حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

22 / 50 محاضرة

حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى

1- إذا خطب الإنسان من أناس فهل له أن يذهب إلى بيتهم ليزورهم من أجل أن يتم الاتفاق على كل شيء، وكذلك من أجل أن تحصل الألفة بين العروسين؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا حرج في الزيارة من الخطيب إلى أهل المخطوبة لا بأس بذلك إذا كان في ذلك مصلحة للخاطب والمخطوبة للتعرف ولمعرفة أحوال الجميع ، وللتعاون على البر والتقوى. المقصود أنه لا حرج في الزيارة للمصلحة.  
 
2- أنا رجل قد تزوجت من امرأة منذ سنوات عديدة، وكانت زوجتي هذه لها أخت قد تزوجت من رجل وأنجبت منه ولداً، فطلقها زوجها، وبعدما طلقها تزوجها أخي، فأنجبت منه بنتاً، بعد أسبوع تماماً أنجبت زوجتي أيضاً بنتاً، فتبادلت كل من زوجتي وزوجة أخي الرضاعة ، فابنتي رضعت من خالتها، وهكذا ابنة خالتها رضعت من أمها، واستمرت الرضاعة لمدة خمسة أشهر، وكان حينها الولد - الذي حدثتك عنه سابقاً - له من العمر ست سنوات، والآن وبعد مضي العديد من السنوات تقدم هذا الولد للزواج من ابنتي التي تصغر أختها التي رضعت بست سنوات، وكل هدفي من طرح هذه القضية - لسماحتكم- هو: هل يجوز زواج ابنتي من هذا الشاب، مع ملاحظة أن ابنتي هذه لم ترضع من خالتها، وهو أيضاً لم يرضع؟
لا حرج في ذلك ، إذا كان الواقع هو ما ذكر لا حرج في ذلك؛ لأن الرضاعة تختصص بمن رضعت التي رضعت من أمه هي أخته لا تحل له ، أما أخواتها الآتي لم يرضعن من أمه ، وهو لم يرضع من زوجتك فلا حرج في ذلك.  
 
3- ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان في مكبرات الصوت؟
السنة بعد الأذان قفل المكبر، إذا قال: لا إله إلا الله، انتهى الأذان يقفل المكبر، وتكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصوت العادي بعد ذلك من غير أن يكون في المكبر؛ لأن السنة أن المؤذن يجاب، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول)، يعني: يقول مثله: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله.. إلى آخره، إلا عند الحيعلة عند حي على الصلاة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وعند حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول بعد هذا: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان مؤذناً بعد قفل المكبر، لا يصلي مع الأذان، انتهى الأذان، انتهى الأذان بقوله: لا إله إلا الله؛ فيقفل المكبر، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بالصوت العادي الذي يسمعه من حوله، ثم يكمل اللهم صل على النبي، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد)، هكذا جاء في الحديث الصحيح، أن السنة للمؤمن أن يقول هذا بعد الأذان، رواه البخاري في صحيحه، لكن بغير زيادة: (إنك لا تخلف الميعاد)، وهذه الزيادة رواها البيهقي بإسناد جيد، والمؤمن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، المؤذن والمستمع يصلي بعد الأذان، بعد فراغ الأذان، لكن المؤذن لا يقولها مع الأذان، بل يقفل المكبر، ثم يقولها بالصوت العادي.
 
4- هل يجوز قراءة القرآن للميت؟ وهل يجوز للإنسان أن يصلي للميت، أم الصدقة والدعاء والحج تكفي ذلك؟ أرشدونا جزاكم الله خيراً.
نعم، نعم، ليس في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية القراءة على الميت، أو الصلاة على الميت، وإنما المشروع عن الميت الصدقة عنه، والدعاء له، والحج عنه ، والعمرة ، هذا هو الوارد في الأحاديث ، أما كونه يقرؤا عنه، ويثوب له، أو يصلي عنه هذا لا أعلم له دليلاً شرعياً ولو قاله بعض أهل العلم لكن ليس عليه دليل فيما أعلم.  
 
5- قبل سفري أعطتني والدتي مبلغ خمسمائة جنيه على سبيل السلف، وبعد سفري بمدة وخلال وجودي خارج بلدي علمت أن الله قد اختارها إلى جواره، فما حكم الشرع في هذا المبلغ، علماً أنّ لي أختاً زوجها متوفى وتعول أبناءً كثيرين، فهل أعطيها المبلغ، أم ما هو الحكم؟
بينك وبين أختك على قسمة الله - جل وعلا- إذا كانت الوالدة ليس خلفها من الورثة سواك وأختك فإن هذا المبلغ بينكما للذكر مثل حظ الأنثيين إلا أن تسمح لك بحقها وهي مرشدة.  
 
6- لي أخت أكبر مني بكثير، وزوجها متوفى، وتذهب إلى زيارته في المقبرة، وبحكم أنها أكبر مني بكثير لا أستطيع أن أطلب منها عدم زيارة زوجها في المقبرة - كما يقول الشرع -، فما هو الحكم؟
الواجب عليك أن تبلغها الشرع ، وأن تنصحها؛ لأن الدين النصيحة ، والله يقول – سبحانه- : الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر [التوبة: من الآية71)]. ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر)]. النصيحة من التواصي بالحق ، وهكذا قوله - سبحانه وتعالى-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: من الآية2)]. النصيحة من التعاون على البر والتقوى. والنبي - عليه الصلاة والسلام- يقول : (الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). فتنصحها وتقول: يا أختي لا يجوز لكِ أن تزوري القبور لا زوجك ولا غيره؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- لعن زائرات القبور. تنصحها تقول لها إن الزيارة للنساء لا تجوز للقبور لا للزوج ولا لغير الزوج، بل ظاهر الأحاديث أنها من الكبائر ؛ لأن اللعن إنما يكون على الذنوب العظيمة، لكن تدعو له في بيتها وفي أي مكان تدعو له وتترحم عليه وتتصدق عنه هذا طيب، أما أن تزور المقابر لأجل زيارته فهذا ممنوعة، وعليك أن تنصحها وتعلمها - نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق-. 
 
7- هل صبغ شعر الرأس واللحية حلال أم حرام؟
السنة صبغ الرأس واللحية إذا وخطه الشيب فالسنة أن يصبغ بغير السواد؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (غيَّروا هذا الشيب واجتنبوا السواد). وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يصبغ، والصحابة كذلك. فالسنة تغيير الشيب بالصفرة والحمرة أو بالسواد المخلوط بغيره، أما السواد الخالص فهذا ممنوع ؛ لأن الرسول نهى عنه - عليه الصلاة والسلام -، وهذا للمرآة والرجل، يستحب تغيير الشيب للمرآة والرجل كالرأس للرجل والمرآة وفي اللحية أيضا للرجل لهذا الحديث الصحيح: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد). اللهم صلى عليه وسلم.  
 
8- ما هو توجيه سماحتكم لمن أراد أن يتخذ خاتماً من فضة أو يضع سناً من فضة، جزاكم الله خيراً، وهل هذا حلال أم حرام؟
الخاتم من الفضة لا بأس به وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم- والصحابة ، الخاتم من الفضة لا بأس به للرجال والنسا. أما وضع السن من الفضة أو من الذهب إذا دعت إليه الحاجة فلا بأس وإلا فالأولى أن يتخذ من غير الذهب والفضة من معادن أخرى وجواهر أخرى والمواد الأخرى وهناك مواد تتخذ منها الأسنان من غير الذهب والفضة، تكفي عن الذهب والفضة ، لكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك إلى الذهب والفضة فلا حرج في حق الرجل. وأما المرآة فلا بأس بذلك من باب أولى إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس.  
 
9- أريد حفظ القرآن الكريم لكنني لم أستطع نظراً لمشاغل الحياة، فما هو توجيهكم؟
الحفظ للقرآن ليس بواجب لكنه مستحب، فإذا تيسر لك الحفظ فالحمد لله وإلا فلا حرج عليك. ولا شك أن الحفظ من نعم الله العظيمة إذا تيسر للمؤمن حفظ القرآن أو المؤمنة فهذا من نعم الله العظيمة. والمقصود من ذلك التدبر أن تكثر من قراءته فإذا تيسر لك الحفظ فهذه نعمة كبيرة وإلا فعليك بقراءته من المصحف مع التدبر والتعقل؛ لأن المقصود من إنزاله العمل به، وقراءته بالتدبر والتعقل من أسباب فهمه، ومن أسباب العمل به. فالمشروع للجميع من الرجال والنساء العناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والتفقه فيه، والعمل بما دل عليه من فعل الأوامر وترك النواهي ، والاعتبار بما قص الله علينا من أخبار الماضين حتى نحذر أعمالهم الخبيثة ، وحتى نعمل ما يكون سببا لمرضاة ربنا ، ونجاتنا في الدنيا والآخرة ، يقول سبحانه : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [صّ:29)]. ويقول سبحانه في كتابه العظيم: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا. [محمد:24)]. ويقول جل وعلا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: من الآية9)]. فالمشروع لكل مؤمن ومؤمنة العناية بالقرآن ، والإكثار من تلاوته بالتدبر والتعقل ، والتفهم ، ومراجعة كتب التفسير للفائدة ، وسؤال أهل العلم عما يشكل ، والعمل. المقصود العمل أن تعمل بطاعة ربك، وأن تؤدي فرائضه ، وتحذر محارمه عن بصيرة وعن علم وعن رغبة فيما عند الله، وحذر من عقابه - سبحانه وتعالى-، ولك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها ؛ كما صح به الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول عليه الصلاة والسلام : (من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها). هذه من نعم الله العظيمة أن يحصل لك الخير العظيم بقراءة كتاب الله من العلم والعمل، وهذه الحسنات العظيمة.   
 
10- أنا أعمل في مزرعة، والمسافة بين المزرعة والمسجد ثمانية كيلو مترات، وعندما أذهب لصلاة الجمعة أذهب ماشياً على الأقدام وأرجع ماشياً، ولكن المشوار يؤثر علي في العمل، ولم أكمل في هذا اليوم عملي؛ لأني أحس بالتعب والإرهاق، هل علي ذنب في هذا العمل، أم أصلي في المزرعة خوفاً من الله بأني قصرت في عملي في هذا اليوم؟
إذا كان الواقع هو ما ذكرت فلا يلزمك الذهاب إلى المسجد الذي يبعد عن المزرعة هذه المسافة ثمانية كيلو، ولك أن تصلي في المزرعة ظهرا وهكذا بقية الأوقات إذا كان ما حولك مسجد وإذا كان عندك جماعة صلي مع الجماعة ، صلي مع الجماعة ولا تصلي وحدك، ولا تلزمك الصلاة في المسجد البعيد الذي ذكرت ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال : (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر). وهذه مسافة لا يسمع معها النداء ، أما سماعه بالمكبر فلا يترتب عليه الحكم، المقصود سماعه بالسمع المعتاد، والصوت المعتاد، والأذان المعتاد، أما المكبرات فقد تسمع من بعيد فلا يتعلق الحكم بها.  
 
11- عندنا رجل كبير في السن يبلغ من العمر تسعين عاماً، ولديه زوجة لا تصلي، مع العلم أنه أمرها بالصلاة فأبت، فهجرها فصلت حيناً - أي: بعض الأيام - وقطعتها، فأعطاها مرتباً يومي - أي: بعض النقود - ثم قطعتها، فقال لها: أنا بريء منكِ يوم الحساب، وأترك الأمر إلى الله، فقلت له: طلقها، قال: لا أستطيع، أنجبت منها أولاداً كثيرين وأنا رجل كبير في السن، ولا أستطيع الزواج مرةً أخرى، وليس عندي من يعد لي الطعام ويقوم بواجبي وواجب بيتي، فهل لهذا الرجل أن يبقى مع هذا المرآة والحال ما ذكر، أم توجهونه إلى شيء آخر، علماً بأنه من المحبين لهذا البرنامج؟
الصحيح من أقوال العلماء في هذه المسألة أن تارك الصلاة عمدا يكون كافرا كفرا أكبر ، فهذه المرآة تعتبر كافرة كفرا أكبر ، وبخروجها من العدة بعد كفرها تكون غير امرأة له ، لكن لا مانع من أن تخدمه ، وأن تخدم أولادها، وعليه أمرها بالحجاب ، وغض البصر عنها ، وأن لا يخلو بها ، ولا حرج أن تبقى في خدمة أولادها ، وينفق عليها من أجل خدمة أولادها وأولاده، مع الدعاء لها بالهداية ، ومع النصيحة لعل الله يهديها فترجع إلى الصواب، وهكذا أهلها ينصحونها لعل الله يهديها بأسبابهم ، وبكل حال هو يعتبرها خادمة لا زوجة ، ولا يخلو بها، ولا ينظر إليها، ويأمرها بالحجاب عنه حتى يهديها الله، ويردها إلى الصواب، فإذا هداها ورجعت إلى الصواب فهي زوجته. المقدم: إذا لا بد أن يكون موقفه حازما والحال ما ذكر؟!! الشيخ: هذه هو الواجب عليه، واختلف العلماء هل ترجع إليه بنكاح جديد أم لا ترجع بنكاح جديد؛ لأنه لم يطلقها وتبقى معلقة متى هداها الله رجعت إليه؟ الصواب أنها ما دامت بهذه الحال ، ولم ترغب النكاح في غيره، وهو لم يطلقها متى رجعت، وهداها الله فهي زوجته.  
 
12- رجل أمر زوجته بارتداء الحجاب الشرعي فأبت، ماذا يفعل؟
يستمر في نصيحتها ، ويتعاون مع أهلها في ذلك لعلّ الله يهديها بأسبابهم ؛ لأن هذه معصية ، فعليه أن يستمر في النصيحة، ولا مانع من تأديبه لها على ذلك تأديباً لا يضرها بضرب غير مبرح من باب إنكار المنكر إذا كانت لا تبالي به إذا كان عند الأجناب ، عند الرجل الأجنبي.
 
13- عندنا إذا مات الميت وأثناء وجوده في البيت، وعندما يجيء أحد في العزاء يقوم أحد الحاضرين بكشف وجه الميت، وبعد ما يغسل ويصلى عليه في المسجد يقوم أحد أقاربه بفك الغطاء عن وجه الميت بذكر الصلاة على محمد - صلى الله عليه وسلم-، ثم يقوم الحاضرون جميعاً بما يسمونه نظرة الوداع، فما هو رأيكم في هذا العمل؟
هذا لا أصل له ، ليس له أصل هذا ، والسنة أن يدفن مغطى بالكفن وجهه وغير وجهه ، السنة أن يكون الكفن عاما، وأن لا يكشف وجهه ولا غيره، أما ما دام بينهم إذا كشفوه ليسلم عليها من هو من محارم إن كان زوجته وإخواته، أو يسلم عليه الرجل إذا كان رجلا فلا بأس أو امرأة يسلم عليها محارمها أو زوجها لا حرج في ذلك، النبي - صلى الله عليه وسلم- لمَّا توفي وجاء الصديق من منزله كشف وجهه وقبله، وقال: طبت بأبي أنت وأمي حيا وميتا - عليه الصلاة والسلام-. فإذا كشف لمصلحة تقبيله، أو النظر إليه والدعاء له فلا حرج في ذلك، لكن عند وضعه في القبر لا يكشف وجهه ، بل يكون مغطى الوجه وجميع البدن في القبر.  
 
14- هل يلقى الميت في القبر على ظهره أو على جنبه الأيمن متجهاً إلى القبلة؛ لأني أرى الناس عندنا يطرحون الميت على ظهره، وبعد الأربعين من موت الميت يقوم أقاربه بإلقاء عزيمة كبيرة ويسمونها الفاتحة، ما هو رأيكم في ما يفعله الناس؟
السنة أن يوضع على جنبه الأيمن موجها إلى القبلة هذا هو السنة ، فإنَّ الكعبة هي قبلة المسلمين أحياءً وأمواتاً. وأما هذه العزيمة فلا أصل لها، بل هي بدعة. 
 
15- أيضاً بعد موت الميت يقومون بالقراءة لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك تؤخذ باقة من الورد وتلقى على قبره ما هو توجيهكم؟
كذلك بدعة القراءة على القبر لا يوم ولا أيام كله بدعة ، لا يقرأ على القبور، ولا يجتمعوا للقراءة على الميت كل هذا من البدع . أما إذا كانوا في المجلس وقرأ واحد يسمعهم للفائدة فلا حرج في ذلك، أما أن يجتمعوا ليقرؤوا للميت ، ويثوبوا للميت فهذا لا أصل له ، وهكذا لو اجتمعوا على قبره، أو قام أحد يقرأ على قبره كل هذا خلاف الشرع. المقدم تكملة السؤال: يضعون أيضا الورود على النعش وهم يحملون الميت إلى المقبرة ويقولون بصوت عالي : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؟ الشيخ : كل هذا لا أصل له، ووضع الورود على النعش وعلى الميت كل هذا لا أصل له ، وإنما السنة تطييبه بعدما يغسل يطيب ويكفن هذا السنة ، أما طرح الأوراد أو الأطياب على النعش أو كذا هذا لا أصل له، كذلك رفع الصوت بالتسبيح أو بالتهليل أو بالتحميد أو بالتكبير لا أصل له ، بل والسنة في هذا المقام خفض الصوت، والإقبال على محاسبة النفس، والتفكير في الموت وما بعده حتى يعد العدة لهذا الأمر العظيم الذي وقع في هذا الحاضر ، فالذي وقع به سيقع بغيره. فالسنة خفض الأصوات في هذه الحال مع الجنائز، وعدم رفع الأصوات مع الجنازة، وعند السير بها إلى الصلاة ، أو الدفن. أما ما يفعله بعض الناس سبحوه ، أو وحدوه، أو اذكروا الله هذا ليس له أصل.  
 
16- يسأل أخيراً عن المعرس، وعن حكم الحناء له ووضع الورد على الحناء؟
لا نعلم لهذا أصلا ، والحناء من أعمال النساء، ومن صفات النساء ، ليس من أعمال الرجال. كونها تجعل الحناء في يديها أو في رجليها هذا من صفات النساء ومن تزينهن لأزواجهن. أما إذا كان في بلد من عادتهم وضع الحناء للرجل في يد أو في رأس أو في غيره عادة له، وليس من التشبه، بل هو عادة لهم يصنعون نفسه للرجال فهذا لا يكون فيه تشبه، إذا كان من عادتهم أن الرجال يفعلونه، وليس من خصائص النساء. 
 
17- ما هو الشيء الذي إذا فعله الإنسان الحي يصل ثوابه إلى الميت؟
الدعاء للميت، والصدقة على الميت، والصلاة عليه في صلاة الجنازة، والحج عنه، والعمرة عنه، وقضاء دينه إذا كان عليه دين كل هذا ينفعه حيا وميتا.
 
18- حاولت المجيء إلى المملكة، ولكني لم أجد إلا بعد تغيير اسمي إلى اسم شخص آخر، وحينئذ حصلت على التأشيرة وأتيت إلى المملكة بهذا الاسم، وتزوجت ورزقني الله بطفل على إثر ذلكم المجيء، ما حكم ما فعلت؟
الكذب لا يجوز، وهذا العمل من الكذب، وانتحال شخصية أخرى، والانتساب إلى غير أب الإنسان محرم، ومن الكبائر، فليس لك هذا العمل ، ولا يجوز لك هذا العمل، والواجب أن تخبر أهل الزوجة بالحقيقة حتى يكونوا على بينة وعلى بصيرة ، وأن تغير الذي معك من جواز أو إقامة أو غيرها على الحقيقة ، وليس لك أن تعمل هذا العمل مستقبلاً ؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح : تقول له أم كلثوم - رضي الله عنها- للنبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح : (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيراً وينمي خيرا. ثم قالت: ولم أره يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس وحديث الرجل وامرأته والمرآة وزوجها ، وفي الحرب. المقصود أن الكذب منكر، ومحرم، والرسول يقول: (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار). وعملك هذا ليس من الثلاث التي رخص فيها النبي -عليه الصلاة والسلام-.  
 
19- كان عندي شيء، وحلفت بالطلاق ألا أبيعه، وبعد ذلك احتجت لقيمته ثم بعته، هل وقع الطلاق؟ ثم حصل لي قضية أخرى وقلت لزوجتي: إني لن أفعل الشيء الفلاني لأنه حرام؛ وحلفت ألا أفعله، ولكني فعلته بعد أن حلفت بالطلاق، ما حكم ما فعلت، وهل زوجتي حلال؟
إن كان المقصود إيقاع الطلاق وقع الطلاق بالفعل وبالشيء الذي طلقتها ألا تفعله أما إذا كان المقصود الامتناع من البيع والامتناع من الفعل الذي أمرتها ألا تفعله ليس قصدك إيقاع الطلاق وإنما قصدك التشديد على نفسك بأن تمتنع وتحذر هذا الشيء ثم فعلته فعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فمن عجز صام ثلاثة أيام هذا إذا كان قصدك الامتناع من البيع والامتناع من الشيء الذي أردت ألا تفعله وليس قصدك إيقاع الطلاق أما إن كان قصدك الامتناع وإيقاع الطلاق جميعا فإنه يقع بهذا طلقة على زوجتك إذا فعلت مع حلفت على تركه وننصحك بألا تعتاد هذه الأمور وأن تجتنب الطلاق وإذا دعت الحاجة تكتفي باليمين والله ما أفعل هذا أو والله لأفعلن كذا كفى اليمين فيها كفاية أما استعمال الطلاق فهو شيء خطير وربما حرمت عليك زوجتك وأنت لا تشعر بسبب تساهلك بهذا الأمر.

478 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply