حلقة 107: حكم الإسراع في أداء الصلاة؟ - لمس الحائض للمصحف - حكم أكل لحم الغراب والهدد والمنيف - مس القبل والدبر وحكم ذلك في الوضوء - خروج الدم من المتوضئ

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

7 / 50 محاضرة

حلقة 107: حكم الإسراع في أداء الصلاة؟ - لمس الحائض للمصحف - حكم أكل لحم الغراب والهدد والمنيف - مس القبل والدبر وحكم ذلك في الوضوء - خروج الدم من المتوضئ

1- إني سريع الصلاة، أي أنني أقرأ سورة الفاتحة وباقي السور القصار بصورة سريعة، أو حركات الصلاة سريعة، هل هذا جائز أم لا؟

السنة للقارئ أن يرتل قراءته وأن لا يعجل فيها حتى يتدبر حتى يتعقل سواء كانت الفاتحة أو غير الفاتحة, فالسنة له التدبر, والتعقل, والترتيل, وعدم العجلة, كما قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً(المزمل: من الآية4), وقال- عز وجل-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (صّ:29), والسرعة التي يخل بسببها بحروف أو ببعض الآيات لا تجوز بل يجب عليه أن يركد وألا يعجل حتى يقرأ قراءة سليمة واضحة يتدبرها ويتعقلها, فإذا كان يسقط بعض الحروف ويغير بعض الحروف هذه قراءة لا تجوز بل يجب عليه أن يركد وأن يتأنى ويرتل حتى يؤدي الحروف والكلمات كاملة. وهكذا في الصلاة لا يجعل في الركوع, ولا في السجود, ولا في الجسلة بين السجدتين ولا في الوقوف بعد الركوع بل يتأنى ويطمئن هذا هو الواجب عليه الطمأنينة فرض لا بد منها, والنقر في الصلاة والعجلة فيها تبطلها, فنوصي السائل أن يطمئن في ركوعه ولا يعجل يقول: سبحان ربي العظيم، ويكررها ثلاثاً أو أكثر, ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، وإذا رفع من الركوع يطمئن وهو واقف يقول: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، هذا هو الأفضل له، أما الطمأنينة فلا بد منها لا بد أن يركد وهو قائم لا بد من الركود والاعتدال وعدم العجلة, ويقول ربنا ولك الحمد، هذا واجب، هذا القول ربنا ولك الحمد، هذا واجب،على الصحيح، وإذا كمل ذلك فقال: حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، ويكون هذا أكمل وأفضل، وقد جاء عن رسول - صلى الله عليه وسلم - زيادة في هذا: أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، فلا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وهذا من الكمال، وهكذا في السجود لا يعجل إذا سجد نزل على الأعضاء السبعة جبهته, وأنفه, وكفيه, وركبتيه, وأطراف قدميه, ويطمئن ولا يعجل حتى يرجع كل فقرة إلى مكانه, ويقول سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويدعو بما تيسر، فلا يعجل وكان النبي يدعو في سجوده ويقول: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، هذا دعاء مشروع وقال-عليه الصلاة والسلام-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، وقال: (أما السجود فيجتهد فيه من الدعاء، ..... يستجاب لكم)، فينبغي للمؤمن في سجوده ألا يعجل بل يجب عليه الطمأنينة والركود, وهذا ركن من أركان الصلاة لا بد منه، ومع هذا يشرع له أن يزيد في الطمأنينة وألا يعجل, وأن يدعو في سجوده, ويكرر سبحان ربي الأعلى, والواجب مرة سبحان ربي الأعلى لكن إذا كرر ذلك ثلاثاً أو خمساً كان أفضل أو سبعاً, والحاصل في هذا كله أن الواجب الطمأنينة وعدم العجلة, وبين السجدتين يطمئن أيضاً ولا يعجل ويعتدل بين السجدتين حتى يرجع كل فقرة إلى مكانه ويقول: ربي اغفر، رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي, وارحمني, واهدني, واجبرني، وارزقني وعافني، كل هذا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلم يتأسى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ويعمل كعمله -عليه الصلاة والسلام- ولا يعجل في هذه الأمور فإن الصلاة هي عمود الإسلام، الصلاة هير ركن عظيم وهي عمود الإسلام والطمأنينة فيها والركود أمر مفترض وركن من أركانها, فنوصي السائل أن يعتني بهذا الأمر, وأن يخاف الله ويراقبه, وأن يكمل صلاته بالطمأنينة وعدم العجلة, وهكذا قراءته يطمئن فيها ولا يعجل, ويركد ويرتل حتى يقرأ قراءة واضحة يعقلها, ويتدبرها ويستفيد منها، رزق الله الجميع التوفيق. سؤاله الثاني يقول: هل تجوز الصلاة في الظلام؟ نعم لا بأس إذا كان يصلي الإنسان في مكان مظلم لا بأس، كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يصلي في حجراته وليس فيها مصابيح.  
 
2- إنني طالبة، وفي درس القرآن إذا كنت لست طاهرة لا أقرأ ولا ألمسه، ولكن في دروس التفسير والفقه والتوحيد وغيره من الدروس التي تكثر بها الآيات القرآنية فأنا أقرأ وأكتب وأحل الأسئلة، فهل يجوز لي ذلك، وإذا كان لا يجوز فماذا أفعل إذا توقفت كل شهر عن المذاكرة وخاصة أيام الامتحان؟.
الصواب من أقوال العلماء أنه لا حرج في ذلك، أنه لا حرج على الحائض أن تقرأ والنفساء كذلك أما الجنب فلا، فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحجب شيء عن القرآن إلا الجنابة)، ولم يثبت أيضاً النهي عن قراءة الحائض للقرآن, والفرق بينهما أن الحائض مدتها تطول وهكذا النفساء، أما الجنب فمدته لا تطول، في إمكانه إذا فرغ من حاجته يغتسل ويقرأ ويصلي, أما الحائض فلها مدة لا تستطيع فيها الغسل حتى تنتهي الدورة حتى ينقطع الدم وترى الطهر، فهي محتاجة إلى أن تقرأ والنبي-صلى الله عليه وسلم- قال في حق الحائض في الحج: (افعلن ما يفعل الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري)، فهو نهاهن عن الطواف، لا تطوف حتى تطهر ولم يقل لها لا تقرئي، فدل ذلك على أنها لا بأس أن تقرأ القرآن, ولا بأس أن تقرأ كتب التفسير والآيات التي في كتب التفسير وهكذا الآيات في الكتب الأخرى من كتب الفقه, وكتب الحديث لا حرج في ذلك، لكن لا تمس المصحف، أما المصحف لا تمسه حتى تطهر, وإذا احتاجت يكن من وراء حائل، أو تمسه غيرها لها حتى تراجع ما أشكل عليها من الآيات أما أن تقرأ عن ظهر قلب فلا حرج في ذلك على الصحيح من أقوال العلماء كما تقدم.  
 
3- أفيدوني جزاكم الله خيرا عن لحم الغراب والهدهد ولحم المنيف -البرقية غير واضحة- يقول: هل هو حرام أم حلال هذه اللحوم؟ وإذا كان حرام فلماذا؟
الغراب نعم الغراب والهدهد، هذا لا يجوز..... ولا يحل والغراب يأكل الجيف ولهذا أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بقتله كالفأرة, والعقرب, والحية, والكلب العقور كل ذلك لا يجوز أكله ولحمه حرام, ولهذا النبي - صلى الله عليه وسلم – أمر بقتله لخبثه وضرره فدل على حرمته، وهكذا الهدهد منهي عن قتله فلا يجوز قتله ولا أكله. لكن الهدهد هل هناك علة للنهي عن أكله؛ لأنه إذا أحد أكله وسيلة إلى قتله والنبي نهى عن قتله، فلما نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن قتله دل على تحريم أكله؛ لأن حل أكله وسيلة إلى قتله. والغراب أمر بقتله لخبثه وضرره فلهذا حرم كالحية, والعقرب, وكالكلب العقور, وما أشبه ذلك، وأنواع الكلاب كلها محرمة على الصحيح من أقوال العلماء.   
 
4- مس القبل أو الدبر وما حكمه في الوضوء؟
من مس فرجه قبلاً كان أو دبراً انتقض وضوءه لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (من أفضى بيده إلى فرجه ليس دونهما حائل فقد وجب عليه الوضوء)، واللفظ الآخر: (من مس ذكره فليتوضأ)، فإذا مس الرجل فرجه دبرا أو قبلا انتقض وضوءه وهكذا المرأة.
 
5- خروج الدم من جرح في الجسم هل ينقض الوضوء؟
أما الدم القليل فلا يضر, والرعاف القليل لا يضر أما إذا كثر فالأحوط الوضوء؛ لأن فيه خلاف بين أهل العلم منهم من رأى النقض ومنهم من لم ير النقض، والآثار في هذا والأحاديث فيها بعض التعارض وليس في المقام حديث صحيح يدل على النقض؛ لكن من باب الاحتياط, ومن باب (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، إذا كثر فإنه يتحفظ من هذا الدم ويتوضأ هذا هو الأفضل والأحوط له خروجا من خلاف العلماء وعملاً بالنصوص كلها، أما إن كان الشيء قليلاً فيتعافى عنه نقطات قليلة من الرعاف والنقاط القليلة من الجرح, وهكذا أصل البثرة في العين وما قد يخرج من الأسنان بعض الأحيان عند السواك ونحوه كل هذا يعفى عنه ولا حرج فيه.  
 
6- يصاب رأسي بصداع أحياناً ويستمر، فلا أستطيع أن أصلي إلا صلاة بالإيماء، فلا أسجد بسبب هذا الصداع الذي لا أستطيع أن أسجد وأنا مصاب به، فما الحكم؟
الله –سبحانه- يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(التغابن: من الآية16)، ويقول-عز وجل-:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا(البقرة: من الآية286)، فمن أصيب في رأسه بمرض يشق عليه معه السجود في الأرض ويضره لا حرج عليه يومي إيماء ويكون إيماؤه في السجود أخف من الركوع ولا حرج عليه، يركع ويسجد بالإيماء, ولكن يكون سجوده أخفض من الركوع يركع في الهواء ويسجد في الهواء ولكن يكون سجوده أخفض من الركوع إذا كان يشق عليه مس الأرض بالسجود، والسجود على الأرض لمرض في رأسه أو غير ذلك من الأمراض التي تمنعه من السجود.  
 
7- نحن خمسة أخوة وأن عمتي قد أرضعت أخي الأكبر، وأن والدتي لم ترضع من أولادها أحد، وأنا أصغر إخوتي، فهل يجوز لي أن أتزوج من بنت عمتي؟
نعم لا حرج إنما تحرم بناتها على من رضع منها, وأما الأخوة الذين لم يرضعوا فإنهم لا يحرم عليهم أن يتزوجوا من بنات العمة؛ لأن الرضاعة يختص به الإرضاع فقط إذا كان بنات العمة إذا كن بنات العمة لم يرضعن من أمك أيها السائل ولا من أخواتك ولا من زوجة أبيك يعني لم يرضعن من امرأة تحرم عليك بنتها فلا حرج عليك، وكون أخيك الكبير رضع من عمتك لا يمنع تزويج البقية من بنات العمة.  
 
8- أنا متزوج منذ أربع سنوات، وأنا ساكن مع والدي في بيت واحد، ولكن زوجتي تحب المشاكل مع والدي ووالدتي وكل يوم وأنا أضربها، وبعض الأوقات أفكر أن أطلقها، ولكنني أحبها وهي تحبني، ولا أعرف أرضي والدي ووالدتي أم أرضي نفسي بحبها، حسب أن زوجتي لا تفهم ولا تقرأ شيء ،
ينبغي لك أن تستمر في نصيحتها وتحذيرها من المشاقاة لوالديك وإغضابهما؛ لأن برهما واجب, والواجب عليها أيضاً التأدب مع والديك ومخاطبتهما بالتي هي أحسن والذي يليق بهما وطاعتهما فيما يسبب قطع المشاكل وجمع الكلمة, وتبادل المحبة والتعاون، فأنت عليك أن تستمر في نصيحتها وتوجيهها إلى الخير مع الكلام مع والديك بأن تلاحظ حالها ويرفقا بها لعلها تستقيم ما دام تحبها وتحبك وليس بها مانع من البقاء مستقيمة في دينها فإنك تلاحظ ذلك وتعنتي بإصلاح الحال, وتوصيها بما يلزم ولا تعجل في الطلاق، لا تعجل في الطلاق لعل الله يهديها, أما إن استمرت في المشاكل مع والديك فطلاقها أولى وسوف يعوضك الله خيراً منها فإن من اتقى الله جعل له مخرجاً، والله سبحانه يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ(الطلاق: من الآية3)، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(الطلاق: من الآية4)، فالمرأة التي تؤذي الوالدين وتشق عليهما، إبعادها أولى، والتزوج بغيرها أولى، والله- سبحانه- سوف يعوض البار بوالديه خير مما فاته جزاءً له على إحسانه وبره لوالديه, ولكن الأولى عدم العجلة لعلها تهتدي, ولعلها تستقيم مع النصح والتوجيه إلى الخير, ولعل الوالدين يرفقان بها, ويصبران على بعض الأذى منها حتى تستقيم وحتى تصلح حالها. هدى الله الجميع إلى الصراط المستقيم.    

504 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply