حلقة 767: من نذر أن يصوم شهرًا هل له أن يصوم ثلاثين يوما متفرقة - ما صحة هذه العبارة تفاءلوا خيراً تجدوه وهل هي حديث - ما صحة هذه العبارة تفاءلوا خيراً تجدوه وهل هي حديث - هل يلزم المرأة الوضوء قبل الغسل - دعاء سيد الإستغفار

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

16 / 49 محاضرة

حلقة 767: من نذر أن يصوم شهرًا هل له أن يصوم ثلاثين يوما متفرقة - ما صحة هذه العبارة تفاءلوا خيراً تجدوه وهل هي حديث - ما صحة هذه العبارة تفاءلوا خيراً تجدوه وهل هي حديث - هل يلزم المرأة الوضوء قبل الغسل - دعاء سيد الإستغفار

1-  نذرت أن أصوم شهراً، فهل يجوز أن أصوم ثلاثين يوماً في يومي الاثنين والخميس، أم لا بد من الأيام متتالية؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالنذر مكروه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل)، فالمشروع عدم النذر، ولكن متى نذر الإنسان طاعة لله فإنه يوفي بها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، رواه البخاري في الصحيح، وقد أثنى الله سبحانه على الموفي بالنذر من المؤمنين فقال: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) سورة الإنسان، فالواجب عليه الوفاء، لأن الصوم طاعة الله، وعليك أن تصومي شهراً متتابعاً، إذا كنت نويت التتابع، أما إذا كنت ما نويت التتابع فالأفضل التتابع؛ لأن الشهر يكون متتابعاً، أما إن كنت نويت عدم التتابع نويت أن تصومي ثلاثين يوماً مفرقة فلا حرج أن تصومي الاثنين والخميس حتى تكملي ثلاثين. أما إذا كنت نويت التتابع فلا بد من صوم ثلاثين متتابعة، أو قلت شهراً ولم تنوِ شيئاً فالأفضل أن تتابعي؛ لأن الشهر يكون متتابعاً، ونوصيك بعدم العود إلى النذور.  
 
2-  ما صحة هذه العبارة، وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا خيراً تجدوه)؟
لا أعلم لها أصلاً بهذا اللفظ، ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة، أما تفاءلوا بهذا اللفظ الذي ذكرته السائلة لا أعلم له أصلاً في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن معناه صحيح، فإنه يحب الفأل عليه الصلاة والسلام، وينهى عن الطيرة، والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم، فيرتاح لها وتسره، هذا يقال له الفأل، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وأحسنها الفأل)، نهى عن الطيرة وقال: (أحسنها الفأل)، والفأل -كما تقدم-: أن يسمع كلمة طيبة فيُسر بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته، كإنسان يطلب ضالة فيسمع إنسان يقول: يا واجد، أو يا ناجح فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا معافَى، أو يا مَشفي، أو ما أشبه ذلك، فيفرح بذلك ولا يرده عن حاجته، وما أشبه ذلك. 
 
3-  هل يجوز للمرأة أن تجلس مع رجال من أقربائها على أن تكون متسترة، وتتكلم معهم في أمور الدين، وأمور عامة؟
نعم، لا بأس أن تجلس المرأة مع الرجال، على صفة ليس فيها تبذُّل ولا فتنة بل متحجبة للنصيحة أو للتحدث في أمر تحتاج إليه، كالجلوس مع أحمائها أخوان زوجها، أو مع أزواج أخواتها أو بني عمها أو ما أشبه ذلك للتحدث معهم فيما يحتاجه البيت، أو فيما يتعلق بالنصيحة، أو ما أشبهه من الأمور التي تحتاج للكلام معهم فيها، من غير خلوة بواحد منهم، ومن دون تكشُّف وعدم حجاب، بل تكون متسترة بالحجاب الشرعي، تستر وجهها وبدنها وتتكلم معهم بكلام طيب، الذي ليس فيه ما يفتن أحداً منهم، وليس فيه خضوع بالقول بل بالكلام العادي؛ لقول الله جل وعلا: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) سورة الأحزاب، فالمشروع للمرأة أن تتكلم كلاماً معروفاً، ليس فيه تبذل ولا تكسر ولا تغنج ولا خضوع، وليس بفاحش وغليظ وعنيف، ولكن بين ذلك. 
 
4-  عندما تريد المرأة أن تغتسل للطهارة هل يلزمها الوضوء أولاً؟
السنة الوضوء، إذا كان من حيض أو جنابة الوضوء أولاً، تستنجي إن كان في غُسل الحيض والجنابة تستنجي ثم تتوضأ وضوء الصلاة، تمضمض وتستنشق وتغسل وجهها وذراعيها مع المرفقين ثم تمسح رأسها وأذنيها ثم تغسل رجليها، هذا هو الأفضل، كان النبي يفعله في غسل الجنابة عليه الصلاة والسلام، وربما ترك القدمين إلى آخر الغسل، ربما غسل وجهه ويديه ومسح رأسه وأخر رجليه، هذا جائز وهذا جائز، والمرأة الحائض كذلك، فإن بدأت بالغسل أو بدأ الرجل بالغسل ثم توضأ بعد ذلك فلا بأس، لكن الأفضل أن يكون الوضوء هو الأول، يستنجي، وهكذا المرأة الحائض والجنب، تستنجي ثم وضوء الصلاة ثم الغسل، يَحثي على رأسه ثلاثاً وهي كذلك، ثم يفيض على جنبه الأيمن ثم الأيسر، والمرأة كذلك، هذا هو السنة.  
 
5-  إنني -ولله الحمد- مواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها، ولكني لا أصلي صلاة الليل، ولا أصلي الضحى، وأنا مستطيعة، فهل عليّ إثم؟
هذه من نعم الله العظيمة، المحافظة على الصلوات الخمس هذه من نعم الله العظيمة، وذلك من أوجب الواجبات؛ لقول الله سبحانه: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى.. (238) سورة البقرة، وقوله سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة، وفي آيات كثيرات حثَّ على المحافظة والخشوع والعناية بالصلاة، فاحمدي الله على ذلك واسأليه الثبات، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، والرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله، ولا يجوز له التساهل في أدائها في البيت، بل يجب على الرجل أن يصليها مع الجماعة في المساجد، وعلى المرأة أن تصليها في الوقت مع الخشوع والطمأنينة وعدم العجلة؛ لقوله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1-2) سورة المؤمنون، وقوله جل وعلا: ..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.. (45) سورة العنكبوت. فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة العناية بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، مع العناية بالخشوع والطمأنينة، وعدم العجلة، واستحضار القلب بين يدي الله عز وجل، ويزيد الرجل الحضور في الجماعة، وأن الواجب عليه أن يحضر في الجماعة ويصليها مع إخوانه في بيوت الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، قيل لابن عباس: ما العذر؟ قال: (خوف أو مرض)، وفي الصحيح أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن أم مكتوم وهو أعمى، لما سأله قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل تسمع النداء بالصلاة)، قال: نعم، قال: (فأجب)، فهذا أعمى ليس له قائد يقوده، ومع ذلك يقول له النبي: (أجب)، يعني إلى أدائها في الجماعة في بيوت الله. أما صلاة الضحى والتهجد بالليل فهذا مستحب، من تيسر له التهجد بالليل فهو قربة عظيمة، وعبادة مؤكدة، ولو ركعة واحدة في الليل ولو ركعة أو ثلاث، أقلها ركعة واحدة: الوتر، وإن صلى ثلاثاً أو أكثر فهو أفضل، والضحى سنة أيضاً ولو ركعتين، النبي أوصى بذلك جماعة من الصحابة ركعتين، ركعتي الضحى، لكن ليست واجبة، لا صلاة الليل ولا الضحى، إنما هي مستحبة. 
 
6-   أنا سَكَني بجوار المسجد والحمد لله، وأواظب أوقاتي الخمسة في المسجد، ولكن في بعض الأوقات يحصل لي بعض الأزمات، من الصعب جداً الذهاب إلى المسجد لأصلي صلاة الجماعة، فهل صلاتي مقبولة إذا صليتها في البيت؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كانت الأزمة عذراً شرعياً كالمرض المفاجئ فأنت معذور، إذا كان أمراً واضحاً كأن يشق عليك معه الحضور في الجماعة كالمرض المفاجئ فأنت معذور، أما أمور أخرى كالتساهل من أجل الأولاد أو الزوجة فهذا ليس بعذر، الواجب عليك أن تتقي الله وأن تبادر إلى صلاة الجماعة لما سمعت من الأحاديث السابقة، يقول صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: العذر الخوف والمرض، وهكذا السجن المسجون الممنوع معذور، وهكذا المقعد لأنه كالمريض الذي يشق عليه الذهاب إلى المسجد، وسمعت حديث الأعمى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال للأعمى: (أجب)، ولم يرخص له في الصلاة في البيت وهو أعمى ليس له قائد، قال: (أجب)، وفي رواية: (لا أجد لك رخصة). فالواجب عليك -يا عبد الله- أن تصلي في الجماعة وأن تحذر التساهل بالأسباب التي لا وجه لها، بل بادر وسارع إلى الصلاة في الجماعة، واتقِ الله وراقب الله، واحذر التشبه بالمنافقين المتخلفين، قال تعالى في حق المنافقين: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء، فاحذر يا أخي التشبه بأعداء الله، وكن نشيطاً في الصلاة حريصاً عليها مؤدياً لها في الجماعة في جميع الأوقات. وفق الله الجميع. 
 
7-   إذا دخلت المسجد يوم الجمعة والمؤذن يؤذن الأذان الأخير، فهل أصلي تحية المسجد أم أستمع إلى الأذان، والناس قد أنكروا علي إذ صليت والمؤذن يؤذن، وقالوا: يستحسن أن تتابع المؤذن ثم تصلي السنة؟
هذا هو الأفضل، وقد أصابوا في نصيحتك، فالأفضل أن تجمع بين الحسنيين وبين العبادتين، تجيب المؤذن ثم تصلي الركعتين، والحمد لله، ثم تجلس للاستماع. 
 
8-  لي جار زوجته تصوم الاثنين والخميس، لكن زوجها يمنعها، فهل صيامها صحيح؟
ليس لها أن تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصوم المرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه، إلا رمضان)، فالواجب عليها السمع والطاعة، فإذا أذن لها فلا بأس، وإلا فليس لها أن تصوم، وصومها غير صحيح، حقه أكبر، الصوم نافلة، وحقه واجب، فالمقصود أنه ليس لها أن تصوم إلا بإذنه، ولو كان لا يباشرها في ذلك اليوم ما دام حاضراً، أما إذا غاب فلا بأس أن تصوم، واجب على الجميع أن يصوموا وإن لم يرض، عليها أن تصوم وإن لم يرض؛ لأنه فرض، أما النافلة فلا، لا تصوم إلا بإذنه. 
 
9-   حصل خلاف بيني وبين صديق لي في العمل صلى ذات مرة خلفي، ويقول: إنك أطلت الصلاة، علماً بأن صحته جيدة ولا يشكو من أي شيء، فما توجيهكم لي ولأمثالي؟ جزاكم الله خيراً.
عليك أن تراعي المأمومين، السنة للمؤمن إذا كان إماماً أن يراعي المأمومين فلا يشق عليهم، يصلي صلاة متوسطة، ليس فيها طول يشق على الناس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيكم أَمَّ الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة)، فالمشروع للإمام أن يراعي المأمومين؛ لأنه يكون فيهم المريض وكبير السن وصاحب الحاجة، فلا يعجل فيُخل بالصلاة ولا يطوِّل فيشق عليهم، ولكن بين ذلك، صلاة معتدلة، يقرأ الفاتحة وما تيسر معها في الأولى والثانية، ويقرأ في الأخيرتين الفاتحة، ويركد في الركوع والسجود، وبين السجدتين أيضاً يركد ولا يعجل، وهكذا عند قيامه من الركوع ووقوفه من الركوع لا يعجل، يطمأن ويعتدل، هكذا، لكن لا يطيل إطالة تشق على الناس. 
 
10-   ما هو الحكم في الذين يذهبون إلى قبور الأولياء ويدعون عندهم، ويرجونهم رجاء!! علماً بأن الله سبحانه وتعالى وعد من يدعوه بالإجابة؟ جزاكم الله خيراً.
الذهاب إلى القبور فيه تفصيل: فالزيارة إلى القبور الشرعية سنة، النبي عليه السلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، فإذا زارهم للسلام عليهم، فهذا طيب، كان يعلم أصحابه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، فهذا سنة، أما أن يزور ليدعو عندها أو يقرأ عندها فهذا بدعة، وأشد من ذلك أن يدعوهم ويتبرك بهم، هذا شرك أكبر، أن يدعوهم يقول: يا سيدي فلان اشفع لي، انصرني اشف مريضي! أنا بجوارك أنا بحسبك، أنا مريض جد لي بالشفاء! أو ادع الله لي أن يشفيني، هذا ما يجوز هذا من الشرك الأكبر، وهذا يفعله كثير من الناس عند بعض القبور، قبر الحسين في مصر، وقبر البدوي في مصر، وقبر ابن عربي في الشام، وقبر أبي حنيفة في العراق، وغير ذلك، وقبر ابن عباس في الطائف، وبعض الناس عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهذا لا يجوز، يجب الحذر من ذلك، ويجب على من سمع من يفعل ذلك أن ينصحه وأن يبين له أن هذا لا يجوز، وأن الواجب السلام فقط، المشروع السلام، يسلم على أهل القبور إذا كانوا مسلمين، تدعو لهم بالعافية والمغفرة والرحمة فقط، أما دعاؤهم من دون الله، تقول: اشفعوا لي، انصروني، اشفوا مريضي، أنا بجواركم، أنا مريض اشفعوا لي أن الله يشفيني، ادعوا الله لي أن يشفيني!! هذا كله لا يجوز، هذا يقال للحي الحي، يقول: يا أخي ادع الله لي، مع الحي، لا بأس، ادع الله لي، لا بأس، أما مع الميت لا تقل ادع الله لي، ولا اشفع لي، هذا لا يقال للميت، الميت عاجز، لا يستطيع فعل شيء من ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالواجب على المسلم أن يحذر ما حرم الله عليه، وأن يحذر التعلق بالأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم، كل هذا من الشرك الأكبر، التقرب للأموات بالنذور أو بالذبائح ليشفعوا له أو يشفوا مريضه، أو ينصروه على عدوه كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم كله من عمل الجاهلية، ومن الشرك الأكبر.  
 
11-   كنت لا أصلي، وكذلك كان زوجي لا يصلي، والآن والحمد لله بدأنا في الصلاة، وفي تأدية الزكاة، كيف تنصحوننا والحال ما ذكر بالنسبة لما مضى من أعمارنا؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كنتما حين النكاح كلاكما لا يصلي فالنكاح صحيح، وهكذا نكاح جميع الكفرة، يُقَرُّون عليه، النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم الناس أقرهم على أنكحتهم، ولم يأمرهم بتجديدها، فإذا كنتما جميعاً لا تصليان حين النكاح فالنكاح صحيح، والتوبة عليكما لازمة، ومن تابَ تاب الله عليه. - إذن لا قضاء عليهما فيما فات؟ ج/ نعم، التوبة تكفي. 
 
12-   لقد قرأت فيها الحديث الآتي، الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،  من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة), هل هذا حديث ورد وهو صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
نعم، هذا حديث صحيح، رواه البخاري في صحيحه من حديث شداد بن أوس يقول صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك...) إلى آخره، فهو حديث صحيح. 
 
13-   أعرض عليكم قضية وهي: أنه ينزل من فمي عند الوضوء دم، فهل يؤثر ذلك على الوضوء؟ وكذلك الحال بالنسبة للصيام، هل يؤثر ذلكم الدم على الصيام؟ جزاكم الله خيراً.
لا يؤثر على الصيام، لا الدم من فمك ولا من سائر بدنك كالجراحات، لا تؤثر على الصيام، وهكذا الوضوء، ما يخرج من الدم من الشفتين أو من اللثة لا يضر الوضوء، لكن تنظفه حتى يزول، وأما الوضوء فهو صحيح، وهكذا الصيام صحيح، إنما الذي يفطر الصائم الحجامة، لو احتجم على الصحيح يفطر بها على أصح قولي العلماء، أما ما قد يقع من جراحات في البدن، أو ما يخرج من دم من الأسنان، أو من الشفة عند بعض الأسباب، فهذا كله لا يضر الصوم ولا يضر الوضوء. 
 
14-  ناديت الجزار ليذبح لي ذبيحة، فذبحها متجهاً بها إلى الشمال، فهل ذلك يؤثر؟
لا يؤثر، لا حرج في ذلك، الأفضل إلى القبلة، ولو ذبحها إلى غير القبلة فالذبح صحيح؛ لأن استقبال القبلة مستحب وليس بلازم. 
 
15-   يوجد لي جد مصاب بالجلطة، غاب عن ذهنه لمدة ثلاثة أشهر، وهو الآن قد عاد وبدأ يذكر الصلاة وبدأ يصلي، لكنه لم يصم بطبيعة الحال، فكيف توجهوننا وحاله ما ذكر؟ جزاكم الله خيراً.
ليس عليه قضاء ما فات في حال ذهاب عقله، وليس عليه قضاء الصوم إذا كان رمضان صادفه في المدة التي غاب فيها عقله؛ لأنه قد رفع عنه القلم، وإنما يصلي مستقبلاً بعدما رجع إليه عقله.  
 
16-  هل أقرأ البسملة في السورة التي تلي الفاتحة في الصلاة السرية أم لا تجب؟
السنة أن تقرأ التسمية في الفاتحة وفي السورة جميعاًَ، في السرية والجهرية، لكن في الجهرية تُسرُّ بها أفضل. 
 
17-   كنت على سفر وأنا أقصر الصلاة، فأدركت جماعة تصلي العصر، فصليت معهم ركعة واحدة وسلم الإمام، ولا أدري هل كان قاصراً أم صلى تامة، فكيف تنصحون لو تكرر الحال؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان الذي صليت معهم مسافرين فتأتي بركعة؛ لأن الظاهر أنهم مسافرون صلوا ركعتين، أما إذا صليت مع المقيمين فإنك تصلي أربعاً، إذا سلموا تقوم تأتي بثلاث، إذا كنت أدركت واحدة، وإن كنت أدركت ثنتين تقوم وتأتي بالثنتين؛ لأن الظاهر من المقيمين الأربع، أنهم يصلون أربعاً، والمشروع والواجب على المسافر إذا صلى مع المقيمين أن يصلي أربعاً، أما إذا كنت صليت مع المسافرين فإنك إذا أدركت الواحدة تقوم وتأتي بالثانية؛ لأن الظاهر من حالهم أنهم صلوا ثنتين، أنهم مسافرون. 
 
18-   يقع كثيراً في هذا الزمان أن يتزوج الرجل المرأة على مهر مقدم (1000) دينار مثلاً، والمؤخر عشرة آلاف دينار، ثم يترك المؤخر زماناً طويلاً لا يؤديه إلى الزوجة أو إلى أن يموت، فكيف الحال بالنسبة للزكاة؟
ليس عليها زكاة إذا كان معسراً به، إذا كان معسراً به ليس عليها زكاة، أما إذا كان موسراً فإن عليها أن تزكي المهر المؤجل؛ لأنها متى طلبته فلها أخذه، وتأجيله برضاها، فعليها الزكاة إذا كان موسراً، أما إن كان معسراً فلا زكاة عليها. 
 
19-  إطعام عشرة مساكين، هل إطعامهم يكون بوجبة واحدة، أم يوماً كاملاً، أم نعطيهم الطعام ذرة أو قمحاً، وما مقدار ذلك؟
الواجب وجبة واحدة غداء أو عشاء، أو تعطيهم نصف الصاع، يعني كيلو ونصف كل واحد من طعام البلد من قوت البلد، إن كان قوت البلد ذرة تعطيهم ذرة، قوتها رز تعطيهم رز، حنطة تعطيهم حنطة، من قوت البلد، والحمد لله، أو نصف صاع من التمر.  
 
20-  هل تجوز مصافحة الفتاة التي لم يتجاوز عمرها الحادية عشرة؟
لا ينبغي مصافحتها إلا إذا كانت أقل من تسع فأمرها أسهل، أما إذا بلغت تسعاً فأكثر فالأحوط عدم المصافحة، فإذا راهقت الحلم حرم ذلك؛ لأن الرجل لا يصافح النساء إلا محارمه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، فالمرأة البالغة أو المراهقة لا تصافح إلا إذا كانت مَحْرماً لك، كأختك وعمتك ونحو ذلك، أما من كانت بنت تسع أو عشر فالأحوط عدم المصافحة؛ لأنها بلغت المراهقة، بعض النساء قد يحضن لإحدى عشرة ولعشر، فالأحوط عدم المصافحة، أما ما دون التسع كبنت السبع والثمان فلا حرج في ذلك، إلا أن يَخشى فتنة، إلا أن يخشى فتنة فلا يصافح ولو كانت بنت سبع أو ثمان.

390 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply