حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

12 / 50 محاضرة

حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل

1- كنت راع مع إبل في الصحراء، ومقبل على شهر رمضان، ونويت في الأول أن أصوم هذا الشهر، صمت اليوم الأول، وقابلتني فيه مشقة كبيرة، وأنا واقف في الشمس كما تعلمون- طول اليوم، وليس عندي ظلال، والذي أعمل عنده قال لي: أفطر!! وأنا رفضت ذلك وقلت له: لا بد أن أقضي هذا اليوم كله، وفي اليوم الثاني نويت أن أفطر بقية الأيام كلها، هل علي أن صوم شهرين متتابعين، أو أطعم ستين مسكيناً، أو أن أصوم الشهر وأطعم كل يوم مسكينا، وإذا لم أكن قادراً على الصيام وعلى صيام الشهرين المتتابعين أعمل شنو؟! لقد صمت عامين قبل ذلك، وأريد أن أؤدي هذه الفريضة، لكن ظروفي كما تعلمون؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الله جل وعلا في كتابه الكريم يقول سبحانه: ..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) سورة النساء، ويقول عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن. فإذا كنت مضطراً لهذا العمل وليس لك قدرة على تركه ولا يوحد هناك عمل آخر تستطيع معه الصوم وأنت مضطر إليه فلك أن تفطر وتقضي، إذا كنت تخشى على نفسك الهلاك أو المرض، أما إن استطعت أن تجد عملا آخر أو تستريح لأن عندك ما يقوتك فاسترح وصم، والحمد لله، أو تجد عملاً آخر فيه ظل فاترك هذا العمل، وعليك القضاء، لكن الشهر إذا أفطرته فعليك القضاء فقط، وإن كنت لم تقض حتى جاء رمضان آخر فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، إذا كنت أجلت القضاء بغير عذر شرعي من المرض والسفر فعليك القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم، وهو نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما، كيلو ونصف تقريباً، ولا حرج عليك، والحمد لله، لكن عليك أن تتقي الله وأن تحذر الإفطار إلا بعذر شرعي كالمرض أو السفر أو الضرورة التي لا تستطيع سواها، كأن تكون راعياً في الشمس، وليس لك ما يغنيك عن ذلك من مال ولا عمل آخر ولا تستطيع البقاء في الشمس. هنا علاج آخر وهو يمكن أن يكون معك خيمة بين الغنم أو ابن خيمة أو شراعاً إن استطعت ذلك، توجد ذلك بين الغنم وتجلس فيه حتى تسلم من الشمس وتستطيع الصوم. يقول المعلق: كأن يشدها على إحدى الإبل مثلاً؟ ج/ ممكن يعمل ما يستطيع، فاتقوا الله ما استطعتم. يقول المعلق أيضاً: وهذا الحكم له ولأمثاله من إخواننا الرعاة؟ ج/ نعم له ولأمثاله، الحكم واحد.  
 
2- قرأت في كتاب فقه الزكاة: أن المال إذا بلغ نصاباً وكان مقداره ألف دينار مثلاً ثم أصبح ألفاً وخمسين ديناراً عند حولان الحول عليه فإن ما زاد على النصاب يجب أن يزكى أيضاً حتى ولو لم يحل عليه الحول، فهل هذا صحيح؟
نعم هذا هو الصواب، الربح تبع الأصل، فإذا كان قبل الحول ألف دولار مثلاً وعند الحول قبل أن يتم الحول بأيام قليلة حصل فيه ربح خمسين أو أكثر فإن المال تزكيه الجميع، الربح تبع الأصل، وهكذا لو كان عنده تسع من الإبل وعند تمام الحول ولدت واحداً فصارت عشراً وجب عليه شاتان؛ لوجود الواحدة التي تمت بها العشر في آخر الحول، وهكذا أمثال ذلك، المقصود أن الربح والنتاج تبع الأصل، يزكى تبع الأصل، ولا يشترط فيه حول جديد.   
 
3- إنني قرأتها والكتاب الذي ذكرها يقول: إنها أحاديث، القول الأول: (الصدقة تقي مصارع السوء)، هل هذا حديث؟
ما أحفظه حديثاً، وإنما هو مشهور من كلام العلماء، ولا أحفظه حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يؤخذ من معاني الأحاديث، وأن الصدقة يدفع الله بها الشر، وقد جاء في حديث الحارث الأشعري أن يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام أمره الله أن يبلغ بني إسرائيل، ومن ذلك أنه قال: (آمركم بالصدقة، فإن مثلها كمثل رجل أسره العدو، قدموه ليضربوا عنقه وجعل يفتدي منهم نفسه بالقليل والكثير)، فدل على أن الصدقة تقي مصارع السوء.. تقي الشر.
   
   4- هناك قول أيضاً حول هذا الموضوع وهو: (أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء)، القول الثاني: (ناقل الكفر ليس بكافر)، (لايؤثر قارئكم على مصليكم) هذا هو القول الرابع الذي يسأل عنه؟
لا أعرف له صحة، لكن جاء في الحديث الصحيح حديث معاذ رضي الله عنه: (أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)، وجاء في حديث آخر في سنده ضعف: (إن الصدقة تدفع ميتة السوء، وتطفئ غضب الرب) لكن بسنده بعض الضعف. يقول المعلق: هل يشمل هذا الصغائر والكبائر، أم الصغائر فقط سماحة الشيخ؟ ج/ معروف عند العلماء أنها الصغائر بشرط اجتناب الكبائر؛ لقوله -تعالى-: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) سورة النساء، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تُغشَ الكبائر). والله المستعان. القول الثاني: (ناقل الكفر ليس بكافر)؟ ج/ صحيح، هذا من كلام العلماء وليس بحديث، لكن ناقله كأن يقول: قال فلان كذا، أن فلاناً سب الله، أن فلاناً سب الرسول، يكون هذا ليس بكافر، الكافر السابّ، أما من يخبر عنه فليس بكافر. (لا غيبة لفاسق)؟ ج/ كذلك من كلام العلماء، لكن معناها جاء في الحديث، الذي أظهر الفسق فلا غيبة له فيما أظهر خاصة، ومن هذا قول بعض العلماء: الذم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقاً ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر هذان بيتان جيدان. ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن عليه رجل قال: (ائذنوا له، بئس أخو العشيرة) فلما دخل انبسط له، فقالوا له بعدما خرج الرجل: يا رسول الله قلت فيه: بئس أخو العشيرة ثم انبسطت له بالكلام! فقال عليه الصلاة والسلام: (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره). يقول المعلق: سماحة الشيخ: مثل هذه الفوائد مثل هذين الذين تفضلت بذكرهما، أين يجدهما الباحث عن الجواهر؟ ج/ موجودان في (سبل السلام)، في باب الترهيب من مساوئ الأخلاق، في شرح حديث لما سئل النبي عن الغيبة، قال: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره)، في باب الترهيب من مساوئ الأخلاق، في آخر (البلوغ) في شرح الشيخ محمد بن إسماعيل (سبل السلام). يقول المعلق: وأمثال هذين البيتين أين يجدهما الباحث عن مثل هذه القواعد؟ ج/ يجدها في شروح الحديث عن الحديث الذي فيه النهي عن الشيء، أو في كتب التفسير إذا كانت في آية مثل: (ولا يغتب بعضكم بعضاً)، وما أشبهها، كتب التفسير. (لا يؤثر قارئكم على مصليكم) هذا هو القول الرابع الذي يسأل عنه؟ ج/ لا أعلم أنه حديث، لكن الأفضل أن القارئ لا يجهر بوجود مصلٍّ، يقرأ قراءة ما تؤذي المصلي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قوما في المسجد يجهرون بالقراءة فقال: (لا يجهر بعضكم على بعض كلكم يناجي الله).  
 
5- وأخيراً يسأل عن هذا القول: الجنة تحت أقدام الأمهات؟
هذا ورد فيه حديث لكن لا أعلم حال سنده الآن، إن شاء الله في وقت آخر نراجعه.
 
6- ما حكم زيارة قبر الميت في المناسبات -مثل الأعياد- وخاصةً النساء؟
الزيارة ليس لها حد محدود، زيارة القبور سنة في أي وقت ليل أو نهار في أي وقت، ليس لها حد محدود لا في يوم عيد ولا في غيره، متى تيسر يزورها، إذا تيسر للمؤمن الزيارة زارها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وكان يُعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي اللفظ الآخر: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) وكان يدعو لهم بالمغفرة. فالسنة الزيارة والدعاء لهم في أي وقت، ولكن النساء لا يزرن القبور، النساء يمنعن من زيارة القبور؛ لأن الرسول نهاهن عن زيارة القبور عليه الصلاة والسلام، بل لعن زائرات القبور، فالزيارة للقبور إنما هي للرجال، هذا هو الصواب، هذا هو الراجح من أقوال العلماء.  
 
7- هل ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن مجلس علم خير من قضاء سبعين ركعة، علماً بأني في بعض الأحيان أؤخر الصلاة حتى أتم الاستماع إلى حديث يلقى في الراديو؟
لا أعلم لهذا الخبر أصلاً، لكن حضور حلقات العلم ومجالس العلم فيها أحاديث أخرى، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) قيل: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: (حلق الذكر) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)، إلى غير هذا مما جاء في فضل حلقات العلم ومجالس العلم. لكن ليس لك أن تؤخر الصلاة من أجل سماع الحديث الديني في الإذاعة أو التلفاز أو غيرهما، بل يجب أن تبادر إلى الصلاة في الجماعة في المساجد حتى لا تفوتك، ليس لك أن تؤخر إلا إذا كنت مريضاً لا تستطيع الخروج إلى الصلاة، فلا مانع أن تؤخر بعض الشيء لفائدة علمية، لا تخرج عن الوقت، إنما تؤخر بعض الوقت، ولكنك تصلي في الوقت.  
 
8- من المعروف أن الصائم إن أكل ناسياً فليس عليه شيء، هل هذا ينطبق فقط على الصوم المفروض أم على الصوم بشكل عام؟
على الصوم بشكل عام، الفرض والنفل، رمضان أو غيره، إذا أكل ناسيا أو شرب ناسيا فصومه صحيح، والحمد لله.  
 
9- ما حكم قص الشعر للفتيات بقصد الزينة لا بقصد التشبه بالرجال؟
لا حرج في ذلك إذا كان بقصد الزينة والتجمل، ليس بقصد التشبه بالرجال ولا التشبه بالكافرات، وإذا كان لها زوج فلا بد من إذنه.
 
10- هل يجوز البناء على الميت كالبيت مثلاً، ولعله يقصد القبر سماحة الشيخ؟
البناء على القبور لا يجوز مطلقاً، بل ذلك من أسباب الشرك ومن ذرائع الشرك، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وثبت في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه)، فلا يجوز البناء عليه لا قبة ولا حُجرة ولا مسجد ولا غير ذلك، ولا يقعد عليه، ولا يجصص، ولا يجعل عليه الستور والأطياب، كل هذا منكر ومن وسائل الشرك. فالواجب الحذر من ذلك، والواجب على المسلمين في كل مكان أن يحذروا هذا العمل السيئ الذي انتشر في بلدان كثيرة، ومدن كثيرة، فالواجب هدم المساجد التي على القبور إذا كانت بنيت عليها، والقباب التي على القبور تهدم وتزال، هذا الواجب على الدول الإسلامية أن يزيلوها، وتكون القبور مكشوفة ليس عليها شيء، أما إن كان القبر جديداً هو الذي دفن في المسجد والمسجد قبله، أي المسجد قديم، فإنه ينبش القبر ويخرج إلى المقابر، يدفن مع المقابر ولا يكون في المسجد، بل يجب أن ينبش وأن ينقل رفاته إلى المقابر العامة، ويبقى المسجد سليما يصلى فيه. أما إن كان القبر قديما وبني المسجد عليه فإنه يهدم المسجد، ولا يجوز بقاؤه، فيجب على رؤساء الدول الإسلامية والمسئولين أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يمنعوا الناس من الشرك وذرائعه، فإن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر، وبناء المساجد على القبور بدعة ومن أسباب الشرك؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ولما قالت له أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما: إنهما رأتا في أرض الحبشة صورا في بعض الكنائس، قال صلى الله عليه وسلم في حق النصارى: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور) ثم قال: (أولئك شرار الخلق عند الله)، فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب أعمالهم وهي البناء على القبور واتخاذ الصور عليها. فالواجب على الحكومات الإسلامية، وعلى جميع العلماء أن يسعوا في إزالة هذه الأبنية التي على القبور، من المساجد والقباب وغيرها، وأن تكون القبور بارزة مكشوفة ليس عليها بناء، ولا مانع من رفع القبر قدر شبر يجمع ترابه، حتى يعرف أنه قبر، ويكون له لحد ويكون التراب الباقي يجمع على القبر حتى يكون فوقه علامة على أنه قبر، وعليه نصائب __ ونحوه حتى يعرف أنه قبر، أما البناء فلا يبنى عليه لا مسجد ولا غيره ولا قبة ولا غيرها، ولا يجوز أن يدعى صاحب القبر ويقال: يا سيدي أو يا فلان يا أبا عبدالله أو يا محمد أو يا فلان اغفر لي أو انصرني أو اشف مريضي أو أنا في جوارك، ولا يقال: يا رسول الله ولا يا أبا بكر ولا يا سيدي البدوي ولا سيدي الحسين ولا سيدي عبد القادر ولا غيرهم، لا يجوز هذا كله؛ بل هو من الشرك الأكبر، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر، فلا يدعى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة ولا غيرهم، ولا من العلماء، بل هذا من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وقد كانت الجاهلية يعظمون القبور ويدعونها من دون الله ويستغيثون بأهلها فنهى الله عن ذلك، وحرم ذلك على المسلمين، قال عز وجل: ..فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون، وقال -عز وجل-: ..ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ* إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ.. (13-14) سورة فاطر، فسماه شركاً سبحانه وتعالى. فدعاء الأموات وسؤالهم الشفاعة أو النصر على الأعداء أو شفاء المرضى أو النذر لهم أو الذبح لهم كل هذا من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله، والله -سبحانه- يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ.. (23) سورة الإسراء، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.. (5) سورة البينة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدعاء هو العبادة)، ودعاء الميت عبادة وشرك بالله سبحانه وتعالى، نسأل الله السلامة والعافية. ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح ولاة أمرهم حتى يزلوا ما وقع من الشرك وذرائعه ووسائله.  
 
11- هل تجوز قراءة القران بعد أكل شيء له رائحة كريهة أو بعد شرب شيء أيضاً له رائحة كريهة؟
تجوز قراءة القرآن، ولكن كونه يطيب فمه عن ذلك إذا تيسر أفضل، لكن لا يصلي في المسجد إذا كان له رائحة كريهة تؤذي المسلمين، يصلي في البيت، كالثوم والكراث ونحو ذلك، وكصاحب الدخان الذي يبقى رائحته بفيه تؤذي الناس يجب عليه أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يقلع منه وأن يحذر إيذاء الناس به، أما كونه يقرأه فلا بأس أن يقرأ. 
 
12- عندنا تقاليد إذا مات الرجل أمروا الزوجة أن تلبس ثياباً بيضاً مدة أربعة أشهر وعشرة أيام، ولا تلبس ثياباً سوى الملابس البيض، فهل هذه العادة لها أصل، وهل يجوز التمسك بها؟
هذه العادة باطلة، ولا يجوز التمسك بها، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصب) أي إلا ثوباً ليس فيه جمال، فتلبس الأسود والأخضر والأحمر والأبيض الذي فيه تشبه بالرجال، إذا كان ليس فيه زينة ولا تشبه بالرجال، أما تخصيص الأبيض أو الأسود فهذا لا دليل عليه، بل يكون بدعة التخصيص، ولكن يجوز لها أن تلبس كل ثوب ليس بجميل، ليس صبغه جميلا، من أخضر وأسود وأحمر وأبيض وغير ذلك، أما الجميل فلا يجوز لها لبسه؛ لأنه قد يحصل به الفتنة، كما أنها لا تختضب بالحناء، ولا تلبس الحلي، ولا تمس الطيب، مدة الإحداد أربعة أشهر وعشراً إن كانت غير حامل، أما إن كانت حاملاً فمدتها وضع الحمل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصب، ولا تستحد ولا تمس طيباً) عليه الصلاة والسلام فنهى عن لبس الحلي أيضاً.  
 
13- إنني مصاب بنقص في الدم، فهل يجب علي صوم رمضان، علماً بأني أشتغل في المنزل، وإذا عملت أتعب تعباً كثيراً؟
عليك أن تصوم وتخفف الشغل، عليك أن تصوم وعليك أن لا ترهق نفسك بالشغل، في مثل صوم رمضان تجعل بعض الشغل في الليل أو يؤجل بعض الشغل إلى بعد الإفطار، المقصود أن الواجب عليك الصوم إذا استطعت الصوم،فإن عليك الصوم وعليك أن تخفف الشغل الذي يضرك أما إذا كنت مريضا مرضا يمنعك من الصوم ويشق عليك الصوم معه فتأجل إلا أن تشفى لقول الله عز وجل: (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر).
 
14- أبي كان يصلي ويصوم والحمد لله، والآن كبر في السن وفقد الذاكرة، وأصبح لا يعرف الصلاة ولا الصوم، هل تجب علي زيارته؟
ما دام في هذه الحال لا شيء عليه ، تستأهل العقل ، لا شيء عليه لا صوم ولا صلاة أما الزيارة فالبر أن تزوره وأن تلاحظه وتكرمه وتجتهد فيما ينفعه ويصلحه أو توكل خادما يلاحظه مع مراعاتك له أيضا وزيارته لأن الوالد له حق عظيم. 

433 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply