حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

15 / 50 محاضرة

حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها

1- أنا سيدة متزوجة وأصلي وأصوم وعلى عبادةٍ تامة، وزوجي يسير على غير ما أنا عليه، حيث يحتسي الخمر، ويفعل المجتنبات، وكل ما حرم الله، مع العلم أن لدي أبناءً منه، وحاولت إصلاحه فاهتدى إلى الصواب لمدة أقل من سنة حيث صلى وصام؛ ولكن عاد إلى ما كان عليه، وأحاول مرة أخرى أن أصلحه أنا وأولادي ولكن دون جدوى، فأسألكم: هل تحق لي صلاتي وصيامي، أم أتحمل إثماً معه؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن الواجب عليك أيها السائلة عدم البقاء مع هذا الزوج نسأل الله لنا وله والهداية والتوفيق للتوبة النصوح ما دام بهذه الحال وأنه لا يصلي فإن الذي لا يصلي يعتبر كافرا في أصح قولي العلماء كفراً أكبر, فلا يجوز لك البقاء معه بل يجب اجتنابه, والحذر منه, وعدم تمكينه من نفسك, والواجب أيضاً عدم اعتباره زوجاً حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من ترك الصلاة وغير ذلك مما يعتبر كفرا, أما ما يتعلق بشرب المسكر هذه معصية كبيرة, فأن الخمر من كبائر الذنوب, فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك وأنت بالخيار إذا صلى واستقام على الصلاة, وترك ما يوجب كفره فأنت بالخيار إن شئت بقيت معه وإن شئت طلبت الطلاق ما دام يتعاطى مسكر لأنه عيب كبير خطر عليه وعلى أولاده نسأل الله لنا وله الهداية والرجوع إلى الصواب.  
 
2- أنا مريضة، وشخص الأطباء حالتي وهي فتحة قلبية، وزوجي يريد أطفالاً، ولكن خوفاً على صحتي بدأت أستعمل أقراص منع الحمل، فهل أنا على صواب أم ماذا؟
هذا يحتاج إلى مراجعة أهل الخبرة من الأطباء فإذا كان عليك مضره و خطر من ترك هذه الأقراص فلا حرج وإن كانت هذه الأقراص ليست بضرورية ولم يرض زوجك بها فاتركيها والخلاصة أن هذا يرجع إلى سؤال أهل الخبرة من الأطباء فإن كانت ضرورة إلى هذا فلا بأس، وإن كان هناك غنى عنها فالواجب تركها إلا إذا أذن زوجك باستعمالها نسأل الله لنا ولك العافية. مع ملاحظة سماحة الشيخ هو ذالكم المسئول عنه في السؤال الأول؟ وسبق أن ما دام أن الزوج هو المذكور ، سبق أنك لا يجوز أن تعتبريه زوجاً ما دام بهذه الحالة, ولك أن تستعملي ما ينفعك ويخفف الضرر عنك وإن لم يرض؛ لأنه ليس بزوج في الحقيقة ما دام يترك الصلاة, أو يتعاطى شيئا آخر مما حرمه الله، من سب الدين, أو تعاطي أشياء أخرى من أنواع الكفر أما شرب المسكر إذا لم يستحله لكنه فعله وهو يعلم أنه حرام وفعله طاعة لهواه فإنه يكون بذلك عاصياً وفاسقاً ولا يكون كافراً, ولكن لك كما تقدم طلب الطلاق أما إن استحله يرى أنه حلال وأنه لا بأس به يكون كافراً بذلك والله أعلم.  
 
3- يسأل فيه عن قول يتداوله الناس ألا وهو ( الجنة تحت أقدام الأمهات)، هل هذا القول حديث، وهل هو صحيح أو لا؟
المراد فيه حديث ولكني لا أذكر الآن حال إسناده يحتاج إلى مراجعة إسناده ويكون الكلام عليه في حلقة أخرى إن شاء الله، يعاد في حلقة أخرى.
 
4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى ليلة الإثنين عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة، فإذا فرغ من صلاته يقرأ سورة الإخلاص ثنتي عشرة مرة؛ فينادي منادٍ يوم القيامة: أين فلان ابن فلانة يأخذ ثوابه من الله تعالى، فأول ما يعطيه من الثواب ألف حلة من النور، ويتوج بتاج من النور، ويدخل الجنه مع الصديقين والشهداء والصالحين، ويستقبله ألف ملك يسير كل ملك بهدية، وترون له ألف قصر من النور يتلألأ) فما صحة هذا الحديث؟ وكيف ننوي لهذه الصلاة؟ وهل لها وقت محدد أفيدونا وجزاكم الله خيراً؟
 هذا الحديث باطل لا أصل له، بل هو من المكذوبات والموضوعات على النبي عليه الصلاة والسلام؛ فهو كذب باطل ولا أصل له، نسأل الله السلامة والعافية.
 
5- ما رأي سماحة الشيخ في التدخين، وهل هو حرام أم حلال؟ ويعقب أخونا ويقول: أعتقد أنكم أجبتم عن هذا لكني لم أسمعه، فاسمحوا لي جزاكم الله خيراً.
التدخين قد أجبنا عنه غير مرة ، التدخين حرام ومنكر ومضاره كثيرة على الدين, والصحة, والمال والمشكل بعض الأحيان بالنسبة إلى من تأخر عنه ثم شربه أو أكثر منه ويحصل به أضرار كثيرة, وقد نص كثير من أهل العلم على تحريمه, وأنه منكر والواجب الحذر منه وتركه لما فيه من الأضرار الكثيرة والعواقب الوخيمة.
 
6- أيضاً يسأل سماحتكم عن لعب الورق إذا لم يؤخر عن الصلاة، وليس فيه ميسر، هل هو مباح أم لا؟
هو من آلات الملاهي الورق الذي فيه صور هذا من آلات الملاهي وإن لم يكن فيه مال فهو منكر من آلات الملاهي, وقد يجر إلى مسابة ومشاتمة بين المتلاعبين, وقد يجرهم إلى ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها, فمضاره معروفة وكثيرة فهو من آلات اللهو نسأل الله السلامة.
 
7- السنة قبل أو بعد الصلاة إذا لم يؤدها المصلي هل عليه إثم؟
ليس عليه أثم, هي نافلة سنة الظهر, و المغرب, و العشاء, و العصر, والفجر كلها نافلة الواجب خمس صلوات فقط هي الفرض، الفجر ركعتان, والظهر أربع ركعات في حق المقيم, والعصر أربع ركعات في حق المقيم, والمغرب ثلاث في حق الجميع المقيم والمسافر, والفجر ثنتان في حق المقيم والمسافر, أما ما معها من الصلوات فهي نافلة، سنة الظهر قبلها أربع وبعدها ثنتان، وإن صلى بعدها أربع فهو أفضل ، وسنة العصر قبلها أربع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (رحم الله من صلى أربعا قبلا العصر)بتسليمتين, وسنة المغرب بين الأذان والإقامة, والراتبة بعدها ركعتان, وسنة العشاء بعدها ركعتان وسنة الفجر قبلها ركعتان, وما بين الأذانين من النوافل يقال سنة أيضا، هذه كلها نوافل من فعلها فله أجر ومن تركها فلا أثم عليها.  
 
8- يدور على ألسنة بعض المثقفين هذا القول: السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، هل لسماحتكم من تعليق على هذا القول؟
نعم يراد بذلك السنة في اصطلاح الفقهاء وهي التي دون الواجب، عند الفقهاء يقال يسمون النافلة سنة، مثل صلاة الضحى, مثل الوتر, مثل الرواتب مع الصلوات يقال لها سنة، مثل بدء السلام, تشميت العاطس يسمى سنة، السنة هي دون الواجب ولكنها مأمور بها مشروعة، وتطلق السنة على طريق النبي-عليه الصلاة والسلام-وما جاء به من الهدى وهذا فرض دعوى النبي- صلى الله عليه وسلم- والسير على منهاجه في توحيد الله وطاعة الأوامر وترك النواهي هذا فرض لا بد منه، لكن مراد الفقهاء إذا قالوا سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها مرادهم النوافل، مرادهم العبادة التي هي نافلة مثل سنة الضحى مثل الرواتب مع الصلوات مثل الصلاة بالليل، كلها سنة غير مفروضة.  
 
9- هل تجوز الصلاة في الأحذية -أجلكم الله-؟
نعم بل مستحبة؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-كان يصلي في نعليه-عليه الصلاة والسلام-, وأمر بالصلاة بالنعلين، وأمر بمخالفة اليهود؛ لأنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم، لكن بعد أن ينظر فيها قبل دخول المسجد، حتى تكون سليمة ليس فيها أذى، فإذا كانت سليمة ليس فيها أذى فالأفضل الصلاة فيها لكن بالنظر إلى المساجد التي فرشت بالفرش قد يكون فيها شيء من الأوساخ أو شيء يؤذي المصلين فالأولى أن تجعل في مكان آخر عند الدابة أو في مكان آخر حتى لا يتأذى بها الناس وما يكون فيها من أوساخ وأتربة ونحو ذلك، ومراعاة للمصلين وللفرش التي وضعت في المساجد حتى لا يحصل لها تقذير ولا يحصل للمصلين تنفير لهم من الصلاة في الجماعة.  
 
10- أشعر بالخوف والرعب أحياناً عندما أنام بمفردي في الحجرة أو في غرفتي، فأضطر إلى تشغيل القرآن من أجل أن أنام على آياته، فهل هذا جائز؟
لا أعلم في هذا حرجاً؛ لأن القرآن أنس المؤمن وهو ذكر الله عز وجل فاستماعه عبادة, فإذا احتاج الإنسان أن يستمعه ليزيل الوحشة، وليستريح قلبه فلا حرج في ذلك والحمد لله.  
 
11- والدتي منعتنا من زيارة أقاربنا الذين ينتسبون لوالدي بسبب بعض الخلافات التي حدثت بينها وبينهم، ومنها عدم زيارتهم لنا، وانقطاعهم عن زيارتنا إلا إذا دعوناهم نحن لمناسبة، فهل نأثم على ترك زيارتهم طاعة لوالدتي؛ لأن طاعة الوالدين واجبة؟
طاعة الوالدين واجبة في المعروف وصلة الرحم واجبة أيضا، صلة الرحم واجبة بالكلام الطيب, وبالزيارة, وبالصدقة, وبالهدية, فالواجب على والدتك أن لا تمنعك من زيارة الأقارب كالأعمام، أعمام الأب, وأخوال الأب، فإن أعمام الأب أعمام لكم, وأخواله أخوال لكم وأبوه جد لكم فليس لها أن تمنعكم من صلة الرحم التي ليس فيها محذور ولا منكر يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)،فالواجب على الوالدة أن تسمح لكم وأن لا تمنعكم من الصلة التي شرعها الله وأوجبها, وعليكم أن تلتمسوا رضاها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وأن تحاولوا معها أن تسمح لكم حتى تجمعوا بين المصلحتين رزق الله الجميع التوفيق. سماحة الشيخ ما هو توجيهكم للأقارب الذين لا يجتمعون إلا في المناسبات : على كل حال إذا كان الاجتماع في المناسبات يحصل الحمد لله ؛ لأن الصلة ليس من لازمها الزيارات الصلة عدم القطيعة معناها عدم القطيعة بالكلام الطيب, بالهاتف, بالسلام عند اللقاء, بالزيارة, بإرسال الهدية, كل ما يدل على سلامة القلوب يحصل به الصلة ولو ما زارها, ولو بالهاتف, ولو بوصية السلام مع بعض الأصحاب، على كل حال الصلة ضد القطيعة فقد يستطيع بعض الناس الزيارة وقد لا يستطيع بعض الناس الزيارة؛ لكن إذا وصلهم بالكلام الطيب من طريق الهاتف والتلفون, أو من طريق المكاتبة, أو من طريق تحميل بعض الأصحاب السلام, أو من طريق الزيارة أو من طريق الهدية ونحو ذلك كله هذا يسمى صلة، فالصلة البدنية ما هو بلازم؛ لأنه قد يمنعها مانع.  
 
12- إنني أحب القرآن الكريم، ولكنني مع الأسف لا أعرف القراءة ولا الكتابة، وأستمع إلى أشرطة الكاست المسجلة فيها القرآن الكريم، وأستمع له دائماً بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء، ومن صلاة الفجر حتى قبيل شروق الشمس، أرجو من سماحتكم الإفادة: هل يكفي هذا أو توصوني بشيء آخر؟
هذا كله طيب الحمد لله، فإن استماع القرآن من القربات العظيمة, والله يقول- سبحانه وتعالى- : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (لأعراف:204), فنوصيك بالاستماع, والتدبر, والتفهم, والعمل, ونوصيك أيضاً بتعلم القرآن أيضاً على من يسر الله لك من أولادك, أوجيرانك, أو إخوانك فتتعلم ما يسر الله لك, وتحفظ ما تيسر حتى تقرأ ما تحفظ, وتستمع من الأشرطة ما ينفعك فاجمع بين هذا وهذا, ونوصيك بهذا وهذا حسب الطاقة، ولو لم يكن عندك إلا سور قليلة نوصيك بقراءتها والاستكثار من ذلك كالفاتحة, وقل هو الله أحد, وقل أعوذ برب الفلق, وقل أعوذ برب الناس, وغيرها تقرأها كثيراً وترددها كثيراً, ولك بكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها كما جاء في الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، فأنت على خير فأكثر من قراءة القرآن الذي عندك الذي تحفظ أكثر من قرأته واستمع من الأشرطة ما ينفعك أيضاً في عبادة الله- عز وجل-, وأنت على خير عظيم وفقنا الله وإياك.  
 
13- لي خالة تجاوزت العقد الثالث من عمرها لكنها لا تصلي بالرغم من أنها طيبة المعشر، حميدة الخصال، ولقد أمرتها ولكن لم تمتثل لأمري، فما هو توجيهكم نحوها، وما هو توجيهكم لها؟
الواجب عليها أن تصلي؛ لأن الصلاة عمود الإسلام, وهي فرض على كل مسلم ومسلمة, وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة قال الله- جل وعلا-: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (البقرة:238) وقال تعالى :وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (النور:56) وقال- جلا وعلا-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (المؤمنون:1-2)......إلى أن قال في آخر الآيات......وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (المؤمنون:9-10-11) وهذه أمر لنساء ولرجال جميعاً, وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) ، وقال- عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر), فالواجب عليها أن تصلي الصلوات الخمس, وأن تحافظ عليها في أوقاتها, وعليكم أن تنصحوها دائماً وعلى أبيها, وأمها, وأعمامها, وأخوالها, وأخوتها عليهم أن ينصحوها, وأن يجتهدوا في ذلك؛ لأن هذا واجب الجميع, وإذا أصرت فالواجب تأديبها من أبيها, وإخوتها الكبار ولو بالضرب حتى تستقيم وحتى تصلي؛ لأن من ترك الصلاة يستتاب فإن تاب و إلا قتل كافرا نسأل الله العافية، من الرجال والنساء, فالواجب عليها أن تستمع أمر الله وأن تبادر إلى الصلاة, وعلى أقاربها أن ينصحوها, وعلى أبيها أو جدها أو أخوتها الكبار أن يقوموا عليها في ذلك بالصدق والقوة, ولو بالتأديب والضرب حتى تستقيم, وينبغي أيضاً هجرها إذا كان الهجر ينفع تهجر بالكلام معها وعدم السلام عليها, وعدم زيارتها؛ لكن على الأب ونحوه ما يكفي هجرها ينبغي أن يقوم بما يجب من التأديب والإلزام من أبيها وهكذا جدها كذا أخوها المقصود على الأقارب العناية بهذا الأمر والنصيحة؛ لأن هجرها قد يسبب بقاءها على حالها الباطلة لكن يجب العناية بها والحرص على استقامتها هذا هو الواجب على الجميع ولو بالتأديب والضرب من أبيها, أو أخيها الكبير حتى تستقيم, وحتى تصلي نسأل الله لنا ولها الهداية. سماحة الشيخ ما هو توجيهكم إذا كان لهذه المرأة زوج : زوجها إذا كان يصلي لا يحل لها أن تبقى معه يجب أن يفارقها إن لم تهديدي ولم تتوب وجب أن يفارقها، إن لم تهتدي ولم تتب وجب أن يفارقها؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر ، فعليه أن يفارقها بالكلية حتى تتوب وفي إمكانية أن يؤدبها أيضاً كأن يؤدبها على ذلك؛ لأن هذا من المنكرات العظيمة فإذا أدبها لحقه كعصيانها له فتأديبها لحق الله الذي هو أهم الواجبات وأعظم الفروض بعد التوحيد وهو الصلاة أمر مهم. سماحة الشيخ ما هو رأيكم بالهدية بداية الأمر لمثل هذه : إذا كان قريبها أو زوجها يرى أن إعطاءها شيء من المال يعين على ذلك فليفعل لا بأس هذا من باب الإعانة على الخير, إن أهدى إليها شيئاً أو أهدى إليها أخوها, أو ابن أخيها أو أختها هدية من المال لتهتدي هذا طيب هذا من التأليف من تأليف القلوب.  
14- أهدى قريب زوجتي لنا هدية، فلما رأيتها قلت: علي الحرام لا تدخل بيتي!! فأبقوها عند الجيران، وفي اليوم الثاني أدخلت إلى بيتي واستعملناها واستفدنا منها، ما هو كفارة ذلك القول؟
أولا هذا القول لا يجوز تحريم الحلال لا يجوز عليك التوب إلى الله من ذلك, الأمر الثاني على حسب نيتك إن كنت قصدت الامتناع منها ولم تقصد تحريم زوجتك ولا طلاقها فعليك كفارة يمين والحمد الله، إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم عشرة،كل واحد له نصف الصاع من التمر أو الرز أو الحنطة، كيلوا ونصف كل واحد، أما إن كنت أردت تحريم الزوجة عليك كفارة ظهار, وهي عتق رقبة مؤمنة فإن عجزت فصم شهرين متتابعين ستين يوما, فإن عجزت تطعم ستين مسكينا، ثلاثين صاعاً ، قبل أن تقرب زوجتك كل صاع لثنين يعني كل صاع .... أخيه، كل مسكين له كيلوا ونصف من قوت البلد من تمر, أو غيرها, أو حنطة, أو أرز, أما إن كنت أردت الطلاق، أردت أنها إذا دخلت بيتك تكون امرأتك طالق، فإنه يقع بها طلقة واحدة، إذا كنت أردت الطلاق، وتراجعها بذلك، تشهد اثنين من إخوانك الطيبين تشهدهم أنك راجعت زوجتك، الخلاصة أن لك في هذا ثلاثة أمور : الأمر الأول أن تكون أردت الامتناع فقط، فهذه فيه كفارة يمين لما استعملتموها ودخلت البيت وهي إطعام عشرة أو مساكين أو كسوتهم عشرة كل واحد له نصف الصاع كيلوا ونصف, أو كسوة... تجزئه في الصلاة ، الحال الثاني : أنك أردت التحريم، تحريمها عليك الزوجة بذلك إن دخلت البيت، هذا فيه كفارة ظهار، كما بينها الله في سورة المجادلة، عتق رقبة مؤمنة قبل أن تمس زوجتك, فإن عجزت تصم شهرين متتابعين ستين يوماً قبل أن تمس زوجتك, فإن لم تقدر لا هذا ولا هذا فعليك إطعام ستين مسكين ثلاثين صاعاً كل صاع بين اثنين.... بذلك تسعين كيلوا كل واحد كيلوا ونصف من قوت البلد من تمر, أو أرز, أو حنطة, أو ذرة أو نحو ذلك، مع التوبة والاستغفار، الحالة الثالثة : إن أردت الطلاق، أي إن دخلت بيتك فهي مطلقة، هذا يقع به طلقة، ولك مراجعتها في العدة بشهادة اثنين، تشهد اثنين من أهل السنة تشهد اثنين أنك راجعتها إذا ما كنت طلقتها قبل هذا طلقتين، نسأل الله للجميع الهداية. مثل هذا الباب يغلب عليه أنهم يريدون توفير الهدية للمهدي بحيث أنه لا يكلف نفسه فحينئذ لا بد لسماحتكم من تعليق وحكم آخر. هو هذا التفصيل إذا كان أراد الامتناع من القبول توفيراً له ورحمة له وعدم تكليف له، وإذا قبلها فيها كفارة اليمين .  
 
15- هل يجوز الأخذ من اللحية وتهذيبها بحيث تصبح نصف قبضة؟
لا يجوز ذلك بل يجب تركها وإعفاؤها على حالها لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين) ، ولقوله-صلى الله عليه وسلم : (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين)، وفي الفظ الأخر (أرخوا اللحى) ، هذا كله يدل على أنها لا يتعرض لها بشيء لا بقص ولا بتهذيب.
 
16- أنا شاب متزوج، وأعيش وزوجتي مع الأسرة، وأعمل الآن في إحدى الدول الشقيقة، وما أكسبه من أجل الأسرة جميعاً، لوالداي وأشقائي، فهل يحق لي الحج دون إذن والداي، مع العلم أنهما لم يحجا بعد؟
إذا كانت نفقتهما عليه وأنهم في حاجة إلى هذا المال وليس فيه فضل حتى تحج منه فهم مقدمون، فأنت إن كنت لا تستطيع أن تنفق عليهم، فلا حج عليك حتى تستطيع، أما إذا كان عندهم مال، عندهم قدرة وهذا من باب المساعدة لهم فعليك أن تحج من هذا المال الذي تستطيع به ذلك، وأنت أعلم بالواقع.  

501 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply