حلقة 5: علامات الساعة - حكم التأخر عن المبيت بمنى - ليس لزمزم صلاة معينة! - صفة الربا - حكم استعمال حبوب منع الحمل- هل الموتى يسمعون الأحياء؟ -الميت وثواب قراءة القرآن - نوم الجنب دون غسل ولا وضوء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

5 / 50 محاضرة

حلقة 5: علامات الساعة - حكم التأخر عن المبيت بمنى - ليس لزمزم صلاة معينة! - صفة الربا - حكم استعمال حبوب منع الحمل- هل الموتى يسمعون الأحياء؟ -الميت وثواب قراءة القرآن - نوم الجنب دون غسل ولا وضوء

1- هل لقرب يوم القيامة علامات، نرجو التوضيح في ذلك سماحة الشيخ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أشراط الساعة الدالة على قربها، منها: خروج المهدي، وهو رجل من أهل البيت يدعو إلى توحيد الله، من ذرية علي رضي الله عنه، ومن ذرية فاطمة، يدعو إلى توحيد الله، ويحكم شريعة الله، ويجاهد في سبيل الله، حتى تُحكم البلاد بالحكم الشرعي، ثم ينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام رسول الله، ينزل فيحكم بشريعة الله في الأرض، ويقاتل اليهود ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام، وتكون العبادة في ذاك الوقت لله وحده، وتحكم الشريعة الناس في وقته، ويدخل الناس في دين الله جميعاً، في وقته عليه الصلاة والسلام، ويخرج في زمانه الدجال من جهة المشرق، ويعم الأرض يدعو إلى نفسه أنه رب العالمين، أولاً يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين، فيقتله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في فلسطين عند باب لد كما جاء في الأحاديث الصحيحة، مع أتباعه من اليهود تكون مقتلة عظيمة للدجال واليهود في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام. ثم يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون، ويعيثون في الأرض فساداً، فيتحصن منهم نبي الله عيسى والمسلمون في الجبال وغيرها، ثم يرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيموتون موتة نفسٍ واحدة. ثم يرسل الله آية الدخان. ورفع القرآن من الأرض حتى لا يبقى في الصدور ولا في المصاحف. ثم خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها، إحداهما مع الأخرى، إحداهما تسبق الأخرى قليلاً، طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة، هذا كله والإسلام موجود، لكن الساعة تقرب. ثم بعد ذلك تخرج نار من عدن تسوق الناس إلى محشرهم، وفي رواية: من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم وهي الآيات، ثم بعدها يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا الأشرار فعليهم تقوم الساعة، بعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها يرسل الله ريحاً طيبة لينة، تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات فيبقى الأشرار، فيبقى الناس على الشرك وعبادة الأوثان كالبهائم في الأرض، فعليهم تقوم الساعة. نسأل الله السلامة.

 

 
2- منّ الله علينا وأدينا فريضة الحج العام الماضي، ويوم العيد ذهبنا إلى مكة لطواف الإفاضة، وقد تأخرنا بها إلى بعد منتصف الليل، حيث أننا فقدنا الوالد لفترة تصل إلى خمس ساعات في الزحام، وعندما وجدناه ركبنا إلى منى لندرك المبيت بمنى، ولكن لشدة الزحام تأخر بنا الباص، ودخل حدود منى قبل الفجر بقليل، قبل تقريباً ثلث أو ربع ساعة، فهل نكون أدركنا المبيت، أم ماذا يجب علينا؟
نرجو أن لا يكون عليكم شيء؛ لأنكم معذورون بالزحام وبفقد الوالد، نرجو أن لا حرج عليكم، وأن لا يكون عليكم شيء، لأن هذا العذر عذر عظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم رخص للسقاة في عدم المبيت في منى، ورخص للرعاة في عدم المبيت للمشقة، فأنتم بهذه الأحداث عليكم مشقة كبيرة أخرتكم عن منى، فأنتم معذورون إن شاء الله. 

 

 
3- رأيت الكثير من النساء هداهن الله داخل مكان زمزم في الحرم يصلين على الدرج المقابل لمواسير التبريد -على ما يبدو لي- ويقلن بأن ذلك سنة، سنة زمزم، وعندما نهيتهن عن ذلك لم يستجبن وربما تطاولن في الكلام، فهل ذلك صحيح فضيلة الشيخ؟
ليس بصحيح، وليس في زمزم سنة، ليس لها سنة، والواجب أن يصلين خلف الرجال في أي مكانٍ من المسجد الحرام، يلتمس مكاناً خلف الرجال ويصلين فيه، ولا يصلين في زمزم، ولا يضايقن الناس، وليس لزمزم صلاة معينة، كل هذا باطل لا أصل له.

 

 
4- أرجو أن تحدثونا عن الربا، وما هو؟ فقد خفي على البعض من الناس في تعاملهم في العصر الحاضر، وأيضاً المخرج لبيع وشراء الذهب، حيث لا يوجد من يزن الذهب بالذهب؛ لأن القديم ربما ينكسر أو لا يصلح للاستعمال؟
الرسول صلى الله عليه وسلم وضح الربا وبينه، فإذا بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو المطعوم المكيل بالمطعوم المكيل، كالرز والحنطة والتمر والملح وأشباه ذلك، فلا بد من شرطين: التماثل، والتقابض، وزناً بوزن، مثلاً بمثل، يد بيد في الذهب والفضة، وفي التمر والشعير والذرة والحنطة ونحو ذلك لا بد كيلاً بكيل، متساوي يداً بيد، في المجلس، قبل التفرق، فإن فعل خلاف ذلك فهو الربا، فإذا بعد هذا بذهبٍ أرجح منه ربا، أو فضة بفضة أرجح ربا، أو باع صاعاً من التمر بصاع ومد أو بصاعين من التمر ربا، أو صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة ربا، أو صاعاً من الشعير بصاعين من الشعير ربا، أو صاعاً من الملح بصاعين من الملح ربا. لا بد من التماثل، إذا كان النوع واحد، صاع بصاع، صاعين بصاعين إذا كان النوع واحد، تمر بتمر، حنطة بحنطة، شعير بشعير، ملح بملح، ذرة بذرة، لا بد من التماثل والتقابض، صاع من الأرز من أي نوع بصاعٍ مثله سواء كيلاً بكيل، يداً بيد لا بأس، صاعاً من التمر بصاع من التمر ولو اختلف النوع، صاع من التمر بصاع من التمر يداً بيد، يعني يتقابضاه في المجلس لا بأس، وهكذا جنيه بجنيه ذهب، ولو اختلفت السكة والعملة إذا كان وزنهما واحدا، فلا بأس، إذا كان وزنهما واحداً يداً بيد تقابضا في المجلس فلا بأس، أو سلعةٍ من الذهب بسلعةٍ من الذهب وزنهما واحد وليس فيهما خلط، ذهب محض مع ذهب محض وزنهما واحد وتقابضا في المجلس فلا بأس، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا اختلف الجنس فلا بأس بالتفاضل، لكن يداً بيد، مثل جنيه بعشرين درهم، بأربعمائة درهم، بألف درهم يداً بيد لا بأس، في المجلس قبض، مثل صاع تمر بصاعين شعير، أو صاعين حنطة أو صاعين ملح، أو صاعين ذرة يداً بيد لا بأس، ولو كان هذا أكثر من هذا؛ لأن الجنس مختلف، لكن لا بد يقبض، صاع تمر بصاعين من الرز يداً بيد، صاع تمر بصاعين من الذرة يداً بيد لا بأس به، صاع تمر بصاعين من الملح يداً بيد لا بأس، وهكذا العُملة الموجودة لما ترك الناس الذهب والفضة وعملوا بالعُمَل الموجودة، الأوراق الموجودة مثل الذهب والفضة، إذا باع دراهم سعودية بدراهم سعودية مثلاً بمثل يداً بيد، خمسمائة قطعة واحدة بخمسمائة من ذوات العشرة أو ذوات المائة يداً بيد فلا بأس، يداً بيد، قطعة من ذوات المائة سعودي بمائة من ذوات الريال أو من ذوات الخمسة أو من ذوات العشر يداً بيد فلا بأس؛ لأنها متماثلة ويداً بيد، أو مائة دولار بمائة دولار وإن اختلفت الأحجام، مائة دولار بمائة دولار يداً بيد، مائة دينار أردني بمائة دينار أردني، أو مائة جنيه مصري بمائة جنيه مصري يداً بيد لا بأس، فإذا اختلفت فلا بأس بالتفاضل، مثل: مائة ريال سعودي بخمسين دولار أمريكي يداً بيد؛ لأن العملة مختلفة، أو مائة دولار أمريكي بمائتين جنيه مصري يداً بيد لا بأس، المقصود إذا اختلفت العملة جاز التفاضل، لكن يداً بيد، أما إن كانت العملة واحدة، ريال سعودي بريال سعودي فلا بد من أمرين: التماثل والتقابض في المجلس.

 

 
5- هل ما يسمى بالجمعية والتي يدفع كل فرد منها مبلغ يقبضه الآخر مرة واحدة، وهكذا يدور على كل واحدٍ في الجمعية، هل فيه ربا؟
الصواب لا بأس به، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بأنه لا حرج في ذلك إذا اتفقوا على أمرٍ بينهم، كل واحد يأخذ ألفين إذا جاء الدور، أو كل واحد يأخذ ثلاثة أو عشرة لا بأس، سواءً رجال أو نساء، لأنه قرض ما فيه زيادة، ما فيه تفاضل، بل المثل بالمثل.

 

 
6- المرأة التي تصطحب زوجها كمحرم لها، وهي تعمل مثلاً في بلد وهو معها، وغالباً هو لا يعمل لعدم وجود فرصةٍ له في العمل، هل يكون في ذلك قلب للقوامة، قوامة الرجال على النساء، وهل يجوز ذلك أم لا؟
لا حرج في ذلك، إذا كان معها محرماً لها وهي العاملة وهو لا يعمل كالعكس لو ذهبت معه وهو يعمل وهي ما تعمل، الله أباح العمل للجميع، فإذا تيسر لها عمل كتدريس أو طب وهو لم يتسر له ذلك فلا بأس أن يساهم معها محرماً لها ومعيناً لها على هذا العمل والمصلحة لهما جميعاً.

 

 
7- فضيلة الشيخ: هل الصيام بعد خمسة عشر من شعبان حرام أو مكروه؟ نرجو منكم الإفادة؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) وهو حديث صحيح، فالذي ما صام أول الشهر ليس له أن يصوم بعد النصف لهذا الحديث الصحيح، وهكذا لو صام آخر الشهر ليس له ذلك من باب أولى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه)، الذي له عادة لا بأس، إذا كان عادته يصوم الاثنين والخميس فلا بأس أن يصوم، أو عادته يصوم يوماً ويفطر يوماً لا بأس، أما أن يبتدئ الصيام بعد النصف من أجل شعبان هذا لا يجوز، أما لو صام بدءً من أربعة عشر أو من خمسة عشر أو من ثلاثة عشر...... فلا بأس لأنه أكثره، إذا صامه كله أو أكثره فلا بأس، أما كونه يفطر النصف الأول ثم يبتدئ هذا هو المنهي عنه.

 

 
8- هل مانع الحمل أو أي نوع من أنواع موانع الحمل الطبية لمدة سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات حرام، أو مكروه، أو مباح؟ وضحوا لنا الأمر، جزاكم الله خيراً؟
على حسب الحاجة إلى ذلك، إذا دعت الحاجة إلى ذلك لمرض بالمرأة أو لأسباب أخرى تبيح لها أخذ موانع الحمل لا بأس، مثل كونها ترضع وإذا حملت حصل ضرر على الرضيع. فالمقصود أنه إذا كان عذر شرعي إما لكثرة الصبية وتعبها، أو لأن الصبي يتضرر بلبنها وهي حامل، أو لمرض بها هي يضرها الحمل بتقرير الأطباء الثقاة، فلا حرج في ذلك، أما أن تتعاطى موانع الحمل للترفه فلا يحوز، أو لخوف من يقوم بالخدمة أو النفقة هذا سوء ظن لا يصلح.

 

 
9- هل يعرف الميت أخبارنا، وكيف ذلك إذا كان يعرفها، وهل يسمعنا إذا ذهبنا إلى مكان القبر وكلمناه؟
هذا فيه تفصيل، أما كونه يسمع أخبارهم على الإطلاق فلا، يقول الله سبحانه: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى.. (80) سورة النمل، ويقول سبحانه: ..وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) سورة فاطر، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، ومن ذلك السمع ينقطع، إلا ما جاء به النص، يعني هو مستثنى، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الميت إذا انصرفوا عنه فإنه يسمع قرع نعالهم)، هذا جاء به النص، كونه يسمع في قبره الملك إذا سأله من ربك؟ من دينك؟ هذا جاء به النص، أما كونه يسمع أخبارهم في بيوتهم، لا، لا دليل عليه، ولا يعلم أخبارهم ولا يسمعها، أما من جاء يسلم عليه فهذا فيه خلاف بين أهل العلم، وفيه أخبار جاءت فيها ضعف، أنه إذا سلم عليه من يعرفه رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام، هذا قول له قوة، ومن هذا: الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من أحدٍ يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام)، فهذا قول قوي، إذا سلم عليه من يعرفه في الدنيا وكونه ترد عليه روحه حتى يرد السلام قول قوي، ولكن الأحاديث في صحتها نظر، فيها ضعف، فيقال: يمكن هذا، الله أعلم يمكن، إن صحت الأخبار؛ لأن الأخبار فيها ضعف. 

 

 
10- سمعت بأن الإنسان لا يصله ثواب قراءة القرآن إلا إذا كان من ابنه أو ابنته، وهل هذا يعني بأننا إذا قرأنا القرآن أو آية منه ووهبت ثواب ذلك إلى إنسان ميت أم حي لا يصل هذا الثواب، وهل أؤجر على ذلك؟
الصواب أن القراءة لا تصل إلى الأموات، ذكر أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله أن هذا لا يجوز بلا نزاع، أخذ الأجرة على مجرد القراءة، وأنها لا تصل إلى الموتى؛ لأنه ما قرأ لله وإنما قرأ للأجرة، وهكذا لو قرأ بدون أجرة لا تصل لعدم الدليل، فلا يصل إلى الموتى إلا ما جاء به الدليل، لأن هذه العبادات توقيفية ليس للرأي فيها مجال، وقد جاءت النصوص دالة على أن الصدقة تنفع الميت، وهكذا الدعاء، وهكذا الحج عنه والعمرة، وقضاء دينه، أما كونه يقرأ إنسان له أو يصلي له هذا ما عليه دليل، والأصل أنه لا ينتفع بذلك إلا بدليل، وهذا هو الأرجح، أنه لا يشرع لأحد أن يقرأ لأحد من الموتى أو يصلي له أو يصوم له، إلا إذا مات وعليه دين الصوم فإنه ينفع قضاء الدين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه)، إذا مات وعليه صوم من رمضان ما قضاه أو كفارة وقضى عنه غيره ينفعه، أما يصلي له تطوع أو يصوم له تطوع فهذا لا دليل عليه، أو يقرأ هذا لا دليل عليه، وإنما ينتفع الميت بما جاءت به النصوص، بالدعاء، بالصدقة عنه، بالحج عنه، بالعمرة عنه، بقضاء دينه، هذا كله جاءت به السنة، يلحق الميت، أما إنسان يقرأ له ولده أو غيره يُثوِّب له هذا ما عليه دليل، وينبغي تركه. 

 

 
11- المعروف أن سورة التوبة لا يقرأ في أولها لا الاستعاذة ولا البسملة، هل هذا يعني أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بعد الآية الأولى أم لا؟
جمع الصحابة رضي الله عنهم في عهد عثمان في المصحف لم يكتبوا سطر بسم الله، بين الأنفال وبين براءة، لأن عثمان والجماعة شكُّوا هل هي منها أو منفصلة، هل الأنفال وبراءة سورة واحدة أو سورتان؟ فلهذا لم يكتبوا سطر: (بسم الله الرحمن الرحيم) بينهما، فإذا بدأ الإنسان في التوبة يتعوذ بالله من الشيطان فقط، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويكفي، في أولها قبل أن يقول: (براءة من الله)، لقول الله جل وعلا: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) سورة النحل، أما إذا كان متصلاً، قرأ الأنفال ثم بدأ ببراءة ما يحتاج أن يتعوذ ولا يقول شيئاً؛ لأنهه متصلة القراءة، قرأ من الأنفال ثم شرع في التوبة، ليس هناك حاجة إلى بسملة ولا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنها لم تشرع فيها التسمية وهو الآن مستمر في القراءة ليس بمبتدئ، لكن إذا بدأ بالتوبة، بدأ التلاوة بالتوبة يبدأ بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

 

 
12- الذي ينام وهو جنب دون أن يغتسل ودون أن يتوضأ، فما الحكم في ذلك؟
مكروه، السنة أن يتوضأ، أقل شيء يتوضأ، السنة أن يتوضأ ثم ينام، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى أهله يغسل فرجه ويتوضأ ثم ينام عليه الصلاة والسلام، وربما اغتسل قبل ذلك، فإن اغتسل فهو أكمل، وإن نام واغتسل آخر الليل فلا بأس؛ كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن ينام بدون وضوء وبدون غسل فهذا مكروه، وقد سأل عمر -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (توضأ ثم نم)، قال: أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: (إذا توضأ فليرقد). فالأصل إن يتوضأ ثم يرقد، فالمقصود أنه يشرع للمؤمن إذا فرغ من حاجته أن يتوضأ، يغسل فرجه ويتوضأ وضوء الصلاة ثم ينام، وإن اغتسل كان ذلك أكمل، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا وهذا، ربما اغتسل قبل أن ينام، وربما توضأ ونام ثم اغتسل آخر الليل عليه الصلاة والسلام.

 

 
13- هل كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم بالجسد والروح، أم بالروح فقط؟
كان الإسراء بالجسد والروح جميعاً، عليه الصلاة والسلام، أسري بجسده وروحه، من مكة إلى الشام إلى سوريا، ومنها إلى السماء عرج به إلى السماء حتى جاوز السبع الطباق، حتى جاوز السماء السابعة، وانتهى إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام، وكلمه ربه وفرض عليه الصلوات الخمس سبحانه وتعالى، فالمقصود أنه أسري بروحه وجسده من مكة إلى الشام، ثم عرج به من الشام إلى السماء بروحه وجسده عليه الصلاة والسلام، هذا هو الصواب الذي عليه عامة أهل العلم، والقول بأنه بالروح قول شاذ مخالف للآية الكريمة وللأحاديث الصحيحة.

 

 
14- إذا خطب مني شخص ابنتي، وقيل لي: بأن هذا الخاطب محافظ على الصلوات تماماً في جميع أوقاتها، فهل أكتفي بهذا في قبوله زوجاً، أم أن هناك أموراً أخرى أسأل عنها، مثل: شرب الدخان، سفره مع أصحابه، وغير ذلك؟
الاحتياط والسؤال عن سيرته وأعماله وجلسائه حتى تكون على بينة وإلا فالمحافظة على الصلوات علامة خير لكن قد يكون هناك عنده أشياء أخرى فإذا سألت عنه سؤالاً تاماً كان ذلك أكمل وأفضل احتياطاً للأمانة التي عندك من بنت أو أخت أو نحوها لأنها أمانة فيجب عليك أن تحتاط لها ولا سيما في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل واختلط فيه المسلمون بالكفار والعصاة بالأبرار فالواجب على الولي أن يحتاط ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، كيف يمكن ترضاه دينه وخلقه وأنت ما سألت عنه فالاحتياط طيب، مجرد حضوره للصلاة هذا يكفي وإن كان ذلك علامة خير وعلامة هدى ولكن الاحتياط أن تسأل عن سيرته أيضاً فهذا أكمل.

451 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply