حلقة 753: المعاونة على تعليم القرآن - التوكيل في رمي الجمرات بسبب الزحام - إخراج زكاة الفطر في البلد - حكم أخذ التراب من القبور والتمسح به - هل سن رسول الله القنوت في صلاة الفجر؟ - هل يجوز للمرأة أن تحف الحواجب؟

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

2 / 49 محاضرة

حلقة 753: المعاونة على تعليم القرآن - التوكيل في رمي الجمرات بسبب الزحام - إخراج زكاة الفطر في البلد - حكم أخذ التراب من القبور والتمسح به - هل سن رسول الله القنوت في صلاة الفجر؟ - هل يجوز للمرأة أن تحف الحواجب؟

1- إذا كنت أعمل مع تاجر بإيجار، وأريد تعلم القرآن، تكفل هذا التاجر بنفقة تعليمي، واشترط الاشتراك في الأجر، هل يجوز هذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فلا شك أن المعاونة على تعليم القرآن، والمساعدة في ذلك ليشترك في الثواب أمرٌ مطلوب، وهو مأجور على إعانته لك بتعلم القرآن، والاستفادة، والله -جل وعلا- لا يضيع عمل عامل، وهو القائل سبحانه:(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (2) سورة المائدة. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). جزاكم الله خيراً                                                
2- أخبركم أنني أديت فريضة الحج في عام من الأعوام ولله الحمد، وذلك بيسر وسهولة، ولكن خوفاً من المشقة والزحام، وكلت أبي برمي الجمرات في اليوم الثاني عشر، ما حكم ما فعلت؟
إذا كان ذلك من أجل الزحام والزحام موجود، فلا حرج -إن شاء الله-؛ لأنه عذر شرعي والمرأة على خطر في الزحام. جزاكم الله خيراً  
 
3- أنا عامل في المملكة ولي مدة أكثر من سنة، هل زكاة الفطر أبعثها إلى أهلي، أم أنفقها حيث أقيم؟
الأفضل تنفقها في محلك، تخرج الزكاة في محلك، وإن بعثتها أجزأ فيها، لكن إخراجها في محلك أولى، وأفضل. جزاكم الله خيراً       
 
4- أرجو أن توضحوا لي هل يجوز زيارة القبور، ووضع الشواهد، وأخذ جزء من التراب، والمسح على الجسم؟
أما زيارة القبور فسنة، الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن زيارة القبور أولاً؛ لأن الناس كانوا أهل شرك وتعلق بالقبور، فنهاهم عنها، فلما استقر الإسلام في قلوبه، وعرفوا دين الله رخص لهم في زيارة القبور، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، أما أخذ التراب منها للبركة، أو التمسح بها، أو دعاء أهلها، أو الاستغاثة بها هذا منكر، هذا من الشرك. أما وضع الشواهد هذا شيء مجمل ما نعرف ما معنى وضع الشواهد، إن كان المقصود أن يضع عليها أعواد كالجريد، أو يغرس عليها شجر هذا لا ينبغي، وإنما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبرين معذبين، ولم يفعله -صلى الله عليه وسلم- مع قبور أخرى، فدل على أنه لا يشرع وضع الجذوع على القبور، ولا أعواد الشجر، أما إن كان وضع الشواهد يعني علامة على القبر أن هذا قبر فلان، حجر، أو قطعة حديدة، أو عظم، أو شيء علامة على أنه قبر فلان، فلا بأس تعليم القبر مما يدل على صاحبه من غير كتابة لا بأس بذلك. أما التمسح بالتراب ووضعها على الجسم تبركاً بهم، هذا لا يجوز هذا من الشرك، وهكذا طلب البركة منهم ويقول يا صاحب القبر أعطني بركتك، أو أرجوا بركتك، أو اغفر لي، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو انصرنا على أعدائنا، أو أغثنا، أواشفع لنا هذا كله من الشرك، ما يجوز هذا مع القبور، الشفاعة بيد الله -جل وعلا-: (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) تقول يا رب شفع فيَّ نبيك، يا رب شفع فيَّ ملائكتك وأنبياءك، قال: يا رب شفع فيَّ عبادك المؤمنين، أما الميت لا تسأله شيئاً، إنما تدعوا له، تستغفر له، تترحم عليه، ولا تقول انصرنا، أو اشف مرضانا، أواشفع لنا، أو أنت تعلم ما في نفوسنا، وتعلم حاجاتنا كل هذا من الشرك الأكبر، نعوذ بالله. جزاكم الله خيراً  
 
5- هل سن لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر القنوت، وقد سمعت أن هناك حديثاً عن أنس -رضي الله عنه- قال: (ما زال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقنت حتى فارق الدنيا)؟
نعم، هذا معروف لكنه ضعيف، ولم يشرع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- القنوت في الفجر، ولا في غيرها، إنما القنوت في الوتر يشرع القنوت في الوتر خاصة، إلا إذا قنت الناس للنوازل، للحاجة نزلت بالمسلمين، مثل قصة نزول حادثة صدام وعدوانه على الكويت، أو مثل كفار آخرين يحاصرون بلداًً إسلامية، هؤلاء يقنت بالدعاء لهم، في الفجر وغيرها، ويسمى قنوت النوازل، وهو الدعاء على الكفار إذا أحدثوا حدثاً على المسلمين، قتلوا منهم أحداً، أو حاصروا بدلاً، أو ما أشبه ذلك، النبي قنت على الكفار يدعوا عليهم -عليه الصلاة والسلام- في الفجر وغيرها -عليه الصلاة والسلام-، أما اتخاذ القنوت دائماً في الفجر، أو غيرها، فهذا غير مشروع، وقد ثبت عن طارق بن أشيم أن ولده سعد سأله قال: (يا أبتِ صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصليت خلف أبي بكر، خلف عمر، وخلف عثمان، وخلف علي ها هنا في الكوفة، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال له طارق: أي بني محدث)، خرجه أهل السنن إلا أبا داوود بإسناد صحيح، فهذا يدل على أن القنوت في الصلوات من دون سبب ليس مشروعاً، وأما حديث أنس، فهو ضعيف، ولو صح لكان معناه طول القيام، كان يطول في الصبح أكثر كما قال ابن القيم -رحمه الله-، كان وقوفه في الصبح في الركعتين للقراءة بعد الركوع كان أطول من غيره في الذكر الذي بعد الركوع لا على سبيل القنوت، بل كان يمد في ذلك؛ لأن السنة في الفجر أن تكون أطول من بقية الصلوات، لو صح. جزاكم الله خيراً  
 
6- هل يجوز للمرأة المسلمة أن تحف الحواجب؟
لا يجوز لها هذا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن النامصة والمتنمصة، والنمص أخذ الحواجب، وأخذ شعر الوجه، لكن لو كان في الوجه شعر زائد كاللحية، أو الشارب، فلا حرج بأخذ ذلك؛ لأن هذا يشوه الخلقة، ويضر المرأة، أما الشيء المعتاد في الوجه أو الحاجبين، فليس لها أخذ ذلك، وهذا من النمص المحرم. جزاكم الله خيراً  
 
7- هل يجوز للمرأة أن تتزين بالمساحيق التجميلية لزوجها؟
لا نعلم في هذا بأس، إذا كان المساحيق لا تضرها، بل تجملها ولا تضرها، لا بأس. جزاكم الله خيراً  
 
8- قرأت حديثاً عن فضل سورة (يس)، يقول: قال رسول الله -¬صلى الله عليه وسلم-: (من قرأها في صدر النهار وقدمها بين يدي حاجته قضيت)؟
كلها أحاديث ضعيفة الواردة في هذا الشيء ضعيفة، أمثلها وأقربها إلى الصحة حديث قراءتها عند المريض عند المحتضر: (اقرؤوا على موتاكم يس)، فقد ضعفه جماعة أيضاً. لعله يقول: (من قرأها في صدر النهار، وقدمها بين يدي حاجته قضيت)؟ ليس بصحيح. ما هو صدر النهار كما يسأل؟ ما قبل الزوال، ما قبل الزوال يقال له صدر النهار. جزاكم الله خيراً  
 
9- يسأل عن تفسير قوله تعالى: (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))[الأعراف:180]؟
يقول الله -جل وعلا-: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، منها الرحمن، الرحيم، السميع، البصير، القدير، القوي، الحكيم، وغيرها من أسماء الله المذكورة في القرآن، وفي السنة الصحيحة يدعى بها، تقول "يا رحمن، يا رحيم اغفر لي وارحمني، يا سميع يا بصير ألطف بي ، يا جواد، يا كريم، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام ارحمني" إلى غير هذا، هذا معناه. جزاكم الله خيراً  
 
10- هل يجوز الكلام أثناء الأذان، أو بعد الأذان؟
نعم، يجوز الكلام في الأذان، وبعد الأذان لا بأس، لكن السنة الإنصات للمؤذن وإجابته، وإذا تكلم مع ذلك لحاجة من الحاجات، فلا حرج في ذلك، يجيب المؤذن وإذا رد السلام، أو شمت عاطس، أو طلب حاجة فلا حرج في ذلك. جزاكم الله خيراً  
 
11- هل يجوز الدعاء بالدنيا قبل الآخرة؟
لا أعلم فيه بأساً، لكن السنة البدء بالدين؛ لأنه أهم، تقول" أللهم أصلح لي أمر ديني قبل دنياي"، مثل ما في الحديث الصحيح: (اللهم أصلح لي أمر ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي)، فالبدء بالأهم في أمر دينك ودنياك أولى، ولو بدأ بالدنيا ما يضر، لو قال "اللهم يسر لي رزقاً حلالاً"، أو "اللهم يسر لي وظيفة مناسبة طيبة"، أو "و اغفر لي وارحمني" ما يضر. جزاكم الله خيراً  
 
12- ما معنى: (تمجيد الله)؟
تمجيد الله، بمعنى تكثير الثناء عليه، أنت الرحيم، وأنت الرحمن، وأنت الجواد، وأنت الكريم، وأنت المحسن، وأنت صاحب الخيرات، أنت الذي أحسنت إلى العباد، أنت المرجو لكل كرب ولكل شدة، بيدك الخير، ولك التصرف في الأمر كله، يثني عليه كثيراً، هذا التمجيد التوسع في الثناء على الله -سبحانه وتعالى-. جزاكم الله خيراً  
 
13- قرأت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من الجن، وضلع الدين، وغلبة الرجال، فما معنى ذلك؟
في الحديث الصحيح: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل)، ما هو بالجن، (الجبن والبخل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال)، هذا الحديث الصحيح، "الجبن" بدل "الجن"، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجذام، والجبن والبخل، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال) وإذا استعاذ من الجن كذلك (من أسد وأسود، وحية وعقرب)، يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر الجن، من شر الدواب، من شر الإنس والجن" كله طيب. جزاكم الله خيراً، غلبة الرجال؟ قهرهم. جزاكم الله خيراً  
 
14- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في معنى الحديث: (ويل لمن كذب ليضحك القوم، ثم ويل له، ثم ويل له)، ما رأي سماحتكم في بعض الناس الذين يجعلون مجالسهم النكت؟
هذا فيه ذكر الكذب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ويل لمن يحدِّث فيكذب ليضحك به القوم)، إذا كانت النكتة فيها كذب ما يجوز، أما إذا كانت النكتة ما فيها كذب ما تسمى كذب ما تدخل في هذا، والله المستعان. جزاكم الله خيراً   
 
15- إذا صلى الإنسان ولم يتذكر ما قرأ في الركعة الأولى، أو الثانية، فما حكم صلاته؟
إذا كان ذلك بعد النهاية، أو بعد فراغه منها ما يضره، إنما إذا كان في أثناءها، شك هل قرأ الحمد، أو ما قرأ الحمد يعيدها، إلا إذا كان عنده وساوس يترك هذا، يبني على ظنه أنه قرأها والحمد لله، أما إذا كان لا، يعرض له ذلك هل عرض له شيء عارض توقف، هل قرأ الفاتحة، أو ما قرأها؟ يقرأها، أما بعد ما فرغ منها طرأ عليه الشك، لا يلتفت إليه، هذا من الوساوس. جزاكم الله خيراً  
 
16- أنا مقيم في مدينة الرياض، هل يجوز لي زيارة أحد الأقارب في جدة، ثم الإحرام من جدة كاهلها بنية أداء العمرة، مع العلم بأن سبب سفري كان لأداء العمرة وزيارة هذا القريب في وقت واحد، ولقد سافرت بالطائرة مباشرة إلى جدة، أفيدونا جزاكم الله خير؟
ما دمت تقصد العمرة والزيارة جميعاً من نفس بلدك، فالواجب عليك أن تحرم من الميقات، أما إذا كنت ما قصدت إلا الزيارة، ثم بدا لك أن تعتمر تحرم من جدة، أما ما دمت قد عزمت على العمرة مع الزيارة من بلدك، فعليك أن تحرم من الميقات، لقوله -صلى الله عليه وسلم- لما وقت المواقيت: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج، أو العمرة)، وهذا محل إجماع بين أهل العلم، ليس فيه خلاف والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
17-   إذا حلف الرجل على زوجته، وقال لها: علي الحرام لا تصلي بيت فلان -مثلاً-! جارة، أو ما أشبه ذلك، وبعد وقت وصلت الزوجة إلى ذلك البيت المحلوف عليه، فما الحكم؟
هذا فيه تفصيل، إن كان مقصوده تحريمها إذا فعلت ذلك، فعليه كفارة الظهار في أصح أقوال أهل العلم، وهي عتق رقبة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاع، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد قبل أن يمسها. أما إن كان المراد منعها وتحذيرها وتخويفها، تهديدها، فهذا عليه كفارة يمين إذا خالفته، لا يلزمه كفارة الظهار ولكن كفارة اليمين؛ لأنه في حكم اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز صام ثلاثة أيام، إن كان مقصوده من هذا التحريم تخويفها، أو تحذيرها مثل لو قال: علي الحرام ما تكلمين فلان، علي الحرام ما تعشين عند آل فلان، علي الحرام ما تحضرين عرس فلان، قصده منعها، هكذا إذا قال علي الحرام ما تزورين آل فلان، إذا كان مقصوده التهديد، التخويف، والتحذير وليس المقصود تحريمها عليه إن فعلت، فإنه يكون كفارة يمين. جزاكم الله خيراً  
 
18- لي جار في السكن، وأنا لا أقطع زيارته، إنما هو لم يزرني إطلاقاً، فكيف توجهونني؟
أنت قد فعلت المعروف، قد فعلت الخير وأحسنت، والحمد لله، وإذا دعوته أنت للزيارة تحببت إليه، يحصل التزاور طيب، التزاور بين الإخوان طيب، وإذا فعلت أنت الزيارة ولم يزر هو فزت بالأجر، إذا كانت الزيارة فيها مصلحة دين وخير، أما إن كانت الزيارة يترتب عليها شر حضور منكرات، فهذا لا يجوز، أما إذا كانت زيارة لله وفي الله محبةً ومؤانسة وليس فيها منكر فأنت تفوز بالأجر. جزاكم الله خيراً  
 
19- عند موت المسلم تنتزع الروح فأين تذهب؟
روح المؤمن ترفع إلى الجنة، ثم ترد إلى الله -سبحانه وتعالى-، ثم ترد إلى جسدها للسؤال، ثم بعد ذلك جاء الحديث أنها تكون في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة، روح المؤمن ويردها الله إلى جسدها إذا شاء -سبحانه وتعالى-، أما روح الكافر تغلق عنها أبواب السماء، وتطرح طرحاً إلى الأرض وترجع إلى جسدها للسؤال، وتعذب في قبرها مع الجسد، نسأل الله العافية، أما روح المؤمن فإنها تنعم في الجنة، وترجع إلى جسدها إذا شاء الله، وترجع إليه أول ما يوضع في القبر حتى يسأل، كما جاء في ذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (والمؤمن إذا خرجت الروح منه يخرج منها كأطيب ريح، يحسه الملائكة ويقولون ما هذه الروح الطيبة؟، ثم تفتح لها أبواب السماء حتى تصل إلى الله، فيقول الله لها: ردوها إلى عبدي فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، فتعاد روحه إلى الجسد ويسأل)، ثم جاءت الأحاديث بأن هذه الروح تكون في الجنة بشبه طائر بشكل طائر تعلق في أسفل الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر؟ أما روح المؤمنين فهي نفسها تكون طائر، كما روى ذلك أحمد وغيره بإسناد صحيح عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. جزاكم الله خيراً  
 
20-   أنا شاب وأقرأ القرآن الكريم لكني لا أجيد القراءة التامة، ولا التجويد، هل لي أن أتابع أحد القراء في الأشرطة، وأصحح قراءتي عليه؟
هذا مناسب طيب؛ لأن تجويد القرآن من أفضل القربات، وفيه تحسين الصوت بالقرآن، وفيه أيضاً الدعوة إلى الخشوع لسماعه، والاستفادة من القارئ، فتجويد القرآن أمرٌ مطلوب، وفيه خيرٌ كثير، ومصالح جمة، فإذا كنت لا تجيده واستعنت ببعض التسجيلات، أو قرأت على بعض إخوانك هذا كله طيب. جزاكم الله خيراً  
 
21- سمعت أن المسح على الوجه بعد الدعاء بدعة، وأن تقبيل القرآن الكريم بدعة، أفيدونا عن ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
مسح الوجه بعد الدعاء ليس بدعة، لكن تركه أفضل للأحاديث الضعيفة وقد ذهب جماعة إلى تحسينها؛ لأنها من باب الحسن لغيره، كما ذلك الحافظ بن حجر -رحمه الله- في آخر بلوغ المرام، وذكر ذلك آخرون، فمن رآها من باب الحسن استحب المسح، ومن رآها من قبيل الضعيف لم يستحب المسح، والأحاديث الصحيحة ليس فيها مسح الوجه بعد الدعاء، الأحاديث المعروفة في الصحيحين، أو في أحدهما في أحد الصحيحين ليس فيها مسح، إنما فيها الدعاء، فمن مسح فلا حرج، ومن ترك فهو أفضل؛ لأن الأحاديث التي في المسح بعد الدعاء مثلما تقدم ضعيفة، ولكن من مسح فلا حرج، ولا ينكر عليه، ولا يقال بدعة، أيش السؤال الثاني؟ يقول: تقبيل المصحف؟ كذلك تقبيل المصحف لا حرج فيه، ولا يسمى بدعة؛ لأنه من باب تعظيم القرآن، ومن باب محبته، وقد روي عن عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه- كان يقبله، ويقول هذا كلام ربي، لكن ما هو بمشروع تركه أفضل. إنما لو قبل؟ لا حرج. جزاكم الله خيراً  
 
22- قرأت في كتاب الأذكار للنووي أن الإسرار في القراءة والأذكار المشروعة في الصلاة لابد فيه من أن يسمع الإنسان نفسه، فإن لم يسمعها لم تصح قراءته ولا ذكره، فهل تعتبر صلاتي غير صحيحة؛ لأنني عندما أقرأ في الصلاة السرية أحرك شفتي دون صوت، وذلك لجهلي؟ جزاكم الله خير
لا بد من تحريك اللسان، ولا بد من صوت، وإلا ما يسمى قارئ، من قرأ في قلبه فقط ما يسمى قارئ، لا بد من شيء عند القراءة والذكر حتى يسمى ذاكراً، ويسمى قارئاً، ولا يكون ذلك إلا باللسان، لا بد من كونه يسمع نفسه، إلا إذا كان به صمم، فهو معذور، يعمل ما يراه حسب اجتهاده الذي يعلم انه حصل المقصود، والحمد لله. ولكن كونه ينوي بقلبه، ويذكر بقلبه، ولا يتكلم بلسانه، ما يسمى قارئاً، ولا يسمى داعي، ولا يسمى ذاكر، فهذا ذكر بالقلب، يسمى ذكر القلب، لكن المأمور في الصلاة أن تقرأ كما أمرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقرأ، وكذلك المأمور في الدعاء أن تدعوا، ولا تسمى داعياً، ولا قارئاً إلا إذا تلفظت. جزاكم الله خيراً، الذي يذكر الله بقلبه، هل يعتبر ذاكراً سماحة الشيخ؟ ذكر قلب؛ لأن الذكر أنواع ثلاثة، ذكر القلب، وذكر اللسان، وذكر العمل. فإذا ذكر بقلبه من الله خوف، وتعظيم، وتتذكر، عظمته، وخوفه، ورجاءه، والشوق إليه -سبحانه وتعالى-، ومحبته هذا ذكر في القلب، وذكر اللسان سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والحوقلة، وذكر العمل كونه يصلي، ويصوم، ويتصدق يرجوا ثواب الله، هذا ذكر بالعمل مع القلب. جزاكم الله خيراً   
 
23- ما هو مقدار نصاب النقود؟
الذهب عشرون مثقالاً ومقدارها بالغرام، اثنان وتسعون غرام، ومقدار النصاب بالجنية السعودي أحدى عشر جنيهاً وثلاثة أسباع جنيه، ولا بأس بالتعبير بالنصف إحدى عشر ونصف؛ لأن الفرق يسير بين النصف وبين الثلاثة أسباع، فهذا هو النصاب إحدى عشر جنيه ونصف؛ لأنه أوضح في حساب العامة نصف هذا هو النصاب بالجنيه، عشرون مثقالاً وبالغرام اثنان وتسعون غراماً. وأما الفضة فإن نصابها مائة وأربعون مثقالاً، وبالدراهم السعودية ستة وخمسون ريال فضة، وبالغرامات مثل نصاب الذهب سبع مرات، مائة وأربعين مثقالاً، ستمائة وأربعة وأربعون غرام هي ضرب سبعة في عشرين، ستمائة وأربعة وأربعون غراماً يعني فضة. جزاكم الله خيراً  
 
24- إني نذرت أن أصوم شهراً، فهل يجوز لي أن أصومه أياماً متفرقة؟
على النية إن كانت النية المتابعة صومي متتابعة، وإن نويت شهراً مطلقاً فالأفضل المتابعة؛ لأن الغالب أن الشهر أن يكون متتابع، وإن فرقت فلا حرج، ولكن الأفضل التتابع. أما إذا ما نويت التتابع قلت ثلاثين يوم سوى قلت شهر، أو قلت عشرين يوم، فلا يلزم التتابع، أما إذا نويت التتابع قلت عشرين يوماً، نويتِ متتابعة، أو شهراً نويتِ متتابعاً، وجب التتابع عملاً بالنية، الأعمال بالنيات. أما إذا لم تنوي التتابع فالتتابع إذا سميت شهراً هو الأفضل؛ لأن الشهر من صفته أن يكون متتابعاً، ولو فرقت فلا حرج إن شاء الله؛ لأن النية معتبرة وليس هناك نية, والشهر يطلق على ثلاثين يوم.

510 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply