حلقة 91: حكم من يمنع الحجاب في دولة إسلامية - حكم مساندة الحاكم الذي يضاد الإسلام المسلمين - القيل والقال والقهقهة في المسجد - الموقف من إنسان بذيء اللسان - بيع وإهداء الميداليات المكتوب عليها آيات قرآنية - المهدي المنتظر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

41 / 50 محاضرة

حلقة 91: حكم من يمنع الحجاب في دولة إسلامية - حكم مساندة الحاكم الذي يضاد الإسلام المسلمين - القيل والقال والقهقهة في المسجد - الموقف من إنسان بذيء اللسان - بيع وإهداء الميداليات المكتوب عليها آيات قرآنية - المهدي المنتظر

1- ما هو حكم من يمنع الحجاب في دولة إسلامية؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: لا شك أن الذي يمنع الحجاب قد أخطأ وغلط، وإن كان له شبه في بعض الناس الذين قالوا بأن الحجاب إنما يختص بما سوى الوجه والكفين، وأن الرأس هو الذي يحجب وبقية البدن، وأما الوجه والكفان فيرى بعض أهل العلم أنه لا بأس بكشف المرآة لهما هذا وإن كان جماعة من أهل العلم لكن هو قول مرجوح والصواب أن الحجاب واجب، وأن الوجه من أعظم الزينة وبه فتنة كبيرة فوجب حجبه عن غير المحرم، ويدخل في قوله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. وفي قوله سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [(31) سورة النــور]. الآية.. أما إن كان السائل أراد أن بعض الناس يمنع الحجاب يعني يريد كشف المرآة لرأسها ومحاسنها فهذا قول ما يقوله أحد من أهل العلم، بل هو قول باطل، ومنكر من القول، ولا يجوز السمع والطاعة في هذا الأمر، بل يجب أن تحجب المرآة عن الأجانب، في رأسها وصدرها وساقها وعضدها وساعدها ونحو ذلك، إنما الخلاف في الوجه والكفين، ومعلوم أن المرآة فتنة وإذا خرجت استشرفها الشيطان ، فإذا كانت متكشفة متبرجة صار الخطر بها أعظم وأكبر، فالواجب على أهل الإسلام هو الأخذ بحكم الإسلام ، والتقيد به ، ومحاربة من خالفه.  
 
2- ما حكم مساندة الحاكم الذي دائما ضد الإسلام وضد المسلمين، وخاصة إذا برزت نواياه؟
كل حاكم يظهر من أعماله أنه ضد الإسلام فإنه لا يساعد على الأشياء التي هي ضد الإسلام، لأنه إما جاهل وإما متبع لهواه فلا يجوز أن يساعد على الباطل، ويكون المساعد له من أعوان الظلمة ، وممن يعين على الإثم والعدوان، لكن إذا أمر بخير يساعد عليه، إذا أمر بأمر يرضي الله، كأن يأمر بالصلاة، يأمر بالزكاة ، يأمر بالصيام، يأمر بشيء من الخير، يساعد على هذا، ويشكر عليه، فإذا أمر بأمر منكر لا يساعد على ذلك ولا يشكر عليه، فيكون المؤمن على بصيرة يوافق على الخير ويساعد على الخير ولكنه لا يساعد على الشر ولا يعين على الإثم والعدوان ، والله – سبحانه- بين في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [(2) سورة المائدة].  
 
3- إنني أعتبر الرابع من إخواني، وقد أردت الزواج من واحدة من بنات عمي، ولكن والدتي قالت: إنها أرضعت عمي الصغير -أصغر أولاد جدي- مع أخي الأكبر، وقد أرضعته أكثر من خمس مرات، ويعتبر عمي الذي أرضعته والدتي هو أخو الوالد من أبيه، وأعمامي كثيرون من إخوان الوالد من أبيه ومن أمه، فهل يجوز لي الزواج من بنات عمي؟
إذا كان عمك الذي ارتضع من أمك عنده بنات فليس لك أن تنكح بناته؛ لأنه كان أخا لكم ، لما كانت أمك أرضعت عمك الصغير فإنه يكون بالرضاع أخا لأولادها، ويكون أولادها الذكور أعماما لأولاد هذا العم الصغير والبنات عمات لأولاده فليس لك نكاح بنات عمك هذا إذا ارتضع من أمك، أما أعمامك الآخرون فلك أن تنكح بناتهم ما دامت أمك لم ترضعهم وأنت لم ترضع منهم من زوجاتهم ولا من جدك فلا بأس أن تنكح من بنات أعمامك الآخرين، لا بأس أن تتزوج منهم لأنه ليس هناك مانع، بنت العم مما أباح الله إذا لم يكن هناك رضاع، يعني إذا لم يكن بينك وبينهن رضاعة ، إما بكونك رضعت من زوجات أعمامك أو ارتضعت من جدك هذا رضاع يمنع، أما ما دمت لم ترضع من زوجات أعمامك ولا من زوجة جدك ولم ترضع أمك بنات أعمامك فإنك لا حرج عليك في النكاح منهن إلا بنات عمك الصغير الذي ارتضع من أمك فإنك لا يحل لك أن تتزوج منهن أحداً.  
 
4-   في الحقيقة أنه كثيرا ما يحدث في المساجد يقول: هناك أشخاص بما فيهم مؤذن المسجد يتحدثون في روضة المسجد بغير أمور الدين، وأحيانا يكهكهون بصوت مسموع يؤذي المصلين، وعند نصحي أخذوا يجاهرون، هل هذا جائز أم لا؟
لا ريب أن المساجد لم تبن للقيل والقال وحديث الدنيا، والسواليف الباطلة ، والقهقهة ونحوه لا، إنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن وبيان العلم، فالذين يجلسون في المسجد سواء في الروضة أو في غيرها الواجب عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية ، ويتباعدوا عما يخالف ما بنيت له المساجد ، لكن إذا كان التحدث قليل في أمور الدنيا فلا كراهة إذا كان قليلا، أما إذا كثر فيكره أقل أحواله الكراهة، وهكذا القهقهة إذا كانت قليلا أو تبسماً لا بأس ، فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - يتحدثون مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في المسجد في أمور الجاهلية فربما ضحكوا وتبسم - عليه الصلاة والسلام-. فالضحك إذا كان لأمر شرعي أو لأمر يتعجب منه من أمور الجاهلية أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي توجب الضحك في غير لعب وفي غير امتهان للمساجد، بل لأمر عارض كالأحاديث التي تعرض بين الناس كالتاريخ ونحوه فهذا لا بأس به. أما أن يتخذ المسجد موضعا للقيل والقيل والسوالف والقهقهة ونحو ذلك ، فلا ، فأقل أحواله الكراهة، أما الشيء العارض فلا بأس به، القهقهة العارضة عند مرور شيء يتعجب منه في تاريخ أو غيره، أو تحدث بينهم حصل منه ما يدعو إلى الضحك فهذا لا حرج فيه إذا كان قليلا. المقدم: لكن المستمع عبد المحسن منصور يقول: إنني عندما وجهت النصح لهؤلاء أخذوا يجاهرون وربما أنه تكلموا عليه أيضاً؟ الشيخ: هذا من جهلهم هذا غلط، بل الواجب أن يشكروه ، ويدعوا له، ويقولون : أحسنت، ونحو ذلك ، ولا يقابلونه بالإساءة، ولكن الجهل قد يوقع أهله في أشياء من الشر بسبب قلة بصيرتهم.  
 
5- إذا كان هناك إنسان بذيء اللسان كثير الأذى لجيرانه، ويحب إثارة المشاكل، وتركت السلام عليه اتقاء شره وتجنب مشاكله، فهل هذا جائز؟
هذا فيه تفصيل: إن كان أذاه لجيرانه من الأذى المعروف الذي يوجب غضب الرب - سبحانه وتعالى -، ويعتبر معصية، ويعتبر جريمة هذا يستحق الهجر إذا لم ينتصح ولم يتأدب فإن الواجب أولاً أن ينصح ويوجه إلى الخير ويحذر من إيذاء الجيران ، والتعدي عليهم، فإذا لم يقبل النصيحة استحق أن يهجر وأن لا يسلم عليه حتى يتأدب. أما إذا كان أشياء خفيفة، أو أشياء قد يجهلها الإنسان أو تحدث بين الناس من أمور الجيران فيما بينهم من بعض المشاكل هذه لا توجب الهجر، ولكن لا مانع من توجيهه ونصيحته وإرشاده إلى الخير، فإن السلام أمره مهم، وسنة، ومن أسباب صلاح المجتمع، وتحاب المجتمع بين المسلمين فيما بينهم يشرع لهم السلام، والبادئ أفضل، والجواب عليه واجب، لكن إذا كان هناك أمور واضحة تعتبر من أسباب الفسق ومن المعاصي الكبيرة فإن صاحبها إن لم يقبل النصيحة ولم يرجع يستحق أن يهجر حتى يتوب.  
 
6- في بعض المحلات لبيع الذهب تباع ميداليات مكتوب عليها آيات قرآنية أو كلمة: (الله)، فهل يجوز أن تقول للبائع: بعنا هذه الميدالية أم أهدها لنا! باعتبار أنا سوف نعطي له ثمن هذه الميدالية كهدية مقابل الهدية الأخرى؟ نرجو توضيح ذلك لنا وللناس
هذه أشياء تعم بها البلوى، وشراؤها وبيعها جائز، وإنما الكلام في لبسها ، وقد كتب عليها الآيات أو كلمة الله ، قد يتعرض لها الإنسان إلى دخول الأماكن القذرة ، فالأولى في مثل هذا أن الآيات التي فيها تزال كلمة الله حتى لا يمتهن هذا الأمر، وقد لا تبقى في محلات تمتهن فيها مع الأشياء التي قد تلقيها المرآة في صندوقها، أو في أشياء تلقى في وسط الصندوق، أو وسط الدولاب، يكون فيها نوع من الامتهان. فالحاصل أن هذه القلائد ونحوها التي يكتب فيها الآيات الأولى أن لا تكتب الآيات وأن يسعى صاحبها في إزالة الآيات التي فيها حتى لا تمتهن، أو يُعتقد فيها كما يعتقد أرباب التمائم ، الذي يعلقون التمائم في قراطيس ويجمعونها ويعلقونها كتميمة أو في رقاع أخرى. فالحاصل أن كتابة الآيات فيها إيهام وفيها خطر قد يتخذ هذا للحروز ، واتقاء الجن، أو اتقاء العين، أو ما أشبه ذلك ، فتكون من باب التمائم فلا ينبغي اتخاذها ، وقد يكون المتخذُ لها ما أراد هذه الأشياء، ولكن يخشى أن يزين له بعض الناس أن هذا كذا وأن هذا كذا فيقع فيما يتعلق في التمائم. فالمطلوب أنه يشتري حُلياً ليس فيها هذه الآيات حتى لا يقع فيما يقع فيه من يقصد التمائم، وحتى لا يمتهنها في الحمامات، وأشباهها من المواضع القذرة. 
 
7- هل صحيح أن المهدي المنتظر سوف يظهر أم أنها بدعة؟ مع العلم أنه لا يوجد بعد وفاة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - معجزات، أرشدونا جزاكم الله عنا خيرا
المهدي المنتظر صحيح ، وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال ، وهو نزول عيسى عند اختلاف بين الناس، عند اختلاف عند موت خليفة فيخرج المهدي، ويبايع، ويقيم العدل في الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينـزل في وقته عيسى بن مريم - عليه السلام- هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة. أما المهدي الذي يدعيه الرافضة فهذا لا أصل له ، مهدي الشيعة من الرافضة ، صاحب السرداب هذا لا أصل له عند أهل العلم بل خرافة لا أساس لها ولا صحة لها، أما المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة، وهو من بيت النبي - صلى الله عليه وسلم- من أولاد فاطمة - رضي الله عنها-، وهو سمي النبي - صلى الله عليه وسلم – محمد ، وأبوه عبد الله ، فهذا حق، وجاءت به الأحاديث الصحيحة، وسيقع في آخر الزمان ، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح المسلمين، من إقامة العدل، ونشر الشريعة، وإزالة الظلم عن الناس، وجاء في الحديث أنها تملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا، في زمانه ، وأنه يخرج عند وجود فتنة بين الناس واختلاف على إثر موت الخليفة القائم ، فيبايعه أهل الإيمان والعدل بما يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة، وأنه من بيت النبوة.  
 
8- دخلت المستشفى وكنت بحاجة إلى دم، وحصَّلت الدم من إحدى بنات جيراني، هل يجوز أن أتزوج هذه الفتاة؟
أخذ الدم من أي امرأة لا يجعلها محرمة، لا يجعلها محرمة على آخذ الدم، لا، ليس الدم مثل الرضاع، فلك أن تأخذ من فلانة، أو فلانة، ولا تكون أماً لك ، ولا تكون محرماً لك، وهكذا إذا أخذت من زيد أو عمرو لا يكون أخاً لك ولا يكون أباً لك من الرضاع. فالحاصل أن الدم هذا ليس له شيء يجعله من جنس الرضاع، بل لا حرج في أخذ الدم عند الحاجة والضرورة إليه، ولا يكون محرما لك، ولا تحرم عليك بنت من أخذت دمه، ولا أخته، ولا غير ذلك، وهكذا المرآة إذا أخذت الدم منها لا تكون أماً لك، ولا تحرم عليك.  

396 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply