حلقة 877: حكم من عاهد الله على ترك معصية ثم عاد إليها - لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - رفع الصوت بالأذكار بعد الصلوات - مسح العينين عند سماع الأذان - حكم صلاة الضحى - الحائض والنفساء تجلس في مصلى المدرسة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

27 / 50 محاضرة

حلقة 877: حكم من عاهد الله على ترك معصية ثم عاد إليها - لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - رفع الصوت بالأذكار بعد الصلوات - مسح العينين عند سماع الأذان - حكم صلاة الضحى - الحائض والنفساء تجلس في مصلى المدرسة

1- عاهدت الله بأن أترك معصيةً كنت أقترفها، فابتعدت عنها ثم عدت إليها، ماذا يلزمني؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه؛ لأن المعصية يجب تركها والحذر منها، وعلى المؤمن أن يوفي بالعهد، قال الله سبحانه: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34) سورة الإسراء. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من صفات أهل النفاق أنهم إذا عاهدوا غدروا، فالواجب عليك التوبة إلى الله - سبحانه- والحذر من هذه المعصية، وعدم العود إليها والله يتوب على التائبين -عز وجل-، يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور. فكل من اقترف معصية فعليه التوبة إلى الله منها، بالندم على الماضي والعزم الصادق أن لا يعود فيها، مع الإقلاع منها وتركها والحذر منها، خوفاً من الله وتعظيماً له –سبحانه وتعالى- وإخلاصاً له -جل وعلا- وأعظم ذلك الشرك وهو أعظم الذنوب، ومن تاب, تاب الله عليه، هكذا المعاصي من الزنا وشرب المسكر وعقوق الوالدين وأكل الربا إلى غير هذا، الواجب التوبة إلى الله من ذلك، التوبة الصحيحة المستوفية للشروط، وذلك بالندم على الماضي الندم الصادق والحزن على ما مضى، الشرط الثاني الإقلاع منها والحذر، والشرط الثالث العزم الصادق أن لا تعود فيها، وبذلك تمحى عنك، وتغفر لك فضلاً من الله -سبحانه وتعالى- وإذا كانت المعصية تتعلق بحق المخلوقين كالسرقة والغصب والظلم في العرض فلابد من استحلالهم أو إعطائهم حقهم، تعطيه حقه المخلوق أو تستحله، تقول له سامحني أو تعطيه حقه، فإذا سامحك سقط الحق, أو أعطيته حقه سقط الحق مع التوبة والندم، إلا ما يتعلق بالعرض فإذا لم يتيسر استسماحه, لأنك تخشى إن أخبرته مفسدة كبرى فإنك تستغفر له تدعو له، تذكره بالمحاسن التي تعرفها منه، تذكره بخصاله الطيبة التي تعرفها عنه، في المجالس التي اغتبته فيها، هذه بهذه، تذكر محاسنه خصاله الطيبة في المجالس التي حصلت فيها الغيبة. جزاكم الله خيراً  
 
2- يوجد جماعة يصلون في البيت والمسجد قريب منهم بمسافة مائة متر تقريباً، فما حكم عملهم هذا؟
الصلاة في البيت ما تجوز، والواجب الصلاة في الجماعة لمن قدر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر) قيل لابن عباس: (ما هو العذر؟ قال: الخوف والمرض) وجاءه -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ أعمى فقال: (يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: هل تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب). فهذا رجلٌ أعمى ليس له قائد ومع هذا يقول له النبي -صلى الله عليه وسلم- أجب، يعني أجب الداعي –المؤذن- لا تصلِّ في البيت، صلِّ مع المسلمين. فهؤلاء الذين يصلون في البيت والمسجد منهم قريب، هؤلاء قد عصوا الله, وظلموا أنفسهم فالواجب التوبة إلى الله, والبدار إلى الصلاة في الجماعة نسأل الله لنا ولهم الهداية. جزاكم الله خيراً.  
 
3- قراءة التسبيح إثر كل صلاة مفروضة بصوت عال مع الجماعة هل هو جائز؟
السنة رفع الصوت بالأذكار كلها بعد الصلوات، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم) ويقول -رضي الله عنه-: (كنت أعلم إذا انصرفوا في ذلك إذا سمعته) يعني يسمع صوت الذاكرين بعد السلام فيعلم أنهم انصرفوا، وكان صبياً صغيراً قد لا يحضر صلاة الجماعة فيسمع أصواتهم وهو خارج المسجد، وكان حين توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- قد راهق الاحتلام، وهذا الكلام قاله في حال صغره، فالمقصود أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع الصوت بالذكر وهكذا الصحابة بعد السلام، ولهذا سمعه الصحابة ونقلوا ذكره -صلى الله عليه وسلم- سمعوه يقول إذا سلَّم: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، وسمعوه يقول: لا إله إلا الله يعني إذا انصرف إلى الناس وأعطاهم وجهه يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد). أخبر الصحابة عن النبي بهذا -عليه الصلاة والسلام- ثوبان أخبر عن بعض هذا، وابن الزبير عن بعض هذا، والمغيرة ابن شعبة كذلك، كلهم أخبروا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمعونه يأتي بهذه الأذكار، وهكذا التسبيح يشرع بعد كل صلاة من الخمس أن يقول سبحان الله والحمد والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين مرة- سبحان الله والحمد لله والله أكبر يكررها ثلاثاً وثلاثين مرة. النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن من فعل ذلك وختمها بكلمة التوحيد يغفر له، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من سبح الله ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) هذا فضلٌ عظيم، ولما جاءه الفقراء المهاجرين وقالوا: لرسول الله ذهب أهل الدثور -يعني أهل الأموال- بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق, ويعتقون ولا نعتق -يعني ما عندنا مال هم يتصدقون ونحن ما نتصدق, هم يعتقون ونحن ما نعتق ما عندنا أموال- فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم، ولا يكن أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة) فهذا يدل على فضل هذا التسبيح والتحميد والتكبير وأنه يختمه -يعني يختم مئة- بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. أو يزيد في التكبيرة يكون التكبير أربعاً وثلاثين يكون الجميع مائة, كل هذا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستحب هذا الذكر عند النوم أيضاً، عند النوم يسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر أربعاً وثلاثين مائة عند النوم، يستحب هذا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه علياً وفاطمة -رضي الله عنهما- وهو تعليم لهما ولغيرهما من الأمة، تعليم لعلي ولفاطمة، تعليم للأمة كلها. جزاكم الله خيراً. - إذاً كونه بصوت عالٍ جماعة غير مشروع سماحة الشيخ؟ ج/ مشروع لكن وسط يسمعه من حولهم يسمعه من خارج المسجد أنهم سلموا ما فيه شيء متكلف، صوتاً عادياً مسموع. -بأسلوب جماعي أو كل فرد لوحده؟ ج/ كل واحد لنفسه، كل واحد يذكر الله في نفسه, ما هو بجماعة، ليس بجماعة. بارك الله فيكم وأحسن إليكم.  
 
4- عندما نسمع الأذان نمسح العينين بباطن أنملة السبابتين بعد تقبيلهما، ما هو رأيكم في ذلك، علماً بأننا وجدنا في كتاب فقه السنة، وفي كتاب الحاشية حديثاً يحث فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصديق على ذلك؟
هذا لا أصل له، مسح العينيين بالأظافر والسبابتين هذا لا أصل له عند الأذان بل هذا من البدع. جزاكم الله خيراً، وما رأيكم في ذلكم الحديث؟ ج/ لا صحة له, الحديث غير صحيح. 
 
5- قرأت في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد أن سنة الضحى مختلف عليها هل هي سنة أم لا، وقال بعضهم: إنها بدعة، فما هو الأرجح جزاكم الله خيراً؟ وهل الأفضل أن تصلى كل يوم أم في يوم بعد يوم؟
صلاة الضحى سنة مؤكدة, وقد أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة وأبا الدرداء وصلاها -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحيان، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله) رواه مسلم في الصحيح، وصلاها يوم الفتح ضحىً ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام- وقال -عليه الصلاة والسلام-: (يصبح على كل سلامي من الناس صدقة،_والسلامى المفصل_ يصبح على كل سلامى من الناس صدقة, فكل تسبيحة صدقة, وكل تحميدة صدقة, وكل تكبيرة صدقة, وكل تهليلة صدقة, والأمر بالمعروف صدقة, والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى) فهذا فضلٌ عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات، فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، والصواب أنها سنة تفعل في البيت أفضل، أقلها ركعتان، وإن صلى أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو أكثر فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين فهذا خير، ولهذا ثبت عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- صلاها أربع ركعات وصلى ثمان ركعات يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام- فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة، وأقل ذلك ركعتان, والأفضل عند شدة الضحى لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال) الأوابين يعني الراجعين إلى الله من أهل العبادة، صلاتهم عند شدة الضحى عند ارتفاع الضحى، إذا اشتد حر الأرض على فصال الإبل على أولاد الإبل، (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال) يعني قبل الظهر بساعتين ساعة ونصف ثلاث ساعات هذا هو الأفضل، وأول وقتها عند ارتفاع الشمس، فإذا صلاها بعد ارتفاع الشمس حصل المقصود، وإن صلاها إذا رمضت الفصال فهذا أفضل، وإن صلاها في الوقتين فكله خير. جزاكم الله خيراً  
 
6- أنا طالبة في المدرسة، ويوجد في المدرسة مسجد وتقام فيه الصلاة وتلقى فيه المحاضرات والدروس، فهل يجوز أن أجلس للاستماع وللاستفادة وأنا معذورة أم لا يجوز؟
إذا كان هذا المسجد مصلى عادي فلا بأس، تجلس فيه الحائض والنفساء والجنب فلا بأس، أما إذا كان مصلى للصلوات الخمس مسجد بني للصلوات الخمس في الدائرة يصلون فيه الصلوات الخمس مسجد فهذا لا تجلس فيه حائض ولا نفساء ولا جنب، أما المصلى العادي غرفة يصلون فيها، أو صالة يصلون فيها هذا ليس لها حكم المساجد، لا بأس أن تجلس فيها الحائض والنفساء والجنب، وليس لها تحية المسجد. جزاكم الله خيراً. - إذاً المصلى الذي في مدرسة البنات يقال له مصلى أو مسجد سماحة الشيخ؟ ج/ يقال له مصلى, إلا إذا كان معد للصلوات الخمس مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس مبني موقوف مسجد يصلى فيه أو للظهر فقط مسجد فهذا له حكم المساجد، أما إذا كان مصلى عادي مثل غرف أو صالة من الصالات فهذا يعتبر مصلى. - من المعلوم أن مدارس البنات لا تبقى أربعاً وعشرين ساعة؟ - ج/المعروف أنه مصلى غرفة من الغرف أو صالة من الصالات يصلى فيها ليس له حكم المساجد. - جزاكم الله خيراً.  
 
7- هل السنن الرواتب لا تؤدى بين الصلاة والإقامة، أم يجوز أن تؤدى بعد الإقامة كراتبة الظهر، هل يجوز أن تؤدى بعد الإقامة ثم بعد ذلك تؤدى الفريضة، أم لابد أن تؤدى الفريضة إذا تمت الإقامة؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا بمكتوبة) بعد الإقامة ما في نافلة، إذا أحرم قبل الإقامة ثم أقيمت تقطع الصلاة، المقصود بعد الإقامة لا نافلة، إذا تهيأت للفريضة، ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) فإذا أقيمت الصلاة وهو في النافلة فإنه يقطعها ويتهيأ للفريضة، إلا إذا كان في آخرها قد انتهى من الركوع الثاني قد ركع الركوع الثاني يكمِّلها؛ لأنها انتهت حينئذ.
 
8- لقد فعلت بعض الذنوب منها الكبائر، وعندما جئت للعمل في المملكة وجدت جواً إيمانياً؛ مما ساعدني على التوبة، ولكن لا أحس بالتوبة الصادقة في أعماق نفسي، وليس عندي إحساس بالندم على فعل تلك المعاصي، والخوف عندما أرجع حيث كنت أن أقع في المعاصي مرةً أخرى، فما هو السبب في عدم الإحساس بالتوبة؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأن رغبتي صادقة وشديدة إلى التوبة.
السبب -والله أعلم- ما في القلب من القسوة وأثر الذنوب السابقة، فإذا منحك الله الإحساس بعظم الذنب والشعور بالخطر، فإنك بذلك تجدد توبةً صادقة مضمونها الندم على الماضي الندم الصادق والحزن، والإقلاع من الذنب وتركه خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق أن لا تعود فيه، ونوصيك بالإكثار من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله، ومجالسة الأخيار، عليك بمجالسة الأخيار الطيبين جالسهم حتى تستفيد من صفاتهم وأخلاقهم، وعليك بالإكثار من الاستغفار وسؤال الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يصلح قلبك، وأن يعمره بالتقوى والخشية لله، اجتهد في هذا، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل، حتى تعرف ماذا أعد الله للمؤمنين من الخير العظيم، وما أعد للكافرين من الشر العظيم، واضرع إلى الله أن يصلح قلبك، وأن ينوره بالإيمان وأن يعمره بخشية الله، وبهذا تجد -إن شاء الله- الإحساس الصادق بخطر الذنب، وتجد –أيضاً- الإحساس بشدة الحاجة إلى التوبة النصوح التي لا يخالطها إصرار على المعصية. جزاكم الله خيراً.  
 
9- كنت محتاجاً إلى مال؛ لذلك رهنت قطعتين زراعيتين إلى شخصين مختلفين، وكل منهم يستفيد بثمار هذه الأرض، وهذا بغير نوع من الربا، ثم إني ولله الحمد أرسلت مبلغاً لأحدهم، أما الآخر فما زال له مبلغ عندي لعدم وجود مال في الوقت الحاضر، فهل يلزمني شيء، وهل أكون مذنباً وتصرفي ذلك؟
ليس لهما استغلالها استغلال الأرضين من أجل الدين، الغلة تكون لك، وتحسب عليهما من الدين، وإذا شرطا ذلك عليك فهو ربا لا يجوز، وإذا أعطيتهما ذلك من أجل إنظارك فهو ربا، الغلة لك والرهان في الرقبة رقبة الأرض رهنٌ لهما، أما الغلة فتكون لك على حسب المعتاد النصف بالثلث بالربع بينك وبينهم، أما أن تعطيهم الغلة من أجل إنظارك فهذا هو الربا، فعليك أن تتصل بهما وأن تحاسبهما في ذلك، وإن أبيا فالمرجع إلى المحكمة تنظر في أمركما. المقصود أنه ليس لك أن تتعاقد معهما على هذا، وهذا من الربا، أما لو أعطيتهما بعد الوفاء شيئاً من غير شرط ولا مواطئة فلا بأس، لا بأس، لو أعطيت صاحبك الدين الذي عليك ثم أحسنت إليه بشيء من دون شرط ولا مواطئة فلا بأس, مثل إنسان أقرضك ألف ريال وبعدما أوفيته الألف الريال زدته فيها من دون شرط ولا مواطئة لا بأس (إن خيار الناس أحسنهم قضاء) يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو إنسان أنظرك في دين عليك ثم أوفيته حقه وزدته من دون شرط ولا مواطئة ولا شيء بل بمقابل إحسانه لا بأس (إن خيار الناس أحسنهم قضاء). جزاكم الله خيراً.  
 
10- هل هناك أشياء أحلها الله وهو يبغضها غير الطلاق؟
ما أذكر شيء، لا أذكر شيئاً.
 
11- كنت أصلي ركعتين قبل صلاة المغرب وبعد الأذان، وبعض الناس يقولون: إن هذا بدعة! ما هو توجيهكم؟
صلاة الركعتين بعد الأذان مستحبة أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء) وكان الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- إذا أذن المؤذن قاموا وصلوا ركعتين، فهي سنة بعد الأذان يسن لمن كان في المسجد أن يصلي ركعتين قبل الإقامة، ومن أنكر ذلك فقد جهل السنة.
 
12- إذا كنت أقرأ القرآن بعد صلاة الصبح، ثم وصلت إلى موضع سجود، هل أسجد رغم أن الوقت وقت نهي أم لا؟
نعم، سجود التلاوة ليس له وقت نهي ليس بصلاة، إذا قرأت بعد العصر أو بعد الفجر تسجد؛ لأنه خشوعٌ لله وذل وانكسار ليس صلاة، هذا هو الصواب، فإذا قرأ الإنسان آيات التلاوة -آيات السجود- سجد بعد العصر أو بعد الفجر، ثم أيضاً هي من ذوات الأسباب لو كانت صلاة هي من ذوات الأسباب، سببها أنك قرأت الآية التي فيها السجدة فتسجد هذا هو السنة.
 
13- هل النوم بعد صلاة الصبح عمل من أعمال الجاهلية؟
لا أعلم فيه بأساً, النوم بعد الصلاة لا أعلم فيه بأساً ولا حرج، لكن الجلوس بعد الصلاة للذكر والاستغفار والقراءة حتى ارتفاع الشمس فهذا أفضل، كان النبي يفعل هذا -عليه الصلاة والسلام- كان أفضل، ولو نام لا حرج عليه، لو نام ما عليه حرج؛ لأن الأصل لا ينهى عن شيء إلا ما نهى الله عنه ورسوله، فإذا جلس الإنسان في مصلاه يذكر الله أو يقرأ حتى ترتفع الشمس هذا أفضل تأسياً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وإذا خرج إلى بيته أو إلى أعماله أو نام فلا حرج في ذلك والحمد لله.
 
14- هل التيمم يكفي لصلاة واحدة فقط أم أكثر من ذلك؟
التيمم كالوضوء هذا هو الأصح من أقوال أهل العلم، التيمم كالوضوء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الصعيد وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين) ويقول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فسمى ترابها طهوراً، فإذا تيمم للظهر وجاء العصر وهو على طهارة صلى بالتيمم العصر إذا كان معذوراً لمرض يضره الماء أو لعدم وجود الماء، المقصود أن التيمم يقوم مقام الماء، فإذا تيمم لصلاة الضحى وجاء الظهر صلى به، أو تيمم للظهر وجاء العصر وهو على طهارة صلى به وهكذا, كالماء، إلا إذا وجد ما يبطل التيمم كوجود الماء، أو كونه مريض يضره الماء ثم شفي يستعمل الماء. جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

1.4K مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

الغش

10:54:48 2015-06-04

هل الغش في الباكالوريا حرام رغم ان التي اغش فيها لا استحقها في الجامعة