حلقة 118: ذهاب المرأة إلى السوق - حجاب المرأة - تفسير قوله تعالى ثم أماته فأقبره - معنى الحب في الله والبغض في الله - الصلاة خلف المبتدع - الهجر بدون مبرر - الصيام عن الميت - العمل الذي يصل إلى الميت - زيارة النساء للقبور - الناسخ والمنسوخ

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

18 / 50 محاضرة

حلقة 118: ذهاب المرأة إلى السوق - حجاب المرأة - تفسير قوله تعالى ثم أماته فأقبره - معنى الحب في الله والبغض في الله - الصلاة خلف المبتدع - الهجر بدون مبرر - الصيام عن الميت - العمل الذي يصل إلى الميت - زيارة النساء للقبور - الناسخ والمنسوخ

1- ما حكم الشرع في نظركم -سماحة الشيخ- في ذهاب المرأة إلى السوق، وإذا كان الجواب: لا. فهل هذه المرأة لا تشتري أشياء؟ نرجو التوضيح لهذا مأجورين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: خروج المرأة إلى السوق لقضاء حاجاتها أمر لا بأس به ولا حرج فيه، إذا خرجت متسترة متحفظة والسوق ليس فيه خطر لا يتعرض بالسوق للنساء فلا بأس، أما إن كان هناك حاجة لمن يصحبها فإنها تخرج مع أخيها, أو مع أبيها, أو مع زميلتها إذا كان ذلك أسلم وأبعد عن أن تؤذى بشيء, أما إذا كان المحل آمنا وليس هناك ما يوجب استصحابها فلا حرج في ذلك، وإذا دعت الحاجة إلى استصحاب من يرافقها فإنها تنظر من يرافقها ممن تزول معه المشقة أو الأذى التي تخشى منه.  
 
2- ما هو حكم كشف الوجه أهو حلال أم حرام، وهل الحجاب هو الجلباب الواسع فقط، وهل له لون معين، فنحن في بلدنا نلبس ما يسمى بالثوب الفضفاض فوق الفستان، وله ألوان متعددة، هل يمكن أن يحل محل الحجاب، أم لا يجوز؟ أرجو منكم التوجيه
حجاب الوجه أمر لازم؛ لأن الوجه هو محل زينة المرأة أو ضدها هو محل فتنة فالواجب ستره, وكان النساء في صدر الإسلام يكشفن وجوههن ثم نسخ ذلك لما نزل قوله-تعالى-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ(الأحزاب: من الآية53), فأمر- سبحانه-أن يكون السؤال والكلام مع النساء من وراء حجاب يعني تكون متسترة من وراء جدار, من وراء باب، من وراء جلباب قد وضعته على وجهها حتى لا تَفْتِن ولا تُفْتَن، والجلباب لا حرج أن يكون أسود, أو أحمر, أو أخضر, أو أبيض المقصود ستر الوجه بأي شيء من أنواع المتاع, ولا في الشرع أن يكون أسود, أو أخضر, أو أحمر،أو أبيض أو غير ذلك، وبين- سبحانه- أنه أطهر لقلوب الجميع، أن هذا الجلباب أو هذا التستر أطهر لقلوب الجميع وأبعد عن الفتنة. 
 
3- أرجو من فضيلة الشيخ تفسير الآية الكريمة في سورة عبس: ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ*ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ*كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس:21-23]، مع العلم بأنني قرأت في تفسير ابن كثير ولم أفهم الشرح؟
الآية الكريمة واضحة، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ*ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ*كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس:21-23]، أن الله-جل وعلا-يميت الناس هذه الدنيا دار متاع ومؤقتة ولها نهاية كما قال-جل وعلا-:مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (طـه:55)، وقال- جل وعلا-: قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (لأعراف:25)، ثم يخرجهم يوم القيامة، كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ، ظاهر الآية والله أعلم أن الإنسان يموت وقد يكون هناك أشياء لم يقضها من الشؤون التي أمر بها؛ لأن الإنسان قد يفاجئه الأجل، قد يحل به الموت وهناك أشياء لم يقضها, فالعاقل والحازم هو الذي يبادر ويسارع في أداء ما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل، يكون هذا من الحزم أن يبادر ويسارع إلى قضاء ما أوجب الله عليه، وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل، وهو لم يقض ما أمره الله به يعني قد فرط وأضاع, وهذا مثل قوله-جل وعلا-في كتابه الكريم: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (الحديد: من الآية21)،وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(آل عمران: من الآية133)، فهذا كله من باب الحيطة للمؤمن أن يسارع ويسابق حتى لا يهجم الأجل وقد فرط.
 
4- علمنا بأن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، فما معنى الحب في الله، وما معنى البغض في الله؟
الحب في الله أن تحب من أجل الله-تبارك وتعالى-؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا, وإذا كان الرجل في خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي, فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض, فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً, وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام, ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات. 
 
5- ما حكم الصلاة في مسجدٍ به قبر، ولماذا أصبح قبر الرسول-صلى الله عليه وسلم- داخل مسجده؟
الصلاة في المساجد التي فيها قبور لا تصح ولا تجوز, ولا يجوز الدفن في المساجد بل هذا من عمل اليهود والنصارى, والرسول-صلى الله عليه وسلم -لعنهم على هذا العمل قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا مشابهتهم وأن تكون قبورهم خارج مساجدهم في مقابر خاصة, أما المسجد فلا يجوز الدفن فيه، ولا يصلى في المسجد الذي فيه القبور لأنن وجود القبر في المسجد وسيلة إلى الشرك، وسيلة إلى أن يدعى من دون الله وأن يستغاث به فلا يجوز للمسلمين الدفن في المساجد، بل يجب على المسلمين أن يدفنوا موتاهم خارج المساجد في مقابر خاصة، كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم –كانوا يدفنوه في البقيع، ودفن الشهداء في محل قتلهم في أحد، أما قبره - صلى الله عليه وسلم-فهو في بيته ليس في المسجد، دفنه الصحابة في بيت عائشة خوفاً أن يغلى فيه إذا كان في البقيع بارزاً, فدفنوه في بيته خشية أن يحصل فيه غلو, وأن يتخذ قبره مسجداً، فدفنوه في البيت، ثم لما وسع المسجد أدخل في المسجد البيت نفسه، الحجرة، لما وسعه الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في زمانه على رأس المائة الأولى من الهجرة, وأدخل الحجر حجر النبي-صلى الله عليه وسلم-في المسجد دخلت حجرة عائشة من ضمنها, وكان علماء وقته قد نصحوه بأن لا يدخله ولكنه رأى أن إدخاله لا يضر؛ لأنه مدفون في بيته والتوسعة تدعو إلى ذلك، وقد أساء في هذا يعفوا الله عنا وعنه وعن كل مسلم, فالمقصود أنه - صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته وليس في المسجد, وإنما البيت أدخل في المسجد فهو الآن في بيته لا في المسجد, ولا يجوز أن يقتدى بذلك فيقول ندفن في المسجد؛ لأن قبر النبي المسجد، لا، قبر النبي في بيته، في بيته-صلى الله عليه وسلم- ولكن أدخلت الحجرة برمتها في المسجد من أجل التوسعة, فالواجب على المسلمين أن يحذروا الدفن في المساجد, وأن يمتثلوا أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم-في النهي عن ذلك، يقول - صلى الله عليه وسلم-:(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالمساجد لا يدفن فيها، بل تكون القبور خارج المساجد، فالمساجد معدة للصلاة والعبادة والقراءة فلا يكون فيها قبور. 
 
6- ما حكم الصلاة خلف إمام مبتدع، سواء كانت البدعة في مجال العبادات أو العقائد؟
لا يجوز أن يتخذ المبتدع إماماً، لا يجوز أن يتخذ المبتدع إماً لأن هذا رفع لشأنه، فلا يتخذ إما بل يتحرى في الإمامة أهل الصلاح والاستقامة والسالمين من البدع، هذا هو الواجب على المسئولين أن يتحروا للإمامة الرجل الصالح صاحب العلم والفضل والبعيد عن البدع، لكن إذا وجد في المسجد إمام مبتدع، بدعته غير مكفرة فالصلاة خلفه صحيحة، والواجب إزالته وإبداله بغيره، أما من كانت بدعته مكفرة كعبادة القبور الذي يعبد القبور ويستغيث بالأموات هذا لا تصح الصلاة خلفه، لا تصح الصلاة في نفسه لكفره ولا تصح الصلاة خلفه، أما إذا كان مبتدع بدعة لا تخرجه من الإسلام بدعة تجعله عاصياً فقط فالصلاة خلفه صحيحة كالصلاة خلف غيره من الفساق الذين هم مسلمون لكن عندهم بعض المعاصي, كالغيبة, والنميمة, وشرب المسكر, كحلق اللحية فالصلاة صحيحة لكن لا ينبغي أن يتخذوا أئمة, ينبغي لولاة الأمور ألا يجعلوا إماماً يتظاهر بالمعصية، وقد صلى بعض الصحابة خلف الحجاج بن يوسف, وكان أفسق الناس سفاكاً للدماء؛ لأنه مسلم، ومن أمر البدع التي لا تخرجه من الإسلام، مثل بدعة الاحتفال بالمولد إذا لم يكن فيها شرك، مجرد احتفال بالمولد قراءة دروس, أو قصائد ليس فيها شرك، هذه بدعة منكرة، أما إذا كان فيها شرك يقع فيها دعاء النبي-صلى الله عليه وسلم-والاستغاثة به صار ذلك شركاً أكبر, ومثل بدعة ليلة الإسراء والمعراج ، والاحتفال بها، هذه بدعة لا تكفر إلا إذا كان فيها دعوة لغير الله, واستغاثة بغير الله يكن فاعل ذلك كافراً باستغاثته بغير الله ودعائه الأموات والغائبين، مثل نويت أن أصلي كذا وكذا هذه بدعة لفظية لا تكفر، معصية نقص على المؤمن فالصلاة خلف صاحبها صحيحة، يقول نويت أن أصلي الظهر نويت أن أصلي كذا، هذا لا يجوز لكن الصلاة صحيحة. 
 
7- هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
الصواب كل بدعة ضلالة، بعض الفقهاء قال بدعة حسنة مثل جمع المصحف، مثل صلاة التراويح, والصواب أن البدع كلها ضلالة، ما فيه شيء حسن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كل بدعة ضلالة)، ولم يفرق- عليه الصلاة والسلام-، فجمع المصحف ليس ببدعة بل جمعه الصحابة؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء، وكذلك التراويح فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست ببدعة, وقول عمر فيها: "نعمة البدعة" لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية من حيث أنه جمعهم على إمام واحد, ولم يكن هذا في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم - فسماه بدعة من حيث اللغة, و إلا فهي سنة؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم – فعلها, وصلى بالصحابة ليالي- عليه الصلاة والسلام- وكانوا يصلوا في المسجد أوزاعاً يصلي الرجل, و الرجلين, و الثلاثة, ويصلي الرجل لنفسه فلم ينكر ذلك-عليه الصلاة والسلام-ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك، فلما توفي-صلى الله عليه وسلم-, واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد، لما رآهم موزعون في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد؛ لأن الرسول قد فعل ذلك –عليه الصلاة والسلام-، فهي بدعة لغوية حين قال عمر: "نعمة البدعة" يعني لجمعه إياهم على إمام واحد بعد النبي- صلى الله عليه وسلم-. 
 
8- لم أتعامل مع جاري، وأبتعد عنه، ولم أتحدث معه؛ وذلك من أجل الدين، وليس من أجل أي هدفٍ دنيوي، فبماذا تنصحونني؟
إذا كانوا قد أعلنوا المعاصي أو الكفر يستحقون الهجر؛ لكن إذا رأيت أن تنصحهم لما وقع منهم وعدم هجرهم ورأيت أن هذا أصلح تنصحهم وتوجههم إلى الخير, وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر؛ لأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى (المائدة: من الآية2), ويقول-جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فإذا رأيت توجيههم إلى الخير ونصيحتهم فأنت على خير عظيم، أما إذا يئست ولم يقبلوا منك النصح فهجرهم مستحب.  
 
9- عندما توفيت والدتي لم نظفر شعرها ثلاثة قرون -كما هو معروف-؛ وذلك لارتباكنا في ذلك الوقت، وإنما ترك كما هو، بتمشيط يديها قبل الوفاة ظفيرتين، ولم يوضع طيب كافٍ، فهل علينا حرج في ذلك
ليس عليكم حرج في ذلك والحمد لله؛ لأن الظفر الثلاثة مستحب وليس بلازم، فتركه إياها بظفيرتين لا حرج في ذلك والحمد لله
 
10- إن والدتي عندما توفت كان عليها قضاء لصيام شهر رمضان، ولا نعلم كم عدد هذه الأيام لكثرة إفطارها بسبب مرض الربو، وكانت تنوي القضاء ولكنها ماتت، ماذا يلزمنا
يشرع لكم الصيام عنها حسب الظن تجتهدون وتصومون ما يغلب على الظن أنها أفطرته من رمضان وأنتم مأجورون, يقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه)، يعني قريبه، فالأفضل لكم أن تصوموا عنها ما تيسر أنتي, وأخواتك, أو واحدة منكن تصوم عنها حسب الظن إذا ظننتم أنها عشرة أيام صوموا عشرة, إذا ظننتم أنها خمسة عشر صوموا خمسة عشر, وهكذا بالظن ويكفي هذا, وإن تصدقوا عنها عن كل يوم طعام مسكين كفى، لكن صومكم عنها أفضل. 
 
11- هل يصل الميت عندما يصلى له وتوهب له هذه الصلاة، وكذلك الطعام، والشراب، وقراءة القرآن، وماذا يقول الواهب عند ذلك؟
لا يصلى له، الصلاة لا؛ لكن يتصدق عنه، أما الصلاة لم ترد في النصوص لكن يتصدق عنه, يدعى له, يحج عنه، كل هذا ينفعه، أما كونه يصلى عنه أو يقرأ له فهذا ليس عليه دليل، لكن الصدقة عنه، والدعاء, والحج, والعمرة كل هذا طيب ينفع الميت. 
 
12- ما حكم وضع الأشجار على القبر؛ وذلك بقصد تماسك التربة، وعدم انجراف القبر لشدة الريح، وكذلك رشه بالماء أيضا؛ً للحفاظ عليه من الانجراف؟
لا بأس برشه ووضع الحصباء عليه, يوضع عليه حصباء تمسكه أما الشجر فلا لا حاجة إلى ذلك؛ لأنه قد يعتقد فيه شيء، أما نصب الجريدة التي فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم – فكانت لقبرين اطلع على عذابهما-عليه الصلاة والسلام-أما نحن فلا نعرف المعذب من غير المعذب, فلا يشرع لنا أن نجعل عليه جريد ولا شجر, ولكن إذا جعل عليه حصباء ورش بالماء فهذا حسن لأجل ضبط التراب. 
 
13- هل يجوز للنساء أن تزور القبور من أجل الزيارة فقط، والتسليم على أهلهم الذين سبقوهم، مع عدم البكاء عليهم؟
الزيارة للنساء لا تجوز، وإنما يصلين على الميت مع الناس ما يخالف، الصلاة على الميت لا بأس بها، فقد صلى النساء على الميت مع النبي-صلى الله عليه وسلم-لكن زيارة القبور منهي عنها ليس للنساء أن يزرن القبور؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور- عليه الصلاة والسلام-: (لعن رسول الله زائرات القبور)، فلا يجوز لهن الزيارة, ولكن يدعون لأمواتهن في البيت والطريق في كل مكان، الدعاء مطلوب أما الزيارة للقبور فلا. 
 
14- سمعت من بعض إخواني يتحدثون عن الناسخ والمنسوخ في القرآن، فما هو الناسخ، وما هو المنسوخ؟
الناسخ الحكم الأخير والمنسوخ الحكم الأول, فالمنسوخ من أمثلة ذلك كان الناس يستقبلون بيت المقدس في الصلاة حتى هاجر النبي-صلى الله عليه وسلم-ومضى عليه ستة عشر شهراً, أو سبعة عشر شهراً ثم أنزل الله الناسخ وهو قوله- جل وعلا-: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ(البقرة: من الآية144), فهذا هو الناسخ لما كانوا يفعلون من استقبال بيت المقدس، أنهم أمروا أن يستقبلوا الكعبة أينما كانوا. 
 
15- أثناء الصلاة يحدث لي سهو مما أضطر إلى قراءة الفاتحة أكثر من مرة، وكذلك التحيات، فهل هذه الصلاة جائزة، وما الواجب عليَّ نحو ذلك؟
الصلاة جائزة لكن المشروع لك ألا تكرر، وأن تعوذ بالله من الشيطان من الوساوس تقرأ الفاتحة مرة, والتحيات مرة لا تكرر, وإن جاءت الوساوس تعوذ بالله من الشيطان ولو كررت الصلاة صحيحة والحمد لله. 
 
16- أثناء صلاة السنة تقام صلاة الجماعة، فهل أترك السنة وأذهب إلى صلاة الجماعة، أم أكمل صلاة السنة، وفي حالة ترك صلاة السنة ما كيفية الخروج منها؟
ما دمت صليت الفريضة يكفيك هذا وإذا شرعت في صلاة النافلة كملها وليس هناك حاجة إلى قطعها للصلاة مع الجماعة الآخرين, وإن صليت معهم قبل أن تشرع في النافلة صليت مع الجماعة الجديدة فلا بأس؛ لكن هم ليسوا في حاجة إليك, وإن صليت معهم فلا بأس, أما إن كان واحد صليت حتى تكون أنت وإياه جماعة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: لما دخل رجل وقد صلى الناس، قال-عليه الصلاة والسلام-: (من يتصدق على هذا ويصلي معه)، إذا كان واحدا قد فاتته الصلاة, وأنت صليت معه حتى تكونا جميعاً جماعة هذا حسن، أما إذا كانوا جماعة فأنت مخير, إن صليت معهم فلك أجر, وإذا اشتغلت بالنافلة أوفيت فلا بأس، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي لما ذكر أنه يأتي في آخر الزمان قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: صل الصلاة لوقتها، فإن أقيمت وأنت في المسجد فصل معهم فإنها لك نافلة. 
 
17- أيهما أفضل لطالب العلم: الدعوة إلى الله، أو التفرغ لطلب العلم؟
إذا كان من أهل العلم, وعنده قدرة على الدعوة, وعند علم بصيرة, فالأفضل له الدعوة, أما إن كان حتى الآن ليس عنده العلم الذي يعينه على الدعوة وعنده حاجة يتفرغ لطلب العلم ويتفقه في الدين حتى يكون أهلاً للدعوة وإقامة الأدلة الشرعية, أما إذا كان قد رزقه الله العلم وقد تفقه في الدين وعنده الأدلة الشرعية فكونه يتفرغ للدعوة مع تعليم الناس العلم في المسجد, أو في بيته يجمع بين الأمرين فهذا خير عظيم، يقرأ في الأوقات المناسبة, أو يعلم الناس, أو يقرأ على العلماء, ويقوم بالدعوة في أوقات أخرى.  
 
18- ما الحكمة من ارتداء المسلمة الحجاب أثناء الصلاة، هل هو من أجل حضور الملائكة أثناء الصلاة، أم لأنها تقف بين يدي الله- عز وجل-؛ لأن ابنتي سألتني هذا السؤال ولا أعرف الإجابة الصحيحة فسألتكم؟
ليس عليها حجاب إذا كانت تصلي وليس عندها رجال أجانب لها أن تكشف وجهها، أما كونها تستر رأسها وبدنها فهذا؛ لأنها عورة ووقوفها بين يدي الله-عز وجل-مستورة أفضل؛ ولأنه قد يبدو من ليس محرماً قد يدخل من ليس محرماً لها فقد تعمل بالحيطة إلا الوجه فإنها تكشفه إذا كان ما عندها أجنبي, وتستر بقية بدنها هذا هو المشهور هذا هو الواجب عليها، إلا الكفين فلا مانع من كشفهما وسترهما أفضل، أما الوجه فالسنة كشفه في الصلاة إذا كان ما عندها أجنبي، أما إذا كان عندها أجنبي فإنها تستره؛ لأنها عورة وفتنة. 
 
19- لقد انتشرت في الآونة الأخيرة استعمال مانع الحمل بعد الزواج، وذلك لكي تعرف الزوجة سلوكيات الزوج، فإن كانت صالحة تركت الحبوب، وإن كانت العكس استمرت حتى يكون الطلاق، والمقصود من ذلك: مشكلة الولد بينهما، فما هو الحل الصحيح في ذلك في حكم الشرع في نظركم؟
استعمال الحبوب بهذا القصد لا أعلم له أصلا، والمشروع ترك ذلك لأن الله قدر أن الولد ليكون سبباً للألفة والمحبة واستمرار النكاح فهذا لا أرى وجهاً لاستعمال الحبوب في أول الزواج بل السنة أن تدع ذلك والمشروع أن تدع ذلك وفي حل هذا نظر، في حل استعمال الحبوب نظر، بل المشروع أن تترك هذا العمل لعل الله يرزقهما ولداً فيكون سبباً للمحبة والوئام بينهما إلا من علة، أن يكون هناك علة شرعية كأن تكون مريضة يضرها الحمل، أو أسباب أخرى يخشى منها المضرة، أما لهذا القصد لتعرف حال الزوج فالذي يظهر لي من الشرع عدم استعمال هذه الحبوب وحسن الظن بالله ولعل الله يرزقهم ولداً. أيها الأخوة الأحباب كان معنا في هذا اللقاء المبارك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز... 

552 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply