حلقة 4: زكاة الذهب ونصابه - الحجاب الشرعي للمرأة - هل للزوج حق في مال زوجته - القصر والجمع - حكم طاعة الوالدين في الزواج بمن لا يصلي - يأخذ الزكاة لشراء منزل - حفظ القرآن ونسيانه - حكم نوم الجالس

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

4 / 50 محاضرة

حلقة 4: زكاة الذهب ونصابه - الحجاب الشرعي للمرأة - هل للزوج حق في مال زوجته - القصر والجمع - حكم طاعة الوالدين في الزواج بمن لا يصلي - يأخذ الزكاة لشراء منزل - حفظ القرآن ونسيانه - حكم نوم الجالس

1- سماحة الشيخ: كيف تكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، وأيضاً في ختام محاضراتنا أو كلماتنا هل نقول: وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أو نقول: صلى الله عليه وسلم، وهل لا بد من ذكر الأصحاب والآل، فصِّلوا لنا ذلك مأجورين؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد : فإن الله جل وعلا شرع لعباده الصلاة والسلام على نبيه، عليه الصلاة والسلام، في القرآن الكريم، قال الله جل وعلا : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) سورة الأحزاب، اللهم صلِّ عليه وسلم، فالصلاة عليه والسلام عليه معناه الدعاء له بالصلاة والسلام عليه، فإذا قلت: اللهم صل على رسول الله هذا دعاء له بالصلاة، وإذا قلت اللهم سلم على رسول الله هذا دعاء له بالسلامة، وأفضل ما ورد في ذلك ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه قال للصحابة: ألا أهدي لكم هدية؟ قالوا: بلى، قال: خرج علينا رسول صلى الله عليه وسلم فقال: (قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، هذا أفضل ما ورد في هذا وأكمل، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، يقول هذا في آخر الصلاة قبل أن يسلم، وقبل الدعاء، ثم يدعو، ويشرع أن يقول هذا أيضاً في التشهد الأول لعموم الأحاديث، بعض أهل العلم يقول : يقال في التشهد الأخير فقط، ولكن ظاهر الأحاديث العموم وأنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، ثم يقوم إلى الثالثة، لكن في التشهد الأخير بعد الصلاة يدعو يقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) ثم يدعو بما يسر الله من الدعاء مثل: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر)، (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)، كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله في آخر الصلاة قبل أن يسلم، بعد أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في التشهد. وإذا أراد أن يدعو في غير الصلاة كذلك، يشرع له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، لما ثبت من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو ولم يحمد لله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (عجل هذا) ثم قال: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء)، فهذا هو الأفضل أن يبدأ الدعاء بالحمد والثناء، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، وفي الخطب والمحاضرات يصلي على النبي في أثناء الخطبة إذا حمد الله وشهد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بأي نوعٍ من أنواع الصلاة الواردة، وهكذا إذا ختمها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كله طيب، في المحاضرات وفي الدروس، في المساجد، وفي المدارس، كل ذلك حسن، فالإكثار من الصلاة والسلام عليه أمر مطلوب، والبداءة بالصلاة عليه بعد الحمد لله والثناء عليه في الخطبة، خطبة الجمعة وفي الخطب وفي المحاضرات كل هذا مشروع، ومن أسباب إجابة الدعاء، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنواع من الصلاة، منها: ما ذكرنا سابقاً في حديث كعب بن عجرة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد). ومنها نوع آخر: جاء من حديث أبي حميد الساعدي وهو أنه قال صلى الله عليه وسلم: (قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) أخرجه البخاري في الصحيح. ومنها نوع ثالث أيضاً: جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قولوا اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم). ونوع رابع أيضاً : جاء في الصحيح، صحيح مسلم من حديث أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)، قال: (والسلام كما علمتم)، وهو قول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. كل هذا مشروع، مثل ما هو مشروع في الصلاة في التشهد الأخير، وفي التشهد الأول مشروع على الأصح أيضاً، كذلك في الخطب والمحاضرات والدروس وقبل الدعاء، قبل أن يدعو. يقول مقدم البرنامج: بارك الله فيكم، سماحة الشيخ لو قال: وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؟ ج/ هذا مختصر لا بأس به، لكن إذا أتى بالألفاظ الواردة يكون أكمل، وإن اختصر وقال: اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه فلا بأس، اختصار، فالآل يشمل أهل البيت ويشمل الأتباع، كما قال تعالى: ..أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) سورة غافر، يعني أتباع فرعون، فإذا قال: اللهم صلِّ على محمد وعلى آله، معناه أتباعه على دينه من أهل البيت وغيرهم، يعم الصحابة ويعم المؤمنين من أهل البيت ويعم من بعدهم من المؤمنين كلهم يدخلون في آله، الآل يشمل أهل البيت من بني هاشم، الذين آمنوا به واتبعوه كعلي والحسن والحسين والعباس وابن عباس وغيرهم من أهل البيت، ويشمل أتباعه على دينه من جميع الطوائف من الصحابة ومن بعدهم، كلهم داخلين في الآل، وإذا جاء بينهم وقال: على محمد وآله وأصحابه، كان الآل لأهل البيت، وأصحابه عموم الصحابة، ويدخل في الآل الأتباع أيضاً، الأتباع على دينه مطلقاً. اللهم صلِّ عليه وسلم.

 

 
2- ما مقدار زكاة الذهب، وهل ذهب الزينة له زكاة؟ بينوا لنا ذلك مأجورين؟
زكاة الذهب ربع العشر، وهكذا الفضة ربع العشر، من كل مئة اثنان ونصف، ومن الألف خمساً وعشرون، وهي واجبة في الحلي التي تلبسها المرأة على الصحيح، فإذا كانت تبلغ النصاب وجبت فيها الزكاة، سواءً كانت قلائد أو أسورة، أو حزاماً أو غير ذلك، فالواجب فيها الزكاة، والنصاب عشرون مثقالاً من الذهب، مقداره أحد عشر جنيه ونصف من الجنيهات السعودية، اثنان وتسعون غراماً من الغرامات، فإذا كان عند المرأة نصاب من الحلي وجبت فيها الزكاة إذا حال عليها الحول، فإذا كانت الحلي تبلغ مثلاً عشرين ألف عليها زكاتها ربع العشر، خمسمائة، لأن عشر العشرين ألفان، ربع العشر خمسمائة، فإذا كانت تبلغ خمسين ألف من الحلي صار فيها ربع العشر، عشرها خمسة آلاف، وربع العشر آلف ومائتان وخمسون، سواءً ذهب أو فضة.

 

 
3- ما هو الحجاب الشرعي بالنسبة للمرأة في الصلاة وفي غير الصلاة؟
أما في الصلاة فتستر جميع بدنها إلا الوجه، هذا هو الأفضل، إذا ما كان عندها أجانب تبدي الوجه، السنة كشف الوجه في الصلاة، وتستر جميع بدنها، حتى الكفين، وإن أبدت الكفين فلا حرج، لأن سترهما أفضل في الصلاة، أما إذا كان عندها أجنبي فهي تستر بدنها كله حتى الوجه، وأما عند الناس عند الأجانب في الأسواق وفي البيوت فإنها تكشف ما شاءت من بدنها كالرأس والوجه واليدين والقدمين ما دام ما عندها أجانب، في بيتها في فراشها، في أي مكان من بيتها، أما عند الأجنبي فهي عورة تستر جميع بدنها، لأنها عورة، الله يقول جل وعلا: ..وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ.. (53) سورة الأحزاب، ويقول جل وعلا :يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ.. الآية (59) سورة الأحزاب، والجلباب ما تغطي به المرأة رأسها ووجهها وبدنها.

 

 
4- الراتب الذي تأخذه الزوجة إذا كانت موظفة هل هو من حقها لوحدها، أم للزوج فيه نصيب، بمعنى: إذا كان يترتب على عملها أن يتنازل الزوج عن بعض حقوقه؟
الحكم في هذا على ما اتفقا عليه، فإذا اتفقا على أن النصف للزوج أو الربع أو الثلث أو أقل أو أكثر فلا بأس، المسلمون على شروطهم، و(الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً)، فإذا اتفق معها أنها تعمل موظفة مدرسة أو ممرضة أو طبيبة اتفق معها على أن له النصف أو الثلث أو الربع أو الراتب كله فلا بأس، الحق لا يعدوهما، أما إن كان مشروطاً في العقد، شرطت عليه في العقد أن راتبها لها، وأنه يقدم على أنها موظفة، أو مدرسة، أو ممرضة، أو طبيبة، أو غير ذلك، وأن راتبها لها، إذا شرط عليه هذا، فإنه لا حظ له فيه، لا حق له، إلا بشيءٍ تسمح به، لقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلمون على شروطهم)، لكن إن سمحت بشيء فلا بأس، لقول الله سبحانه: ..فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4) سورة النساء، فإذا طابت نفسها بشيءٍ من راتبها قليل أو كثير فلا بأس.

 

 
5- الذي يخرج كل يوم إلى عمله في المدينة التي يقيم فيها إلى مدينة أخرى تبعد عنها أكثر من مائة كيلو متر ويرجع في نفس اليوم، هل يجوز له القصر والجمع في الصلاة والإفطار في رمضان؟ وجهونا جزاكم الله خيراً؟
هذا يجوز له القصر في طريقه وفي محل العمل، لأنه مسافر، إذا كان لا يقيم فهو مسافر، لكن لا يصلي وحده، يلزمه أن يصلي مع الجماعة ويتم، أما إذا كانوا جماعة صلوا قصراً، فلا بأس، أما إذا كان واحداً فإنه يصلي مع الجماعة ويتم، ولا يجوز له القصر، لا في الطريق ولا في البلد التي يعمل فيها، إذا كان وجد معه شخص آخر فأكثر، عليهم أن يصلوا جماعةً، فإن كان الإمام مسافراً قصر معه، وإن كان الإمام متماً أتم معه، والواحد لا يصلي وحده إذا كان معه جماعة أخرى يتمون وجب أن يصلي معهم ويتم، فإن صلى خلف إمامٍ يقصر في الطريق أو في البلد التي يعمل فيها قصر، ولا بأس؛ لأن المسافر مشروع له القصر.

 

 
6- سماحة الشيخ: إذا كنت في مدينة لا يؤذن فيها إلا مؤذن واحد، ويذاع ذلك الأذان من خلال المذياع ومكبر الصوت في جميع مساجد تلك المدينة، فما حكم هذا الأذان، وهل أردد معه، وهل يجزي، أم لا بد أن يؤذن كل شخص لنفسه؟
إذا كان يعم المساجد يردد معه، يجاب، إذا كان في سماعات للمساجد الأخرى يجاب، هذا يسمعونه يجيبونه ويُكتفى به، ولكن الأفضل أن يكون كل مسجد له مؤذن، كل مسجد له مؤذن ومقيم، لكن لو قدر أن قرية من القرى جعل مؤذن واحد في أحد مساجدها وجعلت مكبرات في مساجد أخرى يسمعون شرع الإجابة لهذا المؤذن حيث يقول ما يقول، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)، هذا عام، (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)، ويقول صلى الله عليه وسلم لما قالوا: يا رسول الله إن المؤذنين يغبنونا قال: (قولوا كما يقولون، ثم سلوا الله لي الوسيلة، ثم صلوا عليّ فإن من صلى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، فالمقصود أنه إذا كان الأذان يسمع من المساجد فإنهم يجيبونه ويصلون على النبي في النهاية ويدعون له بالوسيلة، (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته)، وهكذا من كان في البيوت وفي الطرقات يسمعون يجيبون، مثل ما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) اللهم صل عليه وسلم. 

 

 
7- يتم في بعض المساجد إعارة الكتب بشرط أن من يتأخر في إرجاع هذه الكتب عن المدة المحددة يدفع عن كل يوم يتأخر غرامة معينة من المال تنفق على المسجد أو لمصلحة المسجد، هل يجوز هذا يا سماحة الشيخ؟
نعم، لأن هذا من باب الإجارة، إذا تأخر فقد ارتبط بالأجر، أجرة عن الاستمتاع بالكتاب، عن المدة المحددة، لا أعلم في هذا بأساً، لحث الناس على القيام بالشروط والوفاء بها وعدم التساهل ببقاء الكتب عند المستعير، فإذا حددت خمسة أيام أو ستة أيام وقيل له: ما زاد فعليك الدفع عن تأخيرك الكتاب، لا حرج فيه إن شاء الله لأنه يتضمن مصلحة كبيرة. 

 

 
8- من تحول عن القبلة وهو يصلي سهواً هل يسجد للسهو؟
ما أعلم في هذا شيء، إنما يعتدل ويكمل صلاته، لا نعلم في هذا شيئاً.

 

 
9- والدي يريد أن يزوجني من ابن عمي مع أنه لا يصلي أبداً، ويقول: إذا لم تطيعي أمري فأنا غاضب عليك إلى يوم الدين، ولقد وسَّطت أهل الخير فلم أفلح، وعمي يقول لوالدي: إذا لم تزوج ابنتك لولدي فالفراق بيني وبينك، فما هو الحل يا سماحة الشيخ؟
لا يجوز لهم جبرها على هذا، ولا يجوز لها أيضاً شيء من ذلك، ولا لهم أيضاً، الواجب أن يعينوها على الخير، فليس لها أن توافق على إنسان لا يصلي، وليس لهم أن يجبروها على ذلك، الذي ما يصلي كافر، نعوذ بالله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فلا يجوز لها هي أن تقبل حتى لو رضوا، ليس لها أن تقبل، يجب أن تمتنع، وهم لا يجوز لهم جبرها، لا عمها ولا أبوها، وهذا يدل على قلة دينهما، قلة دين الأب، وقلة دين العم، كيف يجبرونها على رجل لا يصلي؟! نعوذ بالله، بل لا يجوز أن يزوجوها إياه، ولا يجوز لها أن ترضى هي، والنكاح باطل لو زوجوها، لأن الكافر لا يُزوَّج مسلمة، الله يقول جل وعلا: ..وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ.. (221) سورة البقرة، ويقول: ..لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ.. (10) سورة الممتحنة، والصحيح الذي عليه الأدلة الشرعية: أن تارك الصلاة يكون كافراً، هذا هو الصواب، وهو الذي قامت عليه الأدلة الشرعية، منها قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، ويقول عبدالله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه: (لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة) يرون أن تركها كفر، يعني كفر أكبر. فالمقصود أنها مشكورة وقد أحسنت، وهذا هو الواجب عليها، وإن زوجوها لأثموا والعقد باطل.

 

 
10- رجل يسكن منزلاً مؤجراً بعشرين ألف، وله أطفال، راتبه الشهري حوالي خمسة آلاف ريال، هل يجوز له أن يأخذ الزكاة، مع العلم بأنه ليس عليه ديون، ولكنه يريد أن يجمع كي يشتري منزلاً، وما حكم الفلوس التي أخذها من أعمامه وأقاربه، هل يقوم بإرجاعها، أم ماذا يفعل؟
لا يجوز له أخذ الفلوس من الزكاة، ما دام هذا المبلغ الذي يصل إليه يكفيه في السكن وفي الحاجة، حاجة النفقة، إذا كان راتبه يكفيه لحاجة النفقة، وحاجة الأجرة فلا يجوز أن يدفع له شيء من الزكاة لشراء منزل أو للاستئجار، أما إذا كان لا، راتبه ما يكفيه، لكفاف العائلة والنفقة فله أن يأخذ من الزكاة ما يشتري به سكناً أو يستأجر به.

 

 
11- فتاة تحفظ القرآن ولكن كثيرة النسيان، فهل عليها إثم في ذلك؛ لكثرة المشاغل المنزلية وغير ذلك؟
أنصحها تجتهد في حفظ القرآن، ولا يضرها لو نسيت، فاتقوا الله ما استطعتم، النبي صلى الله عليه وسلم قد ينسى بعض الآيات وهو رسول الله، ويقول: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون)، فلا حرج إذا وقع النسيان، أما حديث: (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم)، فهذا الحديث غير صحيح، الحديث ضعيف، غير صحيح، فالإنسان يجتهد في حفظ القرآن ويحرص، ويعمل بالأسباب والتوفيق بيد الله، ولو قدر أنه نسي بعض الآيات أو بعض السور فلا حرج، عليه المجاهدة.

 

 
12- نسمع كثيراً أن من نام وهو على طهارة وهو جالس ولو نوماً كثيراً بأن الوضوء لا ينتقض، ما مدى صحة هذا الكلام سماحة الشيخ؟
هذا غير صحيح، هذا الكلام ما هو صحيح، مثلا ًنام نوماً مستغرقاً إذا زال معه شعوره، سواءً كان جالساً أو مضطجعاً بطل وضوءه، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حديث صفون بن عسال رضي الله عنه يقول: (كان النبي يأمرنا ألا ننزع خفافنا إلا من الجنابة، لكن يأمرنا أن نمسح على خفافنا، وأن لا ننزع خفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائطٍ وبولٍ ونوم)، كان يأمرهم أن يمسحوا، يعني يتوضئوا ويمسحوا على الخفاف من الغائط والنوم ولم يفصل، فالنوم المستغرق ينقض الوضوء بلا شك، سواءً كان جالساً أو مضطجعاً أو ساجدا أو قائماً لهذا الحديث ولكن من غائط وبول ونوم، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نام فليتوضأ في عدة روايات لكن أصحها حديث صفوان قال: كان رسول الله يأمرنا ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يمسحون على الخفاف ولا ينزعوها ولكن إذا أصابتهم جنابة ينزعونها ولكن يمسحون عند الوضوء من الغائط والبول والنوم.

 

 
13- بعض الناس إذا أراد أن يبارك للمتزوج يقول له: بالرفاه والبنين يا فلان، فهل هذا يجوز يا شيخ؟
كان هذا من دعاء الجاهلية فعوض الله المسلمين بغيره بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا السنة، السنة أن يدعى للمتزوج بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا هو السنة.

462 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply