حلقة 888: السلام على شخص يصلي - إقامة البينة الشرعية على الرضاع - تأخير صلاة العشاء - حكم كشف زوجة الأب لزوج البنت - حكم الأذان والإقامة للنساء - الصلاة لا يدخل فيها إلا بتكبيرة الإحرام - صلاة من لا يحفظ التشهد - الصلاة جماعة في المسجد

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

38 / 50 محاضرة

حلقة 888: السلام على شخص يصلي - إقامة البينة الشرعية على الرضاع - تأخير صلاة العشاء - حكم كشف زوجة الأب لزوج البنت - حكم الأذان والإقامة للنساء - الصلاة لا يدخل فيها إلا بتكبيرة الإحرام - صلاة من لا يحفظ التشهد - الصلاة جماعة في المسجد

1- عندما يمر الرجل بأخيه وهو يصلي هل يسلم عليه، وإن سلم عليه هل يرد المصلي عليه السلام بالإشارة؛ للحديث الخاص بهذا الأمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم كان يشير بيده لمن يسلم عليه، هل هذا الحديث باق كما هو، أم أنه منسوخ؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فإن السنة السلام على المصلي، والسنة له أن يرد بالإشارة، للحديث الذي ذكره السائل وهو حديث ثابت وهذه سنة مستقرة والحمد لله ولم تنسخ، فالسنة لمن دخل على إنسان يصلي أو جماعة يصلون أن يسلم عليهم في المسجد وفي غيره، والسنة لهم أن يردوا بالإشارة للحديث المذكور، والله ولي التوفيق.   
 
2- أنا شاب أريد الزواج من بنت عمي، أخبرني الأهل أنها رضعت من أمي، ولكن لا يدرون كم رضعت قليلاً أم كثيراً، وأيضاً لا يدرون خمس مصات أم أقل، المهم أنهم قالوا لي: رضعت من أمك فقط. فما هو توجيه الشيخ عبد العزيز، هل أتقدم لخطبة هذه الفتاة أم أبتعد؟
إذا كانت لم ترضع من أمك خمس رضعات أو أكثر في الحولين للبينة الشرعية، فإنها تحل لك، ولا تحرم عليك إلا بخمس رضعات أو أكثر حال كونها في الحولين بإقرار الوالدة أو بشهادة ثقةٍ من الرجال أوالنساء أن هذا وقع، لكن تركها أحوط وأفضل من باب ترك المشتبه، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وقوله - -صلى الله عليه وسلم -: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) فالتماسك ابنةً أخرى لا شبهة فيها أولى وأفضل، وإلا فإنها لا تحرم عليك ما دام الرضاع مشكوك فيه ولم يثبت أنه خمس رضعات في الحولين فإنها لا تحرم بذلك.   
 
3- يقول البعض: إن تأخير صلاة العشاء أفضل، فهل هذا القول صحيح؟
نعم، تأخير صلاة العشاء أفضل إلى ثلث الليل إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر لخوف النوم أو مسألة تحدث لم يؤخرها بل صلاها في أول الوقت، وهكذا الرجال كان النبي - -صلى الله عليه وسلم - إذا رآهم اجتمعوا في العشاء عجلها، وإذا رآهم تأخروا أخرها عليه الصلاة والسلام، وصلاها ذات يومٍ وقد مضى ثلث الليل فقال: (إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي) عليه الصلاة والسلام، فالأفضل مراعاة حال المأمومين في حق الرجال فإذا اجتمعوا صلى بهم ولو في أول الوقت، وإذا تأخروا أخر، أما المرأة والمريض الذي في البيت فإن الأفضل له التأخير، الأفضل تأخير صلاة العشاء إلا إذا كان يخشى أن ينام أو يخشى من مشاغل أخرى فإنه يقدمها. 
 
4- فتاة متزوجة، هل يجوز لزوجة أبيها أن تكشف على زوجها؟
زوجة أبيها لا تكشف على زوجها؛ لأنها ليست ابنتاً لها، إنما المحرم أمها وجداتها، أما زوجة أبيها فليست محرماً لزوجها بل أجنبية. 
 
5- ما حكم الأذان والإقامة للنساء؟
غير مشروع، لا يشرع للنساء الأذان ولا الإقامة؛ لأن الأذان والإقامة مما يتعلق بالرجال، المرأة تصلي بدون أذان ولا إقامة هذا هو المشروع. 
 
6- إذا دخلت المسجد ووجدت المصلين في التشهد الأخير وجلست معهم حتى التسليم، فهل يلزمني حينئذٍ أن أعود لأقيم الصلاة؛ علماً بأني لم أكبر تكبيرة الإحرام؟
إذا كنت لم تكبر جلست من دون تكبير فلا صلاة لك، بل تكبر حين تبدأ الصلاة، لكن الأفضل لك إذا جئت وهم في التشهد الأخير أن تكبر وأنت واقف تكبيرة الإحرام ثم تجلس معهم وتأتي بالتشهد ومتابعة الإمام أفضل، ثم إذا سلم الإمام قمت تؤدي صلاتك كاملة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (إذا أتى أحدكم الصلاة فليمشي وعليه السكينة والوقار، فما أدرك فصلى وما فاته أتمه) وفي اللفظ الآخر: (فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) فالسنة لمن جاء والإمام جالس للتشهد الأخير أن يدخل معه في الصلاة وأن يكبر تكبيرة الإحرام وهو واقف ثم يجلس، وإن كبر حين الجلوس فهذا لا بأس به، يتشهد ثم إذا سلم الإمام قام وصلى بقية الصلاة.   
 
7- عندنا في بلدنا كثير من الناس لا يحفظون التحيات -التشهد- فهل تصح صلاتهم من غير التشهد؛ علماً بأنهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون، أم يلزمنا أن نعلم من استطعنا منهم؟
يلزمهم التعلم في جميع صلاتهم، يتعلمون الفاتحة، يتعلمون التشهد، يتعلمون جميع ما يلزم في الصلاة، والواجب عليكم أن تعلموهم وترشدوهم وتوجهوهم إلى الخير حتى يفهموا ما أوجب الله عليهم في الصلاة، وهكذا في الزكاة، وهكذا في الصيام، وهكذا في الحج إذا حجوا، فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يتفقه في صلاته, وأن يتعلم ما يجب عليه وأن لا يتساهل في ذلك؛ لأن الله سبحانه خلقهم لعبادته كما قال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وأمر بذلك قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ وهذه العبادة يجب أن تعرفها أيها المؤمن، ويجب أن تعرفها المؤمنة، فهي طاعة الله ورسوله والاستقامة على دينه، هذه هي العبادة التي خلقنا لها؛ أن نعبد الله وحده في طاعة أوامره وفي ترك نواهيه وأعظم ذلك توحيده والإخلاص له والشهادة بأنه لا معبود حقٌ إلا هو سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً عبد الله ورسوله ثم الصلاة وبقية أمور الدين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ومن علامات الخير أن الله يفقه العبد في دينه، ومن علامات سوء العاقبة أن لا يتعلم وأن لا يتفقه نسأل الله العافية.   
 
8- أنا من أسرة تتكون من أكثر من عشرين فرداً، وعندما أحثهم على الصلاة جماعةً لا يستجيبوا؛ فأصلي في بيتي وحدي، وجهوني ماذا أفعل معهم؟
عليك أن تأمرهم بالمعروف وأن تنهاهم عن المنكر، ومن المعروف أن يؤدوا الصلاة في الجماعة في المساجد مع المسلمين، ومن المنكر تركهم ذلك، فعليك أن تنكر عليهم ذلك، وأن تأمرهم بالمعروف وتنصحهم دائماً، وتخبرهم أن هذا منكر لا يجوز، وأن هذه مشابهة لأهل النفاق، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى والله أوجب على الرجال أن يصلوا في الجماعة في المساجد، يقول النبي - -صلى الله عليه وسلم -: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر) والعذر هو المرض والخوف الذي يمنع من الخروج ويقول أيضاً -صلى الله عليه وسلم - لشخصٍ أعمى استأذنه أن يصلي في بيته قال له -صلى الله عليه وسلم -: (هل تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) أعمى ليس له قائد يلائمه يقول له النبي -صلى الله عليه وسلم -: (هل تسمع النداء في الصلاة؟ قال نعم، قال: فأجب) فإذا كان الأعمى الذي ليس له قائد يؤمر بالإجابة والتوجه إلى المسجد فالبصير القادر من باب أولى، وعليك أنت أن تصلي في الجماعة لا تصلي في بيتك، عليك أن تصلي في الجماعة وأن تنصحهم دائماً الذي معك في البيت أن يصلوا في الجماعة؛ لأن هذا هو الواجب على الجميع.   
 
9- عرفونا صيغة عقد الزواج بالتفصيل؛ لأن الناس عندنا يسمونه الفاتحة ولا يعرفون عنه شيئاً؟
عقد النكاح أن يقول الولي أبوها أو أخوها أو الأقرب، أقرب عصبتها وأقربهم الأب ثم الابن ثم الأخ الشقيق، ثم الأخ لأب إلى آخره، يقول للزوج زوجتك ابنتي إن كانت بنته أو أختي إن كانت أخته، أو أمي إن كانت أمه، زوجتك فلانة بنتي أو أمي أو أختي وهو يقول قبلت هذا الزواج، هذا هو سنة العقد، يقول زوجتك أو ملكتك أو وهبتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المهم المعنى أو ملكتك بأي لغة يفهمونها يقول الولي، ويقول الزوج قبلت هذا الزواج، قبلت هذا النكاح ورضيته، إذا قال ذلك تم العقد، إذا كانت الزوجة خالية من الموانع، والزوج خالي من الموانع، فإن كان هناك علة كأن تكون الزوجة محرمة، أو الزوج محرم ما يصح النكاح في حال الإحرام، أو كانت العدة بعد أن خرجت من عدة الزوج الذي طلقها أو مات عنها فالنكاح غير صحيح، أو كان الزوج كافر وهي مسلمة ما يصح النكاح، لا بد من توافر الشروط وانتفاء الموانع، فإذا توافرت الشروط وانتفت الموانع، فالولي يقول للزوج زوجتك بنتي أو أختي أو أمي أو نحو ذلك، والزوج يقول قبلت بحضرة شاهدين عدلين يشهدان هذا العقد، فالعقد يحضره أربعة الزوج والولي والشاهدان، والأفضل أن يكون قبله خطبة، خطبة النكاح هذا الأفضل وهي: (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله. ثم يقرأ قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا بعد هذا يقول زوجتك يقوله الولي، والزوج يقول قبلت بعد هذه الخطبة، فالخطبة سنة مستحبة، يقرأها الولي أو يقرأها الزوج أو يقرأها من يحضرهما من الشاهدين أو غيرهما، أو يقرأها المأذون الذي يتزوجون عنده، المأذون أو القاضي الذي يتزوجون عنده، يقرأها واحد من الحاضرين الزوج أو الولي أو المأذون أو أحد الشاهدين حصل المقصود، وتسمى خطبة الحاجة، لكن ليست شرطاً لو قال زوجتك وقال الزوج قبلت، وأتى بالخطبة لا حرج الزواج صحيح، إذا كان بحضرة الشاهدين وكانت الشروط متوفرة والموانع منتفية فالحمد لله، لكن الأفضل أن يكون العقد بعد هذه الخطبة التي سمعت.   
 
10- هناك شجرة نأخذ دائماً منها السواك -أراك أو غير الأراك- علماً بأن هذه الشجرة ليست لنا وبدون علم صاحبها، فهل تدخل في حكم السرقة أو اللقطة، أي هل جائز أخذها؟
إذا كانت مملوكة في ملك إنسان وهي ملكٌ له فلا تأخذوا إلا بإذنه، أما إن كانت برية في البر لا حرج الحمد لله، لكل أحد أن يأخذ منها، أما إن كانت في ملك إنسان فإنه يستأذن في أخذ بعض أجزائها سواكاً لا بأس إذا علم، وإذا لم يؤذن لا.   
 
11- إذا اشترى لنا والدي بعض الأشياء للبيت، ووالدتي ولية ذلك؛ فأخذنا منه دون أن نستأذن من الوالدة، أخذت أنا وإخوتي، فما الحكم؟
إذا كنتم في بيوت مستقلة فليس لكم الأخذ إلا بإذن الوالد؛ لأنه اشترى لبيته والوالدة لا تعطيكم شيء إلا بإذنه، إلا إذا كنتم تعلمون أنه يسمح وليس عنده في هذا مانع فلا بأس، فإذا اشترى لحمة لبيته فلا تأخذون منها شيء، أو فاكهة للبيت لا تأخذون منها شيء إلا بإذنه، الإذن اللفظي أو العرفي، أو عرفكم المعروف بينكم أنه يتسامح وأنه لا يهمه هذا الأمر فلا بأس، وإلا فليس لكم الإقدام على هذا الشيء الذي اشتراه لبيته وعند زوجته أو عائلته الصغار وأنتم في بيوت مستقلة لا تطلبون منه شيء إلا بإذنه، والوالدة كذلك لا تعطيكم إلا بإذنه إلا إذا كان هناك إذنٌ معروف من والدكم إذن صريح أو تدل عليه شواهد الحال وما عرف من حالته وسماحه وأنه لا يأبى أن يؤخذ من هذا الشيء إذا عرف هذا فلا بأس. 
 
12- ما هي البدعة الاعتقادية، وما هي البدعة العملية؟
كل ما خالف الشرع فهو بدعة، إن كان في الاعتقاد يسمى بدعة مثل دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والاستغاثة بالجن أو بالملائكة يظنها ديناً يعتقد أنها دين يحسب أنها جائزة، هذه بدعة شركية كفرٌ أكبر، ويسمى بدعة؛ لأنه يظن أنها دين صاحبها، كذلك البناء على القبور إتخاذ المساجد عليها لكنها دون الكفر وسيلة للكفر، إذا بنا مسجد على القبر يحسب أنها دين أو بنا قبة على قبر يحسب أن هذا جائز هذه بدعة منكرة، من وسائل الشرك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) أما دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم هذه بدعة شركية صاحبها كافر كفر أكبر ولو زعم أنه جاهل؛ لأن هذا أمرٌ معروف في الدين بالضرورة، معروف بين المسلمين وهو كافر بذلك، فعليه التوبة إلى الله من ذلك، يستتاب وإلا قتل من ولي الأمر الحاكم الشرعي، وهناك بدعٌ كثيرة مثل بدعة المولد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم - أو مولد غيره، ومثل بدعة ليلة الإسراء والمعراج والاحتفال بها، هذه بدعة أيضاً عملية منكرة لا تجوز ولكن ليس مثل الشرك الأكبر إلا إذا كان فيها شرك إذا كان في المولد أو في الاحتفال دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم - واستغاثة به يكون شركٌ أكبر، أما إذا كان مجرد احتفال الأكل والشرب، والقهوة والشاي وليس فيه دعاء والاستغاثة بالنبي هذه بدعة منكرة، يمنعها قول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (من أحدث في أمرنا هذا - ديننا - ما ليس منه فهو رد) يعني فهو مردود وقوله-صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وقوله-صلى الله عليه وسلم -: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) والبدعة هي الشيء المحدث في الدين الذي يحدثه الناس يتقربون إلى الله والرسول ما شرعه، ما شرعه الله ولا رسوله يسمى بدعة، مثل الاحتفال بالمولد النبوي، أو الاحتفال بمولد الصديق أو عمر أو عثمان أو علي أو الحسين أو غيرهم أو الاحتفال بمولد أبي حنيفة أو الشافعي أو مالك أو الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو الست نفيسة والست زينب وما أشبه ذلك، كلها بدع منكرة لا تجوز، ومن وسائل الشرك نعوذ بالله، بعض الناس في المولد يشرك بالله، في مولد النبي يدعو النبي ويستغيث به، هذا الشرك الأكبر، وبعضهم في مولد علي يستغيث بعلي ويستغيث به وينذر له ويدعوه من دون الله هذا شركٌ أكبر، وهكذا في الموالد الأخرى يدعون صاحب المولد يستغيث به، هذا شركٌ أكبر نعوذ بالله، ربنا يقول سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ويقول سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ القطمير اللفافة التي على النواة حق التمر (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ) يعني الأموات والأصنام ونحوهم (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ) ما عندهم قدرة يعطونك ما طلبت (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) سماه شرك، سمى دعائهم والاستغاثة بهم شركٌ أكبر: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ الشرك إذا أطلق فهو الشرك الأكبر، وقال سبحانه في آخر سورة المؤمنون: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فسمى دعاة غير الله من الأموات والأشجار والأحجار سماهم كفرة، إنه لا يفلح الكافرون والنبي -صلى الله عليه وسلم - حكم على دعاة القبور والأموات والاستغاثة بهم حكم عليهم بأنهم كفار وقاتلهم، قاتل أهل الطائف الذين يدعون اللات ويعبدون اللات، وهو قبر أو صخرة يعبدونها ؟؟؟؟؟؟؟؟، وقاتل عباد الشجر عباد العزى، وعباد الحجر وعبادة المناة حتى يدعوا ذلك، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وحتى يدعوا الشرك ويتبرؤوا منه، وهكذا سائر البدع، إن كان فيها دعاء غير الله والاستعاذة بغير الله صارت شركاً أكبر، وإن كان مجرد عمل ما شرعه الله يكون بدعة دون الشرك منكرة، ومن هذا الصلاة عند القبور كونه يصلي عندها يقول لعلها أفضل؟؟؟؟؟ يصلي في المقبرة يقول لعلها أفضل هذه بدعة ومن وسائل الشرك، وهكذا الجلوس عند القبور للدعاء، ؟؟؟؟؟؟؟ للدعاء بدعة، كما يقول بعضهم نويت أن أصلي لله أربع ركعات أو ثلاث ركعات هذه بدعة التلفظ بالنية، إذا قام للصلاة ينوي بقلبه ويكفي، فينوي بقلبه للظهر والعصر والمغرب والعشاء، وهكذا جميع الصلوات والنافلة ينوي بقلبه ويكفي، أما أنه يقول بعد وقوفه نويت أن أصلي لله أربع ركعات في الظهر والعصر، أو ثلاث ركعات للمغرب، أو ركعتين عند الفجر أو الجمعة هذا بدعة، ما كان النبي يفعله ولا الصحابة - رضي الله عنهم -، ولكن تقف خاشعاً ناوياً بقلبك الصلاة والحمد والشكر، ولا حاجة إلى أن تقول نويت أن أصلي كذا وكذا، أو نويت الطواف؟؟؟ بل تأتي بنية الطواف وتبدأ بالحجر الأسود وعند السعي كذلك تبدأ بالصفا في السعي ويكفي.   
 
13- أفتونا في صلاة الضحى، في عدد ركعاتها، وعن القراءة فيها، والساعة التي تؤدى فيها، وهل لها تسبيح وتهليل؟
صلاة الضحى ركعتان، ومن زاد صلاهما أربع أو أكثر كله طيب، والنبي -صلى الله عليه وسلم - أوصى أبا هريرة بركعتي الضحى وأوصى أبا الدرداء كذلك بصلاة الضحى، وقال -صلى الله عليه وسلم -: (يصبح على كل سلامى من الإنسان صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ثم قال: ويكفي من ذلك ركعتان تركعها في الضحى) رواه مسلم في الصحيح، هذا يدل على عظم الفائدة أن يأتي بركعتين، وإذا صلى بتسليمتين أربع ركعات أو ثلاث تسليمات ست ركعات، أو أربع تسليمات ثمان ركعات كله طيب، ولو صلى أكثر صلى عشر عشرين ثلاثين يسلم من كل ثنتين كله طيب، فالضحى كلها محل صلاة حتى تقف الشمس، والنبي -صلى الله عليه وسلم - قد يصلي أربعاً وقد يزيد تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله) وفي يوم فتح مكة صلى ثمان ركعات يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام، ولو صلى أكثر فلا بأس، كله طيب إلا إذا وقفت الشمس يمسك قبل الظهر بربع ساعة أو نصف ساعة عند وسط الشمس، إذا توسطت في كبد السماء قبل أن تميل إلى المغرب هذا هو وقت الوقوف عند توسطها في السماء قبل أن تميل يقف لا يصلي، إلا ذوات الأسباب كدخول مسجد دخل قبل الظهر يصلي تحية المسجد، أو طاف قبل الظهر في مكة في الكعبة يصلي تحية المسجد، وسنة الطواف، أو كسفت الشمس قبيل الظهر يصلي صلاة الكسوف أو بعد العصر يصلي صلاة الكسوف؛ لأنها من ذوات الأسباب، وليس لها قراءة مخصوصة يقرأ ما تيسر، يقرأ فيها الفاتحة وما تيسر منها والحمد لله. جزاكم الله خيراً، يسأل عن التسبيح والتهليل هل لها تسبيح وتهليل؟ مثل الصلاة، يسبح في الركوع سبحان ربي العظيم، في السجود سبحان ربي الأعلى، أما بعدها ما في شيء. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

422 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply