطبيب المختص أنه ما يرجى برؤه، أو طبيبان أحوط مختصان يقولان: إن هذا لا يرجى برؤه المرض يستمر، فهذا المريض الذي مرضه مستمر يفطر ويطعم عن كل يوم مسكين، يجمعها خمسة عشرة صاع إذا كان الشهر تام، أو أربعة عشر ونصف إذا كان ناقص ويعطيها بعض الفقراء، ويعطيها بيتا فقير أو شخصا فقير، والحمد لله. أما إذا كان يرجى برؤه يمكن يطيب إن شاء الله هذا يتأجل عليه الصوم فإذا عافاه الله يقضي؛ لقول الله سبحانه: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (185) سورة البقرة، تبقى في ذمته حتى يشفيه الله ثم يقضي، ولو بعد سنتين أو ثلاث، والحمد لله.  
 
5-   أنا أدرس في الصف الثالث متوسط، حلفت أني إذا نجحت أصوم وأعزم مدرساتي، هل أقوم بهذه الأوامر، علماً بأنني لا أستطيع الصيام ولا أقدر على الصدقة؟ جزاكم الله خيراً.
إذا حلف المرأة أو الذكر أنه إذا نجح أن يصوم كذا أو يعزم المدرسين أو المدرسات هو بالخيار: إن شاء كفَّر عن يمينه، وإن شاء صام وعزم، فإذا كان ما يستطيع الصيام ولا يستطيع العزيمة يكفر عن يمينه، والحمد لله، كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم هذا ما يسمى نذر هذا يمين، إذا قال: والله إذا نجحت أصوم ثلاثة أيام أو عشرة أيام، والله إذا نجحت أعزم المدرسين، أو قالت الطالبة: والله إذا نجحت أصوم كذا، أو أعزم المدرسات هي بالخيار: إن صام أو صامت الطالبة وعزم المدرسين الذكر وعزمت المدرسات أدت يمينها وهذا أحسن لها، من قدر هذا أحسن، يوفي بيمينه، أما إذا شق عليه ذلك يكفِّر عن يمينه، والحمد لله، كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة، كل واحد يعطى نصف الصاع تمر أو أرز يعني كيلو ونصف كل واحد، أو قميص ... يعطيه إياه، يكفي هذا، والحمد لله، عشرة.   
 
6-  تسأل عن (القَصّة) للمرأة، هل هي جائزة أم لا؟
إذا دعت الحاجة إلى ذلك لا بأس بتقصيرها، وإن تركتها زينةً وجمالا وأرسلتها وراء ظهرها وراء الرأس كفى، وإن دعت الحاجة إلى تقصيرها وقصها، أو قص بعض الرأس حتى يخف فلا حرج في ذلك، ولاسيما إذا كان زوجها موافقاً عليها، إذا كان عندها زوج موافق فلا حرج، أما إن كان ما عندها زوج فالترك أحسن؛ لأن الرأس جمال لها، فإذا دعت الحاجة إلى قص شيء منه تخفيفاً وليس القصد مشابهة الكفار ولكن قصدها التخفيف فلا بأس بذلك على الصحيح لا حرج في ذلك، وقد ثبت عن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- لما توفي -صلى الله عليه وسلم- قصصن من رؤوسهن تخفيفاً، فالحاصل أن المرأة لها أن تقص من الطويل، سواءٌ من القصة أو من أطراف العمائل للتخفيف والتيسير، وإن تركت ذلك فهو أجمل وأفضل.  
 
7-  هل صحيح أن الحناء لا يجوز في شهر صفر؟!!
هذا باطل لا أصل له، الحناء يجوز في صفر وفي غير صفر، في كل الشهور، المرأة تتحنأ في صفر وفي رمضان وفي شعبان وفي رجب وفي كل شهر وفي كل يوم، سواءٌ طاهرة أو حائض، حتى ولو كانت حائض أو نفساء لها أن تتحنأ ولو في حال النفاس أو حال الحيض، لا حرج في ذلك.  
 
8-  هل صحيح إذا تحنت المرأة أربعين ربوعاً تدخل الجنة؟!
لا، هذا باطل لا أصل له، الحناء ما له تعلق بالجنة ولا بالنار، الحناء من الأمور المباحة من زينة المرأة، من الزينة، فإذا حنت يديها للجمال والزينة فهذا طيب، حتى لا تكون مثل الرجل، وإلا ليس بواجب، إنما هو مستحب لها، جمالٌ لها، ولا تعلق له بالجنة ولا بالنار، ولا يوجد حديث في هذا المعنى.  
 
9-  هل صحيح أن الكحل والحناء لا يجوزان ليلة الاثنين؟
كل هذا باطل، كل هذا من خرافات العامة، تكتحل ليلة الاثنين أو غير ليلة الاثنين، وتتحنى في ليلة الاثنين أو غيره كله واحد، جميع الليالي، الحناء والكحل.   
 
10-   إنسان تعوَّد أن يصلي الوتر في آخر الليل، ولكن في بعض الأيام لا يستيقظ إلا عند أذان الفجر، فهل يصليها بعد الأذان أو متى؟ جزاكم الله خيراً.
يصليها في النهار، والحمد لله، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا شغله مرض أو نوم صلى من النهار، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (كان -صلى الله عليه وسلم- إذا شغله مرضٌ أو نومٌ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)، وكان وتره -صلى الله عليه وسلم- في الغالب إحدى عشرة ركعة، فإذا نام ولم يستيقظ أو شغله مرض صلى من النهار ست تسليمات، ثنتي عشرة ركعة، والأفضل أن يكون في الضحى، هذا هو الأفضل، وإن صلاها بعد الظهر فلا بأس، وليس بواجب، هذا سنة مستحب.  
 
11-  أفيدونا عن صلاة العيد إذا وافقت يوم الجمعة، هل تجزئ عن صلاة الجمعة؟
نعم، إذا وافقت صلاة العيد صلى مع الناس صلاة العيد لا تلزمه الجمعة كما نص عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن يصلي ظهراً، عليه أن يصلي ظهر، إن تيسرت جماعة صلاها جماعة، وإلا صلاها وحده، وإن صلى الجمعة مع الناس فهو أفضل، فإذا وافق يوم الجمعة يوم العيد وصار ممن حضر صلاة العيد مع الناس سقطت عنه الجمعة وصلاها ظهراً، وإن صلى مع الناس جمعة فإن الأئمة عليهم أن يقيموا الجمعة على أهل المساجد أن يقيموا الجمعة لمن حضر، ومن لم يصلِّ معهم صلى ظهراً.  
 
12-   ما حكم قراءة الفاتحة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أن كثيراً من الناس عندما يذهب إلى الحج أو العمرة يقول لك بعض الناس: اقرأ لي الفاتحة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟!!!!!
هذا لا أصل له، هذا بدعة، والقرآن لا يُقرأ على القبور، يُقرأ في المساجد وفي البيوت، وفي الطريق ما يخالف، أما على القبور لا، لا يقرأ عند القبور، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) فدل على أن القبور ما يُقرأ عندها، القراءة تكون في المساجد في البيوت، أما القبور تزار يسلم عليهم يدعى لهم بالمغفرة والرحمة، ولكن لا يجلس عندهم للقراءة، ولا يجلس عندهم للدعاء ولا للصلاة، لا يصلى عندها، ولا يقرأ عندها ولا تتخذ محلاً للدعاء، ولكن يسلم عليهم الزائر، يدعو لهم ويستغفر لهم، ثم ينصرف، هذه السنة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزور القبور في البقيع فيسلم عليهم ثم ينصرف، وهكذا الصحابة كانوا يزورون القبور فيسلمون على القبور ويدعون لهم ثم ينصرفون، هذه السنة، أما القراءة عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عند قبر غيره أو الصلاة عند القبر أو الجلوس عنده يتحرى الدعاء عنده يظن أنه أقرب للإجابة هذا ما له أصل، هذا من البدع التي أحدثها الناس. المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام: كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

401 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply