حلقة 765: حكم العقيقة - الضم والإرسال في الصلاة - الأم تطلب من ابنتها عدم زيارتها - حكم السؤال بالجاه - صلاة المرأة الصلاة الجهرية - دفع الزكاة إلى الأقارب - الوصول إلى مزدلفة آخر الليل - هل تجب الفدية مع القضاء في حق من أفطر رمضان

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 49 محاضرة

حلقة 765: حكم العقيقة - الضم والإرسال في الصلاة - الأم تطلب من ابنتها عدم زيارتها - حكم السؤال بالجاه - صلاة المرأة الصلاة الجهرية - دفع الزكاة إلى الأقارب - الوصول إلى مزدلفة آخر الليل - هل تجب الفدية مع القضاء في حق من أفطر رمضان

1- ما حكم العقيقة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالعقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته، يقال لها عقيقة، ويقال لها نسيكة، ويسميها بعض الناس تميمة، وهي عن الذكر ثنتان، وعن الأنثى واحدة من الغنم، تجزؤه الأضحية يعني جذع ضأن أو ثني معز فما فوق، هذه يقال لها العقيقة، وهي سنة مؤكدة، لأن الرسول أمر بها عليه الصلاة والسلام، أمر أن يعق عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، وقال: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق ويسمى)، فالسنة في لأب الطفل أن يذبح عن ولده الصغير ثنتين إذا كان ذكراً، وعن الجارية واحدة في اليوم السابع، فإن لم يتسر ذبحها بعد ذلك، في الرابع عشر، في الحادي والعشرين كما روي عن عائشة رضي الله عنها، أو في غير ذلك، ليس لها حد محدود، إن تيسر اليوم السابع فهو أفضل ويحلق رأس الطفل الذكر ويسمى وإن سمي عند ولاته فلا بأس، قد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أولاد الأنصار يوم الولادة، وسمى ابنه إبراهيم يوم الولادة، وإن سمي يوم السابع فكذلك كله سنة، أما العقيقة، والحلق يكون يوم السابع، يعني حلق رأس الذكر، أما الأنثى لا، وإذا ذبحها بعد ذلك بشهر أو شهرين أو سنة أو أكثر كل هذا لا بأس به، والسنة يأكل منها ويطعم، يتصدق منها وإن جمع عليها جيرانه وأقاربه أو تصدق بها كلها فلا بأس، كله طيب، ليس فيها حد محدود والحمد لله، الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بها ولم يقل افعلوا بها كذا وكذا، فدل على التوسعة، إن أكل منها أو ادخر منها أو أعطى منها جيرانه، أو تصدق بها كلها، لكن الأفضل أن يتصدق منها بعض الشيء، وإن وزعها كلها أو جمع الجيران والأقارب عليها والأصدقاء كله طيب.  
 
2- لدينا مسألة خلافية في القبض والإرسال في الصلاة، هناك أدلة على القبض كثيرة، نرجو منكم توضيحاً لهذه المسألة؟
السنة في الصلاة القبض حال القيام، يضع يده اليمنى كفه اليمنى على كفه اليسرى، هذا هو القبض على صدره، لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث وائل بن حجر أنه كان يضع يمنيه على شماله وكفه اليمنى على كفه اليسرى على صدره، وثبت أيضاً من حديث قبيصة بن حجر الطائي عن أبيه معنى ذلك، وفي صحيح البخاري رحمه الله عن سهل بن سعد قال: كان الرجل يؤمر أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، والمعنى في الصلاة يعني حال القيام، كما فسره حديث وائل وحديث قبيصة بن حجر، لأن الصلاة لها أحوال في الركوع يضع يديه على ركبته مفرجتي الأصابع هذا السنة، في السجود يضعهما على الأرض حيال منكبيه أو حيال أذنيه، في الجلوس يضعهما على فخذيه إلى ركبتيه، فما بقي إلا حال القيام، حال القيام يضعهما على صدره ويكون أطرافها على ذراعه الأيسر، أطراف يده اليمنى، كفه اليمنى على ذراعه الأيسر، كما في حديث سهل، وفي السنن أيضاً من حديث طاووس بن كيسان اليماني التابعي الجليل ما يوافق ذلك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه: كان يضع يده اليمنى على كفه اليسرى، على صدره، في الصلاة، هذا مرسل جيد يوافق الأحاديث الصحيحة المتصلة المرفوعة، أما إرسالها على الجنبين كما يفعله بعض الناس، فليس عليه دليل وإن ذهب إليه بعض المالكية لكن هذا ليس دليل، هذا هو الترك، والأولى تركه، وهو الأخذ بما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، ولكن لا ينبغي النـزاع في هذا والاختلاف والعداوة والشحناء، ينبغي التساهل في هذا والتسامح لأنها سنة فلو أرخى يديه صحت صلاته أو ضمها صحت صلاته إنما الخلاف في الأفضل والسنة، وكثير من إخواننا في أفريقيا يحصل بينهم شحناء بسبب هذا ولا ينبغي ذلك، ينبغي في مثل هذا التسامح والدعوة إلى الخير بالرفق وينصح إخوانه أن يضعوا أيديهم على صدورهم من دون شدة ولا منازعة ولا هجر، بل يبين السنة ويدعو لها بحلم وصبر ورفق، وعلى من فعل السنة أن يستجيب ولا يجوز التقليد، التقليد لا يجوز أن يقلد زيد أو عمرو في مخالفة السنة، ولا كان عظيماً ولو كان مالكاً أو كان أبا حنفية أو الشافعي أو أحمد، لا، طالب العلم لا يقلد العلماء، يأخذ بالدليل، إذا خفي عليه الدليل تبع أهل العلم المعروفين بالسنة والاستقامة، لكن إذا قام الدليل عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فالواجب والمشروع اتباع من معه الدليل، سنة في السنة وواجباً في الواجبات، الله يقول: إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً، ويقول سبحانه: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله، ويقول جل وعلا: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، ويقول جل وعلا: من يطع الرسول فقد أطاع الله، فأنت مأمور بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عرفت السنة، والسنة واضحة في هذا أن تضع كفك اليمنى على كفك اليسرى في الصلاة، وأنت قائم، قبل الركوع وبعده، قبل الركوع وهكذا بعد الركوع إذا قمت وأنت واقف بعد الركوع تضع كفك اليمنى على كفك اليسرى على الصدر، هذا هو الأفضل، وقال جماعة من العلماء على السرة، وقال بعضهم تحت السرة، ولكن ليس عليه دليل صحيح، والحديث المروي عن علي بوضعهما تحت السرة ضعيف، والمحفوظ وضعها على الصدر، هذا هو المحفوظ من حديث وائل ومن حديث قبيصة بن حجر الطائي عن أبيه ومن مرسل طاووس ويؤيده ما رواه البخاري في الصحيح من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد كما تقدم، فنصيحتي لإخواني أن يأخذوا بهذه السنة من دون شدة على الآخرين، مع الرفق والحكمة والتواصي بالسنة. 
 
3- أنا امرأة والحمد لله ملتزمة بالدين، ولي والدة لم يطب لها التزامي بالدين وخاصة الحجاب الشرعي، وقد طلقها أبي منذ فترة، وكنت في رعايتها بعد الله عز وجل، وبعد أن تزوجت بأحد الإخوة الملتزمين رفضت والدتي زيارتي إليها، وما زلت بعد ذلك أزورها أنا وزوجي، فإذا بها ترفض رفضاً باتاً مقابلتي عند بيتها، وكتبت لزوجي خطابات فحواها أنها ستعيش في قلق وضيق إذا زارها هو وابنتها فعليها التوقف عن زيارتها لتعيش مطمئنة حسب قولها، فهل في مثل هذه الحالة إذا انقطعت عن زيارة والدتي إرضاء لها أكون عاقة لها، علماً بأن قلبي يتفطر ألماً في مسلك والدتي هذا، حيث أنني لم أنقص من حقها شيئاً في الطاعة في المعروف جزاكم الله خيراً؟
أنت مأجورة ومشكورة وعليك طاعة الله ورسوله، عليك أن تطيعي الله ورسوله في كل شيء، ولو غضبت الوالدة أو غير الوالدة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنما الطاعة في المعروف)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -:(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فالوالدة والوالد والأمير والسلطان والزوجة والزوج كلهم لا يطاعوا في معصية الله، لا يطاعوا في معاصي الله أبداً، ولكن عليك الدعاء لها بالتوفيق والهداية والصلاح والإحسان إليها إذا كانت محتاجة بالمال، والرفق وإذا كلمتيها بالتلفون ورضيت بالكلام فلا بأس، وإلا ليس عليك إثم، الإثم عليها هي، أما أنت فليس عليك إثم إذا كنت فعلت ما شرع الله لك من الحجاب وغضبت من أجل الحجاب فهذا غلط منها وجهل منها فاسألي الله لها التوفيق والهداية والصلاح وأحسني إليها بالدعاء لها أن الله يوفقها وأن الله يهديها وأن الله يفقهها في الدين وأن يعيذها من الشيطان، وأبشري بالخير، وليس عليك حرج إذا ما زرتيها إذا كانت ترغب ألا تزوريها ولا تؤذيها بالزيارة وإن سمحت بالمكالمة التلفونية فافعلي وإن لم تسمح فلا تفعلي، وأنت معذورة ومشكورة ومأجورة والإثم على أمك، فاسألي الله لها الهداية وأن الله يسامحها ويعفو عنها، وأبشري بالخير، ونسأل الله لأمك الهداية، نسأل الله لأمك الهداية وأن يوفقها للفقه في الدين، وأن يرزقها البطانة الصالحة التي ترشدها إلى الخير.    
 
4-  ما حكم الوجاهة، وهل يصح أن نقول: بجاه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - اغفر لي، أو اغفر لوالديّ، وما أشبه ذلك؟
السؤال بالجاه بدعة لا يجوز، ولكن تسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبإيمانك وأعمالك الصالحة هذا المشروع، أما أن تقول: اللهم إني أسألك بجاه محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو بجاه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أو بجاه الأنبياء، أو بجاه الصالحين هذا منهي عنه ليس من الوسائل الشرعية، الله يقول جل وعلا: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، ما قال: فادعوه بجاه الأنبياء أو بجاه الصالحين، قال: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، فتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن ترحمني، أن تعلمني العلم النافع أن تفقهني في الدين، أن تغنيني عن خلقك وما أشبه ذلك، اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، بأنك العزيز الحكيم بأن تغفر لي وترحمني اللهم إني أسألك برحمتك وبفضلك وإحسانك أن تغفر لي وترحمني، اللهم إني أسألك بأنك الجواد الكريم بأنك العفو الغفور، إلى غير هذا، مثلما في الحديث الصحيح، النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال للصديق رضي الله عنه، لما قال الصديق: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتني، قال قول: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفري لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، هكذا علم الصديق رواه الشيخان في الصحيحين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه، يقول: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، ويدعو الله بأسمائه سبحانه وتعالى وصفاته فلا ينبغي لأحد أن يدعو الله بغير ما شرع، لا بجاه فلان ولا بحق فلان، لا بحق الأنبياء، ولا بجاه الأنبياء والصالحين، ولا بأس أن تدعو وتتوسل بالإيمان، تقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك وبنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، أن تغفر لي أو تعطيني كذا وكذا، اللهم إني أسألك بمحبتي لك، ومحبتي لنبيك ولعبادك الصالحين أن تغفر لي وترحمني لا بأس، تتوسل بالإيمان والمحبة لله ولرسوله أو بالتوحيد، اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو اللهم إني أسألك بتوحيدي لك وإيماني بك وهكذا بالأعمال الصالحة الأخرى، تقول: اللهم إني أسألك ببر الوالدين وبأداء الأمانة، وبالعفة عما حرم الله، تسأل بأعمالك الطيبة، كله طيب، أما أن تسأل بجاه فلان، ــ فحق فلان مو بعملك ولا هو من أسماء الله وصفاته، فلا تسأل به، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن ثلاثة مما كان قبلنا، ثلاثة ممن كان قبلنا، آوهم المبيت والمقر إلى غار، فدخلوا فيه، من أجل المبيت والوقاية من المطر، فأراد الله جل وعلا، أن أنزل عليهم صخرة، انحدرت عليهم بإذن الله، فغطت عليهم باب الغار، عظيمة ما استطاعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، وإنه نئا به طلب الشجرة ذات ليلة فلما أرح عليها إلا وقد ناما، فجئتهما وقد ناما والقدح علي يدي، فلم أوقضهما، يعني احتراماً لهما، ما أحب أن يوقظهما، فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما، قال: والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم أغبق قبلهما أحد حتى استيقظا عند طلوع الفجر، فسقيتهما غبوقهما والغبوق اللبن، كان من عادات العرب يشربون الغبوق بعد العشاء، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثاني: اللهم إني كانت لي ابنة عم كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها من نفسها، يعني أراد منها الفاحشة، فامتنعت، ثم إنها ألمت بها سنة، يعني حاجة، فجاءت إلي تطلبه العون والرفد، فقال: لا، حتى تمكنيني من نفسك، فوافقت من أجل هذا، فوافقت على مائة وعشرين دينار، مائة وعشرين جنيه يعطيها إياه، قال: فلما جلست بين رجليها، يعني للجماع، قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، يعني لا تجامعني إلا بعقد شرعي، فلما قالت له هذا الكلام خاف من الله وقام وترك الفاحشة وترك لها الدنانير تركه لها قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك يعني خوفاً منك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأخذ كل واحد أجره، إلا واحداً ترك أجره عندي، وإني نميته واشتريت منه إبلاً وبقراً وغنماً ورقيقاً، ثم جاءني يطلب أجرته، فقلت له: كل ما ترى أجرك، هذه الغنم والإبل والبقر والرقيق كله من أجرك، فقال لي: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت له: لا أستهزئ بك هذا مالك، فأخذه واستاقه كله، قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرجوا)، بأسباب توسلهم بهذه الأعمال الصالحات، الله جل وعلا قدر، سقوط هذا الحجر على فم الغار ليتوسلوا بهذا الوسائل وليعلم الناس فضل البر، وفضل العفة عن الفواحش، وفضل أداء الأمانة حتى يتأسوا بهؤلاء، ويستفيدوا من عمل هؤلاء، هذه نعمة الله وفضل من الله والنبي - صلى الله عليه وسلم - خبرنا بهذا حتى نستفيد من هذه القصة، وأن بر الوالدين والعفة عن الفواحش وأداء الأمانة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب وتيسير الأمور، ومن أعظم الأسباب في النجاة من النار، لأن الكربة يوم القيامة أعظم من الكربة في الدنيا، فالإنسان إذا اتقى الله وابتعد عن محارم الله، وأدى ما أوجب الله عليه فهذا من أسباب التفريج في الدنيا والنجاة في الآخرة، كما قال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وقال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً، فأنت يا عبد الله، وأنت يا أمة الله تذكرا جميعاً في هذه القصة قصة الثلاثة، واستفيدا من هذه القصة الفائدة العظيمة، وليتيقن كل واحد منا أن بر الوالدين من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات ومن أسباب تفريج الكروب وتيسير الأمور، وهكذا العفة عما حرم الله عن الزنا والفواحش من أفضل القربات ومن أعظم أسباب تيسير الأمور وتفريج الكروب والنجاة من النار، وهكذا أداء الأمانة والعناية بالأمانة، وعدم الخيانة كل ذلك من أسباب تفريج الكروب وتيسير الأمور، ومن أسباب رضا الله سبحانه من أسباب رضا الله وتيسير أمرك وإدخالك الجنة ونجاتك من النار، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.  
 
5-   وصلت إلى جدة لأداء فريضة الحج، ونويت زيارة المدينة، ومن ثم نحرم من ميقات أهل المدينة، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب إجراءات رسمية معينة، فسألت إمام مسجدنا في مدينة الحجاج فقال: ليس عليك شيء، ثم سألت أحد الناس في منى، فقال: بل عليك فدية؛ لأنك لم تحرم من  الميقات، وجهوني جزاكم الله خيراً؟ 
إذا قدم الإنسان إلى جدة بنية الذهاب إلى المدينة ثم يحرم من المدينة، ولكنه لم يتسر له ذلك بسبب مرض أو غيره أو أمور رسمية، لم يحصل له بسببها الذهاب إلى المدينة فإنه يحرم من جده من محله الذي أنشأ فيه ــ ويكفيه وليس عليه فدية، والذي أفتاك بالفدية غلط، ليس عليك فدية لأنك أنشأت الإحرام من جدة، لكن لو نويت جدة حين جاوزت الميقات ما أردت الإحرام من المدينة، أردت الذهاب إلى المدينة وتحرم من ميقات المدينة، فأنت معذور لأنك حين منعت من المدنية، أنشأت من جديد بالإحرام من محلك، فالإحرام من محلك كاف والحمد لله، ولا شيء عليك، وهكذا غيرك، لو أن إنساناً، أتى من نجد ومر على الميقات ذاهباً إلى المدينة، وقصده أن يذهب إلى هناك ويحرم من المدينة ثم منع من المدينة، لما وصل جدة منع من المدينة، أو لما وصل رابغ منع من المدينة يحرم من محله، ــ والحمد لله، وهكذا من جاء من اليمن أو جاء من الشام، من أي جهة، المقصود إذا جاء لقصد الإحرام من المدينة ثم منع من المدينة، يحرم من محله الذي منع فيه، جدة أو غيرها.    
 
6- يسأل عن صلاة المرأة الصلاة الجهرية، هل تجهر المرأة أو لا؟
نعم، السنة لها الجهر، كالرجل، في المغرب والعشاء والفجر، السنة لها الجهر، في الأول والثانية من المغرب والأولى والثانية من العشاء، وفي الفجر، كالرجل، يقرأ ـــ من حوله، إذا كان حوله مصلين إذا كان حولها مصلون أوحولها قراء تجهر أو نوام؛ تجهر جهلاً لا يشق عليهم وهكذا الرجل، إذا كان يصلي في الليل، أو مريض يصلي في بيته، في الفجر أو العشاء، يجهر جهراً لا يؤذي من حوله. 
 
7-  ما حكم دفع الزكاة إلى والدتي ووالدي وأخي وأختي؟
دفع الزكاة للوالدين وللأولاد لا يجزئ، عند جمهور أهل العلم، بل حكاه بعضهم إجماع أهل العلم، أما دفعها للأخ أو الأخت أو العم أو العمة أو الأخوال أو بقية الأقارب فلا بأس، إذا كانوا فقراء، إذا كانوا من أهل الزكاة، أما الوالدان تنفق عليهم من مالك من غير الزكاة، وهكذا أولادك وزوجتك تنفق عليهم من مالك عليهم من مالك لا من الزكاة، الزكاة لا تدفع للوالدين ولا للزوجة ولا للأولاد، ولكن بقية الأقارب إذا كانوا فقراء من إخوة أو أعمام أو أخوال أو بني عم أو غيرهم لا بأس، إذا كانوا فقراء، صدقة وصلة.    
 
8-  لم نصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل؛ نظراً لتأخر السيارة علينا، فما الحكم؟
لا حرج في ذلك، ولو لم تصلوا إلا آخر الليل.   
 
9-   أنه اضطر إلى الإفطار في رمضان، وهناك من قال: إنه يجب عليه القضاء والفدية، ومنهم من قال: بل يجب عليه القضاء فقط، ويسأل سماحتكم عن الحكم، جزاكم الله خيراً؟
إذا كان الإفطار بغير الجماع بل بالماء أو بالأكل ونحو ذلك فلا بأس، ليس عليه كفارة، بل عليه القضاء، إذا كان مضطراً كالمريض أو ما أشبه ذلك إذا اضطر خوف الموت ـــ أصابه شدة أصابته أو ما أشبه ذلك، إذا كان ضرورة حقيقة وهو صادق يخشى الموت أو يخشى مرضاً شديداً فهذا يفطر وعليه القضاء، أما إن كان عن تساهل فعليه التوبة إلى الله مع القضاء، عليه التوبة مع القضاء، والكفارة لا، الكفارة، إنما تجب على من جامع زوجته في رمضان، وأما الإفطار بغير الجماع فليس عليه كفارة، لكن الواجب على المؤمن أن يحذر الإفطار بغير عذر شرعي، كالمرض والسفر، أما أن يتساهل بأنه عامل، لا، يعمل قدر طاقته ولا يفطر، يعمل قدر الطاقة، بعض النهار، وسط النهار، ربع النهار، ثلث النهار، يعمل بقدر طاقته ولا يفطر من أجل العمل، المقصود أنه إذا كان ضرورة صار شيئاً اضطره خوفاً من الموت أو مرض شديد فله الإفطار ولا سيما إذا سأل الأطباء عن مرضه إن كان هناك شيء يخشى منه، عرف أن مرضه يضره الصوم معه، فإنه الله يقول: فمن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر، إذا كان مرض بين عرف أنه يضره الصوم أو ضرورة مثل أن ينقذ إنساناً سقط في البئر أو في بحر ولا يمكن أن ينقذه إلا بالإفطار ما يستطيع ينقذه وهو صائم، فأفطر لأجل ضرورة الإنقاذ لإنسان من بحر أو نهر أو بئر، فله أن يفطر ومشكور على إنقاذه أخاه ولكن عليه قضاء اليوم فقط، وليس عليه كفارة.   
 
10-  إن هناك أحد الأشخاص يسكن معنا لكنه لا يصلي، بينما جميع الإخوة يصلون، كيف نتصرف؟
عليكم أن تنصحوه، وتوجهوه إلى الخير، وتعلموه أن الصلاة عمود الإسلام، وأنها من أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، فعليكم أن تعلموه وتنصحوه وتوجهوه إلى الخير، ولا تملوا حتى يهديه الله على أيديكم، ولكم مثل أجره إذا هداه الله على أيديكم، فإن أبى وأصر يرفع به إلى المحكمة أو إلى الإمارة حتى تسوقه إلى المحكمة، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان في البلد هيئة، حتى يلزموه ويؤدبوه فإن تاب وإلا وجب قتله، ــ على المحكمة، فإن أبى لا يجوز التساهل معه، كونه في بلد إسلامي في محكمة شرعية أما إذا كان في بلد كافرة فتوجهوه وتنصحوه فقط، عليكم بنصيحته والاجتهاد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير وأبشروا بالخير، ولكم مثل أجره إذا هداه الله على أيديكم... 

362 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply