حلقة 344: حكم المجاهرة بالمعاصي - ما حكم التصرف في أموال الأيتام القصر للضروة - ما هو علاج من يشعر بالخوف والخجل من الناس - ما حكم الدَين - حكم شراء السلعة دين ثم بيعها على البائع نقدا - كيفية تعليم الأصم والأبكم أمور الدين
42 / 48 محاضرة
1- أخونا يشكو من أخٍ له ويقول: إنه يقترف بعض المعاصي، وقد نصحه كثيراً إلا أن الأمر آل به إلى المجاهرة، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه في هذا الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فإن الواجب على المسلمين فيما بينهم هو التناصح، والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق كما قال الله عز وجل في كتابه المبين: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وقال سبحانه: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة ، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه ورسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، هاتان الآيتان مع الحديث الشريف كلها تدل على وجوب التناصح والتعاون على الخير والتواصي بالحق، فإذا رأى المسلم من أخيه تكاسلاً عما أوجب الله، أو ارتكاباً لما حرم الله وجب نصحه، وجب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر حتى يصلح المجتمع، وحتى يظهر الخير وحتى يختفي الشر، كما قال سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) خرجه الإمام مسلم في صحيحه. فأنت أيها السائل مادمت نصحته ووجهته إلى الخير ولكنه ما زاده ذلك إلا إظهاراً للمعصية؛ فينبغي لك هجره وعدم اتخاذه صاحباً ولا صديقاً، وينبغي لك أن تشجع غيرك من الذين قد يؤثرون عليه وقد يحترمهم أكثر على نصيحته ودعوته إلى الله لعل الله ينفع بذلك، وإن رأيت أن الهجر يزيده شراً وأن اتصالك به أنفع له في دينه وأقل في شره فلا تهجره؛ لأن الهجر يقصد منه العلاج فهو دواء فإذا كان لا ينفع بل يزيد الداء داءً فأنت تعمل معه الأصلح من الاتصال به، وتكرار النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير اتخاذه صاحباً ولا صديقاً لعل الله ينفع بذلك، وهذا هو أحسن ما قيل في هذا من كلام أهل العلم رحمهم الله.
2- لدي مال لأبناء قُصَّر أيتام والمبلغ حوالي مائة ألف ريال، وحكمت علي الظروف في صرفه، فما هو العمل في موضوعي، علماً بأني في الوقت الحاضر لا أستطيع التسديد، أرشدوني
على كل حال قد أسأت في هذا، كان الواجب عليك أن تجعله في وجه من الوجه الذي ينميه، ولكن بدلاً من ذلك صرفته في حاجاتك هذا لا شك أنه منكر وغلط منك فعليك التوبة إلى الله، والرجوع إليه سبحانه وتعالى وعليك أن تبذل قصار جهدك في تحصيله ثم إخراجه من يدك إلى جهة تنميه إما بطريق المضاربة، وإما بشراء سلعة تبيعها إلى أجل ينفع هؤلاء القصر، وإما بأسباب أخرى تنمي هذا المال على وجه شرعي مأمون، وهذا هو الواجب عليك لعل الله يخلصك من هذا المال الذي بليت به. والأيتام أمانة وحقهم أمانة فالواجب على الوكيل والولي أن يتقي الله فيهم، وأن ينمي مالهم ويحرص على الطرق التي تسبب ربحه ونموه بدلاً من إتلافه أو صرفه في حاجاته، نسأل الله أن يعينك ويسهل أمرك ويمن عليك بالتوبة النصوح. موقفه مع هؤلاء الأيتام سماحة الشيخ هل يصارحهم؟ ليس هناك حاجة إلى المصارحة لأنهم قصر قد يضرهم هذا، وقد يؤذيهم لكن يجتهد فيما بينه وبين الله ولو بالاقتراض إذا تيسر، يقترض حتى يكون الدين لغيرهم، يعني لإنسان يطالب، أما هؤلاء فقُصَّر لا يعرفون المطالبة، وقد لا يبالي بهم، لكن إذا استلف اقترض من غيرهم فصاحب القرض قد يطالبه، قد يوجب له الجد والاجتهاد في طلب الرزق والحرص على أعمال يوفي منها. عندما يكون المرء ولياً على أيتام لعل هناك نصيحة شيخ عبد العزيز؟ النصيحة تقوى الله في ذلك وأن يصونهم ويحمي أموالهم ويربيهم التربية الشرعية، ويعلمهم ما ينفعهم وينهاهم عما يضرهم، ويجتهد في كل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ومن ذلك الحرص على تنمية أموالهم بالطرق الشرعية التي يستطيعها، أما بشراء عقار لهم يؤجر وينفعهم، وإما بجعل ذلك في يد ثقة ينمي هذا المال ويتجر فيه، وإما أن يساهم به في شيء مأمون أراضي أو غير ذلك حتى يحصل لهم بذلك الفائدة، المعنى أنه يجتهد في كل ما ينفعهم في الدين والدنيا ولا يقصر ولا يتساهل. إذاً لا يمد يديه على أموالهم والحمد لله والحالة هذه إلا لاستثمارها لهم؟ إلا ما ذكر الله إذا كان فقيراً يأكل بالمعروف، مثل ما قال جل وعلا في ذلك: (وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) يعني يأكل معهم بالمعروف بغير إجحاف.
3- يشعر بالخوف والخجل، ولا يستطيع مجالسة الناس ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه، وهل هناك أدعية تؤثر على هذه الحالة التي تنتابه ويعاني منها كثيراً - كما يقول -؟
نعم ، هذا من الشيطان فينبغي له أن يتعوذ بالله من الشيطان، وأن يستشعر أنه رجل مع الرجال، وأنه لا وجه لهذا الخوف، ولا وجه لهذا الخجل وهو رجل يجلس مع الرجال ويمشي مع الرجال، ويصلي مع الرجال ويتكلم مع الرجال ويعمل مع الرجال، فلا وجه لهذا الخجل ولا وجه لهذا الخوف ولكن مما يستعان به في ذلك :أن يتعوذ بالله بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباحاً ومساءً، وأن يقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات صباحاً ومساءً فإن هذا من أسباب أن الله يكفيه كل شر، ومن ذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وكذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ) إلى آخر السورة، قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد الصلوات مرةً بعد الظهر والعصر والعشاء وثلاث مرات بعد المغرب والفجر، كل هذا من أسباب السلامة وإزالة المخاوف.
4- المعروف حالياً أن الناس يأخذون من بعضهم أموالاً كقرضة، ويسمونها ديناً، وهي غير السلف، وسؤالي: هل الدين بالمفهوم الحالي حرام، وما هي الطريقة الإسلامية الشرعية لذلك،
ليس الدين حراماً إذا كان على الوجه الشرعي، وليس القرض حراماً إذا كان على الوجه الشرعي، ويسمى ديناً أيضاً قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)، فالله سبحانه أباح لعباده المؤمنين التداين، وأن يكتب ذلك الدين إلى أجل، فلا بأس بالمداينة ولا بأس بالاقتراض، والمداينة كأن تشتري من أخيك سلعة من أرض أو بيت أو دكان أو سيارة أو غير ذلك إلى أجل معلوم، لحاجتك إليها، لتسكن البيت لتزرع الأرض، لتستعمل السيارة أو لتستفيد منها تبيعها تستفيد منها، إلى غير ذلك من المقاصد، هذه تسمى مداينة إلى أجل مسمى هذا شيء لا حرج فيه، إذا كان المبيع مملوكاً للبائع وفي حوزة البائع؛ فإن هذا البيع يسمى بيعاً، ويسمى ديناً، ومن المداينة ما يسمونه بالسلم، وهو أن تأخذ من شخص دراهم معينة معجلة تشتري بها شيئاً من ذمتك كقهوة، سكر، رز، غير ذلك، تأخذ منه مثلاً عشرة آلاف ريال على أنك تعطيه، بكل ريال صاعاً من الحنطة، أو صاعاً من الأرز بعد سنة بعد سنتين بعد أشهر معينة هذا يسمى السلم ويسمى السلف وهو ما عجل ثمنه وأخر مثمنه، إذا كان معلوماً تامةً شروطه إلى أجل معلوم، أو سيارة قد علم موديلها وصفاتها الكاملة تبيعها عليه من ذمتك إلى أجل معلوم فتأخذ منه عشرة آلاف أو عشرين ألفاً على أنك تدفع له بعد سنة أو بعد سنتين سيارة صفتها كذا وصفتها كذا وموديلها كذا معروفة ليس فيها شبهة، أو آصعاً معلومة من الأرز أو من الحنطة أو من غير ذلك أو من القهوة أو من السكر إلى غير ذلك، شيء معلوم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وهم يسلفون الثمار سنة أو سنتين قال عليه الصلاة والسلام: (من أسلف فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم) هذا كله يسمى مداينة، ومنها القرض أيضاً كأن تقول لأخيك في الله أو لأخيك من النسب أو لابن عمك أو لصهرك أبي زوجتك أو أخي زوجتك أو غيرهم؛ تقول له: أقرضني كذا أقرضني ألف ريال، أقرضني عشرة آلاف ريال، قرضاً بدون فائدة، لله هذا يسمى ديناً ويسمى قرضاً فإذا أعطاك أخوك في الله، أو قريبك أو صهرك مطلوبك من المال فهذا يسمى قرضاً إذا كان من دون فائدة لمجرد الاحتساب، هذا يسمى قرضاً؛ لأنه إرفاق، ويسمى ديناً لأنه في الذمة، هذا لا حرج فيها ولا بأس فيه، لكن لو قال على أن تعطيني زيادة كذا وكذا صار ربا، لو قال نعم أنا أعطيك قرضاً عشرة آلاف لكن بشرط أن تعطيني في كل ألف عشرة أو مائة أو خمسين من أجل التأخير الذي يتأخر المال عندك هذا هو الربا المعروف لا يجوز، أو قال أنا أعطيك عشرة آلاف قرضاً لكن على أن تعطيني السيارة الفلانية أستعملها شهرين ثلاثة أكثر أقل في مقابل هذا القرض هذا لا يصلح؛ لأنه قرض بشرط، هذا لا يجوز، كذلك لو قال نعم أنا أعطيك عشرة آلاف أو مائة ألف قرضاً على أن تعطيني أرضك الفلانية أزرعها وأستفيد منها حتى تعطيني قرضي، حتى يستفيد من الأرض بدون أجر في مقابل هذه الأرض، أما إن استأجرها بأجرة المثل بدون شرط، استأجرها بالعادة بنصف الزرع بثلث الزرع بآصع معلومة، بدراهم معلومة كما يستأجرها الأجنبي من دون شرط بينكم، قد استأجرها بعد ذلك منك فلا بأس، لكن الله يعلم ما في القلوب إذا كانت من دون شرط وبالأجرة المعتادة التي يأخذها غيره.
5- الصور الموجودة في السوق -لعل سماحة الشيخ بلغه بعض منها- وهي: كأن يأتي إنسان محتاج إلى تاجر يبيع ويشتري في أقمشة أو في مواد غذائية أو نحو ذلك، ويقول: تشتري هذه البضاعة بمبلغ كذا وتسدد القيمة بعد عام بمبلغ كذا وكذا، بطبيعة الحال، المبلغ يكون زائداً، لكن ذلك المحتاج لا يستلم تلك البضاعة.
هذا ما يصلح هذا يسمونه التورق، ولكن يسيئون الاستعمال ويسمونه العامة الوعدة، ويسيئون الاستعمال يبيع المال وهو جالس ما يقبض وهكذا الآخر يبيعه وهكذا، لا، ما يصلح هذا، هذا التجارة الشرعية والمداينة الشرعية أن يشتري مالاً موجوداً عند البائع في حوزة البائع ثم يقبضه المشتري ويحوزه المشتري، ويتصرف فيه باستعماله إن كان أرضاً في استعمالها، إن كانت سيارة، بغير ذلك من أنواع الاستعمال، يقبضه، هذا هو الدين الشرعي، أما أن يشتري منه هذا المال الموجود المركوم، ثم يتركه ويبيعه عند البائع يبيعه على زيادة وعلى أمر هذا ما يجوز، هذا فيه الحديث في الصحيح (لا تبع ما ليس عندك) (لا يحل سلف وبيع ولا بيع ما ليس عندك).
6- إذا كان لدي أخٌ أصم وأبكم، وهو لا يسمع ولا يتكلم كما هو معلوم، وطبعاً لا يعرف شيئاً عن الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة، ولا يعرف شيئاً عن أحكام الإسلام، ولا يعرف شيئاً من القرآن، كيف يكون التوجيه والحالة هذه؟
هذا لا بد يعني يفعل معه ما يعلم به عقله، من إشارة إذا كان يبصر، إذا حضر الناس وقت الصلاة حتى ينظر أعمالهم، ويكتب له إن كان يكتب، يعلم الكتابة لعله يستفيد من الكتابة حتى يعرف عقله أنه يعي ويفهم، فإذا كان يعي ويفهم بالكتابة والإشارة فهو مكلف بحسب ما وصل إلى علمه، إذا كان لا ينطق ولا يسمع، فقد يفهم بالإشارة أو بالكتابة إن تيسرت الكتابة حتى يعمل بما أوجب الله ويترك ما حرم الله من طريق الكتابة، أو من طريق الإشارة هذا إذا كان يعقل أما إذا كان ما يعقل ظهر من حاله أنه لا يعقل فلا حرج عليه لأنه غير مكلف (رفع القلم عن ثلاثة منهم الصغير حتى يبلغ والمعتوه حتى يفيق) فإذا كان معتوهاً لا عقل له فلا شيء عليه. إذاً يكفي في مثل هذا التقليد يعلمونه التقليد وهو كافي؟ يعلمونه حسب الإمكان بالمكاتبة بالإشارة، بالشيء الذي يستطيعون وقد يعوضه الله فهماً عظيماً بالإشارات، إذا فقد حاسة السمع وحاسة الكلام قد يعوض بإذن الله هذا مشاهد معروف، أولئك الذين يبتلون بهذا عندهم فهم عظيم للإشارات، ونحن نعرف من هذا أناساً يعملون ويكدحون ويحصلون أموالاً بالإشارة، ويصلون مع الناس ويصومون مع الناس وهم من خيرة الناس كله بالإشارة أو بالكتابة.
7- رجل قال لزوجته، أنت مثل أختي، وهو لا يقصد في ذلك عدم المعاشرة الزوجية، هل يخرج بدل الإطعام نقداً، أم لا؟
هذا يختلف بحسب نيته، إن كان قال لزوجته أنت مثل أختي أو مثل أمي من باب الاحترام، من باب الإكرام، من باب التقدير لها هذا ليس بحرام وليس عليه شيء لكن ترك هذا أولى، ينبغي تركه لأنه يوهم، ينبغي أن لا يستعمل هذا معها أما إن كان أراد تحريمها أنها محرمة مثل أخته أو أنها محرمة كأمه أو كبنته فهذا هو الظهار المعروف وعليك كفارة الظهار، وهي مرتبة بنص القرآن أولاً عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً ما هي نقود، ستين مسكين طعام يعشيهم أو يغديهم أو يدفع لهم طعاماً نيئاً نصف صاع لكل واحد ثلاثين صاعاً من الحنطة من البر من الشعير من قوت البلد، من التمر، ويكفي ذلك حتى يمسها بعد ذلك يعني لا يمسها حتى يدفع عليه الكفارة أما النقود فلا تصلح. النقد في هذا لا يصلح؟ لا يصلح خلاف النص.
8- إنني فتى في السابعة عشرة أؤدي ولله الحمد ما افترضه الله جل وعلى على عباده من أركان الإسلام وواجباته، وأجاهد نفسي على جعلها في أتم صورة، إلا إن في نفسي شعوراً أحس من خلاله أني أرتكب معصية موبقة، وأيضاً توقعني في عذاب الله وسخطه، وقد ارتكبته من حيث لا أشعر وأحس أنني مثل عبد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أصابه سهم من الكفار، وبعد خيبر فقال المسلمون هنيئاً له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها من المغانم يوم خيبر لم تصبها القسمة لتشتعل عليه ناراً). خلاصة الأمر: أنني في معصية ولا أعرفها، أرجو إجابتي نحو هذا الشعور، هل هو دليل خير وتقوى أم دليل على غير ذلك، وأرجو التعليق على هذا؟
هذا من الدلائل على شدة خوفك من الله عز وجل، وتعظيمك لحرماته فأنت على خير إن شاء الله، وعليك أن تبتعد عن هذا الخوف الذي لا وجه له؛ لأنه من الشيطان ليتعبك ويغلقك ويضيق عليك حياتك، فاعرف أنه من عدو الله لما رأى منك المحبة للخير ورأى منك الغيرة لله، ورأى منك المبادرة للخيرات أراد أن يتعبك، فاعصه وابتعد عما أراده منك، واطمئن إلى ربك واعلم أن التوبة كافية، وإن كان الذنب أعظم من كل عظيم فتوبة الله فوق ذلك، وليس هناك ذنب عظيم أعظم من الشرك والمشرك متى تاب تاب الله عليه وغفر له، فأنت عليك بالتوبة مما قد علمت أنك فعلته، وبعد التوبة ينتهي كل شيء، ولا ينبغي لك أن توسوس أو تطيع عدو الله في هذا الخجل أو في هذا الخوف الذي قد يضرك، ولكن تعلم أنك بحمد لله قد فزت فوزاً عظيماً بالتوبة الصادقة النصوح كما قال المولى سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) وهناك آية أعظم في المعنى وهي: أن العبد متى تاب وأتبع التوبة بالإيمان والعمل الصالح أبدل الله تلك السيئة حسنة، جعل مكان كل سيئة حسنة، كما قال سبحانه في سورة الفرقان: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا فأخبر سبحانه أنه يبدل سيئات هؤلاء حسنات بسبب توبتهم الصادقة وإيمانهم وعملهم الصالح، فأنت بذكرك ذنبك الذي أشرت إليه، وتوبتك منه من متابعة ما جرى منك من الأعمال الصالحة وبالإيمان والتصديق والرغبة بما عند الله، الله سبحانه يبدلك بدل السيئة حسنة، وهكذا جميع السيئات يتوب منها العبد ويتبعها من الإيمان والعمل الصالح، الله يبدلها له سبحانه، فضلاً منه وإحساناً. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام...
427 مشاهدة
-
1 حلقة 301: الصلاة من الوضوء حتى التسليم
-
2 حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده
-
3 حلقة 303: هل تضاعف الحسنات والسيئات في مكة - حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم - معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله - عقيدة أهل السنة والجماعة - حكم تهريب السلعة وبيعها - حكم النذر وكيفية الوفاء به - صحة حديث أين ماتوا فادفنوهم
-
4 حلقة 304: حكم الحج عن الشيخ المسن - هل الحج يجب على الفور أم على التراخي - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - صفة حجاب المرأة - شروط حجاب المرأة - حكم الصلاة خلف حالق اللحية - هل يجوز للمرأة أن تذبح الذبيحة - حكم الحناء للرجال - طلاء المرأة للأظافر
-
5 حلقة 305: خروج المرأة مع السائق - صبغ اللحية باللون الأسود و الأخضر - حكم تسرب بعض الأطعمة في مجاري المطبخ - حكم كتابة لا إله إلا الله في العملة - حكم النوم على البطن - حكم قتل العنكبوت وهدم بيوته - سماع الغناء في الأفراح وحفلات الأعياد
-
6 حلقة 306: ما صحة ما جاء في كتاب ضياء الصالحين - من قرأ الإنجيل هل يخرج من الإسلام - امرأة تقول أنها تسرح بروحها كل خميس - الاحتفال بالمولد النبوي - المرأة إذا تزوجت برجلين فلمن تكون في الآخرة
-
7 حلقة 307: هل الموسيقى هدوء نفسي وما حكم الشرع - هل تجزئ العمرة في رمضان عن الحج - حكم العمرة عمن يستطيع أن يعتمر بنفسه - حكم مشاهدة النساء في الفيديو - حكم مساواة اللحية بالتقصير - قراءة الآيات من أجل الترويح على النفس هل يصح
-
8 حلقة 308: صحة حديث من رآني فقد رآني حقا وحديث من رآني حرم على النار - رؤيا الرسول في المنام هل تعتبر بشارة - هل يصح الحج من شخص عمره ثلاثون عاما - رجل يبلغ من العمر سبعون عاما ولم يصل فما حكمه - صحة قول أن الرسول سيتزوج مريم العذراء
-
9 حلقة 309: زواج الولد ممن لا يرضاه - هل يلزم استشارة الأولاد الصغار في الحج عن أبيهم - زكاة الأموال التي عند الآخرين - حكم زكاة الذهب الملبوس - حكم زكاة الحلي اللملبوس - توليد الرجل الطبيب للمرأة هل يجوز - إطالة الأظافر وترك الأوساخ فيها
-
10 حلقة 310: صيام الست من شوال متفرقة - الذبح عند برك سليمان بن داود في الأردن ما حكمه - كيف يكون قضاء الصلاة الفائتة - صلاة المسبوق في الجهرية - الصلاة خلف صوفي لا يضم ولا يدلي بيديه قبل ركبتيه - الاستماع للأغاني
-
11 حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة
-
12 حلقة 313: التحجب من الخادمة المسيحية - معنى مائلات مميلات - صحة هذا الحديث أنا شجرة وعلي ساقها، وفاطمة فروعها، والحسن والحسين ثمارها - بدع الطريقة الختمية
-
13 حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء
-
14 حلقة 316: المؤتمر في أمريكا عن بعض المنتجات التي تحوي شحم الخنزير - وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز - صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس - توجيه الطالبات الصغار بأداء الصلاة صحيحة - احتوى بعض العطور على شيء من الكحول
-
15 حلقة 317: مسائل في الطلاق - العناية بالخادمات - حكم تغطية المرأة رجليها في الصلاة - ضرب الطالبات لغرض التعليم - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء - حكم الوشم - حكم مشاركة المسلمين للمسيحيين في عيد الميلاد - ترك منى عند منتصف الليل
-
16 حلقة 318: حكم تارك الصلاة - معاملة قاطع الصلاة - الزاوج بمن لا تصلي - واجب أولياء الأمور أمر أهليهم بالصلاة - حكم الحجاب
-
17 حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء
-
18 حلقة 320: معنى شهادة أن لا إله إلا الله - حكم الأخذ ببعض الأحكام وترك البعض الآخر - ارتكاب المعاصي هل تؤثر على الركن الأول من أركان الإسلام - هل يكفي النطق والاعتقاد بأن لا إله إلا الله أم أن هناك أشياء أخرى
-
19 حلقة 321: حكم اتخاذ مكان واحد في المسجد للصلاة فيه - حكم من يصلي بالناس وليس على رأسه غطاء - حكم تمطيط الأذان - حكم اشتراط بيوت الأفراح في الزواج - حكم من يأتي الكهنة والمنجمين - رجل خطب بالناس وصلى بهم رجل آخر
-
20 حلقة 322: علاج مرض الخوف - حكم استخدام الرجال للذهب لأجل العلاج - خوف الناس من السحر والجن - السحر له تأثير - ما هي الآيات التي تدفع السحر
-
21 حلقة 323: كيف يتم تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية - هل الأرزاق متعلقة بالعبادة - هل إحياء الأموات في القبر هو مثل إحياءهم في الدنيا - التصدق على من كان يذبح لغير الله
-
22 حلقة 324: حكم تارك الصلاة - شرح حديث الجمعة إلى الجمعة - بعض الكبائر - صحة حديث ليلة الأسرى - حكم من صلى بالناس جماعة وفيه جرح - من لم يستطع الغسل للحدث الأكبر هل يتيمم - حكم الاستمرار مع امرأة غير طائعة لربها
-
23 حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة
-
24 حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر
-
25 حلقة 327: للمبتوتة والحامل والمتوفى عنها زوجها سكن ونفقة في مدة العدة - الطلاق في الحيض - التغالي في المهور - طريقة ذبح الإبل - استبدال قلب الإنسان بقلب صناعي - آدب ليلة الزفاف - قوم يأجوج ومأجوج
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد