حلقة 868: حكم من وجد الجماعة يصلون العشاء وهو لم يصل المغرب - اللعاب هل يفطر الصائم؟ - ضابط الرضاع الذي يحصل به التحريم - حكم مد الأرجل إلى جهة القبلة - التائب من الذنب كمن لا ذنب له - حكم تصدق المرأة بالزائد من الطعام بدون إذن زوجها
18 / 50 محاضرة
1- رجل تأخر ولم يصلِّ المغرب حتى دخل وقت العشاء، فلما أتى إلى المسجد رأى الإمام يصلي بالجماعة صلاة العشاء وهو في الركعة الثانية، فدخل معهم وصلى العشاء، ثم قام بعدها وصلى المغرب، فقلت: كان الأولى بك أن تدخل مع الإمام ونيتك صلاة المغرب، ثم تقوم بعدها وتصلي العشاء منفرداً أو مع جماعة أخرى، فقال: كيف أصلي معه بنية المغرب وهو في الركعة الثانية؟! هل أسلم مع الإمام أم أقوم وآتي بالركعة التي فاتت خوفاً من إنكار الذي يصلي بجواري، فسوف يقول لي: قم وائت بركعة! فاحترت؛ ثم بعثت بالسؤال إليكم، أفتونا بارك الله في أعماركم وفي أعمالكم وعلمكم،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالمشروع لك وأمثالك إذا جئت والإمام في الصلاة صلاة العشاء، وأنت لم تصلِ المغرب أن تدخل معهم بنية المغرب، ولا حرج في ذلك في أصح قولي العلماء، فإذا كان قد صلى واحدة نويت المغرب وصليت معهم الثلاث وتكفيك عن المغرب، وتسلم معهم، وإن كنت في أول الصلاة جئتهم وهم في أول الصلاة دخلت معهم، وإذا فرغت من الركعة الثالثة جلست تنتظر الإمام حتى يسلم ثم تسلم معه، وتكفيك عن المغرب، ثم تصلي العشاء بعد ذلك وحدك إن لم يتيسر جماعة أخرى، هذا هو المشروع لك ولأمثالك، ولا حرج في اختلاف النية، أنت نويت المغرب وهم ينون العشاء لا حرج في ذلك؛ لأن الترتيب واجب، الترتيب بين الصلوات واجب، المغرب تؤدى قبل العشاء، وهكذا الظهر قبل العصر، وهكذا لو جاء إنسان وهم يصلون العصر وعليه الظهر يصلي معهم العصر بنية الظهر، فإذا فرغ من العصر من صلاته معهم الظهر صلى العصر بعد ذلك وحده، أو مع جماعة إن تيسر، هذا هو الصواب في هذه المسألة، والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيراً.
2- رجل يشك في بعض أيام رمضان -أي: في صيامه لبعض أيام رمضان- وما ذاك إلا لما يخرج من فمه من اللعاب الكثير الذي يضطر غالباً إلى بلعه خاصةً أثناء الصلاة، أو في قاعة الصف الدراسي، أو إذا كان في المسجد، كذلك بعض الأيام يشرب الماء بعد السحور والمؤذن يؤذن للصلاة -أي: أثناء الأذان- وأحياناً بُعيد الانتهاء بقليل، وأحياناً يخرج من لثته دم مستمر لضعف لثته، فماذا عليه، وماذا يفعل وهو الآن قد انتهى من الصيام؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالمشروع لك وأمثالك إذا جئت والإمام في الصلاة صلاة العشاء، وأنت لم تصلِ المغرب أن تدخل معهم بنية المغرب، ولا حرج في ذلك في أصح قولي العلماء، فإذا كان قد صلى واحدة نويت المغرب وصليت معهم الثلاث وتكفيك عن المغرب، وتسلم معهم، وإن كنت في أول الصلاة جئتهم وهم في أول الصلاة دخلت معهم، وإذا فرغت من الركعة الثالثة جلست تنتظر الإمام حتى يسلم ثم تسلم معه، وتكفيك عن المغرب، ثم تصلي العشاء بعد ذلك وحدك إن لم يتيسر جماعة أخرى، هذا هو المشروع لك ولأمثالك، ولا حرج في اختلاف النية، أنت نويت المغرب وهم ينون العشاء لا حرج في ذلك؛ لأن الترتيب واجب، الترتيب بين الصلوات واجب، المغرب تؤدى قبل العشاء، وهكذا الظهر قبل العصر، وهكذا لو جاء إنسان وهم يصلون العصر وعليه الظهر يصلي معهم العصر بنية الظهر، فإذا فرغ من العصر من صلاته معهم الظهر صلى العصر بعد ذلك وحده، أو مع جماعة إن تيسر، هذا هو الصواب في هذه المسألة، والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيراً.
3- أرضعت والدتي رضيعاً، وكانت الرضاعة تنقيطاً في فم الرضيع ولا تتعدى ثلاث رضعات، هل يجوز لأخي الأصغر أن يتزوج من بنت هذا الرضيع؟
الرضاع الذي يحصل به التحريم لابد أن يكون خمس رضعات أو أكثر، كل رضعات مستقلة، لابد يسقى اللبن أو يقطر في حلقه اللبن حتى يصل إلى جوفه من المرأة مرة بعد مرة خمس مرات أو أكثر، من الثدي يمص الثدي أو من الثدي الصناعي يصب له في الثدي ثم يمصه من الآلة خمس مرات فأكثر، هذا هو الذي يحصل به التحريم، ويكون الرضيع ولداً للمرضعة، وولداً لزوجها، وأخاً لأولادها، فإذا كان الرضاع ثلاثاً أو أقل أو أربعاً لم يحصل به التحريم، ولا حرج في النكاح نكاح بنته من أولاد المرأة وأولاد زوجها، نكاح بنت هذا الرجل أو بنت بنته أو بنت ولده؛ لأن هذا الرضاع ليس برضاع شرعي يحصل به التحريم، وإن ترك ذلك من باب ترك الريبة فحسن؛ لأن بعض أهل العلم يحرم بالرضعات الثلاث، فإذا ترك الإنسان ذلك؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه). ولقوله عليه الصلاة والسلام: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس). هذا من باب الحيطة، وتركه أولى، ترك الزواج أولى بعد وجود الرضاع المذكور ثلاث أو ثنتين أو واحدة ترك النكاح أولى؛ لأنها شبهة، وبعض أهل العلم يحرم بالرضعة، ويحرم بالرضعات الثلاث لإطلاق بعض الأحاديث، وإطلاق الآية الكريمة: وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ [(23) سورة النساء]. لكن الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم أنه لابد من خمس رضعات أو أكثر هذا هو الصواب في الحولين قبل أن يفطم قبل تمام الحولين، فإن كان الرضاع بعد الحولين، وهو كبير ما ينفع الرضاع، ولا يؤثر على الصحيح، وهكذا لو كان الرضاع أقل من خمس لا يؤثر، ولا يحصل به التحريم، هذا هو الصواب، والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيراً.
4- اعتدنا أن لا نمد أرجلنا جهة القبلة منذ الصغر، والآن لما كبرنا أصبحنا نسأل عن الحكم الشرعي عن هذا الموضوع، فما هو توجيه سماحتكم؟
لا حرج في ذلك، لا بأس أن يمد الإنسان رجله إلى جهة القبلة حتى ولو كان في المسجد الحرام إلى جهة الكعبة لا حرج، قد جلس النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسند ظهره إلى الكعبة -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أنه لا حرج كون الإنسان يمد رجله إلى جهة الكعبة إلى جهة القبلة لا حرج في ذلك. جزاكم الله خيراً.
5- إنني امرأة متزوجة، لم أصلِّ منذ سبعة وثلاثين عاماً، جاء لي الأبناء وأصبحوا يعلمونني الصلاة -جزاهم الله خيراً-، لكني محتارة في المدة الماضية، هل سيحاسبني الله عليها، أم توصونني بقضائها، أم كيف يكون توجيهكم؟
نوصيك بالتوبة النصوح، التوبة التوبة، الندم على الماضي، والعزم على أن لا تعودي فيه، والمحافظة على الصلاة من حين هداك الله إلزميها، وحافظي عليها في أوقاتها بالطمأنينة والخشوع وأبشري بالخير، التوبة تجب ما قبله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (التوبة تجب ما قبله). يعني تهدم ما قبلها، تمحوه. ويقول عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فأبشري بالخير، التوبة بحمد الله تكفي، ومعناها الندم على ما مضى منك من الترك، والحزن على ذلك، والعزم أن لا تعودي إليه، واستمري على الحافظة، والاستقامة على الصلاة، وأبشري بالخير، وليس عليك القضاء، والذنب يمحى بالتوبة والحمد لله. جزاكم الله خيراً.
6- في المنزل الذي أسكن فيه يوجد معنا بعض المساكين يسكنون منزلاً مستقلاً، وأعطيهم شيئاً من الطعام كل يوم دون علم زوجي بذلك، فهل ارتكبت ذنباً؟
لا حرج في ذلك، فضل الطعام يعطاه الفقراء والمساكين، فضل الطعام ولا حرج في ذلك، وهذا من باب الإحسان يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها مما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخادم مثل ذلك، لا ينقص بعضهم من أجر بعضٍ شيئاً). فإذا أنفقت غير مفسدة للفقراء والمساكين من فضل الطعام فلكِ أجر ولزوجكِ أجر والحمد لله. المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ قلتم من فضل الطعام، ماذا عن غير هذا القيد؟ الشيخ: الشيء الذي ليس بفضل يستأذن تستأذن به الزوج، إذا كان يسمح تعرفين من عادته ومن خلقه أنه قد فوضك وأنه لا حرج عنده من تصرفك فأنفقي وأبشري بالخير، والأجر مشترك، أما إن كنتِ تعرفين أنه شحيح وأنه لا يرضى فاستأذني، أما فضل الطعام، فضل طعام الغداء، فضل طعام العشاء أنفقيه، والحمد لله، لا يفسد. جزاكم الله خيراً.
7- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا). اشرحوا لنا هذا الحديث؟
هذا الحديث لا أعرف صحته، ولكن يُغني عنه ويكفي عنه ما رواه الشيخان في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). وفي الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). فهذا يكفي عن ذلك الحديث الغير معروف. فالإنسان إذا كان في حاجة أخيه وأعان أخاه في قضاء دينه، في الشفاعة له في حاجة، في علاجه، في إعطائه الدواء، في نقله بالسيارة إلى الطبيب، في غير هذا من الحاجات، الله -جل وعلا- وعده أن يكون في حاجته، وأن يقضي حاجته؛ كما قضى حاجة أخيه، ووعده بالعون -سبحانه وتعالى-. فالمؤمنون إخوة يتعاونون في حاجاتهم المباحة، وحاجاتهم الشرعية، وكل إنسان له أجره في عونه لأخيه، في حاجته الدنيوية والدينية جميعاً. أما المعصية فلا، لا يعينه عليها، المعاصي لا يجوز له أن يعينه عليها؛ لأن الله يقول: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [(2) سورة المائدة]. ولكن يعينه في المباح؛ كالعلاج ونحو ذلك، وفي المشروع؛ كإعانته على صلاة الجماعة، إعانته على الحج، إعانته على الجهاد، إعانته على بر والديه، على صلة أرحامه، إلى غير هذا من وجوه الخير، هو مأجور على هذه الإعانة. جزاكم الله خيراً.
8- أنا وصلت من بلدي لأداء العمرة واعتمرت، ثم ذهبت إلى المدينة للزيارة، وجلست في المدينة أسترزق عدة شهور، ثم جاء وقت الحج وأريد أن أحج، فما هو الحكم في عملي هذا، ولاسيما أني قدمت فقط للعمرة والزيارة؟
الحمد لله تحج من المدينة والحمد لله، هذا من فضل الله عليك الذي يسر لك الحج، تحرم من ميقات المدينة بالحج والحمد لله، وإن أخذت عمرة ثانية من ميقات المدينة، ثم يوم الثامن من ذي الحجة تلبي بالحج مع الناس يكون أفضل، وتكون متمتعاً وعليك الدم ذبيحة واحدة تذبحها يوم النحر أو أيام العيد، أو سبع بدنة، أو سبع بقرة، هذا هو الواجب على المتمتع، وإن أحرمت بحجٍ مفرد فلا بأس، لكن الأفضل لك أن تحرم بالعمرة هذا هو السنة تطوف وتسعى وتقصر وتحل، ثم في اليوم الثامن بعد ذلك اليوم الثامن عند الذهاب إلى منى تلبي بالحج، هذا هو الذي أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه أصحابه لما قدموا من المدينة في حجة الوداع، أمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة إلا من كان معه الهدي، إلا من ساق الهدي من المدينة أو من الطريق فهذا يبقى على إحرامه، أما الذي لبى بالحج أو بالحج العمرة جميعاً وليس معه هدي فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يحلوا بالطواف والسعي والتقصير ويجعلوها عمرة، ثم يلبون بالحج يوم الثامن، وقد فعلوا -رضي الله عنهم-. جزاكم الله خيراً.
9- أنا إنسان أصوم يوم عرفة سنوياً، وكذلك عاشوراء، ولكن نسيت في العام الماضي يوم عاشوراء حيث أفطرت في نفس اليوم ناسياً أنه يوم عاشوراء، لكني أكملت صيامي وصمت اليوم الحادي عشر، فهل عملي هذا صحيح؟
عاشوراء كله صومه طيب، فإذا صمت منه ما تيسر فالحمد لله، ونرجو لك الأجر في اليوم الذي فاتك بسبب النسيان؛ لأنك تركته غير عامد، بل ناسي، فلك أجره إن شاء الله، وصومك الحادي عشر طيب؛ لأن اليوم العاشر فاتك نسياناً فلك أجره، كما لو تركته مريضاً ثم طبت في اليوم الحادي عشر. جزاكم الله خيراً.
10- إمامنا في المسجد يقرأ سورة بعد الفاتحة، ولكن إذا نسي آية يكبر راكعاً، حيث لا يعطي المأمومين فرصة لتذكيره، وكذلك يقف أحياناً في وسط الآية ويكبر، وفي إحدى المرات قرأ آيةً طويلة ولم يكملها، فهل عمله هذا صحيح؟
لا حرج في ذلك والحمد لله، لا حرج فيه، وإن وقف حتى يُذكر فلا بأس، لا حرج في ذلك ولاسيما إذا كان ....... في أول القراءة، فإن السنة أن يأتي بقراءة مناسبة بعد الفاتحة، كل صلاةٍ على ما حسب ما يناسبها في الشرع الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر إذا لم يركع واستفاد من المأمومين أن يذكروه فهذا حسن، أما إذا كان قد قرأ قراءة كافية فالحمد لله. جزاكم الله خيراً.
11- أقوم بقيادة سيارة نقل ثقيل، وصدمت طفلاً، وتصالحت مع أهله ودفعت الدية، وأفتاني بعض الإخوة بصيام شهرين كفارة، فهل هذه الفتوى صحيحة، مع العلم أنني -كما قلت- سائق، ويصعب علي الصوم نظراً لمشقة عملي كسائق نقل ثقيل
نعم، عليك عتق رقبة مؤمنة إذا تيسر ذلك، واستطعت ذلك، فإذا لم يتيسر فعليك أن تصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، في الوقت الذي تستطيع، يبقى في ذمتك حتى تستطيع، في وقت الإجازة، في وقت تستريح فيه عن السياقة، في الوقت الذي تستطيعه فيه الصيام، هذا واجب عليك بنص القرآن الكريم؛ لأن قتلك خطأٌ، وقتل الخطأ يوجب هذه الكفارة: عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، وليس في ذلك إطعام، ليس في ذلك إلا العتق، وعند العجز يكون فيه الصيام، يكون صوم شهرين متتابعين ستين يوماً، -نسأل الله لك العون والتوفيق-. المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً لابد من الصيام سماحة الشيخ؟ الشيخ: لابد من الصوم إن لم يتيسر العتق، أما إن تيسر العتق يوجد في موريتانيا وبعض البلدان الأفريقية يوجد فيها عبيد يباعون، إذا وصى من يشتري له من الثقات، ووجد طيب. المقدم: وإن لم يتمكن من العتق فلابد من الصيام ولو كان سائقاً؟ الشيخ: ولو كان سائقاً.
12- ما حكم من يصلي الصلوات الخمس في بيته مع أولاده البنين والبنات بحجة أن النساء يتساهلن في أداء الصلوات في غيابه إذا ذهب إلى المسجد، مع أنه يسمع النداء، وما حكم الأولاد الذكور الذين يمنعهم من الذهاب إلى المسجد مع رغبتهم في صلاة الجماعة، ولكن يخافون من أبيهم؟
الواجب عليه أن يتقي الله، وأن يصلي في المسجد هو وأبنائه، أما النساء فيعلمهن أن يصلوا قبله أو بعده، قبل أن يذهب أو بعد أن يذهب، فالأمر واسع بحمد لله، فبإمكانهن أن يصلين بعد مجيئه من صلاة الجماعة الوقت واسع، أو في حال ذهابه إلى الجماعة. المقصود أن هذا ليس بعذر، النساء يعلمن ويؤكد عليهن في أداء الصلاة، وهذا واجبهن، والصلاة عمود الإسلام في حق الجميع، في حق الرجال والنساء من تركها كفر -نسأل الله العافية-، والواجب عليه هو أن يصلي في المسجد وأولاده الذكور، هذا هو الواجب عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر). قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوفٌ أو مرض. وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد إلى المسجد يقودني، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (هل تسمع النداء في الصلاة؟). قال: نعم، قال: (فأجب). وفي رواية: (لا أجد لك رخصة). يقول -صلى الله عليه وسلم- لهذا الأعمى (ما أجد لك رخصة). ويقول له: (أجب). كيف بالبصير المعافى؟!. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزمٌ من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم). فهذا يدل على عظم الأمر، وأن التاركين لصلاة الجماعة جديرون بالعقوبة. فوصيتي لهذا الرجل وأبنائه أن يتقوا الله، وأن يصلوا مع الجماعة، وأن يحذروا عقاب الله وغضبه.
13- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (جاء الدين غريباً -هكذا يقول سماحة الشيخ- وسوف يعود غريباً كما بدأ). اشرحوا لنا معنى هذه الغربة؟
نعم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بدأ الإسلام غريباً). [بدأ) يعني ظهر الإسلام (غريباً) في أول أمره في مكة، غريب بين الكفرة، لم يأخذ به إلا القليل من الناس، ثم انتشر شيئاً بعد شيء في مكة، ولم يزل غريباً، ثم هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وانتشر في المدينة، وظهر في المدينة، ثم ظهر في جميع الدنيا والحمد لله. (وسيعود غريباً كما بدأ) يعني في آخر الزمان، بسبب قلة أهله الذين يعتنقونه، ويستمسكون به، حتى في آخر الزمان يقبض الدين كله، ولا يبقى إلى الأشرار فعليهم تقوم الساعة، معنى : (يعود غريباً) يعني يقل أهله، ويكثر خصومه وأعدائه، وفي آخر الزمان بعد طلوع الشمس من مغربها يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، ولا يبقى إلا الأشرار فعليهم تقوم الساعة. قد ينتشر في بعض البلاد، ويكثر ويقوى ويضعف في بلاد أخرى، لكن في الجملة هو يعود غريباً، لكن بالنسبة إلى بعض البلاد قد يكون ليس فيها بغريب لكثرة الدعاة فيها إلى الله، والعلماء والأخيار.
14- يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كلكم تدخلون الجنة إلا من أبى). اشرحوا لنا معنى هذا الحديث؟
الحديث صحيح رواه البخاري في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى). قيل: يا رسول الله من يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). هذا تفسير الحديث، من عصاه فقد أبى، الذي يعصي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يتبع الشرع معناه أنه آبي ما يريد الجنة، ولو أرادها لأخذ بالأسباب، فالذي يتنكب الأسباب ويتركها ما أراد الجنة. أما الذي أراد الجنة هو الذي يطيع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويتبع الشرع، وينقاد للشرع، ويحافظ على دين الله، فيدع المحرمات، ويأخذ بالواجبات، ويجتهد في الخيرات، هذا الذي يريد الجنة، الله -جل وعلا- قال: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [سورة آل عمران (133)(134)]. الآية.. ويقول سبحانه: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ [(21) سورة الحديد]. الآية.. فالمقصود أن الذي يريد الجنة يسارع إليها، ويأخذ بأعمالها، ويجتهد، ويتقي الله، أما من أعرض عنها، وعن أعمالها، ولم يبالِ فهذا في الحقيقة قد أبى. ومثل ذلك من أراد بر الوالدين، إذا اجتهد في الإحسان إليهما، وبذل وسعه، فقد أراد برهما حقيقة، وإذا أعرض عن ذلك، ولم يبالِ هو ما أراد برهما كذاب، لو قال: أنه يريد برهما، كذاب، ما دام أعرض عن ذلك، ولم يفعلِ شيئاً، فهو إذا قال أنا أريد برهما فهو كذاب. وهكذا لو قال: أنا أريد أن أحافظ على صلاة في الجماعة، وأنا أحب ذلك ثم هو يتنكب ذلك، ويعرض ويبقى في بيته ولا يصلي مع الناس كذاب في قوله، فعله يكذب قوله. والمقصود أن من أراد الخير سلك طريقه، ومن لم يسلك الطريق هو ما أراد الخير- نسأل الله العافية-. خاتمة مقدم البرنامج: جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله -سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. الشيخ: نرجو ذلك. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
591 مشاهدة
-
1 حلقة 851: حكم الصلاة للميت - هل للإنسان أن يخص بعض أولاده بمال - هل الرضعتان تحرم - إزالة شعر الوجه بالنسبة للمرأة - مواصفات الملابس الإسلامية التي يجب على المرآة لبسها - فضل عشر ذي الحجة - ترك القنوت في الوتر
-
2 حلقة 852: حكم نسبة المرأة ابنتها من زوجها الأول إلى زوجها الثاني - تفسير قوله تعالى وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ - صلاة المسافر الذي يقصر ويجمع بالمقيمين - ما حكم من تذكر الفائتة بعد أن شرع في الحاضرة
-
3 حلقة 853: السبيل إلى تقوية الإيمان بالله واليوم الآخر - الذنوب والمعاصي صاحبها متوعد بالعقوبة - صحة حديث من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة - رؤيا النبي في المنام - تشميت العاطس أثناء الصلاة - رد السلام أثناء الصلاة
-
4 حلقة 854: هل للشهيد ست كرامات - كرامات الصالحين - الصلاة في المحل الذي فيه صورة - صلاة المرأة بمفردها هل يلزم تغطية جميع بدنها - حمل الطفل أثناء الصلاة - حلق شعر المولود - امرأة ماتت ابنتها غرقا فهل عليها شيء
-
5 حلقة 855: حديث ومن مس الحصى فقد لغا - هل هذه العبارة حديث إذا ابتليتم فاستتروا - حكم من تفوته صلاة الفجر بسبب غلبة النوم - هل المرأة تغضب من زوجها وهل له حدود - هل تهون وتعظم أهوال القيامة بدرجة الإيمان والصلاح
-
6 حلقة 856: تلقين الميت بعد الدفن - الاجتماع ليلة الجمعة وليلة العيد في المسجد للطعام - في نهاية كل سنة تجمع الأموال وتشترى بها الأطعمة - قراءة على الميت وأخذ الأجرة عليها - حكم بيع الفيز مقابل الكفالة - ضم اليدين عند الرفع من الركوع
-
7 حلقة 857: تفسير سورة البروج - ماذا تفعل من طلقت طلقة واحدة - الجلوس مع أهل المعاصي - هل تقضى الجهرية جهرا - قراءة القرآن أثناء العمل أو المشي عن ظهر قلب - الجمعيات المنعقدة بين الموظفين - هل يتضرر الميت بالبكاء عليه
-
8 حلقة 858: التسبيح بعد الصلاة بصورة جماعية - المسح على جوارب النايلون - هل أكل لحم الجزور ينقض الوضوء - هل تشترط طهارة المرأة إذا أرادت قراءة الأحاديث النبوية - كتابة الطلاق هل يعد طلاقا - صلاة المريض - نصيحة في خلاف الزوجين
-
9 حلقة 859: سجود التلاوة على غير وضوء - هل لزينة المرأة مقدار معين - من مات وعمره خمسة عشر سنة هل على أهله أن يحجوا عنه ويتصدقوا عنه - المأموم نسي قراءة الفاتحة بعد الإمام فماذا عليه - أذان الفجر أثناء صلاة الوتر - أحكام الأضرحة
-
10 حلقة 860: الجلوس مع من يقول إن الولي يعلم الغيب - المساجد التي داخلها قبور - الذهاب إلى الكوافيرة - صبغ الشعر بالحناء أو بغيره بحجة التزين للزوج - إزالة شعر الوجه والشعر الزائد الموجود على أطراف الحاجبين - شرح سورة البروج
-
11 حلقة 861: هل انبعاث الروائح الكريهة من الفم من الأعذار المبيحة لترك الجماعة؟ - حكم من يرفض دفع الزكاة - حكم من يطوف بالقبور للتبرك - هل الأشاعرة من أهل السنة؟ - خروج نار من القبر - بعض الكتب الفقهية المفيدة
-
12 حلقة 862: خروج المرأة بلباس ساتر - حكم إزالة الشعر من الوجه ولاسيما الحاجبين - حكم لبس الخاتم والقلادة وغير ذلك من الذهب بالنسبة للمرأة - حكم سفر المرأة بدون محرم لزياره أهلها - حكم الجهر في الصلوات الجهرية بالنسبة للمرأة
-
13 حلقة 863: الواجب على الزوج الإنفاق على أهله وزوجته بالمعروف - الصوفية وبعض بدعهم وشركياتهم - حكم أخذ المرأة لشعر الذراعين والساقين - الرضاعة من الأخت - حكم قراءة القرآن الكريم بدون فهم بعض الآيات
-
14 حلقة 864: الاتفاق على مصروف معين - كتابة الرسائل وفيها بعض الآيات والأحاديث - كيفية التخلص من الأوراق المحتوية على آيات وأحاديث نبوية - قضاء الدين عن الميت من التركة - تأجير المطعم بما فيه من أدوات - حكم طواف الوداع في العمرة
-
15 حلقة 865: هل ثواب الحج والعمرة يصل إلى الميت - انتفاع الميت بالصدقة - هل تلتقي الأرواح بعد الموت وإن كانت الأجساد متباعدة؟ - الذي يموت في صدام السيارات أو انقلابها يرجى له الشهادة - صلاة النساء على الميت الغائب - الحج أولا لك ثم لأبيك
-
16 حلقة 866: هل تجزئ السنة الراتبة عن تحية المسجد؟ - معنى (الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به) للميت - الفتوى والتعليم بمجرد السماع من نور على الدرب - فضل ليلة القدر - علامات ليلة القدر - حكم الدعاء بالمأثور بعد الأذان
-
17 حلقة 867: حلية الأولياء - البدع كلها ضلالة - الصلاة خلف أهل البدع - رؤية النبي في المنام - نصيحة بالرفق بالوالدة - هل بناء المساجد مصرفاً من مصارف الزكاة؟ - غسل الزوج لزوجته إذا ماتت - قتل الحشرات المؤذية - حكم الصلاة على والدي النبي
-
18 حلقة 868: حكم من وجد الجماعة يصلون العشاء وهو لم يصل المغرب - اللعاب هل يفطر الصائم؟ - ضابط الرضاع الذي يحصل به التحريم - حكم مد الأرجل إلى جهة القبلة - التائب من الذنب كمن لا ذنب له - حكم تصدق المرأة بالزائد من الطعام بدون إذن زوجها
-
19 حلقة 869: تقدم الأم في الحج عنها ثم الأب - حكم من دخل في صلاة ثم تذكر أنه لم يصل التي قبلها - تقديم النقود للعريس في عرسه وقضائه لذلك بأكثر مما قدم له - الرشوة - مفارقة الزوجة لزوجها الذي لا يصلي - حكم غسل الجمعة للنساء
-
20 حلقة 870: صلاة التهجد - كثرة الحركة في للصلاة - حكم زيارة الرجال للنساء في المستشفيات ومصافحتهن - تفسير قوله (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ) - التعود على كثرة الحلف - الشك في الجلوس للتشهد الأوسط
-
21 حلقة 871: حكم تارك الصلاة - معنى قول الرسول ليس منا من فعل كذا - حكم النقاب - كيفية التسبيح
-
22 حلقة 872: رفع الصوت بعد الجنازة بالذكر - الصدقة على الميت بعد مرور أربعين يوماً - صلاة التراويح للمنفرد - كفارة قتل الخطأ - العمرة للميت - حكم من فاته صيام من رمضان وهو منوم في المستشفى - وقت صلاة الليل
-
23 حلقة 873: السنن الراتبة - إحضار بعض النساء المبخرة والبخور إلى المسجد في صلاة التراويح - حكم قراءة القرآن بالتجويد - السهر وتضييع صلاة الفجر - حكم من أخذ جهازاً من أجهزة الحكومة واستخدمه لمدة ثم تاب - حد اللحية
-
24 حلقة 874: نبذة عن الدعوة السلفية وإمامها محمد بن عبد الوهاب - حكم إعفاء اللحية - أشراط الساعة وما تحقق منها - من عجز عن الركوع في الصلاة
-
25 حلقة 875: من فقد عقله زال عنه التكليف - رؤية النبي في المنام - ترك الزكاة - قراءة كتب تفسير الأحلام - الإسراء والمعراج - حكم وضع الحبوب الجيدة من الخضار والفواكه فوق والرديء تحت - من حفظ القرآن ثم نسيه دون تفريط منه
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد