حلقة 759: تقارب السن بين الخاطب والمخطوبة - قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا - معنى كلمة الحجاب - الأدعية المستحب للمصلي أن يدعو بها عند صلاة الفجر - حكم البناء على القبور وتجصيصها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

8 / 49 محاضرة

حلقة 759: تقارب السن بين الخاطب والمخطوبة - قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا - معنى كلمة الحجاب - الأدعية المستحب للمصلي أن يدعو بها عند صلاة الفجر - حكم البناء على القبور وتجصيصها

1- أنا بنت زوجوني من رجل أكبر من أبي، وهذا الرجل متزوج من قبل، ولم ينجب أولاداً، وزوجوني غصباً عني، وأمضيت مع هذا الرجل تسعة أشهر، وكرهت العيش معه، ورجعت إلى أهلي، وطلبت الطلاق، ورفض، وهو يقول: إن المهر الذي دفعته يتجاوز(100) ألف ريال، ووالدي يقول: إن هذا المهر ثمانون ألف ريال ذهب، والآن أريد الطلاق بأي حال، هناك من يقول: ليس لك هذا، والبعض الآخر يقول: بل هو من حقك، أرجو أن توجهوني جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فهذه المسألة مسألة خصومة، والمرجع فيها المحكمة، فعليك أو وليك أن يراجع المحكمة مع الزوج، والحاكم الشرعي ينظر في الأمر ويحكم بينكما فيما يراه شرعاً ونسأل الله للجميع التوفيق. جزاكم الله خيراً، هل تتفضلون سماحة الشيخ بتوجيه الناس فيما يخص تقارب السن بين الخاطب، والمخطوب؟ الواجب على الأولياء أن لا يزوجوا مولياتهم إلا بالرضا، هذا هو الواجب، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر)، الأيم التي قد تزوجت سابقاً، (ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: أن تسكت)، وفي الحديث الآخر يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والبكر يستأذنها أبوها وإذنها سكوتها)، فلا يجوز للأب، ولا غير الأب أن يزوجوا إلا بالرضا، ولو أنها بنته ولو أنها بكر، ليس له على الصحيح من أقوال العلماء أن يزجها إلا بإذنها، هذا شيء يتعلق بمصلحتها، فليس له أن يزوجها إلا بإذنها، يختار لها الكفء الطيب في دينه، وأخلاقه، وأسرته يختار لها الطيب، ويشير، وينصح لها هو، وإخوتها ينصحونها وأعماها بالطيب، ولكن متى أبت لا تجبر، هي أعلم بنفسها، وهكذا البقية الأولياء من باب أولى إخوانها، وأعمامها لا يجبرونها على الزواج، لا بد من إذن، وأما كونها تمتنع، فلا ينبغي لها أن تمتنع، إذا جاء الكفء ينبغي لها أن تقبل من أبيها، وإخوانها وأعمامها، إذا جاء الكفء في دينه وأسرته، ينبغي لها أن تقبل، والزواج فيه خيرٌ كثير ومصالح جمة، وفي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، وهذا يعم البنات والبنين، فالشباب من الرجال، والنساء عليه أن يتزوج إذا استطاع، والرجل يستطيع بالتماس المرأة، وتسليم ما يلزم من المهور، والمرأة تستطيع إذا خطبها الكفء، أن تجيب، وفي إمكان وليها أيضاً أن يسعى لها وأن يلتمس لها الكفء ولو خطب لها لا حرج، لو خطب لها من يراه كفؤاً فلا حرج في ذلك، وقد ثبت أن عمر - رضي الله عنه - لما تأيمت ابنته حفصة من زوجها، عرضها على عثمان، وقال ما عندي رغبة في الزواج هذا الوقت، وعرضها على الصديق -رضي الله عنه- أبو بكر، فتوقف سكت الصديق وأخبر عمر بعد ذلك أنه إنما سكت؛ لأنه سمع أن النبي يرغب في الزواج منها، فتزوجها النبي - عليه الصلاة والسلام -، فلا بأس أن يخطب الرجل لموليته من بنت، أو أخت يقول لفلان الذي يعرف أنه طيب، ترى عندي بنت، أو ترى عندي أخت إذا كان لك رغبة، ولكن لا يزوجها إلا بإذنها يعرض عليها، ويخبرها أن هذا كفء وانه طيب وصفته كذا وصفته كذا، والمشروع لها أن تجيب، وأن تحرص على الزواج إذا جاء الكفء الطيب، أما الجبر فلا يجوز جبر البنات وإلزامهن بزوجٍ لا يرضينه، لا من أبيهن ولا من إخوانهن ولا من غيرهم من الأولياء، وعليها هي البنت أيضاً أن تجتهد في الموافقة على الخاطب الكفء، ولا تتعنت، ولا تتشدد في الأمور؛ لأنها قد تتشدد في الأمور أو تتعنت فتتعطل، فيتأخر وجود الزوج الكفء، فينبغي البدار بالقبول إذا جاء الكفء، ينبغي البدار منها، ومن أوليائها. جزاكم الله خيراً.  
 
2- تسأل عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [النمل:44] أرجو من سماحتكم تفسير هذه الآية؟
الآية ظاهرة ليس فيها خفاء، فهذا صرحٌ عند سليمان ممرد بالقوارير ظنته ماء وكشفت عن ساقيها، تحسب أنه ماء يخاض، وإذا هو ليس بماء يخاض، ثم ظهر لها صحت ما دعاها إليه سليمان من دين الله وتوحيده فأخبرت أنها ظلمت نفسها بالكفر، وأنها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين بالدخول في الإسلام، وقبول دعوة سليمان لها الى الإسلام، ثم تزوجها بعد ذلك -عليه الصلاة والسلام-، المقصود أن الآية واضحة، وكان لكشف ساقيها أثراً فيما ذكره المفسرون في تزوج سليمان لها، لما رأى قدميها، والخاطب والراغب في النكاح له أن ينظر إلى قدميها وإلى وجهها وإلى يديها لا حرج في ذلك، وصار هذا الكشف سبباً لرغبة سليمان فيها فيما ذكر المفسرون، أما كونه وضع الصرح على هذه الصفة، فهذا له أسباب اقتضت ذلك، رأى سليمان أن يضعه على ذلك؛ لأسباب رآها هو -عليه الصلاة والسلام-. جزاكم الله خيراً  
 
3- كثير من النساء يسمين تغطية الرأس وكشف الوجه حجاباً، فأرجو من سماحتكم توضيح هذا اللبس، وبيان معنى كلمة الحجاب، والفائدة التي تعود على المرأة إذا غطت وجهها عن الرجال الأجانب؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحجاب حجابان، حجاب واجبٌ عند الجميع، عند جميع أهل العلم، وهذا هو غطاء الرأس، وغطاء البدن، ما عدى الوجه، والكفين، أما غطاء الوجه، والكفين عن الرجال، فهذه مسألة خلاف بين العلماء، والصواب أنه يجب عليها أن تحجب وجهها، وكفيها عن الرجال؛ لأن الوجه عورة وزينة واليدان كذلك، والله -جل وعلا- يقول: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ) (31) سورة النــور. فالوجه من الزينة العظيمة، واليدان كذلك، تمنع من إبداء زينتها للأجانب في الأسواق، أو عند إخوة زوجها، وأعمام زوجها، أو عند الخدم ونحو ذلك، حذراً من الفتنة عليها وبها، ويقول -جل وعلا- في آيات أخرى، ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (53) . الآية من سورة الأحزاب، فأبان سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع، الرجال والنساء، وهذا يعم الوجه اوغيره في قوله: (من وراء حجاب) يعم الوجه وغيره، وقد قالت عائشة - رضي الله عنه - في حجة الوداع: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فإذا دنا منا الرجال سدلت إحدانا جلبابها على وجهها، فإذا بعدوا كشفنا)، وفي الصحيحين عنها - رضي الله عنها - أنها قالت لما سمعت صوت صفوان المعطل يسترجع لما رآها قد تركها الجيش قالت: (فسمعت صوته، وكان قد رآني قبل الحجاب، فلما سمعت صوته خمرت وجهي) فدل على أن النساء قبل الحجاب كن لا يخمرن وجوههن، فلما نزلت آية الحجاب خمرن وجوههن عن الرجال، وآية الحجاب قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، فالحجاب لجميع البدن، أما الرأس، والقدمان، الرأس فيجب ستره، والقدمان يجب سترهما، وهكذا الصدر والنحر ونحو ذلك الخلاف في الوجه، والكفين، بعض أهل العلم يرى أنهما ليستا عورة إذا كان الوجه ليس فيه زينة لا كحل ولا جمال، والكفان ليس فيهما حلي ولا جمال، والصواب أنهما زينة، أنهما عورة يستران مطلقاً حتى ولو كان ليس فيهما كحل ولا زينة، وليس في اليدين حلي، فالصواب أنها عورة؛ لأنهما من الزينة المذكورة في قوله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) حتى الرجل والخلخال الذي فيها من العورة قال الله سبحانه: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)، فنهى عن الضرب بالرجل؛ لأنه يفضي إلى أن يعلم الخلخال، فكيف بإبداء الوجه وإبداء النحر وإبداء اليد. وقد يتعلل بعض من أجاز كشف الوجه إذا لم يكن فيه فتنة واليدين قد يتعلل بعضهم بحديث رواه أبو داوود عن عائشة - رضي الله عنها - أن أسماء بنت أبي بكر - رضي تعالى الله عنهما - دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة وعليها ثياب الرقاق، وعلى أسماء ثياب الرقاق، فأعرض عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه)، قالوا: هذا يدل على أن الوجه، والكفين ليسا عورة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا)، والجواب: نعم، هذا صريح لو صح لكان صريحاً في أنهما ليسا بعورة إذا كان الحديث بعد نزول الحجاب، ولكن الحديث غير صحيح، والوقت غير معلوم هل هو بعد الحجاب، أو قبل الحجاب، والحديث فيه علل، أولاً: أنه منقطع بين الراوي عن عائشة وعائشة كما قاله أبو داوود -رحمه الله-، قال وهو مرسل، يعني منقطع؛ لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة ولم يدركها ولم يسمع منها، والمنقطع ضعيف لا يحتج به. العلة الثانية: أنه في رواته شخصاً يقال له سعيد بن بشير ضعيف لا يحتج بروايته. العلة الثالثة أنه من رواية قتادة عن خالد بالعنعنة، وهو مدلس، والمدلس إذا عنعن لا تقبل روايته حتى يصرح بالسماع، والعلة الرابعة: أنه منكر المتن؛ لأنه لا يليق بأسماء أن تدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي امرأة كبير امرأة الزبير من خيرة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن العشرة المشهود لهم بالجنة، لا يليق بها أبداً ولا يظن بها أن تدخل على النبي في ثياب الرقاق ترى عورتها منها، هذا لا يظن بها - رضي الله عنها - ولا يليق بها أبداً، وهي أكبر من عائشة وأسن من عائشة، فلا يظن ظان ولا ينبغي أن يظن ظان أنها تدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثياب الرقاق ترى عورتها منها؟؟؟؟؟ النبي - صلى الله عليه وسلم - يرى منها شعرها وصدرها وبدنها، هذا لا يظن بها أبداً، فهو باطل المتن منكر المتن. العلة الخامسة: أنه لم يحفظ أن هذا بعد نزول آية الحجاب، وكانوا قبل الحجاب تكشف المرأة وجهها ويديها وتجلس مع الناس، ثم أنزل الله الحجاب ومنعن من ذلك، فلو صح سنده واستقام متنه لكان يجب أن يطالب المدعي لإثبات أنه بعد الحجاب حتى تقوم به الحجة، أما قبل الحجاب فكان النساء يفتشن وجوههن وأيديهن وأقدامهن قبل الحجاب، ثم أنزل الله آية الحجاب، فمنعن من ذلك، وأمرن بالتستر والحجاب كما في قوله سبحانه: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) (53) سورة الأحزاب. وقوله سبحانه: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ) (31) سورة النور. إلى آخره، وقوله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) (59) سورة الأحزاب. والجلباب ما تضعه فوق رأسها وبدنها، وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً  
 
4- ما هي الأدعية المستحبة التي يستحب أن يدعو بها المصلي عند صلاة الفجر، جزاكم الله خيراً؟
يدعوا بما يسر الله له، المصلي وغير المصلي يدعوا بما يسر الله له من الدعوات الطيبة، في الفجر وفي آخر الصلاة آخر التحيات في أي صلاة في كل الصلوات وفي السجود كذلك، وفي آخر الليل وبين الأذان والإقامة يدعوا بما يسر الله له، وإذا حفظ دعوات من النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت أفضل من غيرها، يراجع كتب الدعوات مثل الترغيب، والترهيب للحافظ المنذري، مثل بلوغ المرام في آخر الدعوات، ذكرها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل رياض الصالحين يراجع الدعوات أللي فيه، وهكذا، يراجع كتب الحديث التي فيها الدعوات دعوات النبي - صلى الله عليه وسلم - ويستعملها ويتحفظها، الوابل الصيب لابن القيم، الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، يراجع هذه الكتب المفيدة ويحفظ الدعوات التي فيها، مثل: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا" هذا من أجمع الدعوات التي أرشد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل يقول في سجوده "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره" هذا من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوا به الإنسان، كذلك من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو" "اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلى ومن درك الشقا، ومن سوء القضاء ومن شماتة الاعداء" "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري، وأصلح دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةٍ لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر" هذا من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعوات كثيرة، لكن هذا من أجمعها "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري، وأصلح دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةٍ لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر" هذا خرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن دعائه "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء" "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء" "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجذام، والجبن والبخل ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال"، كل هذه دعوات عظيمة، "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" هذا من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعواته كثيرة اللهم صلي وسلم عليه، ومن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي"، "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير"، ومن راجع كتب الحديث وجد أشياء كثيرة من هذا. جزاكم الله خيراً   
 
5- يوجد عندنا مدافن على جبل من الرمل، وكان المعتاد، شق أخدود ووضع الميت فيه في تابوت من الخشب، فجاء بعض الناس وأراد البناء ليجمع العائلة كلها، فقال البعض: إن هذا محرم غير شرعي، واستند لحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهيه عن البناء عن القبور، وتجصيصها، وقام الخلاف في ذلك، لكنا في انتظار ما نسمع من سماحتكم، جزاكم الله خيراً؟
البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وقباب أمرٌ لا يجوز، لنص النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقالت له أم سلمة، وأم حبيبة أنها رأتا في أرض الحبشة كنيسة ورأتا فيها صوراً كثيره، قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجداً، وصورا فيه تلك الصور، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أولئك شرار الخلق عند الله)، فسماهم شرار الخلق، وفي الصحيح عن جابر - رضي الله عنه - عند مسلم، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) فالقبور لا تجصص ولا يبنى عليها، ولا يبنى عليها مساجد ولا تتخذ عليها قباب، بل هذا من وسائل الشرك، وهذا من عمل اليهود والنصارى، فالواجب الحذر منه، لكن إذا كانت الأرض رديئة يحفر فيها ويجعل فيها ما يمسك التراب من صندوق أو لوح أو ألواح حتى لا تنهار على الميت، أو حجارة، حتى لا ينهار، فيوضع الميت بينها، وإذا تيسر أرض صلبة جيدة تحفر فيها القبور يكون فيها ألحاد من جهة القبلة يوضع الميت في اللحد من جهة القبله، يكون هذا أفضل؛ لأن هذا هو الذي فعل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حفروا له وألحدوا له، وجعلوه في اللحد، وهذا هو الأفضل، فإن لم يتيسر؛ لأن الأرض رديئة يشق شق الأرض، ويجعل على جانبيه الشق ما يحفظ التراب من ألواح أو حجارة من دون بناء، ثم يوضع الميت ثم يوضع فوقه ألواح أو حجارة ثم يردم عليه التراب ويجعل عليه النصائب حتى يعرف أنه قبر، وتلتمس الأرض الطيبة، ما هو الأرض الرملية، إذا تيسر أرضاً طيبة يوضع فيها الميت حتى يحشر فيها، فإذا ما وجدت إلى الأرض الرديئة الرملية فيجتهدون في جعله في محل مناسب، ثم يجعل في حجارة أو ألواح تحفظه عن التراب، ثم يوضع الميت، ثم يوضع فوقه حجارة تقيه التراب، أو ألواح يقيه التراب، ثم يهال عليه التراب إذا لم يتيسر أرض طيبة جيدة يحفر فيها ويكون فيها لحد، ويوضع عليه اللبن، إذا تيسر هذا فهو السنة، أما إذا ما تيسر يكون شق في الأرض يوضع فيه الميت، وتوضع على جانبيه وأطرافه الحجارة حتى تقيه التراب، ثم يوضع فوقها حجارة كبيرة فوق الحجارة تستره وتمنعه من التراب، أو ألواح وهذا هو المشروع في هذه الحالة. جزاكم الله خيراً  
 
6-   يوجد عندنا مسجد وبه جزء للنساء يفصله عن مسجد الرجال حائط، وعند النساء سماعة من الميكرفون لسماع الإمام والمدرس، قام رجل وأراد هدم الحائط وترك النساء أمام الرجال، ودليله في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (تصف الرجال، ثم الصبيان، ثم النساء)، وحدث في ذلك خلاف شديد، فما هو توجيهكم جزاكم الله خيراً؟
كل ذلك لا حرج فيه، كان النساء في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلين مع الرجال خلف الرجال من دون حائط ومن دون شيء، يتسترن ويتحجبن ويصلين مع الرجال في المؤخر، كما في الحديث الصحيح يقول - صلى الله عليه وسلم -: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)؛ لأن أولها قد يقرب من الرجال، فإذا صفين في أسفل المسجد خلف الرجال وتسترن فلا حرج ولا حاجة إلى جدار ولا غيره، وإن جعل جدار أو ستار غير الجدار حتى يأخذن راحتهن ويكشفن وجوههن ويسترحن فلا بأس بذلك، حتى يسترحن في مصلاهن ويسمعن من طريق المكبر أو من طريق الإمام إذا كن يسمعن من دون كبر لا حرج في ذلك، الأمر في هذا واسع والحمد لله، وإن جعل شبك يرين منه الإمام والمأمومين ويسمعن الصوت فلا بأس أيضاً، الأمر كله واسع لا ينبغي في هذا التشديد، الجدار أو الشبك أو الستارة أو بدون ذلك كله طيب، كله جائز والحمد لله، وقد كن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس هناك جدار ولا غيره يتسترن ويصلين مع الناس خلف الرجال والحمد لله. فإذا جعل جدار أو شبك يسترهن أو ستارة حتى يسترحن يضعن أيديهن ويكشفن وجوههن ويسترحن بحيث لا يراهن الرجال كان في هذا مصلحة لهن وراحة لهن فقط، ولا حرج في لك والحمد لله. جزاكم الله خيراً، لكن يرى سماحة الشيخ أن الزمان كالزمان في عهد الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- وأنه لا مانع أن يرى الرجال النساء في المسجد؟ لا بد من هذا، إذا كن لا يتسترن لا بد من هذا، إذا كن من طبيعتهن في بعض البلدان لا يتسترن لا بد من وضع جدار أو ستارة أما إذا كن يعتنين مثل ما كن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتنين بالحجاب ويتسترن فلا حاجة إلى الحجاب يصلين خلف الرجال صفوفهن خلف الرجال، وخير صفوفهن آخرها وشرها أولها. لكن إذا كن لهن عادة في التساهل وكشف الوجوه فوجود حجاب يسترهن هذا هو الواجب حتى لا يفتن ولا يفتن. جزاكم الله خيراً  
 
7- إنها امرأة تبلغ من العمر قرابة الأربعين عاماً، عشت مع زوجي وشاركته السراء والضراء، ولي منه ستة أولاد ذكور وأربع بنات غير الذين توفاهم الله في صغرهم، ولكنه إذا غضب لأي أمر من أمور دنياه سواء كان ذلك الأمر من أجل البيت أو خارج البيت يقول لي أقوالاً تشيب الرءوس منها ظلماً وبهتاناً ولكني أصبر وأقول: هذا زوجي وأبو عيالي وسوف ألقى الجزاء على صبري لكن الذي أود السؤال عنه قوله حينما يغضب يردد قوله قائلاً: ثلاث كلمات وتخرجين من البيت، لا علم لي عن تلك الثلاث الكلمات ما هي؟! ولكن كما هو معروف أنها كلمات الفصل بين الرجل والمرأة، فما رأيكم في قول هذا الرجل جزاكم الله خيراً؟
نوصيك بالصبر والاحتساب والدعاء له بالهداية، وأن الله يوفقه ويهديه حتى يحفظ لسانه وحتى يصون لسانه من الكلمات البذيئة، فالدعاء أمرٌ مطلوب للمرأة والرجل جميعاً، الله يقول: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وهو سبحانه القائل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) وأنت مشكورة على الصبر والاحتساب والتحمل من هذا الرجل الذي يتكلم بما لا ينبغي إذا غضب مع النصيحة له في وقت الهدوء، تنصحينه بالكلام الطيب والتحمل وعدم إطلاق الكلمات التي تؤذي وتضر؛ لأنه يأثم بها وتضره، أما قوله ثلاث كلمات وتخرجين هذا لا يضرك، ما دام ما قالها لا يضر، إذا كان قال ثلاث كلمات، معناه يتوعد معناه الوعيد، يعني تأدبي وإلا طلقتك، هذا معناه الوعيد لا يضرك ولا حرج عليك فيه من باب الوعيد.

387 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply