حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز

1- كيف أستطيع أن أتفقه في القرآن الكريم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: فإن التفقه في القرآن من أعظم العبادات، ومن أفضل القربات، ومن أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة؛ لأنه كتاب الله فيه الهدى والنور، من اتبعه واستقام على ما فيه فله السعادة والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، ومن حاد عنه هلك، يقول الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.. (9) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص، ويقول سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام، والتذكر والتفقه فيه يكون بالتدبر والتعقل وجمع الآيات بعضها إلى بعض، إذا كانت بمعنى واحد، حتى يفهم القارئ مراد الله عز وجل، فإذا كان يتدبر فيما يتعلق بالصلاة درس الكثير من آيات الصلاة وتفقه فيها حتى يفهم المعنى وحتى يعمل به، وهكذا آيات الزكاة وهكذا آيات الصيام، الحج، آيات البيع والربا، آيات متعلقة بقصص الأنبياء، في أمر الجنة والنار إلى غير ذلك، يتدبر ويتعقل ويجمع قلبه حين يقرأ وحين يتدبر، ويراجع ما جاء في الأحاديث الصحيحة في معنى الآية، من كتاب تفسير ابن كثير وابن جرير رحمه الله، أو ابن العربي رحمه الله، أو غيرهم من أهل أئمة التفسير؛ حتى يستعين بالأحاديث الصحيحة وبكلام أهل العلم على فهم القرآن العظيم والتفقه فيه. ولا يجوز أن ينقل عن القرآن ما لم يتحققه ويطمأن قلبه إلى أنه هو المعنى؛ لأن القول على الله بغير علم أمره عظيم وخطير وهو من أقبح المحرمات، والواجب على المؤمن والمؤمنة عند التدبر في القرآن: العناية بذلك والاستكثار من ذلك والتثبت والاستعانة بكلام أهل التفسير؛ وما جاء من الأحاديث في معنى الآية؛ حتى يكون الفقه على أصول مستقيمة ثابتة؛ وحتى يكون المتثقف بعيداً عن الخطأ والضرر في ذلك. بلغكِ الله التوفيق، ومنَّ علينا وعليكِ بالفقه في الدين والثبات عليه.  
 
2- إذا سمعت الأذان وأنا في صلاة هل أردد مع المؤذن؟
إذا سمعت الآذان وأنت في الصلاة فلا تجيبيه؛ لأنك مشغولة بالصلاة، وإنما يجيب المؤذن من كان خارج الصلاة.
 
3- ما هي أطول مدة لختم القرآن الكريم؟
ليس له مدة محدودة، وأحسن ما يفعل في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص لما سأله عن كيفية قراءة القرآن؟ وأخبره عبدالله أنه يختم في كل يوم ويصوم الدهر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم ويفطر، وأن ينام ويقوم، وأن يختم في كل شهر قائلاً: (إن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، فأعطِ كل ذي حق حقه) واستزاده عبدالله فانتهى معه إلى أسبوع، قال: اقرأه في كل أسبوع كل سبعة أيام، فأفضل ما يقرأه في سبعة أيام، وإن زاد فلا حرج، في شهر في عشرين في أكثر، وأقل ما يقرأه في ثلاثة أيام كما في الحديث، لا يتفقه في القرآن أو (لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث) أو كما قال عليه صلاة والسلام، فإذا اعتاد الإنسان أن يقرأه في سبع كما كان كثير من الصحابة يفعلون ذلك كانوا يحزبونه سبعة أحزاب، ويختمون كل أسبوع، هكذا كان جمع من صحابة رضي الله عنهم، يوم البقرة وآل عمران والنساء، واليوم الثاني المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة، وهكذا، حتى يكملوا ..... ثلاثاً خمساً سبعاً تسعاً إحدى عشرة ثلاثة عشرة، والحزب السابع حزب المفصل (ق، والقرآن المجيد) إلى آخره، هذا من عمل جملة من الصحابة وهو عمل طيب، وفيه تيسير وعدم مشقة، وإن قرأه في شهر أو في عشرين يوم أو في أكثر فله أجر، والحمد لله.  
 
4- إذا أردت أن أحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان، متى أبدأ؟
بعد صلاة العشاء، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره). هذا هو الأفضل إذا تيسر له ذلك، وإن نام بعض الشيء ليتقوى فلا بأس، أما من قدره الله على إحيائها فذلك سنة وقربى. يعني بالصلاة والقراءة والدعاء والاستغفار. يقول المعلق: هل تتفضلون بذكر التاريخ لعلها تقصد هذا سماحة الشيخ؟ ج/ السنة إحياء ليالي العشر كلها، هذا السنة، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس عشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء، وهي متأكدة لأنها أرجى لليلة القدر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في كل وتر) وفي بعض الروايات: (التمسوها في العشر الأواخر)، لكن الأوتار أرجى الليالي إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، وخمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة والعشرون. إذا العشر الأواخر تبدأ من إحدى وعشرين.  
 
5- إذا أفطرت الأيام الستة من شوال، ثم أردت أن أصومها في نفس الشهر، فمتى يبدأ، هل هناك تاريخ معين؟
كل شوال محل صوم، والأفضل البدار فيها قبل العوائق، سواء متتابعة أو مفرقة، وإن صامها في آخر الشهر أو وسطه فلا بأس، الأمر واسع، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) ولم يحدد أوله ولا أوسطه ولا آخره –عليه الصلاة والسلام-، لكن البدار أفضل؛ لقول الله عز وجل عن موسى: ..وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) سورة طـه، ولقوله سبحانه وتعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ.. (133) سورة آل عمران، ولقوله جل وعلا: ..فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ.. (148) سورة البقرة.  
 
6- متى تبدأ النية للصيام؟ وهل تشترط في كل ليلة؟
النية تبدأ في الليل ولو في آخر الليل، ولو ما نوى إلا في آخر الليل لا بأس، فالنية لا بد منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، فلا بد منها في كل ليلة على الصحيح، إلا في النافلة فلا يشترط ذلك، لو أصبح لم ينو الصيام لكن ما أكل ولا تعاطى مفطراً ثم أراد أن يصوم نافلة فلا حرج؛ لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أعندكم شيء؟) قلنا: لا، قال: (فإني إذن صائم)، فصام من أثناء النهار عليه الصلاة والسلام نافلة. إذن النية في الصيام تختلف عن النية في الفريضة؟ ج/ نعم، النافلة لا بأس من أثناء النهار، إذا كان ما تعاطى مفطراً في أول النهار، وأما في الفرض لا بد من أن يبيتها؛ لقول صلى الله عليه وسلم في حديث حفصة: (لا صيام لمن لم يبيته من الليل) وفي اللفظ الآخر: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) فالتبييت معناه نية الصيام في الليل، يعني ولو في آخر الليل.  
 
7- أنا أحب المساجد، أحبها كثيراً؛ لأنها بيوت الله، ولكن لا أذهب إليها لأنني امرأة، والمرأة غير مستحب لها ذهابها إلى المساجد، فهل أكون مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؟
يرجى لكِ ذلك؛ لأنكِ أمرت شرعاً بأن بيتك أفضل، فأنت لولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للنساء البيوت لسارعتِ إلى المساجد لحبك للمساجد، فالمعذور كالمريض والمقعد ونحو ذلك إذا كان نيته الصلاة في المسجد يحب الصلاة في المسجد لولا العذر هو مع المصلين في الأجر، وهكذا النساء اللاتي يحببن الصلاة في المساجد لولا أن الله شرع لهن الصلاة في البيوت هن مع المحافظين على الصلاة في المساجد في الأجر، وفي كونهن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله لأنهن يرغبن في ذلك لولا أن الله شرع لهن الصلاة في البيت، ومن أدلة ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم)، فأعطاه الله أجر الصائمين وهو لم يصم لأنه منعه المرض والسفر، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعت وادياً إلا وهم معكم) وفي لفظ: (إلا شركوكم في الأجر) قالوا: وهم في المدينة؟! قال: (وهم في المدينة، حبسهم العذر) وفي لفظ آخر: (المرض)، فهذا يدل على أن الممنوع شرعاً من فعل الشيء وهو يحب أن يفعله لولا العذر أنه مع العاملين وله أجر العاملين.  
 
8- توفي لي أخ شاب مطيع لله ومؤمن، قُتل، لكنه قتلٌ غير عمد، إذ أراد أن يبعد السلاح عن صديقه فأصابته وتوفي، فهل هو شهيد، علماً أنه قتل خارج بلدته وبعيداً عن أهله؟
ترجى له الشهادة؛ لأنه لم يتعمد قتل نفسه، فأشبه المقتول ظلماً، وهو المقتول خطأ.  
 
9- عندي وبجواري عجائز، وهن من أقاربي، ولكنهن ليس من محارمي، وأذهب إليهن لأزورهن وأساعدهن في بعض ما يحتجن إليه، لكني عند دخولي عليهن أصافحهن أو أسلم على رؤوسهن، فما حكم الشرع في ذلك، وهل يحق لي زيارتهن والحال ما ذكر؟
أنت مأجور في الإحسان إليهن وقضاء حوائجهن، جزاك الله خيراً، لقول الله سبحانه: ..وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ.. (36) سورة النساء، فأمر بالإحسان إلى الجار القريب وغير القريب، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) وفي اللفظ الآخر: (فليحسن إلى جاره) وقال عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، فنوصيك بالاستمرار في هذا العمل الطيب والإحسان إليهن، ولكن لا تصافحهن، ولا تقبل رؤوسهن، بل يكفي السلام والكلام والمساعدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) ولقول عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام) ولو كان يصافح العجائز لنقل؛ ولأن الإنسان قد يفتن بالعجوز، قد تكون جميلة، وقد تكون ذات صوت رخيم، وقد تكون، المقصود أن كل ساقطة لها لاقطة، قد تقع فتنة، فالسنة والواجب أن لا تصافحهن ولا تقبل رؤوسهن، ولكن بالكلام الطيب والسلام والإحسان إليهن بقضاء حوائجهن والصدقة عليهن إن كن محتاجات. وهناك أمر آخر وهو الخلوة ليس لك الخلوة بواحدة منهن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) وهذا يعم الكبيرة والشابة، لكن إذا كن اثنتين فأكثر فلا بأس.  
 
10- لقد كان عندي طفل صغير، وأصيب بمرض الحصبة، ووصف بعض لي الناس دواءً شعبياً، فعلمت ذلك الدواء، وهو خليط من البلح والدخن والثوم، ثم إني أسقيته للطفل، وأثناء عملي ذلك خرج الماء من أنفه، ثم إنه توفي في اللحظة‍‍، وأنا من تلك اللحظة أعاني كثيراً وأقول: أنا السبب في موته، وأنا على يقين بأن المميت هو الله، ولكن لكل شيء سبباً، فأنا كنت السبب في موته، فهل علي ذنب في موته، أم أني بريئة من ذنبه؟ وفي حيرة من أمري حتى تفيدوني وتحلوا قضيتي،
إذا كانت التي وصفت هذا الدواء امرأة معروفة بالعلاج، وأنها ناجحة في علاجها مجربة فلا شيء عليك، أما إن كانت غير معروفة بالعلاج غير معروفة بنجاح في علاجها فعليك الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصومين شهرين متتابعين، ستين يوماً، ونسأل الله أن يجبر مصيبتكِ وأن يغفر ذنبكِ، المقصود إن كانت المرأة التي وصفت العلاج امرأة معروفة بالطب والعلاج ناجحة ومجربة ثقة فلا شيء عليك إذا كنت فعلت ما قالت فقط، ولم تزيدي شيئاً، إما إن كانت غيرت ولم تلتزمي بما قالت، أو كانت غير معروفة بالعناية بالعلاج وغير معروفة بالنجاح في العلاج فأنت السبب، وعليك الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة ذكر أو أنثى، فإن لم يتيسر ذلك فصيام شهرين متتابعين ستين يوماً، وعليك الدية على العاقلة على العصبة إن طلب الورثة الدية، وإن لم يطلبوا فلا شيء عليك، ولا شيء في ذلك، إنما المهم الكفارة.  
 
11-  عند الوضوء دائماً أنسى البسملة في بدايته، مع علمي بصحة الحديث في ذلك، فما حكم الوضوء وبالتالي الصلاة في ما مضى؟
الوضوء صحيح والصلاة صحيحة، والحمد لله؛ لقول الله عز وجل: ..رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا.. (286) سورة البقرة، فليس عليك حرج، حتى ولو تُركت عمداً؛ لأن أكثر العلماء على أنها سنة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة مع الذكر أما مع النسيان ... والحمد لله، أو مع الجهل، فالصلاة صحيحة، والحمد لله، والوضوء صحيح كذلك.  
 
12- ما حكم استعمال زيت الشعر وهو يمنع وصول الماء أثناء الوضوء، وأنا أترك خصلة شعر جانب كل أذن دون وضع الزيت عليها حتى أمسح بالماء، فما الحكم في ذلك؟
يُمسح عليه ولا حرج، كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يمسحن على ما يكون في الرؤوس من .... ولا حرج في ذلك، والحمد لله، يمسح عليه الماء مع الأذنين ويكفي، والحمد لله.  
 
13- أقوم بوضع الكريم على وجهي لحدوث بعض الجفاف به، فهل يلزم أن أغسل وجهي بالصابون حتى أتأكد من وصول الماء إلى البشرة؟
الكريم لا يمنع الماء، الكريم مثل الدهن الخفيف، معروف، لا يمنع ولا يحتاج إلى غسل الصابون، فالماء يتصل بالبشرة ولا يمنعه الكريم وأشباهه. 
 
14- إلى أي وقت بعد الأذان يعتبر الإنسان مؤخراً للصلاة، أرجو التحديد بالساعة إذا أمكن؟
عليكِ أن تراعي التقويمات التي تصدر من وزارة الأوقاف حتى تعلمي أول الوقت وآخره، في تقويم يصدر إذا كنت في المملكة راعي التقويم واعملي به، تعرفي أول الوقت وآخره، كله موضح في التقويم بالساعات، فأنتِ لاحظي ذلك، والحمد لله. أما بالتوقيت الذي وضحه النبي صلى الله علي وسلم: فالظهر يدخل من زوال الشمس، إذا زالت الشمس، ويستمر إلى أن يصير ظل كل شيء مثله سوى فيء الزوال، كل هذا للظهر، والأفضل أن تصلي في الوقت، الأفضل أن تؤدى الصلاة في أول الوقت هذا هو الأفضل، إلا في شدة الحر، فالأفضل التأخير في الظهر حتى ينكسر الحر. والعصر يبدأ إذا صار ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال دخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس، والأفضل أن تؤدى الصلاة في أول الوقت والشمس مرتفعة بيضاء نقية، هذا هو الأفضل. والمغرب يبدأ بغروب الشمس إذا غابت، ويستمر إلى غروب الشفق، وهو الحمرة التي في جهة المغرب يقال لها: الشفق الأحمر. فإذا غاب الشفق الأحمر دخل وقت العشاء، ويتسمر إلى نصف الليل، كله وقت العشاء، فلا يجوز التأخير إلى بعد نصف الليل. والفجر يبدأ بطلوع الفجر الساطع الذي ينتشر في الجو في الجهة الشرقية ينتشر، يقال له: الفجر الصادق، الذي ينبسط في الجهة الشرقية، ويستمر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس خرج وقت الفجر، هذا التوقيت الشرعي، وبالساعات يذكر في التقويم.  
 
15- كيف يفعل المسبوق بركعة أو ركعتين في العشاء أو المغرب، هل يقرأ سراً أم كيف يعمل؟
إذا سُبق بركعة، إذا سلم الإمام يقوم ويأتي بالركعة التي سُبق فيها، ويقرأ فيها الفاتحة فقط، هذا هو الأفضل؛ لأن ما يقضيه هو آخر صلاته، وما أدركه مع الإمام هو أول صلاته، هذا هو الصحيح: ما أدركه المسبوق هو أول صلاته، وما يقضيه هو آخر صلاته، فإذا كان فاته ركعة من العشاء أو المغرب أو الفجر فإنه إذا سلم الإمام يقوم ويأتي بالركعة التي بقيت عليه، والسنة يجهر بالقراءة، في المغرب والعشاء يقرأ الفاتحة فقط وإن قرأ زيادة فلا حرج، سراً، أما في الفجر فهي جهرية، فيقرأ جهراً في الركعة التي يقضيها، الفاتحة والزيادة معها، كما يقرؤها لو كان معه، كما كان يقرؤها لكنه في حال قضائه ليس مع الإمام، فيقضيها ويقرأ مع الفاتحة ما تيسر جهراً، لا يؤذي من حوله.  
 
16- ما هي الأذكار الصحيحة داخل الصلاة وبعد التسليم؟
داخل الصلاة: المشروع له الاستفتاح في أولها بعدما يكبر يقول: الله أكبر، التكبيرة الأولى، ويدرك سنة تكبيرة الإحرام يستفتح مثلما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، هذا يسمى الاستفتاح وهو أخصرها، ومن ذلك ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)، وهناك استفتاحات أخرى صحيحة موجودة في كتب الحديث: في المنتقى، وبلوغ المرام، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، إلى غير ذلك، لكن هذان الاستفتاحان من أخصر الاستفتاحات. ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الفاتحة -الحمد-، ثم يقرأ ما تيسر معها إن كان إماماً أو منفرداً، أو مأموماً في السرية مثل الظهر والعصر، وإن كان مأموما في الجهرية قرأ بالفاتحة فقط وسكت، ينصت لإمامه، يستمع للإمام، وإذا كبر للركوع يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، يكررها ثلاثا أو أكثر، والواجب مرة، يقول: سبحان ربي العظيم، مرة واحدة، هذا الواجب والتكرار مستحب، ويقول مع ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مستحب أيضاً، ويقول: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) هذا مستحب أيضا في الركوع والسجود، وإذا رفع وكان إماما أو منفردا يقول: سمع الله لمن حمده، وإن كان مأموما يقول: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد) وإن زاد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد كان أفضل كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا اقتصر على ما تقدم وملئ ما شئت من شيء بعد ، كان بها والواجب ربنا ولك الحمد أو اللهم ربنا ولك ا لحمد والبقية سنة أو مستحب. وهكذا السجود بعد أن يكبر للسجود يقول سبحان ربي الأعلى وفي الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، ويقول مع هذا سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ويدعو في السجود ما تيسر يدعو ، مشروع في السجود الدعاء ومنها اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره علانيته وسره يقول النبي صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم وفي حديث يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم ويدعوا مع ما يسر الله له من خيري الدنيا والآخر في السجود في الفرض والنفل للحديثين المرفوعين. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى... 

384 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply