حلقة 361: تخصيص نهاية الخطبة بقوله تعالى إن الله يأمر بالعدل - هل الخلاف بين العلماء رحمة - تفسير قوله تعالى إن الذين توفاهم الملائكة - حكم من قال بأنه لا خلود في الجنة ولا النار - علامات الساعة الصغرى التي تبقت - كيفية إصلاح القلب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 361: تخصيص نهاية الخطبة بقوله تعالى إن الله يأمر بالعدل - هل الخلاف بين العلماء رحمة - تفسير قوله تعالى إن الذين توفاهم الملائكة - حكم من قال بأنه لا خلود في الجنة ولا النار - علامات الساعة الصغرى التي تبقت - كيفية إصلاح القلب

1-   قرأت حديثاً بأن قول الإمام عند الانتهاء من خطبة الجمعة: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...))[النحل:90] إلى آخر الآية, هذا بدعة، فهل هذا صحيح؟ فإن كان كذلك كيف يقع هذا من أئمة المساجد؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فكان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الخطبة خطبة الجمعة بعض الآيات عليه الصلاة والسلام وهذه الآية: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى.. (90) سورة النحل، من أجمع الآيات فلهذا كان الكثير من الخطباء يقرؤها في الخطبة، فقراءتها من أفضل القربات؛ لأنها آية جامعة للأمر بالخير والنهي عن الشر، إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فهي آية عظيمة جامعة من جوامع الكلم، فلا بأس بقراءتها في الخطب.   
 
2- هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال فيما معناه: (بأن اختلاف العلماء والأئمة رحمة)، أفتونا في ذلك؟
م يأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هذا من كلام بعض السلف، الاختلاف في الصحابة رحمة، والصواب أن الاختلاف ابتلاء وامتحان، والرحمة في الجماعة والاتفاق، ولكن الله سبحانه يبتلي عباده بالخلاف حتى يتبين الراغب في الحق والحريص على التفقه في الدين ومعرفة الدليل، قال جل وعلا: ..وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ.. (118-119) سورة هود، فجعل الرحمة للمجتمعين، قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. (103) سورة آل عمران، فالاختلاف ابتلاء وامتحان والتعاون على البر والتقوى من الرحمة، وفق الله الجميع.  
 
3- أستفسر عن الآية الكريمة في قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا))[النساء:97]؟
هذه الآية فيمن تخلف عن الهجرة بغير عذر شرعي، فالله جل وعلا عتب عليهم ذلك، فالواجب على من كان بين المشركين ولا يظهر دينه أن يهاجر، ولا يجوز له التأخر عن الهجرة، فسماهم ظالمي أنفسهم يعني بترك الهجرة، لأن ترك الهجرة مع القدرة معصية، فالواجب على من كان بين المشركين أن يهاجر وأن ينتقل إلى ديار المسلمين إذا قدر، لهذه الآية الكريمة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين" ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من جامع المشرك فسكن معه فهو مثله"، فالواجب على من كان بين المشركين أن ينتقل وأن يهاجر إذا استطاع ذلك، إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً* فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (98-99) سورة النساء، من عجز فلا حرج عليه، لكن من قدر أن ينتقل من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام وجب عليه أن يهاجر، وصار بقاؤه بين المشركين ظلماً لنفسه ومعصية يستحق عليها العقوبة، ولهذا توعدهم بالنار.  
 
4- هل يوجد كتاب لابن تيمية رحمه الله يقول فيه بأن الجنة والنار لا خلود فيهن؟
ابن تيمية وغيره من السلف كلهم يقولون: إن أهل الكفر مخلدون في النار، وأهل الإيمان مخلدون في الجنة، هذا بإجماع أهل السنة والجماعة، أن أهل الجنة مخلدون أبد الآباد لا موت فيها ولا فناء، بل هي دائمة وأهلها دائمون. وذهب بعض السلف إلى أن النار لها نهاية، وأنها بعد مضي الأحقاب لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) سورة النبأ، لها نهاية تفنى، ولكنه قول ضعيف ساقط مردود، والذي عليه أهل السنة والجماعة أن النار باقية ومستمرة لا تفنى أبداً وأهلها كذلك أهلها الكفرة معذبون فيها دائماً، نسأل الله العافية، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة البقرة: ..كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، وقال عز وجل: يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ(37) سورة المائدة، وقال تعالى: "لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا...إلى أن قال: فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (23-30) سورة النبأ، يعني أحقاب كل ما مضى أحقاب جاء بعدها أحقاب، وقال تعالى: ..كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) سورة الإسراء، فهي مستمرة، نسأل الله العافية، وأهلها كذلك مقيمون فيها أبداً وهم الكفار، أما العصاة فلهم أمد، عصاة الموحدين لهم أمد إذا دخلوها يخرجون منها بعدما يطهرون، العصاة منهم من يعفى عنه ولا يدخلها، ومنهم من يدخلها وإذا طُهِّر أخرجه الله منها وصار إلى الجنة، ولا يبقى في النار ويخلد فيها أبد الآباد إلا الكفار الذين ماتوا على الكفر بالله، نسأل الله العافية.  
 
5- ابن عمي رضع مع أخي الذي أصغر مني, هل أصبحنا إخوة لبنات عمي؟
إذا رضع من أمك، الذي رضع من أمك أخاً لكم وحده فقط، أما غيره لا، الذي رضع من أمك رضاعا شرعيا خمس مرات أو أكثر، حال كونه في الحولين، يكون أخاً لكم، وأما أخواته لا، يكونه هو بس فقط الذي رضع، أما أخواته وإخوته الآخرون لا، إنما هو فقط الذي رضع من أمك خمس رضاعات أو أكثر، حال كونه في حولين، يكون أخا لكم لقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: ..وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ.. (23) سورة النساء، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب".  
 
6- ما هي علامات الساعة الصغرى التي تبقت؟
يقال علاماتها الكبرى لا الصغرى، أما علاماتها الكبرى فهي عشر آيات: خروج المهدي، وخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج، وهدم الكعبة، ورفع القرآن، وآية الدخان، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وآخر الآيات نار تحشر الناس إلى محشرهم. هذه الآيات التي بقيت، نسأل الله السلامة، وآخرها طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة، بعدها لا يقبل عمل من الإنسان، إذا جدد عملاً لا يقبل، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ.. (158) سورة الأنعام، إذا طلعت الشمس من مغربها فالإيمان الجديد لا يقبل والإسلام الجديد لا يقبل، وبعدها الآية الأخيرة وهي حشر الناس، خروج النار من المشرق تحشرهم إلى محشرهم تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، حتى يصلوا إلى محل محشرهم التي تقوم فيه الساعة
 
7- هل ملامسة النساء الأجنبيات يبطل الوضوء؟
الله يقول: ..أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء.. (43) سورة النساء، اختلف العلماء فيها: فقال بعضهم: المراد بالملامسة المس باليد عن شهوة فهذا ينقض الوضوء مع الزوجة أو مع غيرها، والصواب أن الملامسة هي الجماع، وأن قوله تعالى: ..أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء.. أي جامعتم النساء، أما اللمس بدون جماع لا يبطل الوضوء، هذا الصحيح، سواء عن شهوة أو عن غير شهوة لا يبطل الوضوء، لا مع الزوجة ولا مع غيرها إذا لم يخرج شيء، أما إذا خرج مذي أو مني بطل، لكن إذا لم يخرج شيء إنما هو مجرد مس ولو بشهوة فالصحيح أنه لا ينقض الوضوء؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ربما قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ، والتقبيل يكون عن شهوة وعن يتلذذ، فكونه يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ يدل على أن المس لا ينقض الوضوء، وأن المراد بالملامسة هي الجماع. جزاكم الله خيراً.  
 
8- في آخر أسئلة هذا السائل يقول: سماحة الشيخ: كيف يستطيع الإنسان أن يصلح قلبه وذلك من الآثام والمعاصي؟
يسأل ربه التوفيق ويجاهد، الله يقول: وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ.. (6) سورة العنكبوت، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا.. (69) سورة العنكبوت، فعليه أن يجاهد نفسه لله، حتى يصونها عما حرم الله عليه، وعليه أن يسأل ربه التوفيق والإعانة ويكثر من ذكر الله ويبتعد عن جلساء السوء، هذه من أسباب السلامة، كونه يخاف الله ويراقبه ويتذكر أن المعاصي تسبب غضبه وتسبب عذابه، ويجتهد في سؤاله والضراعة إليه أن يحفظه وأن يصونه عما حرم الله عليه، ويكثر من قراءة القرآن والتدبر لمعانيه، ويجتهد في مصاحبة الأخيار ومجالستهم والبعد عن صحبة الأشرار، هذه من أسباب السلامة و العافية.  
 
9- كيف يكون لباس الرجل في الصلاة؟
اللباس المعتاد: قميص، أو إزار ورداء، كله كافي، يستر عورته ما بين السرة والركبة، عورة الرجل، ويكون على كتفيه رداء لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء" فإذا جعل رداء على عاتقيه وصلى في الإزار أو في السراويل كفى صحت صلاته، وإذا لبس ما هو أجمل، كالقميص الزيادة كان أكمل وأفضل، وهكذا لبس العمامة، لأن الله يقول: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ.. (31) سورة الأعراف، يعني عند كل صلاة، فإذا لبس غترته يعني عمامته وقميصا وصلى في ذلك فهذا حسن، ويكفي في ذلك الإزار والرداء، أو القميص، يكفي، ولو كان مكشوف الرأس. - يا شيخ عبد العزيز قد يقصد هذا السائل لبس البنطلونات بالنسبة للعمال في المساجد أيضاً؟ ج/ لا بد أن يكون اللباس ساتراً فالعورة ما بين السرة والركبة، والبنطلون إذا كان ما فيه تشبه بالكفرة إذا كان من لباس المسلمين وستر ما بين السرة والركبة أجزأ مع ستر المنكبين أو أحدهما بالرداء. 
 
10- هل حكم شريط القرآن كحكم المصحف في المس؟
لا ليس له حكم المصحف، الشريط غير المصحف، الشريط الذي فيه القرآن وفيه العلم، لا، ليس له حكم المصحف.  
 
11- كيف يكون للرجل المسئولية تجاه أسرته بتعليم أولاده التعاليم الإسلامية, وإذا كانت المرأة جاهلة بالدين هل يجوز له أن يضع اللوم عليها في التربية؟
الواجب عليه أن يعلمها ما تجهل، عليه وعلى أبيها وعلى أخيها أن يعلمها ويبصرها ما تجهل وعليها أن تتعلم وتحضر مجالس العلم، حتى تستفيد وهي متحجبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، تسمع القرآن من (نور على الدرب) والتعليم من (نور على الدرب)، فيه علم عظيم نور على الدرب، فيه التعليم والسؤالات المفيدة من جماعة من العلماء، فيه محاضرات وندوات طيبة، وعلى زوجها أن يعلمها إذا كان عنده علم، وهكذا أبوها وأخوها وعمها وخالها يعلمونها، وهي تسمع في مجالس العلم، تسمع من إذاعة القرآن ما يكون فيها من الخير العظيم، وإذا ذهبت إلى المسجد بإذن زوجها وسمعت العلم إذا كان فيه محاضرات فيه ندوات، وهي متحجبة أو تسمع خطبة الجمعة، كل هذا خير عظيم.  
 
12- هل للرجل الحق في التصرف بمال زوجته مثل: الذهب والمجوهرات برغبتها أو بغير رغبتها؟
ليس له التصرف في مالها إلا بإذنها، ليس للزوج التصرف في مالها إلا بإذنها، لأنها رشيدة، فإذا كانت غير رشيدة وليها الذي يتصرف: أبوها أو وكيل أبيها، أما الزوج، لا، فليس له التصرف فمالها لها. أما حديث: (ليس للمرأة عطية إلا بإذن زوجها) حديث ضعيف، المراد ليس لها تصرف في ماله هو، أما مالها فلها التصرف في مالها، ولهذا لما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من خطبة العيد أتى النساء ووعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة وكن يعطين الصدقات ولم يأمرهن بمشاورة أزواجهن، كان يأخذ منهن الصدقات ويتقبلها بلال، فدل على أن لهن التصرف في أموالهن إذا كن رشيدات، وليس له منعها من ذلك، وليس له التصرف في مالها بغير إذنها، وفي الصحيح: أن ميمونة قالت يا رسول الله أشعرت أني أعتقت فلانة؟ قال: (أما إنك لو أعطيتِها أخوالك لكان أعظم لأجرك)، ولم يقل لها: ليش تصدقتِ بها ما شاورتِني؟ قالت: إني أعتقتها فلم يقل: ليش ما شاورتِني؟ فدل على أن لها التصرف في مالها، إلا أنه قال لها: (لو أنك وهبتِها لأخوالك لكان أعظم لأجرك).  
 
13- من المعتاد عندنا بأن الناس إذا حملوا الجنازة إلى المقبرة يقومون بذكر: (لا إله إلا الله) مكرراً وبالصوت الجماعي, وعندما يصلون إلى المقبرة يقرؤون سورة يس بصوت جماعي, وجهونا حول هذا العمل من حيث من الإجازة؟
رفعهم الصوت عند حملهم الجنازة بصوت جماعي هذا بدعة ما لها أصل، المشروع عند حمل الجنازة الإنسان يتذكر هذا مصير، يتذكر الآخرة والموت، يكون عنده تذكر وخوف وحذر، أما: وحِّدوه، أو لا إله إلا الله، هذا بدعة ما لها أصل، وهكذا قراءة يَس عند القبر بدعة لا أصل لها، فإنها تقرأ يس عند الميت عند المحتضر قبل أن يموت، في بيته أو في أي مكان، أما أن تقرأ في المقابر أو عند الدفن فهذا بدعة لا أصل له.   
 
14- يسأل عن الآية الكريمة: ((إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ))[القمر:31]؟
هؤلاء أصحاب ثمود عذبوا لما عصوا وخالفوا وعقروا الناقة أرسل الله عليهم صيحة فكانوا كهشيم المحتظر، نعوذ بالله، هذا جزاؤهم في الدنيا غير جزاؤهم في الآخرة، وهو العذاب في الآخرة، نسأل الله العافية.     
 
15- إذا احتلم شخص وأصبح جنباً ولم يستيقظ من النوم إلا وقد أوشكت الشمس على الطلوع, فهل يصلي وهو جنب؛ لخوفه من ذهاب الوقت, أم يغتسل ثم يؤدي الصلاة؟
إذا استيقظ الإنسان وهو جنب يبدأ بالغسل ولا يصلي وهو جنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلِّها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"، هذا وقتها، يغتسل ثم يصلي، وليس له الصلاة وهو على جنابة، سواء قام عند طلوع الشمس أو بعد طلوع الشمس، أو بعد العصر، أو نائم عن العصر، يغتسل ثم يصلي.  
 
16- ما هي الأعمال والأقوال التي تعين على تثبيت الإيمان واليقين، والتي تبعد القلب عن القسوة وعدم الطمأنينة والخشوع, حيث أنني في بعض الأحيان أحس بلين وخشوع في القلب، وأحياناً أحسن بعكس ذلك؟
المشروع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، وسؤال الله التوفيق والهداية وصلاح القلب، هذه التي تعين على صلاح القلوب وعلى عمارتها بذكر الله وخشوعها وسلامتها من الوساوس، الإكثار من ذكر الله ومن قراءة القرآن بالتدبر وتذكر عظمة الله، وأنه سبحانه يحب من عباده أن يسألوه، وأن يذكروه وأن يخافوه ويرجوه، هكذا المؤمن والمؤمنة يستحضر عظمة الله، وأنه سبحانه هو الحكيم العليم المستحق لأن يعبد ويعظم ويذكر، فيكثر من ذكر الله ومن قراءة القرآن، ومن الدعاء يقول: اللهم أصلح قلبي، اللهم ارحمني، اللهم وفقني لما يرضيك، اللهم اهدني سواء السبيل، يجتهد في الدعاء مع ذكر الله، مع استحضار عظمة الله والخوف من الله عز وجل، وصحبة الأخيار يحرص عليه صحبة الطيبين والطيبات، المرأة تحرص على صحبة الطيبات والرجل يحرص على صحبة الطيبين الذين يعينونه على الخير.  
 
17- نحن أخوات من مدينة سراة عبيدة بالمنطقة الجنوبية, نسكن في الرياض, خريجات من الجامعة, تقدم لنا العديد من الخُطاب, لكن أبانا -هداه الله- يرفض كل من يتقدم إلينا, وذلك لأسباب سخيفة وواهية, فمنها: لأنه ليس من أهل المدينة, أي: أنه من مدينة أخرى, نرجو من سماحة الشيخ -حفظه الله- النصح لهذا الأب, ودلالته إلى الصواب؟
الواجب على أولياء النساء أن يتقوا الله، سواء كان أبا أو أخا أو عما أو ولدا، الواجب أن يتقوا الله، وأن يزوجوا النساء إذا خطبهن الأكفاء، ولا يحبسونهن لا لطمع ولا لوظيفة ولا لكون الرجل ليس من بلدهن، إذا جاء الكفء ولو كان من بلد أخرى ولو كان من قبيلة أخرى، يقول الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.. (32) سورة النــور، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)! ما قال: بشرط أن يكون من الجماعة أو من الحمولة لا، ولو من قرية أخرى، ولو من قبيلة أخرى، المهم أن يكون صالحا طيبا. فالواجب على أولياء النساء أن يتقوا الله وأن يسارعوا في تزويج مولياتهم من بنات أو أخوات أو بنات أخ أو غير ذلك، وأن يحذروا حبسهن أو عضلهن لطمع في رواتبهن أو لأسباب أخرى، الواجب الحرص على تزويجهن بالرجل الطيب والحذر من عضلهن أو ظلمهن.  
 
18-   هل يجوز للمرأة أن ترقص بين النساء في الأفراح, وإذا كان ذلك على آلة مباحة وكانت المرأة متسترة, أي: غير مبدية لمفاتنها, وهي في مكان لا يراها فيه الرجال؟
لا نعلم بأساً في الرقص بين النساء مع التستر الواجب لا أعلم بأساً، إذا كان ما هناك منكر لا اختلاط ولا آلة ملاهي، أما الدف فمباح للنساء في الأعراس. 
 
19- أنا امرأة أرملة وعندي سبعة من الأيتام, وأعيش في بيت متواضع, ولي دخل أقتات منه أنا وأولادي, وقد حصلت على عشرة آلاف ريال زكاة من أهل الخير, وقد احتفظت بها للزمن أي: لمستقبل أطفالي, وكانت مدة هذا الاحتفاظ بهذه الفلوس ما يقارب من سنتين, فهل تجب فيها زكاة, مع أننا فقراء؟
نعم تجب فيها الزكاة، في كل ألف خمسة وعشرون، ربع العشر، سواء لك أو للأولاد أو لكما جميعاً هكذا أوجب الله، قال تعالى: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ.. (43) سورة البقرة، وأموال الأيتام تؤدى زكاتها، فعلى ولي اليتيم أن يؤدي الزكاة عن يتيمه
 
20-  هل منع زوجتي عن زيارة بيت والدها يعتبر قطعاً لصلة الرحم؟
منعها لا يجوز، لا بد من تنظيم زيارة لا تضرك ولا يحصل بها قطيعة، فالواجب تمكينها من زيارة أبيها وإخوتها في صلة الرحم، إلا إذا كانت الزيارة يترتب عليها فساد، إذا كان في بيت أبيها شر أو أبوها ليس بطيب، زيارتها تضرها أو يدعوها إلى منكر فلا بأس أن تمنعها، أما إذا كان أبوها طيبا وسليما ولا يترتب على زيارتها ما يضرك ولا يضرها فلا تمنعها؛ لأن منعها من قطيعة الرحم ومن العقوق، فلا ينبغي منعها، والمرأة عليها أن تصل أرحامها، وعليك أنت أن تمكنها من ذلك فبقاؤها لديك وخدمتها لك حسب العرف، وعرف المسلمين أن المرأة تزور أباها وتزور أمها تزور أقاربها، فليس لك أن تمنعها إلا إذا كانت الزيارة فيها شر، تضرها في دينها أو تضرك فلا بأس أن تمنعها. إذا كان أبوها فاسقاً تضرها زيارته أو تضرك زيارته أو أخوها أو عمها إذا كان في الزيارة شر عليك أو شر عليها فلا بأس أن تمنعها
 
21- هل هناك صلاة قبل الإسلام، وما هي يا سماحة الشيخ؟
لا أعرف عن الجاهلية شيئاً من صلاتهم، الأنبياء لهم صلاة جاؤوا بالصلاة، الصلاة جاء بها الأنبياء، لكن كون الجاهلية يصلون صلاة لا أعرف شيئا عن صلاتهم، أما الأنبياء جاؤوا بالصلوات، جاء بها إبراهيم وجاء بها إسماعيل وجاء بها جميع الأنبياء
 
22- في يوم الجمعة -قبل صعود الخطيب للمنبر-: صليت ركعتين, وقمت بمسك المصحف الشريف وقلت: بحق هذا القرآن لا أشرب السجائر والدخان أبداً, فإذا شربت مثل الشيشة هل أكون وقعت في اليمين، وهل عليّ كفارة؟
لا يجوز لك أن تحلف بحق القرآن، حق القرآن تعظيمه، وتعظيمه إعماله، لكن أن تقول بالله أو بكلام الله، تحلف بالله وبكلام الله فلا بأس، أما بحق القرآن، حق القرآن عليك أن تعظمه وأن تعمل به، وهذا من عمله، وعملك مخلوق، فلا تقسم بالمخلوقات، لكن تقسم بنفس القرآن، بالله بكلام الله بعلم الله بعزة الله، تقسم بالله أو بصفاته، وعليك أن تجتنب الدخان وسائر المحرمات، عليك أن تحذر الدخان والشيشة والخمر وجميع المخدرات والمسكرات وإن لم تحلف، وإن لم تقسم، يجب عليك أن تجتنبها وتحذرها؛ لأنها منكرة ومحرمة، فالواجب عليك الحذر منها وتركها مطلقاً ولو لم تحلف. جزاكم الله خيراً 
 
23- إذا مات الرجل وأوصى قبل موته أن يذبحوا رأساً من الغنم أو أكثر أثناء الدفن وتقسم على الحاضرين, فهل أكلها جائز؟
هذه بدعة لا تنفذ، هذه الوصية بدعة ليس لهم تنفيذها. شكر الله لكم..

637 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply