حلقة 411: المشروع للمؤمن الحذر من المجالس التي فيها الجدل والخصام - حكم احتكار المؤلف لكتابه الذي ألفه - يجب أن يتعلم المؤمن ما يجب عليه وما يحرم عليه - نصيحة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كلمة بمناسبة قرب الإمتحانات

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 411: المشروع للمؤمن الحذر من المجالس التي فيها الجدل والخصام - حكم احتكار المؤلف لكتابه الذي ألفه - يجب أن يتعلم المؤمن ما يجب عليه وما يحرم عليه - نصيحة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كلمة بمناسبة قرب الإمتحانات

1- يكثر في بعض مجالس الناس الجدل العقيم, والكلام في قضايا لا تعنيهم, فما الذي ينبغي عمله في مثل هذه المناسبات وهذه الاجتماعات؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: المشروع للمؤمن الحذر من المجالس التي فيها الجدل والخصام والمراء من دون فائدة، لا يحضرها ولا يشارك فيها، لأنها تفضي إلى الباطل أو إلى الكذب وتؤدي إلى القول بغير علم، أما المجالس التي فيها ذكر الله وفيها الدعوة إلى الخير وفيها البحث العلمي والتفقه في الدين، هذه مجالس طيبة، أما مجالس الجدل والنـزاع والخصومات فينبغي الحذر منها وعدم المشاركة فيها.  
 
2- هل للمؤلف أن يحتكر الكتاب المؤلف الذي ألفه, وهل يدخل هذا في كتم العلم؟
إذا كان المؤلف قد اقتنع بأن كتابه مفيد وأنه قد أدى فيه الواجب فلا يجوز له عدم نشره بين الناس، ولا احتكاره، بل ينشره بين الناس للنصح لله، ولعباده أما إذا كان عنده شك وعنده تردد حتى ما بقي عنده تردد فله أن يمنعه حتى يجزم بالشيء وحتى يزول عنه الإشكال وحتى يطمئن إلى أن ما قاله صواب وحق، لأن العلم يجب نشره بين الناس، ويجب تعميمه، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم، إذا كان عنده علم وبصيرة واقتنع بأن هذا مما شرعه الله، ومما دل عليه الكتاب أو السنة الصحيحة، فلا يكتم ولا يحتكر ولا يحتجز شيئاً بل يبثه بين الناس وينشره بين الناس رجاء أن ينفع الله به العباد
 
3- سماحة الشيخ هل هناك قدر من العلم يقف عنده المسلم حتى يتعرف على دينه؟
نعم، يلزمه أن يتعلم ما يجب عليه وما يحرم عليه والبقية سنة، يلزمه أن يتعلم ما لا يسعه جهله، يعني ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، حتى يعبد ربه على بصيرة، لأن الله يقول: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، وهذه العبادة التي خلقوا لها لا بد أن يعرفوها، حتى يؤدوها، ولا طريق إلى معرفتها إلا بالله ثم بالعلم النافع، بالنظر في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وسؤال أهل العلم كما قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة أن يتعلم ما لا يسعه جهله، ويتفقه في الدين حتى يعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، وحتى يعبد الله على بصيرة، فهو مخلوق للعبادة مأمور بها، فلا بد أن يتعلم هذه العبادة التي هو مخلوق لها، وذلك بمراجعته للقرآن العظيم، والسنة المطهرة، وسؤال أهل العلم عما أشكل عليه.  
 
4- عطل البعض من الناس فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, بل وجد من يخذّل من يقوم بهذا العمل, هل لكم توجيه ونصيحة حول أهمية هذا الفرض؟
نعم، هذه الفريضة من أهم الواجبات، الله سبحانه أوجب على أهل الإيمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعل ذلك من أسباب صلاح الجميع، قال تعالى:والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فجعله من إيمانهم كالصلاة والزكاة، قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وقد توعد بني إسرائيل ولعنهم على عدم تناهيهم عن المنكر، فقال سبحانه: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم)، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)، نسأل الله العافية، ويقول جل وعلا: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يعني فرض كفاية، إذا قام به المعين يكفي وسقط عن الباقين، إذا كان في قرية أو في قبيلة أو في هجرة أو في أي محل وقام بهذا الواجب بما يكفي صار في حق الباقين سنة من باب التعاون على البر والتقوى؛ لأن المقصود حصل،هذا قام به نهاهم فانتهوا إذا نهاهم عن منكر فانتهوا حصل المطلوب.  
 
5- طالب العلم المبتدئ ما هو أفضل له: أن يلتزم شيخاً واحداً، أم يأخذ أكثر من شيخ؟
لا أعلم في هذا شيئاً منصوصاً، لكن طالب العلم يتحرى من هو أقرب إلى أن يفهم كلامه، ومن هو أعرف بالدين وأعلم باشتهاره بين المسلمين بأنه صاحب سنة وصاحب بصيرة وصاحب علم، يتحرى من العلماء من يظهر بين المسلمين ويشتهر بين المسلمين علمه وفضله واتباعه السنة حتى يستفيد من علمه ويستفيد من توجيهاته، ولا يقتصر على واحد، إذا عرف أن هذا وهذا من أهل السنة وأنهم علماء حق، فالحمد لله إذا أخذ عن هذا وعن هذا فقد يكون أخذه عن زيد أنفع له من عمرو، وقد يكون من عمرو أنفع له من زيد، يعني يتحرى، ويستفيد من الجميع من زيد ومن عمرو، يعني يدعو من علماء وقته وعلماء بلده فقد يستفيد من هذا دون هذا، وقد يكون هذا أحسن بياناً من الآخر، فلا يقتصر على واحد، ما أنهم أهل سنة وأهل خير سمعتهم طيبة، معروفون بالعقيدة الطيبة والسمعة الحسنة والعلم يأخذ منهم، لا بأس أن يحضر لهذا ويحضر لهذا، لا بأس أن يستفيد من هذا، كله طيب، وهذا من باب الحيطة للدين وأن يسمع من هذا ومن هذا من أهل السنة والجماعة حتى لا يفوته شيء مما يجب عليه فإن بعض الأساتذة قد يفوته بعض الشيء، قد يشغل عن بعض المسائل، فإذا استفاد من هذا وهذا وكلهم من أهل السنة، فهذا أكمل وأحسن.  
 
6- ما رأي سماحتكم لو وجد موسوعة فقهية شاملة على المذاهب الأربعة، هل تفي بغرض المتعلم -يا سماحة الشيخ-؟
يوجد موسوعات لكن ما كل موسوعة تكفي، لا بد يحتاج إلى الدليل لأن الموسوعات قد يكون فيها الدليل كافياً وقد لا يكفي، فإذا وجد موسوعة فيها إقامة الدليل واستفاد منها كان خيراً عظيم، المقصود أنه لا يكتفي بموسوعة أو كتاب حتى يقتنع بوجود النص الكافي،إذا كان من أهل العلم، أما إذا كان من العامة يسأل أهل العلم، لكن طالب العلم يعتني يطالع الكتاب الفلاني والفلاني، حتى تتم الفائدة ولا يكتفي بموسوعة ألفها فلان أو فلان، قد يكون قصر في الأدلة، قد يكون تساهل في الأدلة، فطالب العلم يعتني يراجع مثل صحيح البخاري، صحيح مسلم السنن الأربع ومسند أحمد حتى يقف على السند الصحيح الذي تبرأ به الذمة، وإذا كان صاحب الموسوعة قد بسط الكلام وأوضح الأدلة الشرعية فهذا لا بأس، إذا اقتنع.   
 
7- بمناسبة قرب الامتحانات للنصف الأول سماحة الشيخ هل من كلمة للطلاب والطالبات؟
نعم، نوصي الجميع بتقوى الله جل وعلا، والعناية بالدروس والاستعداد الكامل والمذاكرة بينهم ومراجعة مراجعهم حتى يستفيدوا وحتى ينجحوا إن شاء الله، ونوصيهم بالحذر من الغش، فإن الغش لا يجوز، في جميع المواد لا في المواد الدينية ولا في غيرها، يجب الحذر من الغش، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من غشنا فليس منا)، فالواجب الحذر، ولأن الغش يترتب عليه شر كثير، فنوصي الطلبة جميعاً بالحذر من الغش، ونوصيهم جميعاً بالعناية بالإعداد والمذاكرة ومراجعة الدروس ومراجعة الكتب التي يختبرون فيها، والمذاكرة بينهم فيما يشكل، وسؤال الأساتذة عما يشكل قبل الاختبار، حتى إذا جاء الاختبار، فإذا هو قد هيأ نفسه.  
 
8- انتشرت بين الطلبة هذه الورقة، وهل هذا صحيح، مكتوب: علاج ضيق الصدر أيام الامتحانات: يضع اليد على الصدر ويقرأ الفاتحة ثلاث مرات, يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات, يقرأ قوله تعالى: (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ..))[البقرة:285] في سورة الب
الترتيب ما هو على هذا الترتيب، لكن يسأل ربه، يسأل ربه الذي ورد، رب الناس أذهب البأس، اشف أن الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً، بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل الناس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك إذا كان ثلاث مرات، قل هو الله أحد والمعوذتين كذلك ثلاث مرات، صباح ومساء، ثلاث مرات عند النوم، هذا طيب، المقصود أن يتحرى الوارد فقط أما أن يرتب أشياء من نفسه ما عليه دليل، لكن إذا تحرى الأدلة الشرعية في كتب الأذكار وكتب الأدعية فالحمد لله.  
 
9- أيضاً ذكر للمرأة دعاء عندما تعاني من ألم الدورة: تضع اليد على الألم وتقرأ الفاتحة سبع مرات؟
لا أعرف لهذا أصلاً 
 
10- حلق جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في هذا البلد المبارك نفع الله بها نفعاً عظيماً، بماذا توجهون معلمي هذه الحلق وطلابها؟
نوجههم ونوصيهم بتقوى الله والاستمرار في هذا الخير، والصبر على هذا الخير والإخلاص لوجه الله جل وعلا في التعلم والتعليم؛ لأن تعلم القرآن من أهم القربات ومن أفضل القربات، فنوصي الجميع المعلم والمتعلم نوصيهم بتقوى الله والعمل بما علموا، والإخلاص لله في العمل، حتى يبارك الله في أعمالهم، وحتى يوفقوا في أعمالهم والطالب يتعلم ويستفيد ويعمل، والمعلم يقصد وجه الله في تعليم الطالب وتوجيهه إلى الخير، يرجو ما عند الله من المثوبة وإن أخذ أجرة، يرجو من ما عند الله وأن يحتسب الأجر وينصح في تعليمه ويجتهد في الأسباب التي توصل المعلومات إلى الطالب وتستقر في ذهنه، هذا يتقي الله وهذا يتقي الله ويكون فيه عند كل واحد إخلاص في رغبته إلى الخير، وأن يتعلم ما يرضي الله ويقرب لديه وأن يستعين بما أعطاه الله من علم على طاعة الله.   
 
11- وقع كثير من الناس في ديون كثيرة, ما نصيحتكم للتاجر والمدين وغيرهم في هذه الأمور -سماحة الشيخ-؟
النصيحة، أن الإنسان يجتهد في الاقتصاد وعدم الدين ويفرح بما أغناه الله عن الدين مهما أمكن، وإن احتاج إلى الدين فيكون عنده نية أن الله أنه يسدد الدين، وأنه يجتهد في سداد الدين، إذا اضطر إليه، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)، فليجتهد في النية الصالحة، وليستدين الذي تدعو إليه الضرورة، ولا يستكثر من الدين فإنه قد يعجز عن الأداء، فينبغي له الاقتصاد في أموره، وتحري الاقتصاد في ملبسه ومأكله ومشربه وغير ذلك، حتى لا يحتاج إلى الدين الكثير، وإذا احتاج إلى الدين فليجتهد في أسباب قضاء الدين، بالطرق التي يستطيعها، مع النية الصالحة، النية أنه يبادر بالدين من حين تيسر له ذلك، لا يتساهل يعني يكون عنده نية صالحة أنه يعمل ويجتهد لقضاء الدين.  
 
12- كثير من الناس يكتب في وصيته وقفاً ثم تتعطل منافع هذا الوقف، ويحصل النـزاع بين الورثة حوله, بماذا تنصحون المسلم إذا أراد أن يكتب وصيته، لا سيما إن كان من أهل الأموال؟
يوصي بالشيء الذي يناسب، يوصي بالثلث بالربع بالخمس في وجوه البر وأعمال الخير، وإذا كانت الذرية محتاجة أعطاها من الغلة، حتى لا يقع النـزاع، يوصي بالثلث بالربع بالخمس في وجوه البر وأعمال الخير، وإذا جاءته له ضحية لا بأس، وإذا قال من احتاج من ذريتي يعطى، لأجل حاجته فلا بأس، أو من أقاربي، حتى لا يقع أن ــ واضح على بصيرة بين الناظر الذي يتولى الوقف، حتى يفرق غلته على الوجه الذي بينه في الوصية على وجه واضح ليس فيه شبهة، لأن بعض الناس قد يشتبه في وصيته وقد يقول للورثة الباقي ثم يحصل مشقة بينهم، قد لا يبقى إلا القليل، ثم ــــ ثم يتوالى الناس ويكثرون فيحصل مشقة كبيرة لكن إذا قال: مثلما قال الزبير بن العوام وجماعة في وصيتهم وابن عمر: للمحتاج من الذرية، إذا قال: المحتاج من ذريتي يعطى من غلة الوقف كذا وكذا، هذا لا بأس.    
 
13- فيما يتعلق بتخريج الأحاديث وتعديل الرواة وتجريحهم, هناك من يرى أن باب علم الرجال معلق أو انتهى من قديم, كيف ترون ذلك -سماحة الشيخ-؟
لا، هذا ليس بصحيح، بل علم الرجال والنظر في الأحاديث باقي، ولم يمض، بل لا يزال، أهل العلم عليهم أن يعتنوا بهذا وأن يراجعوا الأحاديث ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ويرشدوا الناس إلى ذلك، ولا يقفوا عند ذكر فلان أو فلان، بل يتابع، مثل المنتقى مثل بلوغ المرام، مثل السنن الأربع، مثل مسند أحمد، يراجع الأسانيد ويعتني بها ويعرف صحيحها من سقيمها حتى يستفيد من ذلك ويفيد غيره، وهكذا شأن طالب العلم الذي قد وفقه الله لمعرفة الأحاديث ومعرفة أسانيدها ومعرفة أحوال الرجال واشتغل بهذا الشيء يكون فيه فائدة عظيمة له ولغيره.  
 
14- امرأة توفي زوجها عنها وعندها من الأولاد مجموعة, وأخو الزوج -أي: العم- يعطيهم كل شهر مصروف مبلغ (1500) ريال, والشركة التي كان يعمل بها الزوج –أي: والد هؤلاء الأطفال- من باب إكرامهم له, يعطون الزوجة من زكاة الشركة كل عام, وقد امتنعت هذه المرأة عن أخذ هذه ال
إذا كان التركة فيها ما يكفي، يجب أن ينفق عليهم من التركة، من حقهم من مالهم، ينفق عليها من مالها وأولادها كذلك. تعيد السؤال؟ لا تأخذ شيء، ما دام الوكيل عنده ما يكفي ينفق عليهم قدر كفايتهم وتعتبر هي مكفية هي وأولادها، بما يعطيها الوكيل، وإذا كان عندها حاجة تقول للوكيل يرفع المقرر، يزيد في المقرر، فيه بعض الناس عندهم توسع في التصرفات والملابس وغيرها زيادة على الحاجة، فإذا كان الوكيل قصر عن الوسط وعن الحاجة تطلب منه الزيادة، حتى لا تأخذ الزكاة وهي ليست من أهل الزكاة، لا هي ولا أيتامها. الزوج سماحة الشيخ ليس عنده تركة، وإنما هذا العم يعطيهم من عنده، من أمواله؟ يعني من ماله هو؟ ما عنده وصية بذلك، هل تأخذ أيضاً، ما تعطيها الشركة؟ هذا فيه تفصيل إذا كان اللي أعطاها العم ما يكفي ــ تأخذ ما فيه بأس، إذا كان المصروف اللي يعطيها العم ما يكفيها وأولادها وعليها تقوى الله بما يكفيها، عليها أن تأخذ ما يكفيها.     
 
15- الفتوى بغير علم -سماحة الشيخ- هل من كلمة لأولئك الذين يفتون الناس بغير علم؟
نعم، الواجب على طالب العلم أن يحذر الفتوى بغير علم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)، فالواجب على الإنسان أن يتحرى العلم ويتحرى الدليل حتى يفتي على بصيرة ولا يفتي على الله بغير علم، فالمقصود أن العلم دين، والفتوى دين فلا بد أن الإنسان يتقيد بما أوجب الله عليه، لا يفتي بغير علم، بل يتحرى وينظر في الأدلة في الكتاب والسنة، ويفتي على ضوء الكتاب والسنة، وإلا فليرشدهم إلى غيره، ولا يجوز أن يقول على الله بغير علم، الله سبحانه يقول: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومنها بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فجعل القول عليه بغير علم، فوق مرتبة الشرك، لما يترتب على القول على الله بغير علم من الفساد الكبير، والشر العظيم، وقد يبيح ما حرم الله، وقد يوجب ما لا يوجبه الله، وقد يقع في شرور كثيرة، وأخبر جل وعلا في آية أخرى أن هذا من أمر الشيطان، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء– أي الشيطان – وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فالواجب على طالب العلم أن يتحرى الحق، وأن يحذر من القول على الله بغير الله، وإذا كان لا يستطيع ذلك فليرشدهم إلى غيره، ولا يتكلم ولا يقول على بغير علم، نسأل الله السلامة.  
 
16- الدعوة إلى الله من أجل الأعمال ومن أفضلها, بماذا تنصحون الدعاة إلى الله عز وجل, وهل الدعوة واجبة على كل مسلم؟
نعم، الدعوة واجبة على كل مسلم حسب طاقته وعلى أهل العلم طاقتهم وعلى الآخرين طاقتهم فالواجب على أهل العلم أن يبلغوا دعوة الله ويرشدوا، كل مسلم عليه نصيبه حسب علمه، فالمسلم الذي يرى أن جاره أو قريبه مقصر في الصلاة، أو لا يصلي في المسجد ينصحه لأن هذا أمر عام، يعلمه العامي وطالب العلم، يقول: يا أخي اتق الله، ما أشوفك تصلي في الجماعة، اتق الله، بادر إلى الصلاة في الجماعة، أو يراه أنه عاق لوالديه أو لأحدهما ينصحه؛ لأن هذا شيء يعلمه الخاص والعام ما يختص بأهل العلم، تحريم القطيعة وتحريم العقوق، أو يعرف أنه يشرب الخمر ينصحه، أو يتعاطى التدخين ينصحه، أو يعرف منه الغيبة والنميمة ينصحه يقول له: اتق الله، دع هذه المعاصي، وراقب الله جل وعلا، واحذر غضبه عليك فالمقصود كل إنسان حسب طاقته ينصح ويوجه إلى الخير.  
 
17- ما أفضل كتب الحديث التي تنصحونني بمراجعتها -سماحة الشيخ- خصوصاً في المسجد؟
أما للحفظ لطالب العلم بلوغ المرام من أحسن الكتب لأنه مختصر ومفيد، محرر، وعمدة الحديث كتاب طيب، للشيخ عبد الغني المقدسي، كذلك طيب، كتاب طيب، والمنتقى أوسع منهما جميعاً، إذا تيسر حفظه ومراجعته والمذاكرة فهذا أيضاً مهم لأنه كتاب جامع، لأبي البركات مجد الدين عبد السلام بن تيمية، رحمه الله، وكذلك من الكتب النافعة الخمسين النووية، التي كملها ابن رجب هي أربعين للنووي، كملها ابن رجب رحمه الله صارت خمسين، هي من جوامع الكلم وهي مفيدة جداً، فنوصي بحفظها، لكونها من جوامع الكلم، والحاجة ماسة إلى حفظها. الله المستعان.  
 
18- الدعاء جماعة بعد الصلاة في الأيام العادية ما حكمه إذا استمر عليه البعض من الناس؟
هذه من البدع، الإنسان يدعو ربه وحده، ما يحتاج يجمع هو وأخيه ويدعو بهم واحد، لا، كل واحد إذا فرغ من الصلاة يأتِ بالأذكار الشرعية ويدعو بينه وبين ربه، أما يكون لهم إمام يدعو لهم يرفع يديه ويدعو هذا ليس له أصل، هذا من المحدثات، الله يهدينا وإخواننا والمسلمين.  
 
19- أفضل الأدعية التي يجب على المسلم أن يرددها سواء في الصلاة أو في غيرها؟ أفضلها الذكر، لا إله إلا الله، أفضل الدعاء، لا إله إلا الله، لكن إحدى الدعوات المخصوصة. أعد لي السؤال. أفضل شيء من الدعاء يردده المسلم في الصلاة وفي غيرها يا شيخ؟
أحسن الدعاء ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، يردد هذا في آخر الصلاة في سجوده، في أوقات أخرى لأنه جامع، كذلك (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره)، (اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار)، الدعوات الجامعة، (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل)، في سجوده، يقول: اللهم اغفر ذنبي، واغفر لي وارحمني واهدني وارزقني، وعافني، اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)، وفي الحديث الآخر: (أما في السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعوات الطيبة، سؤال الجنة والتعوذ من النار، سؤال العفو، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم اغفر لي ولوالدي يتحرى الدعوات المناسبة

439 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply