حلقة 357: حكم حرمان البنات من الزواج - معنى: ما منكم من أحد إلا وقد عُلِمَ مقعده من الجنة والنار - حكم طاعة الوالدة في طلاق الزوجة - حكم الاحتفال بالمولد النبوي - من هم الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة - معنى كلمة سبحان - حكم النكت

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

7 / 50 محاضرة

حلقة 357: حكم حرمان البنات من الزواج - معنى: ما منكم من أحد إلا وقد عُلِمَ مقعده من الجنة والنار - حكم طاعة الوالدة في طلاق الزوجة - حكم الاحتفال بالمولد النبوي - من هم الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة - معنى كلمة سبحان - حكم النكت

1- سماحة الشيخ أب رفض الزواج لابنته حتى بلغ عمرها أربعين سنة, رغم خطبتها من شباب معروفين منذ 18 سنة, ولم يزوجها حتى بلغت ما يقارب من ثلاثة وأربعين سنة, بعد هذا العمر زوجها، ولم ترزق بأبناء بعد الزواج, هل يأثم الأب في ذلك، ونود من سماحة الشيخ عبد العزيز كلمة توجيهية للآباء؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذا الأب الذي فعل هذا الفعل ظالم لبنته وعليه خطر من عقوبة الله-تعالى-إذا كان خطبها بعض الأكفاء ولم يزوجه، لا يجوز للمسلم أن يعضل بنته ولا أخته ولا غيرهما من مولياته؛ بل يجب أن يسارع إلى تزويجها إذا خطبها الكفؤ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنه في الأرض وفساد كبير), ولأنها أمانه فالواجب عليه أداء الأمانة هذه الأمانة في ذمته فيجب البدار إلى أداء الأمانة بتزويجها على من خطبها من الأكفاء والمسارعة في ذلك؛ ولأن تركها بدون تزويج ومن وسائل الشرّ ووسائل الفساد؛ ولأنه من الظلم، فالواجب على من فعل هذا التوبة إلى الله, والحذر من العود إلى مثل ذلك مع غيرها، والواجب على الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يزوجوهن متى جاء كفؤ حتى ولو بالخطبة لهن، عمر-رضي الله عنه-خطب لابنته حفصة عرضها على الصديق, وعرضها على عثمان، ثم خطبها النبي- صلى الله عليه وسلم-وتزوجها، فالولي عنده النصح وعنده المحبة لتزويج مولياته لما في هذا من عفتهن, وتيسير وجود من يكفلهن، ولعل الله أن يرزقهن بعض الأولاد، فالحاصل أن حبس المرأة وعدم تزويجها مع وجود الأكفاء الخاطبين ظلم عظيم يستحق صاحبه العقوبة, ويستحق التأديب من ولي الأمر، فوصيتي لجميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم, وأن يبادروا ويسارعوا إلى تزويج المولية إذا خطبها كفؤ سواء بناتاً, أو أختاً, أو بنت أخ, أو بنت عم, الواجب البدار في التزويج إذا جاء الكفؤ وعدم التعطيل . 
 
2- سماحة الشيخ أب رفض الزواج لابنته حتى بلغ عمرها أربعين سنة, رغم خطبتها من شباب معروفين منذ 18 سنة, ولم يزوجها حتى بلغت ما يقارب من ثلاثة وأربعين سنة, بعد هذا العمر زوجها، ولم ترزق بأبناء بعد الزواج, هل يأثم الأب في ذلك، ونود من سماحة الشيخ عبد العزيز كلمة توجيهية للآباء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذا الأب الذي فعل هذا الفعل ظالم لبنته وعليه خطر من عقوبة الله-تعالى-إذا كان خطبها بعض الأكفاء ولم يزوجه، لا يجوز للمسلم أن يعضل بنته ولا أخته ولا غيرهما من مولياته؛ بل يجب أن يسارع إلى تزويجها إذا خطبها الكفؤ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنه في الأرض وفساد كبير), ولأنها أمانه فالواجب عليه أداء الأمانة هذه الأمانة في ذمته فيجب البدار إلى أداء الأمانة بتزويجها على من خطبها من الأكفاء والمسارعة في ذلك؛ ولأن تركها بدون تزويج ومن وسائل الشرّ ووسائل الفساد؛ ولأنه من الظلم، فالواجب على من فعل هذا التوبة إلى الله, والحذر من العود إلى مثل ذلك مع غيرها، والواجب على الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يزوجوهن متى جاء كفؤ حتى ولو بالخطبة لهن، عمر-رضي الله عنه-خطب لابنته حفصة عرضها على الصديق, وعرضها على عثمان، ثم خطبها النبي- صلى الله عليه وسلم-وتزوجها، فالولي عنده النصح وعنده المحبة لتزويج مولياته لما في هذا من عفتهن, وتيسير وجود من يكفلهن، ولعل الله أن يرزقهن بعض الأولاد، فالحاصل أن حبس المرأة وعدم تزويجها مع وجود الأكفاء الخاطبين ظلم عظيم يستحق صاحبه العقوبة, ويستحق التأديب من ولي الأمر، فوصيتي لجميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم, وأن يبادروا ويسارعوا إلى تزويج المولية إذا خطبها كفؤ سواء بناتاً, أو أختاً, أو بنت أخ, أو بنت عم, الواجب البدار في التزويج إذا جاء الكفؤ وعدم التعطيل . 
 
3- تزوجت من شاب ملتزم دون رضا والدته بعد أن كانت وافقت على الخطبة بل وحضرتها وباركتها, لكنها غيرت رأيها في الأخير؛ لأن هناك من وشى لها, ولهذا فقد رفضت إتمام الزواج, وأرادت أن تفسخ هذه الخطبة لكننا تزوجنا على أمل أن تغير رأيها بمرور الأيام, ولكن مضى أربع سنوات وزوجي يسعى لإصلاحها ولكنها ترفض, وطلبها الوحيد هو أن يطلقني، وأنا الآن معي ما يقارب من طفلين وأعيش مع زوجي حياة طيبة, ما حكم هذا الأمر، وهل زوجي يعتبر عاقاً؟
إذا كان الزواج شرعياً فلا بأس عليه، وليس بعاق، والواجب عليها أن تعينه على الزواج وألا تمنعه من الزواج, إذا كانت الزوجة لا بأس بها في دينها فليس لها الحق الوالدة أن تمنعه، المقصود أنه إذا كان الزواج شرعياً لا محذور فيه فإنه قد أحسن لما في ذلك من إعفاف نفسه والمسارعة لما شرع الله, والواجب عليها هي التوبة إلى الله وألا تمنعه من الزواج, وألا تأمره بطلاق امرأته إلا من علة، أما إذا كانت الزوجة غير مرضيه في دينها هذا له وجه، فإذا كانت السائلة غير مرضية وهي الزوجة، وأمه ترغب به عنها؛ لأنها غير مرضيه في دينها لفسقها, ومعاصيها, أو تهمتها بالفساد هذا له وجه، فينبغي له إطاعة أمه في ذلك, وفراق الزوجة التي لا خير فيها من جهة أعمالها الرديئة، فالحاصل أن التزوج أمر مطلوب، والولد عليه أن يتزوج ولو أبا والداه عليه أن يتزوج ويعف نفسه، وعليهما أن يساعداه على والديه يساعداه؛ لكن إذا كانت المخطوبة غير صالحه في دينها, فالواجب عليه أن يلتمس غيرها ولا يعصي والديه.  
 
4-   أحييكم بتحية الإسلام, وسؤالي هو كالآتي: إخواني في الإسلام! سؤالي هو: أن أحد الأشخاص قال لي في المولد النبوي الشريف: يعتبر هذا غير وارد في ديننا, فهل هذا صحيح أم لا، أنا أقول له: بأن هذا يوم عظيم، ويجب أن نحتفل فيه, فما هو رأي الشرع -في نظركم-
الاحتفال بالمولد النبوي غير مشروع؛ بل هو بدعه لم يفعله النبي-صلى الله وعليه وسلم- ولا أصحابه, وهكذا الموالد الأخرى لعلي, أو الحسين, أو لعبد القادر الجيلاني أو لغيرهم، الاحتفال بالموالد بدعة غير مشروعة، والرسول- صلى الله وعليه وسلم- هو الداعي إلى كل خير، وهو المعلم المرشد للأمة، ومن بعثه الله بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً يدعو إلى كل خير، وقال الله في حقه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً (سـبأ:28), وقال في حقه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً*وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (الأحزاب:45-46)، وقال-تعالى-: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً(لأعراف: من الآية158), ولم يرشد أمته إلى الاحتفال, ولم يحتفل في حياته بمولده, ولا فعله الصديق, ولا عمر, ولا عثمان, ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، ولا في القرون المفضلة في القرن الأول, والثاني, والثالث، وإنما أحدثه الرافضة ثم تابعهم بعض المنتسبين إلى للسنة، والرسول-صلى الله وعليه وسلم-قال: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد), وقال-عليه الصلاة والسلام-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد), وكان يقول في خطبته-عليه الصلاة والسلام-: (خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعه ظلاله), فالراجح والصواب عدم شرعية الاحتفال بالمولد بمولد النبي- صلى الله عليه وسلم- وغيره، والله-جل وعلا-إنما نفع الأمة وهداها ببعثته ما هو بالمولد، إنما نفع الله الأمة وأرشدها وأخرجها من الظلمات إلى النور ببعثته-صلى الله عليه وسلم- والوحي إليه، لما بعثه الله على رأس أربعين سنه وصار نبياً رسولا فنفع الله به الأمة، وأنقذ به الأمة من جهلها وضلالها لا بل المولد، نسأل الله أن- يصلي عليه ويسلم عليه-صلاة وسلاماً دائمين، المقصود أن الراجح هو أن الاحتفال بالمولد بدعة ولا يجوز فعله، وإن فعله كثير من الناس الآن، فالبدع لا ترجع سنة بفعل الناس، البدع بدع وإن فعلها كثير من الناس، ولكن المشروع للمسلمين العناية بأحاديثه وسيرته والسير على منهاجه، وتدريس سنته في المدارس وفي المساجد، تعليم الناس لسنته ودينه في المسجد, في المدرسة, في أي احتفال في الإذاعة حتى يتعلم الناس دينهم, وحتى يسترشدوا بما بينه لهم -عليه الصلاة والسلام-هذا هو المشروع، أما الاحتفال بمولده في ربيع الأول من كل سنة, بالأكل, والشرب, والذبائح, والخطب فهذا لا أصل له، وهذا من البدع ووسيلة للشرك، كثير من هؤلاء المحتفلين يقع منهم الشرك والغلو في النبي- عليه الصلاة والسلام- مع البدعة –نسأل الله السلامة والعافية-.     
 
5- المرأة عندما تكون متحجبة إذا رآها رجل غريب من غير قصد هل يعتبر هذا حرام؟
إذا كان من غير قصد فهذا لا شي عليه, الله يعفوا-سبحانه عما لم يتعمده الإنسان, لمّا سأل علي-رضي الله عنه-عن النضر قال: (اصرف بصرك فإنما لك الأولى وليس لك الثانية), فإذا صادف المرأة ونظر إليها صدفة فجأه يصرف بصره عنها لا يتابع النضرة النظرة.  
 
6- عندما يكون الشخص يصلي وفجأة وسوس له الشيطان, ونسي كم صلى، ربما يزيد ركعة, فكيف يتصرف في هذه الحالة
إذا وسوس له الشيطان ونسي هل صلى ثلاثاً أم أربعاً يجعلها ثلاث ثم يأتي بالرابعة ويكملها ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم, وإذا كان في الثانية وشك هي الثانية أم الثالثة يجعلها الثانية، يبني على الأقل لما ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدري كم صلا ثلاثاً أم أربع فليطرح الشك وليبني على ما استيقن ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم, فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته, وإن كان صلى تماماً كانتا ترغيماً للشيطان) أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-المقصود أنه يبني على اليقين إذا شك يبني على الأقل, إذا شك هل صلى ثلاث في الظهر, أو في العصر, أو في العشاء, أو أربع يجعلها ثلاث، شك صلى ثنتين أو ثلاث يجعلها ثنتين, وهكذا في المغرب لو شك اثنتين أو ثلاث يجعلها اثنتين, والفجر شك صلى واحدة أو ثنتين يجعلها واحدة، ثم يكمل ثم يسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم.     
 
7- المرأة هل لها أن تنوع في اللباس, أم عليها أن تلبس فقط الجلباب, وفي مجتمعنا الكثير من البنات إذا كن متحجبات يلبسن السروال وعليه مئزر, وأيضاً عليه الجلباب, هل هذا حلال أم حرام؟
المرآة تلبس ما يسر الله لها الزينة بين نسائها وعند زوجها مع التستر عن الأجنبي, أما عند نسائها وعند محارمها تلبس اللباس المعتاد لا حرج من لبس الزينة التي يلبسه أمثالها, ولا بأس بإظهار وجهها, وكفيها, وقدميها عند نسائها ومحارمها هذا لا حرج فيه، و إنما الحجاب عند الأجنبي عليها أن تحتجب وتستتر عن من ليس محرماً لها في وجهها وجميع بدنها وليس لها أن تلبس شيئاً يكون فيه مشابهة للكفار, لقوله- صلى الله وعليه وسلم-: ( من تشبه بقوم فهو منهم ), ولا تلبس أشياء تكون شهره تخالف أهل بلدها تترك الشهرة وتلبس لباس أهل بلدها وما اعتاده أهل بلدها حتى لا يكون ثوب شهرة .  
 
8- من هم الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، وكذلك الذين لا يظلهم؟
حسب ما جاء في الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله, إمام عادل, وشاب نشاء في عبادة الله, ورجل قلبه معلق في المساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه, ورجل دعته أمرآة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خالياً-يعني ما عنده أحد) ففاضت عيناه) يعني بكى من خشية الله-جل وعلا-أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين, وهكذا ما جاء في معناه من الأحاديث حسب ما يثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.   
 
9-  ما معنى كلمة سبحان
معناه تنزيه لله سبحان الله تنزيه لله عما لا يليق به-سبحانه وتعالى-هذا معنى التسبيح التنزيه والتقديس- سبحان الله- يعني تنزيهاً لله عن كل وصف لا يليق به- سبحانه وتعالى-.  
 
10- من هم الذين لا تجب لهم الزكاة أو الصدقة حتى ولو كانوا محتاجين؟
أهل البيت لا يعطون الزكاة, بنوا هاشم... النبي-صلى الله وعليه وسلم- (لا يعطون من الزكاة), وهكذا والداك, وأولادك, وزوجتك تنفق عليهم من مالك لا من الزكاة،إذا كانوا محتاجين تنفق عليهم من مالك على أبيك, وأمك, وجدك, وجدتك, وأولادك, لا من الزكاة, الزكاة لغيرهم للفقراء من أقاربك الآخرين أخوتك الفقراء, بني عمك, جيرانك للفقراء أبناء من المسلمين تعطيهم من الزكاة, أما والداك أبوك وأمك, وجدك، وجدتك، وأولادك هؤلاء تنفق عليهم من مالك لا من الزكاة, وهكذا كل غني لا يعطى من الزكاة إنما يعطاها الفقراء، والكافر لا يعطاها إلا إذا كان مؤلفاً على الإسلام يؤلف على الإسلام يعطى الزكاة تأليفاً له على الدخول في الإسلام أو لقوة إيمانه ويقينه
 
11- لم أصم رمضان في هذه الأعوام الثلاث عصياناً مني, وهذا كان في أول شبابي ولم أقض حتى الآن, هل أقضي هذه الأيام وأخرج كفارة, أم التوبة تكفي؟
عليك التوبة, والقضاء, والإطعام كل الثلاث, عليك التوبة إلى الله إلى من عدم الصوم, وعليك أن تقضي الصوم, وعليك أن تطعم عن كل يوم مسكين بسبب التأخير إذا كنت تستطيع الإطعام, هذا هو الواجب عليك, ولأن هذه جريمة عظيمة نسأل الله العافية، إذا كنت قد بلغت الحلم حين تركتها, فالواجب عليك القضاء, والتوبة إلى الله، وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد
 
12- هل المأموم يقرأ القرآن عند الصلاة؟
يقرأ الفاتحة فقط، المأموم يقرأ الفاتحة في الجهرية, أما في السرية يقرأ الفاتحة وما تيسر معها في الظهر, والعصر, يقرأ مع إمامه يقرأ الفاتحة وما تيسر معها, ويقرأ في الثلاثة من المغرب الفاتحة, والثالثة من الظهر والعصر الرابعة يقرأ الفاتحة.  
 
13- ذهبت إلى الحج وكان لديّ أقارب هناك يحتاجون إلى المال, فسمعت من بعض الإخوة بأنهم يقولون: لو أنك أعطيتهم المال وكنت ناوي للحج يسقط عنك الحج, هل هذا الكلام صحيح أم لا؟
لا هذا الكلام باطل الصدقة ما تسقط الحج الحج باق, عليه أن يحج وعليه أن ينفق على الفقراء من أقاربه إذا استطاع ذلك من باب صلة الرحم، والحج لا يسقط بالنفقة، يجب عليه أن يحج مقدماً على الصدقة، يجب أن يحج إذا كان عنده قدرة على الحج.  
 
14- هل النية عند الإحرام ضرورية أم لا؟
لابد من النية الأعمال بالنيات، يقول النبي- صلى الله وعليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات), فلا بد أن ينوي الحج أو العمرة عند الإحرام من الميقات, وهكذا في مكة إذا كان يوم الثامن عند ذهابه إلى منى لابد أن ينوي الحج ويحرم الأعمال بالنيات. 
 
15- تجديد الوضوء هل هو أفضل, أو الاعتكاف في مسجد, أو قراءة القرآن, أو تصلي السنة, أيهما أولى في هذه الأمور قبل إقامة الصلاة؟
تجديد الوضوء مستحب إذا كان قد توضأ سابقاً إذا جدد فهو أفضل ولا يلزمه تجدد الوضوء, والسنة أن يتقدم إلى الصلاة والجلوس في المسجد ينتظر الصلاة فيه خير عظيم, وإذا سمي اعتكاف فلا بأس؛ لأن اللبث في المسجد يسمى اعتكاف إذا نوى اعتكافاً عند انتظاره الصلاة أو الجلوس في المسجد يقرأ هذه قربة إلى الله-جل وعلا- فالمؤمن يتقرب إلى الله بما شرع فإذا قصد مسجد أن يقرأ فيه ويتعبد, ويصلي ونواه اعتكافا سواء ساعة أو ساعتين, أو يوم, أو يومين كله لا بأس, ولكن عليه أن يحافظ على الصلاة في جماعة في أوقاتها, ويحذر التخلف عن ذلك، وإذا أراد تجديد الوضوء إذا توضأ للظهر وأراد أن يجدد للعصر أو المغرب هذا أفضل, وإن صلى بالوضوء السابق فلا حرج.    
 
16- عند الصلاة هل للمسلم أن يقرأ بقلبه, أو بلسانه، أو بقلبه ولسانه مع تحريك الشفتين, وفي الدعاء كذلك؟
السنة أن يقرأ بقلبه وللسانه يستحضر، أم يقرأ بقلبه يقرأ بلسان وقلبه حاضر يستفيد ويتدبر، ويتعقل كما قال-جل وعلا-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (صّ:29), وقال-سبحانه-أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد:24), فالسنة للمؤمن أن يقرأ ويحرك لسانه في القراة حتى يسمع القراءة ويكون مع التدبر, والتعقل، والاستفادة.   
 
17-  صليت المغرب والعشاء ولم تكن ثيابي طاهرة, هل يجوز لي أن أعيد الصلاة، أم أن صلاتي صحيحة؟
إذا كنت تعلم أنها نجسه فعليك الإعادة, أما إذا كنت لا تعلم إلا بعد الصلاة لجهل أو نسيان فالصلاة صحيحة, أما إن كنت حين صليت فيها تعلم أنها نجسه فإن الصلاة غير صحيحة, أما إذا كنت لا تعلم إلا بعد الصلاة, أو أخبرة بعد الصلاة, أو ذكرت بعد الصلاة فالصلاة صحيحة
 
18- هل يجوز للمسلم أن يأخذ الأحكام الفقهية من جميع المذاهب للأئمة الأربعة, مثلاً: يأخذ حكم في مسألة فقهية في الصلاة من الشافعي, ويأخذ مسألة أخرى في الصلاة من المذهب الحنبلي, أو المالكي, أو الحنفي، أي: لا يتقيد بمذهب معين, فيأخذ من هذا ما يستطيع القيام به, ويأخذ من الآخر كذلك؟
ليس له هذا بل علية أن يتحرى الحق ويعمل بالحق وإذا أشكل أن يسأل أهل العلم، أما يتنقل في المذاهب على هواه لا ,يلزمه أن يتحرى الحق, فإذا اتضح له أن الحق ما قاله الشافعي, أو مالك, أو أبو حنيفة, أو أحمد, وغيرهم أخذ بالحق الذي قام عليه الدليل وإذا أشكل عليه سأل أهل العلم حتى يستقر على عمل مضبوط, لا يتنقل ويتلاعب بل يسأل أهل العلم عما أشكل عليه حتى يستقر في قلبه ما هو الأرجح. 
 
19-   ما حكم وضع جرائد النخيل أو الأراك على القبر في وقتنا الحاضر؛ لأن البعض يا سماحة الشيخ يحتج بأن وضع جريد النخل على القبر هو خاص بالرسول- صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه علم بالعذاب الذي كان يعذب به صاحبا القبر؟ وجهونا في ضوء ذلك.
هذا هو الصواب, ليس لأحد أن يضع الجريد ولا غيره على القبور؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- ما كان يضع على القبور شيء, قبور البقيع وغيرها ما كان يضع عليها شيء, إنما وضع الجريد على قبرين أطلعه الله على عذابهما, فوضع الجريدتين وقال: (لعلة يخفف عنهما ما لم ييبسا) ولم يضع الجريد على القبور الأخرى ؛ فدل ذلك على أنه لا يشرع وضع الجريد ولا غير الجريد على القبور الأخرى لأننا لا نعلم عذابهما والله أطلع نبيه على عذاب القبرين فوضع الجريد (لعلة يخفف عنهما ما لم ييبسا), فليس لنا أن نشرع شيئاً جديداً.    
 
20- ما حكم الصلاة على الميت الغائب، هل يجوز أن يصلى على إنسان غائب؛ لأن البعض يحتج بأن الصلاة على الغائب خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام عندما صلى على النجاشي؟
هذا محل خلاف بين أهل العلم وليس هناك شيء واضح في الحكم، لكن إذا صلي على من له قدم في الإسلام كأمير صالح وعالم له أثر في الإسلام صلاة الغائب فلا حرج إن شاء الله؛ لأن الرسول صلى على النجاشي لما حصل من الخير على يديه في إيوائه من الصحابة ونصه الحق، ثم دخل في الإسلام, فلهذا صلى علية النبي لما بلغة وفاته, وقال صلوا على صاحبكم ولم يحفظ عن النبي-صلى الله علية مسلم-أنه صلى على غيرة من الناس مع كثرة الموتى في مكة وغيرها, فلهذا احتج جمع من أهل العلم على أنه لا يصلى على الغائب, وأن هذا خاص بالنبي-صلى الله علية وسلم-وبالنجاشي, وقال بعض أهل العلم يصلى على الغائب وأن الأصل عدم الخصوصية لكن من كان مثل النجاشي عالم له أثرة في الإسلام، أمير له أثر في الإسلام، ومنفعة المسمين مبارك على كل حال هذا له وجه. 
 
21-   ما حكم النكت أو الطرائف المضحكة التي قد يقولها الشخص لكنها ترمي إلى الاستهزاء، وقد لا يكون لها أساس من الصحة, بحيث تكون افتراءً وزوراً وبهتاناً, نرجو منكم التعليق على هذا الأمر؟
هذه الأمور يجب الحذر منها وتركها، إلا إذا كان مزاحاً بحق، قليل، مزاحاً بحق وهو قليل لا بأس، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (فمن يشتري العبد) (وقال إني عبدٌ لله) وقال: (لا يدخل الجنة عجوز) يعني أن النساء شابات لا عجائز، وإن كانت ماتت عجوزاً يجعلها الله في الجنة شابةً لا عجوزاً، وهكذا السوق في الجنة شاباً، كل أهل الجنة شباب، وإذا كان مزحاً بحق وهو قليل لا بأس، أما المزح بكذب أو الإكثار من المزح أو من باب الاستهزاء هذا لا يجوز.

411 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply