حلقة 917: حكم من نامت على طفلها فمات - حكم من خرجت من البيت وتركت طفلتها فسقطت في إناء فماتت - حكم معاشرة من لا يصلي ولا يصوم - حكم كتابة آيات من القرآن ومحوها بالماء وشربها بقصد الشفاء - حكم الصلاة في مسجد خلفه قبر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

17 / 34 محاضرة

حلقة 917: حكم من نامت على طفلها فمات - حكم من خرجت من البيت وتركت طفلتها فسقطت في إناء فماتت - حكم معاشرة من لا يصلي ولا يصوم - حكم كتابة آيات من القرآن ومحوها بالماء وشربها بقصد الشفاء - حكم الصلاة في مسجد خلفه قبر

1- عندي زوجة، وبينما كانت ترضع طفلها قدّر الله ونامت عليه ومات الطفل، ما هي الكفارة الواجبة عليها، مع العلم أنها لا تعلم ذلك حيث كانت نائمة، وهل على النائم حرج في مثل هذا؟

إذا كانت تعلم أنها السبب فعليها الكفارة، وعلى العاقلة الدية العصبة، الأقرب فالأقرب، إذا كانت تعلم أنه مات بأسباب نومها عليه؛ لأنها قتلته قتل خطأ، والخطأ فيه الكفارة والدية، الدية على العاقلة العصبة، والكفارة عليها، وهي عتق رقبةٍ مؤمنة، فإن عجزت عن ذلك، فإنها تصوم شهرين متتابعين، ستين يوماً متتابعة، هذه كفارة القتل الخطأ.
 
2- زوجتي كان لها بنت عمرها سنة ونصف، وخرجت الزوجة من المنزل لقضاء بعض الأمور المتعلقة بالمنزل، وبعد رجوعها وجدت الطفلة قد وقعت في إناءٍ به ماء فماتت الطفلة، هل تلزمها كفارة في ذلك، مع أنها تعلم أن الطفلة خرجت خلفها، ولكن هي لا تعلم بأنها قد تسقط في هذا الإناء؟
لا شيء عليها إن شاء الله؛ لأن هذا شيء معتاد، الطفلة في البيت، تمشي مع أمها وتخرج، تمشي في البيت، ولا تعتبر قاتلة، لا حرج عليها في ذلك إن شاء الله، ولا كفارة.
 
3- ما حكم من عاشر من لا يصلي ولا يصوم، وجالسه، وأكل معه في صحنٍ واحد، هل يرتكب إثماً؟
الواجب النصيحة والإنكار، وأن يبين له هذا أمر منكر عظيم، وأن ترك الصلاة كفر، فإذا ألجئ إلى الأكل معه من غير اتخاذه صاحباً ومن غير تساهل في أمره، بل جمعتهم المائدة أو الضيافة من غير قصد الصحبة فلا حرج في ذلك، لكن لا يتخذه صاحباً ولا يتساهل معه، بل يهجره، يستحق الهجر حتى يتوب إلى الله؛ لأن ترك الصلاة كفر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). وقوله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). فالواجب هجره، والإنكار عليه، أما لو أكل في وليمةٍ معه أو في طعامٍ جمعه به عارض من غير اتخاذه صاحباً ولا جليساً فلا حرج في ذلك، الشيء العارض الذي لا يتضمن تساهلاً معه.
 
4- ما حكم الشرع في كتابة آيات من القرآن أو اسم من أسماء الله الحسنى ومحوها بالماء وشربها؛ بقصد الشفاء من مرض، أو جلب منفعة؟
لا حرج في ذلك، قد ذكر ابن القيم -رحمه الله- ذلك عن جماعةٍ من السلف، وهو من الأسباب، من العلاج، فإذا كتب آياتٍ من القرآن بالزعفران، ثم غسلها وشربها، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
 
5- في قريتنا مسجد وخلفه قبر لأحد الصالحين، وبينهما جدار، ولكن هناك باب مفتوح في المسجد من هذا الضريح، فما حكم الصلاة في ذلكم المسجد؟
الصلاة صحيحة؛ لأن المسجد لم يبنَ عليه، ما دام خارج المسجد الصلاة صحيحة، لكن ينبغي إبعاد هذا القبر إلى المقابر حتى لا يكون فتنة للناس، ولا يغلى فيه.
 
6- لديهم إمام مسجد يعمل في أعمال الدجل والسحر وفك الأعمال، فهل تجوز الصلاة خلفه؟
 إن كان يتعاطى أمورا كفرية من السحر أو دعاء الجن أو الاستغاثة بالجن هذا كفر أكبر لا يصلي خلفه.
 
7- أنا أعمل في محل لبيع الملابس، وصاحب هذا المحل يعترض على صلاة التراويح في المسجد، بحجة أن المحل يغلق كل ذلك الوقت، إذ لم يبع شيئاً طوال تلك الفترة، فهل يجوز أن أصلي وحدي -بعد انتهاء العمل- في البيت؟
صلاة الليل موسع فيها، والحمد لله، يصليها في البيت أو مع الناس، وإذا كان العمل في وقت التراويح يلزمك أن تعمل، في وقت التراويح؛ لأنك تأخذ أجرة على ذلك، والتراويح نافلة، فالواجب عليك أن تعمل بالعقد الذي بينك وبين صاحبك، فإذا كان العقد يتضمن أنك تباشر العمل بعد صلاة الفريضة، صلاة العشاء، فعليك أن تباشر عملك، إلا بإذنه إذا سمح لك، وفي إمكانك أن تصلي التهجد في الليل في بيتك، والحمد لله.
 
8- ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)؟
هذا واضح، النبي -صلى الله عليه وسلم- يبين أن أعمال الإنسان إذا مات انقطعت، صلاته، صدقاته، تسبيحه، قراءته، إلى غير ذلك..، انقطعت بموته؛ لأن العمل ينقطع بالموت، وزوال الحياة، لكن إذا كان له أعمال قدمها في حياته جارية يبقى له أجرها، كهذه الثلاث: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية)، مثل وقف أرض أو بيت وقفه تصرف غلته في وجوه البر، في أعمال الخير، في الصدقات للفقراء والمساكين، في تعمير المساجد.. إلى غير ذلك، يلحقه أجرها، مسجد بناه للمسلمين يلحقه أجره، مدرسة بناها للمسلمين، طريق أصلحه للمسلمين.. إلى غير هذا..
 
9- حدثونا عن الربا، كيف يكون، وأرجو توجيه نصيحة للمسلمين بشأنه
الربا من أكبر الكبائر، وقد توعد الله عليه بالعقوبات العظيمة، قال جل وعلا في كتابه العظيم: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ -يعني من قبورهم- إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [(275) سورة البقرة]. يعني لا يقوم من قبره إلا كالمجنون.
 
10- تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ [النور:29]؟. وهل المقصود الدخول فقط أم الدخول والإقامة
على نص الآية، ليس عليهم بأس الدخول لأخذ متاعهم، إذا صار فيها متاع لهم، سيارة يأخذها، أثاث يأخذه، لا بأس؛ لأن هذا الشيء لا يضر السكن، يفرغه لأهله.
 
11- يوجد عندي خماخم ذهب قد اشتريتها هدية لشغالة كانت عندي سابقاً، وعند سفرها نسيتها عندي، فهل تنصحونني بشيء أعطيه لخدامة أخرى؛ لأنني أخشى إذا بعثتها إليها أن لا تصل؟
الواجب بعثها إليها إذا كانت أعطيتها إياها وتملكتها منك ولكن نسيتها فهي كسائر مالها، الواجب عليك إيصالها إليها بالطريقة الممكنة، وليس لك التصرف فيها بإعطائها خدامة أخرى ولا غيرها، الواجب إيصالها إلى الخدامة التي أعطيتها إياها، ولا ترجعي في هبتك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الراجع في هبته كالراجع في قيئه).
 
12- في صلاة الظهر والعصر أصلي الركعتين الأوليين وأقرأ الفاتحة وبعدها سورة، أما في الركعتين الأخيرتين فلا أقرأ إلا الفاتحة، فهل صلاتي صحيحة؟
نعم، هذه السنة، السنة أن يقرأ في الأولى والثانية الفاتحة وما تيسر معها، أما الثالثة والرابعة يقرأ فيها الفاتحة، كما جاء هذا في حديث أبي قتادة في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الثالث والرابعة بالفاتحة فقط.

496 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply