حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

13 / 50 محاضرة

حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة

1- إن أمي قد أرضعت عمتي شقيقة والدي، وعمتي في عمر يناهز السنة والنصف، وبلغت عدد الرضعات المشبعات خمساً فما فوق، فهل يحق لابن عمتي أن يتزوج بي أو لا؟ جزاكم الله خيراً. وإن حصل الزواج فهل الانفصال واجب مؤكد في هذه الحالة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة وأن أمها أرضعت عمتها خمس رضعات أو أكثر فإن ابن العمة يكون ابن أخت، وتكون العمة أختاً لك، ويكون ولدها ابن أختك وأنت خالته، فالنكاح باطل حينئذ إن كنت قد أصبت في السؤال، ولا بد من عرض الموضوع على المحكمة لديكم إذا كانت الوالدة موجودة حتى يسألها الوالي عن حقيقة الرضاع، أو تحضر عندي إن كانت في الرياض حتى أسألها، المقصود أنه إذا كان الواقع هو ما ذكرته أن أمك أرضعت عمتك خمس رضعات فأكثر فإنها تكون أختاً لك ويكون ولدها ابن أختك وأنت خالته، والنكاح باطل حينئذ لو نكحكِ.   
 
2- هل يجوز أن أقرأ القرآن عن والدتي التي تعيش معي أو أحد من إخواني، حيث أنها لا تقرأ، ونحن نعيش في منطقة ريفية تكثر فيها أشغال النساء مما لا يعطيها الوقت الكافي إلى الاستماع إلى شريط من القرآن الكريم؟
القراءة على الغير ليس فيها نص يدل على شرعيتها أو جوازها، ومن قال من أهل العلم بأن الإنسان يقرأ عن غيره ويثوِّب لغيره لا نعلم له دليلاً يحصل الاعتماد عليه، فالأقرب والأظهر للدليل أنه لا يقرأ أحد عن أحد، لكن يشرع لكم تعليمها وتوجيهها ولو على المدى البعيد كل ليلة أو كل يوم آيتين أو ثلاث، تعلمونها، كل هذا طيب، وتدعون لها وتتصدقون عنها، كل هذا طيب ينفعها، كذلك تقرؤون عندها وهي تستمع في بعض الحال حال الراحة أو تعطونها الشريط الطيب تسمعه وقت راحتها ووقت فراغها، هذا كله مطلوب، أما أن تقرأ أنت عنها أو أحد إخوانك وتجعلون الثواب لها بدلاً منكم هذا ما عليه دليل، والذي نرى تركه.   
 
3- رجل اكتسب مالاً بطريق غير شرعي وينوي التوبة، فكيف يكون التصرف في هذا المال، علماً بأنه متزوج من هذا المال وله أولاد؟
إذا كان المال حصل له من طريق غير شرعي فإنه يتوب إلى الله، ويتصدق به في وجوه البر، كأن يكون حصل عليه من طريق الربا أو السرقة أو غير ذلك، إن كان سرقة وجب رده لصاحبه بأي طريقة توصله إلى صاحبه، وإن كان من طريق الربا صرف في وجوه الخير كالصدقة على بعض الفقراء، أو إقامة بعض المشاريع النافعة للمسلمين، أو صرفه في الجهاد أو غير ذلك من وجوه الخير، مع التوبة والرجوع إلى الله عز وجل. والاسم ___الجوَاد بالتخفيف، اسم من أسماء الله، الجواد من أسماء الله، لا بالتشديد، الجواد، العبد الجواد.
 
4- أعرف أحد الإخوة في الله تاب إلى الله، إنما توبته كلفته ما يقرب من نصف مليون ريال، والسبب أنه كان يبيع ويشتري في بعض الأشياء التي نصح بأن البيع والشراء فيها من الوجه المحرم، فما رأيكم في مثل هذا؟ وكيف يتصرف من كان يبيع ويشتري في أشياء مثل هذه؟
ما كان يعتقد أنه حرام صرفه في وجوه الخير، وما لم يعتقد أنه حرام فليكن له يستفيد منه، والحمد لله، وإذا كان عاجزاً يكن ديناً في ذمته حتى يسهل الله له ثم يتصدق بما دخل ذمته من المال الحرام في وجوه الخير، مثل إصلاح دورات المياه، مثل ترميم المدارس، مثل مواساة الفقراء والمحاويج إلى غير هذا من وجوه الخير، لكن حسب طاقته إذا كان معسراً ذهبت عليه الأموال وملكها وحصلها من طرق غير طيبة ولكنه تصرف فيها في مآكله ومشاربه وحاجاته، فمن التوبة إلى الله عز وجل أن يتصدق بها عند تيسرها، وإذا لم يتيسر ذلك فالأمر واسع، والحمد لله، فالتوبة تجب ما قبلها، التوبة النصوح الصادقة تجب ما قبلها، وإذا كان عن جهل يعفو الله عما سلف؛ كما قال الله جل وعلا في الربا: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: من الآية275)، فإذا كان فعل ما فعل عن جهل ثم تاب إلى الله فالله جل وعلا يعفو عما سلف.  
 
5- لنفترض أن فلاناً من الناس كان يبيع أشياء محرمة وحينئذ أراد أن يتوب، كيف يتصرف سماحة الشيخ في رأس المال وفي المكسب بوضوح
التوبة تجب ما قبلها فيما سلف، والشيء الحرام الموجود يتصدق به سواءً عينا من نقود أو عينا من الأشياء الأخرى التي مثلا دخلت عليه بطريق غير شرعي يتصدق في وجوه الخير والله يعفو عما سلف سبحانه وتعالى، والتوبة تجب ما قبلها، والحمد لله. وإذا أكل ذلك لأنه دخل عليه وهو جاهل به فالذي مضى يعفو الله عنه والموجود يتصدق به.
 
6- إذا كان رأس المال عينات -سماحة الشيخ- ثم أراد أن يتصرف في ثمنها هل يبيعها أم كيف يتصرف في تلك العينات مثلاً؟
/ إذا كانت محرمة العينات، إذا كانت دخلت عليه محرمة إن كانت سرقات تردها إلى أربابها، وإن كانت جاءت من طريق الربا مثلا فهذا يتصدق به في وجوه الخير، يعني يلتمس الفقراء ويعطيهم تلك الأعيان أو يبيعها ويعطيهم ثمنها. إذن لا يبقى لا مال له والحال ما ذكر، أمواله كلها في تلك البضاعة المحرمة؟ ج/ لا، ينتفع بها حتى يغنيه الله عنها، ينتفع بها ويتصدق كلما استطاع يتصدق، حتى يتخلص منها 
 
7- رجل له زوجة، ونصحها للصلاة عدة مرات ولم تجب لنصيحته، علماً بأنها لا تفقه شيئاً من القرآن والسنة، فما حكم ذلك في الإسلام؟
عليه أن يستمر في نصيحتها ويعلمها، وعليه الاستمرار في النصيحة والتعليم، ولا ييأس، ولكن يكون بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والرفق، وشيئاً شيئاً قليلا قليلاً حتى تتعلم ما أوجب الله عليها، وما حرم الله عليها سبحانه وتعالى. يقول المعلق: وموضوع الصلاة يقول إنها لا تصلي، إذا أبت أن تتوب كما يقول في السؤال؟ ج/ في إمكانه إذا كان له قدرة أن يؤدبها على ذلك حتى تستقيم وتصلي، كالزوج والأب والجد ونحو ذلك، والأخ الكبير، مع الحرص عليها بالتوجيه والإرشاد والترغيب بالخير والتحذير من النار، وله أن يؤدبها إذا استطاع، بضربات تمنعها من الباطل وتعينها على أداء الحق. الذي يرى فيه المصلحة حتى تتم التوبة والعمل الصالح.  
 
8- هل يجوز الزواج من بنت عم والدتي، وما الحكم في ذلك؟
لا بأس بذلك، ولكن بنت عمه أقرب، لا بأس بنكاح بنت العم، بنت عمه وبنت عم أبيه و بنت عم أمه، لا حرج، إذا لم يكن بينهما رضاع.
 
9- يسأل عن تفسير جمع من الآيات القرآنية: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ((أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى))[القيامة:34]، ما معنى هذه الآية الكريمة؟
معناه التحذير والترهيب والحث على التوبة والرجوع إلى الله، وأن الواجب على المؤمن أن يبادر بالتوبة إلى الله والرجوع إليه، فإن هذا أولى له من الاستمرار في باطله. نسأل الله السلامة.
 
10- ما تفسير قوله -تعالى-: مُدْهَامَّتَانِ (64) سورة الرحمن ؟
مدهامتان من تمام الخضرة والري من ريها العظيم، وما حصل فيها من تمام الري مدهامة من شدة الخضرة كمال الخضرة وتمام الري (فيهما عينان نضاختان)- ــ - (ومن دونهما جنتان)- ــ من كمال الري ومن تمام الري أثَّر في ورقها وفي أشجارها خضرة تامة عظيمة.
 
11- هل يجوز لي تعمد تلاوة سورة (محمد) صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، مع العلم أني كثير الخطأ والتعتعة في تلاوتها، وأنا أتعمد ذلك احتساباً للأجرين اللذين يثاب بهما من يتلو القرآن وهو يتعتع أو يتتعتع في التلاوة؟
إذا عجز هذا معناه إذا عجز، لكن إذا استطاع يقرأ كما ينبغي، يقرأ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران) هذا دون الأول، فإذا كنت تستطيع أن تقرأه قراءة كاملة الطيبة السليمة هذا أفضل، تكون مع السفرة الكرام البررة، لكن إذا عجزت فأنت تتعلم، التعتعة من أجل التعلم والحرص على الفائدة، ما هو معناها أنك تتعمدها وأنت تستطيع غيرها، لا، عليك أن تقرأ القرآن على الوجه المرضي الشرعي، وإذا كنت تستطيع ذلك ما يجوز لك أن تتعمد التعتعة فيه أو التحريف أو التغيير، لا بل عليك أن تسلك الطريق الأمثل والأحسن حتى تكون مع السفرة الكرام البررة، والله المستعان.  
 
12- وجدت في كتاب (تنبيه الغافلين) صلاة تدعى بالنافلة، وتصلى بعد العشاء وهي أربع ركعات، تبدأ الصلاة بقراءة الإقامة، ثم سورة الفاتحة، وسورة قصيرة، وبعد ذلك قول: سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (ثلاث مرات)، ثم تكبر خمسة عشرة تكبيرة عند الركوع، ما رأيكم في الكتاب ككل -سماحة الشيخ-؟
هذه بدعة لا أصل لها. -أما الكتاب– تنبيه الغافلين كتاب مملوء من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، لا ينبغي الاعتماد عليه، بخلاف (تنبيه الغافلين) الذي في الوعظ والتذكير لشخص آخر ذهب عني اسمه الآن، في الوعظ والتذكير هذا غير تنبيه الغافلين المعروف. تنبيه الغافلين للسمرقندي هذا الذي فيه الأحاديث الموضوعة والضعيفة، ذلك لأبي الليث السمرقندي.  
 
13- إني قد نذرت على نفسي أن أصوم عشرة أيام في شعبان، وعشرة أيام في رجب، وقد صمت العام الماضي، وقال لي أحد الأقارب: إنه لا أجر لي في هذا الصيام، فهل هذا القول صحيح، علماً بأني أصوم عاشوراء، وأصوم يوم الوقوف بعرفة، وأحب الصيام؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، والصوم من طاعة الله جل وعلا، فإذا نذرت عشرة أيام من رجب أو غير رجب وعشرة من شعبان فلا بأس، عليك أن توفي بنذرك، إلا إذا كان العشرة نذرتها بعد النصف من شعبان فلا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصيام عند النصف لمن صام قبل، وقال: (إذا انتصف شبعان فلا تصوموا)، فعليك كفارة يمن عن ذلك، أما إن كنت نذرت هذه العشرة من شعبان مطلقة أو من النصف الأول تصومها من النصف الأول، والحمد لله. ولا حرج في ذلك، بل هذا من نذور الطاعة، وهكذا صيام يوم عرفة سنة يوم التاسع من ذلك الحجة لغير الحجاج سُنة، وهكذا صوم عاشوراء وهو يوم العاشر من المحرم سُنة، ويستحب أن يصوم قبله يوما أو بعده يوما، أو يصوم الثلاثة جميعا، التاسع والعاشر والحادي عشر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده)، وفي وراية أخرى: (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده)، فهذا مشروع ومستحب. يقول المعلق: سماحة الشيخ: هذا الرجل الذي تصدى لفتيا أخينا وقال: إن هذا الصيام لا أجر فيه، ما هو توجيهكم له ولأمثاله ممن يفتي بغير علم؟ جزاكم الله خيراً. ج/ الواجب على كل مسلم وعلى كل طالب العلم بالأخص أن يتقي الله، وأن لا يفتي إلا بعلم؛ لأن الفتوى بغير علم شرها عظيم وعواقبها وخيمة، وذلك مخالف للنص القرآني في قوله جل وعلا: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33)، فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك؛ لما يترتب على قوله على الله بغير علم من الشر العظيم والعواقب والخيمة، وتحليل الحرام وتحريم الحلال، فيجب الحذر، وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (_يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة 168-169) فجعل القول على الله بغير علم مما يأمر به الشيطان، والشيطان لا يأمر إلا بالشر والفساد، فيجب الحذر. ولا يخفى على كل ذي لب ما يترتب على الفتوى بغير علم من المفاسد الكثيرة ومن تحليل الحرام وتحريم الحلال، وإيقاع الناس في مشاكل كثيرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.  
 
14- إنني قرأت في أحد الكتب: أنه من يصلي الضحى اثنتي عشرة ركعة يبنى له قصر في الجنة، فهل هذا الحديث صحيح، ومتى تكون صلاة الضحى؟
صلاة الضحى سنة وقربة، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قرب الزوال إلى وقوفه، وإذا اشتد الضحى يكون أفضل، وهي صلاة الأوابين كما في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) يعني: حين يشتد الضحى وتحتر الشمس على أولاد الإبل، وهي اثنتان فأكثر، أقلها ركعتان ، وإن صلى أربعاً، أو ستاً أو ثمانٍ أو أكثر كله طيب، ليس فيها حد محدود، بل ورد في اثنتي عشرة ركعة حديث في سنده ضعف، أن (من صلاها بنى الله له قصراً في الجنة)، لكن ليس لهذا حد محدود، صلى عشراً أو اثني عشرة، أو أربع عشرة، أو ست عشرة، كله -الحمد لله- خير، ولو صلى مائة، ليس فيه حد محدود والحمد لله، لكن مثْنى مثنى، الأفضل مثْنى مثنى؛ للحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثَْنى مثنى). اللهم صل على محمد.  
 
15- هل أنه صحيح لا تجوز الصلاة بخواتم وسلاسل النحاس؟
ليس بصحيح، ولا حرج في الصلاة بخواتم الذهب بحق المرأة، وخاتم الفضة بحق الجميع، وخاتم الحديد بحق الجميع، لا حرج في ذلك، والحديث الذي فيه تحريم هذا حديث ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة، وقال عليه الصلاة والسلام للذي أراد الزواج وليس عنده شيء قال له: (التمس ولو خاتماً من حديد)، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، فدل على جواز لبس الخاتم من الحديد، وأما الحديث الذي فيه أنه رأى على إنسان خاتم من حديد فقال: (مالي أرى عليك حلية أهل النار؟!)، ورأى آخر عليه خاتم من صفر قال: (مالي أرى عليك ريح الأصنام؟!)، هو حديث ضعيف مخالف للأحاديث الصحيحة.  
 
16- أنا لا أحب زيارة بعض الأقارب؛ لأن بناتهم يكثرن الاختلاط مع الرجال، ويكثرن الحكي معهم، ويجلسون معهم، وأنا لا أحب هذه التصرفات، ويقولون: إني معقدة!! فهل أنا مذنبة لأني لا أحب الاختلاط مع أولاد الخالة وأولاد الخال ولا أولاد العم، أم أنا على صواب لعدم مخالطة الرجال عامة ولست معقدة؟
بل أصبت بارك الله فيك وأحسنت؛ لأن الاختلاط بالرجل الأجنبي فيه خطر عظيم، وابن العم وابن الخال وابن الخالة كلهم يعتبرون أجانب غير محارم، أما الاختلاط الذي معناه رد السلام عليهم في المجلس، وكيف حالكم؟ وكيف أولادكم؟ مع البعد عن أسباب الريبة والكلام الباطل فلا حرج في ذلك، إذا سلمت على بني عمها أو بني خالها، سلاما ليس فيه ريبة وليس فيه خلوة بل سلمت عليه في مجلس أو زاروهم وسلموا عليها من باب صلة الرحم هذا لا بأس به، المحرم الخلوة بالرجل أو تعاطي أسباب الريبة والفتنة مع الرجال بالكلام أو بالفعال، أما سلام نزيه وكلام نزيه وبعيد عن الفتنة فلا حرج أن تسلم على ابن عمها أو ابن خالتها أو ترد عليه السلام أو تسأله عن أهله وأولاده لا بأس بذلك من دون خلوة.  
 
17- هل يجوز للمرأة الصلاة خارج البيت وأمام بعض الأقارب، علماً أنّا في الريف، ولا يوجد لدينا بيت، مع أنه أيضاً لبسنا غير محتشم؟
إذا كانت الصلاة في بيت الأقارب أو بيت الذين زارتهم المرأة وحضرت الصلاة تصلي عندهم، لكن إذا كان حولها رجل تصلي في محل بعيد عن رؤية الرجل حتى لا يرى منها شيئاً، ولكن إذا كانت ثيابهم غير محتشمة يجب عليها أن تبتعد عن رؤية الرجال الأجانب سواء في بيتها أو في غير بيتها، وإذا كانت محتشمة وصلَّت في البيت أو عند بعض من زارتهم لما حضرت الصلاة فكل هذا لا بأس به، أما عند الأجنبي ولو ابن الخال أو ابن الخالة أو ابن العم فالأولى أن تكون تامة الستر، ولا يوجد خلوة، بل تصلي في البيت بدون خلوة، بدون أي خلوة بها.  
 
18- أديت فريضة الحج، وأكملت الحج تماماً، ولله الحمد، وعند عودتي شعرت بأني لم أكمل الحج في الوجه المطلوب، علماً بأني أديت مناسك الحج والعمرة بالشكل المطلوب، وجهوني حول هذه الخواطر؟
هذه الخواطر من الشيطان فلا تلتفت إليها، والشكوك التي تقع بعد الفراغ من العبادة لا يعول عليها ولا يلتفت إليها، وأنت -بحمد الله- قد أديت ما عليك وقد عرفت ذلك، فهذه الشكوك والأوهام كلها من الشيطان، فالواجب اطِّراحها وعدم الالتفات إليها، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
 
19- هل الإنسان الذي هو غير مكلف، والذي هو مختل الشعور، هل يؤاخذ على تركه للفرائض والنوافل أم لا؟
إذا كان مختل الشعور لا يؤاخذ بشيء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ)، فالنائم لو تكلم في نومه بالسب والشتم ما يؤاخذ، أو طلق ما يقع طلاق، لعدم العقل، هكذا المجنون والمعتوه غير مضبوط العقل، أو تكلم في حال جنونه في حال حضور الجنون والصرع، كل هذا لا يُلتفت إليه، وهكذا إذا كان معتوها ولو ما فيه جنون، معتوه العقل لكبر سنه؛ أو لأنه خلقة أصابه خلل في عقله لا يحسن التصرف فلا يؤاخذ بشيء ، يعني مرفوع عنه القلم ، وهكذا الصغير قبل أن يبلغ لا يؤاخذ وإنما يؤاخذ بعد البلوغ ، لكن يعلم ويأمر وينهى ويأمر بالصلاة ويأمر بالصيام إن استطاع الصيام وينهى عن الفحش والكلام السيئ ويؤدب على ذلك لكنه لا يؤاخذ في ذلك عند ربي عز وجل وإنما وليه يؤدبه ويعلمه حتى يعتاد على الخير ، وحتى يتبين الشر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : امروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ، حتى يعتادوا الخير ويتمرنوا عليه ، حتى يبتعدوا عن الشر ، ولما أخذ الحسن والحسين رضي الله عنهما تمرا من الصدقة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : للحسن دعه كخ كخ دعها أما علمت أنها لا تحل لنا الصدقة، وهو صغير، الحسن ابن سبع سنين وأشهر عندما أخذه النبي صلى الله عليه وسلم والحسين أقل من ذلك ، فالحاصل أن تعليم الصبيان الخير وتحذيرهم من الشر أمر مطلوب ولكن لا يجب عليهم لو ماتوا على ذلك. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى... 

496 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply