حلقة 96: حكم الانتماء إلى الطرق الصوفية - التحدث مع الرجال الأجانب للضرورة - الصلاة في الحرم بعد طواف الوداع - حكم التسمية بعبد النبي وعبد الحسين وغيرهما - حكم النداء بسيدي - حكم كشف الوجه لأخي الزوج

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

46 / 50 محاضرة

حلقة 96: حكم الانتماء إلى الطرق الصوفية - التحدث مع الرجال الأجانب للضرورة - الصلاة في الحرم بعد طواف الوداع - حكم التسمية بعبد النبي وعبد الحسين وغيرهما - حكم النداء بسيدي - حكم كشف الوجه لأخي الزوج

1- إن هنا بالسودان كثيرا من الطرق الدينية، مثل الطرق الصوفية، والإخوة المسلمين، وأنصار السنة، والإخوان الجمهوريون، وعدد أسماء كثيرة جداً، والزعيم محمود محمد طه، والذي يدعي بأن الصلاة رفعت عنه ، وأن اللحمة محرمة.. الخ. ذكر طرق عديدة ويقول: ما رأيكم في ذلك، وما هو موقفنا نحن، هل نقف مع إحدى هذه الطرق أم نقف منحازين ومنفردين؟

الطريق السوي هو طريق محمد - صلى الله عليه وسلم-، ليس هناك طريق سديد ولا صالح إلا طريق محمد - صلى الله عليه وسلم- هو الطريق السوي ، وهو الصراط المستقيم. أما الطرق التي أحدثها الصوفية أو أحدثها غيرهم مما يخالف شريعة الله فهذا لا يعول إليه ولا يلتف إليه؛ بل الطرق كلها مسدودة إلا الطريق التي بعث الله بها نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم- هو الطريق الصحيح، وهو الطريق الموصل إلى الله وإلى جنته وكرامته. أما الألقاب من يلقب أنصار السنة ، أو تلقيب الإخوان المسلمين أو جماعة المسلمين، أو جمعية كذا لا بأس بهذه الألقاب هذه الألقاب لا تضر، المهم العمل، إذا كانت الأعمال تخالف شريعة الله تمنع. وهكذا طُرق الصوفية، كل الطرق التي أحدثها الصوفية مما يخالف شرع الله كله منكر لا يجوز، وليس للصوفية ولا لغيرهم أن يحدثوا طريقا يسلكونها غير طريق محمد - صلى الله عليه وسلم- لا في الأذكار ولا في العبادات الأخرى، بل لابد أن يسلكوا طريق محمد - صلى الله عليه وسلم - طريق نبينا - عليه الصلاة والسلام-، ليس للناس طريق آخر، بل الواجب على جميع أهل الأرض أن يسلكوا طريق نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله - عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم- في أقوالهم وأعمالهم، وهو الطريق الذي قال الله فيه: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [(6) سورة الفاتحة]. وهو الذي قال الله فيه - جل وعلا-: وَإِنَّكَ – يعني يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم– : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّهِ [سورة الشورى(52) (53)]. هكذا قال الله - جل وعلا- في سورة الشورى. هذا طريق الله، وهو صراط الله الذي بعث الله به نبيه وخليله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- فالواجب على جميع أهل الأرض أن يأخذوا بهذا الطريق، وأن يستقيموا عليه ، وليس للصوفية ولا لغير الصوفية أبداً أن يحدثوا طريقا آخر لا في أذكارهم الصباحية ولا في المسائية ولا غير ذلك، ولا في استحضارهم شيوخهم عند صلاتهم ، لا، كل هذا منكر، ولكن إذا قامت الصلاة، أو في الأذكار يستحضر ربه، يكون في قلبه ربه - جل وعلا-، يستحضر عظمته وكبريائه، وأنه واقف بين يديه ، فيعظمه - جل وعلا-، ويخشاه، ويراقبه، ويكمل صلاته، ويكمل عبادته على خير وجه حسب ما جاء عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- هذا هو الواجب. أما كون بعض الجماعات تلقب نفسها بشيء علامة لها مثل أنصار السنة في السودان، أو في مصر فلا حرج في ذلك، إذا استقاموا الطريق، إذا سلكوا طريق نبينا - صلى الله عليه وسلم-، واستقاموا عليه، أو مثل الإخوان المسلمين لقبوا أنفسهم بهذا اصطلاحاً بينهم لا يضر، لكن بشرط أن يستقيموا على طريق محمد - صلى الله عليه وسلم-، وأن يسلكوه وأن يعظموه وأن يعتقدوا أن جميع المسلمين إخوانهم من أنصار السنة ، من جماعة المسلمين، من أي مكان ، لا يتحزبون لأصحابهم ، فيعادوا غيرهم من المسلمين، لا، بل يجب أن تكون هذه الألقاب غير مؤثرة في الأخوة الإسلامية، أما إذا أثرت فصار يرضى لحزبه، ويغضب لحزبه ، ويُقرب لحزبه، ويبعد من غير حزبه، ولو كانوا أفضل من حزبه ، ولو كانوا أهل إيمان وتقوى ، فهذا منكر هذا لا يجوز، هذا تفرق في الدين، والله - سبحانه وتعالى- يقول: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ [(103) سورة آل عمران]. فإذا كان التلقب بأنصار السنة، أو بالإخوان المسلمين، أو بكذا، أو بكذا يؤثر في الإخوة الإيمانية ، يؤثر في التعاون على البر والتقوى، هذا لا يجوز، فهم أخوة في الله ، يتعاونون على البر والتقوى، ويتناصحون مهما تنوعت ألقابهم. أما إذا أوجدوا لقباً يوالون عليه، ويعادون عليه، ويعتبرون من دخل فيه فهو وليهم، ومن لا، فلا، هذا لا يجوز.  
 
2- وضعتُ من زوجي وأطفالي في الحرم، مما اضطرني للتحدث مع الرجال للوصول لزوجي، ووصلت إلى مرحلة من اليأس والقنوط، وتمنيت في نفسي لو أن الله لا يحسب لي هذه الحجة وأعيدها في عام آخر، ثم جلست وفكرت وندمت واستغفرت ربي على ما كنت أهجس به، وصليت العشاء جماعة من غير وضوء بسبب القلق والاضطراب؟ أفيدوني ماذا يجب علي
عليك التوبة إلى الله والاستغفار مما جرى منك من الصلاة بغير وضوء ، ومن الدعوات التي لا تنبغي والتوبة تجب ما قبلها، وعليك قضاء الصلاة التي صليتها بغير وضوء عليك أن تقضيها بالطهارة الشرعية، والإنسان معرض للأخطار ، ومعرض للمعاصي ، لكن الله سبحانه من فضله جعل التوبة فتحاً عظيماً وخيراً كبيراً يمحو الله به الذنوب والسيئات ، فمن رحمة الله أن شرع التوبة ، فعليك التوبة والاستغفار والندم مما جرى منك مما يخالف أمر الله ، والله يتوب على التائبين. والتوبة معناها الإقلاع عن الذنوب التي فعلها فيقلع منها ويتركها تعظيما لله وخوفا منه - سبحانه وتعالى-، ويندم على ما مضى منه، يندم ندما صحيحا على ما مضى ، يحزن على ما مضى، ويعزم عزما صادقا أن لا يعود في الذنوب، هذه التوبة، وهناك أمر رابع إذا كان عنده مظالم للناس من شروط التوبة أنه يرد المظالم على أهلها من دماء أو أموال أو أعراض ، أو يستحلهم منها يقول سامحوني أبيحوني ، فإذا سامحوه سلم من شرها، وتمت التوبة، أو ردها عليهم، أعطاهم كان عند لهم دم مكنهم من القصاص، أو عنده مال أعطاهم مالهم، أو عرض قال أبيحوني فإن لم يتسر أنهم يبحونه، أو خاف إن أخبرهم بالعرض أن تكون هناك أمور أكبر خطراً ، فإنه يستغفر لهم، ويدعو لهم بقدر ما يظن أنه وفاهم حقهم، وهذه يكفي إن شاء الله.  
 
3- أعرفكم بأني حجيت في هذا العام، وفي اليوم الأخير ذهبت لأداء طواف الوداع، وبعد الطواف أذن العصر فصليت العصر بالحرم، وبعد ذلك ذهبت إلى مزدلفة فوجدت أحد زملائي لم يحضروا إلى السيارة، فأذن المغرب وصليت المغرب بمزدلفة، وبعد الصلاة سافرت من مزدلفة إلى الرياض، فما الحكم في ذلك؟
لا حرج في ذلك، إذا ودع الإنسان ثم صلَّى العصر أو صلَّى المغرب أو صلَّى العشاء أو صلَّى الفجر لا حرج في ذلك ، النبي - صلى الله عليه وسلم- ودع البيت آخر الليل، وصلَّى بالناس الفجر يوم أربعة عشر، ثم توجه إلى المدينة بعد الصلاة - عليه الصلاة والسلام-، وكذلك لو صلَّى ثم ذهب إلى إخوانه ورفقائه ووجدهم لم يتجهزوا، ينتظرون بعض أصحابهم وجلس معهم حتى حضر من حضر لا بأس كل هذه أعذارهم شرعية في التأخير، وهكذا لو مثلاً تأخر من أجل أن يأكل عشاء أو غداء، أو إصلاح سيارة ، أو التماس سائق، كل هذه الأمور معفو عنها لا تضر. ثم مزدلفة خارج مكة ، إذا وصل إلى مزدلفة فقد انتهى من مكة، لو بات فيها ما يضره، لأن منى ومزدلفة خارج مكة ، فلو أنه ودع وبات في منى أو في مزدلفة أو جلس طويلاً ما يضره هذا؛ لأنه خارج مكة، إنما الذي يوجب عليه العودة للطواف لو جلس في مكة، وأقام بين البنيان حتى طالت المدة فإنه يرجع ويودع إذا طال الأمر، أما المدة اليسيرة بأن ودع العصر ومشى بعد المغرب، أو بعد العشاء، أو ودع بعد العشاء ومشى في أثناء الليل ، أو طاف في أثناء الليل الوداع ثم مشى في آخر الليل أو بعد الفجر كل هذا فيه سعة إن شاء الله ولا يضر.  
 
4- نجد بعض الناس يسمون أولادهم مثل: عبد النبي وعبد الحسين، وهذه منتشرة كثيراً عندنا، فما رأي فضيلة العلماء، ورأي فضيلته وفقه الله وأمد في عمره في هذا؟
التعبيد لغير الله لا يجوز ، لا يجوز أن يقال عبد النبي ولا عبد علي، ولا عبد الحسين هذا منكر لا يجوز، إنما التسمية لله وحده، عبدالله، عبدالرحمن ، عبدالرحيم، عبدالملك، عبدالقدوس، هذا هو التعبيد، ولا يعبد لغير الله، قال ابن حزم أبو محمد المشهور: اتفق العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمر وعبد الكعبة وغير ذلك، ما عدا عبدالمطلب، فليس فيه اتفاق. فالمقصود أنه حكى اتفاق العلماء على تحريم هذا الشيء، فلا يجوز التعبيد لغير الله كائنا من كان، فلا يقال عبد الحسين ولا عبد عمر ، ولا عبد النبي ، ولا عبد الكعبة ، ولا أشباه ذلك، بل يجب التسمي بالتعبيد لله، أو بأسماء أخرى كصالح ومحمد وأحمد وزيد وخالد وبكر ، وأشباه ذلك.  
 
5- غير مسلمين، وغالبا ما نناديهم بكلمة (sir) باللغة الإنجليزية، وهذه الكلمة تعني سيدي بالعربي، فهل هذا يجوز؟
إذا كان معناها يا سيدي فالذي ينبغي تركها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له : أنت سيدنا قال: (السيد الله - تبارك وتعالى-). ولأن لفظ سيدي قد تسبب عظمة في نفسه وكبرياء، وقد تجره إلى كبرياء وغلو وتكبر ونحو ذلك. فالحاصل والأولى عدم نداء الأستاذ أو الأخ بسيدي، أو بما يدل على معناها، ولكن يقول: يا أبا فلان، يا فلان، بأسماء أخرى بألقاب أخرى التي يرتضيها ، وليس فيها غلو، أو بكنيته ، أو باسمه المعروف
 
6- اشتريت سيارة ديزل خمسة ركاب على أقساط، دفعت ألفين دينار عند استلام السيارة، وبقي ألفين أدفع كل شهر مائة دينار، وكان لي شريك قريب لي، فقلت قدام شريكي: إذا أن السيارة أوفت الأقساط سوف أذبح بقرة نذر، وأن السيارة أوفت الأقساط، وعندما أوفت الأقساط بعنا السيارة وطلبت من شريكي أن نوفي النذر، رفض ذلك، ما هو الحل عندكم، ولكم جزيل الشكر؟ هل أنا ملزم به لوحدي أم لا؟
هذا إذا كان قصد الالتزام بمعنى أنه إذا أوفى السيارة ، التزم بهذا نذر لله أنه يذبح ، وسمى ذبيحته بقرة ، إذا كان التزم بهذا فهو يلزمه وحده، وأما شريكه ما يلزمه ذلك إلا إذا التزم به، أما هو يلزمه؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (من نذر أن يطع الله فليطعه). فإذا أوفى الله الأقساط من كد السيارة، ومن الحاصل الذي حصل من السيارة فيذبحها ، إذا كان قال: إذا أوفت السيارة ذبحتها نذرا أو قال لله علي صدقة لله فيذبحها ويعطيها الفقراء، يقسمها بين الفقراء إلا إذا كان له نية أنه يقسمها بين الجيران أو بين أقاربه، أو له نية يذبحها في بيته ويدعو إليه الجيران أو الأقارب أو الأصحاب لا بأس له نيته، (الأعمال بالنيات). لكن إذا كان ما له نية فالبقرة تذبح، وتوزع بين الفقراء في بلده.  
 
7- هل الأذان والرجل لابس الحذاء مكروه أم حرام؟
الأذان والإنسان لابس لنعليه ليس فيه بأس، لا مكروه ولا حرام، بل جائز ، ولا بأس به ، يصلي في نعليه كيف في الأذان؟ الرسول صلَّى في نعليه - عليه الصلاة والسلام- ، والأذان غير الصلاة، فإذا كان جائز الصلاة في النعلين فالأذان من باب أولى. فالحاصل أنه لا حرج في ذلك.  
 
8- إنه محرم على أخ الزوج أن يكشف على زوجة أخيه، ولكن هذه الظاهرة منتشرة في بلادنا الجنوب ولا يقدر الأخ أن يمنع أخيه من مطالعة زوجته؛ لأنها عادة، إما أن يكون المنزل يسكنه هو وإخوانه ووالده ووالدته، وهذه عادة متصلة من الآباء والأجداد، وعادة قبلية، والرجاء من سماحتكم أن تدلونا إلى الطريق الصحيح؟
العادات التي تخالف الشرع يجب تركها الرسل - عليهم الصلاة والسلام- إنما عاداهم الناس بالعوائد، عادة الجاهلية يعبدون الأصنام يعبدون الأوثان يعبدون الأشجار والأحجار عادوا الرسل بهذا، فالعادات التي تخالف الشرع يجب تركها ولو كانت قديمة ، وليس للزوج أن يسمح لزوجته أن تكشف لأخيه أو لعمه أو لابن عمه ، لا، بل عليها التستر والحجاب، لأنها فتنة ، والوجه من أعظم الفتنة، فعليها التستر ولو كانت عادة، يجب الحجاب ويجب على أخ الزوج أن لا يرضى بهذا ، ما يرضى بالمعصية ، يجب عليه غض البصر ، وأن يساعد أخاه على تحجب المرأة وأن تتحجب عن أخيه وعن عمه وعن ابن عمه وعن خاله وابن خاله وهكذا زوج الأخت لا تكشف له أخت زوجته ، بل تتحجب عنه وهو لا ينظر إليها ، بل يغض البصر ولا يرضى بأن تكشف له، لأن المسلمين مأمورون بالتعاون على البر والتقوى ، مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالرجل ينهى زوجة أخيه أن تكشف له، ويغض بصره، والرجل ينهى أخت زوجته أن تكشف له ، ويغض بصره، ويتعاون معه على البر والتقوى، لا يفرح بالمعاصي ، ولا يطالب بأن تكشف له؛ لأن هذا من أسباب الفتن، ولو كانت عادات قديمة، فالعادات يعالجها الشرع، والشرع يحكمها ولا تحكم الشرع هي، بل الشرع هو الحاكم على الجميع في العادات وغير العادات - نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق-.  
 
9- متى تستحق الزكاة، وكم زكاة الفلوس العراقية إذا كان المبلغ ألفين ومائتين دينار عراقي؟
الزكاة ..... في العراق وفي غيره كلما جمع مال فيه ربع العشر، سواء من العراقي أو غيرها، فالألفان فيهما خمسون والألف فيه خمسة وعشرون ربع العشر زكاة، وإذا كان عنده مائة ألف من الدنانير فيها ربع العشر ألفين ونصف، وفي المليون خمسة وعشرون ألف، وهكذا. المقصود ربع العشر مما يمكله الإنسان من النقود سواء كان عراقية أو أردنية أو إنجليزية أو أمريكية أو غير ذلك، ربع العشر من الذهب أو الفضة. ويعطاها المستحق من يستحق الزكاة يعطاها الفقراء والمحاويج من المسلمين، والإنسان الذي عليه دين يعجز عن أدائه، غارم يعطى ما يسدد دينه، والمؤلف رئيس العشيرة، كبار القوم إذا كانوا فقراء أو ضعيف إسلامهم أو يخشى عليهم الردة يعطون ما يؤلفون به حتى يقوى إيمانهم ويقوى إسلامهم رؤساء العشائر ، كبار القوم الذي يرجع في قضيتهم قوة إيمانهم، وقوة إسلامهم ، يتعاونون.... مع المسلمين.  
 
10- إنني كنت اشتغل في شركة أجنبية ليس عراقية بتاريخ سنة (1972). يعني (92). وبعد انتهاء الشركة من علمها أخذوا بعض الأغراض الزائدة بإلقائها في منطقة تحت أشعة الشمس ومطر الشتاء، وإنني أخذت من ذلك الأغراض ، وبعد تقريب أربع سنوات جاءت شركة واشتغلت فيها، وذكرت تلك الأغراض وطلبوا مني شراءها لحاجتهم بها ، وبعتها بمبلغ مئة وخمسين ديناراً عراقياً ، وهل تعتبر حرام ؟ وكيف أتخلص منها ؟ لأني تبت إلى الله توبة نصوح إن شاء الله؟
إذا كانوا ألقوها راغبين عنها ما لهم فيها حاجة يريدون أن الناس يأخذوها فلا بأس، من أخذ منها شيء فلا حرج عليه، أما إن كانوا وضعوها ليرجعوا إليها، أو وكلوا عليها من يبيعها، أو ما أشبه ذلك، يعني ما تركوها رغبة عنها ولكن تركوها في المكان هذا ليتصرفوا فيها بأنفسهم، أو بوكلائهم ، فالذي أخذها منها يعيده إليهم، إلى وكلائهم، فإن كان ما وجد لهم وكلاء ، ولا حصل من يقوم مقامهم يتصدقوا بها على بعض الفقراء ويكفي.  

397 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply