حلقة 860: الجلوس مع من يقول إن الولي يعلم الغيب - المساجد التي داخلها قبور - الذهاب إلى الكوافيرة - صبغ الشعر بالحناء أو بغيره بحجة التزين للزوج - إزالة شعر الوجه والشعر الزائد الموجود على أطراف الحاجبين - شرح سورة البروج

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

10 / 50 محاضرة

حلقة 860: الجلوس مع من يقول إن الولي يعلم الغيب - المساجد التي داخلها قبور - الذهاب إلى الكوافيرة - صبغ الشعر بالحناء أو بغيره بحجة التزين للزوج - إزالة شعر الوجه والشعر الزائد الموجود على أطراف الحاجبين - شرح سورة البروج

1- يوجد لدينا بعض الإخوان يقعون في بعض الشرك، ويقول: بأن الولي أو الرجل الصالح -هذا الذي يميل إليه- أنه يعلم الغيب أو أن لديه بعض الغيبيات، هل يجوز أن نجلس مع أمثال هؤلاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا وأشباهه لا يجوز الجلوس إليهم إلا على سبيل الدعوة والتعليم، والإرشاد والنصيحة؛ لأن دعاء الأولياء والاستغاثة بالأولياء وهم أصحاب القبور أو الغائبون من الشرك الأكبر الذي جاءت الرسل-عليهم الصلاة والسلام- بالنهي عنه، ودل القرآن على النهي عنه، وأنه من الشرك الأكبر، فدعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم كل هذا من الشرك الأكبر، والطواف على قبورهم كل هذا من الشرك الأكبر، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب هذا من الشرك الأكبر فليس يعلم الغيب إلا الله وحده سبحانه، الرسل لا يعلمون الغيب إنما يعلمه الله إلا ما علمهم الله إياه، كما قد علمهم أشياء من أمر الآخرة وأمر آخر الزمان، ومن مواطن الزمان فليس لهم من علم الغيب إلا ما علمهم الله إياه؛ كما قال الله -عز وجل- في كتابه العظيم: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [(65) سورة النمل]. ويقول عز وجل: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [(59) سورة الأنعام]. ويقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم- يقول للناس: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [(188) سورة الأعراف]. هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: نذير وبشير ليس عالماً للغيب. ويقول جل وعلا يأمر نبيه أن يعلم الناس: قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [(50) سورة الأنعام]. فعلم الغيب إلى الله -سبحانه-، ومن قال إن هذا وليي الفلاني ابن عربي أو الحسين -رضي الله عنه- أو علي -رضي الله عنه-، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم من قال أن هؤلاء أو غيرهم يعلمون الغيب فقد كفر وأشرك، وكذّب الله -عز وجل-. وهكذا من زار قبور هؤلاء يدعوهم أو يستغيث بهم أو دعاهم بعيداً عن قبورهم في أي مكان دعاهم واستغاث بهم ونذر لهم أو اعتقد أنهم ينفعون ويضرون أو أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يستجيبون لمن دعاهم بكشف الضر وجلب النفع أو ما أشبه ذلك هذا هو الشرك الأكبر، هذا دين الجاهلية، دين قريش في حال جهلها وكفرها، هذا دين أبي جهل وأشباهه؛ فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والذبح للأموات وطلبهم الشفاء، وهكذا طلب الغائبين من الجن أو الملائكة أو غيرهم كله من الشرك الأكبر، والواجب الحذر من ذلك غاية الحذر. 
 
2- يوجد لدينا مساجد، ونجد في بعض المساجد قبوراً من قبور الصالحين أو الأولياء، ليس داخل المسجد بل بالقرب منه على ساحة واحدة وحوش واحد، أفيدونا إن كان هذا صحيح؟
أما المساجد التي تبنى على القبور فهذه لا يصلى فيها، أو يدفن فيها الموتى لا يصلى فيها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). فكل مسجد بني على قبر أو على قبور تحرم الصلاة فيه، بل يجب هدمه، يجب على ولاة أمور المسلمين يجب عليهم هدمه وإزالته. أما إذا وضعت فيه القبور والمسجد قائم، ولكن وضعت فيه القبور فإنها تنبش وتنقل إلى محلات القبور ولا يبقى في المساجد قبور أبداً هذا هو الحق وهذا هو دين الله -عز وجل-، الذي بعث الله به نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-. أما إذا كانت خارج المسجد عن يمينه أو شماله أو خلفه أو أمامه أو على الحيطان فلا تضر، لكن إبعادها عن المساجد إذا تيسر يكون أحسن وإلا فلا تضر ما دامت خارج المسجد، عن يمين أو شمال أو أمام أو خلف، وقد أخرجتها جدران المسجد، حوائط المسجد أخرجتها فلا تضر المصلين
 
3- ما حكم ذهاب النساء إلى محل تصفيف الشعر أو الكوافيرة -كما يسمونه- علماً بأن هذه المحلات لا يدخلها غير النساء؟
نصيحتي أن لا يذهبن إلى ذلك، وأن تعطل هذه المحلات؛ لأنه يخشى فيها الشر والفتنة، وعمل أشياء لا حاجة إليها، فالمرأة والحمد لله تستطيع تعدل نفسها في بيتها مع أمها أو أخواتها أو صديقاتها فيما تحتاج إليه. ولا ينبغي التكلف، نشر الشعر معروف، وكذلك فتل العمايل معروف، ولا حاجة إلى هذه المحلات التي أحدثها الناس، وربما يكون فيها فتنة وشر، فينبغي تركها. المقدم: وهذا مؤكد سماحة الشيخ؟ الشيخ: هذا الذي بلغنا، بلغنا أنها لا خير فيها، فينبغي تركها. 
 
4- ما حكم صبغ الشعر بالحناء أو بغيره بحجة التزين للزوج؟
لا حرج في ذلك، الصبغة بالحناء ونحوه لا بأس، المنهي عنه صبغ الشيء بالسواد هذا لا يجوز، لقوله عليه الصلاة والسلام: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد). فإذا غيرت المرأة أو الرجل الشيب بالحناء أو بغيره من الألوان الأخرى فلا بأس، إلا السود الخالص فلا.
 
5- ما حكم إزالة شعر الوجه والشعر الزائد الموجود على أطراف الحاجبين؟
إذا كان في الوجه شعر زائد يشوه الخلقة كاللحية للمرأة والشارب للمرأة يزال، أما الشعر العادي فلا يزال، الذي يسمى نمصاً، وهكذا الحاجبان لا يتعرض لهما؛ لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي من فعله عليه الصلاة والسلام-: (لعن النامصات والمتنمصات) وهو أخذ شعر الحاجبين أو شعر الوجه الذي ليس فيه تشويه، بل شعر عادي.
 
6- لقد استفدنا من هذا البرنامج الشيء الكثير والكثير ولله الحمد, وأسألكم في هذه الحلقة لو تكرمتم عن الوضوء داخل دورات المياه هل هو جائز وكيف توجهوننا بالنسبة للأذكار، ثم إني أذكر سماحتكم بنظافة هذه المحلات ولله الحمد فهي تختلف عن سابقاتها فيما عهد قديماً، جزاكم الله خيراً؟
إذا كان في الحمام هذا مقعد لقضاء الحاجة، فالأولى والأحوط الخروج وقت الوضوء ، الوضوء الشرعي إلى خارج إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر توضأ من داخل، لكن يسمي عند بدء الوضوء، عند غسل يديه، أو عند المضمضة يقل: بسم الله ويبدأ الوضوء، ولا كراهة في ذلك لأن التسمية مهمة، قد أوجبها جماعة من العلماء، في أول الوضوء لما يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)، فالإنسان يسمي ولو كان في داخل الحمام؛ لأن التسمية مهمة ومتأكدة أو واجبة عند بعض أهل العلم، فلا يدعها لقول بعض أهل العلم بكراهة الذكر في الحمامات، فإنه يكره لكن عند دعاء الحاجة إليه، أذكار الوضوء تزول الكراهة؛ لأن التسمية متعينة ومتأكدة إما وجوباً، وإما استحباباً متأكداً.
 
7- تسأل سماحتكم شيخ عبد العزيز عن حكم لبس الشراب من أجل الصلاة؟
طيب، إذا لبست الشراب حتى تستر قدميها كله طيب، أو كانت الثياب طويلة تغطي الأقدام فلا بأس، كله طيب.
 
8- تسأل سماحتكم أيضاً عن حكم تغطية اليدين في الصلاة؟
إن غطتها فأفضل وإلا فليس بلازم، الكشف لا بأس به، والوجه يشرع كشفه في الصلاة ، المرأة تكشف وجهها في الصلاة إلا إذا كان عندها أجنبي؛ فأنها تغطي وجهها، أما إذا كان ما عندها لا زوج أو نساء فالسنة أن يكون وجهها مكشوفاً، أما اليدان فإن شاءت كشفتهما على الصحيح وإن شاءت سترهما وهو أفضل، خروجاً من خلاف من قال بوجوب سترهما، أما القدمان فيستران.
 
9- تسأل سماحتكم عن محبة الشخص من أجل الزواج منه؟
لا بأس، المحبة كونه تحبه في الله، أو تحبه لأنها ترغب في الزواج منه لأسباب اقتضت ذلك لقرابة أو ديانة أو أسباب أخرى لكن ليس لها أن تعمل معه إلا ما أباح الله، ليس لها أن تعمل معه شيئاً مما حرم الله، بل تسعى في الزواج به إذا كان صاحب دين وصاحب خير، أو مستوراً ليس به بأس، فلا بأس أن تسعى في الزواج منه بالطرق الشرعية، من دون خلوة به، حتى يتم الزواج.
 
10- قرأت في كتاب للدكتور عبد الله عزام -رحمه الله وأدخله فسيح جناته- بعنوان: (آيات الرحمان في جهاد الأفغان) أن الكفار إذا كانوا في بلادهم ولا يعدون لحرب المسلمين فإن حربهم على المسلمين في هذه الحالة فرض كفاية، ومعروف أن فرض الكفاية واجب على بعض المسلمين، فهل المسلمون اليوم يقومون بذلك؟
إذا اعتدى الكفار على المسلمين وجب على المعتدى عليهم جميعاً أن يدفعوا الشر عنهم، وصار فرض عين، إذا حضر الصفين أو هجم عليه العدو، أو استنفره الإمام، في هذه المسائل الثلاث، يجب فرض عين: إذا استنفر الإمام الناس، أو حضر الصفين، أو هجم عليهم العدو في بلادهم، وجب عليهم أن يدافعوا. أما جهاد الكفار طلباً أن يذهب إليهم للجهاد فهذا فرض كفاية على ولي الأمر أن يعد لذلك العدة لجهاد الكفار حسب الطاقة، إذا استطاع ذلك. 
 
11- اختلف العلماء -رحمهم الله- في تكفير تارك الصلاة، فقال مالك والشافعي: بأنه ليس كافر، فما حكم من مات وهو لا يصلي تهاوناً وكسلاً معتمداً على هذه الفتوى، ومعتقداً بصحتها؟، وما هو مصيره عند الله يوم القيامة؟ وهل هذا الاعتقاد للتمسك بهذه الفتوى أو تلك مصدره الحديث القائل: (ما يراه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن)؟
المسألة مثلما قال السائل فيها خلاف بين العلماء إذا كان التارك للصلاة لم يجحد وجوبها، أما إن كان يجحد وجوبها فإنه يكفر عند الجميع -والعياذ بالله- كسائر الكفرة، كفراً أكبر. أما إذا تركها تكاسلاً دائماً أو في بعض الأحيان فهذا هو محل الخلاف، والصواب أنه يكفر كفراً أكبر، هذا هو الصواب في قول الأكثر، الصواب من قال أنه بكفره كفراً أكبر، وأنه لا يغسل ولا يصلى عليه، حكمه حكم الكفار، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ولقول عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل: لم يكن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة. ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الأئمة الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها أو يتعاطون بعض المعاصي، هل نقاتلهم؟ نهى عن قتالهم قال: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله في برهان). وفي رواية: (ما أقاموا فيكم الصلاة). فدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح. فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة، وهكذا كل مسلمة يجب عليها المحافظة على الصلاة في وقتها، والحذر من تركها، فإن تركها كفر، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله). وحبوط العمل يدل على الكفر الأكبر. فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلاة في أوقاتها والحذر من تركها لا جحداً ولا تهاوناً، نسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق والعافية من كل شر. 
 
12- أنا فتاة أعاني من الوسواس حيث أنني لا أصلي بعض الصلوات في أوقاتها دائماً.. هكذا، حيث أنني أمكث في الوضوء من الأذان حتى آخر وقت الصلاة، وأحياناً خارج وقتها؛ لأنني لا أتأكد من وصول الماء إلى كل جزء من أعضاء الوضوء، فأظل أدلك العضو حتى أتأكد تماماً من إسباغه، ولكنني أريد أن أكون مثل الناس حتى لا أستغرق هذه المدة الطويلة التي تزعجني وتزعج أهلي كثيراً؟
هذا العمل منكر لا يجوز لك، هذا من تزين الشيطان، والشيطان عدو يأت الناس من جهة الدين حتى يزين لهم الوسوسة والشدة والمبالغة التي ما شرعها الله. فالواجب عليك أن توضئي كما توضأ النبي والصحابة، ويكفي لهذا مدة يسيرة خمس دقائق أو عشر دقائق، تكفي، تمضمضي إذا كان هناك بول أو غائط تستنجين في لحظات قليلة بعد الفراغ من البول والغائط، تغسلي محل الأذى بالماء حتى يعود إلى حاله الأولى ويكفي، أو بالاستجمار بالمناديل ونحوها ثلاث مرات أو أكثر، حتى يزول محل الأذى، حتى يزول الأذى بالكلية ثم تتمضمضين وتستنشقين ثلاث مرات في ثلاث غرفات ويكفي مرة، ثم تغسلين وجهك ثلاث مرات ويكفي مرة أو مرتان، ثم تغسلي ذراعيك ثلاث مرات، ويكفي مرة أو مرتان مع المرفقين ويكفي ولو ما دلكتي مرور الماء عليهما يكفي الذراعين ثم تمسحي الرأس والأذنين مرة واحدة ثم تغسلي رجليك، كل رجل مرة أو مرتين والأكمل ثلاث مع الكعبين، وهذا يكفيها خمس دقائق أو ست دقائق أو عشر دقائق. أما الجلوس للدلك والتكرار، وهل أسبغت أو ما أسبغت؛ كل هذا من الشيطان، كل هذا منكر. فالواجب عليك التوبة إلى الله والحذر من هذا العمل السيء وأن تعملي ما شرعه الله من الوضوء السمح الميسر في دقائق قليلة، نسأل الله لك العافية والهداية. 
 
13- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث: (ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)، نرجو من سماحتكم أن تشرحوا لنا هذا الحديث؟
هذا حديث صحيح قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عدة من الصحابة -رضي الله عنهم-: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). قالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله أهو الموت؟ فكلنا نكره الموت، قال: (لا يا عائشة، ولكن المؤمن إذا حضر أجله بشرته الملائكة برحمة الله ورضوانه فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر متى حضر أجله، بشر بغضب الله وعقابه، فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه) -نسأل الله العافية-. هذا معنى الحديث: المؤمن إذا حضره الأجل بشر بالرحمة من الملائكة، بشرته الملائكة بالرحمة والرضا من الله فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر إذا حضره الأجل بُشر بغضب الله وعقابه فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه، ليس المقصود الموت، الموت من طبيعة الناس إلا من شاء الله يكرهون الموت، لكن المقصود أنه متى حضره أجله بشرته الملائكة بالرحمة والرضا فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر بضد ذلك -نسأل الله العافية- يبشر بالعذاب والنقمة فيكره لقاءا لله ويكره الله لقاءه. 
 
14- وضحوا لنا -جزاكم الله خيراً- كيف يكون عدم الأمن من مكر الله في حياة المسلم؟
الله يقول سبحانه: أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [(99) سورة الأعراف]. والأمن من مكر الله من الكبائر، ومعنى الأمن من مكر كونه ما يبالي ما يخاف الله، ما يخاف الله ولا يبالي بالمعاصي ولا يكترث بها ولا يهمه عصى أو أطاع، قلبه آمن لا يبالي هذا الأمن من مكر الله، يعني ما يخاف ولا يحذر نقمته، بل هو بارد القلب غير خائف ولا حذر. أما المؤمن لا، يرجو الله ويخافه، يرجو رحمة الله ويرجو فضله ويخاف عقابه، فهو بين الخوف والرجاء. أما الكافر وضعيف الإيمان فقد يأمن مكر الله؛ لأنه .... المعاصي ولا يخاف الله ولا يبالي، ما عنده مبالاة بخوف الله، فهذا من الدلائل على موت قلبه، أو مرضه المرض الذي قارب الموت. -نسأل الله العافية-. 
 
15- هل صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو يعلمون ما في الحلبة لاشتروها بالذهب)؟
لا أعرف صحته، الحلبة نافعة في الطب عند الأطباء، ولكن لا أعرف صحة هذا الحديث. 
 
16- أيضاً كثر الحديث عن الحبة السوداء، ما هو رأي سماحة الشيخ؟
الحبة السوداء طيبة، قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها شفاء من كل داء، ولكن ينبغي للذي يعالج بها أن يستأنس بأراء الأطباء العارفين بها من جهة كيفية العلاج بها قلة وكثرة وأوقات العلاج بها حتى يستفاد منها على الوجه الذي يعرفه الأطباء، وإلا فهي طيبة مثلما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
 
17- يزعم بعض الناس عندنا أن الشيء المكشوف -كالطعام مثلاً- إذا وضع عليه عود أو نحوه وسمي الله -سبحانه وتعالى- فإنه لا يضر ذلك الطعام شيء وإن مسه ثعبان أو شيء ضار، فهل هذا صحيح؟
هكذا جاء الحديث بتغطية الأواني، يغطي الإناء، ويسمي الله، ولو ...... عوداً، فإذا سمى الله فإنه ترجى له السلامة من كل شر.
 
18-  إذا دخل الشخص المسجد، وقبل إن يشرع في أداء تحية المسجد أذن المؤذن، فهل يجلس حتى ينتهي الأذان ثم يقوم ويصلي أم يظل واقفاً
الأفضل أن يجمع بين السنتين، يجيب المؤذن وهو واقف ثم يصلي الركعتين، فإن كان يشق عليه ذلك صلى الركعتين ولو كان يؤذن، لكن إذا تيسر له الوقوف حتى يجيب المؤذن ثم يصلي ركعتين، جمع بين السنتين.
 
19- هل الإخوة يتوارثون فيما بينهم، ولاسيما إذا كانوا من أمهات مختلفات؟
نعم، الأخوة يتوارثون سواء كانوا أشقاء أو لأب أو لأم يتوارثون إذا لم يجد حاجب يحجبهم، أما إذا كان الأب موجود يحجبهم، أو الابن، ابن الميت أو ........ الميت يحجبهم يحجب الأخوة وهكذا الجد على الصحيح، أبو الأب يحجب الأخوة، فإذا مات ميت عن أبيه وأخوته فالمال لأبيه، أو مات عن ابنه وأخوته فالمال لابنه أو عن ابن ابنه فالمال لابن ابنه والأخوة ليس لهم شيء، فالأخوة محجبون بالأب، والابن وابن الابن وإن نزل، سواء كان مع الابن أو ابن الابن بنات أو ما معهم بنات، فالابن الذكر أو معه البنات يحجبون الأخوة وهكذا من الابن وحده أو مع إخواته يحجبون الأخوة، وهكذا الجد على الصحيح يحجب الإخوة.  
 
20- يلحظ بعض الإخوة المستمعين على بعض الأئمة -سماحة الشيخ جزاكم الله خيراً- أنهم يتأخرون عن صلاتي الفجر والعصر، وإذا ما نصح بعضهم قال: إن هذا من الابتلاء والامتحان! فما هو توجيه سماحتكم لكل من الأئمة والمأمومين؟
الواجب على الجميع العناية بالصلاة كلها، الخمس كلها، يجب العناية بها، وأن تؤدى في أوقاتها وفي الجماعة، على الإمام أن يحافظ، وعلى كل مسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها، وعلى الإمام أن يحافظ حتى لا يعطل الناس لا يعجل ولا يتأخر، يتحرى صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتحرى ما عين له من جهة الأوقاف من الأوقات وما يقاربها حتى لا يؤذي المصلين لا بالعجلة ولا بالتأخر، يتحرى الأوقات التي عينت له ووضحت له يتحرى فيها سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا المأموم يسابق إلى الصلاة كلها، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كلها لا يتأخر والفجر والعصر كذلك، يجب أن يعتني بهما كبقية الأوقات، ولا يجوز التساهل في ذلك لا للإمام ولا للمأموم ولا للنساء ولا للرجال، يجب على الجميع العناية بالأوقات، وعلى الرجل أن يصليها في الجماعة جميعها عليه أن يصليها جميعها في الجماعة -نسأل الله للجميع الهداية-.
 
21- قرأت قولاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا صلوا في رحالكم) متى يصلي الإنسان في رحاله؟، وهل هذا القول منسوب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
نعم هذا صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أوقات المطر والدحض، يقول المؤذن: صلوا في رحالكم، عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح، يقول: صلوا في رحالكم، صلوا في بيوتكم، أو بعد الأذان: صلوا في بيوتكم إذا كان فيه مشقة على الناس من جهة المطر أو الزلق في الأسواق هكذا فعله ابن عباس في الطائف أمر المنادي أن ينادي وأخبر أن النبي قال ذلك وفعله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا من باب رحمة المسلمين والشفقة عليهم، والرفق بهم.
 
22-  من الجمهورية العربية السورية دمشق رسالة بعث بها أحد الإخوة رمز إلى اسمه بالحروف (ع. ي. ع) يقول: قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، وله أحاديث تنهى عن بناء المساجد على القبور، وإذا وجد القبر فعلينا التسوية, والمسجد النبوي أسأل الله أن يطعمني زيارته، ولكن من زار المسجد النبوي وجد أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً وغير مسوىً مع الأرض ويصلى عليه أحياناً، أنا أسأل مع السائلين: هل هناك رخصة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم فقط، وهذا غير وارد أفتونا، جزاكم الله خيراً؟
النبي صلى الله عليه وسلم دفن في بيته لئلا يفتن الناس به، الصحابة رأوا دفنه في البيت حتى لا يتخذ قبره مسجداً، هذا هو الأفضل، لكن لما وسع أمير المؤمنين في وقته الوليد بن عبد الملك في آخر المائة الأولى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أدخل الحجرة في المسجد، ومن ذاك الوقت دخلت في المسجد، وإلا فهو مدفون في بيته عليه الصلاة والسلام، فلا حجة فيه لأحد من الناس؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يدفن في المسجد، وإنما دفن في بيته فدخلت الحجرة برمتها ,أما الناس فلا يجوز لهم أن يدفنوا في المساجد، الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك, قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فلا يجوز الدفن في المساجد، ولا يجوز بناء المساجد على القبور كل هذا منكر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، فالواجب الحذر من ذلك، أما قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدفن في المسجد بل في بيته، ولكن عند التوسعة أدخل في المسجد، وكان هذا من أخطاء الوليد يعفو الله عنه.

568 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply