حلقة 737: كثرة الوساوس في الوضوء - حكم من أفطرت من رمضان ولم تعلم عدد الأيام - حكم تصدق الولد على الفقراء ووالده مدين - حكم السكن مع أناس يشربون الخمر - حكم الأكل مع من يسب ويشتم - تعارف أهل البرزخ - بنات من تحرم عليك

37 / 50 محاضرة

حلقة 737: كثرة الوساوس في الوضوء - حكم من أفطرت من رمضان ولم تعلم عدد الأيام - حكم تصدق الولد على الفقراء ووالده مدين - حكم السكن مع أناس يشربون الخمر - حكم الأكل مع من يسب ويشتم - تعارف أهل البرزخ - بنات من تحرم عليك

1- إنني أشتكي يا شيخ من كثرة الوساوس في الوضوء، وعند قراءة الفاتحة والتشهد، فإني منذ أن أصبت بهذه الوساوس وأنا لا أعرف الخشوع في صلاتي بسببها ولا أرتاح، وإنني خائفة من أنني ألا تقبل صلاتي، والدتي تغضب علي كثيراً إذا رأتني أطلت الصلاة أكثر من اللازم، وربما تكون قد اكتشفت هذه الحالة، وجهوني سماحة الشيخ جزاكم الله خيرًا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فنصيحتي لك أيتها الأخت في الله؛ أن تتقي الله وأن تحذري عدو الله الشيطان، فإن مكائده كثيرة، ونزغاته متعددة، فالواجب عليك الحذر من ذلك، فاتق الله في صلاتك ووضوئك وقراءتك، احذري وساوس الشيطان، إذا توضأتِ فلا تكرري الوضوء، اجزمي بأنك توضأت والحمد لله، وهكذا في الصلاة لا تكرري في الصلاة اجزمي بأنك صليت والحمد لله، وهكذا في القراءة استمري في القراءة ولا تكرريها اجزمي بأنك قرأت والحمد لله، ولا يحملنك ما يمليه الشيطان من الوساوس على التكرار في القراءة أو الصلاة أو الوضوء اعلمي أن هذا من الشيطان وما حصل في ظنك من أنك قرأت كما ينبغي أو صليت أو توضأت يكفي، ودعي الوسوسة التي لم تقرأي ولم تصلي ولم تتوضأي اتركي هذه الوسوسة واحذريها، ابني أمرك على أنكِ قرأت وأنك توضأت وأنك صليت والحمد لله، واستمري في أشغالك الأخرى واحذري اللين والتساهل مع عدو الله لا تلينين له؛ متى لنتِ طمع فيك وآذاك، وربما جعلك في عداد المجانين، فاتق الله واحذري عدو الله، واتركي الوساوس وبادري بالوضوء من غير تأخير والصلاة من غير تأخير، مع الطمأنينة في الصلاة والإقبال عليها، مع إسباغ الوضوء لكن من دون تكرار من دون إعادة للوضوء، وهكذا في القراءة اطمئني في القراءة وتدبري من غير حاجة إلى تكرار، تقولين ما قرأت تعيدين القراءة، ما صليت تعيدين ما توضأ، لا، كل هذا من الشيطان، نسأل الله أن يعيذنا وإياك من الشيطان.
 
2-   عندما بلغت سن التكليف لم أكن أعلم بالطريقة الصحيحة لأداء الفروض ومن ذلكم الصيام، فكنت أصوم أياماً وأفطر أياماً ولم ينبهني أهلي على هذا الأمر، ولما كبرت أكثر وأكثر أدركت أني كنت مخطئة، كيف أتصرف والحال ما ذكر، ولاسيما وقد أفطرت بعض الأيام ولا أدري كم هي؟
ليك أن تقضي الأيام التي أفطرت بالظن، الذي يغلب على ظنك أنك أفطرت صومي تقضيه والحمد لله، فإذا كان ظنك أنك أفطرت عشرة أيام، عشرين يوماً أكثر أقل فاعملي بذلك ولا حاجة إلى اليقين اعملي بالظن والحمد لله، الذي تظنين افعليه، فإذا شككتِ هل هي عشرة أو خمسة عشر؟ صومي خمسة عشر، شككت أفطرت خمسة عشر أو عشرين صومي عشرين اعملي بغالب الظن والحمد لله ولا شيء عليك، لكن إذا كنت مليئة تستطيعين أن تطعمي أطعمي عن الصيام الذي مر قبل رمضان الماضي، الصيام الذي أخرت قبل رمضان الماضي أطعمي عن كل يوم مسكين زيادة مع الصوم نصف صاع، مقدار كيلو ونصف من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة أو شعير، نصف صاع يقارب كيلو ونصف تقريباً يعطى الفقير، تجمعين ذلك كله وتعطين بعض الفقراء، فقير أو فقيرين يكفي والحمد لله إذا كنت موسرة، أما إذا كنت فقيرة فلا حاجة إلى الإطعام يكفي الصوم والحمد لله، حسب ظنك واجتهادك.   
 
3-   فتاة والدها مدين للناس، وهذه الفتاة أحياناً تعمل وتخيط وتحصل على بعض النقود وتنفقها في وجوه الخير، وتتصدق ببعضها للمساكين والمحتاجين، فهل لها الحق أن تتصدق بفلوسها وتتصرف بها كيف تشاء، أم أن هناك مانع من تصرفها بفلوسها؛ لأن والدها مدين وهي لا تستطيع أن تسدد دين والدها، نرجو الإفادة جزاكم الله خيراً؟ 
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه، وأن يصلح أحوالنا جميعاً، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، ومن الصالحين المصلحين، نسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في اليمن وغيره، وأن يثبتنا جميعاً على دينه، وأن يمنح المسلمين جميعاً في كل مكان الفقه في الدين، والثبات عليه والاستقامة على ذلك. أما هذه الفتاة فإن عملها طيب، ولكن كونها تساعد أباها في قضاء دينه أولى وأنفع؛ لأن بره من أهم المهمات، ولأن المساعدة في قضاء دينه من أهم المهمات، فكونها تساعده في قضاء دينه بما كسبت يدها في الخياطة أو غيرها هذا مقدم على الصدقة على غيره، لأنه يجمع بين البر وبين إعانته على قضاء الدين، فأنا أنصحها وأوصيها بأن تساعد أباها مما يسر الله لها في قضاء دينه، لأن في ذلك مصلحتين عظيمتين إحداهما برها بوالدها، والثانية: مساعدته في قضاء دينه الذي يشق عليه قضاءه، أما إن كان والدها يستطيع قضاء الدين ولكنه متساهل فلا حاجة إلى ذلك، تتصدق وتحسن والحمد لله، وهو يقضي دينه مما أعطاه الله من المال، لكن إذا كان معسراً ومحتاجاً فكونها تساعده وتعطيه من مالها أولى، كونك تساعدين والدك وتعطينه مما يسر الله لك هو أولى من غيره من الفقراء، يسر الله أمرك وأمره وأصلح حال الجميع.    
 
4- أنا بحمد لله مسلم، وأواصل أداء صلواتي الخمس، أسكن مع جماعة لكن هناك بعضاً منهم - سامحهم الله - يتناولون الخمر في داخل الغرفة، علماً بأنني أصلي فيها وأتناول الطعام معهم، فهل تجوز صلاتي وتناول طعامي؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله الذي وفقك للاستقامة، ونوصيك بأن تجتهد في نصيحة هؤلاء الذين يشربون الخمر، وتدعو لهم بالتوفيق والهداية، وتوصي إخوانك أيضاً بأن يساعدوك في نصيحتهم حتى يتوبوا من هذا العمل السيئ ومن هذه الكبيرة العظيمة، وصلاتك في الحجرة لا يضر وإن فعلوا فيها ذلك، صلاتك فيها النافلة لا حرج في ذلك، وأكلك معهم إذا كان ذلك على سبيل توجيههم إلى الخير والنصيحة لهم هذا كله طيب، أما إذا أبو وشربوا الخمر وأنت حاضر لا، لا تجلس معهم، ولا تأكل معهم على مائدة يدار عليها الخمر، أما إذا كنتَ تنصحهم ولا يشربون الخمر وأنت حاضر، توجههم إلى الخير وتنصحهم ولكن لا يشربون الخمر وأنت حاضر، لكنك تعلم أن بعضهم يشرب الخمر فلا يمنعك ذلك من الجلوس معهم ونصيحتهم والأكل معهم حتى يهدي الله من كان يشرب الخمر منهم، وحتى يرجع إلى الصواب بأسبابك إن شاء الله.   
 
5-  هنالك شخصٌ يطل علينا بين الحين والآخر، لكنه يكرر السب والشتم، فهل يجوز معه أكل الطعام وغيره؟
هذا مثلما تقدم ينصح ويوجه إلى الخير لعله يستجيب وإلا فأبعدوه عنكم ولا يكون معكم لأن مثل هذا يضركم، إذا كان سباباً لعاناً ينبغي إبعاده فإذا لم تستطيعوا إبعاده فابتعد أنت عنهم ما دام يعلن سبه وشتمه معكم على الطعام والمجالس؛ ينبغي أن لا تحضرها إلا إذا كان حضورك ينفع في ردعه عن باطله، وفي إسكاته عن هذه الجرائم أو يساعدك الإخوان عليه حتى يسكت فأنت في جهاد وعملٍ صالح، أما إذا كانوا لا يساعدونك بل يبقى يسب ويتكلم ويلعن ويفعل الأشياء القبيحة والكلام السيئ مثل هذا المجلس ينبغي أن تهجره حتى يزول منه هذا السب.   
 
6-  هل هناك تعارف بين الذين في البرزخ من أهل النعيم وأهل الجحيم؟
لا أعلم هذا، لا أعلم أنه هناك تعارفٌ بينهم، في البرزخ ولا يحضرني شيء في هذا المعنى.    
 
7- إذا حرمت علي امرأة فهل بناتها يحرمن علي؟
هذا فيه تفصيل، إن كانت المرأة أختك فبناتها بنات أختك حرام عليك هي وبناتها لأنك خالهن، أما إذا كانت عمتك أو خالتك فإنها تحرم عليك لأنها خالها وعمة ولكن لا تحرم بناتها لأن بنات الخالة حل، وبنات العمة حل لك أن تتزوج منهن وهكذا لو كانت زوجة أبيك أو زوجة جدك فإنها محرمٌ لك، ولكن بناتها من غير جدك من زوج آخر لسن محارماً لك بل أجنبيات، وإنما حرمت هي عليك لأنها زوجة أبيك أوجدك، لكن بناتها من غير أبيك ومن غير جدك لسن محارم لك إذا لم يكن بينك وبينهن رضاع، فالمقصود أن هذا فيه تفصيل، فالمرأة التي هي محرمٌ لك تكون بناتها محرماً لك إذا كانت أختاً لك أو زوجةً لأبيك أو زوجة لجدك، أو بنتاً لك أو بنت ابن لك فبناتها كذلك محارم، أما إذا كانت خالةً أو عمةً فإن بناتها لسن محارم لك.     
 
8- أود أن أعرف كم عدد ركعات صلاة التراويح، هل عددها ثمان ركعات أو عشرون ركعة، ذلك أنني أرى بعض المساجد يصلون ثمان، والبعض الآخر يصلون عشرين، أفيدونا مأجورين؟ جزاكم الله خيراً.
ليس للتراويح عددٌ محصور بل الأمر فيها واسع والحمد لله، من صلى عشرين أو إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة أو صلى أربعين مع الوتر أو خمسين مع الوتر كله لا بأس به، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى) ولم يحدد عليه الصلاة والسلام، قال: (صلاة الليل مثنى مثنى) ثم قال: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى) فدل ذلك على أنه لو صلى ثمان وأوتر أو عشراً وأوتر أو عشرين وأوتر أو ثلاثين وأوتر أو أكثر وأوتر لا بأس لا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يفعل فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا هو الأفضل، وأن صلى وأوتر بسبع أو تسعٍ أو خمس أو ثلاثٍ فلا بأس في رمضان وفي غيره، والأفضل في رمضان أن يصلي إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا هو الأفضل، وإن صلى عشرين كما فعل الصحابة في عهد عمر - رضي الله عنه - فإنهم في بعض الأحيان صلوا عشرين مع الوتر ثلاثاً الجميع ثلاثة وعشرين لا بأس، فعله أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا صلى بالناس ثلاثة وعشرين لا حرج فيها طيب، وأفضل من ذلك ثلاثة عشرة وإحدى عشرة كما فعل عليه الصلاة والسلام، وإن صلوا أكثر صلوا أربعين وأوتروا بثلاث أو بواحدة كل ذلك لا بأس به فالأمر في هذا واسع والحمد لله، ولا ينبغي فيه الإنكار ولا التشديد من صلى إحدى عشرة فقد أحسن ومن صلى ثلاثة عشرة فقد أحسن وهو أفضل، إحدى عشرة ثلاثة عشرة ومن صلى عشرين وأوتر فلا بأس كما فعل الصحابة في عهد عمر - رضي الله عنه - كل هذا بحمد الله ميسر.   
 
9- هل يجوز لرجل لا يحفظ إلا الفاتحة أن يكون إماماً؟
يجوز أن يكون إماماً ولكن غيره أفضل منه، الذي يحفظ زيادة وعنده علم وعنده سور أخرى أفضل وأولى، وإلا الفاتحة هي ركن تجزئ وتصح الصلاة معها من الإمام والمنفرد والجماعة، لكن وجود إمام يحفظ زيادة على الفاتحة ويصلي بإخوانه أفضل وأولى، إذا كان مستقيماً عدلاً أما إذا لم يوجد من هو مستقيم إلا من يحفظ الفاتحة فقط صلى بهم جماعة، ولكن بحمد الله ميسرٌ له أن يقرأ زيادة ويتحفظ زيادة من الآيات والسور القصيرة إذا اجتهد يسر الله أمره، وإذا لم يقرأ إلا الفاتحة أجزأه ذلك والحمد لله، لكن يلتمسون من يكون عنده حفظ بزيادة عن الفاتحة من أهل الخير لأن ذلك أولى حتى يسمعهم ما يتسر من القرآن بعد الفاتحة اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضي الله عنهم - وبالعلماء المسلمين بعد ذلك، هكذا السنة.    
 
10-  هل من أسباب قسوة القلوب قطع صلة الرحم؟
نعم، جميع المعاصي كلها من أسباب قسوة القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعن قراءة القرآن من أسباب قسوة القلوب، وقطيعة الرحم من المعاصي التي تسبب قسوة القلوب أيضاً، وهكذا عقوق الوالدين أو أحدهما هو أيضاً من أسباب قسوة القلوب، فجميع المعاصي من أسباب قسوة القلوب، فينبغي للمؤمن أن يحذرها ويبتعد منها وأن يتوب إلى الله مما فعل منها، هكذا المؤمن والمؤمنة يجب عليهما التوبة إلى الله من سائر المعاصي لأنها شرٌ عظيم في الدنيا والآخرة ومن أسباب قسوة القلوب ومن أسباب غضب الله في الدنيا والآخرة، ومن أسباب سوء الخاتمة، ومن أسباب العذاب يوم القيامة والبرزخ، فالواجب الحذر منها جميعها، ومن ذلك الغيبة والنميمة والعقوق للوالدين أو أحدهما، وقطيعة الرحم وأكل الربا، وأكل الحرام وكسب الحرام من طريق الخيانة من طريق السرقة من طريق النهب والغصب، إلى غير هذا من سائر المعاصي، ومن ذلك الزنا، وشرب الخمر والعياذ بالله كل هذا من أقبح المعاصي، فيجب على المؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك، والتوبة إلى الله مما سلف عن صدق ورغبة فيما عند الله وندمٍ كامل عما مضى من السيئات وإقلاع منها، وعزم صادق أن لا يعود فيها مخلصاً لله معظماً له سبحانه يرجو ثوابه ويخشى عقابه، وهكذا يجب على كل مسلم ومسلم نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.     
 
11-  هل مرور الإنسان أمام المصلي يقطع صلاته؟
المرور لا يجوز أمام المصلي، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه - يعني من الإثم - لكان يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) وفي بعض الروايات (أربعين خريفاً) أربعين عاماً، وهذا يدل على أن المرور لا يجوز بين يد المصلي ولا بينه وبين سترته أما قطع الصلاة ففيه تفصيل، إن كان المار امرأة أو حماراً أو كلباً أسود قطع الصلاة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل، المرأة والحمار والكلب الأسود، قيل يا رسول الله: ما بال أسود من غيره؟ قال: الكلب الأسود شيطان) فهذه الثلاثة تقطع إذا كان المرور بين يدي المصلي قريباً منه في ثلاثة أذرع، أو بينه وبينه سترة التي أمامه، سترة جدار أو عمود أو كرسي أو عنزة عصا؛ إذا مر بينه وبينها قطع صلاته، واحدة من هذه الثلاثة المرأة إذا كانت بالغة، والحمار والكلب الأسود، أما الصغيرة الطفلة الصغيرة لا تقطع، هكذا الرجل لا يقطع، وهكذا الكلب غير الأسود لا يقطع، وهكذا الهر لا يقطع وهكذا بقية الحيوانات لا تقطع، لكن ينبغي للمصلي أن لا يدعه يمر بين يديه، المصلي يسمح له أن يمنع المار مطلقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، وأراد أحدٌ أن يجتازه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان) والمقصود للمصلي إذا أراد أحدٌ أن يمر بين يديه ولو كان ممن لا يقطع، السنة أن يمنعه من المرور لأنه يشوش عليه صلاته، ولو كان المار رجلاً أو صغير يمنع، أو كان المار دابة شاة أو بعير يمنع إذا استطاع ذلك يمنع، ولكن لو مر لا يقطع صلاته إلا إذا كان المار أحد الثلاثة التي ذكرنا، ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة والحمار والكلب الأسود، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم وفق الله الجميع.   
 
12-  هل صلاة النساء في جماعة أفضل من الانفراد وذلك في أمكنة يجتمع فيها النساء، كمدارس البنات والمستشفيات مثلاً؟
نعم، إذا تيسر أن يصلين جماعة فهو خير، لأنه يتعلم بعضهن من بعض ويستفيد بعضهن من بعض، وقد روي عن عائشة وأم سلمة - رضي الله عنهما - أنهما كانتا تصليان جماعة بالنساء فالحاصل أن وجود ذلك أمرٌ طيب، وفيه فوائد تتعلم كل واحدة من أخواتها والإمامة التي تصلي بهن إذا كانت طالبة علم تنصحن وتعلمهن وتقف بينهن لا أمامهن تقف بينهن وهن عن يمينها وعن شمالها وخلفها، وتصلي بهن وترفع صوتها بالقراءة في المغرب والعشاء والفجر يعني في الأولى والثانية من المغرب والعشاء وفي الفجر أيضاً يصلون الفجر، أما في السرية فتسر في الظهر والعصر والثالثة والرابعة من العشاء والثالثة من الغرب تسر كالرجل.  
 
13-  إذا مرض الإنسان فهناك عبارات دارجة على ألسنة الناس، لكني أسأل عن العبارة التي تنصحون بها؟ جزاكم الله خيراً.
لا أعلم في هذا شيء خاصاً يقول الإنسان ما تيسر ما يتعارف الناس عليه شفاك الله عافاك الله منحك الله العافية أسأل الله أن يعافيك أسأل الله أن يشفيك نسأل الله أن يلحقك الصحة والعافية أي عبارة تدل على المعنى ما في مشاحة الحمد لله، كل قومٍ لهم عرفهم وعبارتهم ولغتهم. إذاً لو قال الإنسان سلامات أو ما أشبه ذلك؟ كله طيب، كل ما اعتاده الناس مما يدل على المعنى الحمد لله.     
 
14-  تحدثوا يا سماحة الشيخ عن علامة الساعة الصغرى والكبرى؟
علامات الساعة كثيرة ومنوعة منها العلامات الصغرى التي وقعت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – وبعده، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات الساعة هو نبي الساعة عليه الصلاة والسلام، وهكذا أخبر عن تطاول الناس في البنيان فهذا من أشراط الساعة، ظهور الحفاة العراة العالة ......فهذه من علامات الساعة، كثرة السراري بين الناس كون الإماء يكثرن بين الناس يأسرها الرجل ويولدها بسبب السبي الكثير هذا من علامات الساعة كما قال في حديث جبرائيل لما سأله عن علامات الساعة قال: (وأن ترى الحفاة العراة عالة الشاة يتطاولون في البنيان، وتلد الأمة ربتها) يعني سيدها، يعني إذا حملت من سيدها فولدت منه بنتاً أو ابناً كل هذا من أشراط الساعة، وقد وقع في عهده - صلى الله عليه وسلم - وبعد ذلك، ومن أشراط الساعة كثرة الشح بين الناس والبخل، وكذلك قلة العلم وكثرة الجهل وفشو المعاصي وظهور المعاصي في البلدان كل هذا من علامات الساعة المنتشرة التي هي غير المرتبطة بها غير الكبرى، كذلك كثرة القتال والفتن من أشراط الساعة كل هذا بينه النبي عليه الصلاة والسلام، كثرة النساء وقلة الرجال من علامات الساعة. أما علامتها الكبرى التي تكون بقربها هي عشرٌ بينها العلماء: أولها المهدي وهو رجل من بيت النبوة يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ما ملئت جوراً مستقيم على دين الله يحكم بشريعة الله ويقيم أمر الله في أرض الله، هذا يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ومنها الدجال وهذا يقع بعد المهدي الدجال وخروج الدجال من المشرق من جهة الشرق من جهة خراسان من جهة الصين وخراسان، يسيح في الأرض ويطوف بها ويدعو إلى اتباعه يتظاهر بأنه النبي أولاً، ثم يقول إنه رب العالمين ومعه خوارق شيطانية تلبس على الناس الأمر، لكن أهل الإيمان وأهل البصيرة يعرفونه مكتوب بين عينيه كافر يعرفه كل من يقرأ، كل مؤمن ممن عصمه الله يرى ذلك بين عينيه، ومعه خوارق يعرفها أهل الإيمان أنها باطلة وأنها تدل على أنه الدجال، وينتهي أمره إلى فلسطين إلى اليهود في فلسطين ثم ينزل الله عيسى ابن مريم في الشام فيحاصره في فلسطين ويقتله عليه الصلاة والسلام، عيسى ابن مريم ينزل من السماء ويقتل الله به الدجال ويتولى بنفسه قتله عليه الصلاة والسلام، وعيسى نزول عيسى أيضاً الشرط الثالث من أشراط الساعة نزول عيسى ابن مريم وقتله الدجال ويهلك الله في زمانه الأديان كلها، ولا يبقى إلا الإسلام، ويضع الجزية ويتركها ولا يقبل إلا الإسلام، يكسر الصليب ويقتل الخنزير لأن الصليب باطل وعيسى ما صلب ولم يقتل عليه الصلاة والسلام وهو كذب ولهذا إذا نزل كسر الصليب وبين أمر الله في عباده ودعاهم إلى الإسلام وحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، فلا يبقى في زمانه يهودية ولا نصرانية ولا وثنية ويدخل الناس في دين الله أفواجاً ويستقر الإسلام في الناس ثم بقية علامات الساعة من الدخان وهدم الكعبة ونزع القرآن من الصدور والمصاحف، ثم طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ثم آخر الآيات حشر النار نار تخرج ناسفة تسوق الناس إلى محشرهم نسأل الله السلامة والعافية. 

411 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply