حلقة 762: الابتلاء ببعض الوساوس - الجهل بعدد الأيام التي أفطر فيها من رمضان - من نذر نذرا ثم لم يستطع أداءه - كيفية التصرف مع أهل الزوج الذين يعقونه بسبب الالتزام - شروط الحجاب - الجلوس مع أناس يؤخرون صلاة الفجر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 49 محاضرة

حلقة 762: الابتلاء ببعض الوساوس - الجهل بعدد الأيام التي أفطر فيها من رمضان - من نذر نذرا ثم لم يستطع أداءه - كيفية التصرف مع أهل الزوج الذين يعقونه بسبب الالتزام - شروط الحجاب - الجلوس مع أناس يؤخرون صلاة الفجر

1-   امرأة تعتريها بعض الوساوس رغم أنها متعلمة، وقد ذاقت حلاوة الإيمان -كما تقول-، رأت رؤيا في المنام بعدها قسى قلبها، وأصبحت تشك في كثير من أركان الإيمان، ترجو التوجيه، والدعاء لها بل الصالح؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالمشروع لمن وجد شيئاً من الوساوس أن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن يكرر ذلك في جميع الأوقات التي يبتلى فيها بالوساوس، وإذا كان ذلك يتعلق بالله، وبالإيمان، والتوحيد يقول آمنت بالله ورسله، ويتعوذ بالله، وينتهي، فقد سأل الصحابة -رضي الله عنهم- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، وقالوا إنه يجد أحدهم ما لا أن يخر من السماء أهون على أن يتكلم به، فقال لهم: (تلك الوسوسة). وأمر من وقع في قلبه شيء من ذلك أن يقول: (آمنت بالله ورسوله)، وأن يستعيذ بالله وينتهي، فالواجب عليكِ أيها الأخت في الله إذا حصل في قلبك شيء مما يتعلق بالله، والإيمان، والدار الآخرة، والجنة والنار ونحو ذلك، أن تقولي آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويكفي في هذا وتعرضين عن كل شيء، من هذه الوساوس تشتغلين بشغلك الآخر، بالقراءة، أو أعمال منزلية، أو تحدث مع صديقة، أو مع زوجك، أو غير ذلك، تعرضين عن هذه الوساوس إعراضاً كاملاً، وان كانت في الصلاة، أو في الوضوء كذلك، تتعوذين بالله من الشيطان، ولا تعيدين صلاة، ولا تعيدي وضوء، وتبني الأمور على أنها كلها سديدة، وكلها ماشية في طريقها، حتى ترغمي الشيطان حتى تبطلي عليه ما أراد من إبطال أعمالك، وإيذاؤك، هذا هو المشروع للمؤمن حتى ولو في الصلاة، إذا مر عليك في الصلاة، وأشغلك تنفثين عن يسارك ثلاث مرات تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات عن يسارك، تتفلين عن يسارك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة، لما ذكر له أنه أبتلي بالوسوسة في الصلاة أرشده إلى هذا ففعله الصحابة فسلم، وهكذا في غير الصلاة، فالوضوء، في الإيمان، في كل شيء، هذه الوساوس التي تعتاد المؤمن، والمؤمنة دواءها التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والاشتغال بذكر الله، والاشتغال بمشاغل أخرى، والإعراض عن هذه الأمور، وعدم إعادة وضوء، أو صلاة، أو قراءة، أو غير ذلك، المؤمن والمؤمنة يبني الأمور على أنها مضت على الوجه الشرعي، ويرغم الشيطان بترك مطاوعته، وإذا كان شيء يتعلق بالإيمان، والآخرة، ونحو ذلك، يقول آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبهذا يزول هذا الأمر وتحصل الطمأنينة، والعافية من هذه الوساوس -إن شاء الله-. جزاكم الله خيراً، في نهاية الرسالة ترجوا من سماحة الشيخ الدعاء. شفاها الله وعافها من كل سوء، نسأل الله لك أيتها الأخت الشفاء والعافية من هذه الوساوس، وأن توفقي للطريق الشرعي، والمنهج الشرعي. جزاكم الله خيراً 
 
2- امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها كانت في سابق حياتها لا تقضي الأيام التي أفطرتها في رمضان ولا تذكر المدة بالتحديد ولا تعلم إذا كانت في تلك المدة التي لم تصم فيها كانت تصلي أو لا ؟
عليك التوبة إلى الله، وقضاء الأيام بالظن، الأيام التي أفطرتيها تقضينها بالظن، ولو مفرقة من غير تتابع، تصومين، وتفطرين وتصومين حتى تكملي حسب ظنك، شهر، شهرين، ثلاثة، حسب ظنك الأيام التي أفطرتيها في السنوات الماضية تقضينها مع التوبة والاستغفار، ومع إطعام مسكين عن كل يوم إن كنت قادرة، وإن كنت فقيرة لا تستطيعين، فالصوم كافي ولا حاجة إلى الإطعام، أما إن قدرتِ فأطعمي عن كل مسكين يوم عن العشرة الأيام خمسة اصواع، عن عشرين يوم عشرة أصواع، كل يوم نصف صاع، تجمع، ويعطاها بعض الفقراء، أو بيت فقير، والحمد لله، والتوبة تجب ما قبلها، والحمد لله.
 
3-  إنها أصيبت بمرض، ومن شدة الألم نذرت نذراً لم تستطع الوفاء به، وتسأل كيف تتصرف الآن؟
إذا كان النذر طاعة لله، فعليها أداء الطاعة، حسب طاقتها، يبقى دين عليها حتى تستطيع، وإذا ما استطاعت (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) (286) سورة البقرة، فإذا نذرت إذا شفاها الله، وعافاها أن تتصدق بألف ريال، أو بعشرة آلاف ريال، فإذا استطاعت تخرجها، تعطيها الفقراء، أو نذرت صيام أيام معلومة، شهر، شهرين، تصوم حسب طاقتها، وإن كانت مريضة تؤجل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، أما إن كان شيئاً مكروهاً، أو محرماً، فهذا فيه كفارة يمين، فلو قالت إن شفاني الله من مرضي أصوم سنةً كاملة هذا صوم مكروه، عليها كفارة يمين؛ لأن الرسول نهى عن صيام الدهر، فتكفِّرَ كفارة يمين والحمد لله. إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، هذه كفارته، عشرة فقراء تعشيهم أو تغديهم، أو تعطي كل واحد نصف صاع من التمر، أو الأرز، أو نحوهما من قوت البلد، أو تكسوهم على قميص قميص من واحد، فإن عجزت تصوم ثلاثة أيام، فالمقصود أنها تفعل ما تستطيع إذا كان نذر طاعة، وتؤدي الطاعة حسب طاقتها، وإن عجزت تبقى في ذمتها، فإن كان المندوب مكروهاً، أو محرماً، لم تفعله، وعليها كفارة يمين. جزاكم الله خيراً  
 
4-   إنها متزوجة من رجل ملتزم بتعاليم الدين، لكن هذا الرجل يواجه بعض العقوق من أقربائه، وأصدقائه؛ لكونه متمسكاً بدين الإسلام، وبتعاليم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتسأل سماحتكم التوجيه، كيف تتصرف مع هؤلاء، وكيف تنصح زوجها؟ جزاكم الله خيراً.
ما دام متمسكاً بدينه، فالحمد لله عليه الصبر، والاستمرار، والاستقامة، ولو قاطعه بعض الأقارب، حق الله مقدم على الأقارب، فليثبت، وليستقم، وليعاملهم بالتي هي أحسن، ويصلهم إذا قطعوه، ويحسن إليهم إذا أساءوا إليه، وله البشرى والعاقبة الحميدة، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) يعني على طاعته (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) (30-32) سورة فصلت. فالمؤمن يستقيم على طاعة الله، ويجتهد في ذلك، وهكذا المؤمنة، ولو كرهه بعض أقاربه، ولو قاطعه بعض أقاربه، فإذا كان بعض أقاربه لا يصلون، وهو يصلي فليحمد لله، ويدعوا الله لهم بالهداية، وإذا كانوا أهل خمر وهو ينهاهم عن الخمر، فليحمد لله، ويسأل ربه لهم الهداية، وإذا كانوا أهل قطيعة وعقوق؟؟؟ذلك، ولا يكون مثلهم في العقوق والقطيعة، ويسأل الله لهم الهداية، وهكذا إذا كانوا أهل غيبة ونميمة لا يوافقهم على ذلك وينكر عليهم، بالكلام الطيب والحكمة ولا يضره قطيعتهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل الذي إذا قطعته رحمه وصلها)، هذا الواصل الحقيقي الكامل، أما الذي يصلهم إن وصلوا، ويقطعهم إن قطعوا هذا مكافئ، لكن الواصل على الحقيقة، الذي يصلهم وإن قطعوا، ويحسن إليهم وإن أساؤوا، هذا الواصل الكامل، ولهذا في الحديث الآخر أن رجلاً قال: (يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليه، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لئن كنت كما قلت لكأنما تشفهم المن -يعني الرماد الحامي- ولا يزال مع من الله ظهير -يعني عليهم- ما دمت على ذلك)، فالله يعينه عليهم، ويمكنه منهم، وهو المصيب وهم المخطئون،، وليصبر، وليحتسب، ويسأل الله لهم الهداية، ولا يضره قطيعتهم، الإثم عليهم، ولكن هو يصلهم بما يستطيع، إذا كانوا فقراء يحسن إليهم، إذا مروا سلم عليهم، ولو لم يردوا، إذا رأى منهم ما لا ينبغي أمرهم بالمعروف، ونهاهم عن المنكر، وإن لم يستجيبوا، إذا ظُلموا ينصرهم على من ظلمهم، ويساعدهم على ترك الظلم، وعلى رد الظلمة إليهم، يكون خيراً منهم، يشفع لهم في الخير، الذي ينفعهم ويكون سبباً لهدايتهم، فالمقصود أنه يعاملهم بما يرضي الله فيهم، ويجتهد في نفعهم، والدعاء لهم بالهداية، وان قطعوا، هذا هو طريق أهل الخير، والهدى. جزاكم الله خيراً 
 
5-  إنها امرأة موظفة وهي في حاجة إلى الوظيفة، والعمل، وتسأل سماحتكم عن شروط الحجاب؛ حتى تعمل وهي في إطار إسلامي؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب عليها أن تلتزم بالحجاب الإسلامي في عملها، أن تلتزم عدم التبرج، وعدم إظهار مفاتنها، لا رأسها، ولا وجهها، ولا شيء من بدنها، حتى لا تفتن، ولا تفتن، لا في الأسواق، ولا في العمل إذا كان عندها رجال إذا رأت الرجال تحتجب عنهم، ويكون عملها مع النساء لا مع الرجال، سواءٌ كانت مدرسة، أو غير مدرسة، تكون في تدريس النساء، وفي عمل النساء، حتى تسلم من الفتنة، وعليها أن تحتجب حتى الوجه، الصحيح أنه عورة، فإذا لبست الحجاب البرقع، وجعلت لعينيها نقبين، أو لعين واحدة للنظر فلا بأس، تستر بقية الوجه، وهكذا قدماها ويداها على الصحيح؛ لأن المرأة عورة، كلها عورة والله يقول -جل وعلا- في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (53) سورة الأحزاب. ويقول -جل وعلا-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ) (31) سورة النــور. الآية، فالوجه من أعظم الزينة، وهكذا اليدان، وهكذا القدمان، وهكذا الشعور، هكذا الصدر كلها زينة، فتحتجب عن الرجال الأجانب احتجاباً كاملاً، أما السلام، والكمال لا بأس، السلام الذي ليس فيه خضوع، ليس فيه تغنج، فلا بأس، يقول الله -جل وعلا-: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) (32) سورة الأحزاب. يكون كلام عادي، ليس فيه خشونة وليس فيه خضوع، بل عادي قولٌ معروف، هذا هو المشروع للمرأة مع الرجال الأجانب تخاطبه مع الحجاب الشرعي، ومع عدم الخلوة لا تخلو برجل أجنبي، لا ابن عمها، ولا غيره، لا تخلوا بزوج أختها، ولا بأخي زوجها، ولا بغيرهم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يخلون رجلٌ بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، لكن تبدأ بالسلام، وترد السلام لا بأس، تسأله عن حاله، وعن عياله، تخاطبه بحاجاتها مع عدم الخلوة، ومع عدم الخضوع بالقول، ومع عدم الكشف، وإبداء الزينة. جزاكم الله خيراً 
 
6-   ما حكم من سكن مع مجموعة من الشباب لكنهم لا يصلون صلاة الصبح في وقتها، بل يتركونها حتى قيامهم إلى العمل ثم يصلون، أمرهم بهذا ولم يستجيبوا، ويسأل توجهيكم؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، والإنكار عليهم، وتحذيرهم من مغبة ذلك، فإنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، الله كتب على المسلمين الصلاة، ووقتها، (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (103) سورة النساء. وأمر أن تؤدى في وقتها، أمر الله أن تؤدى في وقتها، وهكذا رسوله عليه الصلاة والسلام، يقول الله جل وعلا: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) ) يعني صلاة الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (78) سورة الإسراء ، فالواجب أن تؤدى في الوقت، ولا يجوز لمسلم أن يؤخر صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس حتى يقوم إلى عمله، بل يجب عليه أن يصليها في الوقت، وإذا تعمد ذلك يكفر عند جمع من أهل العلم، إذا تعمد ذلك، قصد ذلك، كفر عند جمعٍ من العلماء، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ومن أخرها عن وقتها عمداً فقد تركها، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب الحذر، الواجب على المؤمن أن يحذر هذه المحارم العظيمة، ولو قيل بعدم كفره، يجب عليه أن يحذر؛ لأنها معصية عظيمة، وكبيرة عظيمة حتى ولو قلنا بعدم الكفر، مع أن القول القوي، القول الراجح كفر من ترك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها لهذا الحديث الصحيح وما جاء في معناه يقول -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، رواه مسلم في الصحيح، فالذي ترك الصبح حتى طلعت الشمس قد تعمد تركها، وإذا ترك العصر حتى غابت الشمس فقد تعمد تركها، وإذا ترك العشاء حتى طلع الفجر فقد تعمد تركها، ويقال له أنه ما صلى، ويقال له ترك الصلاة، وإذا ترك الخمس جميعاً صار أشد في الكفر، فالذي يترك واحدة، أو ثنتين حكمه حكم الذي يترك الجميع، والله يقول سبحانه: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى) (238) سورة البقرة. يعني حافظوا عليها في وقتها، يجب أن يحافظ عليها في وقتها، ولا يجوز التشبه بأهل النفاق. جزاكم الله خيراً 
 
7-  يسأل سؤالاً آخر عن الحركة في الصلاة، هل تبطلها، أو لا؟
الحركة فيها تفصيل، الحركة القليلة، والحركة المتفرقة لا تبطلها، أما إذا كثرت، وتوالت تبطلها عند العلماء، إذا كانت كثيرة عرفاً متوالية أبطلتها، أما التحديد بثلاث حركات لا أصل له، لكن إذا تكررت كثيراً في عمله في يديه، أو مشي تقدم، أو تأخر، أو متوالي، وكثر بذلك بغير وجه شرعي يبطل الصلاة. أما إن كانت بوجه شرعي و يتقدم يسد فرجة في الصف، مثلما تقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف لما عرضت عليه الجنة تقدم، ولما رأى النار تأخر، هذا لا بأس به، ومثلما تقدم على المنبر يصلي عليه، ثم نزل، إذا كان لمقصد شرعي لا بأس، أما تكرار الحركة، وكثرتها المتوالية من دون وجه شرعي، فهذا يبطل الصلاة، فالواجب الحذر من ذلك. جزاكم الله خيراً 
 
8-   أسمع كثيراً من الناس يقولون عندما يقرأ الإمام قوله تعالى: (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))[الفاتحة:5]، يقولون: استعنا بالله، وإذا قال: (( وَلا الضَّالِّينَ ))[الفاتحة:7]، يقولون: رب اغفر لي ولوالدي، هل هذا صحيح؟
ليس له أصل لا، بل ينبغي تركه، ليس له أصل، فإذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يستمر في قراءته، ولا يقول استعنا بالله، لا يبطل الصلاة، الصلاة لا تبطل بذلك لكن غير مشروع هذا، كذلك عند قوله (وَلاَ الضَّالِّينَ) لا يقول اللهم اغفر لي، هذا ما ورد، لكن يقول آمين، (وَلاَ الضَّالِّينَ) يقول بعدها آمين، هذا هو الذي شرعه الله سبحانه وتعالى. جزاكم الله خيراً 
 
9-   أنه يعمل في البحر، ووظيفته حساسة إلى أبعد الحدود -كما يصورها-، ويقول: إنه لا يستطيع أن يصلي كثيراً من الصلوات في أوقاتها، كما أنه لا يصلي الجمعة إلا مرتين في الشهر، نظراً لعدم تمكنه من ذلك، ويرجو من سماحتكم التوجيه؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب على كل مسلم أن يصلي الصلاة في وقتها، وليس له تأخيرها عن وقتها، بل يجب على المؤمن أن يصليها على حسب حاله، إن كان مريض صلاها قاعداً، عاجز صلاها على جنبه، أو مستلقياً على حسب طاقته، وليس له التأخير، لكن لا مانع من أن يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء إذا كان مسافراً، أو كان مريضاً، أو كان في حالة مطر، وشق الخروج إلى المساجد، فالمقصود أنه لا بد من عذر شرعي، وكونه في البحر لا يمنع من كونه يصلي الصلاة في وقتها، فإذا أراد أن يغوص في البحر، فينظر الوقت المناسب، فيغوص في الأوقات المناسبة التي لا تعمل أداء الصلاة في وقتها، وإذا كان مكلف أعمال في البحر أخرى، لا بد أن يراعي أوقات الصلاة حتى لا يخل بها، تكون أعماله متفقة مع الأوقات حتى لا يخل بالصلاة، وليس له عذر أن يقدم أعماله الدنيوية، والتجارية على الصلاة في وقتها، هذا ليس بعذر لا في البحر، ولا في البر، ولا في الجو، أما إذا عرض له عارض من مرض، أو نوم، وليس باختياره، هذا شيء عفا الله عنه، المريض يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، النائم غلبه النائم من غير تعمدٍ منه، إذا استيقظ يصلي، لكن التعمد لا يتعمد ترك ؟؟؟؟؟ ولا تقديمها على وقتها. جزاكم الله خيراً، هو ليس من الغواصين سماحة الشيخ، وإنما عمله على ظهر السفينة؟ هذا أشد في وجوب الملاحظة، لا عذر له يجب عليه أن يأتي بالصلاة في وقتها مهما كانت الحال، أمر الله مقدم حق الله مقدم. جزاكم الله خيراً، متى يعذر الشخص سماحة الشيخ بتأخير الصلاة عن وقتها. هذا يعذر في الحروب، الحروب التي تغلبه مثلما أخر النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الأحزاب صلاة الظهر والعصر حتى صلاها بعد المغرب بسبب الحرب لم يتمكن من فعلها على الصحيح، وبعض أهل العلم الجمهور يقول أنه لا يؤخر حتى في الحرب، يصلي على حسب حاله، حتى في الحرب، لكن الصواب أنه إذا غلبه الأمر، أو غلبه القتال جاز أن يؤخر، كما فعل النبي يوم الأحزاب، وكما فعل الصحابة في قتال الفرس يوم تستر، أخروا الفجر حتى صلوها ضحى؛ لأنها صادفت وقت الحرب، وقت نزول الناس في البلد وبعضهم على أبواب البلد وبعضهم على الأسوار، لم يتمكنوا من أداء صلاة الفجر، حتى فتحوا البلد وصلوا فيها ضحى، فالمقصود أن تأخيرها أثناء وقتها لا يجوز إلا في العذر الشرعي في الجمع بين الصلاتين كالمريض والمسافر، يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، هذا جمع، أما أن يؤخر الصبح حتى طلوع الشمس، أو العصر إلى الليل، أو المغرب إلى العشاء، أو العشاء إلى بعد نصف الليل هذا لا يجوز، بل يجب عليه أن يصلي في الوقت ولو جمعاً إذا كان معذوراً. جزاكم الله خيراً، كيف تنصحون الناس إذا كانوا مجموعة، هل تنصحونهم بالتناوب بأن يقوم شخصً بالعمل وآخر يؤدي الفريضة مثلاً -سماحة الشيخ-؟ بالإمكان أن يتناوبون إذا كان هناك عملاً ضروري يتناوبون حتى يصلي كلهم في الوقت، هذا يصلي في الوقت مثلما في صلاة الخوف، طائفة يصلون مع الإمام، ثم يذهبون يحرسون، ثم تأتي الطائفة الأخرى تصلي معه، والحمد لله. فكذلك إذا كان في البحر أو في أي مكان والحاجة ماسة إلى أن يبقى بعض الناس في العمل لا بد من البقاء فيه، يصلي جماعة، ثم إذا فرغوا صلت الجماعة الأخرى. جزاكم الله خيراً، إذاً التناوب في مثل هذه الأحوال الضرورية وارد؟ نعم.. جزاكم الله خيراً 
 
10-  إنها تقرأ القرآن الكريم قراءة عادية، لكنها لا ترتل، وتسأل عن الحكم؟ جزاكم الله خيراً.
السنة الترتيل؛ لأن الله يقول: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) (4) سورة المزمل. فالسنة التمهل في القراءة وعدم العجلة، وإذا عجل الإنسان قراءةً ليس فيها إسقاط بعض الحروف بل قراءة واضحة مفهومة فلا بأس، إذا قرأ قراءة ليس فيها ترتيل متواصلة، لكنها واضحة وليس فيها إسقاط شيء من الحروف فلا حرج في ذلك عند أهل العلم، ولكن ينبغي أن يعوِّد نفسه التمهل، والترتيل؛ لأن هذا أقرب للخشوع وأقرب للفهم، وأنفع للناس المستمعين جميعاً، يقول الله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) (1-4) سورة المزمل. فالترتيل فيه خيرٌ كثير ومصالح، منها أن المؤمن ينتفع، ويتدبر ويتعقل والمستمع كذلك ينتفع ويتعقل، وتؤدى الحروف كاملة والآيات على وجهها، وإذا قرأ قراءة متوسطة فلا بأس، أو قراءة سريعة فلا بأس، لكن بشرط أن تؤدى الحروف على حالها، وأن لا يخل بشيء من الحروف، وأن تكون القراءة مفهومة واضحة، فإذا فعل ذلك فلا بأس، ولو واصل القراءة، يعني واصل الآيات بعضها مع بعض لم يقف عند رؤوس الآية، لكن الأفضل الوقوف عند رؤوس الآية والترتيل، هذا هو الأفضل. جزاكم الله خيراً 
 
11-  أيضاً تصف حالها وتقول: إنها تقرأ بعض الآيات لكنها لا تفهمها؟
عليها أن تقرأ قراءة واضحة تتدبر، وتتعقل وسوف تفهم ما يسر الله، وإذا لم تفهم تراجع كتب التفسير مثل الجلالين، مثل البغوي، مثل ابن كثير، مثل تفسير الشوكاني، تستعين بالتفاسير تستفيد، أو تسأل أهل العلم عما أشكل عليها من طريق الهاتف، من طريق المكاتبة، الحمد لله، طرق العلم ميسرة، فإذا أشكل عليها شيء من الآيات ما فهمها كاتب أهل العلم، أو راجع كتب التفسير، إن كان عنده كتب التفسير إن كان يقرأ حتى يستفيد، والحمد لله الآن الأسئلة متيسرة بالمكاتبة، وبالهاتف. جزاكم الله خيراً 
 
12-  إذا مرت بآية سجدة سجدت، لكنها لا تدري ماذا تدري ماذا تقول في سجود التلاوة، فاشرحوا لها ذلك؟ جزاكم الله خيراً؟
سجود التلاوة مثل سجود الصلاة تقول فيها المرأة، والرجل سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره"، "اللهم لك سجدت، وبك آمنت ولك أسلمت"، "سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين" مثلما يقول في سجود الصلاة، حكمه حكم سجود الصلاة، الرجل والمرأة جميعاً في سجود التلاوة يقول فيه: "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات أفضل، أو خمس، والواجب مرة واحدة، وإذا زاد ثلاث، أو خمس، أو أربع، أو ست كله طيب، هذا هو الأفضل، ويدعوا مع ذلك في سجوده مثلما تقدم "اللهم اغفر لي ذنبي...." كان النبي يدعوا في سجود يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" هذا من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا دعا أيضاً بغير هذا قال "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت"، "سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين" هذا فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ثناءٌ على الله وخضوع الله سبحانه وتعالى. 

488 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply