حلقة 118: ذهاب المرأة إلى السوق - حجاب المرأة - تفسير قوله تعالى ثم أماته فأقبره - معنى الحب في الله والبغض في الله - الصلاة خلف المبتدع - الهجر بدون مبرر - الصيام عن الميت - العمل الذي يصل إلى الميت - زيارة النساء للقبور - الناسخ والمنسوخ
18 / 50 محاضرة
1- ما حكم الشرع في نظركم -سماحة الشيخ- في ذهاب المرأة إلى السوق، وإذا كان الجواب: لا. فهل هذه المرأة لا تشتري أشياء؟ نرجو التوضيح لهذا مأجورين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: خروج المرأة إلى السوق لقضاء حاجاتها أمر لا بأس به ولا حرج فيه، إذا خرجت متسترة متحفظة والسوق ليس فيه خطر لا يتعرض بالسوق للنساء فلا بأس، أما إن كان هناك حاجة لمن يصحبها فإنها تخرج مع أخيها, أو مع أبيها, أو مع زميلتها إذا كان ذلك أسلم وأبعد عن أن تؤذى بشيء, أما إذا كان المحل آمنا وليس هناك ما يوجب استصحابها فلا حرج في ذلك، وإذا دعت الحاجة إلى استصحاب من يرافقها فإنها تنظر من يرافقها ممن تزول معه المشقة أو الأذى التي تخشى منه.
2- ما هو حكم كشف الوجه أهو حلال أم حرام، وهل الحجاب هو الجلباب الواسع فقط، وهل له لون معين، فنحن في بلدنا نلبس ما يسمى بالثوب الفضفاض فوق الفستان، وله ألوان متعددة، هل يمكن أن يحل محل الحجاب، أم لا يجوز؟ أرجو منكم التوجيه
حجاب الوجه أمر لازم؛ لأن الوجه هو محل زينة المرأة أو ضدها هو محل فتنة فالواجب ستره, وكان النساء في صدر الإسلام يكشفن وجوههن ثم نسخ ذلك لما نزل قوله-تعالى-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ(الأحزاب: من الآية53), فأمر- سبحانه-أن يكون السؤال والكلام مع النساء من وراء حجاب يعني تكون متسترة من وراء جدار, من وراء باب، من وراء جلباب قد وضعته على وجهها حتى لا تَفْتِن ولا تُفْتَن، والجلباب لا حرج أن يكون أسود, أو أحمر, أو أخضر, أو أبيض المقصود ستر الوجه بأي شيء من أنواع المتاع, ولا في الشرع أن يكون أسود, أو أخضر, أو أحمر،أو أبيض أو غير ذلك، وبين- سبحانه- أنه أطهر لقلوب الجميع، أن هذا الجلباب أو هذا التستر أطهر لقلوب الجميع وأبعد عن الفتنة.
3- أرجو من فضيلة الشيخ تفسير الآية الكريمة في سورة عبس: ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ*ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ*كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس:21-23]، مع العلم بأنني قرأت في تفسير ابن كثير ولم أفهم الشرح؟
الآية الكريمة واضحة، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ*ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ*كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس:21-23]، أن الله-جل وعلا-يميت الناس هذه الدنيا دار متاع ومؤقتة ولها نهاية كما قال-جل وعلا-:مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (طـه:55)، وقال- جل وعلا-: قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (لأعراف:25)، ثم يخرجهم يوم القيامة، كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ، ظاهر الآية والله أعلم أن الإنسان يموت وقد يكون هناك أشياء لم يقضها من الشؤون التي أمر بها؛ لأن الإنسان قد يفاجئه الأجل، قد يحل به الموت وهناك أشياء لم يقضها, فالعاقل والحازم هو الذي يبادر ويسارع في أداء ما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل، يكون هذا من الحزم أن يبادر ويسارع إلى قضاء ما أوجب الله عليه، وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل، وهو لم يقض ما أمره الله به يعني قد فرط وأضاع, وهذا مثل قوله-جل وعلا-في كتابه الكريم: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (الحديد: من الآية21)،وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(آل عمران: من الآية133)، فهذا كله من باب الحيطة للمؤمن أن يسارع ويسابق حتى لا يهجم الأجل وقد فرط.
4- علمنا بأن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، فما معنى الحب في الله، وما معنى البغض في الله؟
الحب في الله أن تحب من أجل الله-تبارك وتعالى-؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا, وإذا كان الرجل في خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي, فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض, فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً, وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام, ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات.
5- ما حكم الصلاة في مسجدٍ به قبر، ولماذا أصبح قبر الرسول-صلى الله عليه وسلم- داخل مسجده؟
الصلاة في المساجد التي فيها قبور لا تصح ولا تجوز, ولا يجوز الدفن في المساجد بل هذا من عمل اليهود والنصارى, والرسول-صلى الله عليه وسلم -لعنهم على هذا العمل قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا مشابهتهم وأن تكون قبورهم خارج مساجدهم في مقابر خاصة, أما المسجد فلا يجوز الدفن فيه، ولا يصلى في المسجد الذي فيه القبور لأنن وجود القبر في المسجد وسيلة إلى الشرك، وسيلة إلى أن يدعى من دون الله وأن يستغاث به فلا يجوز للمسلمين الدفن في المساجد، بل يجب على المسلمين أن يدفنوا موتاهم خارج المساجد في مقابر خاصة، كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم –كانوا يدفنوه في البقيع، ودفن الشهداء في محل قتلهم في أحد، أما قبره - صلى الله عليه وسلم-فهو في بيته ليس في المسجد، دفنه الصحابة في بيت عائشة خوفاً أن يغلى فيه إذا كان في البقيع بارزاً, فدفنوه في بيته خشية أن يحصل فيه غلو, وأن يتخذ قبره مسجداً، فدفنوه في البيت، ثم لما وسع المسجد أدخل في المسجد البيت نفسه، الحجرة، لما وسعه الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في زمانه على رأس المائة الأولى من الهجرة, وأدخل الحجر حجر النبي-صلى الله عليه وسلم-في المسجد دخلت حجرة عائشة من ضمنها, وكان علماء وقته قد نصحوه بأن لا يدخله ولكنه رأى أن إدخاله لا يضر؛ لأنه مدفون في بيته والتوسعة تدعو إلى ذلك، وقد أساء في هذا يعفوا الله عنا وعنه وعن كل مسلم, فالمقصود أنه - صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته وليس في المسجد, وإنما البيت أدخل في المسجد فهو الآن في بيته لا في المسجد, ولا يجوز أن يقتدى بذلك فيقول ندفن في المسجد؛ لأن قبر النبي المسجد، لا، قبر النبي في بيته، في بيته-صلى الله عليه وسلم- ولكن أدخلت الحجرة برمتها في المسجد من أجل التوسعة, فالواجب على المسلمين أن يحذروا الدفن في المساجد, وأن يمتثلوا أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم-في النهي عن ذلك، يقول - صلى الله عليه وسلم-:(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالمساجد لا يدفن فيها، بل تكون القبور خارج المساجد، فالمساجد معدة للصلاة والعبادة والقراءة فلا يكون فيها قبور.
6- ما حكم الصلاة خلف إمام مبتدع، سواء كانت البدعة في مجال العبادات أو العقائد؟
لا يجوز أن يتخذ المبتدع إماماً، لا يجوز أن يتخذ المبتدع إماً لأن هذا رفع لشأنه، فلا يتخذ إما بل يتحرى في الإمامة أهل الصلاح والاستقامة والسالمين من البدع، هذا هو الواجب على المسئولين أن يتحروا للإمامة الرجل الصالح صاحب العلم والفضل والبعيد عن البدع، لكن إذا وجد في المسجد إمام مبتدع، بدعته غير مكفرة فالصلاة خلفه صحيحة، والواجب إزالته وإبداله بغيره، أما من كانت بدعته مكفرة كعبادة القبور الذي يعبد القبور ويستغيث بالأموات هذا لا تصح الصلاة خلفه، لا تصح الصلاة في نفسه لكفره ولا تصح الصلاة خلفه، أما إذا كان مبتدع بدعة لا تخرجه من الإسلام بدعة تجعله عاصياً فقط فالصلاة خلفه صحيحة كالصلاة خلف غيره من الفساق الذين هم مسلمون لكن عندهم بعض المعاصي, كالغيبة, والنميمة, وشرب المسكر, كحلق اللحية فالصلاة صحيحة لكن لا ينبغي أن يتخذوا أئمة, ينبغي لولاة الأمور ألا يجعلوا إماماً يتظاهر بالمعصية، وقد صلى بعض الصحابة خلف الحجاج بن يوسف, وكان أفسق الناس سفاكاً للدماء؛ لأنه مسلم، ومن أمر البدع التي لا تخرجه من الإسلام، مثل بدعة الاحتفال بالمولد إذا لم يكن فيها شرك، مجرد احتفال بالمولد قراءة دروس, أو قصائد ليس فيها شرك، هذه بدعة منكرة، أما إذا كان فيها شرك يقع فيها دعاء النبي-صلى الله عليه وسلم-والاستغاثة به صار ذلك شركاً أكبر, ومثل بدعة ليلة الإسراء والمعراج ، والاحتفال بها، هذه بدعة لا تكفر إلا إذا كان فيها دعوة لغير الله, واستغاثة بغير الله يكن فاعل ذلك كافراً باستغاثته بغير الله ودعائه الأموات والغائبين، مثل نويت أن أصلي كذا وكذا هذه بدعة لفظية لا تكفر، معصية نقص على المؤمن فالصلاة خلف صاحبها صحيحة، يقول نويت أن أصلي الظهر نويت أن أصلي كذا، هذا لا يجوز لكن الصلاة صحيحة.
7- هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
الصواب كل بدعة ضلالة، بعض الفقهاء قال بدعة حسنة مثل جمع المصحف، مثل صلاة التراويح, والصواب أن البدع كلها ضلالة، ما فيه شيء حسن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كل بدعة ضلالة)، ولم يفرق- عليه الصلاة والسلام-، فجمع المصحف ليس ببدعة بل جمعه الصحابة؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء، وكذلك التراويح فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست ببدعة, وقول عمر فيها: "نعمة البدعة" لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية من حيث أنه جمعهم على إمام واحد, ولم يكن هذا في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم - فسماه بدعة من حيث اللغة, و إلا فهي سنة؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم – فعلها, وصلى بالصحابة ليالي- عليه الصلاة والسلام- وكانوا يصلوا في المسجد أوزاعاً يصلي الرجل, و الرجلين, و الثلاثة, ويصلي الرجل لنفسه فلم ينكر ذلك-عليه الصلاة والسلام-ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك، فلما توفي-صلى الله عليه وسلم-, واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد، لما رآهم موزعون في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد؛ لأن الرسول قد فعل ذلك –عليه الصلاة والسلام-، فهي بدعة لغوية حين قال عمر: "نعمة البدعة" يعني لجمعه إياهم على إمام واحد بعد النبي- صلى الله عليه وسلم-.
8- لم أتعامل مع جاري، وأبتعد عنه، ولم أتحدث معه؛ وذلك من أجل الدين، وليس من أجل أي هدفٍ دنيوي، فبماذا تنصحونني؟
إذا كانوا قد أعلنوا المعاصي أو الكفر يستحقون الهجر؛ لكن إذا رأيت أن تنصحهم لما وقع منهم وعدم هجرهم ورأيت أن هذا أصلح تنصحهم وتوجههم إلى الخير, وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر؛ لأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى (المائدة: من الآية2), ويقول-جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فإذا رأيت توجيههم إلى الخير ونصيحتهم فأنت على خير عظيم، أما إذا يئست ولم يقبلوا منك النصح فهجرهم مستحب.
9- عندما توفيت والدتي لم نظفر شعرها ثلاثة قرون -كما هو معروف-؛ وذلك لارتباكنا في ذلك الوقت، وإنما ترك كما هو، بتمشيط يديها قبل الوفاة ظفيرتين، ولم يوضع طيب كافٍ، فهل علينا حرج في ذلك
ليس عليكم حرج في ذلك والحمد لله؛ لأن الظفر الثلاثة مستحب وليس بلازم، فتركه إياها بظفيرتين لا حرج في ذلك والحمد لله
10- إن والدتي عندما توفت كان عليها قضاء لصيام شهر رمضان، ولا نعلم كم عدد هذه الأيام لكثرة إفطارها بسبب مرض الربو، وكانت تنوي القضاء ولكنها ماتت، ماذا يلزمنا
يشرع لكم الصيام عنها حسب الظن تجتهدون وتصومون ما يغلب على الظن أنها أفطرته من رمضان وأنتم مأجورون, يقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه)، يعني قريبه، فالأفضل لكم أن تصوموا عنها ما تيسر أنتي, وأخواتك, أو واحدة منكن تصوم عنها حسب الظن إذا ظننتم أنها عشرة أيام صوموا عشرة, إذا ظننتم أنها خمسة عشر صوموا خمسة عشر, وهكذا بالظن ويكفي هذا, وإن تصدقوا عنها عن كل يوم طعام مسكين كفى، لكن صومكم عنها أفضل.
11- هل يصل الميت عندما يصلى له وتوهب له هذه الصلاة، وكذلك الطعام، والشراب، وقراءة القرآن، وماذا يقول الواهب عند ذلك؟
لا يصلى له، الصلاة لا؛ لكن يتصدق عنه، أما الصلاة لم ترد في النصوص لكن يتصدق عنه, يدعى له, يحج عنه، كل هذا ينفعه، أما كونه يصلى عنه أو يقرأ له فهذا ليس عليه دليل، لكن الصدقة عنه، والدعاء, والحج, والعمرة كل هذا طيب ينفع الميت.
12- ما حكم وضع الأشجار على القبر؛ وذلك بقصد تماسك التربة، وعدم انجراف القبر لشدة الريح، وكذلك رشه بالماء أيضا؛ً للحفاظ عليه من الانجراف؟
لا بأس برشه ووضع الحصباء عليه, يوضع عليه حصباء تمسكه أما الشجر فلا لا حاجة إلى ذلك؛ لأنه قد يعتقد فيه شيء، أما نصب الجريدة التي فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم – فكانت لقبرين اطلع على عذابهما-عليه الصلاة والسلام-أما نحن فلا نعرف المعذب من غير المعذب, فلا يشرع لنا أن نجعل عليه جريد ولا شجر, ولكن إذا جعل عليه حصباء ورش بالماء فهذا حسن لأجل ضبط التراب.
13- هل يجوز للنساء أن تزور القبور من أجل الزيارة فقط، والتسليم على أهلهم الذين سبقوهم، مع عدم البكاء عليهم؟
الزيارة للنساء لا تجوز، وإنما يصلين على الميت مع الناس ما يخالف، الصلاة على الميت لا بأس بها، فقد صلى النساء على الميت مع النبي-صلى الله عليه وسلم-لكن زيارة القبور منهي عنها ليس للنساء أن يزرن القبور؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور- عليه الصلاة والسلام-: (لعن رسول الله زائرات القبور)، فلا يجوز لهن الزيارة, ولكن يدعون لأمواتهن في البيت والطريق في كل مكان، الدعاء مطلوب أما الزيارة للقبور فلا.
14- سمعت من بعض إخواني يتحدثون عن الناسخ والمنسوخ في القرآن، فما هو الناسخ، وما هو المنسوخ؟
الناسخ الحكم الأخير والمنسوخ الحكم الأول, فالمنسوخ من أمثلة ذلك كان الناس يستقبلون بيت المقدس في الصلاة حتى هاجر النبي-صلى الله عليه وسلم-ومضى عليه ستة عشر شهراً, أو سبعة عشر شهراً ثم أنزل الله الناسخ وهو قوله- جل وعلا-: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ(البقرة: من الآية144), فهذا هو الناسخ لما كانوا يفعلون من استقبال بيت المقدس، أنهم أمروا أن يستقبلوا الكعبة أينما كانوا.
15- أثناء الصلاة يحدث لي سهو مما أضطر إلى قراءة الفاتحة أكثر من مرة، وكذلك التحيات، فهل هذه الصلاة جائزة، وما الواجب عليَّ نحو ذلك؟
الصلاة جائزة لكن المشروع لك ألا تكرر، وأن تعوذ بالله من الشيطان من الوساوس تقرأ الفاتحة مرة, والتحيات مرة لا تكرر, وإن جاءت الوساوس تعوذ بالله من الشيطان ولو كررت الصلاة صحيحة والحمد لله.
16- أثناء صلاة السنة تقام صلاة الجماعة، فهل أترك السنة وأذهب إلى صلاة الجماعة، أم أكمل صلاة السنة، وفي حالة ترك صلاة السنة ما كيفية الخروج منها؟
ما دمت صليت الفريضة يكفيك هذا وإذا شرعت في صلاة النافلة كملها وليس هناك حاجة إلى قطعها للصلاة مع الجماعة الآخرين, وإن صليت معهم قبل أن تشرع في النافلة صليت مع الجماعة الجديدة فلا بأس؛ لكن هم ليسوا في حاجة إليك, وإن صليت معهم فلا بأس, أما إن كان واحد صليت حتى تكون أنت وإياه جماعة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: لما دخل رجل وقد صلى الناس، قال-عليه الصلاة والسلام-: (من يتصدق على هذا ويصلي معه)، إذا كان واحدا قد فاتته الصلاة, وأنت صليت معه حتى تكونا جميعاً جماعة هذا حسن، أما إذا كانوا جماعة فأنت مخير, إن صليت معهم فلك أجر, وإذا اشتغلت بالنافلة أوفيت فلا بأس، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي لما ذكر أنه يأتي في آخر الزمان قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: صل الصلاة لوقتها، فإن أقيمت وأنت في المسجد فصل معهم فإنها لك نافلة.
17- أيهما أفضل لطالب العلم: الدعوة إلى الله، أو التفرغ لطلب العلم؟
إذا كان من أهل العلم, وعنده قدرة على الدعوة, وعند علم بصيرة, فالأفضل له الدعوة, أما إن كان حتى الآن ليس عنده العلم الذي يعينه على الدعوة وعنده حاجة يتفرغ لطلب العلم ويتفقه في الدين حتى يكون أهلاً للدعوة وإقامة الأدلة الشرعية, أما إذا كان قد رزقه الله العلم وقد تفقه في الدين وعنده الأدلة الشرعية فكونه يتفرغ للدعوة مع تعليم الناس العلم في المسجد, أو في بيته يجمع بين الأمرين فهذا خير عظيم، يقرأ في الأوقات المناسبة, أو يعلم الناس, أو يقرأ على العلماء, ويقوم بالدعوة في أوقات أخرى.
18- ما الحكمة من ارتداء المسلمة الحجاب أثناء الصلاة، هل هو من أجل حضور الملائكة أثناء الصلاة، أم لأنها تقف بين يدي الله- عز وجل-؛ لأن ابنتي سألتني هذا السؤال ولا أعرف الإجابة الصحيحة فسألتكم؟
ليس عليها حجاب إذا كانت تصلي وليس عندها رجال أجانب لها أن تكشف وجهها، أما كونها تستر رأسها وبدنها فهذا؛ لأنها عورة ووقوفها بين يدي الله-عز وجل-مستورة أفضل؛ ولأنه قد يبدو من ليس محرماً قد يدخل من ليس محرماً لها فقد تعمل بالحيطة إلا الوجه فإنها تكشفه إذا كان ما عندها أجنبي, وتستر بقية بدنها هذا هو المشهور هذا هو الواجب عليها، إلا الكفين فلا مانع من كشفهما وسترهما أفضل، أما الوجه فالسنة كشفه في الصلاة إذا كان ما عندها أجنبي، أما إذا كان عندها أجنبي فإنها تستره؛ لأنها عورة وفتنة.
19- لقد انتشرت في الآونة الأخيرة استعمال مانع الحمل بعد الزواج، وذلك لكي تعرف الزوجة سلوكيات الزوج، فإن كانت صالحة تركت الحبوب، وإن كانت العكس استمرت حتى يكون الطلاق، والمقصود من ذلك: مشكلة الولد بينهما، فما هو الحل الصحيح في ذلك في حكم الشرع في نظركم؟
استعمال الحبوب بهذا القصد لا أعلم له أصلا، والمشروع ترك ذلك لأن الله قدر أن الولد ليكون سبباً للألفة والمحبة واستمرار النكاح فهذا لا أرى وجهاً لاستعمال الحبوب في أول الزواج بل السنة أن تدع ذلك والمشروع أن تدع ذلك وفي حل هذا نظر، في حل استعمال الحبوب نظر، بل المشروع أن تترك هذا العمل لعل الله يرزقهما ولداً فيكون سبباً للمحبة والوئام بينهما إلا من علة، أن يكون هناك علة شرعية كأن تكون مريضة يضرها الحمل، أو أسباب أخرى يخشى منها المضرة، أما لهذا القصد لتعرف حال الزوج فالذي يظهر لي من الشرع عدم استعمال هذه الحبوب وحسن الظن بالله ولعل الله يرزقهم ولداً. أيها الأخوة الأحباب كان معنا في هذا اللقاء المبارك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز...
552 مشاهدة
-
26 حلقة 126: معنى وإن أتاني يمشي أتيته هرولة - تارك الصلاة هل يدفن في مقابر المسلمين - لمسجد المنحرف عن جهة القبلة وحكم الصلاة فيه؟ - المرأة التي لا تصلي ولا تتحجب - المريض أذا أفطر في رمضان هل يأثم؟ - هل يجوز استعمال الأسنان الذهبية للنساء والرجال؟
-
27 حلقة 127: حكم من صلى وكان مائلاً عن القبلة - عنى لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة - حكم غيبة العاصي - حكم صلاة ذوات الأسباب في وقت النهي - البكاء على الميت - استماع القرآن عبر المسجل - حكم نظر الخاطب إلى مخطوبته - حكم الاستعاذة عند التثاؤب
-
28 حلقة 128: معنى قوله وقرن في بيوتكن - هل يعذر الإنسان بالجهل؟ - حكم خروج المرأة المعتدة - حكم الصلاة في البيت وجمعها بحجة العمل - من لم يسعى في العمرة فماذا عليه؟ - الذبح وحكم الذكاة - حكم الذبح بالسكين الكهربائي - وجوب العدل بين الزوجات
-
29 حلقة 129: ايهما أفضل للمسافر أن يجمع جمع تقديم و يقصر؟ - طلاق الحامل - حقوق الزوجة على زوجها، وحقوق الزوج على زوجته - إذا وجد زوجته على فاحشة فماذا يفعل؟ - سد الأبواب التي تؤدي باختلاط الرجال والنساء - الماء الجاري هل يتوضأ منه؟
-
30 حلقة 130: كلمة بمناسبة أول يوم من رمضان - هدي الصحابة في استقبال رمضان - بعض الخصائص والميزات التي اختص الله بها رمضان - الحكمة من الصيام - كيف تصوم الجوارح في رمضان؟ - لماذا اختص الله الصوم من بين سائر العبادات ؟
-
31 حلقة 131: حكم الطلاق بالثلاث - كيفية التعامل مع الوالد الذي لا يصلي - من سب الدين في حالة الغضب ثم ندم - من حلف بالطلاق على عدم أخذ شيء فأخذه قريبه - اعفاء اللحية - اعفاء اللحية - السنة للمؤمن أن تكون له أضحية مستقلة
-
32 حلقة 132: صفة الأذان - الزيادة في الأذان هل تبطل الصلاة؟ - التفكير في الطلاق لا يعد طلاقاً - من حلف بالطلاق ألا يعير أحداً شيئاً - القتل الخطأ في حادث سيارة - الغياب عن الزوجة مدة طويلة - تفسير قوله تعالى الرجال قوامون - حكم مصافحة مطلقة الولد
-
33 حلقة 133: استقبال القبلة أثناء الذبح - تغير النية أثناء الصلاة - استعمال الرهن - تلف الوديعة دون تفريط - الوسوسة في الإحتلام - الصلاة وعلى الثوب نجاسة متيقنة - التداوي عند بعض الكهان والمشعوذين - المبادرة بالوفاء بالنذر
-
34 حلقة 134: حساب التطليقات السابقة - لا يزول اسم البكر بمجرد العقد - إذا أشترط على الزوج ألا يتزوج على زوجته - من بقي في منى مدة هل له قصر الصلاة؟ - تصح الصلاة خلف العاصي - دعاء الميت ليشفي المريض - تفسير قوله تعالى لقد تاب الله على النبي
-
35 حلقة 135: تبرع الزوج لزوجته من دمه - زكاة المحلات والشقق المؤجرة - من أسباب البكاء من خشية الله - زكاة المحلات والشقق المؤجرة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - نواقض الإسلام - صفات الزوجة الصالحة
-
36 حلقة 136: حكم القاتل نفسه - مس المرأة - الإعتراض على القدر - الاستغفار دون الإقلاع عن المعاصي - فتح المذياع على القرآن وعدم الإستماع له - قراءة القرآن بدون تدبر - حد الإسراف - صلاة التطوع - شروط خطيب الجمعة
-
37 حلقة 137: رفع القبور - زكاة الدين - نصيحة بمناسبة قدوم شهر رمضان - الفقه في أحكام رمضان - حج البنت عن أبيها المتوفى - الزوج الذي يشرب الخمر ويضرب زوجته - إنكار المنكر بإهداء كتاب أو شريط - الإخبار بالمغيبات - التوكل على الله
-
38 حلقة 138: التبرع للزوجة بالدم ولبس الساعة باليمين - لعن الرجل زوجته - من صلى والدخان في جيبه - تأخير الصلاة عن وقتها - الكافر ليس أخاً للمسلم - جعل المقابر حدائق - الدراسة في مدرسة مليئة بالشر - سلس البول - الطلاق ثلاثيا - حبوب منع الحمل
-
39 حلقة 139: علاج السحر - من يقرأ آيات للإنجاب - من طلق وهو عاقلاً مختاراً - من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها - باب التوبة مفتوح لأصحاب الكبائر - حكم من حلف أن يتزوج - الطلاق بالثلاث - حلف يمين بالطلاق
-
40 حلقة 140: التخفيف في الصلاة - تخفيف الإمام في الصلاة - كتب مفيدة في صفة صلاة النبي - زيارة المسجد النبوي ليس شرط في الحج - شروط التوبة النصوح - نكاح الشغار - النذر - الإسراف في المأكل والمشرب - حضور المرأة الأعراس - وضع آيات أو أذكار على جدران
-
41 حلقة 141: حكم من طلقته زوجته عبر المحكمة - حكم من حلف بالطلاق ليتزوجن - حكم من يأخذ من مال أمه بدون إذنها - الدعاء بعد الصلوات - حكم الأخذ من الحاجبين - المصافحة بعد الصلوات - الشعر الذي بين شحمتي الأذن والحنك من اللحية أم لا
-
42 حلقة 142: حكم التوسل بجاه النبي - حكم إقامة الجمعة لمن خرجوا إلى حول البلد - أهل السنة وتسميتهم بالوهابية - حكم القول للكافر يا سيد فلان - حكم صلاة وصوم من هجر أمه - حكم من حلف بالطلاق على زوجته بأن لا تذهب إلى بيت أهلها
-
43 حلقة 143: حكم الذهاب إلى العرافين والدجالين لشراء الذرية - حكم الحديث في أمور الدنيا داخل المساجد - لم تصم منذ فترة فماذا عليها - العمرة في غير أشهر الحج هل تسقط الفريضة - حكم زواج من تزوج من ابنته من الزنا - حكم الذبح للأولياء والصالحين
-
44 حلقة 144: ترديد كلمة التوحيد عند حمل الجنازة بدعة - حكم قراءة القرآن على الميت والتصدق عنه - ركوب المرأة مع السائق وحدها من الخلوة المحرمة - ذهب المرأة وزكاته - مسافة القصر ثمانين كيلو فأكثر - قول رضيت بالله رباً وعلاقته بالأذان
-
45 حلقة 145: حكم الزواج بمهر البنت، وحكم زواج الشغار - حكم قياس زكاة ما سقي من ماء السماء وزرع بالآلات على زكاة ما سقي بالنضح - هل على الراتب زكاة - ذبائح أهل الكتاب - من طلق زوجته وخرجت من العدة يعود إليها بعقد ومهر جديدان
-
46 حلقة 146: حكم إحرام المرأة بثياب بيض - الحناء وحل الظفائر في الإحرام - الوقوف بعرفة ومدته - أفضل دعاء يقوله الحاج في عرفة - حكم من أتتها الدورة الشهرية وهي واقفة بعرفة - الجمع والقصر في مسجد نمر
-
47 حلقة 147: أجرة الدلال ليست محددة - ما ينبغي فعله إذا انقطع صوت الإمام - حكم استعمال النساء لعدسات العين اللاصقة - هل تشترط الطهارة لسجود التلاوة - مسألة في صرف العملات - حكم من لا تدري كم أفطرت من رمضان وتريد القضاء
-
48 حلقة 148: دعوة المظلوم - تفسير قوله تعالى والله يريد أن يتوب عليكم - نواقض الإسلام - حكم من نسي قراءة الفاحة - الاستعاذة والبسملة في بداية الصلاة - كتب تفسير ينصح بها - حكم صبغ الشعر - الزكاة ونصابها - الدعاء على الأولاد الصغار
-
49 حلقة 149: مسألة خطيرة في الطلاق - حكم من لا يصلي ويستهزئ إذا نُصِح - مسألة فيها طلاق وظهار - حكم الصلاة خلف من يفرض نفسه إماما - حكم رمي فضلات الطعام في أماكن القمامات - الأعمال التي يصل ثوابها للميت
-
50 حلقة 150: هل امتزاج حليب المرضعة بالدواء يحرم به النكاح - حكم حفر القبور التي من عهد الروم لاستخراج الذهب - الحلف بالطلاق - حكم من ذبح عقيقة وأشرك معها نية الوفاء بالنذر - هل سب الدين يوقع الطلاق؟ - حكم زكاة الذهب الملبوس
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد