حلقة 728: حكم من دخل عليه رمضان وهو لم يعلم إلا بعد الفجر - نصيحة الاهل من البدع والشرك - لا يحج الإنسان عن غيره قبل أن يحج لنفسه - ليس لأفراد القبيلة من مهر المرأة شيء - العذر بالجهل - العذر بالجهل في الأشياء الخفية

28 / 50 محاضرة

حلقة 728: حكم من دخل عليه رمضان وهو لم يعلم إلا بعد الفجر - نصيحة الاهل من البدع والشرك - لا يحج الإنسان عن غيره قبل أن يحج لنفسه - ليس لأفراد القبيلة من مهر المرأة شيء - العذر بالجهل - العذر بالجهل في الأشياء الخفية

1-  كنت في الصحراء قبل دخول شهر رمضان، وأعلن دخوله وأنا هناك ولم أعلم، وبعد أن صحوت من النوم جاء أصدقاء لي وأخبروني بدخول الشهر، فأعلمتهم أنني لن أتسحر ولم أعزم على الصيام، فقالوا: ليس عليك شيء، علماً بأنني لم آكل ولم أشرب شيئاً، فهل علي شيء؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإذا كان الخبر وصل إليك بعد الفجر وأنت لم تنو ولم تعلم فإن عليك القضاء يلزمك الإمساك وعليك القضاء، كما لو جاءت البينة إلى المسلمين بدخول الشهر في أثناء النهار -في الضحى أو الظهر- جاءت البينة الشرعية بأنه رُئي البارحة فإنهم يصومون بقية النهار ويقضون ذلك اليوم, وهكذا الواحد الذي طلع عليه الفجر وهو لم يعلم ثم بلغ بعد الفجر أنه صيام فصام فإنه يقضي ذلك اليوم مع كونه يجب عليه الإمساك.
 
2-   أنا أقوم بتحذير ونصح أهلي وبعض المسلمين من الانزلاق في البدع والخرافات، كزيارة أهل الأضرحة، وذهاب النساء إلى القبور، وإقامة بدعة المأتم، كاستئجار المقرئين للميت، ثم جاءني بعض الطلبة وقال: إنك تقوم بما يقوم به المفتي، والرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- يقول: (أجرؤكم في الفتوى أجرؤكم على النار)، أو كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هل صحيح ما قاله صاحبي جزاكم الله خيراً؟
الواجب على المسلم أن يدعو إلى الله -عز وجل- وأن يوضح لإخوانه المسلمين ما يجب عليهم وما يحرم عليهم, وأن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر إذا كان عنده علم وعنده بصيرة؛ لأن الله أمر بهذا, أمر عباده المسلمين بالدعوة إلى الله وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأمرهم بالتعاون على البر والتقوى قال الله -عز وجل-: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (71) سورة التوبة. وقال -عز وجل-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125) سورة النحل. فإذا كان عند المسلم أو المسلمة علم وبصيرة فإن عليهما الدعوة إلى الله وتبصير الناس بما يجب عليهم وما يحرم عليهم كما يدعون إلى الله الكفار، ويرشدونهم إلى دين الإسلام ويوضحون لهم محاسنه وأحكامه, هكذا مع إخوانهم المسلمين يدعونهم إلى الله الرجال والنساء يدعونهم إلى الله وينصحونهم، ويوجهونهم إلى الخير, وأعظم ذلك ما يتعلق بالكفر والشرك والعقيدة, وكونه ينصح عُبَّاد القبور الذين يدعون الموتى ويعكفون على الأضرحة ويسألون الميت قضاء الحاجة أو شفاء المريض أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك يعني هذا من الكفر بالله وهذا من عبادة الأوثان وهذا من شرك الجاهلية، وهكذا زيارة القبور للنساء، الرسول نهى عن زيارة القبور للنساء ولعن زائرات القبور، فإذا نصحهم لله وقال: هذا لا يجوز لكن، لا تزوروا القبور فقد أحسن، وهكذا النهي عن زيارة أهل البدع والعمل بما يقولون, إلا إذا كان يزروهم لينصحهم، ليدعوهم إلى الله ويعلمهم شر ما هم عليه من البدع، إذا كان عنده علم هذا مأجور هذا من الجهاد في سبيل الله, وكونه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويزور أهل البدع للدعوة إلى الله وتعليهم الحق وإنكار البدعة عليهم بالطرق المناسب لعل الله يهديهم على يديه هذا مأجور وهذا من الجهاد في سبيل الله، والذي ينهاه عن ذلك قد أخطأ الذي ينهى أهل العلم إلى أن يدعو إلى الله فقد أخطأ وغلط, بل هذا واجب أهل العلم أن يدعوا إلى الله وأن يعلموا الناس الخير وأن يرشدوهم إلى طاعة الله ورسوله، ويحذروهم من البدع وأهلها، وأن يأمروهم بتوحيد الله والإخلاص له، ويحذروهم من الشرك بالله الذي هو عمل الجاهلية عمل عباد الأوثان، أما حديث (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) فهو حديث مرسل، ليس بثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو مرسل رواه الدارمي عن عبيد الله بن أبي جعفر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعبيدة بن أبي جعفر هذا تابعي ليس بصحابي فهو مرسل، يقول عبيد الله رحمه الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) وهذا لو صح فالمراد منه التحذير من الفتيا بغير علم، أما الفتوى بعلم فهي واجبة على الناس أن يبينوا وعلى أهل العلم أن يبينوا وأن يدعوا إلى الله -جل وعلا- ولقد بعث الله الرسل دعاة يبينون الحق وهكذا أتباعهم من العلماء هم خلفاء الرسل فعليهم أن يبينوا الحق وأن يفتوا بالحق, أما من ليس عنده علم فليس له أن يتكلم إلا عن علم، قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) سورة الأعراف. فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك لعظم خطره؛ ولأن الشرك من القول على الله بغير علم، وقال -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم أيضاً: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (168-169) سورة البقرة. فأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر الناس بالقول عليه بغير علم, فالواجب الحذر من القول على الله بغير علم، وقد حرمه الله وحذر منه وأخبر أنه في مرتبة فوق الشرك وأخبر أنه مما يأمر به الشيطان، فالواجب على أهل العلم أن يبينوا وأن يتبصروا, وعلى الدعاة إلى الله والمفتين أن لا يتكلموا إلا عن علم وأن لا يفتوا إلا عن علم؛ لهذه الآيات الكريمات ولغيرها من الأدلة الدالة على تحريم القول على الله بغير علم والله المستعان. جزاكم الله خيراً  
 
3-  هل يجوز للإنسان أن يحج لغيره قبل حجته؟ جزاكم الله خيراً.
ليس للإنسان أن يحج عن غيره إلا بعد أن يحج، كما صح بهذا الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع رجلاً يقول: (لبيك عن شبرمة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: من شبرمة؟ قال: أخٌ لي وقريب لي، قال: حججت عن نفسك، قال: لا، قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة), لكن لو أخرج مالاً لبعض الناس يحج به لا بأس، أما أن يحج بنفسه لا, ليس له أن يحج عن غيره بنفسه قبل أن يحج عن نفسه، بل يبدأ بنفسه فيحج, أما لو أعطى إنساناً مالاً فيحج عن أبي أو عن أخي فلا حرج في هذا. جزاكم الله خيراً.  
 
4-   لدى أهل قريتنا عادة، وهي: إذا زوج الرجل موليته لرجل من خارج القرية أخذ أهل القرية من ولي المخطوبة مبلغاً معيناً يسمونه (مكسر)، فما حكم ما يفعلون؟ جزاكم الله
ليس لهم أن يلزموه بذلك, ليس لهم أن يلزموا ولي المرأة بمكسر ولا غيره، بل مهرها لها وليس لوليها، إلا الأب فله أن يأخذ منه ما لا يضرها, الأب له أن يأخذ من مهر ابنته ما لا يضرها, أما بقية الأولياء فليس لهم حق في المهر بل المهر كله للمرأة, وليس له أن يعطي القبيلة منه شيئاً سواءٌ سمي مكسراً أو غير ذلك, لكن إذا سمحت المرأة بذلك لمصلحة شرعية لأهل بلدها أن يأخذوا من مهرها ما اعتادوه لمصلحة الفقراء أو لمصالح أخرى لمصلحة القرية ورضيت بذلك وهي رشيدة فلا حرج في ذلك، أما أن يؤخذ من مهرها بغير رضاها، أو يؤخذ من مهرها شيء وهي غير رشيدة –صغيرة- ليست برشيدة أو ليست بثابتة العقل فلا، لا بد أن تكون رشيدة عندها عقل عندها رشد تحسن التصرف بمالها فإذا سمحت بشيء من مهرها لمصلحة القبيلة.........قومها فلا بأس أو مصلحة الفقراء أو غير هذا من الأمور الشرعية المباحة. جزاكم الله خيراً.   
 
5-   هل يعذر الإنسان بجهله، مثلاً: رجل زار قبور الأولياء بنية التبرك بهم، مع أنه لا يعلم أن ذلك الفعل من الشرك الأكبر، مع بيان وتوضيح الأدلة من الكتاب والسنة؟ جزاكم الله خيراً
أمور العقيدة التي تتعلق بالتوحيد والشرك لا يعذر فيها بالجهل وهو بين المسلمين ويسمع القرآن والأحاديث ويستطيع أن يسأل لا يعذر بدعوة القبور والاستغاثة بالأموات وأشباه ذلك, بل يجب عليه أن يتعلم ويتفقه وليس له أن يتساهل في هذا الأمر وقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه أن يستغفر لأمه وهي ماتت في الجاهلية فلم يؤذن له، وقال: (إن أبي وأباك في النار) لما سأله رجل عن أبيه قال: (إن أبي وأباك في النار) وقد مات في الجاهلية، قال جمع من أهل العلم إنما ذلك لأنهما ماتا على علم بشريعة إبراهيم, وشريعة إبراهيم النهي عن الشرك فلعل أمه بلغها ذلك فلهذا نهي عن الاستغفار لها, ولعل أباه بلغه ذلك فلهذا قال: (إن أبي وأباك في النار), فإذا كان أبوه -صلى الله عليه وسلم- وأمه لم يعذرا وهما في حال الجاهلية، فكيف بالذي بين المسلمين وعنده العلماء ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث, فالحاصل أن هؤلاء الذين يعكفون على القبور ويستغيثون بالأموات غير معذورين بل يجب عليهم أن يتفقوا في الدين وأن يسألوا أهل العلم وأن لا يبقوا على حالهم السيئة, والآيات تعمهم الأحاديث. جزاكم الله خيراً. 
 
6-  متى يعذر الإنسان بالجهل؟ لو تكرمتم
يعذر بالأشياء الخفية، لاسيما في بعض الأحكام الشرعية قد تخفى على العامي حتى يتعلم, أما الذي بين المسلمين لو قال ما أدري عن الزنا ما يعذر وهو بين المسلمين، الزنا معروف عند المسلمين أنه حرام, فلو قال ما عرفت أن الزنا حرام ما يعذر بهذا، أو قال ما عرفت أن الخمر حرام وهو بين المسلمين لا يعذر، لكن في بعض المسائل التي قد تخفى في مسائل الأحكام الدقيقة قد يعذر فيها الإنسان من أجل كونه ليس من أهل العلم، كذلك لو قال ما أعلم أن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ممنوع ما يعذر بهذا؛ لأن هذا هو أصل التوحيد وأصل الدين، والله أنزل القرآن للنهي عن هذه الأمور والقضاء عليها، وبين حال المشركين وحذر من أعمالهم. جزاكم الله خيراً.    
 
7-  قال الله تعالى: فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي (24) سورة مريم. من هو المنادي: هل هو عيسى -عليه السلام-
الصواب أنه عيسى، نعم, الله أنطقه وتكلم، ولهذا لما سألوها عن أمرها، أشارت إليه فقالوا: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) سورة مريم. فتكلم وقال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ (30) سورة مريم. فدل على أنها فد علمت أنه يتكلم وهو في المهد بكلامه لها سابقاً بقوله: أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) سورة مريم. فالمقصود أن الصواب في الآية أن المتكلم من تحتها هو عيسى -عليه الصلاة والسلام-. جزاكم الله خيراً. 
 
8- رجل تزوج امرأة على أن يحللها لزوجها الأول، وبعد الزواج رفض أن يطلقها، فما هو توجيهكم؟
إذا كانت النية تحليلها لزوجها فهذا نكاح باطل، وصاحبه ملعون -نعوذ بالله من ذلك- الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن المحلل والمحلل له، وهو نكاح ملعون صاحبه وهو فاسد لا يحلها لزوجها الأول ولا للثاني الذي نكحها بنية التحليل ولو رغب فيها, بل يجب عليه أن يطلقها طلقة واحدة لإبطالها من العقد الفاسد وإزالة شبهته وبعد ذلك هي مخيرة إن شاءت تزوجت الثاني وإن شاءت تزوجت على غيره بعد خروجها من العدة إذا كان وطئها, إذا خرج من العدة في ثلاث حيض إن كانت تحيض أو ثلاثة أشهر إن كانت كبيرة لا تحيض أو صغيرة لا تحيض إذا خرجت من العدة فهي تنكح من شاءت غير زوجها الأول حتى يتزوجها زوج شرعي ويطأها، يتزوجها زوج شرعي ما أراد التحليل، ثم طلقها أو مات عنها فتحل لزوجها الأول، أما هذا الذي أراد التحليل ولو وطئها لا تحل لزوجها الأول وهو عاصٍ بعمله ملعون كما في الحديث يجب عليه أن يفارقها بطلقة واحدة ثم بعد التوبة وخروجها من العدة له أن يتزوجها من جديد إذا أرادت ذلك. جزاكم الله خيراً.   
 
9- لقد حدث شجارٌ بين والدتي الكبيرة في السن وزوجتي على موضوع ما، فغضبت لأنها رفعت صوتها على أمي، ثم قلت لها من غير يمين طلاق ما عدتي جالسة في بيتي، ثم ردت عليّ: أنا بريء منك (ثلاث مرات)!! ثم ذهبت إلى بيت أبيها في نفس اليوم، ومكثت شهراً في بيت أبيها، وعندما أردت السفر إلى الخارج قالت لي والدتي: اذهب وأرجع زوجتك إلى أولادها، علماً بأنني خلفت منها ثلاثة أولاد قبل السفر، وعندما قابلت والدها بعد الشهر قال لي: اذهب فوراً وأحضر المأذون الشرعي من أجل أن أطلق ابنتي منك، فعدت إلى بيتي وفي الليل وفي نفس اليوم سمعت صوتاً ينادي بالليل، أي: يدق الباب ففتحت الباب وإذا بها زوجتي فدخلت إلى بيتها غصباً عن أبيها لأنها لا تريد الطلاق وبقيت في بيتها، وخلفت بنتاً بعد اليمين المذكورة دون أن أحضر فتوى من أي أحد، أرجو منكم أن تفيدوني جزاكم الله خيراً هل ما صدر مني يعتبر طلاقاً، علماً بأن والدها مقاطعها منذ سنتين ولا يراها ولا يبرها بأي شيء جزاكم الله خيراً؟ 
إذا كان مقصودك الطلاق عندما قلتِ ما تبقين عندي فهذه طلقة واحدة ومراجعتك لها صحيحة........ إياها بعدما رجعت إليك بنية الرجعة إذا ما كنت طلقتها قبل هذا طلقتين، أما إن كنت ما أردت الطلاق قلت هذا الكلام من دون نية الطلاق فإنه لا يقع به شيء وزوجتك باقية في عصمتك، وعليك وعليها أن تجتهدا في إرضاء أبيها؛ لأن العقوق من الجرائم العظيمة فعليك أنت والمرأة أن تجتهدا في إرضائه والتوسل إليه بالطيبين من أصحابه حتى يشفعوا إليه ليسمح عنها ويرضى عنها، نسأل الله للجميع الهداية. جزاكم الله خيراً. 
 
10- هل الأضاحي بالذكور مثل: الخراف أو التيوس المخصية هل يجوز للإنسان أن يضحي بها؟
نعم، الضحية مشروعة في الذكور والإناث، من الغنم والماعز والضأن ومن الإبل ومن البقر كلها سنة مشروعة، سواءٌ كان المضحى به من الذكور أو من الإناث تيس أو كبش أو شاة أو بقرة أنثى أو بقرة ذكر وهكذا البعير وهكذا الناقة، كلها ضحايا شرعية إذا كانت بالسن الشرعي جذع ضأن,ثني معز ثنية من البقر وثنية من الإبل والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي بكبش من الذكور فالذكر من الضأن أفضل -كبش من الضأن أفضل- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحي بكبشين أملحين، فهما أفضل من الإناث وإن ضحى بالإناث فلا بأس, أما الماعز فالأفضل بالأنثى وإن ضحى بالتيس فلا بأس قد تم سنة. جزاكم الله خيراً. 
 
11- هل في سماع الأغاني والأشعار إثم على سامعها، وما الدليل القاطع على ذلك؟
الأشعار باللغة العربية أو بأي لغة إذا كانت في الخير والدعوة إلى الخير والثناء على أهل الإيمان وبيان أحكام الإسلام أو بيان التحذير من المعاصي أو ما أشبه ذلك إذا كانت في خيرٍ فلا بأس سواءٌ كانت في اللغة العربية أو بغيرها من دون آلات اللهو لا يكون معها آلة لهو لا موسيقى ولا طبل ولا عود ولا كمان ولا غير هذا من آلات اللهو، فلا بأس، أما الأغاني كونها بصيغة الأغاني أغاني النساء وأغاني المتشبهين بالنساء، فهذه عند أكثر أهل العلم ممنوعة لا تجوز، ذهب أكثر أهل العلم بمنعها؛ لأنها تجر إلى الشر بالأصوات التي يأتي بها النساء أو المتشبهين بالنساء تجر إلى الفتنة وربما جرت إلى الميل إلى النساء أو الميل إلى المردان، وأوقعت في فاحشة الزنا أو اللواط، أما إذا كان معها آلة لهو موسيقى أو عود أو كمان أو رباب فإنها لا تجوز، حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على ذلك، أما مجرد أغاني من دون آلة لهو، فالأكثرون على تحريم ذلك؛ لأنه وسيلة إلى الشر، أما إذا كانت باللغة العادية أو باللغة العربية أو باللغة العادية ليس فيها فتنة، وكان مضمونها الحق والدعوة إلى الخير وإنكار الباطل فهذه لا بأس بها, كما كان الصحابة ينشدون الأشعار عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقرهم به بل يأمرهم بهجاء المشركين، كما كان يأمر حسان بهجاء المشركين بالأشعار العربية التي تنصر الحق وتهجو الباطل. جزاكم الله خيراً.   
 
12- هل على الإنسان إثم في قتل الحيوانات البرية الأليفة منها وغير الأليفة، إذ أني أرى بعض الناس ليس له عمل إلا صيد الحيوانات، وهو ليس جائع، ويصطاد الثعالب، والأرانب، والضباع، والذئاب، والوبار، والغزلان، والطيور بشتى أنواعها، كيف ذلك والدين الإسلامي أمر بالرفق بالحيوان؟
إذا كان لمصلحة شرعية ليأكل أو يبيع كأن يصيد الحبارى والضبا والأرانب وغير هذا من الأشياء المباحة ليأكلها أو ليبيعها فلا بأس، أما إذا كان يصيدها ليقتلها ويتركها فهذا لا ينبغي، أقل أحواله الكراهة الشديدة فلا يصيد حيواناً مأكولاً إلا لمصلحة إما ليأكل أو ليطعمه الفقراء ويهديه أو يبيعه أما للعب فلا يجوز، فهذا لعب لا ينبغي للمؤمن أن يفعله، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن الصيد إلا لمأكلة، يعني ليؤكل وينتفع به، أما الحيوانات الأخرى المحرمة فإن كانت تؤذي الناس فهو مأجور في قتلها، أما إذا كانت لا تؤذي الناس فلا يشرع له تتبعها وهي لا تؤذي أحداً سواءٌ كان ثعلباً أو غيره، أما إذا كان قد آذى الناس فإنه يقتل كالثعلب الذي يصيد دجاجهم أو حمامهم أو الذئب الذي يأكل غنمهم يقتل، أما أن يتتبع سباعاً لا تؤذي أحداً ولا تضر أحداً فلا ينبغي ذلك لعدم الفائدة وعدم المصلحة. جزاكم الله خيراً  
 
13- أحفظ قولاً هو: (لا تسرفوا في الماء ولو كنتم على نهر جار)، هل هذا حديث؟
نعم، يروى عن سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن الإسراف ولو كان على نهر جارٍ، والآية تعم ذلك, الله قال: وَلاَ تُسْرِفُواْ (31) سورة الأعراف. الآية تعم ذلك وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة) فالمؤمن مأمور بالاقتصاد في كل شيء منهي عن الإسراف في كل شيء حتى الماء حتى في الوضوء والغسل يقتصد. جزاكم الله خيراً. 
 
14- النفخ في الصور: ما هو الصور؟ وهل هو قرن أم ماذا؟
نعم، قرنٌ عظيم ينفخ فيه إسرافيل نفخة أولى بالموت والفزع، والنفخة الثانية، بالبعث والنشور، هاتان النفختان جاء بهما القرآن الكريم، إحداهما يقال لها نفخة الصعق ويقال لها نفخة الفزع وبها يموت الناس، والثانية نفخة البعث، وقال جماعة من العلماء إنها ثلاث، نفخة الفزع و..... يفزعوا الناس....قبل، ثم تأتي بعدها نفخة الموت، ثم نفخة البعث والنشور، وقد جاءت هذه الثلاث في حديث الصور، ولكنها ضعيفة روايات حديث الصور ضعيفة, والمحفوظ نفختان فقط كما دل عليهما كتاب الله العظيم في سورة النمل وفي سورة الزمر نفختان، نفخة الموت ويقال لها نفخة الفزع والصعق، والثانية نفخة البعث والنشور.

388 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply