حلقة 646: حلف بالطلق على زوجته وكفارة اليمين - تصديق السحرة والمشعوذين - عطية الوالد للولد مع موافقة بقية الورثة - رؤية منامية - كشف المرأة وجهها أمام أزواج أخواتها - أسباب النسيان - حكم التلفظ بالنية للصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

46 / 50 محاضرة

حلقة 646: حلف بالطلق على زوجته وكفارة اليمين - تصديق السحرة والمشعوذين - عطية الوالد للولد مع موافقة بقية الورثة - رؤية منامية - كشف المرأة وجهها أمام أزواج أخواتها - أسباب النسيان - حكم التلفظ بالنية للصلاة

1-    أسألكم لو تكرمتم عن حكم الشرع في رجل في لحظة غضب حلف على زوجته قائلاً: علي الطلاق -وكرر ذلك ثلاث مرات- لن تذهبي إلى عملك غداً، وفي الصباح هدأت العاصفة وذهبت زوجته إلى عملها، وقام هو بتوصيلها إلى مكان العمل، علماً بأنه لا يقصد ولا يريد طلاقها، بل يريد منعها، وقد ندم على ما فعل وعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك مستقبلاً، فهل يعتبر ذلك طلاقاً أم يعتبر يميناً تستوجب الكفارة، ناقشوا لنا هذا الموضوع وفقكم الله؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فهذا الطلاق وأشباهه يعتبر في حكم اليمين، ولا يقع؛ لأنه لم يقصد إيقاعه وإنما قصد المنع، فيكون عليه كفارة اليمين هذا هو أصح قولي العلماء في هذه المسألة، وهكذا لو قال عليك الطلاق إن كلمت فلانة قصده المنع منعها من الكلام، أو عليه الطلاق إن لم تفعلي كذا قصده حثها على فعله ولم يقصد إيقاع الطلاق فإنه يكون في حكم اليمين، والقاعدة أن الطلاق إذا كان معلقاً على شيء يقصد به الحث أو المنع أو التصديق أو التكذيب ولا يقصد صاحبه إيقاع الطلاق فإنه يكون في حكم اليمين ولا يلزمه إلا كفارة اليمين، هذا هو أصح ما قيل في ذلك من كلام أهل العلم رحمة الله عليهم، ونوصي أخانا بأن يترك هذا الكلام ولا يتعود هذا الكلام؛ لأن هذا فيه خلاف كبير بين أهل العلم، فينبغي للمؤمن ترك هذه الأشياء التي قد تسبب شبهة وضرراً عليه. جزاكم الله خيراً تتفضلون بتذكيره بكفارة اليمين سماحة الشيخ؟ نعم، كفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فمن عجز عن ذلك يصوم ثلاثة أيام، وهذا بحمد الله لا يكلف شيئاً إطعام عشرة مساكين لا يكلف شيئاً، يطعمهم طعاماً مطبوخاً في بيته أو في أي مطعم غداء أو عشاء وجبة واحدة، وإن أعطاهم نصف صاعٍ من قوت البلد من أرز أو بر أو تمر كفى ذلك ومقداره كيلو ونصف تقريباً لكل واحد، وإن كساهم كسوة تجزئهم في الصلاة كقميص أو إزار ورداء كفى ذلك. جزاكم الله خيراً، الذين يسألون عن دفع النقود بدلاً عن الإطعام ماذا يقول سماحة الشيخ لهم؟ لا يجزئ، دفع النقود لا يجزئ، عليهم إما إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فمن عجز صام ثلاثة أيام. جزاكم الله خيراً  
 
2-   والدتي كانت تصدق السحرة والكهان والمشعوذين، ولكنها كانت لا تعلم أن هذا حرام فيه إثم عظيم، وتوفيت وهي على جهلها بذلك، فهل يلحقها إثم، وهل يجوز لي أن أحج عنها عسى الله أن يغفر لها، مع العلم أنها كانت تصوم وتصلي؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
إذا كانت والدتك موحدة تعبد الله وحده ولا تتعلق بأصحاب القبور، ولا تدعوهم من دون الله، ولا تستغيث بالأولياء والأنبياء، ولكنها قد تصدق بعض السحرة فيما يخبرون به أو بعض الكهنة عن جهلٍ منها فنرجو أن إسلامها باقٍ، إذا كنت لا تعلم منها ما يوجب كفرها من دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، أو أن السحرة يعلمون الغيب، أما إن كانت تصدق أن السحرة يعلمون الغيب أو تدعوا الأموات أو تستغيث بالأموات كابن علوان أو غيره هذا كفرٌ أكبر لا يدعى لها ولا يحج عنها، أما إذا كنت تعلم منها أنها لا تفعل ذلك بل هي موحدة لا تدعو إلا الله ولا تعبد إلا الله ولا تعتقد أن أحد يعلم الغيب، ولكنها قد تصدق بعض أخبار المشعوذين الذين يسمون بالسحرة أو بالكهنة جهلاً منها فلا حرج في الحج عنها والدعاء لها إن شاء الله. جزاكم الله خيراً  
 
3-   هناك عمارة من دورين اشترها الوالد بملغ مائة وثلاثين ألف ريال، وتقبلت الصندوق العقاري بمبلغ: مائة وثلاثة وعشرين و ثلاثمائة وثمانية وتسعين ريال، وقد توفي قبل ثلاث سنوات وقد أعطاني تلك العمارة، وأخبر إخواني الخمسة بذلك وأختين، وكان لديهم علم بذلك ولم يعارض منهم أحد وهو على قيد الحياة حسب علمي، وأظن أن الوالد أعطاني العمارة حباً لي وليس تفضيلاً على إخواني وأخواتي، والآن أريد أن أبرئ ذمتي في هذا الموضوع، هل يجوز لي أن أمتلك تلك العمارة، مع العلم أنهم وقعوا على ورقة أنهم راضين بذلك، وليس لديهم مانع بعد وفاته؛ لأن العمارة باسم شخص ثاني ولم تنقل ملكيتها، وهي مسجلة باسمي في الصندوق العقاري، وإنما أخشى أن يكون أحدهم غير راضٍ من قلبه، وهل يلحق والدي ذنب، أفتونا مأجورين؟ جزاكم الله خير الجزاء.
إذا كان الواقع كما ذكرته فلا حرج، إذا كانوا مرشدين ورضوا بذلك ولا حرج عليك والحمد لله وجزاكم الله خيراً، والقلوب إلى الله سبحانه وتعالى، ما دام صدقوا على ذلك ورضوا بذلك ولم يعارضوا فلا حرج عليك إن شاء الله. وفيما يخص والده؟ ولا حرج على والده ما دام سامحوه ورضوا فالحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
4- إنها دائماً تحلم بأشياء وتتحقق أغلب هذه الأحلام، وترى أشياء في المنام يقال إنها من علامات الساعة، فهل هذه الرؤيا تدل على أعمال المرء كما قيل؟
الله أعلم، لا أعلم تأويله، الله أعلم سبحانه وتعالى.  
 
5-   فتاة متدينة وتجاوزت العشرين من عمرها، والحمد لله تؤدي كل واجباتها الدينية إلا أنها تكشف وجهها أمام أزواج أخواتها، وذلك لأنها ليس لها رغبة في الزواج لأن بها عاهة خلقية منذ الولادة، فهل عليها إثم في ذلك؟
عليها التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن كشفها لأزواج أخواتها لا يجوز فينبغي لها في مثل هذا الندم والاستغفار والحمد لله، إلا إذا كانت العاهة في الوجه فتكون مثل القاعد العجوز الكبيرة التي لا تشتهى، ولا شيء عليها إن شاء الله، أما إذا كان وجهها سليماً والعاهة داخلية والوجه سليم فعليها التوبة والاستغفار؛ لأنه ليس لها الكشف بل عليها أن تحتجب عن أزواج أخواتها وعن كل أجنبي لقول الله عز وجل في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ(53) سورة الأحزاب، ولقوله سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ الآية (31) سورة النــور، ، والوجه من أعظم الزينة بل هو أبرز الزينة.   
 
6-  سمعت قولاً من أحد الناس أن الإنسان الذي يصاب بالنسيان يعد هذا من كثرة المعاصي، فهل هذا صحيح؟
النسيان له أسباب كثيرة وليس ذلك من أجل المعاصي، له أسبابٌ كثيرة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون) فالنسيان من صفة الإنسان، لا أحد يسلم من النسيان، لكن يقل ويكثر وعلى حسب كثرة مشاغل الإنسان وأعماله يغلب عليه النسيان في بعض الأحيان، فالمقصود أن النسيان قد يكون للمعاصي أثرٌ فيه، وقد يكون للأعمال الأخرى وهي المشاغل الكثيرة التي تشغل العبد حتى ينسى بعض أعماله وبعض شئونه، فالمعاصي من جملة الأسباب التي قد تسبب النسيان.  
 
7-  إن والدتي في أغلب الأحيان لا تؤدي الصلاة كما هو مطلوب، وعندما أنبهها لذلك تغضب مني كثيراً، فهل علي إثم في ذلك؟
لا، أنت مأجور تنبيهها ومساعدتها على إقام الصلاة في أوقاتها أمرٌ لازم، وهو من باب إنكار المنكر ومن باب الأمر بالمعروف، فأنت مأجور في ذلك ولو غضبت عليك، عليك الصبر والاحتساب والكلام الطيب والأسلوب الحسن حتى تعينها على طاعة الله.   
 
8-   إن والدتها وهي صغيرة كانت تترك الصلاة ليس تساهلاً ولكن جهلاً، ولا تعلم كم كان عدد هذه الصلوات، والآن تسأل بعد أن تابت والحمد لله وأصبحت تحافظ على الصلوات، تسأل كيف التصرف فيما مضى؟ جزاكم الله خيراً.
يكفيها التوبة والحمد لله، ليس عليها قضاء، عليها التوبة والتوبة حصلت والحمد لله؛ لأن ترك الصلاة كفر، والتوبة تكفيه ذلك والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
9-  هل يجوز للفرد عند قيام الصلاة أن يذكر الوقت وعدد ركعاته، أو يكتفي بالتكبيرة فقط؟
يكفي التكبير والحمد لله، أما قول نويت كذا وكذا هذا بدعة لا أصل له، نويت أن أصلي كذا وكذا ركعة في وقت كذا هذا لا أصل له، وليس من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من فعل الصحابة - رضي الله عنهم - بل ذلك من البدع التي أحدثها بعض الناس، ويكفي المؤمن النية في قلبه أنه قام لصلاة الظهر العصر المغرب العشاء، لصلاة الضحى، لصلاة الاستخارة، لصلاة الكسوف النية كافية فقط والحمد لله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى) والنية محلها القلب، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) يعني فهو مردود، وليس من عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من سنته أن يتلفظ بالنية أن يقول نويت أن أصلي كذا وكذا، أو نويت أو أتوضأ أو نويت أن أطوف هذا لا أصل له.    
 
10-  ما حكم الأشخاص الذين يتنحنحون في الصلاة، وهل هذا جائز؟
إذا كان له داعي وأسباب لا بأس، إذا كان حصل في حلقه شيء وتنحنح لإزالة ما وقع في حلقه، أو استأذن عليه إنسان فتنحنح ليخبره أنه يصلي فلا حرج عليه، وإذا قال سبحان الله كان أولى حتى يتنبه المستأذن، وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه كان له من ؟؟؟؟؟؟ مدخلان وكان إذا أتاه وهو يصلي تنحنح له ليعلم أنه يصلي، فالمقصود أن النحنحة إذا كان لها سبب فلا حرج في ذلك، ولكن لا ينبغي أن يكثر، يكون بين وقتٍ وآخر، أما إذا دعا حاجة إذا دعت حاجة إلى ذلك إلى أنه أصابه في حلقه شيء فتنحنح لذلك فلا حرج عليه إن شاء الله، لكن لو أكثر من ذلك من غير سبب وتوالى فهذا من العبث الذي يبطل الصلاة، إذا أكثر من ذلك وتوالت هذه النحنحة من دون سبب من دون علة فإن هذا من جنس العبث الآخر الذي يبطل الصلاة. جزاكم الله خيراً  
 
11-   إذا صلى أحد صلاة الظهر وفي الركعتين الأوليين قام ولم يجلس للتشهد الأول، هل يرجع ليؤدي التشهد الأول أم يواصل صلاته؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
يواصل، السنة أنه يواصل فإذا كمل صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلم للسهو، إذا استتم قائماً ولم يذكر إلا بعد استتمامه قائماً فالسنة له أن يواصل فإذا فرغ من التشهد والدعاء سجد سجدتين للسهو قبل أن يسلم كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه بعض صلواته الظهر أو العصر نسي التشهد الأول وقام وقام الناس معه، فلما قضى صلاته عليه الصلاة والسلام سجد سجدتين للسهو قبل أن يسلم ؟؟؟؟؟ عليه الصلاة والسلام هذا هو السنة، لكن لو رجع وتشهد فلا شيء عليه، لكن السنة له والأفضل له أن يستمر.   
 
12-  إذا كان الإنسان في صحراء وحان وقت صلاة العيد هل يصليها أما بماذا تنصحونه؟
صلاة العيد لا تشرع للمسافرين، ولا للبادية، صلاة العيد للمقيمين في القرى والأمصار، فهي مشروعة للمقيمين في القرى والأمصار كالجمعة، أما المسافرون والبادية فلا تشرع لهم صلاة العيد ولا صلاة الجمعة.  
 
13- ما رأي سماحة الشيخ في العائلة التي عندما يولد لها مولود تقوم بذبح شاة لأحد الأئمة دون الله، وذلك لنذر كانوا قد نذروه، علماً أنهم يذبحون للذكر فقط ولا يذبحون للأنثى، وهل على المولود بعد بلوغه من ذنب، ماذا عليه أن يفعل؟ جزاكم الله خيراً.
هذا من الشرك الأكبر والواجب على من فعله التوبة إلى الله والندم وعدم العود إلى ذلك، كونه ينذر ذبيحة للولي فلان، فإذا جاءه ولد هذا شركٌ أكبر نعوذ بالله، فالنذر عبادة لله سبحانه وتعالى، فالذي يفعل هذا عليه التوبة إلى الله وعدم العودة إلى مثل هذا، وأما الطفل فليس عليه شيء؛ لأنه ليس من عمله، والله يقلو سبحانه: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (164) سورة الأنعام، لكن الذي فعل من رجل أو امرأة عليه التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما مضى، وأن لا يعود إلى ذلك، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31) سورة النــور، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا (8) سورة التحريم، فدعاء غير الله، والاستغاثة بغير الله من الأولياء والأنبياء من أصحاب القبور أو الاستغاثة بالجن، أو بالملائكة، أو بالنجوم والكواكب كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وهكذا النذر لهم والذبح لهم، كونه ينذر للأموات أو للملائكة أو للجن أو للكواكب ليشفعوا له، أو ليخلصوه من النار، أو ليشفوا مريضه، أو يردوا غائبه أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر يقول الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي يعني ذبحي (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (162-163)سورة الأنعام، ويقول سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(1-2)سورة الكوثر، ويقول عز وجل: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ (270) سورة البقرة، فالنذر عبادة التزام بعبادة الله من صدقة أو صلاة أو غير ذلك، لا تجوز إلا لله وحده سبحانه وتعالى، فالذي ينذر ذبيحة إن رزقه الله مولوداً ذكر للبدوي أو للشيخ عبد القادر أو للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو للحسن أو الحسين أو علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - أو لغيرهم فهذا يعتبر من الشرك الأكبر، وهكذا لو قال يا علي انصرني أو اشفِ مريضي، أو يا سيدي الحسين أو الحسن أو يا رسول الله أو يا سيدي البدوي أو يا سيدي عبد القادر أو ما أشبه ذلك، انصرني أو اشفِ مريضي أو أنا في جوارك أو حسبك، أو المدد المدد، كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عبادة غير الله سبحانه وتعالى، والله يقول جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (5) سورة البينة، ويقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) سورة الفاتحة، ويقول عز وجل:فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(14) سورة غافر، ويقول عز وجل:وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ (23) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، ويقول عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) سورة يونس، يعني المشركين، والآيات في هذا كثيرة، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الدعاء هو العبادة والله يقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر، فالواجب على جميع المسلمين وعلى جميع المكلفين الحذر من ذلك، وأن تكون العبادة لله وحده كما قال سبحانه وتعالى:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ(5) سورة البينة، وقال:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، وهو الذي يدعى وهو الذي يرجى سبحانه وتعالى، هو الذي يتقرب إليه بالذبائح والنذور دون غيره سبحانه وتعالى، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذهم من كل ما يخالف شرعه والله المستعان.   
 
14-  قرأت أن من مكروهات الصلاة الإقعاء، ما معنى هذا؟ جزاكم الله خيراً.
الإقعاء المكروه في الصلاة هو أن ينصب فخذيه وساقيه ويعتمد على يديه حال جلوسه، كإقعاء الكلب أو الذئب ونحو ذلك، ويسمى عقبة الشيطان، كما في حديث عائشة أنها عقبة الشيطان، وفي الحديث الآخر أنها نقاعين كنقاع الكلب، وكونه إذا جلس بين السجدتين أو للتشهد ينصب فخذيه وساقيه ويعتمد على يديه، هذا هو الإقعاء المنهي عنه، وهناك إقعاءٌ مشروع ذكره ابن عباس - رضي الله عنهما – وأنه من السنة وهو أن يجلس على عقبيه بين السجدتين، ويداه على فخذيه ويجلس على عقبيه هذا من السنة ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه من السنة، ولكن الأفضل منه أن يفترش، أن يفرش اليسرى وينصب اليمنى حال جلوسه بين السجدتين أو في التشهد الأول يفرش اليسرى وينصب اليمنى هذا هو الأفضل والأكثر في الأحاديث، وفي التشهد الأخير من الظهر والعصر والمغرب والعشاء يتورك، يجلس على الأرض ويجعل رجله اليسرى تحت رجله اليمنى من يمينه عن يمينه، هذا هو الأفضل في التشهد الأخير في الرباعية والثلاثية، أما الجلسة التي في التشهد الأول أو بين السجدتين فهذا الجلوس يشرع فيه أن يجلس على رجله اليمنى ويفرشها وينصب اليمنى، وإن أقعى بين السجدتين بأن جلس على عقبيه ونصب رجليه وجلس على عقبيه بين السجدتين فهذا أيضاً من السنة لكن الأكثر من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الافتراش. جزاكم الله خيراً   
 
15-  لو تكرمتم قولوا ما هو الدعاء الذي يقال عند رؤية الهلال؟
لم يثبت في هذا حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، جاء في عدة أحاديث فيها ضعف، ومما ورد في ذلك التكبير الله أكبر هلال خيرٍ ورشد، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحبه وترضاه، لكن في أسانيدها ضعف، فمن قالها فنرجو أن لا حرج عليه، ولكن ليست ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. جزاكم الله خيراً  
 
16-   حجيت في عام مضى وذهبنا إلى عرفات في اليوم التاسع، ولكن وقفنا خلف مسجد نمرة شرقاً بحوالي خمسين متراً فقط، دون الذهاب إلى الجبل فهل حجتنا صحيحة؟
إذا كنت في داخل عرفات، إذا كنت خلف مسجد عرفات نمرة على ما قلت في الخمسين متراً فأنت في داخل عرفات وحجك صحيح والحمد لله، إذا كنت لم تخرج إلا بعد الغروب، أما إن كنت خرجت قبل الغروب ولم ترجع إلى عرفة فعليك دم يذبح في مكة للفقراء؛ لأن الواجب على من وقف في عرفات نهاراً أن يبقى إلى الليل أو يعود بعد الليل، فإذا كنت وقفت بعرفات حتى غابت الشمس فالحمد لله ولا شيء عليك؛ لأن شرقي المسجد كله من عرفات. جزاكم الله خيراً  
 
17-   رجل أراد الحج وبعد أن أكمل إجراءات السفر وقبل أن يصل إلى مكة المكرمة توفي إلى رحمة الله، هل هو كمن أدى الحج، وهل على الورثة أن يحجوا بدلاً عنه؟
إذا كان مات قبل أن يحرم فإنه يحج عنه، إذا كان يستطيع الحج إذا كان خلفه تركة، كان في حياته يستطيع فإنه يحج عنه، أما إذا كان فقيراً فليس عليه حج، أما إذا كان قد أحرم ولكن كان مات في أثناء الإحرام فلا حج عليه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما مات شخصٌ في عرفات قال: (كفنوه في ثوبيه، أمر بتغسيله بماءٍ وسدر، وتكفينه بثوبيه ونهى أن يغسل بطيب أو يغطى رأس ووجه، وقال: إنه يبعث يوم القيامة ملبياً)، ولم يأمر أن يكمل عنه الحج، فدل ذلك على أنه يجزئه الحج الذي أحرم به ولا يكمل عنه، أما إذا كان هذا الرجل مات قبل أن يحرم فإنه يحج عنه والحمد لله، إذا كان في حياته غنياً يستطيع الحج، يحج عنه من التركة، أما إن كان فقيراً فلا شيء عليه، لكن لو حج عنه بعض أقاربه أو بعض أصحابه فجزاهم الله خيراً. جزاكم الله خيراً  
 
18-  يقول ما حكم حج الابن الصغير إذا ذهب مع والده وأخطأ في بعض الأحكام؟
حجه يعتبر نافلة، حجه يعتبر نافلة وإذا أخطأ في شيء عليه ما على الكبير المكلف، فإذا مثلاً لم يَرمِ الجمار ولم يُرمَ عنه الجمار يهدى له ذبيحة، أما لو قطع أظفراً أو غطى رأسه وهو ذكر ما عليه شيء؛ لأنه في حكم الناسي والجاهل فليس عليه شيء؛ لأن مثله ليس ممن يفهم الأحكام، فإذا غطى رأسه أو قلم ظفره أو قطع بعض الشعر ولم ينتبه له وليه الذي معه حتى يعلمه فلا شيء عليه؛ لأنه ليس بمكلف.

506 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply