حلقة 98: هل توجد سنة لصلاة العشاء - ما هي صلاة الشفع وصلاة الوتر، - ما هو القنوت، أي ما معنى القنوت - حساب الركعات بالأصابع أثناء الصلاة - هل توجد صلاة نافلة لكل يوم وليلة - حكم اختصار اسم الرسول نحو -صلعم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

48 / 50 محاضرة

حلقة 98: هل توجد سنة لصلاة العشاء - ما هي صلاة الشفع وصلاة الوتر، - ما هو القنوت، أي ما معنى القنوت - حساب الركعات بالأصابع أثناء الصلاة - هل توجد صلاة نافلة لكل يوم وليلة - حكم اختصار اسم الرسول نحو -صلعم

1- هل توجد سنة لصلاة العشاء، أي تؤدى قبل فرض العشاء ركعتين؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فإنه يشرع قبل كل صلاة ركعتان، قبل العشاء ، قبل المغرب ، قبل العصر، قبل الظهر ، قبل صلاة الفجر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب). ثم قال في الثالثة: (لمن شاء). فدل على سنية الصلاة قبل المغرب ركعتين. وكان الصحابة يصلون ركعتين قبل المغرب، يعني بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين، هذا هو الأفضل ، وهكذا العشاء إذا أذن المؤذن يصلي ركعتين لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة). بين الأذانين صلاة بيَّنها النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخل فيها العشاء. إذا أذن للعشاء شرع للجالسين في المسجد أو الوافدين أن يصلوا ركعتين سنة قبل العشاء، في حق المقيمين في المسجد ، وسنة لمن دخل تحية المسجد ، وفعل هذه السنة بين الأذانين ، يعني ما بين صارت بين الأذانين وبين كونه أدى التحية، وهكذا الظهر إذا كان جالسا في المسجد وأذن يقوم يصلي ركعتين، أو أربع ركعات وهو أفضل في الظهر، تقول عائشة - رضي الله عنها-: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يدع أربعاً قبل الظهر). بعد دخول الوقت يعني، أربع ركعات بتسليمتين، وهكذا قبل العصر أربع ركعات، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرئ صلى أربعا قبل العصر). وإن صلى ركعتين قبل العصر فحسن للحديث السابق : (بين كل أذانين صلاة). وإن جعلها أربعا فهو أفضل للحديث السابق أيضاً: (رحم الله امرئ صلَّّى أربعاً قبل العصر). فهذه سنن قبل هذه الصلوات ، قبل الظهر ثنتان، أو أربع وهو أفضل الأربع، قبل العصر أربع، وإن صلَّى ركعتين كفى أيضاً، قبل المغرب ركعتان، قبل العشاء ركعتان، كل هذه سنن ، قبل الفجر ركعتان أيضاً سنة راتبة قبل الفجر. المقدم: لكن الإقامة هل تعتبر أذان يا شيخ؟ الشيخ: نعم تسمى أذان؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة). سماها أذان - عليه الصلاة والسلام-. المقدم: إذا كانت تعتبر الإقامة أذان فالرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نقول مثلما يقول المؤذن، وطبعاً نقول مثلما يقول المقيم؟! لكن كثير من الناس إذا أقيمت الصلاة قال: اللهم أقمها وأدمها، أقامها الله وأدامها، ويأتون بغير إجابة المؤذن؟. الشيخ: الأفضل أن يجيبوا المقيم كالمؤذن، يكبرون معه يتشهدون معه، وإذا قال : حي على الصلاة يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا قال: قد قامت الصلاة، يقولون: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، مثله مثل المقيم ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، ثم يأتي بعد هذا بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي بعده بقوله: اللهم رب هذه الدعوة... كالأذان سواء، هذا هو الأفضل، أما قول بعض الناس : أقامها الله وأدمها، أو اللهم أقمها وأدمها، هذا لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء في حديث ضعيف لم يصح. فالسنة والأولى أن يفعلوا في الإقامة مثلما يفعلون في الأذان، سوءا بسواء، إلا عند الإقامة يقولون : قد قامت الصلاة، مثل المؤذن، مثلما يقول في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، مثل المؤذن سواء، والرسول - صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول). المقدم: كثير من الناس إذا سمع المؤذن في صلاة الفجر يقول: الصلاة خير من النوم، يقول: حقا الصلاة خير من النوم، فيزيد حقا مثلا؟ الشيخ : هذا ما لها أصل، بعضهم يقول صدق الله ورسوله، وبعضهم يقول صدقت وبررت ، والصواب أن يقولوا مثل المؤذن، سواء ، الصلاة خير من النوم، لا يزيد فيه، هذا هو الأفضل عملا بقوله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول).  
 
2- ما هي صلاة الشفع وصلاة الوتر، وكم عدد ركعات الوتر التي كان يصليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
الشفع معناها ركعتان، هذا الشفع، تسمى ركعتان شفع. والوتر واحدة، والسنة الإيتار بواحدة ، أو ثلاث، أو خمس ، أو سبع ، أو تسع أو إحدى عشرة ، أو ثلاث عشرة ، أو أكثر من ذلك، لكن الأفضل إحدى عشرة هذا هو الأفضل، لأن هذا في الغالب هو وتر النبي - صلى الله عليه وسلم-، كان في الغالب يواظب على إحدى عشرة ركعة - عليه الصلاة والسلام-، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع ، أو سبع، أو بأقل من ذلك، لكن كان غالب إيتاره - صلى الله عليه وسلم - يوتر بإحدى عشرة يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة - عليه الصلاة والسلام - هذا هو الأفضل، وإذا أوتر الإنسان بثلاث ، أو بخمس ، أو بسبع ، أو بتسع، فكله طيب. والوتر نافلة ليس بفرض على الصحيح، والذي عليه جمهور أهل العلم أنه سنة وليس بواجب، الوتر -التهجد في الليل -، وأقله واحدة، ركعة واحدة بعد العشاء بعد راتبة العشاء، هذا أقله، وإذا أوتر بثلاث أفضل، وبخمس أفضل، وبسبع أفضل، وهكذا..، لكن إذا بلغ إحدى عشرة فهو أفضل ، وإن زاد وأتى بثلاث عشرة أو بخمس عشرة أو بسبع عشرة أو بأكثر من هذا فلا بأس الأمر واسع، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن صلاة الليل قال: (مثنى، مثنى). ولم يحدد عددا، ثم قال: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلَّى). هذا يدلنا على أن الوتر يكون ركعة في آخر الصلاة، سواء كان في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل، يوتر بواحدة، وليس له حد محدود، فإذا أوتر بعشرين ركعة مع الوتر كما في التراويح ........ المنقولة عن عمر - رضي الله تعالى عنه - أوتر بثلاث عشرة أو بإحدى عشرة كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إيتاره في صلاة الليل، أو أوتر بسبع أو خمس أو ثلاث كل هذا لا بأس به ، وأقله واحدة في أول أو في آخره. المقدم: هي تسأل عن عدد ركعات الوتر التي كان يصليها الرسول وقد عرفناها من الجواب. الشيخ: إحدى عشرة ربما أوتر بأقل وربما أوتر بأكثر، ثلاث عشرة - صلى الله عليه وسلم-.  
 
3- ما هو القنوت، أي ما معنى القنوت؟
القنوت له معاني: منها: دوام الطاعة، ومنها : الخشوع، ومنها: السكوت. ولكن المراد بالقنوت في الوتر أن يأتي بدعوات بعد الوتر، علمها النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي، إذا رفع من الركوع في الركعة الأخيرة وهي التي يوتر بها: يقول بعد الركوع وبعد الذكر المشروع ربنا ولك الحمد إلى أخره يقول: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت). (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). هذا المشروع في قنوت الوتر سواء كان أوتر في أول الليل أو في وسط الليل أو أخره، وهذا علمه النبي - صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي، قال - صلى الله عليه وسلم – علمني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أقولهن في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيمن أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنه يقضى ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت). هذا نهاية خبر الحسن. وزاد في رواية أخرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في وتره: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). وإن زاد دعوات أخرى غير طويلة فلا بأس. 
 
4- حتى لا أنسى كم صليت أحسب بإصبعي، أي إذا صليت ركعة ضممت أصبعي في الركعة الأولى، وإذا صليت الثانية ضممت إصبعي الثاني من يدي، وهكذا حتى تنتهي الصلاة، هل ذلك جائز أم يعتبر من كثرة الحركات، التي تبطل أو تقدح في الصلاة؟
لا حرج في هذا، هذا شيء قليل وخفيف ليس بكثير، كونه يضم الإصبع الواحدة ، أو الإصبعين لا حرج فيه إن شاء الله ولا بأس إذا كانت تنسى لا حرج في ذلك، وليس هذا بعبث كثير، هذا شيء قليل لمصلحة الصلاة، فيكون مغتفرا ولا بأس به.   
 
5- هل توجد صلاة لكل يوم وليلة - أي نوافل - وهل كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يصليها؟
النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحافظ على ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته - عليه الصلاة والسلام - يحافظ عليها مع الصلوات اثنتي عشرة ركعة، أربع قبل الظهر، وثنين بعدها، وثنتين قبل صلاة الصبح، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، هذه اثنا عشرة ركعة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحافظ عليها - عليه الصلاة والسلام - في يومه وليلته. وصح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (من صلَّى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتا في الجنة). ثم بينها أربعاً قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، هذه ثنتا عشرة عشرة كان النبي - عليه الصلاة والسلام- يحافظ عليها في يومه وليلته مع الصلوات الخمس، مع الصلوات الأربع: الظهر والمغرب والعشاء والفجر، وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه حث على أربع قبل العصر، قال: (رحم الله امرئ من صلى أربعا قبل العصر). أما التي حافظ عليها - عليه الصلاة والسلام - في الحضر والإقامة فهي ثنتا عشرة ركعة كما تقدم، وهي أربع قبل الظهر، وثنتان بعدها ، وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح. والأفضل فعلها في البيت، هذا هو الأفضل، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة). وشرع للناس أيضاً - عليه الصلاة والسلام - التهجد والوتر كان يحافظ عليه، التهجد بالليل والوتر في الليل كان يحافظ عليه حتى في السفر مع سنة الفجر، كان يحافظ على هذا في السفر والحضر، الوتر في الليل وسنة الفجر قبل الفريضة ركعتين، كان يحافظ على ذلك سفراً وحضراً، أما سنة الظهر، وسنة المغرب وسنة العشاء، فكان يتركها في السفر - عليه الصلاة والسلام - ، ويأتي بها في الحضر. ومما شرعه - عليه الصلاة والسلام- للناس سنة الضحى ركعتان فأكثر، ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أوصى أبا هريرة وأوصى أبا الدرداء بسنة الضحى ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والإيتار قبل النوم، وكان أسباب ذلك - والله أعلم – أنهما يشتغلان بالحديث في أول الليل، فأوصاهما بالوتر أول الليل، أما من كان يطمع أن يقوم آخر الليل فالوتر في آخر أفضل، كما هو فعله - صلى الله عليه وسلم-، وكما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل). رواه مسلم في الصحيح. فالإيتار في آخر الليل أفضل لمن طمع في ذلك، وقدر عليه، أما من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فإنه يوتر في أول الليل، هذا هو الأفضل له. هذه الأشياء التي كان يحافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- ويدعو إليها - عليه الصلاة والسلام- بيناها في جواب السائلة ، فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الأشياء ، وأن يعتني بها كما اعتنى بها نبينا - صلى الله عليه وسلم-، وحافظ عليها - عليه الصلاة والسلام -، وحث عليها الأمة - اللهم صلي وسلم عليه تسليماً-. 
 
6- ما حكم اختصار اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل (صلعم)؟
ما ينبغي هذا، ينبغي لمن كتب اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أو نطق به أن يصلي صلاة كاملة ، يقول - صلى الله عليه وسلم-، ولا يقول: صلعم، ولا ص فقط، هذا كسل لا ينبغي، بل السنة والمشروع أن يكتب الصلاة صريحة ، فيقول- صلى الله عليه وسلم-، أو - عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الله قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أن جبريل أخبره أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن سلم علي واحدة سلم الله عليه بها عشراً. الحسنة بعشرة أمثالها، فلا ينبغي للمؤمن أن يكسل ، ولا للمؤمنة أن تكسل عند الكتابة ، أو عند النطق باسمه - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة والسلام عليه خطاً ولفظاً، أما الإشارة بالصاد أو بـ صلعم فهذا لا ينبغي.  
 
7- ما حكم القول: سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، تقول: وما معنى هذا الحديث عن عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه -: انطلقت في وفد بني عامر إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيدنا! فقال: (السيد الله - تبارك وتعالى-). وقلنا: وأفضلنا فضلاً ، وأعظمنا قولاً، فقال: (قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان) رواه أبو داود بسند جيد؟
الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام - بلا شك ، وبإجماع أهل العلم ؛ لأنه قال عليه الصلاة والسلام- : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر). فهو سيد ولد آدم وأفضلهم - عليه الصلاة والسلام - بما خصه الله من الرسالة العامة، والنبوة والعبودية الخاصة والفضل العظيم الكثير التي جاءت به الأحاديث ودل عليه القرآن الكريم، فهو أفضل عباد الله ، وهو سيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام - ولا بأس ولا حرج في أن يقول الإنسان : اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه هذا كله لا حرج فيه، إلا في المواضع التي شرع الله فيها تمحيض اسمه وعدم ذكر السيد فيها فإنه لا يأتي بالسيد فيها، مثل التحيات، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ لأنه لم يرد في هذا المقام ذكر السيد، فالأولى الاقتصار على ما جاء في النصوص، وهكذا في الأذان والإقامة، يقول: أشهد أن محمداً رسول الله، في الأذان وفي الإقامة، ولا يقول: أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، لا، لعدم وروده، فلما لم يرد في النصوص واستمر المسلمون على عدم ذكر السيد هنا في الصلاة في الأذان والإقامة الصحابة وغيرهم كلهم لم يحفظ عنهم أنهم قالوا في الأذان والإقامة : سيدنا محمد، بل يقول أشهد أن محمدا رسول الله، يقول المؤذن والمقيم ، وهكذا في الصلاة يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هذا هو الأفضل، أما في المواضع الأخرى مثل مقدمة الخطبة في الجمعة ، وفي الأعياد لا بأس، الأمر فيه موسع، أو الخطبة في المحاضرات والمؤلفات كل هذا لا بأس به ؛ لأنه حق ، لأنه سيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام -. وأما ما جاء في حديث عبد الله بن الشخير فقد قال العلماء فيه: أنه قال السيد الله - تبارك وتعالى-، من باب التواضع، ومن باب الخوف عليهم أن يغلوا فيه، ويطروه - عليه الصلاة والسلام - فيعقوا في الشرك، فخاف عليهم - صلى الله عليه وسلم - وقال: (السيد الله - تبارك وتعالى-). وهو حق، وهو سبحانه سيد الجميع، وهو الملك الأعظم، فالسيد هو الملك ، والحاكم فالله - جل وعلا - هو أحكم الحاكمين، وهو ملك الملوك - سبحانه وتعالى- فتسميته بالسيد لا محذور فيه، ولا إشكال فيه، فهو ملك الملوك ، وأولى باسم السيد وغيره - سبحانه وتعالى -، لكن هذا الاسم لا بأس أن يطلق على غيره ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سيد بني فلان؟). يسأل الصحابة. ويقول للعبد: فليقل: سيدي ومولاي. وقال في قصة سعد بن معاذ لما جاء من حكمه في بني قريظة قال: (قوموا إلى سيدكم - للصحابة- قوموا إلى سيدكم). وقال الحسن ابن ابنته، الحسن بن علي: (إني ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين). فحقق الله ما قال، وأصلح الله به بين أهل الشام والعراق، فهذا كله يدل على جواز إطلاق السيد على العالم والرئيس والملك وعليه - صلى الله عليه وسلم- أنه سيد ولد آدم. وأما قوله السيد الله - تبارك وتعالى- فهذا بيان أن من يسمع الرب السيد وأنه ينبغي لمن وجه وقيل له أنت سيدنا أو يقول يا سيدنا، أن يقول هذا الكلام تواضعا ، وخشية لله – سبحانه وتعالى -، وتعظيما له ، وتحذيرا للقائل من هذا الذي قاله لئلا يقع في الغلو والإطراء ، إذا قال: يا سيدنا فلان، أنت سيدنا، فيقول المقول له: لا، لا تقول لي هذا الكلام : (السيد الله). كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم- تحريضاً على التواضع، وخوفا من الكبر والخيلاء لمن قيل له ذلك، وخوفاً من الغلو أيضاً ، قد يغلو ثم دعاه من دون الله أو استغاث به أو عظمه تعظيما لا يليق إلا بالله فلهذا أنكره النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (السيد الله). وقال: (قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان). أي لا يجركم الشيطان إلى الشرك والغلو، هذا كله تواضع منه - صلى الله عليه وسلم- وتحذيرا للأمة من الغلو والإطراء الذي قد يوقع الأمة فيما حرم الله من الشرك الذي حرمه الله ووسائله. أيها السادة المستمعون إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا...   

433 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply