حلقة 371: توجيه لمن يتهاون بالصلاة - حكم الزواج الذي عقده الأب لابنه دون وكالة منه - اللعاب لا يضر الصيام - الاستفسار عن كتاب ضياء الصالحين - عدد ركعات صلاة الضحى - حكم إكراه البنت على الزواج - ولدها لا يصلي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 371: توجيه لمن يتهاون بالصلاة - حكم الزواج الذي عقده الأب لابنه دون وكالة منه - اللعاب لا يضر الصيام - الاستفسار عن كتاب ضياء الصالحين - عدد ركعات صلاة الضحى - حكم إكراه البنت على الزواج - ولدها لا يصلي

1- وهو أن الكثير من الناس تساهلوا بأمر الصلاة، وكثير من الناس يؤخرها عن وقتها، والبعض أيضاً لا يصليها مع الجماعة؟

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن الصلاة أمرها عظيم، وهي عمود الإسلام كما صح بذلك الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رأس الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقد أكثر الله من ذكرها في كتابها العظيم في مواضع كثيرة لعظم شأنها فقال تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) سورة البقرة، وقال - عز وجل -: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة، في آيات كثيرات، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة العناية بالصلاة والمحافظة عليها في وقتها والحذر من التثاقل عنها والتكاسل، فإن ذلك من صفات أهل النفاق، كما قال الله - سبحانه وتعالى -: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء وكذلك يجب على الرجل أن يصليها مع الجماعة في بيوت الله - سبحانه وتعالى -، كما قال تعالى: (واركعوا مع الراكعين)، فالواجب أن يصلي مع إخوانه المسلمين، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر)، واستأذنه رجلٌ أعمى فقال: يا رسول الله، ليس لي قائدٌ يلائم المسجد فهل لي من رخصة أصليها في بيتي، فقال له النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (هل تسمع النداء بالصلاة قال: نعم، قال: فأجب)، فإذا كان أعمى ليس له قائد يلازمه لا يرخص له بترك الجماعة فكيف بحال من عافاه الله وأعطاه البصر والقوة، فالواجب على أهل الإسلام أن يعنوا بالصلاة وأن يعظموا أمرها كما عظمها الله ورسوله، وأن يجتهدوا في أدائها كما شرع الله، فالرجل يؤديها في الوقت في المسجد مع إخوانه المسلمين، ويحذر غاية الحذر من التثاقل، والمرأة كذلك عليها أن تؤديها في بيتها في وقتها بالطمأنينة والخشوع وعدم التثاقل عنها، وكثيرٌ من الناس يؤديها بغير خشوع وبغير طمأنينة بل بالعجلة وهذا خطرٌ عظيم، فإن الصلاة لا بد فيها من الطمأنينة ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي ولم يتم ركوعه ولا سجوده أمره أن يعيد، فقال: (ارجع فصلي فإنك لم تصل)، فالواجب على الجميع العناية بالصلاة فرضاً ونفلاً وأن تكون عن طمأنينة وإقبال عليها لا عن عجلة ونقص، فالواجب العناية بها أكثر وأن تؤدى كما شرع الله - عز وجل – في أوقاتها بالطمأنية واستكمال ما شرع الله فيها من الأركان والواجبات، والأفضل أيضاً أن يعتني بالمستحبات حتى يؤديها كاملة، وليس له تأخيرها عن وقتها، لأن تأخيرها عن وقتها محرم وفيه إضاعة أدائها في الجماعة أيضاً وكذلك في حق المرأة لا يجوز لها أن تؤخرها عن وقتها بل يجب أن تصلى الصلاة في وقتها، وكثيرٌ من الناس الآن قد يؤخرها عن وقتها مثل صلاة الفجر، فيسهر الليل ويتأخر عن صلاة الفجر وهذه مصيبةٌ عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالواجب الحذر من ذلك في حق الرجال والنساء، وكل سهرٍ يفضي إلى هذا فهو محرم، فلا يجوز السهر الذي يفضي إلى ترك الصلاة في وقتها أو تركها في الجماعة حقيقة، نسأل الله للجميع الهداية.  
 
2- ما هو الحكم في رجل استعقد عقد النكاح عن ولده بدون وكالة من ولده، وبدون إذنه، علماً بأن الولد يبلغ العشرين من عمره، وأيضاً كان الولد حاضراً أثناء العقد، فهل العقد صحيح، أم أنه باطل شرعاً؟
ليس للأب ولا غير للأب أن يعقد عن ولده أو أخيه أو غير ذلك إلا بإذنه، إلا بالوكالة إذا كان قد بلغ الحلم، وهذا كما بين في السؤال قد بلغ العشرين، فليس لأبيه أن يتزوج عنه إلا بإذنه، فإذا كان الولد لم يأذن له بذلك فالنكاح غير صحيح، والأصل أن يجدد، لأن الزوج هو صاحب العقد، فإذا لم يباشر ولم يوكل فلا عقد.  
 
3- إنني أصوم الشهر المبارك ومتطوعة أيضاً، بمعنى أني على صحة تسمح لي بالصوم ولا أحس بجوع أو عطش والحمد لله، ولكن ما يضايقني ويجعلني عصبية هو تكون اللعاب بكثرة في فمي، ويضعني في وضع حرج، فلا أستطيع التكلم أو الخروج، وحتى إذا لم أتكلم فإنه يتكون اللعاب، فماذا أفعل، هل أترك الصوم؟ علماً أني قادرة على الصيام كما أسلفت، وأنا موظفة ولا أستطيع - ما أدري ولا تسطيع ماذا
أما صوم رمضان فهذا واجب على جميع المسلمين والمسلمات المكلفين والمكلفات، فالواجب عليك وعلى غيرك من المسلمات المكلفات صوم رمضان وهو أحد أركان الإسلام الخمسة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت)، فعلى المؤمن وعلى المؤمنة صوم هذا الشهر، وأما التطوع فأنت بالخيار، إذا تطوعت بالصيام في غير رمضان فهذا إليك، والصوم فضله عظيم ومن تطوع به فله أجرٌ عظيم، لكن لا يلزمك الصوم إلا في رمضان أو صوم الكفارات أو النذور وأما الصوم تطوعاً فهو غير لازم إن صمت فلك أجر وإن تركت فلا بأس، وأما اللعاب فلا يمنع الصوم ولا يضر الصوم، اللعاب هو من الريق فإن بلع فلا بأس وإن بصقت فلا بأس، أما النخامة من الصدر أو من الرأس أو من الأنف النخامة ويقال لها النخاعة وهي الشيء الغليظ البغم الغليظ الذي يحصل للإنسان تارةً من الصدر وتارةً من الرأس هذا يجب على الرجل وعلى المرأة بصقه وإخراجه وعدم ابتلاعه، أما اللعاب العادي والماء العادي اللعاء الذي هو الريق هذا لا حرج فيه ولا يضر الصائم لا رجلاً ولا امرأة، أما إذا كان المراد باللعاب هنا هو النخاعة التي تكون من الصدر الغليظة أو تكون من الرأس فهذه يجب إخراجها وبصقها وعدم ابتلاعها.   
 
4-   لدي كتاب يسمى ضياء الصالحين، فيه جميع الصلوات والتسابيح والأدعية إلى آخره، لجميع الأيام والشهور، ولكل يوم توجد صلاة اليوم والليلة، وأنا أصليها جميعها دون استثناء، فهل ما جاء في هذا الكتاب صحيح، وهل صلاتي صحيحة؟
لا أعلم بهذا الكتاب، ولا أدري عما فيه، والذي فيه يعرض على ما جاءت به الشريعة يعرض على أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي وافق ما جاءت في الأحاديث في الصلوات فلا بأس، فإن كثيراً من الناس قد يجمع أحاديث لا تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، إما موضوعة وإما ضعيفة، فإذا رأيت إنساناً نظرنا فيه، والآن نقول لك: إن هذا الكتاب وأشباهه يعرض على الكتب الصحيحة كالبخاري ومسلم وصحيح البخاري وصحيح مسلم، والكتب الأخرى الصحيحة كأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجة لما صح فيها، وهكذا رياض الصالحين في الأحاديث الصحيحة والضعيف به قليل، فهذا الكتاب الذي لديك تعرض الأحاديث التي فيه على الأحاديث الصحيحة، وما أشكل عليك تبينينه لأهل العلم حتى يجيبوك عنه، الحديث الفلاني والحديث الفلاني حتى يستطيع أهل العلم أن يجيبوك على سؤالك.  
 
5- يُقال إن صلاة الضحى أقل ما يكون فيها ركعتان، وأكثرها اثنى عشرة ركعة، والبعض الآخر قيل إنها ثمانية؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها هكذا، وأنا أصليها حسب ما لدي من الوقت، فبعض المرات أصلي ركعتين، والبعض الآخر أصلي ثمان ركعات، وإذا سمح لي وقتي أصلي الاثني عشرة ركعة بكاملها، وعندما أصلي الركعة الأولى أقرأ الحمد والشمس، وفي الركعة الثانية أقرأ الحمد والضحى، ولكني بعض الأحيان بسبب مرضي لا أواظب على صلاتها، فقالوا لي هذا غير ممكن ويجب المواظبة على الصلاة، سؤالي: على كم ركعة أواظب في صلاة الضحى، هل أبقى على الثمانية كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وما هي السور التي أقرأها في البدء -أي في الركعة الأولى،- الشمس أم الضحى بالإضافة إلى سورة الحمد؟
صلاة الضحى سنة مؤكدة فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم- وأرشد إليها أصحابه، وأقلها ركعتان، فإذا حافظت على ركعتين فقد أديت السنة، سنة الضحى، وإن أديت أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو أكثر من ذلك فلا بأس على حسب التيسير، وليس فيها حدٌ محدود، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلّى اثنتين، وصلّى أربعاً وصلّى ثماناً يوم الفتح صلّى ثمان ركعات حين فتح الله عليه مكة، فالأمر في هذا واسع، وليس في ذلك حدٌ محدود، فمن صلّى ثماناً أو عشراً أو اثنتي عشرة أو أكثر من ذلك فلا بأس، يقول عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، فالسنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين، تسلم من كل اثنتين، وأقل ذلك ركعتان من الضحى بعد ارتفاع الشمس إلى وقوفها عند الظهر، هذا كله مستحب، والأفضل أن تصلى حين يشتد الضحى وحين تحتر الشمس، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الأوابين حين ترمض الخصال)، يعني حين تحتر الأرض على أولاد الإبل، وليس لهذا حدٌ محدود، ومن تركها فلا بأس، لو صليتها يوماً وتركتها يوماً فلا حرج في ذلك، لكن الأفضل المداومة، الأفضل المداومة، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أحب العمل إلى الله ما دام عليه صاحبه وإن قل)، فالمداومة أفضل ومن ترك سنة الضحى فلا حرج والحمد لله، لأنها نافلة غير واجبة، ثم السنة أن تقرأي مع الفاتحة ما تيسر، سورة طويلة أو قصيرة أو آيات ليس في هذا حدٌ محدود والواجب الفاتحة، وما زاد فهو سنة في قراءة معها الشمس وضحاها أو الليل إذا يغشى أو الضحى أو ألم نشرح أو التين أو اقرأ أو غير ذلك فلا بأس، أو قرأت آيات معدودات أو آية واحدة مع الفاتحة كله طيب وكله حسن، والحمد لله. أختنا سنعود إلى رسالتها إن شاء الله في حلقة قادمة وذلك لنتيح الفرصة أمام عددٍ من السادة المستمعين كيما تطرح أسئلتهم.  
 
6-   زوجني أبي مرغمة علي برجل يكبرني بخمسة وعشرين عاماً، ولقد مضى على زواجي منه ربع قرن، وأنجبت منة أربعة بنات وولداً، ولقد كان على علم في البداية بأنني لا أريد أن أرتبط به، وأرسلت له عن طريق البريد رسائل أخبره بذلك، وبأنني مرغمة على الزواج منه، ولا أريد له ولي التعاسة، فهو كان متزوج من قبلي ابنة عمه وأنجب منها وطلقها، ولا أريد أن يكون مصيري كهذا، تزوجته وعشت معه ثلاث سنوات لا أريد أن أربط نفسي به، وقدر الله وما شاء فعل، وأنجبت منه أربع بنات وولد، وكنت أعيش معه في بيت واحد والعلاقة بيننا فاترة، لقد عشت معه عشر سنوات لا علاقة بيننا، ولم يبين أو يعتذر، عشنا أغراباً عن بعضنا، وكرست وقتي لبناتي وابني وكان كل ما يفعل يؤلمني، المهم والأهم من ذلك في يوم من الأيام خرج من المنزل وغاب فانزعجت أنا وأطفالي لتأخره، وبعد البحث علمت أنه سافر وتركنا لا حول لنا ولا قوة، فحلفت وأقسمت أنني لم ولن أتعرف عليه بعد ذلك، وبرغم تحملي كل ذلك يتركني أنا الضعيفة ذات الجناح المكسور وبناتي وابني ويذهب دون أن يخبرني، فحلفت حتى إذا مات لن أعتد عليه، وبعد فترة من الزمن حوالي خمسة عشرة يوماً علمت أنه في إحدى البلدان، وقد اتصل بأهلي وأخبرهم بأنني يجب أن أعود إليه فرفضت وبقيت في مكاني، وتوفي هو بعد ذلك بفترة، ولكنني لم أدخل العدة، أولاً: لأنني حلفت، ثانياً: لعدم العلاقة التي تربطنا به، ثالثاً: تركنا، فما الكفارة التي تجب علي، وما عقابي؟ والله شهيد على ما أقول، واستغفر الله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما الزواج فقد انتهى والحمد لله وأنت قد أحسنت في مراعاة خاطر أبويك وأحببت رضائهما وتزوجت فالحمد لله، أما يمينك أن لا تسألي عنه وأن لا تعرفي عليه، فعليك عنها كفارةُ يمين إذا كنت سألت وتعرفت عليه، فعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة، كل واحد يعطى نصف الصاع من قوت البلد من تمرٍ أو غيره، أو كسوة يكسى، كسوةً تجزئه في الصلاة وأما كونك حلفت أن لا تعتدي عليه إذا مات فهذا غلطٌ منك ولا يجوز لك ذلك، فالواجب عليك العدة، فإذا كانت العدة قد مضت ولم تعتدِ عليه فعليك التوبة و الاستغفار عما جرى منك من التقصير، ولو كنتِ فعلت العدة عنه لكان هو الواجب وعليك كفارة عن يمينك أنك لا تعتد مثل كفارة الأولى، وإذا كان موته قد مضى بعده أربعة أشهر وعشر فقد انتهيت من العدة وعليك التوبة والاستغفار لعدم تعاطيك ما شرع الله في العدة من ترك الزينة و الطيب والحلي ونحو ذلك، وقد مضت العدة والحمد لله، وليس عليك أن تعيديها قد مضت العدة، أما إن كان قد بقي منها شيء لم تكن المدة أربعة أشهر وعشر فعليك أن تعتدي الباقي منها، تجنبي الملابس الجميلة و الطيب والحلي والكحل ونحو ذلك حتى تعتد العدة وهي أربعة أشهر وعشر، نسأل الله أن يعفوا عنا وعنك وعن المؤمنين. سماحة الشيخ: إذا تفضلتم تعرجون على أولئك الذين لا يأخذون رأي البنات عند الزواج، أو يرغمونهن ويحتجون بأعذار وأعذار؟ على كل حال ليس للأب ولا غير الأب أن يرغم وليته على الزواج، بل لا بد من إذنها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تنكح الثيب حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن)، قالوا: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: أن تسكت)، وفي اللفظ الآخر: إذنها سكوتها، وفي اللفظ الآخر: إذنها سكاتها، وفي اللفظ الثالث: والبكر يستأذنها أبوها وإذنها سكوتها، فالواجب على الأب أن يستأذن إذا بلغت تسعاً فأكثر، وهكذا أوليائها لا يزوجون إلا بإذن هذا هو الواجب على الجميع، ومن زوج بغير إذن فالنكاح غير صحيح، لأن من شرط النكاح الرضا من الزوجين، إذا زوجها بغير رضاها وقهرها بالوعيد الشديد أو بالضرب فالزواج غير صحيح، إلا الأب فيما دون التسع زوجها وهي صغيرة دون التسع فلا حرج في ذلك، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- تزوج عائشة بغير إذنها وهي دون التسع، كما جاء في الحديث الصحيح، أما متى بلغت تسعاً فأكثر فإنه لا يزوجها إلا بإذنها ولو أنه أبوها. إذن كلمة للائي يردن الزواج سماحة الشيخ؟ الواجب على الزوج إذا عرف أنها لا تريده أنه لا يقدم على ذلك، ولو تساهل معه الأب الواجب عليه أن يتقي الله وأن لا يقدم على امرأةٍ لا تريده، ولو زعم أبوها أنه أجبرها، فالواجب عليه أن يحذر ما حرم الله عليه، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أمر بالإستئذان. وهل من كلمة للمخطوبة؟ المخطوبة نوصيها بتقوى الله، ونوصيها بالموافقة إذا رأى والداها أن يزوجها على إنسان ولا شيء في دينه والحمد لله، فنوصيها بالموافقة، فإذا كان الزوج الخاطب طيباً في دينه وفي أخلاقه فإنا نوصيها وننصحها بأن توافق، ولا ترد الخاطب ولو كان المزوج غير الأب، فإذا عرفت أنه صالح فإنها ينبغي لها أن توافق لما في النكاح من الخير الكثير والمصالح الكثيرة، ولأن العزوبة فيها خطر، فالذي نوصي جميع بناتنا جميع الفتيات نوصيهن جميعاً بالموافقة متى جاء الكفر فنوصيهن بالموافقة وعدم الاعتذار بالدراسة أو بالتدريس أو بغير ذلك. أختنا تثير قضية سماحة الشيخ ألا وهي: كون هذا الرجل الذي تزوجها ولم تحسن العشرة بينهما أنه كان متزوجاً وطلق وهي تخاف ذلك الخوف، هل من كلمة حول هذا الموضوع سماحة الشيخ؟ ليس هذا بعذر، قد يتزوج ويطلق، ثم يوفق الله بالزوجة الثانية ولا يطلق، فليس هذا بعذر، وكذلك كبر السن، قد يكبرها بعشر سنين، أو بعشرين سنة أو بثلاثين سنة ليس هذا بعذر، فقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم- عائشة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وهي ابنة تسع سنين، وعند .. وهي بنت ست أو سبع سنين، فالكبر لا يضر، ولا حرج أن تكون المرأة أكبر ولا حرج أن يكون الزوج أكبر، فقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم- خديجة وهي بنت أربعين وهو ابن خمس وعشرين قبل أن يوحى عليه الصلاة والسلام، فهي تكبره بخمس عشرة سنة - رضي الله عنها وأرضاها- ثم تزوج عائشة وهي صغيرة بنت ست أو سبع سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وكثيرٌ من هؤلاء الذين يتكلمون في المذياع أو في التمثال ما يستوون من التفاوت في السن الزوج والزوجة كله خطأ كله غلط، لا يجوز لهم هذا الكلام، الواجب أن المرأة تنظر في الزوج فإذا كان صالحاً ومناسباً فإنه ينبغي لها أن توافق ولو كان فوقها في السن بكثير، وهكذا الرجل ينبغي أن يعتني بالمرأة الصالحة ذات الدين ولو كانت أكبر منه إذا كانت في سن الشباب وسن الإنجاب ولو كانت فوقه في السن، فالحاصل أن السن لا ينبغي أن يكون عذراً ولا ينبغي أن يكون عيباً ما دام الرجل صالحاً والفتاة صالحة، والله يصلح حال الجميع.  
 
7- إن لها ابناً لا يصلي، وقد نصحته وهددته ولم يبالي، عمره ست عشرة سنة، تقول: إنها تنصحه وهو يستهزأ بها، وفي بعض الأحيان يصلي ويعود، ويقول: إن الشيطان يوسوس فوق رأسه، وتستمر من مثل هذه العبارات سماحة الشيخ وتسأل وتقول: إنني مستجيرة بالله ثم بكم ، تنقذوني مما أنا فيه ، وتقودوني إلى الصواب ، وما العمل لأرملة لا حول لها ولا قوة إلا بالله ثم تريد العون منكم
هذا الولد الذي ليس مواضب على الصلاة الواجب نصيحته وتوجيهه إلى الخير ووعظه وتذكيره وتحذيره من غضب الله قال الله جل وعلا في حق أهل النار: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)، فترك الصلاة من أعظم الأسباب في دخول النار، لأن تركها كفرٌ أكبر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، فالصلاة لها شأنٌ عظيم وهي عمود الإسلام وهي الفارقة بين المسلم والكافر فالواجب على كل مسلم ومسلمة قد بلغ الحلم وبلغت الحلم أن يؤدي الصلاة وهو مأمورٌ بها قبل أن يبلغ الحلم حتى يعتادها ويتمرن عليها، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بأن نأمر أبناءنا بالصلاة إذا بلغوا سبعاً ونضربهم عليها إذا بلغوا عشراً، أما من بلغ فيجب عليه أن يصلي، وإذا تأخر عن الصلاة وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله، لأن الصلاة أمرها عظيم وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فعليك أيها الأخت في الله أن تنصحيه وأن تجتهدي في توجيهه إلى الخير وتحذيره من مغبةِ عملٍ سيء، فإن أصر فتبرأي منه واطلبي منه الخروج، الخروج عنك والبعد عنك حتى لا يضرك أمره، ولا تحل بك العقوبة وهو عندك فيجب عليه أن ينصاع لأمرك وأن يتقي الله - عز وجل – وأن يطيع أمره - سبحانه وتعالى – وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام في إقامة الصلاة، فإذا لم يتمثل وأصر على عناده وكفره فإن الواجب عليك هجره وكراهة لقائه والتمرع في وجهه بالكراهة وأمره بالخروج من بيتك وعدم اعتباره ابناً لك لعل الله أن يهديه بعد ذلك، وعليك مع هذا أن تأمري من له شأن من أقاربك كأبيك أو أخيك الكبير، أخواله الآخرين أن يوجهوه وأن ينصحوه وأن يؤدبوه إذا استطاعوا لعل الله يهديه بأسبابك. سماحة الشيخ بقي من وقت البرنامج ما يقرب من دقيقتين أرجوا أن تتكرموا فيها بمعالجة نفسية أختنا، حيث ألحظ أن فيها الألم والحسرة، لو تكرمتم؟ نوصيك أيتها الأخت في الله بالصبر، فالأمر ليس إليك، الأمر لله، يقول الله سبحانه: لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (272) سورة البقرة، ويقول سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) سورة القصص، لما اجتهد في هداية عمه أبي طالب لم يتيسر له ذلك، فأنزل الله عليه سبحانه وتعالى قوله سبحانه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) سورة القصص، فبهذا عزاء، وفيه تسلية لكِ ولأمثالك إذا أبى ابنك أن يهتدي ولا يوافق فلكِ في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، فإذا نصحتِ ووجهتِ وأمرتِ فالأمر إلى الله سبحانه وتعالى. سماحة الشيخ في ختام... 

557 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply