حلقة 859: سجود التلاوة على غير وضوء - هل لزينة المرأة مقدار معين - من مات وعمره خمسة عشر سنة هل على أهله أن يحجوا عنه ويتصدقوا عنه - المأموم نسي قراءة الفاتحة بعد الإمام فماذا عليه - أذان الفجر أثناء صلاة الوتر - أحكام الأضرحة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

9 / 50 محاضرة

حلقة 859: سجود التلاوة على غير وضوء - هل لزينة المرأة مقدار معين - من مات وعمره خمسة عشر سنة هل على أهله أن يحجوا عنه ويتصدقوا عنه - المأموم نسي قراءة الفاتحة بعد الإمام فماذا عليه - أذان الفجر أثناء صلاة الوتر - أحكام الأضرحة

1- بالنسبة لمن يحفظ القرآن الكريم ويقرؤه عن ظهر قلب، ووردت آية فيها سجود ولكنه كان على غير وضوء، فماذا يفعل، أيسجد أم لا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فإن الله -جل وعلا- شرع للمسلمين سجود التلاوة عند المرور بآية التلاوة، سواء كان القارئ يقرأ نظراً أو حفظاً، وقد سجد النبي-صلى الله عليه وسلم- في مواضع عديدة من القرآن الكريم، بلغت خمسة عشر موضعاً، فإذا مر القارئ بآية السجدة وهو على غير وضوء، شرع له السجود على القول الصحيح؛ لأنها ليست صلاة، ولكنها خضوع لله، فلا يشترط لها الطهارة كما ثبت ذلك عن ابن عمر والشعبي وقاله جماعة من أهل العلم، فليست الطهارة شرطاً لسجود التلاوة ولا لسجود الشكر، بل متى مر القارئ بآيات السجود فإنه يسجد، وكذلك هي من ذوات الأسباب فيسجد ولو حتى في وقت النهي كالعصر وبعد الفجر، يسجد في أي وقت، إذا قرأ السجدة يسجد مطلقاً سواء كان على طهارة أو على غير طهارة، وسواء كان في وقت الصلاة أو في وقت النهي، هذا هو القول الصواب في هذه المسألة -والله ولي التوفيق-. 
 
2- بالنسبة لزينة المرأة من الذهب هل لها مقدار معين؟، وإذا كان ذات وزن كبير -مثلاً- فكيف تكون الزكاة؟
ليس للحلي للمرأة مقدار معين فيما نعلم، بل لا بأس أن تتزين بما يسر الله لها من الزينة من الأساور والقلائد والخواتم ونحو ذلك، وإذا بلغت هذه الزينة من الذهب النصاب عشرين مثقالاً يعني أحد عشر جنيه ونصف بالجنيه السعودي وبالغرام اثنين وتسعين غرام متى بلغت النصاب هذا وجب عليها الزكاة في أصح قولي العلماء، أنها تزكي في الألف خمسة وعشرون، يعني ربع العشر، هذا هو الصواب، وقال بعض أهل العلم أن الحلي ليس فيها زكاة، والصواب أن فيها الزكاة؛ لأنه ورد في ذلك أحاديث صحيحة صريحة تدل على ذلك، -والله ولي التوفيق-.
 
3- كان لي أخوان، أحدهما في سن الثالثة عشرة والآخر في سن الخامسة عشرة، وقعا في حفرة، وماتا مختنقين تحت التراب، سؤالي: هل عليهما تكليف فنستغفر الله لهما، ونحج عنهما، ونعتمر عنهما؟، وهل يعتبران من الشهداء؟
يرجى لهما خير، وإذا كانا لم يبلغا الحلم فإنهما لا شيء عليهما من جهة التكليف، من جهة الإثم، ولهما أجر أعمالهما الطيبة من صلاة وذكر وقراءة، ونحو ذلك. والتكليف يكون بأحد أمور ثلاثة: إما بإنبات الشعر الخشن الشعرة حول الفرج، وهذا قد يقع قبل خمسة عشر سنة، قد يقع في الرابعة عشر، قد يقع في الثالثة عشر، قد يقع في الثانية عشر. الثاني: الاحتلام، إذا احتلم، إذا احتلم أنه يأت المرأة وأنزل المني، أو أنزل المني بالشهوة، ولو كان من غير احتلام، هذا يكون بالغا في ذلك ولو كان أقل من خمسة عشر سنة. والثالثة يعني العلامة الثالثة: بلوغ خمسة عشر سنة، إذا أكمل خمسة عشر سنة، صار مكلفاً، فهذان أحدهما قد بلغ خمسة عشر سنة، فإذا كملهما فهو مكلف، وإذا كان لم يكملها ولم يعرف أنه أنبت الشعر الخشن حول الشعرة، ولا يعرف أنه أنزل المني بالشهوة فهو غير مكلف، ولكن إذا حج عنه أو اعتمر عنه أو تصدق عنه، أو عن أخيه، كله ينفع، كله فيه أجر وخير، والحمد لله. 
 
4- في صلاة العيد نسيت في الركعة الأولى أن أقرأ الفاتحة عندما سكت الإمام، هل علي إعادة هذه الصلاة، أم تجزئ قراءة الإمام عني؟
ما دمت ناسية فقراءة الإمام تكفي، ليس للمأموم أن يدع الفاتحة لا في صلاة العيد ولا في الفرائض يقرأ الفاتحة لكن إذا نسيها أو كان جاهلاً تحملها الإمام، أو لم يأت إلا في الركوع، والإمام في الركوع تحملها عنه الإمام والحمد لله، ولا إعادة عليه.
 
5- بالنسبة للوتر مرة أو مرتين حدث وأنا أصلي الوتر أن أذن الفجر، وأحياناً بعد السلام يكون الأذان في بدايته، هل علي إعادة هذا الوتر؟
يكفي لأن الأذان يكون على الظن، ظن الصبح فإذا أذن والإنسان في الوتر كمله والحمد لله ولا بأس ويكفي.
 
6- ما حكم الأضرحة في الإسلام، وهل تجب الزيارة لغير الأماكن المقدسة كزيارة ضريح مثلاً، ما حكم الشرع في ذلك؟
أما الأضرحة ففيها تفصيل: الأضرحة هي القبور، فالسنة أن ترفع عن الأرض قدر شبر، حتى يعلم أنها قبور، حتى لا تمتهن، ولهذا في حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع قدر شبر، وأوصى أن يفعل في قبره كذلك، يعني سعد. أما ما يتعلق بالبناء عليها اتخاذ المساجد عليها والقباب هذا لا يجوز، هذا منكر، عند أهل العلم بدعة، ومن وسائل الشرك، ولهذا قال النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وفي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه، فلا يجوز البناء على القبور لا مسجد ولا قبة ولا غيرهما ولا يجصص أيضاً؛ لأن هذا من وسائل الشرك، من وسائل أنه يعظم ويدعى من دون الله ويستغاث به، فيقع الشرك، فالبناء على القبور واتخاذ القباب عليها والمساجد والسرج من الوسائل المحرمة، من وسائل الشرك ولهذا حذر منها النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولعن أهلها. فالواجب على كل مسلم أن يحذر ذلك، وأن لا يبني على القبر لا مسجد ولا غيره ولا قبة ولا يجصص ولا يتخذ عليه سجد ولا ستور، كل هذا لا يجوز، بل ذلك من وسائل الشرك؛ لأن البناء أو الستور أو السرج أو المساجد أو القبة كل هذا من وسائل التعظيم والشرك. وإذا دعا الميت قال: يا سيدي، أو يا فلان أغثني، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو أنا في حسبك وجوارك؛ كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عمل المشركين الأولين. فالواجب الحذر من ذلك. وهكذا الطواف بالقبور، يطوف عليها يرجو بركتها، ويرجو فضل أهلها، ويرجو نفعهم هذا من الشرك الأكبر. أما إذا كان جاهلاً يظن أن الطواف سنة مثل الكعبة يطوف لله يتقرب إلى الله هذا بدعة منكر، يكون من وسائل الشرك، أما إذا طاف يتقرب إلى صاحب القبر، فهذا هو الشرك الأكبر، مثل لو دعاه واستغاث به أو نذر له، أو ذبح له، كل هذا من الشرك الأكبر. فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك، وإنما الزيارة الشرعية أن يزور القبور للتسليم عليهم والدعاء لهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). هكذا يقول-صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). فيأيتهم ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، هكذا علم النبي الصحابة علمهم هكذا -عليه الصلاة والسلام-، إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. هذه الزيارة الشرعية ثم ينصرف، لا يصلي عند القبر، ولا يقرأ عنده، ولا يطوف به، ولا يسأله قضاء حاجة، كل هذا لا يجوز. 
 
7- أردت أن أتزوج بفتاة، لكن تلك الفتاة مشغولة موظفة بإدارة، ورغم ذلك لم تحتجب، ما حكم الشرع في الزواج بها، هل هو ممكن أم لا؟
إذا كانت مسلمة طيبة توحد الله، تعبد الله وحده لا تعبد أصحاب القبور، وكانت تصلي فإنها يجوز الزواج بها، وتُعلم الحجاب يقال لها: تحجبي؛ لأنه لا يجوز للمرأة أن تكشف للأجانب؛ لأن الله يقول سبحانه في كتابه العظيم: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ البعولة الأزواج إلا لبعولتهن أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ.. الآية من سورة النور(31)]. ويقول سبحانه في سورة الأحزاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. فتُعلم أنه يجب عليها الحجاب، ولا توظف مع الرجال توظف في عمل النساء، لا توظف في عمل الرجال؛ لأن عملها مع الرجال فتنة، من أسباب الشر، ووقوع الفواحش، لكن تكون في عمل النساء، ممرضة طبيبة للنساء مديرة مدرسة النساء، عميدة لا بأس مع النساء خاصة.
 
8- كثر الحديث عن جماعة التبليغ والدعوة ما بين داعٍ إليها مؤيد لها، وما بين منكر عليهم متهم إياهم بالبدعة، ونحن معاشر طلاب العلم والعامة أصبحنا في حيرة من هذا الأمر، كثيراً من الشاردين عن الدين وعن السنة يسيرون معهم فلا يلبثون إلا قليلاً حتى تتحول حياتهم إلى التزام مفرح بالإسلام وبالسنة، ثم نسمع بعض العلماء من يحذر من السير معهم؛ لأنهم جهال مبتدعون، فنرجو من سماحتكم البيان المفصل في هذا الأمر، ونصيحة والدنا الحبيب لنا معاشر طلاب العلم ومعاشر العامة، نسأل الله أن يحفظكم ذخراً للإسلام وأن يمتع بكم ويطيل لنا في عمركم ردءاً للإسلام ومنهلاً للعلم جزاكم الله خيراً، علي سعيد السماري ، الدوحة -قطر-.
جماعة التبليغ لهم نشاط طيب، في أماكن كثيرة في الباكستان، وفي أفريقيا، وفي أوغندا وفي غيرها، لهم نشاط طيب، وقد نفع الله بهم كثيراً، وأسلم على أيديهم كثيراً من الناس وصلح على أيديهم كثيراً والتزم بالحق.
لكنهم ليس عندهم نشاط مطلوب في بيان العقيدة السلفية وما يتعلق بدعوة القبور والاستغاثة بالأموات، نشاطهم في مواد معلومة اصطلحوا عليها، فإذا تيسر أن يكون معهم من أهل العلم.. من أهل السنة .. من أهل البصيرة بالعقيدة، يكون أكمل وأنفع حتى يجتمع الخيران، الخير الذي يتعلق بالعقيدة وبيانها وبيان ضدها، والخير الذي يتعلق بدعوة الناس إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، والالتزام بالإسلام والحذر مما يخالف الإسلام.
فهم عندهم بعض الجهل، وعندهم عدم نشاط في الكلام في العقيدة، فيجب على أهل البصيرة من أهل العلم أن يتعاونوا معهم حتى يبصروهم في هذا الأمر، وحتى يتم النقص وحتى تزول الشيء الذي كره منهم حتى تزول المسألة المنتقدة عليهم لإعراضهم عن ما يتعلق بالعقيدة.
فأنا أنصح من يستطيع من أهل العلم والبصيرة بعقيدة أهل السنة والجماعة أن يتعاون معهم حتى تكون الدعوة مشتملة على كل مطلوب، حتى يكمل النقص ويحصل بذلك الخير للجميع، من جهة العقيدة ومن جهة الأخلاق الإسلامية ومن جهة الأحكام فيما يتعلق بالعلم والعمل والتفقه في الدين وغير هذا من وجوه الخير، نسأل الله أن ينفع بالجميع.
 
9- من أراد أن يتعرف على السنن وأراد أن يتعرف على المستحبات يسير مع هؤلاء فتجده قد التزم كثيراً، ما توجيهكم للشباب: هل يمشون مع هؤلاء أم يجتنبونهم؟
مثلما ما تقدم لهم أثر في إصلاح من يكون معهم؛ لأنهم عندهم تحمس للإسلام، ونشاط في الدعوة للإسلام والالتزام به، فلهذا نجد كثيراً ممن يصحبهم يتأثر بذلك، ويلتزم بالصلاة وغيرها، وصحبة الأخيار، لكن مثل ما تقدم عندهم نقص فيما يتعلق بالعقيدة، وبيان التوحيد وبيان الشرك وبيان البدع، فإذا تيسر من يصحبهم من أهل العلم ويكمل النقص فيأخذ ما عندهم من النشاط ويضم إلى ذلك ما يتعلق ببيان العقيدة، أو يرشدهم إلى ذلك ويشجعهم حتى يكون دعاة للعقيدة مع الأخلاق وحتى يكونوا منكرين للبدع بصيرين بها، فيجتمع الخير كله، هذا وهذا. المقدم: إذن تنصحون طلبة العلم بمرافقتهم؟ الشيخ: أهل العلم الذين عندهم البصيرة، حتى يستفيد هؤلاء وهؤلاء، يستفيد أهل البصيرة من نشاطهم وصبرهم ويستفيد إخواننا أهل جماعة التبليغ فيما يتعلق بالعقيدة الصحيحة وما يضادها. المقدم: أطمع من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة لهذه الجماعة التي تفضلتم وقلتم إن لها تأثيراً كبيراً في عالمنا الإسلامي؟ الشيخ: نعم، أنا أنصحهم وهم جماعة التبليغ أنصحهم كثيراً بأن يعنوا بالعقيدة، ببيان العقيدة الصحيحة، توحيد الله الذي هو إخلاص العبادة لله -جل وعلا-، وترك عبادة ما سواه من التعلق على الأنبياء أو الأولياء والصالحين أو غيرهم؛ لأن هذا هو الشرك الأكبر، فينبغي بل الواجب عليهم وعلى غيرهم أن يهتموا بهذا، فإن العقيدة هي الأساس وهي الأصل والباقي تبع، فالواجب عليهم أن يهتموا بالعقيدة وأن يجتهدوا في بيانها وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر، من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم ونحو ذلك، وقد وقع الناس في شرك كبير، هذا يتعلق بالحسين، وهذا يتعلق بفاطمة وهذا يتعلق بعلي -رضي الله عنه-، وهذا يتعلق بالبدوي، هذا يتعلق بفلان، وفلان، لا، هذا منكر عظيم وشرك أكبر، فدعاء الأموات سواء من الأنبياء أو غيرهم هذا شرك أكبر، كونه يدعو الحسين أو النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فاطمة أو علي-رضي الله عنه- أو الصديق أو عمر أو البدوي أو ابن عربي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو .. كونه يدعونه من دون الله ينذرون له، يستغيثون به، هذا من الشرك الأكبر. فالواجب الحذر من ذلك، يجب على الدعاة أن يحذروا من الشرك؛ لأنه هو أساس البلاء، الشرك هو أساس البلاء، هو أعظم الذنوب، كما أن التوحيد هو أساس الخير، وهو أعظم واجب، فهذا يفوت جماعة التبليغ العناية به، فالواجب عليهم أن يعتنوا به وعلى من شاركهم أن ينبههم، وأن يساعدهم على هذا الأمر حتى تكون الدعوة كاملة ومستوفية لما يجب من الدعوة إلى توحيد الله، والتحذير من الشرك بالله مع الدعوة إلى الصلاة والصيام والزكاة والأخلاق الفاضلة، والتحذير من المعاصي، هذا مع هذا. 
 
10- إنه انتشر في الوقت الحاضر دعوى بين الناس وفتوى تجيز العقد على المرأة الحامل غير المتزوجة، سواءً للذي أحبلها أو لغيره، ويقول: إن هذا الموضوع انتشر، ويرجو من سماحتكم معالجته وتنبيه الناس إلى خطورته، وبيان الحكم الشرعي فيه؟
الحامل من الزنا أو من غير الزنا لا يجوز العقد عليها حتى تضع الحمل؛ لقول الله -عز وجل-: وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [(4) سورة الطلاق]. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق مائه زرع غيره) (مائه) يعني منيه (زرع غيره) يعني حمل غيره. فإذا كانت حاملاً من المطلق أو الميت فليس لها أن تتزوج حتى تضع الحمل. وإذا كانت حاملة من الزنا فليس له أن تتزوج لا بالزاني ولا بغيره حتى تضع؛ لأن رحمها مشغول بنطفة لا تنسب للزاني ولا لغيره، ينسب لأمه، فالزاني لا ينسب إليه الطفل، مثلما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الولد للفراش وللعاهر الحجر). فالولد لأمه إذا كانت ليست فراش، فإن كانت فراشاً فالولد لزوجها، والزاني له الحد الشرعي، فإذا حملت وهي ليست ذات زوج فإنها لا يجوز تزوجها مطلقاً في أي بلاد الله حتى تضع الحمل، فإذا وضعت الحمل جاز لها التزوج بعد التوبة والرجوع إلى الله والإنابة، ويجوز للمسلم أن يتزوجها بعد التوبة. 
 
11- بعد الانتهاء من الفريضة المكتوبة، وبعد الانتهاء من الباقيات الصالحات وختمها بلا إله إلا الله، يقوم الإمام برفع يديه ويدعو الله والجميع يقولون من خلفه: آمين. ويقرأ في شيء من القرآن الكريم كفاتحة الكتاب، أرجو أن توجهونا: هل هذا العمل مبتدع أم أنه جائز؟
هذا العمل مبتدع، ليس له أصل في الشرع فيما نعلم، فلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الصلاة وبعد التسبيح والذكر ما كان يرفع يديه ويدعو والناس يؤمنون، وما كان يقرأ الفاتحة أيضاً والناس يؤمنون، ولو كان هذا واقعاً لنقله الصحابة -رضي الله عنهم- فإنهم نقلوا كل شيء وهم أمناء. فالحاصل أن هذا بدعة، قول الإمام بعد صلاة الفريضة أو بعد التسبيح يرفع يديه ويدعو وهم يؤمنون أو يقرؤون الفاتحة ويؤمنون هذا ليس له أصل، بل هو بدعة، فإذا فرغ الإنسان من الذكر يصلي السنة الراتبة بعد الظهر أو المغرب أو العشاء أو يذهب إلى بيته وهو أفضل ويصلي النوافل في بيته. وأما هذا العمل كونه يرفع يديه بعد الفريضة الإمام أو المأموم أو كلاهما يرفعون ذلك للدعاء فهذا لا أصل له. 
 
12- يوجد لدينا في كل ليلة من يوم الخميس ويوم الاثنين يذكر الله أهلُ الطرق الصوفية بالطبول إلى ساعات متأخرة من الليل، هل الذكر بالطبل جائز؟، وهل الطرق الصوفية هذه جائزة أم لا؟
هذه الطرق الصوفية بدعة منكرة سواء كان على الطبول أو العود أو الموسيقى أو التصفيق بالأيدي أو الضرب بالأرجل أو الرقص التقرب بهذا الأمر هذه من البدع، سواء في ليلة الخميس أو ليلة الاثنين أو في غيرهما في أي وقت. الواجب على أهل الإسلام التقرب بالقرب التي شرعها الله التسبيح والتهليل والتحميد والذكر والاستغفار على غير هذه الصفة بغير الطبول وبغير ضرب الأرجل وبغير الصياح والصفير وبغير الموسيقى والعود وغيره، وقد بسط العلامة ابن القيم -رحمه الله- هذا البحث في كتابه إغاثة اللهفان بسطاً جيداً فأنا أنصح بمراجعة إغاثة اللهفان فقد بسط فيه الكلام على طرق الصوفية والتحذير منها، وهذا منها، فالسنة للمؤمن أن يفعل ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من الصلاة يذكر الله؛ كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سلم يستغفر الله ثلاثاً ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم ينصرف للناس إذا كان إماماً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد كان يفعل هذا بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، كما روى هذا ابن الزبير في مسلم وروى بعضه المغيرة بن شعبة في الصحيحين بعد كل صلاة والاستغفار ثلاثاً مع قول اللهم أنت السلام.. رواه مسلم في الصحيح عن ثوبان. وروى بعضه مسلم عن عائشة: (اللهم أنت السلام ثم ينصرف الإمام إلى الناس). هذه السنة ثم بعد هذا يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين، سبحان الله، والحمد لله، ثلاثاً وثلاثين، ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، صح هذا عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من فعل هذا غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر). وهذا فضل عظيم. فيستحب للمؤمن بعد الصلوات الخمس أن يأتي بهذا، بعد الأذكار السابقة يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، يكررها ثلاثاً وثلاثين مرة الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وإن شاء قال: يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كله جاء. ثم يقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم.. إلى أخرها إلى قوله: ولا يؤدوه حفظهما وهو العلي العظيم هذه الآية أعظم آية، يستحب أن تقرأ بعد كل صلاة فريضة. ثم يقرأ: قل هو الله أحد، والمعوذتين، بعد كل فريضة بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أفضل، لكن يكررها ثلاثاً، هذه السور الثلاث يقرؤها ثلاث مرات بعد المغرب وبعد الفجر وعند النوم، جاءت بذلك السنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذه السور الثلاث -وفق الله الجميع-. خاتمة مقدم البرنامج: 

573 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply