حلقة 734: حكم من أخرت قضاء رمضان حتى جاءت عدة رمضانات - الصيام في رجب - صيام الإثنين والخميس - الحجاب بالأسود وغيره - مقدار الربح في التجارة - الذبيحة عند دخول الدار الجديدة - ترتيب السور في القراءة في الصلاة

34 / 50 محاضرة

حلقة 734: حكم من أخرت قضاء رمضان حتى جاءت عدة رمضانات - الصيام في رجب - صيام الإثنين والخميس - الحجاب بالأسود وغيره - مقدار الربح في التجارة - الذبيحة عند دخول الدار الجديدة - ترتيب السور في القراءة في الصلاة

1- سؤال حول من أفطرت عدة رمضانات بسبب حال النفاس، ولم تقضها حتى الآن! كيف تتصرف؟ وتسأل: هل يجزئ ذلك الصيام في رجب؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالواجب على من أفطرت في رمضان من أجل النفاس أو الحيض القضاء قبل أن يأتي رمضان الآخر الذي بعده؛ لقول الله جل وعلا: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (185) سورة البقرة، والحائض والنفساء من جنس المريض والمسافر عليهما القضاء فإذا طهرت من نفاسها وطهرت من حيضها تقضي، والبدار أفضل ولا يجوز لها التأخير إلى رمضان، بل يجب أن تبادر حتى تقضي ما عليها قبل رمضان، ولا مانع أن تصوم في رجب أو غيره، ولا حرج أن تؤخر إلى شعبان قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان يكون علي الصوم من رمضان فلا أستطيع أن أقضي إلا في شعبان) فالواجب على المرأة أن تعتني بهذا الأمر وأن تبادر بالقضاء قبل رمضان ولو مفرقاً ولو موزعاً لا يجب التتابع، فتصوم وتفطر حتى تكمل، وإذا أخرته عن رمضان وجب عليها التوبة من ذلك وعليها القضاء والإطعام إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع عن كل يوم من التمر أو غيره من قوت البلد مقداره كيلو ونصف تقريباً كفارة عن التأخير، فيكون عليها ثلاثة أشياء: التوبة، وقضاء الصيام، مع الإطعام عن كل يوم إذا كان التأخير لغير عذر، أما إذا كانت أخرت ذلك لمرض لم تستطع معه الصوم فلا حرج عليها، تصوم بدون إطعام تقضي بدون إطعام وليس عليها إثم؛ لأن الله يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16 سورة التغابن، سبحانه وتعالى، والواجب على المؤمنة أن تتقي الله وأن تعتني بقضاء ما عليها وأن تتحرى الأوقات التي تستطيع فيها القضاء قبل أن يأتي رمضان حتى تفرغ من ذلك قبل أن يأتي رمضان الدائر الذي هو بعد رمضان الذي أفطرت فيه ..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) سورة الطلاق، ..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق.  
 
2- تكثر أختنا من السؤال عن شهر رجب وعن الصيام فيه، هل لرجب خصوصية معينة؟
يكره إفراده بالصوم تطوعاً لأنه من شأن الجاهلية كانوا يعظمونه بالصوم، فكره أهل العلم إفراده بالصوم تطوعاً أما إذا صامه الإنسان عن صوم عليه من قضاء رمضان أو من كفارة فلا حرج في ذلك، أو صام منه ما شرع الله من أيام الاثنين والخميس أو ثلاثة أيام البيض كل هذا لا حرج فيه، والحمد لله، كغيره من الشهور.    
 
3-  أيضاً تسأل عن صيام الخميس والاثنين؟
سنة، صومها سنة في حق الجميع، في حق الرجال والنساء، لكن إذا كانت ذات زوج ليس لها الصوم إلا بإذنه؛ لأن المرأة التي عندها زوج ليس لها أن تصوم نافلة إلا بإذنه إذا كان حاضراً، لأن الرسول نهى عن هذا عليه الصلاة والسلام قال: (ليس للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه) إلا رمضان فرمضان واجب على الجميع، لكن إذا أرادت أن تتطوع بصوم الاثنين أو الخميس أو ست من شوال أو ثلاثة أيام من الشهر فلا بد من استئذانه إذا كان حاضراً، أما إن كان غائباً فلا حرج أن تصوم بغير إذنه إذا كان غائباً يعني مسافراً.  
 
4-  أختنا تسأل عن الاحتجاب بالقماش ذا اللون الأسود، هل هو جائز أو لا؟
لها أن تحتجب بكل شيء أسود وإلا غير أسود ما في شيء مخصوص تحتجب بسواد أو بأخضر أو بأزرق أو بأبيض أو بغير ذلك، ليس في هذا نوع مخصوص، إنما الواجب الحجاب عن الرجل الأجنبي.  
 
5-  ما مقدار المكسب في التجارة، هل هو محدد بنسبة معينة؟
ليس بمحدد ولم يرد في الشرع ما يقتضي التحديد، لكن يستحب للمؤمن أن يرفق بإخوانه وأن يرضى بالفائدة القليلة رحمةً لإخوانه وتعاوناً معهم على الخير؛ لأن المسلم أخو المسلم، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يسروا ولا تعسروا)، فإذا سامح إخوانه ورضي بالقليل من الفائدة فهذا خير ولكن ليس هناك حدٌ محدود لا الثلث ولا الربع ولا النصف، فلو اشترى سلعة بأربعين وتغيرت الأحوال جاز أن يبيعها بمائة، ما في حد محدود على حسب تغير الأسواق، أما أن يغش الناس تكون السلعة في الأسواق بأربعين فيبيعها عليهم بخمسين وستين ولا يخبرهم بالأسعار ما يجوز له لأن هذا ظلمٌ لإخوانه، فإذا كانت السلعة بالأسواق تباع بهذه معروفة يبيعونها بأربعين فإنه يخبرهم يقول: السلعة بأربعين تباع بالأسواق، ولكن أنا ما أنا بائعها بهذا المبلغ ما أبيعها بهذا المبلغ إذا أردت أن تشتري مني بالزيادة فلا بأس وإلا يمكن أن تجدها في الأسواق الأخرى، وهكذا لو كان مثلاً طعام الصاع بكذا أو الكيلو بكذا في الأسواق لا يبيع بأكثر حتى يعلِّم صاحبه يقول له يباع في الأسواق بكذا تشتري مني بالزيادة وإلا تروح الأسواق تشتري منها، فالحاصل أنه لا يغش إخوانه في الأسعار يخبرهم بالحقيقة إذا كان السعر معروف في الأسواق محدد معروف، أما إذا كان لا، السعر ما هو محدد يتغير يزيد وينقص يبيع بما قسم الله. جزاكم الله خيراً، بمعنى أنه لا بد أن يلتزم السعر السائد في السوق؟! ج/ نعم، يخبر به الناس حتى لا يغشهم.  
 
6-  لدينا عادة إذا بنى الإنسان منزلاً جديداً وأراد أن يسكنه لا بد أن يذبح ذبيحة يسمونها فتحة الدار، هل هذا الكلام صحيح، وهل له أصل؟
إذا كان المقصود شكر الله جل وعلا على نعمته فيدعو إخوانه وأحبابه وجيرانه فلا بأس، أما إن كان عن اعتقاد أنه يذبح من أجل الجن أو من أجل خوف الجن فهذا لا يجوز، وهذه عادة معروفة عند الناس إذا نزلوا بيتاً جديداً عمَّروه أو اشتروه في الغالب يدعو إخوانه وأقاربه ويدعو جيرانه يكرمهم شكراً لله على نعمة السكن، فإذا كان بهذه المثابة فلا شيء في ذلك هذا من شكر الله، أما إن كان عن اعتقاد سيئ يذبحها من أجل الجن أو خوف شر الجن فلا يجوز.  
 
7-  هل يجب ترتيب السور في القراءة أثناء الصلاة أو لا يجب؟
السنة الترتيب كما رتب الصحابة المصحف، هذا هو الأفضل، ومن نكَّس فلا حرج، أو قرأ آل عمران ثم قرأ من البقرة فلا حرج، لكن الأفضل أن يسير على ما رتب الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- حين جمعوا القرآن في عهد عثمان، فإذا قرأ البقرة يقرأ بعدها آل عمران أو ما بعد ذلك، وإذا قرأ مثلاً سورة لم يكن يقرأ ما بعدها، الزلزلة العاديات وهكذا، هذا هو الأفضل على ترتيب المصحف، لكن لو نكَّس وقرأ من آخر القرآن ثم قرأ من مقدم القرآن فلا حرج في ذلك، جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه قرأ في الأولى بسورة النحل في صلاة الفجر، وفي الثانية بسورة يوسف وهي قبلها، قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الليالي بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.   
 
8-   أنه سائق لسيارة وركب معه مجموعة من الركاب وكان أحدهم قريباً من باب الدخول والخروج، حينئذ دخلت السيارة في أماكن صعبة فسقطت في إحدى الحفر، وهو بالتالي سقط من السيارة ووقع على رقبته ومات، جاء ليبحث عن هوية له فلم يجد، جاء ليبحث عن اسم له فلم يجد، وحينئذ احتار في أمره كيف يتصرف، جزاكم الله خيراً؟
هذا يتعلق بالمحكمة، يتعلق بالمحكمة والدوائر الحكومية المتعلقة بهذا الأمر حتى يوجه إلى ما يجب في حقه، وتعرف الجنازة ويعرف المستحقون للدية، وهو عليه الكفارة إذا كان تساهل في الأمر؛ لأن عليه أن يجتنب الحفر ويتأمل الطريق ويتباعد عن الأخطار فإذا تساهل في هذا فهو ضامن كما يضمن إذا أسرع سرعة زائدة أو تساهل في أمر آخر من جهة الكفرات ومن جهة ما يتعلق بإيقاف السيارة، الفرملة، أو ما أشبه ذلك، المقصود إذا كان من تفريط يلزمه الكفارة والدية على العصبة العاقلة لكن هذا يتعلق في المحكمة تنظر فيه المحكمة بواسطة رجال المرور وما يثبتون عليه إذا كان عنده إنكار لشيء ويعرفون حال الميت ويسألون عنه بالطرق التي تمكنهم من معرفة جنسيته وأهله.    
 
9-  أعتقد أن سبب سقوطه أنه كان على درجة عالية من السكر، كما ثبت ذلك طبياً، فهل الحكم واحد حينئذ؟
هذا تفريط عظيم، إذا كان سكران يضمن؛ لأنه ما يجوز له أن يمسك السيارة ويسير في السيارة وهو سكران!. - ليس هو السائق السكران، الراكب هو السكران؟!! ج/ هذا مشكل هذا محل نظر، يحتاج إلى نظر محكمة؛ لأنه قد يكون تساهل السائق في عدم ضبط الباب، وقد يكون هذا السكران هو الذي فتح الباب، وقد يكون يعني هذا محل نظر يحتاج إلى عناية المحكمة والتثبت في الأمر. - جزاكم الله خيراً، إذاً نعرض عن هذا الموضوع؟! ج/ نعم، نعم. - تنصحون أخانا بمراجعة المحكمة؟ ج/ نعم، هذا الذي نراه بأن يراجع المحكمة حتى تجري المحكمة الإجراءات الشرعية.   
 
10-  في اليوم السادس وبعد انقضاء مدة العذر الشرعي يخرج منها سائل أبيض مائل إلى الاحمرار، فهل يجب الغسل منه أم لا؟
إذا كان هذا بعد الطهر لا يجب عليها شيء، بل هذا مثل البول، عليها أن تستنجي وتتوضأ وضوء الصلاة، لقول أم عطية -رضي الله عنها- وهي صحابية جليلة: (كنا لا نعد الكُدْرة والصُّفْرة بعد الطهر شيئاً) فإذا كان بعد الطهر ورأت سائلاً فيه صفرة أو كدرة فلا عبرة به بل هو كالبول تستنجي وتتوضأ وضوء الصلاة.     
 
11-   هناك عادة لدينا، وهي: إذا ترجَّى أحد من أحد شيئاً فإنه يقول له مثلاً: والنبي أعطني هذا الشيء!! أو والنبي أرفع هذا الشيء! أي يستعطفه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهل مثل هذا القول جائز أم لا؟
لا يجوز، هذا من الحلف بغير الله، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من حلف بغير الله فقد أشرك) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت) فليس لأحد أن يحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بالأمانة ولا بالملائكة ولا بأبيه ولا بحياة أبيه ولا بشرف أبيه ولا بالملوك، الحلف يكون الله وحده سبحانه وتعالى، فعليه التوبة إلى الله من ذلك، والحذر من العود إلى مثل هذه الأيمان، فلا يقول: والنبي أن تعطيني كذا لا والنبي أن تفعل كذا ولا والأمانة ولا بالأمانة ولا بالنبي كل هذه الأمور لا تجوز، الحلف يكون بالله وحده سبحانه وتعالى، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من حلف بالأمانة فليس منا)، فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الحلف بغير الله كائناً من كان.   
 
12-  يقول البعض لدينا: إن اللبان لا يفطر! فهل هذا القول صحيح؟
ليس بصحيح، اللبان إذا كان يعلكه ويبلع ريقه فهذا شبه الطعام؛ لأن له طعم وله ذوق مثل الذي يضع الحلوى يفطر، أما لو جعلها في فمه ثم لفظها ولم يبلع شيء ما يضره، لكن ما دام يعلك ويبلع هو مثل من يعلك الحلوى أو التمر ويبلع. - جزاكم الله خيراً، إذاً بعض الكتب التي أوردت هذا الحكم..؟ ج/ غلط، هذا غلط.      
 
13-  هل الزيت في الشعر والكحل والروائح الكيميائية من المفطرات؟
لا، لو يجعل في الشعر الزيت أو الدهن أو غير ذلك أو الحناء ليس بمفطر، المفطر الشيء الذي يأكله الإنسان بفمه أو من طريق نفه أو من طريق التغذية الإبر والحقن هذا المفطر، وهكذا ما جاء في الشرع أنه يفطر كالحجامة والجماع وخروج المني بالشهوة.   
 
14-   هناك من يقول: إذا طلقت المرأة طلاقاً لا رجوع فيه وكانت حاملاً وأنجبت ذكراً فإنها لا تحرم على زوجها إذا راجعها، ويجوز أن تعود إليه بعد إنجابها الولد، فما صحة مثل هذا القول؟
هذا لا أصل له، هذا يقوله بعض العامة، وبعضهم يقول: إذا ولدت إحدى زوجتيه ولداً خرجت من العدة وخرجت ضرتها أيضاً من العدة معها إذا كان ولدت ذكراً !! هذا كله خرافات لا أصل لها كلها من خرافات العامة، بل الولد والأنثى واحد في هذا، إذا ولدت وهي حامل خرجت من العدة سواءٌ مطلقة أو متوفى عنها، وسواءٌ كان المولود ذكراً أو أنثى، والمرأة الثانية التي لم تلد تبقى على عدتها حتى تكمل عدة الطلاق أو عدة الوفاة، ولا تعلق لها بجارتها، وليس له رجعة إذا كان الطلاق بائناً أو كانت خرجت من العدة بوضع الحمل ليس له مراجعة سواءٌ كان الحمل ذكراً أو أنثى، متى وضعت الحمل خرجت من العدة ولو كان الحمل .....، يعني إذا كان لم يراجعها قبل وضع الحمل وكان الطلاق واحدة أو ثنتين وليس بثلاث.  
 
15- أرجو منكم التعليق على ما يقع فيه الكثير من الناس من عابدي القبور والأضرحة من صرف العمل لها، وسؤال أصحابها شفاء المرضى، وتفريج الكرب، فهل من مات وحالته هذه يكون خالداً في جهنم، وهل يعذر جاهل بهذه القضية؟
هذا سؤال عظيم، وجدير بالعناية؛ لأن واقع في كثير من البلدان الإسلامية وهو سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات وطلبهم شفاء المرضى أو النصر على الأعداء! وهذا من الشرك الأكبر، وهذا دين الجاهلية دين أبي جهل وأشباهه من عباد القبور وعباد الأصنام، يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) سورة الزمر، كما حكى الله عنهم سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ (18) سورة يونس، وقال سبحانه في سورة الزمر: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى). فالحاصل أن هذا العمل من الشرك الأكبر، وصاحبه إذا مات عليه يكون من أهل النار مخلداً فيها، نسأل الله العافية، إلا إذا كان لم تبلغه الدعوة كان من أهل الفترات الذين ما بلغتهم الدعوة في محلات ما بلغتهم الدعوة ما بلغهم القرآن ولا كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا حكمه إلى الله جل وعلا يوم القيامة، يمتحن يوم القيامة فمن أجاب جواباً صحيحاً دخل الجنة ومن أجاب جوابا غير صحيح دخل النار، فالمقصود أنه يمتحن يوم القيامة فمن أجاب ما طلب منه دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما من كان في الدنيا قد بلغه القرآن وبلغته السنة ويعيش بين المسلمين فهذا لا يعذر بدعواه الجهل، هو قد أسرف على نفسه وتساهل ولم يسأل أهل العلم ولم يتبصر في دينه، فهو مؤاخذ بأعماله السيئة الشركية. نسأل الله السلامة. - جزاكم الله خيراً، إذاً عملية العذر بالجهل هذه..! ج/ لا، العقائد التي هي أصل الإسلام ما فيها عذرٌ بالجهل، الله جل وعلا قال عن الكفار: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30) سورة الأعراف، ما عذرهم بحسبانهم أنهم مهتدون ما عذرهم بجهلهم، وقال في النصارى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (103-104) سورة الأعراف. فالحاصل أنهم بهذا كفروا وقال بعد هذا سبحانه: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) (105-106) سورة الأعراف. ما عذرهم بالجهل لتساهلهم وعدم عنايتهم بطلب الحق، وقال سبحانه: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) (19) سورة الأنعام، وقال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم في صحيحه، ولم يقل: فَهِم عني أو تبصر أو علم، بل علق بالسماع (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار) نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً، يبشر ببشارة ويقول فيها سماحة الشيخ: نفيدكم بأننا نسجل أغلب حلقات هذا البرنامج على أشرطة كاسيت ونسمعها للناس وقد أدى هذا إلى نتائج طيبة، والحمد لله، هل لكم من تعليق سماحة الشيخ؟ ج/ قد أحسنتم في هذا جزاكم الله خير، قد أحسنتم في هذا، وهذا داخل في قوله جل وعلا: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (33) سورة فصلت، وداخل في قوله تعالى:وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة، وداخلٌ في قوله سبحانه: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (125) سورة النحل، فالذي يدعو إلى الله بنفسه أو يقدم أشرطة نافعة تنفع الناس هذا من الدعاة إلى الله جل وعلا، لكن عليه أن يتثبت حتى لا يقدم إلا أشرطة ممن يوثق بعلمهم وفضلهم وإصابتهم حتى لا يكون معيناً على باطل، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فأنت بهذا تدل على خير، ويقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يهدي المسلمين إلى صراطه المستقيم، وأن يعين أهل العلم وطلبة العلم على تبليغ الحق من طريق الخطب والمواعظ ومن طريق المحاضرات ومن طريق الأشرطة المفيدة، ومن طريق المكاتبة.  
 
16- هل يمكن لكل مسلم أن يكون داعياً للخير ويقوم بتوجيه الناس، ذلكم أني أرى بعض الناس يعترض على من يفعل ذلك ويقول: أنت لست عالماً فالتزم الصمت، فهل الذي يدعو إلى الله هم العلماء فقط؟!! جزاكم الله خيراً.
كل من عنده علم يدعو إليه إذا كان عنده علم وبصيرة في شيء يدعو إليه ولو كان ليس من العلماء، لكن في حدود علمه، مثلما يحذر من الزنا، الزنا معروف، يحذر من اللواط، يحذر من الخمر، يدعو من يشرب الخمر إلى التوبة إلى الله، هذا ما يحتاج علماء، هذا معروف عند العامة والخاصة، يحذر من الغيبة والنميمة، يحث الناس على الصلاة في الجماعة في المساجد، يحث الناس على بر الوالدين وصلة الرحم وعدم العقوق، هذه أمور معلومة عند الخاص والعام، لكن المسائل التي تخفى عليه وليس عنده فيها علم لا يتكلم فيها، ما يجوز له أن يتكلم في شيء لا يعلمه.   
 
17- سماحة الشيخ هل في الإمكان أن تتفضلوا بتوضيح من هو العالم؟
العالم: هو الذي عنده معرفة جيدة بكلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة المعنى من كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- لأنه درس على أهل العلم وتبصر وتفقه في الدين وعرف بذلك واشتهر بين المسلمين بعلمه وفضله لا بمجرد الدعوى، بل اشتهر بين المسلمين وبين أهل العلم بعلمه وفضله، فهذا يقال له عالم ويقال للجماعة علماء إذا عرفوا بعلمهم العظيم بالقرآن العظيم والسنة المطهرة وعرفهم الناس بذلك من أهل العلم ودلوا عليهم وأرشدوا إليهم، فبهذا يكون العامة على بصيرة في هذه الأشياء إذا سمعوا بذلك من أهل العلم الذين يعرفونهم أن فلان من أهل العلم وأنه يحسن أن يؤخذ بفتواه وأن يستفاد منه

424 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply