حلقة 119: هل يطلقها لأنها سبت والديه - لبس الحلي والساعة للمرأة أثناء الحداد - إكرام المصحف - أخذ المال لمسابقة القرآن - حكم النرد - هل تشترط نية الإمامة - الأذكار خلف الصلاة - قول صدق الله العظيم - العدل بين أولاد

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 119: هل يطلقها لأنها سبت والديه - لبس الحلي والساعة للمرأة أثناء الحداد - إكرام المصحف - أخذ المال لمسابقة القرآن - حكم النرد - هل تشترط نية الإمامة - الأذكار خلف الصلاة - قول صدق الله العظيم - العدل بين أولاد

1- امرأة تحب عمل الخير ومؤمنة، وصائمة ومصلية، وحاجة إلى بيت الله الحرام، وقلبها لله -عز وجل-، وتحسن إلى الناس، ولكنها تستقبل الضيوف الرجال أثناء غياب الزوج، وتقوم بواجبهم على أكمل وجه، ولكن بقلب سليم ونية صافية، فهل هذا حرام؟ وهل يؤثر هذا على عملها، وعلى صلاتها، وصيامها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا العمل الذي ذكرته السائلة فيه تفصيل، فإن كانت المستقبلة للضيوف مستورة ومتحجبة وبعيدة عن أسباب الفتنة، ولا تخلو بأحد من الرجال فلا حرج عليها، أما إذا كان يتضمن ذلك خلوة بأحد من الرجال أو إبداء شيء من الزينة وأسباب الفتنة فهذا لا يجوز، لأن الأحكام تدور مع العلل، والمرأة مأمورة بالحجاب والتستر والبعد عن أسباب الفتنة، ومنهية عن الخلوة بالرجل الأجنبي، فإذا كان استقبال الضيوف على وجه لا يقدح في دينها ولا يضر دينها، لا خلوة ولا تكشف، فلا بأس في ذلك. 
 
2- ما حكم المرأة التي تعطي أهلها من بيت زوجها الشيء الكثير دون سابق علمه؟
ليس لها أن تعطي أهلها من مال زوجها إلا بإذنه هذه خيانة لا بد من إذنه، لا تتصرف في ماله إلا بإذنه، إلا ما جرت العادة من إخراجه الصدقة على الفقراء والمساكين، هذا لا بأس الشيء المعتاد، أما أن تعطي أهلها أو غير أهلها شيئاً لا تجر العادة فيه ولم يأذن فيه فلا. 
 
3- ما حكم المرأة أيضاً التي تسب أهل الزوج، وخاصةً والديه أمامه، هل يقوم بتطليقها؟
يلزمه أن ينصحها ويحذرها من هذا العمل، وله أن يؤدبها بشيء لا يضر، حتى ترجع عن هذا العمل وتدع هذا العمل، فإن هذا منكر وظلم، فليس لها سبه ولا يعجل بالطلاق، لا يعجل بالطلاق لكن يعالج الموضوع بالحكمة، بالنصيحة والتوجيه والتأديب المناسب لعلها ترتدع. 
 
4- ما حكم المرأة أيضاً التي تسب أهل الزوج، وخاصةً والديه أمامه، هل يقوم بتطليقها؟
يلزمه أن ينصحها ويحذرها من هذا العمل، وله أن يؤدبها بشيء لا يضر، حتى ترجع عن هذا العمل وتدع هذا العمل، فإن هذا منكر وظلم، فليس لها سبه ولا يعجل بالطلاق، لا يعجل بالطلاق لكن يعالج الموضوع بالحكمة، بالنصيحة والتوجيه والتأديب المناسب لعلها ترتدع. 
 
5- لنا مسجد جوار المقابر بحوالي خمسين متر، فأحد المصلين امتنع عن الصلاة في هذا المسجد نسبة للحديث الذي يقول: (لا تجعلوا مساجدكم مقابر)،
إذا كان المسجد في أرض ليس فيها قبور أو بينه وبين القبور فاصل طريق أو جدار فلا بأس فالحمد لله، المقابر لا تتخذ مساجد، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها)، فإذا كان خارجاً عن المقبرة، وليست قبلته بل بينه وبينها جدار أو طريق فلا حرج في ذلك. 
 
6- هل يحرم على المرأة التي في الحداد أن تلبس الساعة في يدها؟
تركها أحوط من باب الاحتياط، من باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، لأنها تشبه الحلي، لبس الساعة في اليد وهي في الإحداد تشبه الحلي فالأحوط لها تركها؛ لأنها تشبه .......، وأشباه ما يلبس في اليد من أسورة وغيرها. 
 
7-   هل من حرج على من أخذ مضجعه لينام، وجعل المصحف خلفه؟ أو كان يصلي وأثناء السجود تكون رجلاه منصوبتان أمام المصحف؟
لا يضر سواء رجلاه ممدودة قدام والمصحف أمامه أو عن يمينه وشماله لا يضر لكن لا يجعله خلفه، لأن هذا نوع من الاستهانة، إلا إذا كان في محلات مرفوعة من دواليب مرفوعة لا يضر ذلك، أما يتعمد بجعله خلفه في الأرض أو في دولاب أو في محل واطٍ خلفه فالأولى ترك ذلك، لكن عن يمينه أو شماله أو أمامه ولو مد رجله لا يضر. 
 
8- هل أخذ الأموال على الاشتراك في مسابقات القرآن الكريم فيه شيء محظور؟
المسابقة في القرآن فيها خير عظيم، فإذا أعطوا مساعدة في حفظ ما تيسر من القرآن أو في استنباط الأحكام وأخذ الفوائد فهذا من باب الأجرة من باب التشجيع وهذا لا بأس به، بل هو من باب الجعالة لا حرج في ذلك. 
 
9-   إذا مات المسلم وأدخل في القبر، فهل ترد عليه روحه؟ وهل يأتيه الإخوان أو إخوانه الموتى ويسألونه عن أحوال أهليهم وذويهم؟ أفيدونا بالتفصيل،
إذا وضع الميت في قبره ثبت في الأحاديث الصحيحة أنها ترد عليه روحه، ويأتيه ملكان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه هذا ثابت، أما اجتماعه بأهله فلا أصل له في الأحاديث الصحيحة، إنما الثابت أنه ترد عليه روحه حتى يُسأل، وهي حياة برزخية ليست من جنس حياة أهل الدنيا، بل هي حياة خاصة يعقل بها ويفهم ما يسأل عنه، فيثبت الله أهل الإيمان ويضل الله الظالمين. 
 
10- ما مدى صحة الحديث النبوي الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: (من لعب بالنرد فقد عصى الله -عز وجل-)، وما هو النرد؟
النرد آلة من آلات الملاهي، والحديث ثابت فقد عصى الله ورسوله، وفي بعض الروايات: (فكأنما صبغ يده في لحم خنـزير ودمه)، فهو لعبة لا أعرف تفصيلها؛ لكنه من آلات الملاهي. 
 
11- ما على من حاضت أثناء الصلاة، هل تقطع صلاتها وتقضيها بعد طهرها، أم تكمل صلاتها؟
ن نزل بها الحيض وهي تصلي تبطل صلاتها، مثل من خرج منه البول وهو يصلي تبطل صلاته، لكن الحائض ليس عليها قضاء، وإن قضت فلا بأس، ليس عليها قضاء الصلاة التي نزل الحيض عليها فيها، فإن قضتها بعد الطهر في حرج، وإن كان لا يلزمها ذلك، إلا إذا كانت أخرتها حتى ضاق الوقت، فإنها تقضيها، وإما إذا كانت ....... في وسط الوقت أو في أوله فلا تقضيها. 
 
12- إنه قبل ثلاثة أعوام حلف على زوجته بكلمة الحرام، بأنك لو فعلت كذا وكذا لن تسافري إلى أهلك، وقد فعلت ذلك الأمر، يقول: ولنسيان الحلف بالحرام فقد سافرنا إلى أهلها، وقد تكرر ذلك الأمر منها مرتين، وتكرر أيضاً مني الحلف بالحرام،
إذا كان السفر عن نسيان فلا شيء، يقول الرب -جل وعلا-: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286]، وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أن الله -جل وعلا- قد فعل)، فالناسي لا شيء عليهم، إذا قال: علي الحرام لا تسافرين في يوم كذا وسافرت نسيانا فلا شيء، أما إن كانت عمدا وأنت تقصد معها أنها تسافر وقلت: عليَّ الحرام، المقصود منعها لم تقصد تحريمها إنما قصدت المنع والتخويف، فهذا فيه كفارة اليمين تطعم عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فمن عجز صام ثلاثة أيام، إذا كان المقصود التخويف والمنع والتحذير. أما إذا كان المقصود تحريمها عليك إذا سافرت فإنه يجب عليك كفارة الظهار، وهي عتق رقبة فإن عجزت، تصوم شهرين متتابعين ستين يوما، فإن عجزت تطعم ستين مسكينا ثلاثين صاعاً تسعين كيلو كل صاع، كل فقير له نصف الصاع كيلو ونصف. أما إذا كان المقصود التحذير والتخويف قلت: عليَّ الحرام لا تسافرين بقصد التخويف والتهديد فهذا كفارة يمين، إذا فعلت المحلوفة عليه عامدة أما إن كانت ناسية فلا شيء عليك.   
 
13- هل لبس الملابس الضيقة بعض الشيء، مثلاً: يكون الصدر مفتوح، ويكون الكم قصير، وتلبس بين النساء، هل عليها إثم بهذا اللبس، وينطبق عليها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: (كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات)؟ وماذا نعمل بالملابس الموجودة لدينا؟
الكاسيات العاريات فسرن بأنهن يلبسن لباسا ضيقة ...... رقيقة أو قصيرة، ثياباً رقيقة لا تستر أو قصيرة لا تستر، أما ضيقة فلها شأن آخر؛ لأن الضيقة تبين حجم الأعضاء، ولكنها تستر. فالواجب أن تكون الملابس وسطاً لا واسعة تبين الأعضاء ولا ضيقة تبين حجم الأعضاء، ولكن وسط، هذا هو الواجب وهذا هو السنة، بأن تكون الملابس للرجل وللمرأة وسطا بين الضيق والواسع، لكن يجب أن تكون ساترة لعورتها ساترة من جهة الصفاقة المتانة ومن جهة أنها واهية ليست قصيرة، تسترها عن الرجال الأجانب، أما وجودها بين النساء إذا بان منها ساق أو رأس ما يضر بين النساء، لكن يجب أن تتحرى الثياب الساترة البعيدة عن أسباب الفتنة، حتى لا يراها خادم أو سائق أو غير ذلك من الأجانب، وبين النساء أسهل، إذا كان بين السرة والركبة مستور ولكن رأت المرأة من أختها الصدر أو العنق أو الرأس أو الشعر لا يضر؛ لأن العورة مع المرأة عورتها ما بين السرة والركبة، وهكذا بين المحارم، لكن سترها عند المحارم صدرها ورأسها يكون أكمل وأحوط.  
14- هل يجوز للمرأة أن تذهب إلى الخياط الرجالي بقصد خياطة الفساتين وهي مرتدية الحجاب الشرعي الكامل؟ فهل هي آثمة في ذلك؟ علماً بأن الخياط الرجالي أقل تكلفة من الخياط النسائي؟
لا حرج إذا سلمته الخياطة مع التستر لا حرج، لا يمسها ولا ينظر إليها، تعطيه شيء مفصل مضبوط لا حرج في ذلك، أما كونه يلبسها ويقيس عليها اللباس أو تكشف عن شيء من بدنها هذا لا يجوز. 
 
15- زوج وزوجة، الزوج فقير جداً والزوجة غنية، هل يجوز إعطاء زكاة أموالها لزوجها؟
فيه خلاف بين أهل العلم، والصواب أنه يجوز، لحديث ابن مسعود، لا بأس أن تعطي زكاتها لزوجها. 
 
16-  إذا قرأ الإنسان سورة قل هو الله أحد -سورة الإخلاص- ثلاث مرات كأنه قرأ القرآن، هل هذا صحيح، وما فضل هذه السورة
نعم صحيح، وهي تعدل ثلث القرآن بنص الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لكن من قرأ القرآن وكمله يكون أكمل من جهة تدبر القرآن والفائدة، ولكن بمنزلة إذا قرأها ثلاث مرات بمنـزلة الختمة من جهة الأجر، أما ما يتعلق بالفوائد والتدبر والتعقل فلا شك أن الذي يقرأ القرآن يكون له كمال آخر وفضل آخر لكثرة الفائدة. 
 
17- ذهبت إلى الجامع للصلاة وعند الانتهاء من الصلاة تذكرت بأن أحد أعضاء الوضوء لم أقم بغسله، فهل تجوز صلاتي؟
لا، عليك أن تعيد الوضوء وتعيد الصلاة إن كانت فريضة؛ لأنك لم تأت بوضوء صحيح، فالوضوء غير صحيح، فأنت صليت بلا وضوء. 
 
18- هل يشترط في الإمامة نية الإمامة في الصلاة؟
لا حرج في ذلك، وإن صلى وحده فلا بأس، وإن ائتم بمسبوق فجعله إماما له ليحصل فضل الجماعة فهذا حسن
 
19-    هل الأذكار بعد كل صلاة: كالتسبيح ثلاثة وثلاثين مرة، والتحميد ثلاثة وثلاثين مرة، والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ تكون مرتبطة بقراءة آية الكرسي، والإخلاص، والمعوذتين؟
سنة بعد السلام، إذا سلم استغفر ثلاثا، وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، يأتي بعدها، بلا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مرتين أو ثلاث مرات، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، ثبت من حديث النعمان بن بشير، وثبت من حديث المغيرة بن شعبة، ومن حديث ابن الزبير ومن حديث ثوبان أن النبي كان يأتي بهذا -عليه الصلاة والسلام- كان إذا سلم استغفر ثلاثا، وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثبت هذا من حديث ثوبان، ومن حديث ابن الزبير، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، وثبت في حديث المغيرة أنه كان عليه الصلاة والسلام إذا سلم يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، هذا كله يؤتى به قبل التسبيح والتحميد، ثم يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)، ثم يأتي بآية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .......الآية[البقرة: 255]، ثم يأتي بـقل هو الله أحد، والمعوذتين بعد ذلك، بعد كل صلاة، ويستحب أن يزيد في المغرب والفجر: التهليلات إلى عشر مع ما ذكر، يزيد عشر مرات: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير)، عشر مرات بعد المغرب وبعد الفجر. قبل أن يأتي بالتسبيح والتحميد إلخ. 
 
20-  من جهز ميتاً وهو عليه جنابة، فما الحكم في ذلك؟
لا حرج في ذلك والحمد لله. 
 
21- ما حكم تربيع اليدين في الصلاة؟
لم أفهم معنى التربيع، السنة في الصلاة أن تكون يداه على صدره، حال القيام، وفي الجلوس على فخذيه أو على ركبيته، بين السجدتين وفي التشهد، وعند السجود على الأرض يعتمد على كفيه على الأرض حيال منكبيه أو حيال أذنيه، وحال الرفع عند الركوع يرفعهما حيال منكبيه أو حيال أذنيه عند الرفع من الركوع، وعند التكبير للإحرام، وعند الركوع يرفع يديه حيال منكبيه أو حيال أذنيه، أما التربيع الذي سأله به هذا السائل فلا أعرف ما هو التربيع؟ لكن هذه الصفة التي فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
 
22- ما حكم الشرع في نظركم -سماحة الشيخ- في قول: (صدق الله العظيم) بعد تلاوة القرآن الكريم؟
ما أعرف لها أصل، هذا يفعله الناس، لكن لا أصل لهذا، تركه أولى وأحوط، لعدم الدليل عليه، لم يذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة أنهم كانوا يفعلون هذا إذا قرؤوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فيما بينهم.  
 
23- كيف أجد حلاوة الإيمان؟
من إقبالها على الله والعناية بالعبادة وإحضار القلب فيها وتذكر عظمة الله وإحسانه وتذكر الجنة والنار والموت، كل هذا من أسباب وجود حلاوة الإيمان، التلذذ بالمناجاة للرب، والتلذذ بالقراءة والدعاء عند استحضار عظمة الله، وعند استحضار ذهاب هذه الدنيا، وأن العبد صائر إلى ما قدم من خير أو شر، عند استحضار الإنسان هذه الأمور وعند استحضاره عظمة الله وأن الله يطلع عليه ويراقبه يحصل لها ما يحصل من الخشوع. 
 
24- ما هي الأسباب المعينة على قيام الليل؟
الأسباب التي تعين على قيام الليل كثيرة منها: تذكر الآخرة، وما للقيام من أجر عظيم، وأن الله أثنى عليهم -سبحانه وتعالى- في قوله -جل وعلا- في عباده الصالحين: كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات: 17-18]، وذكر عن عباد الرحمن وهم أولياء الله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[الفرقان: 64]، فإذا تذكر المؤمن والمؤمنة أعمال هؤلاء كان هذا من أسباب نشاطه في قيام الليل وخشوعه في قيام الليل مع تذكر ما له من الثواب عند الله والأجر العظيم ومضاعفة الحسنات. 
 
25- هل الموالد التي تقام للأولياء مثل: السيد البدوي، أو السيدة زينب، أو الإمام الحسين -رضي الله عنه-، أو الأضرحة التي بالقرى، أو الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك تدار الزفة في المدن والريف والنجوع، وتدق الطبول والدفوف والمزامير وعلى جميع الأشكال المخلة بالدين، وما تجلبه هذه التجمعات من صبية ورجال واختلاط، فما حكم الشرع في نظركم في هذا؟
هذه الأشياء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تجوز، الاحتفال بالموالد سواء مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو مولد البدوي أو الحسين أو غيرها كلها بدعة، لا يجوز الاحتفال بها، لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته -رضي الله عنهم- فهي من البدع، وما يقع فيها من آلات الملاهي والطبول واختلاط الرجال بالنساء منكر آخر، ومنكرات أخرى، كلها يجب منعها، فالواجب أن يسع الناس ما وسع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فيدعى للميت ويزار ليدعى له من غير احتفال بمولده، تزار القبور ويدعى لأهلها بالمغفرة والرحمة. أما أن يوجد احتفال بالسنة أو بغير السنة أو بالشهر أو بالسنتين بمولد فهذا كله منكر لا أصل له، بل هو من البدع التي أحدثها الناس، وهو من أسباب الشرك، فإن هذه الاحتفالات من أسباب الغلو في المحتفل به حتى يدعى من دون الله حتى يستغاث به، وربما تمسح الناس بقبره وطافوا به، فهي شر يجر إلى شرور كثيرة نسأل الله العافية. 
 
26- ما حكم الأب الذي لم يعدل بين أبنائه ثم يكتب الأرض التي يملكها باسم الزوجة حتى يحرم الابن الذي من زوجة أخرى من كل شيء فما هي الحقوق التي للابن الآخر المحروم تجاه والده وبماذا تنصحون الأب
الواجب على الأب العدل بين أولاده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، فالواجب عليه العدل بين الذكور والإناث، في قسمة الميراث لا يخص أحداً دون أحد، بل إذا أعطاهم، أعطاهم جميعاً كالميراث وإذا حرمهم حرمهم جميعاً أما يخص أحداً بعطية فلا يجوز أو يتحيل ويعطي أمه والقصد في الولد أو البنت فلا يجوز، أما إذا خص الزوجة بشيء ليس حيلة تقديراً لجهودها وأعمالها الطيبة فلا بأس، أما إذا كان ذلك تحيلاً كأن يكتب باسم الزوجة وهو قصده قد تواطأ معها أنه لا يكتب للولد فهذا لا يجوز فالحيل التي تحرم ما أحل الله أو تحل ما حرم الله كلها باطلة، نسأل الله العافية. شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم.... أيها الأخوة المستمعون الكرام نأتي إلى نهاية...   

585 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply