حلقة 741: حديث ليس على مستكره طلاق - خروج الدم من الأنف عند الاستنثار في الوضوء - حكم صلاة الوتر - إطلاق بعض صفات الله على بعض المخلوقين - هل يجوز صبغ شعر الرأس والشارب بالسواد - هل من السنة المداومة على القنوت في صلاة الفجر

41 / 50 محاضرة

حلقة 741: حديث ليس على مستكره طلاق - خروج الدم من الأنف عند الاستنثار في الوضوء - حكم صلاة الوتر - إطلاق بعض صفات الله على بعض المخلوقين - هل يجوز صبغ شعر الرأس والشارب بالسواد - هل من السنة المداومة على القنوت في صلاة الفجر

1-  حدثوني هل صحيح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس على مستكره طلاق)؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا أعلم أنه ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضوع ما يوافق هذا اللفظ (ليس على مستكره طلاق) لا أعلم هذا اللفظ في شيء من الروايات، وإنما الوارد قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) وقد ضعفه أبو حاتم وجماعة وحسنه آخرون ومعناه صحيح، قال الله جل وعلا: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (286) سورة البقرة، فقال الله: "قد فعلت"، خرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، وخرج مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قال الله تعالى -بعد هذا الدعاء-: نعم) يعني أجاب الدعوة في قوله سبحانه: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) فأجاب دعوتهم سبحانه بعدم المؤاخذة بالنسيان والخطأ، وقال الله في كتابه العظيم: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ (106) سورة النحل، فالمكره على الشرك والمعصية التي لا تتعلق بحق الغير معفوٌ عنه، إذا اطمئن قلبه بالإيمان، وقد كان المسلمون في عهده -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة كانوا يُكرهون ويسمح لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالموافقة ليسلموا من العذاب مع الطمأنينة بالإيمان، فإذا أكره على كلمة الشرك أو كلمة أخرى محرمة بالضرب أو بالتهديد بالقتل ممن يظن أنه يفعل ذلك به ساغ له أن يتكلم أو يفعل ما هو محرم ممنوع لدفع الإكراه؛ لقصد دفع الإكراه مع كون القلب مطمئناً بالإيمان، ولكن ليس له أن يظلم غيره لأجل سلامة نفسه ليس له أن يقتل غيره ليسلم، وليس له أن يظلم غيره ليسلم، إذا علم أن المقتول أو المضروب ليس مستحقاً لذلك، فليس له أن يدفع عن نفسه بظلم غيره، أما أن يتكلم بكلمة محرمة أو فعل محرم متعلق بالله كالسجود لغير الله أو كلمة الكفر أو الذبح لغير الله فهذا لا يلحقه فيه إثم إذا كان مُكرهاً مع طمأنينة قلبه بالإيمان، فلو تكلم بالشرك أو بالسب لله والرسول مكرهاً مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان فإنه لا يضره ذلك، الله يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى، وهكذا لو أكره على السجود أو الذبح لغير الله، فإنه لا يكون بهذا كافراً إذا اطمأن قلبه بالإيمان ولم يقصد بالذبح غير الله ولا بالسجود غير الله، وإنما تابعه بصورة الذبح وصورة السجود؛ لأن القلوب إلى الله ليس لهم القدرة على إكراهها، وإنما الإكراه على القول والفعل.    
 
2-  عند الوضوء وإذا استنشقت وجئت لأستنثر يخرج دم، فكيف أتصرف، وهل الوضوء حينئذ صحيح؟
الوضوء صحيح وتغسل ما خرج من الدم، والوضوء صحيح، إذا كان الشيء يسيراً، أما إن كان كثيراً فتعتني بإزالته وإيقافه ثم تكمل الوضوء، أما إن كان يسيراً فإنك تزيله بالغسل وتستمر في إكمال الوضوء.    
 
3-   إن بعض الناس يقولون: عندما أصلي صلاة العشاء لا بد أن أصلي ثلاث ركعات، ركعتين ثم أصلي ركعة، ويسمون الأولى: (الشفع) والأخيرة (الوتر)، هل ما قالوه صحيح، وكيف توجهونني؟
هذا مستحب، وليس بواجب، ويسمى هذا الوتر، فيستحب للمؤمن والمؤمنة الإيتار كل ليلة بعد صلاة العشاء، ويستمر إلى طلوع الفجر، فإذا صلى المسلم أو المسلمة ركعتي العشاء، سنة العشاء ركعتين وأحب أن يوتر قبل النوم أوتر بركعتين ثم ركعة: الشفع والوتر ركعتين ثم ركعة واحدة، وإن أوتر بواحدة فقط أجزأته بعد سنة العشاء، وإن أوتر بخمس أو بسبع أو بأكثر كله طيب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في الغالب كان يوتر بإحدى عشرة، وربما أوتر بثلاثة عشرة وربما أوتر بأقل من ذلك، يُسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة يقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى)، هذه هي سنة الوتر، وهي مستحبة وليست بواجبة، وهي مستحبة لجميع المسلمين ذكورهم وإناثهم، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فمن أحب أن يقوم في آخر الليل فهو أفضل، ومن خاف أن لا يقوم من آخر الليل أوتر بعد صلاة العشاء وقبل أن ينام؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) معنى مشهودة يعني يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، والله ولي التوفيق.  
 
4-   إنني أسمع بعض الناس يطلقون صفات هي من صفات الله تعالى على بعض المخلوقين كـ(العزيز، والعظيم، والكريم...) وما أشبه، هل في هذا ما يخل في العقيدة، أم أنه جائز؟
هذه الصفات لا بأس بها، تطلق على الله وعلى المخلوق، فيقال: الله العظيم والعزيز والحكيم، ويقال: فلان عظيم عزيز كريم جواد، وما أشبه ذلك، ومن هذا قوله جل وعلا: قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ (51) سورة يوسف، وهو وزير مصر، فالحاصل أن هذا اللفظ يطلق على الله وعلى غيره، فلله الوصف الأكمل سبحانه وتعالى، وللعبد الوصف الذي يليق به، عزة تليق به وكرمٌ يليق به وعظمةٌ تليق به، ومن هذا قوله جل وعلا في وصف بلقيس: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) سورة النمل، ومن هذا: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) سورة النمل، في قراءة جماعة من القراء جعلوا العظيم وصفاً للعرش، رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) سورة المؤمنون، كذلك، فالحاصل أن الكريم والعظيم يوصف بهما المخلوق من بني آدم ومن غير بني آدم، ولكلٍ ما يليق به، لله ما يليق به وهو الكمال المطلق، وللمخلوق ما يليق به من العظمة والكرم والعزة ونحو ذلك، كالسميع والبصير والحكيم. 
 
5-  هل يجوز صبغ شعر الرأس والشارب بالسواد؟
الصبغ بالسواد لا يجوز، لا للرجل ولا للمرأة لا في الرأس ولا في اللحية، إذا كان سواداً خالصاً؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد) وجاء هذا المعنى في عدة أحاديث، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يكون في آخر الزمان قومٌ يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)، فالحاصل أنه لا يجوز الصبغ بالسواد الخالص للحية ولا للرأس لا للرجل ولا للمرأة، ولكن يستحب التغيير بغير السواد، بالحمرة والصفرة أو بالسواد مع الحمرة مخلوط كالحناء والكتم، يكون سواداً مخلوطاً بحمرة، لا بأس بذلك، أما السواد الخالص فلا، والسنة للرجل والمرأة تغيير الشيب لا يبقى أبيض، السنة تغييره لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (غيروا هذا الشيب) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)، يعني اصبغوا خلافاً لهم لكن بغير السواد. 
 
6-  هل يُقرأ في صلاة التراويح من طوال السور أو من قصارها؟
الأفضل للإمام أن يراعي المأمومين ولا يطول عليهم، يقرأ من أول القرآن ويستمر حتى يختمه في آخر الشهر، وإن قرأ من السور الطويلة فلا بأس، يقرأ ما يتحملون وما لا يشق عليهم، وإن قرأ تارةً بشيء من الطوال ولم يكملها بل فرقها في ركعتين أو أكثر فكل هذا حسن، المقصود أنه يقرأ ما يناسبهم ولا يشق عليهم ويحصل به الفائدة، وإذا قرأ من أول القرآن حتى يختمه كان هذا هو الأفضل، يبدأ بالفاتحة ثم البقرة إلى آخره حتى يختم القرآن في آخر الشهر يكون هذا هو الأفضل، مع مراعاة الترتيل وعدم العجلة وإيضاح القراءة حتى يستفيد المصلون وحتى يتدبروا ويتعقلوا.   
 
7-  هل من السنة المداومة على القنوت في صلاة الفجر؟
السنة في صلاة الفجر عدم القنوت، لا ينبغي القنوت، لم يكن من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- القنوت في صلاة الفجر، وإنما كان ذلك في الوتر خاصة في الليل، لكن يستحب القنوت في النوازل خاصة، إذا نزل بالمسلمين نازلة مثل نازلة العراق لما تعدى على الكويت، هذه نازلة يشرع للمسلمين القنوت فيها بالدعاء على حاكم العراق وجيشه بأن يدمرهم الله وينزل بهم بأسه كما قد وقع، والحمد لله، فإن المسلمين لما حدثت هذه الحادثة دعوا على حاكم العراق وقنتوا في مساجدهم في المغرب والفجر وغيرهما، وأجاب الله دعوتهم وهزم جيشه وشتت شمله وأرغم أنفه، ويسر الله تحرير الكويت بحمده وفضله، فنسأل الله أن يمن على المسلمين شكر نعمته سبحانه وتعالى، وأن يوفق المسلمين بالقيام بحقه والثبات على دينه والاستقامة على طاعته، فإن هذه النعمة تحتاج إلى شكر عظيم من المسلمين ومن أهل الكويت، ومن جميع المسلمين في كل مكان، يشرع للمسلمين أن يشكروا الله على هذه النعمة من نصر المظلومين وتحرير الكويت وتشتيت شمل الظالمين والقضاء على جيوشهم وردع الظالم عن ظلمه وتبديد شمله، فهذا من نعم الله العظيمة التي يسرها للمسلمين، فالواجب شكرها والثبات على الحق والتعاون على البر والتقوى، والواجب على جميع المسلمين في الكويت وفي السعودية وفي الخليج وفي كل مكان أن يشكروا الله دائماً على نعمه العظيمة، وأن يشكروه سبحانه على نعمة النصر للمظلومين على الظالمين، فإنها والله نعمة عظيمة يسرها الله جل وعلا على يد الجيوش المشتركة حتى نفع الله بهم وهزم بهم الظالم، وأرغم أنفه وأخرجه من الكويت مقهوراً ذليلاً وفرق شمله وشتت جمعه، والحمد لله على ذلك، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمن عليهم بالشكر، وأن يوفق المسلمين في الكويت وغيرها لطاعته والاستقامة على دينه، وشكر الله على إنعامه بفعل ما أمر وترك ما نهى سبحانه وتعالى، وأن يوفق حكام الكويت وجميع حكام المسلمين لتحكيم شريعة الله والحكم بها بين المسلمين في جميع الشئون، كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) سورة النساء، ويقول سبحانه في كتابه العظيم: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) سورة المائدة، ويقول جل وعلا: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) سورة المائدة، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) سورة المائدة، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) سورة المائدة. فالواجب الحكم بشريعة الله، الواجب على حكومة الكويت وعلى جميع الحكومات الإسلامية الحكم بشريعة الله، وأن لا يتجاوزوها إلى غيرها، فلا يجوز الحكم بالأنظمة التي وضعها الرجال، بل يجب أن يُحكَّم شرع الله في عباد الله، وفي ذلك السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وفي ذلك المصلحة العظيمة والعاقبة الحميدة للحكام والشعوب جميعاً، أما الأنظمة التي لا تخالف الشرع فلا بأس، الأنظمة والقوانين الموافقة لشرع الله فلا بأس يحكم بها لأنها وافقت شرع الله، أما النظام المخالف لشرع الله فلا يجوز الحكم به ولا التحاكم إليه، ويجب على المسلمين إقامة الحدود الشرعية على مستحقيها، وإلزام الناس بأمر الله وردعهم عن محارم الله، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، هكذا يجب على ولاة الأمور أينما كانوا يجب على ولاة أمر المسلمين أن يحكموا شرع الله وأن يستقيموا عليه وأن يحافظوا عليه وأن يلزموا الشعوب به، وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر، وبذلك تحصل لهم السعادة في الدنيا والآخرة، والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، وقد من الله على المسلمين في هذه الأيام القليلة بالنصر المؤزر وتطهير بلاد الكويت من رجس الظالم وتحريرها بحمد الله، فهذه من نعم الله العظيمة، فمن شكر الله على هذه النعمة الاستقامة على طاعته، والمحافظة على دينه، والتواصي بالحق والصبر عليه، والتعاون على البر والتقوى من المسلمين في الكويت وغيرها، ونسأل الله أن يعينهم على ذلك، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق جميع المسلمين لما يرضيه، ولما يقرب لديه، وأن يصلح قادتهم، ويوفق حكامهم لكل خير، كما أسأله سبحانه أن يصلح أحوال العراق، وأن يولي عليهم رجلاً صالحاً يحكم فيهم بشرع الله، نسأل الله أن يزيل عنهم هذا الحاكم الطاغي الكافر صدام حسين، نسأل الله أن يقضي عليه، وأن يبدل العراق بخيرٍ منه، وأن يرزقهم حاكماً صالحاً يحكم فيهم شرع الله ويلزمهم بأمر الله، ويبسط فيهم عدل الله سبحانه وتعالى، وأن يصلح البقية، ويهدي البقية لما يرضيه، وأن يجعل ما أصاب المسلمين منهم طهوراً وتكفيراً، وأن يصلح ملكنا المسلم وأن يهديه إلى الإسلام وأن يرده إلى التوفيق والهدى، وأن يعيذنا وإياه وجميع المسلمين من كل ما يغضبه ومن كل ما يخالف شرعه، وأن يمن على الجميع بالتوفيق والهداية، وصلاح القلوب والأعمال، إنه جل وعلا جواد كريم وبالإجابة جدير سبحانه وتعالى. 
 
8-  هل من السنة مسح الوجه باليدين بعد الدعاء؟
ورد في هذا أحاديث ضعيفة، وأخذ بها بعض العلماء، وقال: إنها يشد بعضها بعضاً وتكون من قبيل الحسن لغيره كما ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله ذلك في آخر كتاب البيوع، وذهب آخرون إلى أنه لا يستحب ذلك؛ لأن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شيء من ذلك، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الاستسقاء ولم يمسح وجهه بيديه لما رفعهما في الاستسقاء، ورفعهما أيضاً في خطبة الجمعة لما استسقى ولم يحفظ عنه أنه مسح بهما وجهه عليه الصلاة والسلام، فالأفضل ترك ذلك؛ لأنه هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة، ومن فعل ومسح لا حرج عليه إن شاء الله، لكن الأفضل هو الترك حسب ما دلت عليه الأحاديث الكثيرة الصحيحة في الصحيحين وغيرهما. 
 
7-  هل يجوز مصافحة المرأة العجوز؟
مصافحة النساء لا تجوز، سواءٌ كن عجائز أو شابات؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء)، لما تقدمت إليه امرأة في وقت البيعة للمصافحة قال: (إني لا أصافح النساء)، وقالت عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام)، ومرادها -رضي الله عنهما- يعني غير محارمه، يعني ما كان يصافحهن، أما المحارم فلا بأس كان يصافح ابنته فاطمة ويصافح المحارم عليه الصلاة والسلام، ولا حرج أن الإنسان يصافح زوجته وأخته وعمته وأمه، وجميع محارمه، وإنما الممنوع أن يصافح امرأة أجنبية كزوجة أخيه أو أخت زوجته أو غيرهما، هذا لا يجوز، وهو من وسائل الشر، ولا يجوز لا مع العجوز ولا مع الشابة، هذا هو الصواب، حتى ولو كان من وراء حائل ولو لفت على يدها شيئاً فالذي ينبغي أن لا يصافحها مطلقاً، لأنها مصافحتها مع وجود حائل وسيلة إلى المصافحة الأخرى من دون حائل، فالواجب ترك الجميع أخذاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء) والله يقول سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21) سورة الأحزاب، قال بعض أهل العلم: إن المصافحة أشد من النظر إلى المرأة الشهوة، لأن المصافحة قد تؤثر في الإنسان أكثر ما يؤثره النظر، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.   
 
8-  تسأل عن حكم إزالة الشعر الواقع في الوسط بين الحاجبين، هل يجوز للمرأة إزالته أو لا؟
لا أعلم مانعاً من ذلك، لأنه ليس من الحاجبين، وإن تركته احتياطاً فحسن، وأما زواله فلا أعلم فيه بأساً؛ لأنه ليس من الحاجبين اللذين جاء فيهما النهي عن النمص، وإن تركته أخذاً بقول من قال إن النمص يشمل جميع الوجه شعر جميع الوجه فهذا من باب الاحتياط من باب: (دع ما يريبك إلى ما يريبك) وإلا فالأصل أنه ليس من الحاجبين، وإنما هو جزء بينهما، وقد يسبب شيئاً من التشويه أو الكراهة من الزوج، فالحاصل أنه لا حرج فيه إن شاء الله، وإن ترك على سبيل الاحتياط فأرجوا أن ذلك حسناً إن شاء الله عملاً بالعموم. 
 
9-  إذا كان للمرأة شارب فهل لها زواله؟
نعم، إذا كان فيها شيء يشوه الخلقة كالشارب واللحية فإنها تزيل ذلك، أو كان شعراً في الوجه يشوه الخلقة الزائد على المعتاد فإنها تزيله؛ لأنه ليس من النمص، النمص هو إزالة الحاجبين أو الشعر الذي في الوجه المعتاد الذي ليس فيه تشويه يترك، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لعن النامصة والمتنمصة، وقال جماعة من أئمة اللغة: إن النمص أخذ شعر الحاجبين، وقال آخرون: إنه أخذ شعر الوجه، فينبغي ترك ذلك إلا إذا كان فيه تشويه كالشارب واللحية والشعور الزائدة في الوجه المستنكرة فهذا لا بأس بإزالته.   
 
10-  إن لها والد ربح مالاً كثيراً من اليانصيب، فهل لهم أن يأكلوا من ذلك المال؟
الربح من اليانصيب هذا ليس من المال الشرعي بل هو من القمار من الميسر، وجميع الأموال التي تحصل من الميسر محرمة، والله جل وعلا يقول في سبحانه في كتابه العظيم: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة، والميسر هو القمار واليانصيب هو القمار، فهذه الأموال التي حصل عليها الوالد من القمار يجب أن تصرف في وجوه البر وأعمال الخير كإصلاح الطرقات ودورات المياه، والصدقة على الفقراء والمحاويج، أما أنه يأكلها فلا يأكلها ولا يأكلها ورثته وهم يعلمون أنها من هذا الطريق.  
 
11-  التشاؤم من الزوجة ما حكمه؟
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الشؤم في ثلاث: في المرأة، والبيت، والدابة) وفي لفظ آخر: (إن كان الشؤم ففي ثلاث) ثم ذكرها، فإذا رأى من الزوجة ما يضره وكثر ذلك أو من دابته كفرسه أو ناقته أو حماره أو نحو ذلك ما يؤذيه وكثر ذلك وخرج عن العادة أو في منزله الذي نزل فيه رأى فيه ما يؤذيه ويضره واستمر ذلك فلا مانع من الانتقال من المنزل ومن فراق الدابة ومن فراق الزوجة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الشؤم في ثلاثة: في المرأة، والبيت، والدابة) وفي لفظ: (والفرس) الفرس من الدواب، فلا حرج في ذلك ولا بأس أن يطلق المرأة التي حصل عليه ضرر بها كثير، أو الدابة الذي حصل بها ضرر كثير عليه يبيعها أو يهبها لأحد، والمنزل كذلك يبيعه أو يستأجر غيره إن كان من إيجار، كل هذا لا حرج فيه للحديث المذكور.  
 
12-  الزواج بغير موافقة الوالد؟
المشروع للمؤمن أن يتحرى موافقة الوالد؛ لأن بره من الواجبات، وبره وكذلك الوالدة تشاورهم.. ؛ لأن الوالد ما بداله والد، والمرأة بدالها امرأة، النساء كثير،...، فإذا وجد امرأة صالحة طيبة فلا مانع من أن يستشير الوالد ويكثر عليه في ذلك ويطلب من الإخوان الطيبين أن يشيروا عليه حتى يوافق؛ لأن المرأة الصالحة ما ينبغي ردها ولا ينبغي تركها، ولا ينبغي لوالده أن يمنعه من ذلك، ولا حرج من الزواج بها ولو لم يرض الوالد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف) والزوجة الصالحة من المعروف، لكن مهما استطاع أن يرضيهم أو يلتمس امرأة صالحة غيرها حتى لا تفوت الفرصة فهذا هو الأولى جمعاً بين المصلحتين بين بره وبين تحصين المرأة الصالحة مهما أمكن، فإن لم يتيسر ذلك وخاف فوتها وهي امرأة صالحة مشهود لها بالخير فلا حرج عليه إن شاء الله بالزواج بها، وإن لم يرض والده، وفي إمكان والده بعد ذلك أن يرضى، والغالب أن الوالد الطيب لا يكره المرأة الصالحة، فإذا كرهها فلا بد أن هناك شيئاً أوجب الكراهة، فلا ينبغي للولد أن يعجل بل ينبغي له أن يتريث ويعرف الأسباب ويستعين على رضا والده إذا كان ما هناك أسباب تمنع من زواجها يستعين عليه بأعمامه وإخوانه وجيرانه الطيبين حتى يرضى إن شاء الله، لا يعجل في الزواج بغير رضاه مهما أمكن، إلا بعد الطمأنينة إلى أنه ليس هناك ما يمنع الزواج وأنه تعنت من أبيه، لأن أباه رجل غير صالح لا يريد الصالحات، فهذا خطأ عظيم.

335 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply