حلقة 743: نكاح الشغار أو نكاح البدل - ماذا تفعل المحادة - امرأة نامت وطفلها بجوارها فكأنها كتمت أنفاسه أو انقلبت عليه فأصبح ميتا - قيمة الرقبة اليوم - الغياب ثلاث سنوات عن الزوجة - الطبيب إذا ضرب الإبرة لامرأة وهو صائم هل عليه شيء

43 / 50 محاضرة

حلقة 743: نكاح الشغار أو نكاح البدل - ماذا تفعل المحادة - امرأة نامت وطفلها بجوارها فكأنها كتمت أنفاسه أو انقلبت عليه فأصبح ميتا - قيمة الرقبة اليوم - الغياب ثلاث سنوات عن الزوجة - الطبيب إذا ضرب الإبرة لامرأة وهو صائم هل عليه شيء

1-   أنا رجل مسلم اتفقت أنا ورجل مسلم آخر وزوَّجته أختي وزوجني بنته، وأنجبت بنته مني تسعة أولاد، وأنا أحبها؛ لأنها صاحبة دين وخلق، هل زواجي صحيح، وإذا لم يكن زواجي صحيحاً كيف أعمل؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، أما بعد: فهذا الزواج فيه تفصيل: فإن كنت اشترطَّ عليه وشرط عليك هذا الزواج فهذا يسمى نكاح الشغار، وقد نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة، والشغار أن يقول الرجل: زوجني بنتك وأزوجك بنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي أو بنتي، أو يقول نحو ذلك، كابن أخيه ونحو ذلك، هذا يقال له: الشغار، ويقال له عند بعض الناس: نكاح البدل، فإذا كنت حين زوجته أختك وزوجك بنته عن اشتراط بينكما فهذا يسمى نكاح الشغار، وعليكما أن تجددا العقد، إذا كان كل واحد يرغب في زوجته وهي ترغب فيه فيجدد النكاح بمهر جديد وشاهدين، تقول: زوجتك، وهو يقول: زوجتك، أنت تقول: زوجتك أختي، بمهرٍ جديد ولو قليلاً، بحضرة شاهدين عدلين إذا كانت راضية وهو كذلك إذا كانت بنته إذا كانت تريدك يقول: زوجتك، وتقول: قبلت، ولو بمهرٍ قليل كمائة ريال أو مائتين أو أكثر بحضرة شاهدين، وينتهي الأمر، والحمد لله، وما مضى معفوٌ عنه لأجل الجهل وأولادكم لكم، أولادك وأولاده كل واحد أولاده تابعون له للجهل، والله يعفو عما سلف بسبب الجهل، سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا في كتابه الكريم: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (286) سورة البقرة، فقال الله: (قد فعلت)، أما إن كنتما لم تشترطا بل خطب منك وخطبت منه فقط فالنكاح صحيح ولا حرج، خطب أختك وخطبت بنته من دون مشارطة فالزواج صحيح ولا حرج عليكما والحمد لله. 
 
2-   إن والدي توفي منذ قرابة الشهر والنصف، والمشكلة تكمن فيما يتناقله الناس عن ماذا يجب على المرأة في فترة الحداد، فمنهم من يقول: إنه لا يجوز أن تمشي المرأة على الأرض بدون حذاء!! لأنها قد تكون تمشي على كبد المتوفى!! وأيضاً يقولون: لا يجوز للمرأة أن تسلِّم على امرأة متزوجة ويكون زوجها غير محرم لهذه المرأة التي في الحداد! وأيضاً يقولون: إنه لا يجوز نقل السلام من شخص ما إلى هذه المرأة التي في الحداد، أو أن تنقل هذه المرأة السلام إلى شخص كأن تقول: أبلغوا سلامي إلى فلانة أو فلان يسلم عليك وهكذا! أفيدوني أفادكم الله؛ لأن والدتي في حيرة من أمرها، وتتمنى من الله أن يوفقكم لما فيه خير المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
كثيرٌ من الناس يقولون عن المحادَّة أشياء لا أساس لها، ويأتون بخرافات لا أساس لها، وهذه منها، هذه التي ذكرت السائلة منها، فلا بأس أن تنقل السلام، ولا بأس أن يُسلَّم عليها، ولا بأس أن تسلم على زوجة غير محرمها، وعلى من شاءت من الناس، ولا بأس أن تمشي حافية في بيتها، كل ذلك لا بأس لا حرج فيه، والذي يُطلب من المحادة أن تلاحظه خمسة أمور، ينبغي أن تحفظ، خمسة أمور يطلب من المحادة الذي توفى عنها زوجها يطلب منها أن تراعيها دلت عليها النصوص: الأول: أن تبقى في البيت الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه تبقى فيه، المحادة إذا تيسر ذلك تبقى في البيت إذا كان البيت ملكاً لزوجها أو مستأجر أو يمكن إكمال العدة فيه تبقى فيه حتى تنتهي العدة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفريعة بنت مالك لما مات زوجها: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله) (امكثي -يعني اسكني- في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)، يعني حتى تنتهي العدة، إلا إذا كان هناك مانع، مثل البيت ليس لزوجها بل مستأجر وتمت المدة ويريده أهله فلا بأس تخرج، أو انهدم البيت أو ليس عندها من يؤنسها تخاف من الجلوس فيه، تخرج إلى أهلها إلى محل آمن، يعني تخرج بعذر شرعي وإلا تبقى في البيت، ولا بأس بخروجها من البيت لحاجة كأن تشتري حاجة من السوق طعام أو غيره من الحاجات، أو تذهب إلى الطبيب المستشفى لا بأس، أو تخرج إلى المحكمة لها دعوى أو وكالة تخرج لا بأس لحاجة. الأمر الثاني: أن تكون الملابس غير جميلة، الملابس العادية ليس جميلة، تلبس ملابس غير جميلة،؛لقوله -صلى الله عليه وسلم- في المحادة: (ولا تلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصَْب) قال العلماء: معناه ثوب مصبوغ يعني صبغ جميل يعني فيه جمال يلفت النظر، أما ثياب العصب فهي غير جميلة، فإذا كانت الملابس غير جميلة فلا بأس، سواءٌ كانت سوداء أو غير سوداء ما هو بلازم سوداء، سوداء أو خضراء أو حمراء أو صفراء لا بأس، لكن تكون غير جميلة. الأمر الثالث: عدم الحلي، لا تلبس الحلي لا الذهب ولا الفضة ولا الماس ولا الخواتيم كله لا تلبس شيء، إذا كانت عليها تزيلها؛ لأن الرسول نهى عن لبس الحلي للمحادة. الرابع: عدم الطيب بالبخور أو بماء الورد أو بالعود أو بنحوه من الأطياب، إلا إذا كانت تحيض، شابة تحيض، إذا طهرت لا بأس أن تتعاطى بعض البخور عند الطهر. الخامس: عدم الكحل والحناء، لا تكتحل؛ لأن الرسول نهى أن تكحل عينها، أما الدواء لا بأس، تداوي عينها بالصبر بالـ....، دواء لا بأس، أما الكحل الذي للزينة لا، كذلك التحني لأنه زينة فلا تتحنى، هذه خمسة أمور تراعيها، والباقي ما عليها شيء، الباقي كونها تلبس ملابس جديدة لكن ما هي بجميلة، كونها تمشي حافية، كونها تغتسل كل يوم، أو كل يوم وراء يوم، كونها تغير ملابسها لا بأس، تتروش متى شاءت، تغير ملابسها متى شاءت، تكشف رأسها إذا كان ما عندها أجنبي، تكشف رأسها في حال جلوسها أو في حال نومها لا بأس، تمشي في خُفٍّ أو في غير خف في جوارب أو غير جوارب لا بأس، تذهب إلى السطح إلى ...!! في السطوح لا بأس، إلى الحوش إلى الحديقة في البيت لا بأس، كل هذه الأمور ما عدا الخمسة المذكورة لا حرج عليها، والحمد لله، تسلم في التلفون تتكلم في التلفون حاجاتها، ترد على التلفون، من جاء يسلم عليها بعض أقاربها ترد عليهم، لكن لا تخلو بأحد لا تخلو بأجنبي، ترد عليهم من دون خلوة مع التستر أيضاً، تسلم على النساء تصافحهن، تصافح محارمها، لا بأس أخوها عمها تصافحه، النساء تصافحهن قريبات أو غير قريبات، كل هذا لا بأس به ما عدا الخمسة الأشياء التي ذكرنا، وفق الله الجميع.  
 
3-  امرأة نامت وطفلها بجنبها، ويبدو أنها كتمت أنفاسه، أو انقلبت عليه فأصبح ميتاً، ويسألون عن الحكم؟
إذا كانت تعلم أنها قتلته بالنوم عليه أو بطرح ثوب عليه يقطع نفسه أو ما أشبه ذلك فعليها الكفارة، أما إذا كانت لا تعلم فليس عليها شيء، هذا يرجع إليها: إن كانت تعلم أنها نامت عليه، أو غطته بشيء ثقيل كالمطرحة أو الكنبل فقطع نفسه عليها الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، ستين يوماً، هذه الكفارة، أما الدية فعلى العاقلة، إذا ثبت أنها قتلته خطأ منها على العاقلة وهم العصبة، إن لم يسمح أولياء الطفل، فالمقصود أن عليها الكفارة، والكفارة عتق رقبة مؤمنة، يوجد في بعض أفريقيا عبيد يباعون، فإن لم تجد تصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، هذا كله إذا تيقنت أنها قتلته، أما إذا كانت لا تدري ما أسباب موته فالأصل براءة الذمة ولا يلزمها شيء، والحمد لله.  
 
4-  كم يكلف بالريالات عتق الرقبة -لو تكرمتم سماحة الشيخ-؟
هذه الأيام نشتريها بنحو تسعة آلاف وتارة بعشرة آلاف وتارة بإحدى عشرة ألف ونحو هذه القيمة. 
 
5-  أنا صومالي وأعمل في المملكة وغبت عن زوجتي ما يقرب من ثلاث سنوات، فماذا يكون عليَّ، وبما تنصحونني في المستقبل؟
هذه المدة طويلة لا ينبغي لك فعلها، لكن إذا كانت قد سمحت عنك ورضيت فلا بأس، وإلا فالذي ينبغي لك أن لا تطول المدة، يروى عن عمر -رضي الله عنه- بن الخطاب أمير المؤمنين أنه وقت للجنود ستة أشهر، والوقت الحاضر قد تكون الستة طويلة أيضاً لكثرة الشرور وقلة الاحتراز من النساء، فينبغي للرجل أن لا يطوِّل، إما أن ينقلها معه في محل عمله، وإما أن يرجع إليها بين ثلاثة أشهر أربعة أشهر حتى يقضي حاجته ويقضي حاجتها ويعيش أحوالهم ويقضي حاجاتهم، فإذا كان ولا بد ستة أشهر وهي طويلة أيضاً، فالمقصود أنه يجتهد المؤمن في عدم التطويل مهما استطاع أو ينقلها معه حرصاً على سلامتها وسلامته، هو على خطر وهي على خطر، كلٌ منهما يحرص على السلامة. 
 
6-   نظراً لأني طالب بكلية طب الأزهر، وبحكم المهنة فإني أقوم بحقن المسلمين لوجه الله تعالى في بلدتي، راجياً المثوبة من الله تعالى، وهؤلاء الناس كثير منهم من النساء، ممن لا يحل لي مسهن ومصافحتهن، مع العلم بأنه لا توجد نساء ليقمن بهذه المهمة بدلاً مني، وتضطرني الظروف إلى ذلك، مما يضطرني أن أمس ما لا يحل لي، علماً بأني والحمد لله مؤمن بالله ولا يخطر ببالي إلا الخير، وأقرأ القرآن وأنا أقوم بهذه المهمة، وكذلك أشترط وجود رجل من أهلها معنا وإذا لم يوجد رجل أجلت القيام بها لحين وجود أحد من أهلها، وحريص على ذلك جداً إن شاء الله، فما حكم ذلك؟ وما الحكم إذا كنت صائماً سواءً كان الصيام فرضاً أو سنة، جزاكم الله خيراً؟
إذا كان الواقع مثلما ذكرت فأنت مأجور ولا حرج عليك، بأن تضرب الإبرة والحقنة للمرأة أو للرجل فأنت مشكور ومأجور، لكن تلاحظ أن لا تخلو بها مثلما ذكرت، يكون ذلك بحضرة رجل، أو امرأة، حتى لا تحصل الخلوة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يخلون رجلٌ بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، فإذا ضربتها في المحل الذي تدعو الحاجة إلى ضربها فيه، لا تكشف إلا محل الحاجة فقط، والباقي مستور تستر نفسها وتحتجب إلا من حيث الحاجة، وأنت كذلك، مهما أمكن تغض بصرك عما قد يبدو إلا محل الحاجة من غير خلوة ولا حرج عليك في ذلك، والحمد لله، ولو كنت صائماً، لا حرج عليك. - سواءٌ كان الصيام فرضاً أو نافلة؟ ج/ سواءٌ كان الصيام فرضاً أو نافلة، لا حرج عليك، لكن إذا أجلت إذا كان هي صائمة أو الرجل صائم إذا أجلت ضربهم في الليل يكون أحسن خروجاً من الخلاف، أما أنت لا شيء عليك، لكن إذا أجلت ضرب الإبرة للرجل أو المرأة إلى الفطر إذا تيسر ذلك فهو أحوط. 
 
7-  ما حكم الإجهاض في الإسلام، وهل يجوز في مدة معينة؟ جزاكم الله خيراً.
هذا فيه تفصيل فأمره عظيم، الإجهاض أمره عظيم وفيه تفصيل: إذا كان في الأربعين الأولى فالأمر فيه أوسع إذا دعت الحاجة إلى إجهاض؛ لأن عندها أطفال صغار تربيهم ويشق عليها الحمل؛ أو لأنها مريضة يشق عليها الحمل فلا بأس بإسقاطه في الأربعين الأولى، أما في الأربعين الثانية بعد العلقة أو المضغة ... هذا أشد، ليس لها إسقاطه إلا عند عذرٍ شديد مرضٍ شديد يقرر الطبيب المختص أنه يضرها بقاؤه فلا مانع من إسقاطه بهذه الحالة عند خوف الضرر الكبير، وأما بعد نفخ الروح فيه بعد الشهر الرابع فلا يجوز إسقاطه أبداً، بل يجب عليها أن تصبر وتتحمل حتى تلد إن شاء الله، إلا إذا قرر طبيبان أو أكثر مختصان ثقتان أن بقاءه يقتلها سبب لموتها فلا بأس بتعاطي أسباب إخراجه حذراً من موتها؛ لأن حياتها ألزم، عند الضرورة القصوى بتقرير طبيبين فأكثر ثقات أن بقاءه يضرها وأن عليها خطراً بالموت إذا بقي فلا بأس، إذا وجد ذلك بالشروط المذكورة فلا حرج في ذلك إن شاء الله، وهكذا لو كان مشوهاً تشويهاً يضرها لو بقي يكون فيه خطر عليها قرر طبيبان فأكثر أن هذا الولد لو بقي عليه خطر الموت لأسباب في الطفل، فهذا كله يجوز عن الضرورة إذا كان عليها خطر، خطر الموت بتقرير طبيبين أو أكثر مختصين ثقتين.  
 
8-   في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما أسفل الكعبين فهو في النار)، وأنا ألبس الجلباب أو البنطلون أسفل الكعبين قليلاً، فما الحكم، علماً بأننا نفعل ذلك لا للخيلاء ولا للرياء؟
ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال -فيما رواه البخاري في الصحيح-: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم!: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم في الصحيح، وهذا وعيد شديد، وفي حديث آخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة)، فجعله من المخيلة من الكبر جنس الإسبال، فالواجب رفع الثياب حتى لا تكون أسفل من الكعبين، النهاية الكعبان، هذا النهاية، هذا هو الصواب، وقال بعض أهل العلم يجوز مع الكراهة إذا كان لغير قصد الرياء، ما قصد الكبر، وإنما تساهل وليس قصده التكبر، فيجوز مع الكراهة لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للصديق لما قال: يا رسول الله إن إزاري يتفلت علي إلا أن أتعهده، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنك لست ممن يفعله خيلاء). قالوا: فهذا يدل على تقييد الأحاديث الأخرى، والصواب أن هذا لا يقيدها وأنه لا يجوز الإسبال مطلقاً، لكن مع القصد مع قصد الكبر يكون الإثم أعظم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) فمع الكبر يكون الإثم أعظم ومع غير الكبر لا يجوز، لأنه وسيلة للكبر؛ ولأنه وسيلة أيضاً للتنجيس والأوساخ، والأصل هو العموم، الأصل الأخذ بالعموم في تحريم الإسبال، هذا هو الأصل، وما جاء في حديث الصديق لا يدل على التقييد إنما هذا في حق من يتفلت عليه ويلاحظه، أما هؤلاء يسحبون ثيابهم متعمدين يرخيه متعمداً لا يتفلت عليه بل يرخيه متعمداً، فهذا مظنة الكبر ومظنة الخيلاء، ثم لو لم يفعل ذلك فهو وسيلة إلى ذلك مع تعريض ملابسه للنجاسات والأوساخ، ومع تجرئة غيره على ذلك فإن غيره يتأسى به، فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية هو تحريم الإسبال مطلقاً، ولكنه مع قصد التكبر يكون الإثم أعظم وأشد. نسأل الله للجميع العافية والسلامة. 
 
9-  أسأل -جزاكم الله خيراً- عن حكم قراءة الشعر وعن حفظه، مع العلم بأني لا أحب الشعر الغزلي وأكرهه!.
الشعر شعران: إذا كان في الحكمة والمواعظ والفوائد لا بأس، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الشعر لحكمة) وقد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- شعر حسان وغيره من الصحابة، فلا بأس، بشرط أن لا يكثر منه وأن لا يشغله عما هو أهم، أما إذا كان الشعر في الفساد والدعوة إلى الفواحش هذا لا يجوز فهو منكر، وهكذا الأغاني الماجنة أو مع آلات اللهو كله منكر، مع الطنبور مع العود مع الكمان مع الموسيقى لا يجوز، فينبغي للمؤمن التحرز من هذه الأشياء والحذر منها، والله المستعان.  
 
10-   حدثونا -لو تكرمتم- عن امرأة عليها أيام من شهر رمضان من عامين أو ثلاثة أعوام، هل تؤدي ما عليها من أيام فقط، أم عليها كفارة، وما كفارتها؟
إذا أخر الإنسان الصيام عاماً أو أكثر من دون عذر فعليه التوبة إلى الله والندم والعزم ألا يعود، وعليه القضاء، وعليه الكفارة الجميع، ثلاثة أشياء: التوبة، وقضاء الأيام التي على الإنسان من رجل أو امرأة، وإطعام مسكين عن كل يوم. أما إن كان لعذر كالمرض فلا شيء عليه إلا القضاء فقط، وأما التساهل فعليه القضاء، وعليه التوبة إلى الله، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم بحسب الأيام، كل يوم عليه نصف صاع يجمعها ويعطيها بيتاً فقيراً أو شخصاً فقيراً كلها، لا بأس، يجمعها ويعطيها بعض الفقراء، في أول الصيام أو في آخر الصيام، هذا إذا كان أخرها عاماً أو أكثر، أما إذا كان قضاها في العام قبل رمضان الآخر في نفس العام قضى هذا لا عليه إلا القضاء، وليس عليه الإطعام. 
 
11-  كيف أعمل حتى يكون فكري محصوراً أثناء تأدية الصلاة؟
عليك المجاهدة عليك أن تجاهدي نفسك حتى تجمعي قلبك وفكرك في الصلاة، إذا كان هناك شواغل نجزيها قبل الصلاة حاجات في البيت نجزيها قبل الصلاة إذا استطعت، ثم تفرغي للصلاة بقلبٍ حاضر، أكل حاضر كلي من الأكل الحاضر، حاجة حاضرة يمكن أن تشوش عليك قدميها يعني سلميها لأهلها اقضيها حتى تأتي الصلاة وأنتِ في حالة خشوع وإقبال؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافع الأخبثان)، الإنسان يلاحظ إذا كان عنده طعام يقضي حاجته، يحس ببول أو غائط يقضي حاجته، له شغل مهم يقضيه، الوقت واسع، بحمد الله، ثم يأتي الصلاة بقلبٍ حاضر خاشع مقبل، هذا إن كانت امرأة في البيت أو مريض، أما إذا كان، لا، رجل فعليه أن يعتني بالشواغل التي عنده يعتني بها قبل الصلاة، ثم يذهب إلى المسجد ويصلي مع الناس بقلب حاضر خاشع. فالصلاة عمود الإسلام أمرها عظيم، والله يقول سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (1-2) سورة المؤمنون. والنبي عليه السلام يقول: (جعلت قرة عيني في الصلاة)، فالواجب على الرجل والمرأة العناية بهذا الأمر، الرجل يقضي حوائجه قبل الصلاة، قبل الأذان، حتى يتفرغ للصلاة ويذهب إلى المسجد، المرأة كذلك تعتني إذا حضرت الصلاة فإذا هي فارغة مستعدة للصلاة بقلبٍ خاشع، وإذا عرض عارض قدمته ما دام الوقت واسع فالحمد لله، حضر طعام تأكل الطعام، حضر بول أو غائط تبادر تقضي حاجتها ثم تتوضأ، جاءها ضيف تسلم عليه وتقضي حاجته ثم تصلي يعني ما دام الوقت واسعا، حتى تصلي صلاةً مضبوطة قد أقبلت عليها بقلبها حضرت فيها بقلبها وخشعت فيها لله، هكذا المؤمن مع الطمأنينة وعدم العجلة وعدم النقر، الإنسان يركع ويطمئن، ويقول: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمد اللهم اغفر لي" لا يعجل، ثم يرفع ويقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد"، إذا كان إمام أو منفرد، ويطمئن على رفعه ويعتدل ويقول: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"، وهو مطمئن معتدل واضعاً يمينه على شماله على صدره هذا السنة، وإن زاد بعد ذلك قال: "أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، فهذا مشروع يفعله النبي بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، ثم يسجد ويطمئن في السجود يقول: "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى"، ثلاث مرات أو أكثر، أدنى الكمال ثلاث وإذا زاد خمس أو سبع كان أفضل ويدعو في سجوده ويقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" في الركوع والسجود، "سُبُّوح قدوس رب الملائكة والروح"، "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" كل هذا يقال في الركوع والسجود، ولكن في السجود يدعو زيادة، يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم أصلح قلبي وعملي اللهم ارزقني الفقه في دينك، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين"، ونحو هذا من الدعوات في سجوده، النبي عليه السلام قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكن)، يعني حريٌ أن يستجاب لكم، فالمقصود من هذا كله أن الإنسان يعتني بالأسباب التي تعينه على الخشوع قبل الدخول في الصلاة، حتى يحضر بها بقلبه وحتى يطمئن ويخشع لربه؛ لأن الصلاة لها شأن عظيم، ولبها وروحها الخشوع، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

397 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply