حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 50 محاضرة

حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير

1- ماذا يجب على الشاب الذي يريد أن يتعفف عن الشهوات ويتبع طريق الحق؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: الواجب على الشاب وعلى غير الشاب تقوى الله - جل وعلا- في جميع الأوقات، والحذر من جميع ما حرم الله، ليس هذا خاص بالشاب بل بكل مكلف وبكل مكلفة من الرجال والنساء وإن كان ابن ثمانين أو تسعين يجب على كل مسلم شابا أو شيخا رجلاً أو امرأة أن يتقي الله، وأن يبتعد عن محارم الله، وأن يحافظ على طاعة الله ورسوله التي أوجبها الله عليه، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله - سبحانه وتعالى-، وأن يبذل وسعه في ذلك أينما كان، سفراً وحضراً، في شدة ورخاء، في صحة ومرض، في جميع الأحوال، ومتى صدق في ذلك، وعلم الله من قلبه الإخلاص يسر الله أمره وأعانه ووفقه؛ كما قال - عز وجل-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: من الآية (2-3)]. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق: من الآية(4)]. ومن تقوى الله أن يصحب الأخيار، ويجتهد في صحبة الطيبين الذين يعينونه على طاعة الله، ويباعدونه عن محارم الله، ويبتعد عن صفات الأشرار. وهكذا المرآة تحرص على لزوم بيتها، وإن دعت الحاجة إلى الخروج فليكن للأخيار الطيبين إلى الخيرات الطيبات بإذن زوجها إن كان لها زوج، وتبتعد عن زيارة من يدعو إلى الشر، أو يُخشى منه الشر، وهذا هو الطريق السوي للنجاة من أسباب الشر أن يبتعد الإنسان عن ما حرم الله، وأن يحرص على أداء ما أوجب الله، وأن يستغل الخير من قراءة القرآن الكريم، وذكر الله - عز وجل-، وغير هذا من وجوه الخير، وأن يصحب الطيبين، ويبتعد عن صفات الأشرار، إلى هذا من وجوه الخير.  
 
2- نحن من سكان البادية، وأنا في جهة ووالدي في أخرى، أي: أن كلاً منا له مسكنه، والدي يحضر الماء لمسكنه ولحلاله في سيارة، هل لي أن أستغل ذلك الماء ولو لم يعلم والدي؟
لا مانع أن تأخذ حقك من الماء إذا كنت مضطراً عند الضرورة لشربك، أو شرب البهائم عند الضرورة إذا كان ليس عليه ضرر ، ليس على والدك ضرر ولا على بهائمه، ولكن ينبغي أن تستأذنه، وأن تجتهد في ذلك، أما إن كنت تقدر فليس لك أن تأخذ شيئاً، بل عليك أن تجلب الماء لنفسك وماشيتك وأهل بيتك، لكن عند الضرورة، وخوف الموت عليك وعلى أنعامك تأخذ من هذا الماء الفاضل من فضل هذا الماء من دون مضرة على أبيك حتى تستأذنه، وحتى تجتهد في رضاه. المقصود لا بد من التفصيل عند الضرورة وخوف الموت عليك وعلى بهائمك وأنت عاجز تأخذ من فضل الماء هذا، وعند القدرة لا ، لا تأخذ إلا برضاه. المقدم: ماذا لو استخدم ذلك الماء في نوع من أنواع العبادة كالوضوء والطهارة؟ الشيخ: لا يستخدمه إلا للضرورة، وللشرب، وشرب البهائم، أما غير ذلك فالتيمم عند العجز عن الماء يتيمم إلا برضى والده إذا كان الأب بعيدا عنه. المقدم: كيف يكون الحكم سماحة الشيخ إذا كانت الحالة بالعكس الابن يملك الماء وعنده هذه الوسائل والوالد يضطر أحيانا إلى الماء؟. الشيخ: له أن يأخذ من مائه، الوالد أحق، له أن يأخذ من مال ولده ومن ماء والده ما لا يضر الولد، ولو كان بغير ضرورة الوالد؛ ما هو مثل الولد؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (أنت ومالك لأبيك). ويقول - صلى الله عليه وسلم- : (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم). فللوالد أن يأخذ من مال ولده أو من مائه ما يحتاجه بدون ضرر على الولد ولا على بهائم الولد إذا كان عنده فضل وليس عليه ضرر ولا على بهائمه للوالد أن يأخذ وإن كان غير مضطر.  
 
3- إنني أريد أن أكون أحد الدعاة إلى الله، وأدعو بالحق وبالعلم وبالمعرفة، بماذا تنصحونني في ذلك؟
ننصحك بالجد في طلب العلم، والتفقه في الدين، والدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى-؛ لأنك مسؤول مأمور بالدعوة إلى الله إذا كان عندك علم، والله - سبحانه وتعالى- يقول: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف: من الآية108)]. فعليك أن تدعو إلى الله، وترشد الناس إلى الخير في بيتك، وفي جماعتك، وفي مسجدك، وفي قبيلتك، حسب طاقتك، لكن إذا كان عندك علم من كلام الله ومن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وعرضت ذلك على أهل العلم، وأذنوا لك ووجهوك، فأنت اجتهد واعمل واحرص على الخير، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، وإن كان ليس عندك علم فلا تقل على الله ما تعلم، ولا تتكلم بغير علم، واسأل أهل العلم حتى يوجهوك ويبصروك، وإذا أحببت أن تكتب لنا في ذلك أرشدناك إن شاء الله.  
 
4- يحصل بين أمي وأبي نزاع ومخاصمة وشجار في كثير من الأحيان، وقد نصحتهما في ذلك كثيراً، كيف توجهونني حيال هذا الأمر، وهو يؤلمني كثيراً؟
نوصيك بالاستمرار في النصيحة وأنت مشكور ومأجور، نوصيك بالاستمرار بالنصيحة لوالديك جميعاً بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والرفق. المرآة الواجب تنصح بالسمع والطاعة لزوجها وأنت تعامله المعاملة الطيبة، وأن تتحمل بعض الأذى، وتوصي الوالد بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وعدم ظلمها وعدم التعدي عليها، والله يهديهما جميعاً، - نسأل الله أن يهديهما جميعا-. المقصود نوصيك بالاستمرار بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وهكذا أخوتك وأخواتك، كلكم استعينوا بالله في نصيحة الوالدين.  
 
5- ما حكم ذهاب المرآة للكوافير إذا كانت العاملات فيه نساء؛ وذلك لعمل الزينة والتجمل؟
شكر الله لكِ عملك، وقد أحسنت في استماعك لهذا البرنامج، ودعوة الناس إليه؛ لأنه مفيد جدا، ونافع، ونسأل الله أن ينفع به أكثر، وأن يوفق المسلمين للعلم النافع، والعمل الصالح. أما الكوافير فأنا أنصح أن لا تذهبي إليه مطلقاً، ويكيفك ما جرت به العادة بينك وبين جماعتك، أمك وأخواتك فيهن الكفاية، ولا حاجة إلى الكوافير التي أحدثها الناس الآن، فيها تكلف، وإضاعة مال، وربما أفضى ذلك إلى شر، ولو كان العاملات فيها نساء، فمهما أمكن الاستغناء عن ذلك فهو أولى، أما إذا كانت العاملة امرآة، ولا تعمل ما لا يجوز من تسريح الشعر، وتنظيفه ومشطه ونحو ذلك فلا بأس بذلك. أما إن كان عندها شيء آخر مثل نمص الحواجب، أو أشياء مما حرمها الله فاحذري، أما إذا كانت ليس عندها شيء إلا ما أباحه الله من كيفية مشط المرآة وتعليمها كيف تتنظف فلا بأس في ذلك. لكن في الغالب فيما بلغني أن عندهن أشياء تخالف الشرع في هذا العمل، فأنا أنصح بعدم ذلك حتى لا يتكلف ويُكتفى بما جرت عليه العادة في مثل بيتك وبيت أمثالك.  
 
6- ما حكم لبس المرآة للملابس الضيقة أمام النساء، وما حكم الخروج بها مع ارتداء الجلباب أو العباءة خارج المنزل، مثل المدرسة التي للبنات فقط؟
لبس الملابس الضيقة ما يجوز مطلقاً لا عند للنساء ولا عند للرجال ؛ لأنها تبين حجم العورة، وتفتن الناس، فالواجب الحذر منها، وأن تكون الملابس وسطاً، ليس فيها ضيق، وليس فيها اتساع يُبين العورة، ولكن متوسط، هذا هو الواجب على المرآة والرجل جميعاً أن تكون الملابس وسطاً لا ضيقة تُبين حجم العورة، ولا واسعة قد يبين منها بعض العورة، ولكن بين ذلك.  
 
7- ما حكم المسح على الجوارب الرقيقة؛ وذلك للصلاة عندما أكون في المدرسة؛ ذلك لأن وقت الصلاة محدد بعشر دقائق ومنها وقت الوضوء، فأمسح على الجوارب وإن كانت خفيفةً من أجل استغلال الوقت، فبم توجهونني؟
الوقت هذا قصير، العشر الدقائق قصيرة، فننصح القائمة على المدرسة بأن تزيد المدة إلى نصف الساعة أو نصف إلا خمس لعل المرآة يعني الطالبة تستطيع أن تقضي حاجتها وتتوضأ بسهولة وتصلي بطمأنينة؛ لأن عشر دقائق قليلة جدا، وليس كل طالبة على وضوء، فقد تحتاج إلى وضوء وإلى قضاء حاجة، وعليك أن لا تمسحي على الجوارب الرقيقة، لا بد أن تكون ساترة وإلا فاخلعيها واغسلي الرجل، لا بد أن تكون ساترة، صفيقة، تستر الرجل، لا تعرف الرجل هذه حمراء أو سوداء من دونها، بل تسترها ستراً كاملاً، وتستر الكعبين أيضاً.  
 
8- هل من يتهاون في طهارته من الحدث الأكبر أو الحدث الأصغر يكون حكمه كحكم تارك الصلاة - أي: كافر-؟ وهل يؤثر ذلك في عقد الزواج، مع أنه محافظ على الصلوات في أوقاتها ومع الجماعة؟
الواجب على المؤمن أن يتقي الله في طهارته، وأن يتوضأ كما أمره الله، ويغتسل كما أمره الله، ولا أظنّ مسلماً يتعمد النقص في غسله ووضوئه وهو يعلم، فإذا كان يتعمد ذلك، ولا يغسل إلا بعض بدنه في الجنابة، ولا يغسل إلا بعض الأعضاء في الوضوء، فصلاته باطلة، حكمه حكم من لا يصلي، إذا كان يتعمد ذلك، أما إذا قدر أن يقع منه خلل لم يفطن له هذا لا يضره، ولا يكون حكمه حكم من ترك الصلاة، ولكن يُرشد ويُعلم ويُوجه حتى يحتاط في غسله ووضوئه، وحتى ينتبه لما قد يقع منه. المقصود أن الواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالغسل والعناية بالوضوء، وأن يغتسلا كما أمرهما الله، وأن يتوضئا كما أمرهما الله، أما أن يتعمد التلاعب بالغسل والوضوء فهذا حكمه حكم من ترك الصلاة.  
 
9- كيف نقوم بتطهير البسط وما يسمى بالموكيت عندما تصيبه نجاسة، هل يجب علينا غسله كله بأكمله، أو يكفي أن نغسل مكان النجاسة؟
مثل الأراضي يصب عليه الماء، ويكاثر بالماء ويكفي؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- لما بال الأعرابي في المسجد أمر أن يصب عليه دلو من ماء، فهكذا الفرش يصب عليها ماء أكثر من البول، تكاثر، يكفي، والحمد لله. المقدم: إذا لا داعي لغسل البساط بأكمله؟ الشيخ: صب الماء يكفي على المحل، يكفي.  
 
10- ما حكم زيارة المقابر، وما هو المطلوب عند زيارتها؟
زيارة المقابر سنة قربة طاعة لله - جل وعلا-، لما فيها من التذكير بالموت، والتذكير بالآخرة والدعاء للأموات والترحم عليهم، فهي عبادة عظيمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة). وكان يعلم أصحابه - عليه الصلاة والسلام- إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية. وكان يزور القبور - صلى الله عليه وسلم- ويدعو لهم ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون غدا مؤجلون. ويقول : (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد). يدعو لهم، فالسنة الدعاء لهم بما تقدم، و هذه الزيارة فيها خير عظيم، وفضل كبير، وتذكير بالآخرة وبالموت، لكن هذا خاص بالرجال أما النساء فلا يزرن القبور، الرسول لعن زائرات القبور، هذا هو الصواب الذي عليه أهل الحق، أن المرآة لا تزور القبور، ولا تتبع الجنائز إلى القبور، ولكن تصلي على الميت لا بأس، تصلي على الميت في المصلَّى أو في المسجد لا بأس، وقد صلت عائشة - رضي الله عنها- على سعد بن أبي وقاص لما توفي في آخر حياتها - رضي الله عنها-. المقصود أن الصلاة على الموتى مشروع للرجال والنساء جميعاً، لكن زيارة القبور خاصة بالرجال لا للنساء.  
 
11- ما حكم زيارة الأضرحة والتبرك عند الأضرحة؟
الزيارة تقدم الكلام فيها ، الأضرحة هي القبور، فالسنة الزيارة للدعاء لهم، والترحم عليهم، والاعتبار والذكرى، أما للتبرك فلا يجوز، هذا شرك، التبرك بهم، ودعاؤهم من دون الله شرك أكبر، كمن يتبرك بقبورهم، أو بترابهم، أو يستغيثوا بهم، أو ينذروا لهم، أو يقولوا يا سيدي فلان اقضي حاجتي، أو انصرني، أو اشفي مريضي، أو أنا في جوارك، أو أنا أرجو بركتك، أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر عند أهل العلم، ولكن يزور القبور للذكرى والدعاء، الدعاء لهم يعني، يدعو لهم: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، ويتذكر الموت، مثل ما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). وفي اللفظ الآخر: (تذكر الموت).  
 
12- ما الحكم في تلاوة القرآن الكريم بدون وضوء، هل يشترط الوضوء أم أنه لا مانع، ولاسيما إذا كان من غير المصحف؟
التلاوة مشروعة مطلقا تلاوة القرآن الكريم مشروعة للمؤمن والمؤمنة وإن كان على غير وضوء إذا كان عن ظهر قلب، إذا كانت التلاوة عن ظهر قلب، أما من المصحف فلا بد من الوضوء، لكن إذا كانت التلاوة عن ظهر قلب فلا حرج يتلو الرجل والمرآة، وإن كان على غير وضوء بشرط ألا يكون على جنابة، فإن كان على جنابة لم يقرأ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يحبسه شيء عن القرآن إلا الجنابة. واختلف العلماء في الحائض والنفساء هل هما مثل الجنب لا تقرآن إلا بعد الغسل أم لهما حكم آخر؟ والصواب أنهما لهما القراءة، وليستا كالجنب؛ لأن مدتهما تطول، فلهما القراءة عن ظهر قلب، لا من المصحف، هذا هو الصواب. أما حديث : (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن). فهو حديث ضعيف عند أهل العلم. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- عائشة أن تهل بالحج وهي حائض، وأن تفعل ما يفعله الحجاج، ولم ينهها عن الذكر ولا عن قراءة القرآن، فدل على أن الحائض تقرأ، لكن من غير المصحف، وهكذا النفساء.  
 
13- أنا شاب - ولله الحمد- قائم بواجباتي نحو الله، ومحافظ على الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة، ولكن مشكلتي أنني في السابق قبل توبتي قد قمت بعمل وشم في يدي أجزم الآن أنه من أشد المحرمات -في يدي اليسرى-، وبعد أن اهتديت - ولله الحمد - حاولت أن أقوم بإزالته فلم أستطع ولم يزل، هل تنصحونني بإجراء عملية كعملية التجميل من أجل إجراء ذلك الوشم الخبيث الذي أنا متأثر منه الآن؟
لا شيء عليك والحمد الله، التوبة تجب ما قبلها، والحمد لله. أما الوشم فلا يضر بقائه إذا كانت إزالته يترتب عليها تعب ومضرة وكلفة، أما إذا كان إزالة الوشم يمكن بسهولة فأزله، والحمد لله، لكن إن كان ذلك يحتاج إلى نفقة كبيرة، أو فيه مضرة عليك، الجراحة تضرك فلا يلزمك ذلك، والحمد لله.  
 
14- أنا أشكو من سرعة الغضب، وعدم التصرف في وقت الغضب، فأرجو من الله ثم من سماحتكم توجيهي في هذا الأمر؟
الرسول - صلى الله عليه وسلم- لما رأى رجلا قد اشتد غضبه قال : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فإذا غضبت فاجتهد في تكرار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كررها واذكر الله، وأبشر بخير إن شاء الله يزول، ولا تعجل في تنفيذ الغضب، واحذر أسبابه قبل ذلك بالقيام من المجلس الذي فيه اللغط وأسباب الغضب بالاشتغال بالوضوء الشرعي بالاشتغال بقراءة القرآن بالكلام مع آخرين في أمور أخرى تشغلك عن هذا الغضب إلى غير ذلك، عليك أن تجتهد في العلاج بما تستطيع حتى يهدأ الغضب، وأهم من ذلك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من ذكر الله - سبحانه وتعالى- وسوف يزول الغضب، وإذا تيسر الوضوء، ..... الوضوء أيضاً يطفأ الغضب؛ لأن الغضب من الشيطان، ...........، والوضوء يطفئ النار.  
 
15- عند قراءتي لكتاب الله العزيز أخطئ في بعض الكلمات، فما الحكم؟
عليك أن تجتهد، وأن تتعلم من الذين يعرفون وأبشر بالخير إن شاء الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق، ويتتعتع فيه فله أجران). فأنت إن شاء الله مع الاجتهاد والتحري لك أجران، لكن عليك أن تجتهد في قراءته على أهل العلم من زملائك، ومن المدرسين، وممن تظن أن عنده علماً حتى تستفيد، اجتهد وأبشر بالخير إن شاء الله.  
 
16- إنني أعمل في مكان، وهذا المكان لا يمكنني من أداء صلاة الجمعة، لكني - بحمد الله- أصلي كل فرض، فبم توجهونني؟
إذا كنت بعيدا عن محل الجمعة فلا حرج عليك ، إذا كنت بعيدا لا تسمع النداء خارج البلد، في مزارع بعيدة، ليس عليك الجمعة عليك الظهر، أما إن كنت تسمع النداء فعليك أن تجيب الدعوة عليك أن تحضر الجمعة إذا استطعت، أما إن كنت مريضاً لا تستطيع، أو حارسا لا تستطيع ترك محل حراستك فأنت معذور، وإلا فالواجب عليك أن تبادر وأن تصلي الجمعة مع الناس إذا كنت قريباً.  
 
17- هل يجوز للصائم غسل فمه بالفرشاة والمعجون؟
نعم له غسله بالفرشاة والمعجون، لكن يحذر أن يذهب إلى جوفه شيء، يجتهد في بصق ما في فمه من ذلك حتى لا يبتلع شيئا.  
 
18- هل لي أن أصلي مقتديةً بما أسمع في الراديو؟
ليس لك ذلك، صلي وحدك، ولا تقتدي بما في الراديو.
 
19- ما الذي يجوز للمحادة إذا توفي عنها زوجها؟ هل تخرج من بيتها لقضاء حاجتها وأعمالها، مثل زيارة الأقارب، وهل تستطيع الخروج ليلاً أم نهاراً فقط؟
المحادة عليها أن تراعي خمسة أمور:
الأمر الأول: بقاؤها في البيت حتى تنتهي عدتها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المرأة بذلك، لكن لها الخروج لحاجتها، مثل: شراء حاجة من السوق طعام أو غيره من السوق، أو الذهاب إلى المستشفى للعلاج، أو المحكمة للخصومة لا بأس بذلك، وهكذا خروجها لكونها مدرسة أو طالبة لا بأس بذلك، أو مديرة، لكن مع مراعاة الأمور الأربعة الأخرى.
الثاني: عدم الملابس الجميلة ملابس عادية.
الثالث: عدم الطيب.
الرابع: عدم الحلي لا ذهب ولا فضة ولا أسورة من ماس أو غيره.
الخامس: عدم التكحل والحناء، فإذا راعت هذه الأمور؛ فلها الخروج لحاجتها من تدريس أو طلب علم أو خصومة أو علاج.. أو نحو ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. 

451 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply