حلقة 647: حكم لبس القفازين - النية عند العقيقة - ذكر الله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب - الشك واليقين في النذر - الشك في عدد الرضعات - ترك قضاء رمضان جهلاً - النوم أثناء السعي - تحريم نكاح المتعة - تكفير القبوريين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

47 / 50 محاضرة

حلقة 647: حكم لبس القفازين - النية عند العقيقة - ذكر الله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب - الشك واليقين في النذر - الشك في عدد الرضعات - ترك قضاء رمضان جهلاً - النوم أثناء السعي - تحريم نكاح المتعة - تكفير القبوريين

1-  ما رأيكم في القفازين كتكملة للحجاب، هل تنصحون بهذا أو لا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فالقفازان سترٌ لليدين وذلك مناسب في حق المرأة إذا كان بقربها أجنبي، وإن سترت يديها بغير القفازين كعباءة والجلباب التي تضعه عليها فلا بأس يكفي، ولكن القفازان فيهما سترٌ كامل إلا أن تكون محرمة فليس لها لبسهما، المحرمة لا تلبس القفازين سواءٌ كانت محرمة بحج أو بعمرة؛ لأن الرسول نهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام, لا تنتقب ولا تلبس القفازين في حال الإحرام، بل تغطي وجهها ويديها بغير النقاب وبغير القفازين، أما في غير الإحرام فإنه لها أن تنتقب ولها أن تغطي وجهها بغير النقاب ولها أن تلبس القفازين لأجل ستر كفيها عن الرجال الأجانب، ولها أن تسترهما بغير القفازين. جزاكم الله خيراً  
 
2- رزقت بثلاث بنات، وذبحت لكل بنت شاة حين ولادتها، ولكن لم أقل هذه عقيقة للبنت، حيث كنت لا أعلم أن العقيقة واجبة، سؤالي: هل تجزئ هذه الذبائح عن العقيقة، ولو كنت أعلم أن العقيقة واجبة لقلت حين ذبحها هذه عقيقة البنت؟
النية كافية ولا حاجة إلى أن تقول عقيقة، النية كافية، والعقيقة سنة وليست واجبة، فأنت بحمد الله قد أديت السنة والحمد لله، والنية كافية في هذا، إذا نوى في الذبيحة عن ابنته أو الذبحيتين عن ولده الذكر، كفى ذلك وإن لم يتلفظ بشيء، وإن قال هذه عن ولدي فلان، أو عن بنتي فلانة فلا بأس كالضحية، يقال هذه ضحية عن فلان، أو اللهم تقبل من فلان كله لا بأس به، كله طيب، ولكن النية كافية ولو لم يتلفظ بشيء، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فالنية التي محلها القلب كافية في هذا والحمد لله. جزاكم الله خيراً.  
 
3-  يوجد في يدي الإنسان خطوط في اليد اليمنى رقم (18) وفي اليسرى (81)، يصبح المجموع (99)، يقابل هذه أسماء الله الحسنى، هل هذا صحيح؟
لا أعلم لهذا أصلاً بالكلية بل هذا من الخرافات التي لا أعلم لها أصلاً.   
 
4-   بعد صلاة الصبح أبقى أذكر الله وأسبح حسبما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم، ثلاثة عشر سبحة-، وألف مرة أستغفر الله، وألف مرة أقول لا إله إلا الله، وألف مره سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وبعد صلاة العصر مثلها بدون انقطاع، ولكوني مواظب عليها دائماً هل يعتبر هذا بدعة، ولي تسبيحات قبل النوم أيضاً بدون انقطاع؟ ولكم جزيل الشكر.
ذكر الله وتسبيحه وتحميده بعد الصبح وبعد العصر مشروع، والله أمر بذلك في آيات كثيرات، فإذا سبح الإنسان بعد الصبح إلى ارتفاع الشمس، أو بعد العصر إلى غروب الشمس وأكثر من ذلك فلا شيء عليه، بل هو عمل عملاً مشروعاً، وله في ذلك خيرٌ عظيم وأجرٌ كبير، إذا ختم نهاره وبدأ نهاره بذكر الله واستغفاره والتوبة إليه لكن ليس لهذا حدٌ محدود، بل إذا أكثر من ذلك فالحمد لله، أما المشروع الذي ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو محدود، فيسبح مائة مرة في أول الليل وأول النهار يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة، أو سبحان الله العظيم وبحمده صباح ومساء، هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصح عنه وأن من سبح الله مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، هذا فضلٌ من الله جل وعلا، والمعنى إذا سلم مما يمنع المغفرة فإن أحاديث الفضائل مقيدة بالأحاديث الدالة على أن الكبائر تمنع المغفرة، فإذا أكثر من تسبيح الله فقد أتى بعملٍ طيب وخيرٍ كثير وهو على خير، ولكن يجب أن يحذر من الإصرار على كبائر الذنوب والمعاصي، يجب أن يحذر من المعاصي والإصرار عليها، ويتوب إلى الله منها سبحانه وتعالى، حتى لا تكون حجراً في طريق توبته واستغفاره، فينبغي له أن يكثر من الاستغفار والتوبة الصادقة والندم على ما فعل من الذنوب وعدم الإصرار عليها حتى تكون أعماله الأخرى ؟؟؟؟؟ من ذكرٍ وتسبيحٍ وصلاة نافلة وصوم نافلة تكون خيراً له مع ما له من الأجر العظيم في أداء الفرائض وترك المحارم، أما الأذكار فهي خيرٌ عظيم وفضلها كبير في أول النهار وأول الليل فمن ذلك تسبيحه مائة مرة، سبحان الله وبحمده مائة مرة، من ذلك أن يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كل يوم، يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من قال في يومٍ مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب - يعني عدل عتقه عشر رقاب - وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرزٍ من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلاً عملَ أكثر من عمله) هذا رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وكذلك التسبيح بعد الصلوات سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة بعد كل صلاة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ويختم المائة بقوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا مستحب بعد كل صلاة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وإذا أكثر من التسبيح والتهليل زيادة على هذا في الصباح وفي المساء هو خيرٌ له، وليس له حدٌ محدود، بل ذلك فيه خيرٌ عظيم وفضلٌ كبير، ويستحب أيضاً أن يذكر الله إذا سلم من الصلاة يقول أستغفر الله ثلاثاً ويقول "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" إذا سلم من كل فريضة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أول ما يسلم يقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، سواءٌ كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، كان النبي يفعل هذا بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، بعد كل صلاة من الصلوات الخمس يفعل هذا عليه الصلاة والسلام، والإمام إذا استغفر ثلاثاً وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ينصرف إلى الناس يعطيهم وجهه هذا هو السنة ثم يكمل هذا الذكر، ثم يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة كما تقدم ويختم المائة بقوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" كل هذا مشروع، ويزيد في المغرب والفجر عشر مرات "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، جاء هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من عدة أحاديث عليه الصلاة والسلام في الفجر والمغرب، ويقول أيضاً بعد كل صلاة يقرأ آية الكرسي اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255) سورة البقرة، هذه آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله عز وجل، يستحب أن يأتي بها عند كل صلاة وعند النوم أيضاً، وهكذا يقرأ بعد كل صلاة (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لكن يستحب أن يكررها بعد المغرب وبعد الفجر ثلاث مرات، يكرر هذه الثلاث السور ثلاث مرات بعد الفجر وبعد المغرب، أما بعد الظهر والعصر والعشاء فمرةً واحدة، كل هذا مشروع ومن أسباب رضا الله وعظيم ثوابه سبحانه وتعالى، فإذا حافظ المؤمن على ذلك والمؤمنة كان فيه خيرٌ عظيم وفيه أجرٌ كبير وتأسٍ بالنبي عليه الصلاة والسلام، وعملاً بسنته عليه الصلاة والسلام، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً  
 
5-    أنا شاب وقعت لي شبهة في نذر منذ سنوات، وأنا متردد بين أمرين بين شك ويقين، هل نويت النذر أو لم أنو، ولكن في غالب تفكيري يترجح عندي أني نويت النذر، هذا فصل، الفصل الآخر أنا شاك في عدد النذر ما بين شاة واحدة وبين اثنتين، وقد اشتريتهما وفي انتظار ما تتفضلون به من الإجابة حول هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان يغلب على ظنك أنك نذرت شاةً أو شاتين لله سبحانه إنَّ الله عافاك أو شافاك من مرض، أو شفى فلان أو إن الله نجَّحك في أمرٍ من الأمور أو نجَّح ولدك فأوفِ بنذرك وأبرئ ذمتك حتى تكون على راحة وطمأنينة ولكن لا يلزمك إلا باليقين، لا يلزمك النذر إلا باليقين لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه) والله مدح المؤمنين الموفين بالنذور فقال سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا(7) سورة الإنسان، فإذا كنت جازماً وجب عليك الوفاء بنذر الطاعة، كأن تقول لله عليَّ إن شفاني الله من كذا أن أذبح شاةً أو شاتين، أو أتصدق بكذا وكذا، أو إن الله شفا ولدي أو زوجتي أو أخي أو إن الله نجحني في كذا أو نجح ولدي في كذا ذبحت كذا وكذا، أو تصدقت بكذا وكذا، أو صمت كذا وكذا توفي بنذرك، هذا إذا كنت جازماً، أما إذا كنت شاكاً فلا يلزمك لكن إذا وفيت بذلك براءة للذمة واحتياطاً على الخير فهذا أطيب وأحسن وأفضل.   
 
6-    أرجو إفادتي سماحة الشيخ إذ أني تزوجت منذ ما يقارب العشر سنوات، ولقد أنجبت من زوجتي خمسة أولاد، وعلمت بأن أم زوجتي قد أرضعتني، وأنا لا أعلم عدد هذه الرضعات، أرجو إفادتي؟
إذا كنت لا تعلم عدد الرضعات وليس هناك من يعلمها فلا شيء عليك حتى تعلم أنت أو يخبرك ثقةٌ من الرجال والنساء أنها أرضعتك خمس رضعات أو أكثر في الحولين وأنت في الحولين، أما ما دامت الرضعات مجهولة لا تعرفها أنت ولا غيرك، والمرضعة غير موجودة أو ناسية فليس عليك شيء وزوجتك معك والحمد لله؛ لأن الأصل براءة الذمة، والأصل سلامة النكاح، والأصل عدم وجود الرضاع المحرم هذا هو الأصل، فلا يثبت الرضاع إلا بيقين أنها أرضعتك خمس رضعات أو أكثر حال كونك في الحولين بخبرها إذا كانت ثقة، أو بخبر ثقةٍ عنها شاهد رضاعك. جزاكم الله خيراً  
 
7-   كان النساء لا يقضين ما أفطرنه من رمضان بسبب أعذارهن الشرعية كالحيض مثلاً، والآن اكتشفن أنهن كن على خطأ، بمَ تنصحونهن جزاكم الله خيراً، ولاسيما أنهن لا يعلمن عدد الرمضانات التي أفطرن فيها؟
عليهن أن يقضين ما يغلب على الظن أنهن تركنه من الصيام، الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(16) سورة التغابن،لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا(286) سورة البقرة، فعليهن أن يتحرين ما أفطرن فيه ويقضينه ويطعمن عن كل يوم مسكين زيادة مع القضاء إذا كن قادرات على الطعام، كل يوم عنه إطعام مسكين نصف صاع من التمر أو الأزر أو الحنطة أو الشعير حسب الطاقة، وإذا كن لا يستطعن الطعام كفى الصيام والحمد لله؛ لأن الله يقول جل وعلا: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ(185) سورة البقرة، والحائض كذلك والنفساء كذلك كالمريض يقضي، تقضي الصوم كما يقضي المريض والمسافر وإذا نسيت العدد فإنها تتحرى في غالب ظنها وتصوم والحمد لله.   
 
8-   والدتي كبيرة في السن طافت بالبيت العتيق، وأرادت أن تسعى لكنها لا تستطيع فركبت عربية، وحينئذ غفت عينها ولم تستيقظ إلى بعد انتهاء السعي، فهل سعيها صحيح؟
لا يصح إذا كان نامت لا يصح سعيها، أما إذا كان نعاس لكن ما ذهب شعورها نعاس، فالنعاس لا يضر كما قد يقع للإنسان في الصلاة أيضاً، أما إذا قد ذهب يعني نامت نوماً يزيل الشعور فإن النية تزول ما تمت النية، لا بد من أن تسعى بنية السعي وهي عاقلة شعورها معها، فإذا فاتها شوطٌ أو شوطان في النوم تعيد الشوط والشوطين الذي نامت فيهما، وإن كان السعي كله ذهب في النوم تعيده كله، المقصود أنه إذا كان نعاس وشعورها باقي فلا بأس، أما إذا كانت نامت في الأشواط كلها تعيدها، أو نامت في شوط أو شوطين أو ثلاثة تعيد الشوط الذي نامت فيه نوماً ثقيلاً، نوماً أفقدها الشعور.   
 
9-  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم زواج المتعة في خطبته الشهيرة أثناء حجة الوداع، أصحيح ما يقال؟
نعم، حرمها، حرم نكاح المتعة في حجة الوداع عليه الصلاة والسلام، وقال: (إني كنت قد أذنت في الاستمتاع بالنساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة) فالمتعة محرمة وقال بعض أهل العلم أنه حرمها مرتين في حجة الوداع وفي عام الفتح، ولكن في هذا نظر، وبكل حال فهي أصبحت محرمة منسوخة، سواءٌ كانت محرمة مرتين أو مرةً واحدة، فهي أصبحت محرمة وممنوعة، ولا يحل نكاح المتعة، بل لا بد أن يكون النكاح عن رغبة لا عن متعة عند أهل السنة والجماعة بإجماع أهل السنة والجماعة. جزاكم الله خيراً  
 
10-   في فتاواكم -ويخاطبكم سماحة الشيخ- المؤرخة بتاريخ: 20/ 5/ 1408هـ والمرقمة برقم (1043) وهي: ولذا يعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم لهم له شبهة، وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين، مثل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود، فقد فهم بعضنا أن الحجة تقام على الإخوة الموحدين لوقوعهم في شبهة عدم تكفير عباد القبور ظناً منهم أن عباد القبور تقام عليهم الحجة قبل تكفيرهم، وفهم البعض الآخر أن معنى حتى تقام الحجة عليهم، أي: متى تقام الحجة على القبوريين؟ وليس معناه إقامة الحجة على طائفة الموحدين الذين يقرون عباد القبور بالجهل، أو الذين يعذرون عباد القبور بالجهل، فالرجاء يا سماحة الشيخ عبد العزيز! وأستحلفك بالله الذي لا إله غيره أن توضح لنا هذا الأمر، هل الذي تقام عليه الحجة هم عباد القبور أو الموحدين الذي يعذرون عباد القبور؟ جزاكم الله خيراً.
المقصود هو أن الذين توقفوا في تكفير عباد القبور، لا يكفرون حتى تقام الحجة على أولئك الذين استمروا في عبادة الأموات والاستغاثة بالأموات؛ لأن هؤلاء الذين توقفوا في كفرهم لهم هذه الشبهة، فالمقصود أن الموحد المؤمن الذي توقف عن تكفير بعض عباد القبور لا يقال إنه كافر؛ لأنه لم يكفر الكافر، ولكن يتوقف في تكفيره حتى يبين له وتزول الشبهة أن هؤلاء الذين يعبدون القبور ويستغيثون بالأموات كفار؛ لأن الذين عبدوا القبور من أهل الجاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبله كانوا كفاراً إلا من كان من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الحجة فهؤلاء أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى، أما الذين بلغتهم الحجة فهم كفار وإن كانوا في نفس الأمر لم يفهموا ولم يتبينوا أن ما هم عليه كفر، فإذا كان الموحد الذين عرف الدين وعرف الحق توقف عن تكفير بعض هؤلاء الذين يعبدون القبور فإنه لا يُكَفَّر حتى يبين له الحجة وتزول الشبهة التي من أجلها توقف، والمقصود هو أنه لا يكفر الموحد الذي توقف عن تكفير عباد الأوثان حتى تقوم عليه الحجة هو، وحتى يبين له أسباب كفرهم، وحتى تتضح له أسباب كفرهم هذا المقصود؛ لأنه قد يتوقف يحسب أنهم ليسوا بكفار، فإذا بين له ذلك واتضح له ذلك صار مثل من لم يكفر اليهود والنصارى، فمن قال إن اليهود النصارى ليسوا كفاراً وهو ممن يعرف الأدلة الشرعية ومن أهل العلم يبين له حتى يعرف أنهم كفار، وإذا شك في كفرهم كفر؛ لأن من شك في كفر الكافر الواضح كفره كفر، واليهود والنصارى من الكفار الذين قد علم كفرهم وضلالهم وعرفه الناس عاميهم وغير عاميهم، وهكذا الشيوعيون الذين يجحدون وجود الله، وينكرون وجود الله كفرهم أكثر وأبين من كفر اليهود والنصارى، والقاعدة الكلية في هذا أن الذي توقف في كفر بعض الناس لا يستهزأ بكفره حتى يوضح له الأمر وحتى تزال عنه الشبهة التي من أجلها توقف عن تكفير الكافرين والله المستعان. جزاكم الله خيراً  
 
11-  عملي يتطلب وجودي به طول الوقت، والمسجد بعيد منه بحيث لا أسمع الأذان، فما رأي الدين في صلاتي وحدي
عملي يتطلب وجودي به طول الوقت، والمسجد بعيد منه بحيث لا أسمع الأذان، فما رأي الدين في صلاتي وحدي؟ ج11/ إذا كنت لا تسمع الأذان مع هدوء الأصوات ومع كون الوقت ليس فيه ما يمنع سماع الصوت فإنك لا يلزمك الحضور، أما إذا كان عدم سماع الأذان من أجل وجود أصوات، أو رياحٍ تمنع الصوت عن جهتك أو ما أشبه ذلك، وإلا لو كانت الأصوات هادئة والجو هادئ فسمعت فإنه يلزمك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر)، وإذا اجتهدت في ذلك وتحريت الصلاة مع المسلمين ولو كنت بعيداً فهو خيرٌ لك وأفضل لك وأبعد لك عن الشبهة، مع الأجر العظيم في أداء الصلاة في جماعة، لكن لا يلزمك إلا إذا كنت تسمع النداء في الوقت الذي يسمع فيه النداء، ليس هناك موانع تمنع من صوت المؤذن. جزاكم الله خيراً  
 
12-  هل يجوز أن أقتدي بما أسمع في المذياع عند نقل صلاة الجمعة؟
لا، يلزمك أن تصلي مع الناس تذهب إلى المساجد وتصلي مع الناس، ولا تكتفي بسماع المذياع، بل عليك أن تسعى إلى المساجد وتصلي مع الناس، ولا تصح صلاتك بالمذياع صلاة الجمعة، ولا يحصل لك فضل الجماعة، بل تعتبر صليت وحدك ولم تؤد الجماعة. جزاكم الله خيراً ((بارك الله في امرئ عرف قدر نفسه)) هل هذا حديث؟ ثم أيضاً تكميلاً للسؤال الأول: تكون مفرداً أيضاً ولا تجوز الصلاة لمنفرد خلف الصفوف، الواجب عليك أن تسعى حتى تصلي مع الناس وحتى تدخل في الصفوف لا تكن وحدك. 
 
13-  بمناسبة ذكر المنفرد الذي يأتي والصفوف ملئ وصلى منفرداً ما تقول له؟
يؤمر بالإعادة كما أمره النبي بالإعادة عليه الصلاة والسلام؛ لأن بعض الناس قد يستعجل ولو تأنى لوجد فرجة أو وقف مع الإمام عن يمينه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) ورأى رجلٌ يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد ولم يستفصله ويقل له هل وجدت فرجة أو ما وجدت فرجة، هل حصلت أحد أو ما حصلت أحد؛ ولأن في هذا سد الباب عن التساهل. جزاكم الله خيراً، إذاً ما على المرء أن يفعل إذا وجود الصفوف ملأى سماحة الشيخ؟ ينتظر حتى يأتي أحد أو يجد فرجة، أما أن يجد فرجة أو ينتظر حتى يأتي أحد أو يقف مع الإمام عن يمينه. ماذا لو جذب أحد المصلين إليه؟ لا، لا يجوز بحال، لأنه فيه تصرف وإيجاد فرجة في الصف تصرف بغير إذن شرعي، أما حديث:(ألا دخلت معهم أو جررت رجلاً) فهو حديث ضعيف لا تقوم به الحجة. 
 
14-  إذاً نعود إلى سؤال أخينا وهو قوله: بارك الله في امرئ عرف قدر نفسه، هل هذا حديث؟
لا، ما بلغني في هذا شيء، معروف بين الناس لكن لا أعرف أنه حديث. 
 
15-  هل يجوز دفع النقود بدلاً من الإطعام وذلك عن كفارة اليمين؟
لا يجوز دفع النقود لا عن كفارة يمين ولا عن كفارة الظهار، بل هو إطعام.   
 
16-   كنا نصلي في مسجد فإذا بإمامه يأمر الناس بفعل ما حرم الله في كتابه، أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمثلاً في خطبة الجمعة أمرنا بان نتبرك بقبور الصالحين ، سواءً كانوا أموتاً أم أحياء ، كما أمرنا في حالة السؤال أن نقول بجاه فلان ،هل يجوز أن نصلي خلف هذا الإمام أم لا؟
لا يجوز الصلاة خلف هذا، الذي يأمر بالتبرك بالصالحين وقبورهم هذا جاهل بالحكم الشرعي وجاهلٌ بالتوحيد، أما كلمة بجاه هذه كلمة بدعة لا تكون كفراً، بجاه فلان أو بحق فلان، لا تجوز؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل هذا ولا أصحابه وليست من التوسل الشرعي، بل الواجب ترك ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يقول في دعائه بجاه محمد أو بجاه فلان، أو بجاه الأولياء أو بحق الأنبياء؛ لأن هذا لم يشرع ولم يرد في أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أدعية الصحابة - رضي الله عنهم -، أما كونه يأمر بالتبرك بقبور الصالحين فهذا كلام مجمل، التبرك بقبور الصالحين يقتضي أنه يسألهم ويتبرك بترابهم أو يتبرك بسؤالهم، أو الاستغاثة بهم هذا كلامٌ شديد خطير، فمثل هذا يدل على جهله، وينبغي أن يعزل ولا يكون إمام، ينبغي أن يسعى لدى المسئولين في إبدالهم لغيره، ولا يصلى خلفه إلا إذا عُلِّم وبين له الحق وتاب من ذلك فلا حرج إن شاء الله، إذا استقام وتاب فالتوبة تجب ما قبلها. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام... 

524 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply