حلقة 873: السنن الراتبة - إحضار بعض النساء المبخرة والبخور إلى المسجد في صلاة التراويح - حكم قراءة القرآن بالتجويد - السهر وتضييع صلاة الفجر - حكم من أخذ جهازاً من أجهزة الحكومة واستخدمه لمدة ثم تاب - حد اللحية

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

23 / 50 محاضرة

حلقة 873: السنن الراتبة - إحضار بعض النساء المبخرة والبخور إلى المسجد في صلاة التراويح - حكم قراءة القرآن بالتجويد - السهر وتضييع صلاة الفجر - حكم من أخذ جهازاً من أجهزة الحكومة واستخدمه لمدة ثم تاب - حد اللحية

1- يسأل سماحتكم عن حكم من فاتته السنة القبلية، وهل توافونا بالسنن الراتبة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله،وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فمن فاتته السنة القبلية للظهر مثلاً يشرع له أن يصليها بعد الصلاة، ثم يصلي السنة البعدية، والراتبة في الظهر أربعاً قبلها تسليمتان وثنتان بعدها، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وإن صلى أربعاً قبلها وأربعاً بعدها فهو أفضل، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حافظ على أربعٍ قبل الظهر، وأربعٍ بعدها حرمه الله على النار) والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة ثنتان قبل الفجر سنة راتبة قبلها وإذا فاتت تقضى بعدها أو بعد طلوع الشمس، أربع قبل الظهر تسليمتان، ثنتان بعدها ثمان، ثنتان بعد المغرب هذه عشر، ثنتان بعد العشاء هذه اثنا عشر، يقال لها الرواتب، وقد صح فيها حديث ؟؟؟؟؟؟؟؟ رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من صلى ثنتي عشر ركعة في يومه وليلته بنا الله له بيتاً في الجنة) من صلى ثنتي عشر ركعة بني له بهن بيتٌ في الجنة يعني في اليوم والليلة، وفي رواية (تطوعاً) رواه مسلم في الصحيح، وفي رواية أخرى للترمذي وجماعة تفسيرها: (أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء وثنتين قبل صلاة الصبح) هذه يقال لها الرواتب وهي سنة مؤكدة، ويسن للمؤمن أيضاً صلاة الضحى ركعتان، وإن زاد فهو أفضل صلى أربع أو أكثر فهو أفضل، كان النبي يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله كما روى ذلك مسلم في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - وصلاها في يوم فتح مكة ثمان ركعات الضحى عليه الصلاة والسلام، وقال: (صلاة الأوابين حين ترغب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟) يعني حين شدة الضحى، لو صليت عند شدة الضحى قبل الظهر بساعة أو ساعة ونصف أو نحو ذلك كان هذا أفضل، ومن ذلك التهجد بالليل من النوافل التهجد بالليل، ومن جملة ذلك الوتر ركعة واحدة، سواءٌ كان بعد العشاء قبل النوم أو في وسط الليل أو في آخر الليل، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك، فإن خاف أن لا يقوم من آخر الليل صلى في أوله أي بعد العشاء، ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو سبع ركعات، أو تسع ركعات، أو إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، أو أكثر من ذلك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغالب يصلي إحدى عشرة ركعة ويوتر بواحدة، ومن أوتر بواحدة فقط في أول الليل أو آخره أجزأت، وإن أوتر بأكثر فهو الأفضل، كلما زاد من الخير فهو خيرٌ له، وأفضل ذلك إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، هذا تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، ومن زاد فأوتر بثلاثٍ وعشرين في رمضان أو في غيره أو بأكثر من ذلك فكله لا حرج فيه، ولكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة؛ لأن هذا أكثر ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، والأفضل في آخر الليل وإن أوتر في أول الليل فلا بأس، وإن كان يخاف أن لا يقوم في آخر الليل فالأفضل أن يوتر في أول الليل، ويسن في رمضان أن تصلى التراويح أول الليل؛ لأن ذلك أنشط للناس، وخشية أن لا يقوم من آخر الليل، فإذا أوتر وصلوا التراويح أو الليل فهو أفضل كما كان أصحاب النبي يفعلوا ذلك عليه الصلاة والسلام، وكما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليالي في الصحابة، ثم ترك ذلك مخافة أن يفرض عليهم فإنه صلى بهم في ليلة إلى ثلث الليل، وفي ليلة إلى نصف الليل، وفي ليلة إلى آخر الليل، ثم ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة)، فهذا فضلٌ عظيم، فيستحب للمؤمن أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف في التراويح في ؟؟؟؟؟؟؟ الأخيرة، يحصل له هذا الفضل العظيم، والسنة للنساء التهجد في البيت؛ لأن صلاتهن في بيوتهن أفضل، ومن خرجت وصلت مع الناس في المساجد فلا بأس، إذا خرجت متسترة متحجبة غير متطيبة فلا بأس، وصلاتها في بيتها خيرٌ لها، لكن إذا خرجت للنشاط أو لسماع المواعظ فكل هذا حسن مع التحفظ والتستر والحذر من الفتنة، ومن الطيب الذي يسبب الفتنة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خيرٌ لهن). جزاكم الله خيراً  
 
2- بعض النساء -سماحة الشيخ- تحضر معها المبخرة والبخور في المسجد في صلاة التراويح في رمضان، ثم تقوم بتبخير المسجد وتبخير المصليات، ما هو توجيهكم لهن في هذا؟
الذي ينبغي عدم فعل ذلك؛ لأنهن بعد الصلاة يخرجن في الأسواق ومعهن الطيب، فينبغي ترك ذلك، حتى لا يحصل فتنة في خروجهن متطيبات من المسجد، عند خروج الناس، ولكن يصلين مع الناس بدون خروجٍ بطيب لا عند المجيء ولا عند الخروج عملاً بالأحاديث الصحيحة في ذلك. 
 
3- رجاءً بيان حكم قراءة القرآن بالتجويد؟
قراءة القرآن بالتجويد مستحبة، وفيها تحسين الصوت بالقرآن، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (ليس منا من لم يتغنَّ القرآن يجهر به) يعني يحسن صوته به، ويقول عليه الصلاة والسلام: (زينوا القرآن بأصواتكم)، فالسنة للمؤمن العناية بتحسين الصوت بالقراءة؛ لأن هذا أخشع للقلب وأنفع للمستمعين، وهكذا المؤمنة، القارئ للقرآن يستحب له أن يعتني بتحسين صوته، وبالترتيل والتدبر والتعقل حتى يستفيد وينفع نفسه وينفع المستمعين، قال الله عز وجل: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص، وقال سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) سورة الأعراف، فيستحب للمؤمن والمؤمنة العناية بتحسين الصوت، سواءٌ كان يعرف التجويد أو لا يعرف التجويد، إن عرف أحكام التجويد قرأ بالتجويد، وإذا اجتهد أن يقرأ قراءة واضحة قراءة طيبة يحسن صوته ويرتل ولا يعجل، ويخرج الحروف من مخارجها حتى تكون قراءته واضحة بينة مفيدة للمستمعين، وبالتحزن والخشوع؛ لأن هذا أنفع له وللمستمعين جميعاً، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ يخشع في قراءته حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء في صلاته عليه الصلاة والسلام، وكان الصديق - رضي الله عنه - أبو بكر إذا قرأ لم يُسمع الناس من بكائه - رضي الله عنه -، هكذا كان الأخيار يخشعون في القراءة ويبكون فالسنة للمؤمن أن يحسن صوته وهكذا المؤمنة، وأن يخشع في قراءته ويتدبر. جزاكم الله خيراً  
 
4- رجاءً توجيه كلمة لمن يسهر ويضيع وقت صلاة الصبح، وبالمناسبة! هل نقول صلاة الفجر أم صلاة الصبح؟
يقال صلاة الصبح وصلاة الفجر لا بأس بهذا، يقال لها صلاة الفجر ويقال لها صلاة الصبح، ووصيتي لكل مؤمن ومؤمنة الحذر من السهر الذي يضر بالساهر قبل غيره، السنة البدار بالنوم وعدم السهر، والنبي عليه الصلاة والسلام كره النوم قبلها والحديث بعدها، يعني العشاء، وكره السمر بعدها، فالسنة للمؤمن والمؤمنة البدار بالنوم في أول الليل حتى ينشط على صلاة آخر الليل، وحتى ينشط على أعماله في النهار، وربما سهر فضيع صلاة الفجر أو ضيع قيام الليل، وهذا خطرٌ عظيم إذا ضيع صلاة الفجر أتى جريمة عظيمة، فالواجب الحذر من ذلك، وأن يحافظ على صلاة الفجر في الجماعة إن كان رجلاً وفي الوقت إن كانت امرأة، إلا إذا كان السهر لمصلحة عارضة مع الضيف، أو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو مع أهله لمصلحة لكن سهر لا يضر ولا يضيع التهجد بالليل، ولا يضيع صلاة الفجر، فالسهر الذي له حاجة لا بأس به، كان النبي يسهر مع الضيف ويسهر في مصالح المسلمين عليه الصلاة والسلام بعض الوقت مع الصديق ومع عمر، فلا بأس بهذا، كون الإنسان يسهر بعض الوقت مع أهله في معاشرتهن، أو في مسائل تدعو الحاجة إلى ذلك، أو مع الضيف، أو في طلب العلم والدراسة للعلم كما كان أبو هريرة يفعل، فإن كان لحاجة ومصلحة بشرط أن لا يضيع صلاة الفجر، بشرط أن يمنعه عن أعماله النهارية التي يلزمه أداؤها، فالحاصل أن السهر للمصلحة الشرعية، الذي لا يترتب عليه فوات مصالح أخرى، ولا يترتب عليه فوات صلاة الفجر، أمرٌ لا بأس به. والسنة في الجملة العناية بالنوم مبكراً لما فيه من المصالح العظيمة. جزاكم الله خيراً  
 
5- يسأل سماحتكم عمن أخذ جهازاً من أجهزة الحكومة واستفاد منه لمدة عشر سنوات، ثم عاد إلى رشده، هل يعيد ذلك الجهاز، أم يتبرع بقيمته، أم كيف يتصرف؟
إذا أمكن إعادته للحكومة بدون مضرة أعاده، وإلا فيتصدق به أو بقيمته في فقراء المسلمين والحمد لله مع التوبة والاستغفار والندم. 
 
6- أسأل سماحتكم عن مصافحة الرجل لابنة عمه، أو بنت خاله، أو ما يشبه ذلك من النساء
لا تجوز المصافحة للمرأة الأجنبية ولو كانت بنت عمك أو بنت خالتك أو زوجة أخيك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني لا أصافح النساء يعني غير المحارم) أما المرأة المحرم كعمتك وخالتك وزوجتك وأمك وجدتك فلا بأس، أما أجنبية وإن كانت بنت عم أو بنت خال أو زوجة أخ أو زوجة عم أو زوجة خال لا، لا تصافحها السلام من دون مصافحة، السلام عليكم وعليكم السلام، كيف حالك؟ كيف حالك يا فلانة؟ كيف حالك يا أم فلان؟ كيف الأولاد؟ كيف الوالدان؟ أو كيف أبوك؟ أو كيف حال أمك؟ أو ما أشبه ذلك من الكلام الطيب، أما المصافحة فلا، الكلام الطيب بدء سلام ورد سلام مع الكلام الطيب، مع السؤال المناسب هذا كله لا بأس به. جزاكم الله خيراً
 
7- ما رأيكم في تخفيف اللحى وتقصيرها؟
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس)، كلها أحاديث صحيحة، فالواجب إكرام اللحية وإعفائها وإرخاؤها، وعدم قصها أو حلقها، يجب تركها وإعفاؤها وإرخائها؛ لأنها زينة الرجل، وهي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعفي لحيته عليه الصلاة والسلام، ونهى الأمة عن قصها، وأمر بإعفائها وإرخائها وتوفيرها، فلا يجوز لأي مسلم أن يخالف ما شرع الله، ليس له حلقها ولا قصها، بل الواجب عليه توفيرها وإرخاؤها امتثالاً لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتأسياً به عليه الصلاة والسلام، ومن المؤسف أن كثيراً من الناس يعادي هذه اللحية، ويحاربها بالحلق والتقصير، وهذه مصيبة عظيمة وقعت في المسلمين، نسأل الله أن يمن عليهم بتركها والحذر منها؛ لأنها مخالفة لشرع الله، ومجاهرة بالمعصية ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً  
 
8- هل تتفضلون بالتحديد الشرعي للحية؟
بين أهل العلم أن اللحية ما نبت على الخدين والذقن، هذه اللحية ما نبت على الخدين والذقن يقال له لحية، أما ينبت على الحلق فليس بلحية، وهكذا ما فوق العظم المحاذية للأذن هذا تبع الرأس ليس من اللحية، إنما اللحية ما نبت على الخدين تحت العظم الذي يحادي الأذن أو على الدقن الذي هو معروف، وهكذا ما ينبت تحت الشفة السفلى، ويقال لها العنفقة، من اللحية. جزاكم الله خيراً، إذاً أخذ ما كان من تحت اللحية من جهة الحلق؟ ما كان عن الحلق ليس من اللحية. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً  
 
9- يسأل عن حكم اقتراض الحيوان بالحيوان؟
لا بأس، إذا اقترض منه شاةً أو بقرةً أو بعيراً وضبط صفاته ورد عليه مثله لا بأس بذلك؛ لأنه أمرٌ واضح، الصفات تحفظ المقترض وتبينه والتسامح بين المسلمين في هذا واقع، وكما يقترض الدراهم الدنانير والطعام كذلك لا بأس باقتراض الحيوان، من شاة أو بعيرٍ أو غيرهما من الحيوانات التي تملك. 
 
10- البعض من الناس يقول: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، فما هو رأيكم في هذه العبارة، أليس الأولى أن يستغفر الله من كل ذنب سواء كان عظيماً أو غير عظيم؟
نعم، هكذا السنة يقول أستغفر الله من جميع الذنوب، عظيمها وصغيرها، أستغفر الله من جميع الذنوب، أما أستغفر الله من كل ذنبٍ عظيم، فهذا قصور، بل يستغفر الله من جميع الذنوب هذا هو المشروع وهو الأفضل، وإن كانت الذنوب الصغائر يعفو الله عنها باجتناب الكبائر لكن كونه يستغفر من جميع الذنوب هذا هو الأفضل، والواقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن الصحابة كانوا يستغفرون من جميع الذنوب ما يخصون الذنب العظيم.
 
11- هل يجوز للمكلف بنظافة المسجد والعناية به براتب شهري أن يدفع جزءاً من الراتب لمن يقوم بهذا العمل نيابةً عنه ويأخذ هو بقية الراتب، أو بالأصح الجزء الأكبر منه وهو لا يفعل شيئاً؟ وإذا كان هذا لا يجوز فهل من نصيحة تقدمونها لمن يفعل ذلك؟
لا يجوز هذا العمل إلا بإذن المسئول عن المسجد، سواءٌ كان للأوقاف أو لغير الأوقاف، المقصود المسئول عن هذا المسجد الذي هو نائبٌ فيه، هو يسأله وإذا أذن له أن يستنيب فلا بأس، المؤذن أو الإمام أو الخادم ليس لهم أن يستنيبوا إلا بإذن المسئول الجهات المسئولة، إلا الشيء اليسير العارض، إذا عرض للمؤذن عارض وأمر من يؤذن فلان، الإمام عرض له عارض في بعض الصلوات أو الخادم هذا لا بأس به، أما بصفة مستمرة أو بصفة طويلة أو بأوقات كثيرة فلا، حتى يستأذن الجهة المختصة في أن يستنيب في الإمامة أو في الأذان أو في خدمة المسجد؛ لأن النائب قد لا يقوم بما يقوم به الأصل، قد يكون الأصل خيراً منه وأولى به في هذا الأمر، والمقصود لا بد من استئذان. جزاكم الله خيراً  
 
12- إذا سلم الكافر على المؤمن، فهل يرد عليه السلام؟
نعم، إذا سلم الكافر يرد عليه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تبدؤا اليهود والنصارى بالسلام) دل على أنهم إذا بدؤوا نرد عليهم، المنفي عنهم البداءة، أما الرد عليهم فواجب.
 
13- طلاء الأظافر ،هل يجوز أم لا
طلاء الأظافر بالحناء أو غيره مما يحسنها لا بأس إذا كان طاهراً ليس بنجس، وكان رقيقاً لا يمنع الغسل، أما إن كان له جسم فلا بد إزالته عند الوضوء والغسل، لئلا يمنع وصول الماء إلى حقيقة الظفر، فالمقصود أن استعمال الماء يغير الظفر من الحناء أو غيره، أو ما يسمونه المناكير، لا بأس به إذا أزيل هذا الذي له جسم عند الوضوء والغسل إذا كان له جسم، أما إذا كان ليس له جسم كالحناء يجعل الظفر أحمر أو أسود ولكن لا يبقى له جسم هذا لا يضر، أما إذا كان له جسم يمنع الماء فلا بد من إزالته. 
 
14- تسأل عن سبب نزول التشهد في الصلاة؟ وهل الله تعالى كلم به رسوله عليه الصلاة والسلام؟
الرسول - صلى الله عليه وسلم - علم أمته التشهد في الصلاة، وهو لا ينطق عن الهوى، قال الله عز وجل:وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (1-4) سورة النجم، فجميع السنة كلها من وحي الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهو المبلغ عن الله، والرسول يبلغ عن الله في أحكام الشرع، كما بلغ عنه القرآن الذي هو كلام الله، هكذا بلغ عنه السنة فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، يبلغ عن الله أحكام دينه عليه الصلاة والسلام، فالتشهد من جملة ذلك، علم الأمة التشهد الأول، والتشهد الأخير عليه الصلاة والسلام، وعلمهم ما يقولون في التشهد الأخير من التعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المسيح الدجال، وعلمهم دعوات كثيرة عليه الصلاة والسلام، كان يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) وعلم الصديق لما قال يا رسول الله، الصديق أبو بكر قال: (يا رسول الله علمني دعاءً أدعوا به في صلاتي، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، وقالت عائشة: (يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولي اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني) فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يبلغ الناس ما أمره الله وما شرعه الله في الصلاة وغيرها في التشهد وغيره. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

459 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply